لمِّي شباكَكِ إنَّ بحري يهدرُ


يكفي مكابرةً فعينُكِ تُخبرُ=عمَّا بنفسِكِ من عداءٍ يُسْتـَرُ
ألبستِ ثوبًا لا يليق بمبصرٍ =أمْ أنَّ عقلَكِ في الحقيقةِ أعورُ؟
أصبحتِ جُرحًا في صفاءِ مودتي =قرحًا دميمًا في عيونٍ تسهرُ
ماكنتُ أحسبُ أن مثلَكِ ترتشي =بمحبَّةِ الأعداءِ أهلا تغدرُ
إن كان مالٌ قد يغيِّرُ مخلصًا=فدعي النفوسَ بما تُغيَّرُ تُقبرُ
أو كانَ واشٍ قد يفرِّقُ بيننا =فدعي فؤادَك بالكراهةِ يُطمرُ
أبكي لأجلكِ ليس حزنًا إنما =أسفًا لغدرٍ دونَ ذنبٍ يُذكَرُ
لو كنتِ أهلا للصداقةِ والوفا=ما كنتِ صدَّقتِ الوشاةَ فأظهروا
بتجاسرٍ أغلقتِ عينَ بصيرةٍ =وغدوتِ عينًا بالعداوةِ تنظرُ
فتذكري أن التي غدرتْ بنا=ستحيكُ يومًا ما لقلبكِ يقهرُ
فتقهقري قبل السقوطِ بخيبةٍ=ستظلُّ بالتذكارِ خزيًا تُمطِرُ
أمَّا أنا فأظلُّ أحظى نعمةً=في كلِّ قلبٍ والمحبةُ تكبرُ
لا..لا تظنِّي أنني قد أرتشي=بصداقةٍ فيها العداوةُ تُضْمَرُ
فلقد رضعتُ الخيرَ حبًا خالصًا= وسُقيتُ علمًا بالمكـارمِ يذخـرُ
أما التي قلعتْ جذورَ صداقتي=فلسوفَ تندمُ عندما تتقهقرُ
ولسوفَ تعلمُ أنها في بؤرة=طُُمِرَت بذلٍ لايزولُ فتعذَرُ
وتعلمتْ ممن تثبِّتُ حقدَها =بالظُفْرِ والأنيابِ كيفَ تُؤَمَّرُ
فابكي هداكِ الله دمعَةَ نادمٍ=فلربَّ حقدٍ من فؤادِكِ يُبترُ
أو فاسمعي مني نصيحة عارفٍ=لمي شباكَكِ إنَّ بحري يهدرُ

شعر
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم ***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمن