تلك الصغيرة:
زينب" من وهن الجراح

ترفع عن وجهها الصغير

ضفيرتها،

تمسح بعض الدماء، عن

شفتيها وتبتسم،

تخبرنا على صغر عمرها

تخبرنا من علياء فضائها:

أن القبائل أحجمت عن

قدومها إلينا والعشائرْ

يقولون أننا مارقون

وأننا في "لبنان" رهطٌ يغامرْ!

وتمضي في ابتسامتها

تخبرنا:

"عزّة" في الواحات تائهةٌ

لاصحبةٌ من مروءة لديها،

ولم تجد فيها خليلْ!

و"أسماء" لا مضرب للشهامة

في تلك الديار تجدُ، ولا من

وتدٍ هادٍ ولا سبيلْ!

و"ابن كلثوم" أضناه البحث

في تلك الصحارى الواسعات

عن رضّعٍ فطامٍٍ كانت في

سالف الأزمان رقابُ الدهر

لها تنثني وتشيرْ!

مضى المعتصم
يا أختاه فلنمض في عتمة
الليل !
مضى معيار الصياح، وذبحت
الأصوات...
ارتحلت القبائل وضح النهار
تتباهى في عريها يا للعار!

فشكرا لك أخت هدى ومع تحيتي ومحبتي ....

د. أسعد الدندشلي