أجراس الأمل :
قي ذكرى ناجي العلى
*****************
ناجي . . .
أيها الوسام الفلسطيني المرصع بالوجع البشري كيف اخترقت موتك إلى الخلود بهذه السرعة الغريبة !
عندما التقيت بك كان حرصك على الحبر أكثر من حرصك على الخبز والزيتون والحمص ، غذاؤك اليومي في الطليعة الكويتية عام 1964 ، وظل الحبر غذاءك الذي
تحرص على توصيله إلى الدماء العربية ، راسماَ به خطوط الهم العربي قبل الهم الفلسطيني ، والهم الإنساني قبل الاثنين معا . . .
وقتها كانت أم خالد حلما قبل أن تصبح حقلا يهبك أحلامك المستحيلة :
حسدت غسان كنفاتي على موته الطري . . .
وكمال ناصر على موته الذي لم ينته بعد !
وآخرين . . . آخرين عشتهم وآخرين خجلت من موتهم اليومي في مستنقع العطايا والهبات العربية القاتلة !
قلت ليتهم قتلوا أنفسهم بأيديهم ، ولم يقبلوا بهذا الموت / السقوط المخجل وكانوا أحياء تلمع أسماؤهم في الصحف وتتبرج بهم صالونات الترف " الثوري " .
ووحدك الذي اخترت الرصيف الفاضح لاغتيالك وفتحت صدرك ضاحكاَ بشراسة المستحيل حتى هطل الغباء الحاقد تحت قدميك قبل أن تصل رصاصة إلى صدرك
المشع . . لتتلذذ بصحوك المجنون !!
وها أنك تغوص بعيدا ممتدا من الخليج الى المحيط . . بحجم حنظلة ، وحجم الملايين الذين أحببتهم !!
تبرج بخلودك المحسود عليه أبدا ! فأنت الوحيد الذي يرتاح في صمته بعد أن ترك لنا الأمانة التي . . .
أكنت قادرا على الحياة لو عدت إلى هذا الزمن المريب ؟
أتعرف أين ذهب حنظلة في ذكراك تلك ؟
إنه لم يقطع دروب الموت بين صيدا وبيروت ولم يزحف إلى الجليل من بين خنادق الحزام الأمني ! ! !
بل يقاوم بشراسة صلبة في حزام فلسطيني غريب لاعلاقة له بفلسطينك التي عرفت !!
ناجي . . أيها الأخ الحبيب . .
تذكر أن الخليج لا زال يحبك ويضمك في ذاكرته الطعينة !
و يراك أكبر من احتفال وكرنفال . . ! !
تمسك بموتك العاجز عن أمانتك !!
****************
أحمد الشملان
المفضلات