الاخت الفاضلة ابتسام حمزة تحية طيبة وبعد , لقد قرأت شكواك الي الفاضلة نورية العبيدي التي أجملت لك بحق مايجب أن تفعلينه بشكل رائع , وان كنت أحب أن أتداخل معك بهذا الشأن علني أكون مفيدا, ان مشكلتك كما يبدو لي _من خلال السطور القليلة التي أرسلتها الي المنتدي _ أنك تنظرين الي ذاتك بشكل شديد المثالية , وترغبين في عمل مالم يعمله أحد"الرغبة في الابداع والمفارقة "مما يجعلك تسفهين من كل فعل يصدرمنك , حتي لو أثني عليه الاخرون , مما ينعكس سلبا علي بيولوجية الجسد بل فسيولوجيته , وبالتالي تشعرين بالانهاك وهو انهاك نفسي بالاساس مما ينتج عنه زملة أعراض سيكوسوماتية" نفسجسمية", ويليها الكسل وعدم الرغبة في العمل و الاحباط الاحساس بعدم الجدوي وجلد الذات , ومثل هذا الانسان هو من النوع الرومانسي الحالم شديد الطموح, لكن هذه الشخصية يمكن أن تفر منها الحياة دون أدني انتاج _بالرغم من انشغالها الاربعة والعشرين ساعة بالابداع _علي مستوي الرغبة فقط_لكن لاتنجز شئا علي أرض الواقع, مما يخلق فجوة شديدة بين المأمول والمتحقق بالفعل , كما يجعل الشخص في خلاف دائم مع الاخرين , لانه يظن أن الجميع يشاركه(أفكاره وأحلامه )في حين أن الاخر لايمكنه أن يري سوي عملك, بل ربما يراه من زاوية واحدة فقط , أما أفكارك , فهي لاتعني له شيئا............وعليه.....عليك أن تكوني واقعية أن تبدئي بعمل ما ملموس _حتي لو لم يرق للمستوي الذهني الذي تتخيلينه , ثم تحاولي التطوير لما تم انتاجه وبدلا من أن تظل الفكرة المثالية حبيسة عقلك وحدك , اجعليها مشاعا للجميع , سيجد من هم أقل منك فيها ابداعا , وحلا لمشكلته, وسيجد من هو أكثر ابداع منك ما يضيفه لك بالتعليق والارشاد , ولاتعتبري أن النقد الموجه للعمل , هو نقد موجه لذاتك (هذه أكبر خطايانا , أن نربط بين ذواتنا وأعمالنا واعتبارهما شيئا واحدا ), علينا أن نعي هذه المقولة تماما ___الذات واحدة , والفعل متعدد_
فاذا ماكان لدي الف فعل خاطئ أو غير مكتمل , فان هناك مئات الافعال الصحيحة المنطقية , وبالتالي فان ذواتنا قادرة علي صنع الصواب وبالتالي فلن تكون خاطئة أو مخطئة علي طول الخط , الق نفسك في غمار ماتحتاجين معرفته( اللغة الجديدة ) ولا تخش تعليقات أهل البلد فهم يدركون أنك لست "ناتف سبيكر" , واذا كان هناك مغترب في نفس المكان فهو مثلك تماما ولا مجال للخوف في الحالين ,فليكن دعم الذات مستمرا , وانني قادر , وان مالم افعله لم يكن مهما , ومالم أحققه لايعنيني , (فأنا علي خشبة مسرح , لم يكن معي أحد وأنا أخطط لاكون طيارا , ثم أصبحت بائعا! , فلاداعي للتحدث عن القصة من أولها , فهذا بالاساس لايهم أحدا , حتي لو كان هو السائل , فلا أحد يعنيه مستقبلك , ولا دخلك, ولاسعادتك , ولا حياتك الشخصية تهم أحدا الا أقل القليل , فلماذا تقف أمام الاخر كالتلميذ في الصف.؟! ......لازال الموضوع مفتوحا , وأرجو أن يكون ذلك مفيدا لك , الاخت ابتسام حمزة , مع خالص تحياتي لك , ولمفجرة الطاقات , نورية العبيدي.
المفضلات