آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دعائم للمجتمع المسلم- المفتي القادري

  1. #1
    شـاعر وأديب الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
    تاريخ التسجيل
    04/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    1,665
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي دعائم للمجتمع المسلم- المفتي القادري

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    دعائم للمجتمع المسلم.
    [والدي]الشيخ أحمد رؤوف القادري- مفتي قضاء راشيا في البقاع.
    يهتمُّ الإسلامُ بالمجتمع، ويضعُ الأسسَ الثابتةَ التي يقومُ عليها بنيانُه، والخطوطَ العريضةَ التي تصونُ كيانَه، وتحفَظُهُ منَ التصدعِ والسقوط.
    إنَّه يربُطُ المسلمين جميعاً، بعضهُم ببعض، برباطٍ هو أوثقُ الروابط، وهو رباطُ الأخوةِ الدينية التي تنْمَحي أمامها جميعُ الفوارق، من نسبٍ عريق، ومالٍ وفير، وجاهٍ عريض، وغير ذلك ممّا درجَ الناسُ على اعتباره مُمَيِّزاً بعضهم عن بعض.. فأيُّ إنسانٍ، مهما كان عريقَ النسب، أو كثير المال، له شأنٌ في بيئته، فهو أخٌ لمن دونه نسباً، وأقلَّ منه مالاً، وأحطَّ شأناً في المنزلة الاجتماعية.. وهذه الأخوة تكتَسَبُ بمجرد الدخولِ في دينِ الإسلام.
    فالقرآن الكريمُ يعلنُ أنَّ المشركينَ وغيرهم من الكفرة ينـتظمونَ في سلكِ هذا الإخاءِ الديني بمجرد الدخول في هذا الدين، وهذا الإخاءُ يقتضي تبعاتٍ وحقوقاً، وليس إخاءً عقيماً لا ثمرةَ له في الخارج ولا آثار له في الواقع.
    قهو يقتضي أن يهتَمَّ كلُّ أخ بأمر أخيه، وأن يُعنى بشأنِهِ والدفاع عنه، والذيادِ عن حياضه، والعمل الدائبِ على ترقيةِ حاضره، وإعدادِهِ لمستقبلٍ أعزَّ وأكرم.
    ومن مظاهر هذا الاهتمام، ألاّ يدعَ المسلمُ أخاهُ للأحداث تتحكَّمُ فيه، وتنال منه، بل عليه أن يبذِلَ له من ذات نفسه ومن ذات يده، وأن يدفع عنه كلَّ أذىً يصيبه، أو شرٍ يقعُ عليه.
    ومن حقِّ المسلمِ على المسلم أن يحفظَ عرضه، ويصونَ حرمتَه، في حضوره أو غيبتِه، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
    وهكذا يمضي الإسلامُ في تقرير هذه الحقوقِ وإيجابِها لتكونَ دستوراً تلتقي الجماعةُ المسلمةُ عنده وتعتصِمُ به.
    على أنَّ الإسلام، لا يكون إسلاماً حقيقياً حتى تمتلئ به النفس، فيكون كلُّ ما يصدرُ عنها إنما هو قبسٌ من نوره الوضاء، وفيضٌ من ينابيعِهِ الصافية. مثله في ذلك مثلُ الطعامِ بالنسبةِ للأجسام، فهو يتفاعَلُ داخلَ الجسم، ويتحَوَّلُ إلى قوى وطاقاتٍ ونشاطٍ يظهرُ أثرهُ ويبرزُ للعيان.
    نجدُ الارتباط الوثيقَ بين عقيدةِ الإسلام وتشريعاتِهِ وبينَ هذا المعنى، فكلُّها وسائلِ لصقلِ النفسِ وتهذيبها، وإقامتها على الصراطِ السَّوي.
    فالعقيدة، من إيمانٍ بالله وتقديسٍ له، من شأنها أن توقظَ حواسَ الخير، وتربيَ ملكةَ المراقبة، وتبعثَ على طلب بالإنسان عن محقراتِ الأمور، وسفاسفَ الأعمال.
    وقد يجهِدُ المرءُ نفسه في عبادةٍ يستمدُّ منها دوامَ الثواب، بحيث لا ينقطعُ لا في ليلٍ ولا في نهار، فيديمُ النهارِ فلا يفطر، وقيامَ الليلِ فلا يفتُر. ولا ريب في أنَّ المواظبةَ على هذا، والمثابرة عليه، من عمل الصِّدِّيقين.. وليس كلُّ إنسانٍ بقادرٍ عليه، ولا مستطيعٍ له.. ولكنَّ الإسلامَ يفتحُ بابَ هذا الخيرِ من طريقِ الخلق، أيضاً، فيقول الرسولُ، صلى اللهُ عليه وسلم:" إنَّ المؤمن ليدرِك بحسنِ خلقِهِ درجةَ الصائم القائم".
    والخلقُ إنما يصدُرُ عن نفسٍ سمحَةٍ، وضميرٍ حي، فكما يبدو حُسْنُهُ في الأمرِ الكبير، يتجلَّى كذلك في الأمر الذي يبدو وكأنه لا شأن له، فالإحسانُ إلى المسيءِ خلقٌ حسن، والابتسامة في وجه الصديقِ خلقٌ حسن، ونارُ اللهِ الموقدة، التي هي شديدةُ الأوَار، والتي وقودها الناسُ والحجارة، إنما يطفئها نصفُ تمرة، أو كلمةٌ طيبة.
    وغفران الله يحيطُ بالمذنب الدَّنِس، إذا تفجَّرَ في قلبه نبعُ البرِ والرحمة، والإحسانُ هو غايةٌ من الغاياتِ التي يريدُ الإسلامُ أن يجعلها جزءاً من الطبيعةِ الإنسانية، بحيث يصدُرُ الإنسانُ عنها في كل ما يأتي وما يذر، يقول الرسولُ، صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ اللهَ كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتُم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة، وليحُدَّ أحدكم شفرته، وليرِحْ ذبيحتَه".
    وهكذا يمضي الإسلام، يضعُ الأسُسَ الدقيقة لحياة راقية رفيعة، تتَّمَشَّى مع تلك الحكمة النبويةِ المشرَّفة: "الناسُ عيالُ الله وأحيهم إلى اللهِ أنفعهم لعياله". بسم الله الرحمن الرحيم.
    دعائم للمجتمع المسلم.
    [والدي]الشيخ أحمد رؤوف القادري- مفتي قضاء راشيا في البقاع.
    يهتمُّ الإسلامُ بالمجتمع، ويضعُ الأسسَ الثابتةَ التي يقومُ عليها بنيانُه، والخطوطَ العريضةَ التي تصونُ كيانَه، وتحفَظُهُ منَ التصدعِ والسقوط.
    إنَّه يربُطُ المسلمين جميعاً، بعضهُم ببعض، برباطٍ هو أوثقُ الروابط، وهو رباطُ الأخوةِ الدينية التي تنْمَحي أمامها جميعُ الفوارق، من نسبٍ عريق، ومالٍ وفير، وجاهٍ عريض، وغير ذلك ممّا درجَ الناسُ على اعتباره مُمَيِّزاً بعضهم عن بعض.. فأيُّ إنسانٍ، مهما كان عريقَ النسب، أو كثير المال، له شأنٌ في بيئته، فهو أخٌ لمن دونه نسباً، وأقلَّ منه مالاً، وأحطَّ شأناً في المنزلة الاجتماعية.. وهذه الأخوة تكتَسَبُ بمجرد الدخولِ في دينِ الإسلام.
    فالقرآن الكريمُ يعلنُ أنَّ المشركينَ وغيرهم من الكفرة ينـتظمونَ في سلكِ هذا الإخاءِ الديني بمجرد الدخول في هذا الدين، وهذا الإخاءُ يقتضي تبعاتٍ وحقوقاً، وليس إخاءً عقيماً لا ثمرةَ له في الخارج ولا آثار له في الواقع.
    قهو يقتضي أن يهتَمَّ كلُّ أخ بأمر أخيه، وأن يُعنى بشأنِهِ والدفاع عنه، والذيادِ عن حياضه، والعمل الدائبِ على ترقيةِ حاضره، وإعدادِهِ لمستقبلٍ أعزَّ وأكرم.
    ومن مظاهر هذا الاهتمام، ألاّ يدعَ المسلمُ أخاهُ للأحداث تتحكَّمُ فيه، وتنال منه، بل عليه أن يبذِلَ له من ذات نفسه ومن ذات يده، وأن يدفع عنه كلَّ أذىً يصيبه، أو شرٍ يقعُ عليه.
    ومن حقِّ المسلمِ على المسلم أن يحفظَ عرضه، ويصونَ حرمتَه، في حضوره أو غيبتِه، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
    وهكذا يمضي الإسلامُ في تقرير هذه الحقوقِ وإيجابِها لتكونَ دستوراً تلتقي الجماعةُ المسلمةُ عنده وتعتصِمُ به.
    على أنَّ الإسلام، لا يكون إسلاماً حقيقياً حتى تمتلئ به النفس، فيكون كلُّ ما يصدرُ عنها إنما هو قبسٌ من نوره الوضاء، وفيضٌ من ينابيعِهِ الصافية. مثله في ذلك مثلُ الطعامِ بالنسبةِ للأجسام، فهو يتفاعَلُ داخلَ الجسم، ويتحَوَّلُ إلى قوى وطاقاتٍ ونشاطٍ يظهرُ أثرهُ ويبرزُ للعيان.
    نجدُ الارتباط الوثيقَ بين عقيدةِ الإسلام وتشريعاتِهِ وبينَ هذا المعنى، فكلُّها وسائلِ لصقلِ النفسِ وتهذيبها، وإقامتها على الصراطِ السَّوي.
    فالعقيدة، من إيمانٍ بالله وتقديسٍ له، من شأنها أن توقظَ حواسَ الخير، وتربيَ ملكةَ المراقبة، وتبعثَ على طلب بالإنسان عن محقراتِ الأمور، وسفاسفَ الأعمال.
    وقد يجهِدُ المرءُ نفسه في عبادةٍ يستمدُّ منها دوامَ الثواب، بحيث لا ينقطعُ لا في ليلٍ ولا في نهار، فيديمُ النهارِ فلا يفطر، وقيامَ الليلِ فلا يفتُر. ولا ريب في أنَّ المواظبةَ على هذا، والمثابرة عليه، من عمل الصِّدِّيقين.. وليس كلُّ إنسانٍ بقادرٍ عليه، ولا مستطيعٍ له.. ولكنَّ الإسلامَ يفتحُ بابَ هذا الخيرِ من طريقِ الخلق، أيضاً، فيقول الرسولُ، صلى اللهُ عليه وسلم:" إنَّ المؤمن ليدرِك بحسنِ خلقِهِ درجةَ الصائم القائم".
    والخلقُ إنما يصدُرُ عن نفسٍ سمحَةٍ، وضميرٍ حي، فكما يبدو حُسْنُهُ في الأمرِ الكبير، يتجلَّى كذلك في الأمر الذي يبدو وكأنه لا شأن له، فالإحسانُ إلى المسيءِ خلقٌ حسن، والابتسامة في وجه الصديقِ خلقٌ حسن، ونارُ اللهِ الموقدة، التي هي شديدةُ الأوَار، والتي وقودها الناسُ والحجارة، إنما يطفئها نصفُ تمرة، أو كلمةٌ طيبة.
    وغفران الله يحيطُ بالمذنب الدَّنِس، إذا تفجَّرَ في قلبه نبعُ البرِ والرحمة، والإحسانُ هو غايةٌ من الغاياتِ التي يريدُ الإسلامُ أن يجعلها جزءاً من الطبيعةِ الإنسانية، بحيث يصدُرُ الإنسانُ عنها في كل ما يأتي وما يذر، يقول الرسولُ، صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ اللهَ كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتُم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة، وليحُدَّ أحدكم شفرته، وليرِحْ ذبيحتَه".
    وهكذا يمضي الإسلام، يضعُ الأسُسَ الدقيقة لحياة راقية رفيعة، تتَّمَشَّى مع تلك الحكمة النبويةِ المشرَّفة: "الناسُ عيالُ الله وأحيهم إلى اللهِ أنفعهم لعياله".


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/10/2007
    العمر
    52
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رحم الله مفتينا وتغمده في فسيح جناته وغفر له وجعل معاناته مع المرض في موازيين حسناته وجلاء لزلاته اللهم آمين.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •