آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كتاب الطريقة القندرجية في المقام العراقي Qunderchi style in iraqi maqam /الحلقة 1

  1. #1
    مطرب المقام العراقي الصورة الرمزية حسين اسماعيل الاعظمي
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    العمر
    71
    المشاركات
    190
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي كتاب الطريقة القندرجية في المقام العراقي Qunderchi style in iraqi maqam /الحلقة 1

    ... سلسلة كتاباتي ...

    كتاباتي المطبوعة



    كتاب
    الطريقة القندرجية
    في المقام العراقي وأتباعها

    دراسة تحليلية فنية نقدية لأحدى طرق الغناء
    المقامي البارزة في القرن العشرين
    تأليف
    حسين إسماعيل الأعـظمي
    بغداد 2002
    الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر
    في بيروت شباط February 2007


    الحلقة (1)


    الاهــــــداء
    الى
    الرجل المفضال و المتفضل ، الصديق الأب
    عطـا عـبد الـوهـاب
    بعض الوفاء له


    العـَــــلَمْ
    صورة لعلم وخارطة العراق

    عشْ هكــــذا في عُــــلوِّ أيها العَلَمُ فإننا بكَ بعــــــدَ اللـــــهِ نعتصمُ
    جاءت تحييــِّــكَ هذا اليــوم معلنةً افراحها بك فإنظـــرهــذه الامــم
    إن العيــونَ قريراتٌ بمـــا شهدت والقلبُ يفـــرحُ والآمــــالُ تبتسمُ
    إن إحتُقِرتَ فــإن الشعـبَ محتقـرٌ وإن إحتُرِمتَ فـإن الشعـبَ محترم
    الشعبُ أنت وأنت الشعبُ أجمَـعُـهُ وأنت أنت جــلالُ الشعــبِ والعِظَم
    فإن تعُشْ سالمــاً عاشت سعـادته وان تمَـُت مــاتت الآمـــالُ والهمم
    هذا الهتاف الذي يعــلو فتسمعـــه جميعه لك فـــــإسلم ايهـــــا العَلَمُ(*)


    (*)الابيات الشعرية السبعة هذه للشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي عند رفع علم الدولة العراقية الحديثة لاول مرة 1921

    شكــر وثنـــاء

    أنجزت الكثير من الاعمال في حياتي الفنية وغير الفنية , ونجحت فيها جميعا , او في معظمها على الاقل , ولكنني لا اتذكر يوما انني استطعت ان انجز ايا منها بمفردي ..! او لم انجز ايا منها دون مساعدة الآخرين ..! فقد كان اهلي واقاربي واصدقائي وكل المصادر الاخرى في عوني دائما .. فاسمح لي عزيزي القاريء الكريم ان اتوجه بكل الشكر والثناء والامتنان والمحبة لكل من اعانني ومدَّ لي يد العون في انجاز هذا الكتاب الذي بين يديك الآن , عرفانا بأفضالهم الكثيرة التي تجعلني في موقف قد اعجز فيه فعلا عن رد جميلها لكثرتها , ومع ذلك لا بدَّ لي من ذكر بعضا من هذه الاسماء لاهميتها المباشرة في انجاز هذا الكتاب , فأول الفضل لزوجتي الحبيبة وداد خضر عباس الجبوري الناقدة الفكرية والجمالية لكل اعمالي الفنية , وفلذَّات اكبادنا الاربعة د. وديان وعازف القانون غسان ود. صبا ود. نوى , الذين تحمَّلوا كل طلباتي واتعبتهم كثيرا في الاعادة والتدقيق والتنقيح والتكرار لمضامين الكتاب في الكومبيوتر خاصة , ويمتد ذلك الى خالهم السيد ماجد الجبوري وابنته د. هند , حفظهم الله جميعا , وكذلك اشكر اخي الكريم (عديلي) الاستاذ الدكتور صباح حسين عقراوي الذي استفدت منه كثيرا ومن الجميع وتعلمت الكثير من برامج العمل بالكومبيوتر, ولا انسى اخي وصديقي العزيز غسان ثمين الذي لم اشعر بضيقه ابدا من تكرار طلب مساعدة منه فيما يتعلق بالكومبيوتر ايضا , ومن جانب آخر فان فضل معلمي وشقيقي الحبيب محمد واثق اسماعيل العبيدي كبير حيث اخذ على عاتقه تنقيح هذا الكتاب لغويا كما كان شأنه في كتابي السابق (المقام العراقي باصوات النساء) والاستئناس بآرائه الثاقبة .. وامتناني لأخي الفنان الكبير الرسام ابراهيم العبدلي الذي زوَّدني بصورة للوحتين من اعماله وهما (شارع الرشيد) و(شريعة النواب) التي وضعتهما داخل الكتاب لاهميتهما وجمالهما , وكذلك الامر شكري الجزيل للفنانين الكبار الذين اخترت لوحة من لوحاتهم وهم ماجد خضر الجبوري ووداد الاورفلي وليث عقراوي , وشكري لأخي العزيز الشاعر الغنائي حامد العبيدي وقصيدته الشعبية – نازل يا قطار الشوق – وكذلك اخي قصي جاسم حسين الطائي لتذليله الكثير من العقبات والمصور المخضرم آمري سليم الذي زوَّدني ببعض الصور الفنية النادرة , وادعُ للذين توفاهم الله عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته وفسيح جناته , منهم المرحوم عبد المعين احمد الموصلي الذي زودَّني هو الآخر ببعض الصور النادرة وكذلك استاذنا الراحل الحاج هاشم محمد الرجب لإجابته على اسئلتي الكثيرة بكل رحابة صدر وحصولي منه على كثير من الصور الفنية النادرة التي تنشر بعضها في هذا الكتاب لاول مرة ..
    هكذا تخلد الاعمال , وهكذا يخلد الناس الجيدون .. فلكل هؤلاء اسمح لي عزيزي القاريء الكريم مرَّة اخرى ان احني قامتي اجلالا وتكرمة وعرفانا بفضائلهم والله الموفق ..
    المؤلف
    مطرب المقام العراقي
    حسين الاعظمي عمَّان / آذار 2006
    الاردن عمان جبل الحسين
    الرمز البريدي 11192 ص ب
    922144
    Singer of Iraqi maqam
    Hussain alaadhamy
    Jordan amman gebel alhussain
    B . x 922144
    Hussain_alaadhamy@yahoo.com
    00962795820112 mobail



    صورة لمؤلف الكتاب
    حسـين اسماعيل الاعظمي مع بعض اوسمته 2006

    قالـوا غَبرْتَ تراثَ الخــالدينَ وقدْ نـــراكَ تبــــحثُ لا ضيقٌ ولا نصبُ
    أمــا ستتركُ مـن أودى زمـــــانهمُ وإنك إبـــن زمــانٍ أمـــــــرهُ عَجَبُ
    فقـــلتُ ذلكَ أصلي قد رَجَــــعْتُ له وكيـــف أُعـرَفُ لا أصــل ولا نسبُ
    انا ابن هذي الربا الخضرِ التي إنغـرستْ في تربها القيــمُ المعـطـاءُ والنشبُ
    انـا الذي كتبَ التـــــاريخَ ملحـــمةً لأمـــةٍ تتـحـدى كـلَ مــــا كتبــــــوا(*)

    (*) الابيات الشعرية الخمسة للشاعر أ . د. رشيد عبد الرحمن العبيد

    البــــــاب الاول
    الفصــل الاول

    - المقدمـــة
    - التعريف بالمقام العراقي
    - التقــــديم

    *****************

    المقـــــدمة
    عند حلول القرن العشرين ، امتلك المقام العراقي بنتاجاته الغنائية التي تجسدت بأصوات كل المغنين ، حقّه في النهضة من جديد ، بل يمكن ان نقول ، ان هذه الحقبة الزمنية ، يمكن اعتبارها ولادة جديدة للمقام العراقي الذي يمثِّل التراث الغناسيقي 1* في مدن العراق , بإعتباره تحقيقاً للترابط الوثيق بين المضامين التعبيرية للمقامات باصولها التاريخية التقليدية وشخصية ومشاعر كل عراقي ، ويرجع سبب ذلك على الأرجح ، الى تطور اجهزة الحفظ والنشر والانتشار والتوزيع وتوسع المد الصناعي بصورة عامة وشاملة , الامرالذي اعطى للحياة سيرا حثيثا وجعلها اكثر حيوية واثرا , ففي بداية القرن العشرين سجَّل الانسان صوته عن طريق جهاز التسجيل الصوتي لأول مرة في تاريخه ، ومن ثم استمع الى صوته بكل دهشه واستغراب ..!! فالمغنون والعازفون والباحثون ونقاد الموسيقى والمتخصصون في شؤون الفن الموسيقي بصورة عامة ، وغناء المقام العراقي بصورة خاصة وان اختلفوا ، فهم متفقون على دراسة ما يتعلق بالفن الغناسيقامي2* والبحث في طرق الغناقامي3* ولغته الادائية المتنوعة ، التي من شأنها ان تفيد وتنبه الى الفهم العميق والدقيق لطرق واساليب الغناء ، والتي لابد من شأنها ايضاً ان تساعد على تربية ذوق المتلقي بشتى مستوياته .
    في اواخرالقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وماتلا ذلك من عقود زمنية , صدرت بعض الكتب المتخصصة في شأن الموسيقى والغناء .. وذلك في خضم النهضة الموسيقية الجديدة ، سواء في العراق او في الوطن العربي عموماً من خلال تطور المد الصناعي وكثرة الوسائل المبتكرة وتزايدها باستمرار التي تساعد على هذا التطور .. ولعل اول هذه الكتب جاءت عن طريق فنان عبقري فرد هو المُلاَّ عثمان الموصلي 4* ، ورغم ان معظم كتبه لم تكن متخصصه بصورة مباشرة بالموسيقى والغناء ، إلا أن فصولاً عديدة تضمَّنت هذه الكتب تحدث فيها الموصلي عن شؤون الغناء والموسيقى .
    ويمكن اعتبار كتاب ( المغنون البغداديون ) 5* لمؤلفه جلال الحنفي , هو من اول الكتب الصادرة في شأن المقام العراقي ، لأن مضامينه كان الحنفي قد كتبها ونشرها في الثلاثينات من القرن العشرين في مجلة الفتح ، بصورة متسلسلة في اعداد من المجلة.
    اما كتاب ( الطرب عند العرب ) 6 * لمؤلفه عبد الكريم العلاف فيعتبر من الكتب الاولى التي تحدثت عن المقام العراقي ايضا حيث خصص العلاف فصلاً كاملاً طويلاً عن المقام العراقي ومغنيه بصورة تقترب الى التفصيل.
    ويمكننا ونحن مطمئنون ان نعتبر كتاب ( المقام العراقي) 7* لمؤلفه الحاج هاشم الرجب , اهم الكتب التي صدرت عن المقام العراقي لحد الآن ، لما تضمنه من معلومات وتفاصيل مقاميه قيِّمه جداً في هذا الشأن خاصة اذا عرفنا ان الرجب هو مطرب للمقام العراقي وعازف على آلة السنطور وخبير كبير في شؤون المقام العراقي واخيراً فهو كاتب ومؤلف صدرت له كتب عديدة في المقام العراقي والموسيقى.
    وهناك كتب اخرى... منها الكتاب المهم (المقامات) 8* لمؤلفه شعوبي ابراهيم خليل , حيث كتب متنه باسلوب المقامات الادبية , كمقامات الحريري والهمذاني وغيرهما .. ولكن هوامش الكتاب الكثيرة كلها تضمنت معلومات علمية وفنية جيدة جدا عن المقامات العراقية كغناء وموسيقى تراثية .. وله كتاب آخر مهم ايضا خاص بالمقام العراقي هو ( دليل الانغام لطلاب المقام ) 9* حيث بدأ بكتابته اثناء تدريسه للمقام العراقي في معهد الدراسات النغمية العراقي على شكل ملزمات تعليمية حتى صدر ككتاب .
    وهناك كتب اخرى يمكننا ان نستعرض اهمها كانت قد صدرت في هذا الشأن مثل كـتاب ( الموال البغدادي ) 10* وكتاب ( الغناء العراقي) 11* وكتــاب ( مقام المخالف) 12* وكتاب ( النغم المبتكر في الموسيقى العراقية والعربية) 13* وكتاب عن ( يوسف عمر ) 14* وكتاب ( المقام العراقي ) 15* وكتاب( الالات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي ) 16* وكتب اخرى كانت آخرها كتابين صدرا في بيروت وبغداد مطلع القرن الحادي والعشرين اولهما كتابي ( المقام العراقي الى اين ؟ ) 17* الصادر في آذار من عام 2001 ببيروت وكتاب (المداخل الفنية في المقام العراقي ) 18* لموفق عبد الهادي البياتي الصادر في ايلول من عام 2001 ببغداد ، وهناك مقالات ودراسات وكتابات كثيــــرة نشرت في الصحف والمجلات خلال القرن العشرين وحتى يومنا هذا ...
    ورغم الاختلافات الواردة في اساليب البحث ، فان لكل من الباحثين ملامحه الخاصة .. ولكن باستطاعتنا ان نلاحظ التماثل في مضامين البحث والاتفاق النسبي في اجزاء من تعريفات حول مفهوم المقام العراقي في نواحيه العلمية والفنية والادبية .
    ونستطيع ان نعتبر كتاب ( المقام العراقي ) لمؤلفه الحاج هاشم الرجب ، وكـــــتاب ( المقامات ) لمؤلفه شعوبي ابراهيم خليل ، كتابين مهمين ظهرا في فترة زمنية مهمة في التاريخ المقامي وهي (حقبة التجربة ) .. فقد وضع المؤلفان وهما من اهم فناني المقام العراقي .. نصب عينيهما مهمة تعميق شكل ومضمون المقام العراقي وترسيخ التناول العملي والعلمي والفني والنظري للغناء المقامي .
    وفي حالة اخذنا الموضوع من ناحية مونوغرافية 19* التي تعد اكثر سعه وشمولية وتركيزا للموضوع ، حول تاريخ الغناء المقامي في بغداد خاصة ، تبرز المضامين الرحبة مرتبطة ارتباطاً عضوياً في اللحن المقامي التقليدي التاريخي ، مكرسة تكريساً تاماً لموضوع لغة وطريقة الاداء .. وليس هذا وقفاً على الكتب التي تتناول موضوع المقام العراقي بصورة مباشرة ، بل تشمل كل الغناسيقى التراثية من ريفية وبدوية وجبلية وسهلية وصحراوية وساحلية وغيرها .
    أما كتاب الموال البغدادي لمؤلفه عبد الكريم العلاف ، فقد ضم مجموعة جيدة من الموالات البغدادية ( الزهيري ) 20* وهو نوع شعري يستخدم في غناء المقامات العراقية اضافة الى مجموعة من الابوذيات 21* والمربعات البغدادية 22* ، فهي مادة شعرية مهمة جداً امام اختيار المغنين منها كمادة كلامية لغنائهم المقامي .
    ويتحدث حمودي الوردي في كتابه ( الغناء العراقي ) بشمولية عن انطولوجية 23* الغناسيقى العراقية ، فقد تحدث عن معظم الوان الغناء والموسيقى في العراق واغراضها المتنوعة ومتى واين تغنى ولماذا ، المعبرة عن كل بيئات جغرافية العراق وتنوع سكانه من اديان وقوميات واقليات اخرى , تراثية كانت ام حديثة ، مدنية وريفية وبدوية وسهلية وصحراوية , وشمل ذلك اغاني المناسبات واغاني الاطفال واغاني العمل وغيرها .. ففي هذا الكتاب تتمركز وتتجمع في وحدة متكاملة ، البواعث الاصيلة لانطولوجية غناسيقى العراق من شماله حتى جنوبه ، اذ تتضح فيها اغراض الكتاب برمته ..
    اما كتاب ( الالات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي ) لمؤلفه د. صبحي انور رشيد ، فإنه يتحدث بصورة رائعة عن المقام العراقي وشرح مصطلحاته ومعانيه وبعض من التفصيلات الاخرى اضافة الى شرح مفصل عن الآلات الموسيقية العراقية التي تصاحب غناء المقام العراقي ، فهو كتاب لا يتأتى فقط من المهارة النظرية وحدها حسب ، بل من المعايشة العميقة الاكثر عمقاً والاكثر اثارة من قبل المؤلف لاجواء غناء المقامات العراقية .. وهناك كتب كثيرة اخرى تحدثت عن المقام العراقي .
    انتابني شعور من الزهو والفرح بعد وصولي الى عمان في طريق عودتي الى ارض الوطن الغالي – العراق - وانا اتلقى من صديقي الاسطورة يقظان الجادرجي(ابو عمران) ، نبأ صدور كتابي الاول الموسوم ( المقام العراقي الى اين ؟ ) في بيروت عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، وحينها كنت عائداً تواً من مهرجان ساوباولو بالبرازيل الى عمان , وكان كتابي هذا هو باكورة اعمالي الكتابية الذي جاء عنوانه استفهامياً في حيرة ودهشة من تطور التكنولوجيا ومخاطرها على التراث خاصة ونحن نودع القرن العشرين ونستقبل القرن الحادي والعشرين .. وقد كانت مضامينه عبارة عن دراسة تقترب من الناحية الاثنوموزيكولوجية 24* في الكتابة حيث تتوضح فيه علاقة هذا الغناء والموسيقى التراثية ( المقام العراقي ) بشكله ومضمونه مع المجتمع والحضارة والثقافة والتاريخ والمتلقي ، وهي المرة الاولى التي يطرح فيها موضوع الموسيقى العراقية والعربية والمقام العراقي بصورة خاصة بهذا الاسلوب من الكتابة بحيث يمكن قراءته من قبل أي قارئ عراقي او غير عراقي ، فهو لم يكتـــــــب للمتخصصين فقط , وانما للانسان اينما وجد كتعريف دراسي بتراثنا الخالد ,
    في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين ، جرت مناقشات وجدالات شتى بشأن المقام العراقي من خلال الندوات والمنابر التي عقدت حول هذا الموضوع ، وصدرت على اثرها الكثير من المقالات والدراسات من قبل متخصصين معروفين ، وتم طرح الكثير من الموضوعات الضرورية ، لكن الفقر الموجود في الثقافة الفنية والعلمية وارتباك مصطلحاتنا الثقافية في هذه الكتابات بصورة عامة ما عدا قلَّة قليلة منها ، أفضيا الى بلبلة دائمة في مفاهيمنا .. مثل طريقة الاداء .. الاسلوب العلمي .. الاسلوب الفني .. اسلوب المؤلفات .. اسلوب المغني الفلاني .. المدرسة الفلانية .. مدرسة فلان .. وهكذا استخدمت مفردة اسلوب او طريـقة او مدرسة في معان متباينة تماماً .. فعلى الفنان المقامي وعلى الاخص المغنون منهم ، ان يمتـلك اسلوبه الخاص . واسهل الوسائل وانجحها ، هي ان يجمع هذا الفـنان بين العلم والفن ويصهرهما في موهبته ومـمتلكاته العفوية ليصل الى اسلوبه الخاص الذي يميزه عن اقرانه من الفنانين المقاميين ، وهذا الجمع من العمل الاستاتيكي ينسحب بصورة متماثلة على جميع الفنون الاخرى .
    ان الاتجاه او الاتجاهات الادائية ، يمكن ان تكون جماعية او فردية ، ففي الدراسات الاكاديمية يطلق على الاساليب الجماعية مصطلح ( المدرسة ) او مدارس ادائية ، ويطلق على الاسلوب او الاساليب الفردية مصطلح ( طريقة ) او طرق ادائية ، فثمة اسلوب او طريقة خاصة لتيار جمالي في اداء المدرسة البغدادية مثلاً او المدرسة الكركوكية او المدرسة الموصلية او المدرسة الاربيلية او السليمانية او الدهوكية .. الخ وهو ما يمثل الاساليب الجماعية لمجتمعات معروفة للمحافظات الشمالية في العراق , كركوك والموصل واربيل والسليمانية ودهوك .. ونعثر في نفس الوقت على طرق ادائية لكثير من المغنين الابداعيين خاصة بهم بصورة انفرادية تميزهم عن اقرانهم الآخرين في الاداء مثل طريقة رحمة الله شلتاغ (الطريقة الشلتاغية) او طريقة احمد الزيدان ( الطريقة الزيدانية ) او طريقة رشيد القندرجي (الطريقةالقندرجية) او طريقة محمد القبانجي ( الطريقة القبانجية ) وهذه الطرق التي يؤسسها المغنون الكبار يكون لها اتباع من مغنين آخرين تأثروا بها واقتنعوا بفحواها , فالفنان الفرد المقتدر يمكنه غناء عملاً غناسيقياً مقامياً وباسلوبه الانفرادي .. والاسلوب الانفرادي هذا , يستطيع المغني من خلاله ان يميز غنائه المقامي عن اقرانه المغنين باسلوبه الخاص جدا , سواء أكان هذا الاسلوب ضمن المدرسة الجماعية او ضمن الطرق الانفرادية التي يؤسسها المغنون الكبار , فأساليب المغنين من اتباع الطريقة الرشيدية مثلا , رشيد الفضلي اوحسقيل قصاب او احمد موسى او عبدالقادر حسون او شهاب الاعظمي او الحاج هاشم الرجب ... مغايرة لبعضهم ومميزة فيما بينهم جميعا رغم انهم اتباع طريقة واحدة استقوا صلب غنائهم من فحوى هذه الطريقة او تلك .... ويتناظر هذا الامر عندما يكون المغنون ضمن مدرسة واحدة اخرى ولتكن المدرسة البغدادية او أي مدرسة اخرى في غناء المقام العراقي , فنلاحظ ان كل المغنين ضمن هذه المدرسة في تيار ادائي واحد , لكنهم مختلفون عن بعضهم في تفصيلات خصوصية اداء كل منهم على صعيد خصوصية كل مغن ... فمفهوم الاسلوب الادائي دقيق وخاص جدا سواء اكان ضمن تيار انفرادي او جماعي , والطريقة خاصة بجزء من تيار جماعي .. والمدرسة هي الأُم التي تحوي كل هذه التفصيلات ... وعلى هذا المنوال يمكن لفناني الالوان الغنائية الاخرى , او الفنانين بصورة عامة اثناء ادائهم لمادة غنائهم ترك نتاج يسجل لهم فردياً بغض النظر عن انتمائهم الجماعي كمدرسة او الانفرادي كطريقة ..
    .اضافة الى ذلك يمكن اعتبار كتاب( الموسيقى الفنية المعاصرة في العراق) لمؤلفه ي قوجمان وهو عراقي من الذين هاجروا مطلع الخمسينات الى فلسطين المحتلة ثم اقام في لندن , والكتاب صادر عن دار اكت للتراجم العربية بلندن , ويعد الكتاب افضل دراسة منهجية عن المقام العراقي والموسيقى العراقية رغم وجود بعض الملاحظات التفصيلية حول مضامينه , والكتاب في الاصل رسالة ماجستير حصل عليها المؤلف عام 1973 وصدرت ككتاب عام 1978 , وفي هذا الكتاب كان المؤلف قد حصر موضوع بحثه عن الموسيقى الفنية في العراق وعن المطربين والعازفين المقاميين اليهود فقط , واعتمد على مصادر ثلاثة فقط وهي كتب الحاج هاشم الرجب وجلال الحنفي وعبدالوهاب العزاوي من خلال مقالاته وبرامجه الاذاعية , ربماالمقصود عبد الوهاب الشيخلي وليس العزاوي , لان الاول موسوم بالمقالات والدراسات النقدية والبرامج الاذاعية حول المقام العراقي منذ اكثر من نصف قرن .. وقد تجاهل المؤلف دون قصد مؤلفات ودراسات كثيرة اخرى لعل اهمها كتب المرحوم شعوبي ابراهيم خليل وعبدالوهاب بلال وعبد الكريم العلاف وحمودي الوردي وكثير من النقاد الاخرين , ورغم ان المؤلف غير متخصص في الموسيقى والمقامات بصورة مباشرة كما يبدو لي , ولكن دراسته المنهجية البحــثية هذه من حيث انها منهج للبحث , يحمد عليها ...
    وعودة الى الندوات والمنابر التي اقيمت في العقود السابقة لدراسة شؤون المقام العراقي ، فقد ظهرت في غضون المناقشات التي جرت على صفحات الصحف والمجلات محاولات لتحديد المفاهيم مثل .. لايجوز خلط اساليب المدارس الادائية المقامية بمضامين وتفصيلات المكونات الدقيقة للمقامات من ناحية ، وباساليب الطرق الفردية للمؤدين التي هي في الواقع جزء من اساليب المدارس العائدة لها .. لكنها اساليب فردية ابداعية من ناحية اخرى .. وغيرها من الطروحات التي لم تتوصل الى نتائج نهائية لهذه المفاهيم ، على كل حال ، فكل كتاب من الكتب التي تم تأليفها حول موضوع المقام العراقي ، يحتوي على مدى داخلي معين .. وهكذا تصبح في هذه الكتب .. قضية التأليف النظري اكثر بروزاً في الثقافة المقامية .. على اعتبار ان اكثر الكتَّاب المقاميين هم من المتخصصين النظريين في شؤون المقام العراقي وليسوا عمليين ، أي ليس فيهم من هو مغني مقامي او عازف مصاحب لغناء المقامات ، سوى قلة منهم تمكنوا ان يجعلوا دراساتهم اكثر عمقاً واكثر فائدة لان احاسيسهم الفنية والعلمية في شكل ومضمون المقامات اقرب في التعبير من زملائهم النظريين الذين لم يخوضوا التجارب العملية في غناء المقامات العراقية اوعزفها ولم يتوصلوا الى اعماقها الدقيقة ..
    ولمَّا كان هؤلاء الكتَّاب ، بصورة عامة اصحاب افكار ومعلومات في شؤون المقام العراقي ، فإن تأثير تناول بعضهم لموضوعات ، المقام العراقي التفصيلية جيدة وبعضها يفوق الحدود المطلوبة ، فمكانة الباحث المتخصص تتسم بالعلو وسعة الافق وتنكشف حاسته الاستاتيكية 25* في كل صفحة من اعماله الكتابية ويقترن تبحُّره العميق بمدى احساسه العلمي والفني والعملي والنظري على وجه العموم .. وبالرغم من كل ذلك ، فإن آراء ومواقف المغنين المقاميين او العازفين في بعض الاحايين ، ازاء هذه المؤلفات .. موقفاً انتقادياً باعتبارها مظهراً لنظام من الافكار والمعلومات غير عميق او غير كافي او ليس كما ينبغي حسب وجهات نظرهم .

    الهوامش
    ملاحظة .. في صفحة الَعلَم عند بداية الكتاب , الابيات الشعرية السبعة للشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي قالها عندما رفع علم الدولة العراقية لاول مرة عند تأسيسها بعد ثورة العشرين الباسلة , وفي الصفحة التي تتضمن صورة المؤلف عند بداية الكتاب ايضا كتبت تحت الصورة خمسة ابيات شعرية هي للاستاذ الدكتور رشيد عبد الرحمن صالح العبيدي ,

    • 1* الغناسيقى..مختصر لمفردتي الغناء والموسيقى ..اوالغناسيقي ونقصد الغنائي الموسيقي
    • 2* الغناسيقامي..مختصر للمفردات الغناء والموسيقى والمقام ..(الغنائي الموسيقي المقامي)
    • 3* الغناقامي ..مختصر لمفردتي الغناء المقامي ..
    • 4* الملا عثمان الموصلي – ابن الحاج عبد الله بن الحاج فتحي بن عليوي الموصلي . من عائلة الطحان الموصلية , ولد 1271 هـ 1854 م في الموصل – توفي والده وعمره 7 سنوات , فقد بصره وهو صغير السن لا صابته بمرض الجدري , حفظ القران الكريم وهو صغيرا وتعلم الموسيقى وحفظ كثيرا من الشعر أيضا . جاء بغداد بعد وفاة السيد محمود فتولى تربيته احمد عزت العمري وهو ابن السيد محمود .. فحفظ صحيح البخاري على يد الشيخ داود وبهاء الهندي , تعلم القراءات على يد السيد الحاج حسن , ثم اخذ الطريقة القادرية عن السيد محمد النوري, ذهب الى استانبول وهناك أعجب به السلطان عبد الحميد الذي امر بتعيينه مديرا لجامع أيا صوفيا الذي كان يصلي فيه السلطان عبد الحميد , تجول بين بيروت وسوريا وتركيا وتعرف على مقرئيها وفنانيها ثم سافر الى مصر فالتف حوله المغنين والموسيقيين ثم عاد الى بغداد وعمل في جامع الخفافين .. كان الملا عثمان من اذكى الناس , سريع الحفظ .. رحيم كريم الطبع والاخلاق شاعرا فصيحا وعاميا وباللغة التركية والفارسية وملحنا , سريع البديهة , خطيبا بليغا عازفا ماهرا على الات القانون والعود والناي والضرب على الايقاع عالما بها .. اخذ عنه ابو خليل القباني من اكابر الفنانين في عصره واخذ عنه ايضا عبد الحمولي الموشحات وبعض الانغام التركية , نشر سلمى الحجاز كارو النهاوند في مصر والبلاد العربية حيث كانا مجهولين .. خمس كثيرا من القصائد للشاعر عبد الباقي العمري , لحن الكثير من الاشغال الدينية التي تؤدى في المناقب النبوية الشريفة وربما كلها وهي من نظمه وتلحينه وقد اعطى معظمها الى تلميذه سيد درويش عندما تلمذ على يدي الملا عثمان في حلب عندما جاءت فرقة عطا الله المصرية الى حلب وفي القاهرة عندما ذهب الملا عثملن الى مصر اواخر القرن التاسع عشر .. الف كتبا كثيرة في شتى العلوم منها .
    • ابيض خواتم الحكم ( في التصوف )
    • كتاب نباتي - الطراز المذهب في الادب - الابكار الحسان - التوجع الاكبر بحادثة الازهر - رسالة من تخميس الامام اليوصيري -جمع نفح ديوان عبد الباقي العمري ( الترياق الفاروقي ) .
    • وقد تلمذ على يديه الكثير من قراء القران العراقيين منهم
    • الحافظ مهدي - عبد الفتاح معروف - محمود عبد الوهاب - محمود الهاشمي ( الرجب , الحاج هاشم محمد , المقام العراقي , ط ثانية , بغداد , 1983 ص 114-118, كذلك انظر كتاب ( المقام العراقي الى اين ؟ ) ص53 – للمؤلف - .وكذلك كتاب ( المقامات ) لشعوبي إبراهيم الصادر عام 1964 في بغداد .ومصادر اخرى ..
    • 5* المغنون البغداديون..لمؤلفه جلال الحنفي , بغداد 1964 وهو كتاب سبق للحنفي ان نشر مضمونه على شكل مقالات في مجلة الفتح عام 1939
    • 6* الطرب عند العرب .. لمؤلفه عبدالكريم العلاف , بغداد 1945
    • 7* المقام العراقي .. لمؤلفه الحاج هاشم الرجب 1961 الذي يعتبر افضل كتاب متخصص في المقام العراقي حتى هذا اليوم ..
    • 8* المقامات.. لمؤلفه شعوبي ابراهيم خليل , 1964 كتب على غرار المقامات الادبية كمقامات الهمذاني والحريري وغيرها , ولكن هوامشه الكثيرة تضمنت الكثير من المعلومات المقامية الموسيقية المهمة وحياة الاعلام ..
    • 9* دليل الانغام لطلاب المقام ..لمؤلفه شعوبي ابراهيم خليل , 1982 كان المؤلف قبل ان يطبعه ككتاب قد كتبه على شكل ملزمات تدريسية لطلبة معهد الدراسات النغمية العراقي حتى طبعته دائرة الفنون الموسيقية منهجا لهم ..
    • 10* الموال البغدادي .. لمؤلفه عبدالكريم العلاف , بغداد 1964*
    • 11* الغناء العراقي , لمؤلفه حمودي الوردي ..صدر بمناسبة انعقاد مؤتمر الموسيقى العربية الثاني في بغداد 1964 وكتاب آخربنفس الاسم صدر في بغداد 1988 لمؤلفه ثامر العامر
    • 12* مقام المخالف ..لمؤلفه حمودي الوردي .. بغداد 1969
    • 13* النغم المبتكر في الموسيقى العراقية والعربية .. لمؤلفه عبدالوهاب بلال ..بغداد 1969
    • 14* كتاب عن يوسف عمر .. لمؤلفه كاظم جاسم محمد , بغداد 1987
    • 15* المقام العراقي.. لمؤلفه ثامر العامري
    • 16* الالات الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي .. لمؤلفه الاستاذ الدكتور صبحي انور رشيد
    • 17* المقام العراقي الى اين؟..لمؤلفه حسين اسماعيل الاعظمي , آذار2001- المؤلف -
    • 18* المداخل الفنية في المقام العراقي .. لمؤلفه موفق عبدالهادي البياتي تشرين الاول 2001 ..
    • 19* المونوغرافيا .. البحث العلمي في موضوع واحد
    • 20* الزهيري .. نوع من انواع الشعر الشعبي , يتكون من سبعة اشطر , الاشطر الثلاثة الاولى تنتهي بكلمة هي بمثابة القافية متفقة في اللفظ ومختلفة في المعنى , والاشطر الثلاثة الثانية تنتهي بكلمة اخرى جديدة متفقة في اللفظ ومختلفة في المعنى ايضا والشطر السابع ينتهي بنفس كلمة الاشطر الثلاثة الاولى وبمعنى جديد ..
    • 21* الابوذية..نوع من انواع الشعر الشعبي , تتكون من اربعة اشطر , تنتهي الاشطر الثلاثة الاولى بكلمة موحدة في اللفظ ومختلفة في المعنى بمثابة القافية , وينتهي الشطر الرابع بكلمة تنتهي بحرفين هما (الياء والتاء المربوطة) مثل مفردة , المنية, خطية, سوية, علية, وطية......
    • 22* المربعات البغدادية .. نوع من انواع الغناء الشعبي البغدادي تصاحبه الآلات الايقاعية غالبا ويسير مع ايقاع الجورجينة في اكثر الاحيان
    • 23* الانطولوجية .. تنوع المكونات ضمن المجتمع والجغرافيا الواحدة .. ومقصدنا هنا في هذا الكتاب تنوع انعكاسات مختلف بيئات العراق من شماله حتى جنوبه في موضوع الموسيقى والغناء الحاوي على الموسيقى المدنية والريفية والبدوية والصحراوية والسهلية والجبلية والحديثة اضافة الىموسيقى الاديان والقوميات والاقليات الموجودة في كل محيط العراق ..
    • 24* الاثنوموزيكولوجية ..
    • 25* الاستاتيكية .. علم الجمال – aesthetics - علم يبحث في جوهر الفن واشكاله وعلاقته بالواقع وفي طريقة الابداع الفني وتعابيرها الجمالية ..(الاعظمي , حسين اسماعيل , المقام العراقي الى اين .؟المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت , 2001 ,ص36)


  2. #2
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    المطرب والباحث حسين الأعظمي،
    كل عام وأنت بخير. وأشكرك على تعريفنا بالمقام العراقي العريق ونحن سنسلط الضوء على هذه السلسلة في نشراتنا العالمية.
    في هذه الأثناء، يمكن استخدام ميزة "رد على الموضوع" أسفل النافذة لنشر الحلقات بشكل متتابع على هذا الرابط.
    وأهلا بك عزيزا


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •