بسم الله الرحمن الرحيم
الثقافه العالميه . هذا المصطلح الذى أصبح الشغل الشاغل لكل من أراد أن يمحو هويه الثقافه الوطنيه المرتبطه بتراث الأمم ، فتاره يخرجون علينا بمصطلحات لغويه تهدف الى ( تكويد ) المذاهب الفكريه تحت منظومه ( العالم قريه صغيره ) ، ومن ثم وجب على الشعوب المختلفه الخضوع لعمليات الأجهاض المستمر للأجنه المثقفه فى طور التكوين ، وقطع الحبل السرى للثقافه الأم ، ثم بعد ذلك يتم التلقيح الصناعى بتهجين الثقافات بما يخدم مصالح الثقافه العالميه . وتاره أخرى يخرجون علينا بتعديل مناهج التعليم بحيث لا تتعارض مع ( السلام العالمى ؟؟؟ )
ان فكره الأنماج بين الثقافات المختلفه قد تكون مقبوله أذا كان هناك أعتراف وتقدير كامل للثقافه الوطنيه للأمم ، وغير ذلك يكون بمثابه التهميش أو بالأحرى أجتثاث الجذور الثقافيه التى نمت عليها حضارات الأمم ، والأمثله على هذا كثيره ، فهناك الحضارات التى قامت على ثقافه التحرر من عبوديه الأحتلال والأيمان الكامل بقدسيه تراب الوطن وعدم تدنيسه تحت أى مسمى حتى لو كان هذا المسمى يحمل مصطلح ( التطبيع ) ،، هذه الثقافه التحرريه قامت على دعائم راسخه من التجذر فى تاريخ الأجداد ومابذروه من قبل فى تراب الأوطان وقامور برعايته بأيمانهم بالشرائع السماويه وما جاء فى الكتب المنزله ، ثم أحالوا ماآمنوا به من نسك الى مواد ووسائل يمكن تطويعها لخدمه التطور الزمنى فى كل الأمور الحياتيه دون المساس بثوابت ماآمنوا به .
ولكن مايحدث الآن أستطيع أن أطلق عليه ( الزلزال الثقافى ) الذى من شأنه أن قام بتغيير مناطق الثقافه الممتده على ساحل الهويه الثقافيه ، الى مجموعه من الجزر الثقافيه المتناثره والمهدده دائما بالغرق حال حدوث فيضان ( تهويد وأمركه ) الثقافات الوطنيه .
وفى الجزء القادم سوف أتحدث عن أحتضار الهويه الثقافيه على فراش العولمه والعلمنه .