لم نعد لله خلفاء على أرضه : لنبدأ من جديد (7-8)...
نص مفتوح على خواطر وجدانية
...................
7- لم نَعُدْ للهِ خلفاءَ على
أرضهِ!
ومَنْ منّا بقي من شعبهِ!
من يملكُ الصورةَ التي
على صورتهِ!
إلهُنَا ليس جنرالاً
ولا جزاراً!
نحن عزلناه في عرشهِ
نشرع آثامَنا، نتقاسمُ
دينَه أدياناً
نُلزِمُهَا الصراعَ باسمهِ
ذاك يجني الكثيرَ من
صمتهِ!
وآخرون يحارون في
سرّهِ!
يحلو لنا فيها النزالْ
يطيب لنا فيها القتالْ
عالمٌ مقلوبٌ بناسهِ
وجنّهِ...

8- من قرونٍ أربعةْ
خلتْ، مضتْ مهرولةً
كالأمسِ
أضَعْتُ مهمازي وثوبي
والسريرْ
أذكرُ جيداً ذاك الأمسِ
أشياؤهُ خالدةٌ في النفسِ
تقولُ وتضجّ لا يُتْعِبُها الوقتُ
ولا كثرةُ الهمسِ...
أغرسُ ريشةَ السّلفِ
في الرأسِ
أُبْعِدُ عن بدني النّحسِ
ما أصعبَ همسات الأمسِ!
تحثّني لأرى في أكفّهم
كيف تجزأت الأرضُ
وانبسطتْ، كيف تعملقتْ
الصخورُ وارتفعتْ!
كيف انسكبتْ المحيطاتُ
بين اصابع الكفِّ!
بعضُها ظلّ ماءً سرمديا،
والآخر صار جذوعاً باسقاتٍ
لنيران جوعى و مواسم
القَحْطِ واليبْسِ
فتلوّنتْ في أعماقِ التربةِ
حشراتٌ وطيورٌ ووحوشٌ
وأصنافٌ مثلها من أُنسِ!
كائناتٌ
تحنّطتْ في أشكالها
وأخرى فتقّت جلودَها
تبحثُ عن سرّ وجودها
من كهوفِ العصورْ
وترنيمة الدهورْ
الكهفُ والريشةْ
ناطحةُ سحاب تلثمُ الغيمةَ
من ثغرِها
والثرى العتيقُ يخفقُ
في أعماقها
شعاعا من نورٍ يندفقُ
في أحشائها
حباتُ الرمالِ تنوءُ
بالسّابحات إلى خلجانها
سحابٌ يفيض باللاّمعات
نوراً من زوّارها
(يتبع)....