... سلسة كتاباتي ...
كتاباتي المطبوعة
كتاب الطريقة القندرجية في المقام العراقي واتباعها
دراسة تحليلية فنية نقدية لاحدى طرق الغناء المقامي البارزة في القرن العشرين
تاليف حسين اسماعيل الاعظمي / بغداد 2002
الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت شباط February 2007
الحلقة (2)

قصيدة
قطار الشوك
القصيدة الشعبية الشهيرة للشاعر الغنائي المخضرم حامد العبيدي التي كتبها منتصف عام 1964 وقد غناها المطرب المصري اسماعيل شبانة وهو الاخ الشقيق للمطرب عبد الحليم حافظ ولحنها الفنان العراقي سالم حسين وكذلك غناها المطرب العراقي عبد الزهرة مناتي .. وغناها ايضا المطرب حسين الاعظمي – المؤلف – في احدى حفلاته الشهرية بقاعة الرباط 1997 وكتبت على منوالها بعض القصائد المعارضة اهمها كانت لعبد الجبار الدراجي ..
( الى التي لم يكن بامكاني ان ابحث عنها اكثر لأنني تعبت )
قطــار الشــوك1*
نازل يا قطار الشـــوك ذبنه2* اوصلنــــه ديرتنه
هدهدنه3* الطريق ابعــيد وابعد مــنه عشرتـــــنه
**********
نازل يا قـطار الشــوك ايسنه4* وبعد هيهـــــات
نحضه بـشوفة من عدهـم ترجعنة عمرنه الفـــــات
تقـبل كل عمرنه ايضـيع بين الـدمع والاهــــــات
ليش اللي تحـبه الــناس يفرح لو سمـع حســــرات
يا قلبي5* بعد منحــب ولا يــهزنا سحر وجـــنات
كافي انعيـش علمــجهول ييزي6* انحب بعد حلـوات
اشخلو7* بينه ذوله النـاس حسـدونه على العـبرات
حسبو كل سهرنه افـراح وظــنو كل حزنه مـات
او من كلنا8* القطار الشوك نازل , كلها حسدتـــنه
*********
نازل يا قطـار الــشوك ذبنه اوصــلنه ديــرتنه
هدهدنه الطـريق ابعيــد وابعد مـــنه عشرتــنه
*********
يا قلبي التــعب ميـفيد ياما اسهرنه وابجـينـه9*
نحرنه ادموع فوك10* ادموع واغركنا11* ابمآسيـنه
وبعنه ارواحنـه للحــب رخيــصة اوماتوانينـه
او لجل اعيونهــم ظلت عيون الليــل تربيـــنه
انخاف انام لـيمر لـيل يتصـورنه ملينــــــه
وتالي مثل غيـمة صـيف راحو نـــسو ماضـينه
ورجعنه يا قطــار الشوك نسأل عللـــي ناسينـه
عجزنا من مــشي الرجلين وامشـــينه اعلا ايدينه
تعبنه الــدرب والـناس حتى الكاع12* ملتـــنه
*********
نازل يا قـطار الـشوك ذبنه اوصلــنه ديــرتنه
هدهدنه الطـريق ابعــيد وابعد مــنه عشــرتنه
**********
نازل يا قــطار الشـوك اخاف التيتي13* يوصلـــنه
وتكت للشــوك من جديـد اخــاف ايرد يكصـــــنه
اكلك هوب14* لك نـازل لعــبنه وهسه بطلـــــنه
حبهم طلع لعب اجعـاب15* خسرونه وما زاغــلنـه16*
بعد شيـــفيد لو نرجـع سهـم بالحب مظل النــــه
- وسجه – حــبهم الجذاب17* ما ظـن بعــد تحمـلنه
تعبــنه الامـــل والليل حتـى الدمـــع مل منــه
يقلــبي لملم احــلامك وتحضر18* ترى وصـــلنه
اثاري19* الحب وهم وتـراب خل نوصـل منازلـــــنه
هم انقول جنـــه انـحب او تهنيـنه ابمحبتــــــنه
**********
نازل يا قـطار الشــوك ذبـنه اوصـــــلنه ديرتنه
هدهدنه الطــريق ابـعيد وابعد مــنه عـــــشرتنه
**********
نازل يا قــطار الشـوك صرنه ابغــابة النسيــــان
بآخر نفس حــتى الـروح ظلــت والقلب خلصــــان
دنية صــفت مو إلـنه والحب انتــهى امــــنزمان
ننسه ؟ جذب20* لا والله مـــنو يكدر على النســـيان
اسمع يا قطــار الشوك قلبـــك مو قلب انســــان
متحس باليحـــب اشلـون صار, وكبل21* هو اشجـــان
نازل يا قــطار الشـوك خل نرجـــع بلا عنــــوان
باجر ننتــهي وانروح وانــسافر مع الحرمــــان
كلشي ينتــهي ويضـيع وهذي محنــة الانســـــان
ثكل22* يا قطار الشوك خلصــت والله قصتـــــنه
**********
نازل يا قـطار الشـوك ذبـــنه اوصلنـــــه ديرتنه
هدهدنه الطريق ابـعيد وابعــد منه عــــــشرتنه
اهدي هذه القصيدة الى
صديقي الحبيب حسين الاعظمي بغداد 16 \3 \ 2003
الشاعر حامد العبيدي
هوامش القصيدة
1* الشوك…الشوق
2* ذبنه… انزلنا , اتركنا
3* هدهدنه…اتعبنا الطريق واخذ من صحتنا
4* ايسنه… من اليأس , اصابنا اليأس
5* يا كلبي… يا قلبي
6* ييزي….كافي
7* اشخلو … ماذا تركوا لنا
8* كلنا … قلنا
9* وابجينه… وابكينه , من البكاء
10* فوك … فوق
11* واغركنا … واغرقنا , من الغرق
12* حتى الكاع … حتى الارض
13* التيتي … موظف القطار الذي يفتش عن تذاكر الركاب
14* اكلك هوب … اقول لك قف
15* لعب جعاب … لعب كعاب , من الكعب , وهي لعبة بسيطة يلعبها غالبا صغار السن مادتها كعوب العظام , لعب اطفال , لا فائدة ترتجى منها , ويضرب بها الامثال حينما يعبر عن الخواء والمضمون الفارغ
16* زاغلنه… غشينه , من الغش
17* حبهم الجذاب … حبهم الكذاب
18* وتحضر … وتهيأ
19* اثاري … ظهر ان , تبين ان
20* جذب … كذب
21* وكبل … وقبل
22* ثكل … ثَـقـِّلْ , اي امشي ثقيلا وليس سريعا , تمهل

الباب الاول
الفصل الاول
- المقدمة
- التعريف بالمقام العراقي
- التقديم


التعريف بالمقــام العـــراقي
لنأخذ على سبيل المثال كتاب الحاج هاشم الرجب ( المقام العراقي ) في طبعته الاولى 1961 وطبعثه الثانية عام 1983 وهو في صدد تعريف المقام العراقي حيث يقول ( هو مجموعة انغام منسجمة مع بعضها ، لها ابتداء يسمى التحرير ، وانتهاء يسمى التسليم ، وما بين التحرير والتسليم مجموعة من الاوصال والميانات والقرارات يرتلها البارع من المغنين دون الخروج على ذلك الانسجام المطبوع) 26*.
ينبغي الاشارة إلى ان التعريف يرتبط بطبيعة الكتاب المتعلقة بالدراسة الموزيكولوجية 27* للمقام العراقي حيث يهتم المؤلف بشرح اشكال forms المقامات العراقية أكثر من اهتمامه بالمضامين التعبيرية التي لم يتحدث عنها الكتاب في الاعم الاغلب او لم يتحدث عنها أبداً .. وعليه فإن مفهوم هذا التعريف يتعلق بالمعمار الهيــــكلي للبناء المقامي التقليدي ، ولا يشمل ماهية المقام العراقي كشكل ومضمون فهو لايبعث على الرضا نسبياً .. اذ لا يوضح هذا التعريف , البناء الحقيقي لغناء المقامات بصورة تفي بالغرض للتعبير عن مضامين البناء الغناسيقي المقامي شكلاً ومضموناً.
اما تعريف المرحوم شعوبي ابراهيم خليل الوارد في كتابه (دليل الانغام لطلاب المقام) الذي ينص على (هو مؤلفة غنائية له قواعد محدودة لإنتقال المغني من نغم إلى آخر ويكون للارتجال الغنائي نصيب فيه)28* فهذا التعريف شبيه بالذات لما يخطر في ذهنك من المفهوم الاعتيادي لمعنى أي لون غناسيقي تراثي تود تعريفه , فهو تعريف عام لا يدلنا على خصوصية هذا التراث الغناسيقي بصورة مباشرة .. اما التعريف الذي ورد على لسان جلال الحنفي (المقام العراقي هو نمط من الغناء عرف في بغداد والمحافظات الشمالية ومنها الموصل وكركوك على اختلاف يسير بين مغني هذه المدن في تعاطيه وفي بعض تسمياته ، وكيان هذا النمط من الغناء في تجمعات نغمية يتحقق تجمعها وتأليفها وفق قواعد واسس اصطلح عليها اصحاب هذه الصناعة بحيث تبدو سليمة المنحى وذات محتوى مستساغ واطار جامع )29* ان هذا التعريف يبدو لنا غير واضح المضمون ومربكا بعض الشيء فضلاً عن كونه تعريفا مطولاً دون كثافة ..! ان بغداد ليست جذورا جغرافية للمقامات , وانما تأثرت بالبلدان القريبة من غرب واواسط آسيا ويعود السبب في تأثر بغداد بصورة عميقة دون غيرها من المحافظات الاخرى القريبة من بغداد هو لكون بغداد هي العاصمة وبقيت عاصمة منذ تأسيسها والى يومنا هذا حتى في ظروف الانحطاط التي مرَّ بها العراق , في حين ان محافظات شمال العراق , الموصل وكركوك واربيل والسليمانية ودهوك تمثل الجذور الجغرافية لهذه الممارسات الغنائية المقامية الموجودة كلما اتجهنا نحو الغرب الاسيوي والى اواسط اسيا ..
على كل حال .. ان هناك من الحديث ما يكثر ويطول , وان هناك تعاريف كثيرة لجمهرة من المتخصصين في الشأن المقامي ، يتضح من خلالها ، انه لا يمكن الاعتماد على تعريف واحد فقط ليعطي مفهوما كاملاً عن المعنى الإجمالي للمقام العراقي او معنى كاملاً لشكله ومضمونه .. فكل تعريف يعبِّر عن جزء معين لمعنى المقام العراقي ومن مجموع هذه التعاريف ربما يمكن لنا ان نصل إلى المفهوم الواضح لماهية المقام العراقي ومن ثم نصل إلى نص تعريفي شامل مقنع .. فغناء المقام العراقي وموسيقاه , كيان كبير وواسع ، له جذور تاريخية عريقة وتراكمات حضارية وتجارب تعبيرية وشكلية متعددة لا يمكن تحديدها بسهولة ..
اصبح الآن واضحا بجلاء ، وعملاً مهمَّاً للغاية ، ان التعاريف تلعب دورا رئيسيا في سبيل كشف المفهوم المقامي وكشف فلسفة الغناء المقامي ، فالتعاريف تساعد على ازالة الغموض والابهام عن معرفة مكنونات هذا التراث الغناسيقي التراثي ، فهي تكشف المنطق الداخلي للعلاقات اللحنية القائمة بين المواد الاولية المكونة للمقامات ، باعتبارها مواداً اساسية ثابتة الوجود في كل مقام على حدة ، وبالتالي ومن خلال هذه المكونات ، يصبح المقام العراقي فورماً غناسيقياً تراثياً يتميَّز بشكل ومضمون خاص عن باقي الاقاليم الاخرى التي تتشابه في مظهرها العام باداءات المقامات العراقية ...
وفي كتاباتي الكثيرة عن المقام العراقي ، اوردت عدة تعاريف ، جاءت متنوعة حسب متطلبات موضوع الكتابة ، فمنها ما هو وظيفي او اجتماعي او علمي ، وفيما يأتي بعض من هذه التعاريف التي اوردتها. (يعتبر المقام العراقي نمطاً معيناً من النظام الدقيق ذي الاصول الادائية الرصينة ، وهو عمل حسِّي تمتزج مكوناته جميعاً للحصول على الوحدة المتكاملة في بنائه وقابل للتطوير) 30*
وهذا تعريف آخر (هو مؤلف غناسيقي تراثي عراقي خاص يسرد في صور شاملة متعددة الجوانب من الاشكال والمضامين الادائية .. حياة العراق بكل تاريخه وحضارته وثقافته وظواهره وهو يعكس هوية ابنائه وشخصيتهم ، و يوضح ايضاً تطور حياة هذا البلد العريق في تفاعله المتبادل بدائرة الحياة الطويلة المعقدة والممتدة لآلاف السنين من التاريخ) 31* ويمكن ان نقـــــول ايضاً.. (هومجموعة من الانغام الموسيقية ذات صيغ متقاربة غالباً وتختلف بعض الاحيان) .. ويمكننا ايضا ان نعرِّف المقام العراقي الآن بهذه الكلمات (هو فورم فني غناسيقي كلاسيكي تاريخي، ذو شكل ومضمون خاص بالعراق تمييزاً عن باقي الاقاليم في غرب واواسط آسيا والوطن العربي ، عمق كيانه عراقي عربي وتأثيراته آسيوية) .. وعلى هذا الاساس لا يمكننا الاكتفاء بتعريف واحد ، ولا نستطيع التحديد ..
{ومن ناحية اخرى تعني شكله ومكوناته وعناصره , فإنه يتكون بصورة عامة من خمسة عناصر اساسية يعتمد عليها كل مقام على حده في بنائه اللحني والموسيقي وهذه العناصر هي .
1- التحـــرير – يقصد بهذه المفردة , البداية او الاستهلال لغناء احد المقامات , ويأتي هذا الاستهلال غالباً بكلمات او الفاظ خارجة عن النص الشعري المغنى مثل امان .. امان.. او ويلاه .. ويلاه .. الخ , ويعتبر التحرير نموذجاً لحنياً متكاملاً لروحية وتعابير وثيمة 32* المقام المغنى .
2- القـِطَعْ والاوصال – ويقصد بهاتين المفردتين اصطلاحا , بالتنوع السلَّمي أي التحولات السلَّمية او الاجناس الموسيقية ضمن علاقات لحنية متماسكة والعودة دائما الى سلَّم المقام المغنى (السلَّم الاساس _ الميلودي) وهذه التحولات أو القطع ذات أشكال ثابتة ومحدده في مساراتها اللحنية في غالب الاحيان.
3- الجلـــسة – وهي النزول الى الدرجات الموسيقية المنخفضة بإسلوب القرار , ولكن بمسار لحني محدد ذي شكل معين يكاد ان يكون ثابتاً , أي ليس أي نزول او أي قرار يعني الجلسة بالضرورة , حيث تشير هذه الجلسة للموسيقيين او توحي للمستمعين ايضا على انه ستأتي طبقات عالية من الغناء أي الجواب او اكثر من الجواب .. مثل - فعل ورد الفعل – أي لابد من حدوث هذه الجوابات التي تأتي ايضا بمسارات لحنية محددة وبشكل معين ليس أي جواب ايضا .. وتسمى هذه الجوابات بـ - الميانة – وهي العنصر الرابع.
4- الميـــانة – ويأتي غناؤها بطبقة صوتية عالية بعد الجلسة مباشرة ذات شكل ومسار لحني معين ثابت , على ان هذه الجوابات او هذه الميانات ليس من الضروري دائما تسبقها جلسة من حيث هي عنصر من عناصر شكل المقام العراقي , فقد تأتي صيحات غنائية عالية لها مقومات الميانة واهم هذه المقومات ثبات هذه الصيحة في المقام المغنى دون الحاجة الى ان تسبقها جلسة , في حين ان النزول الى الجلسة في العنصر الثالث يجب ان تتبعها ميانة في كل الاحوال , اضافة الى ان هناك صيحات عالية من الغناء حرة يستسيغها المغني حسب مزاجه الآني لا علاقة لها بموضوع الميانة خلال غنائه للمقام لانها لا تمتلك مقومات الميانة .
5- التســليم – وهو نهاية المقام ويأتي غالبا بألفاظ او كلمات غنائية خارج النص الشعري , شأنه في ذلك شأن ما يحدث في العنصر الاول ( التحرير )33
ومن هذه الناحية يختلف المقام العراقي عن الاغنية المقصودة أو التي نسميها الاغنية الحديثة التي تعكس ثقافة الفرد في المجتمع .. لأنها تجارب محدودة لاتتعدى حدودها الفردية ، وفي حيِّز زمني محدد .. سواء أكان شاعراً للاغنية أو ملحناً أم مؤدياً لها.. فكلهم معلومون في المجتمع .. في حين أن التراث انعكاس لثقافة المجتمع وعلى مدى التاريخ وهو ما تعوِّل عليه كل الدراسات الاكاديمية لمعرفة قيمة هذا البلد أو ذاك .. فمهما كانت قيمة الفرد الثقافية فإنها تبقى ضمن حدودها التأثيرية ويبقى المجتمع صاحب كلمة الحسم في أيه دراسة بحثية أكاديمية .

ليس في الحياة ، أو في أي فن من الفنون .. جانب يستطيع ان يمتلك شمولية التعبير عن كوامن المشاعر الانسانية بهذا الشكل اللانهائي ، بمثل الشمول الذي يعكسه الغناء والموسيقى – فالغناسيقى- التراثية لها الامكانية الواسعة بالتصوير المتَّسع عن كوامن الانسانية للجماعات والافراد ، وهو ما يطلق عليه - عبقرية الشعوب – فهي تسمح بالمزج بين مختلف انواع التعبير الروحي والمضامين السامية ووسائل التصوير المتنوعة من جهة ، وبين تصوير الجوانب العادية للحياة من جانب اخر.

وعلى هذا الاساس فالغناسيقى التراثية تعتبر اكثر انواع الفنون التي تبرز حياة الانسان في ظروفه المحددة كانعكاس لتصوير حقبته الزمنية التي يعيش فيها .. والغناسيقى التراثية تختلف تبعاً لاختلاف بيئاتها وموضوعاتها واشكالها ومضامينها .. فهناك الغناسيقى المدنية والريفية والبدوية والصحراوية والجبلية والسهلية وغيرها ..34*
*******************
يتم النظر في كتابنا هذا (الطريقة الرشيدية في المقام العراقي واتباعها) الذي يتحدث مضمونه عن احدى الطرق والاساليب الغنائية المقامية ومنها طريقة رشيد القندرجي .. إلى الترابط الذي ينطوي عليه هذا العنوان من زوايا مختلفة .. يتجلى في المحاولة والكشف الملموس عن موضوع الكتاب المقام العراقي واحدى طرق ادائه .. وعند إلقاء الضوء على هذه الطرق ومنها موضوع بحثنا طريقة رشيد القندرجي (الطريقة الرشيدية) في فترة مطلع القرن العشرين , وسنتحدث عن رشيد نفسه وعن بعض او اهم اتباع طريقته من المغنين وهم رشيد الفضلي ، حسقيل قصاب , احمد موسى , عبد القادر حسون ، شهاب احمد الاعـــظمي ، الحاج هاشم الرجب ..
ولما كنا لا نخشى الانتقال من حديث إلى آخر في شأن المقام العراقي وطرق غنائه الجماعية والفردية ، الجماعية كمدارس .. والفردية كطرق لمغنين انفراديين ابداعيين .. فإننا نبيِّن الرابطة التي تجمع بين مشاكل الاسلوب ومشاكل خصوصية هذا الغناء المقامي .. وتغدو قضية الطريقة والاسلوب الغنائي .. الموضوع المباشر للكتاب برمته .. ومع ذلك فإن الاهتمام بدراسة الاساليب الغناسيقية المقامية الجماعية والانفرادية يثير المناقشات المعاصرة في الغناء والموسيقى الذي يتسم بالثراء والخصب شأنه في ذلك شأن مناقشة التعاريف والمفاهيم المتعلقة بماهية المقام العراقي ..
واخيرا اود ان اذكر بأن موضوع الكتاب (الطريقة الرشيدية في المقام العراقي واتباعها) كنت قد ألقيته كمحاضرة موسعة في المجـــــلس الاسبوعي العريق لآل الشعرباف ببغداد مساء الخميس( 9 \ 3 \ 2000 )وكان ذلك في ذكرى وفاة القنـــــــدرجي الـ 55 المتوفى يوم 8 / 3 / 1945 وقد اثارت المحاضرة جدلاً كبيراً استفاد منه المؤلف كثيراً.
هناك ملاحظة لابد من ذكرها , هي انني وضعت عدد ابيات معظم القصائد المغناة بعددها الاصلي او اقل من ذلك حسب ما احفظه او ما امتلكه من مصادر كتب الشعر العربي , في حين ان المغني لم يغن كل هذه الابيات بالتأكيد , حيث لم يتعد المغني غناء اكثر من اربعة او خمسة ابيات في اكثر عدد للابيات المغناة , وهذا هو شأن الرشيديين , ولكنني وجدت انه من المناسب تكملة هذه القصائد المغناة لجمال وعمق معانيها , وبالتالي لفائدة القاريء الكريم , ارجو ان اكون مصيبا في ملاحظتي هذه , كما ارجو من القاريء الكريم ان يتعمق فيها ليجد كنوز المعاني العظيمة الموجودة في اغلبها وخاصة منها القصائد الصوفية
اضف الى ذلك , ان هناك اوامر ادارية صدرت من بيت المقام العراقي – المركز العام – يوم 12/10/2003 بموافقة دائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة في العراق تضمنت الاحتفاء بمنتسبي بيت المقام العراقي ومن خارجه ممن رفدوا هذا التراث بجهودهم المشهودة على مدى تاريخهم الشخصي الابداعي , مع كتاب آخر موحد لمجموعة من كبار مغني المقام العراقي البارزين خلال القرن العشرين تم اختيارهم وصادقت عليها الهيئة الاستشارية لبيت المقام العراقي حيث تضمن منح شهادات تقديرية والقابا فنية اتسمت باهم صفة فنية اتسم بها كل من هؤلاء الفنانين المقاميين , وذلك باقتراح منى شخصيا عندما كنت مديرا لبيوت المقام العراقي في بغداد والمحافظات الاخرى , وبعد ذلك الح جميع اعضاء الهيئة الاستشارية على منحي لقبا فنيا , فضلا عن الشهادة التقديرية وقد وافقت الدائرة والوزارة وصدر امرا اداريا بهذا الخصوص في دائرة الفنون الموسيقية .. وقد تم توزيع الشهادات والالقاب لمن لايزال على قيد الحياة في احتفال رسمي كبير وتم ايضا تغطية هذه الاخبار من قبل اجهزة وسائل الاعلام المختلفة ..

وِزارةُ الثَّقافة العدد 12
دائرةُ الفُنون الموسيقية التاريخ 12/10/2003
بيت المقام العراقي
المركز العام
أَمرٌ إِداريٌّ
إنطلاقاً من مبدأ إحترام جهود الأَسلاف المجتهدين حتى الوقت الحاضر في خدمة المقام العراقي وفي شتّى الوسائل ، وإستناداً للمادة – 4 – فقرة (ز) من النظام الداخلي لبيت المقام العراقي وموافقة دائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة ، تقرر ما يلي ..
1 - يُحْتَفى بجميعِ رُوّادِ المقام العراقي أوَّلاً ، ثم باقي الأَجيالِ الأُخرى من مُنتسبي البيت فقط ، ويُمنحُ كلٌّ منهم شهادةً تقديريةً ، إِعترافاً بالجهود الخَيِّرة في خدمة المقام العراقي ، آملين المزيد من العطاء المستمر لتراث الوطن ..
2 - يُنَفَّذُ هذا الأَمر إعتباراً من تاريخه أعلاه ..

حسين اسماعيل الاعظمي
مدير بيوت المقام العراقي
المركز العام
نسخة منه إِلى
- دائرة الفنون الموسيقية
- الإِضبارة الشَّخصية لكلِّ منتسب
- الحفظ


وِزارةُ الَّثقافة العدد 13
دائرةُ الفُنون الموسيقية التاريخ 12/10/2003
بيت المقام العراقي
المركز العام
أَمرٌ إداريٌّ
إنطلاقاً من مبدأ إحترام جهود كل الذين قدَّموا خدماتٍ طيِّبةٍ للمقام العراقي ، من دارسين ونُقّاد وكُتّاب ومُؤلِّفين ومُطربين وعازفين وغيرها من الوسائل ، وإستناداً للمادة – 4 – فقرة (ز) من النظام الداخلي لبيت المقام العراقي وموافقة دائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة ، تقرر ما يلي ..
1 - يُحْتَفى بكُلِّ من قدَّمَ خدمةً للمقام العراقي ، وبشتّى الوسائل من خارج منتسبي البيت ، ويُمْنح كلٌّ منهم شهادةً تقديريةً ، إِعترافاً بالجهود الخَيِّرة في خدمة المقام العراقي ، آملين المزيد من العطاء المستمر لتراث الوطن ..
2 - يُنَفَّذُ هذا الأَمر إعتباراً من تاريخه أعلاه ..


حسين اسماعيل الاعظمي
مدير بيوت المقام العراقي
المركز العام

نسخة منه إِلى
- دائرة الفنون الموسيقية
- الإِضبارة الشَّخصية لكلِّ منتسب
- الحفظ


وِزارةُ الَّثقافة العدد 14
دائرةُ الفُنون الموسيقية التاريخ 12/10/2003
بيت المقام العراقي/المركز العام
أَمرٌ إداريٌّ
إنطلاقاً من مبدأ إحترام جهود الأَسلاف المجتهدين حتى الوقت الحاضر في رفد وخدمة المقام العراقي ، من مطربين وعازفين وخُبَراء ، وإستناداً للمادة – 4 – فقرة (ز) من النظام الداخلي لبيت المقام العراقي ، وموافقة الهيئة الإِستشارية لبيت المقام العراقي ودائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة ، تقَرَّرَ إِختيار مجموعة من الفنانين المقاميين الذين يعتبرون أَبرز فناني المقام العراقي في القرن العشرين ، لمنحهم شهادة تقديرية مع لقبٍ فنيٍ إِعترافاً بجهودهم الكبيرة في خدمة المقام العراقي ، وفيما يلي إِسم الفنان الذي تم اختياره واللقب الذي يستحقه ..
1- رشيد القندرجي (1886 – 1945م) رائد الغناء المقامي المتقن في ق 20
2- نجم الشيخلي (1893 – 1938م) رائد الصوت المقامي الهادر
3- محمد القبانجي (1901 – 1989م) مطرب العراق الاول في ق 20
4- صدِّيقة الملاية (1900 – 1970م) رائدة الغناء المقامي النسوي في ق 20
5- حسقيل قصاب (1899 – 1977م) رائد الكلاسيكية الجديدة في الغناء المقامي
6- جميل الأَعظمي (1902 – 1967م) رائد الغناء المقامي الديني الدنيوي
7- سليمة مراد (1905 – 1974م) رائدة الأُغنية البغدادية الحديثة
8- عبد الهادي البياتي (1911 – 1974م) رائد الغناء المقامي الأُصولي
9- حسن خيوكة (1912 – 1962م) رائد الغناء المقامي الرومانسي
10- يوسف عمر (1918 – 1986م) رائد الغناء المقامي الجماهيري
11- الحاج هاشم محمد الرجب (1920 – 2003م) خبير المقام العراقي الاول في ق 20
12- ناظم الغزالي (1921 – 1963م) سفير الغناء العراقي
13- زهور حسين (1924 – 1964م) رائدة الأُغنية الشعبية الحديثة
14- شعوبي ابراهيم (1925 – 1991م) ملك آلة الجوزة المقامية في ق20
15- عبد الرحمن العزاوي (1928 – 1983م) رائد الغناء المقامي الصوفي
16- مائدة نزهت (1937 - ...... م) فنانة القرن العشرين
17- فريدة محمد علي (1963 - ...... م) رائدة الغناء المقامي النسوي التقني
ينفذ هذا الامر إِعتبارا من تاريخه أَعلاه
حسين اسماعيل الاعظمي
مدير بيوت المقام العراقي
المركز العام

نسخة منه إِلى
- دائرة الفنون الموسيقية
- الإِضبارة الشَّخصية لكل منتسب
- الحفظ


وِزارةُ الثَّقافة العدد 11015
دائرةُ الفُنون الموسيقية التاريخ 12/10/2003
أمرٌ إداريٌّ

إنطلاقاً من مبدأ إحترام جهود المجتهدين في رفد المقام العراقي وخدمته وإِنتشاره دوليا ، وإستناداً للمادة – 4 – فقرة (ز) من النظام الداخلي لبيت المقام العراقي وموافقة الهيئة الإِستشارية لبيت المقام العراقي ودائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة ، وبعد إِلحاح كل منتسبي البيت تقرر ما يلي ..
1 - يُمنَح الفنان حسين إِسماعيل الأَعظمي ، مدير بيوت المقام العراقي ، شهادةً تقديريةً ولقب (سفيرُ المقام العراقي) لنشاطه الخارجي المُكثَّف طيلة ثلاثين عاماً من التَّجربة الدولية ونشره للمقام العراقي في بقـــاع جغرافية واسعة من العالم ..
2 - يُنَفَّذ هذا الأمر إعتباراً من تاريخه أعلاه ..

حبيب ظاهر العباس
مدير عام دائرة الفنون الموسيقية

نسخة منه إِلى
------
الدائرة
الإِضبارة الشَّخصية للفنان حسين الأَعظمي وكل المنتسبين
الحفظ
أَرجو أَن أَكونَ قد وُفِّقت في تقديم شيء مفيد للأَجيال القادمة والله من وراء القصد ..
المُؤلف
2002 بغداد