في البدء كانت ثانية.
لا أعرف لماذا أعتبر نفسي عبقريا في حين يعتبرني الناس مجنونا...في زمن إنقرض فيه العباقرة...ما أعرفه ان كل إنسان بنطلق دائما بانه يمتلك الحقيقة كل الحقيقة...وفي كل مناحي الحياة حتى المجانين منهم...ولا أعتقد أن مصطلح الديمقراطية الدخيل على فكرة "الإنسان" ستتدخل في هذا الموضوع...ليس باعتباري مجنون عبقري بل باعتباري عبقري مجنون...أليس بين العبقرية والجنون شعرة.
ولأنني عبقري فكرت كثيرا في الزمن...بأبعاده الثلاثة - الماضي الحاضر والمستقبل - كما فكرت في البناء الزمني وخرائطه ...المهم أنني فكرت في الزمن بكل الطرق والنوافذ والرؤى ...التي لا تخطر على المجانين العقلاء على الأقل...المشكل هنا أنه قد سبقني أحد المجانين لفكرة الآلة الزمنية وبطريقة علمية دقيقة ولأنه دقيق إكتشف القنبلة الذرية ...والمهم انه لو لم يكتشف النظرية لكنت قد سبقته في الإكتشاف وبطريقة أدبية شعرا أو نثرا...منطلقا من اول رواية في التاريخ " الحمار الذهبي " إلى آخر نص كتبته...و في لحظة تفكيري هاته تذكرت انني على موعد لقاء لقضاء مصلحة واكتشفت انني تاخرت عن الموعد بخمس ساعات كاملة...ويبدو أن خيط التفكير لم ينقطع ففكرت في تأخري الزمني بخمس ساعات لأكتشف مدى عبقريتي ودليلها...إنه إكتشاف العصر وأعتبره وبدون مفاخرة أهم من فكرة الالة الزمنية لاينشتاين...والتي هي بالتاكيد فكرة ساذجة وصبيانية ايضا...والأكيد إكتشافي اعطيته مصطلح " الساعة البيولوجية " وأعتقد أن المصطلح مناسب جدا ويفي بالشرح الطويل...إذا باختصار العباقرة أقول أن لكل إنسان ساعة بيولوجية تخلق معه ولا يهم إن كانت اتوماتيكية أو إلكترونية...المهم أن حياة الإنسان تسير زمنيا وفق ساعته ومدى دفتها...وأتذكر هنا كدليل على نظرتي كيف كانت مدينة باكملها تضبط ساعتها على عبور الفلسوف " كانط " يعني ذلك ان ساعته البيولوجية كانت أدق ساعة على الإطلاق في تلك المدينة...ولكن إذا كان لكانط ومدينته هذا الضبط ...فكيف حال مدينتي؟ ...ولأفكر أكثر ما بال أمتي ؟...أنا عبقري ومتاخر بخمس ساعات فقط....وأمتي بكم ساعة بيولوجية هي متأخرة؟ ثم الذين سيقرؤون ويجتهدون في التعليق على هذا النص الإفتزازي بكم ساعة بيولوجية هم متاخرون ؟؟؟؟
المفضلات