من بين دهاليز الظلام المدلهمة خططت كلماتي بحرقة قلبي التي اتقدت بداخلي لتعلن الحرب على من حولي ! خرجت من كهفي الصغير المظلم, القاحل! أجوب شوارع الحياة العجيبة! أطرق أبواب الحياة لأجدها مقفلة أمامي ! أسابق الأماني والأهداف ! وأتسلق سلم الأولويات!أنعم برقصة النجاح ! لكن...! أين خيري لبلدي ؟! حياة الإنسان مهزلة كبرى إن لم يكن لوطنه كبش فداء! يا من تسمعون صوتي الخارج من خلجات قلبي ! ارحلوا عن عالم النجاح المزيف هذا! واخلعوا أقنعتكم المسرحية الكالحة! انزعوها وابتعدوا عني ! اذهبوا إلى بلاد ألواق واق ! اتركوني وحدي اغوص في عبق ترابي ارتوي من دمع أمهاتي! اعشق تراب قلبي! اسكن الارض التي يعبقها تراث اجدادي! انحت الصخر بدمع وحرقة حياتي المؤلمة! احسد الوحوش في تآلفها واتخاذها المرعى مسكن لها! فليت حالي كحالهم! فهم لهم وطن يعيشون فيه اما انا فلي وطن يعيش ويتخذ من قلبي مقرا لاستقراره الدائم! امنع قلبي عن البكاء الفاضح! ولكن رغما عني ! تنهمر الدموع مدرارا! لتروي تراب فلسطين النير بدموع الحب ,الإخلاص وعزة النفس ! حين كنت أتقنع بقناع السخرية والسذاجة هذا! وازور القرى التي شرد أهلها وأرغموا على الرحيل عنها رغم كونهم أصحاب الارض والحق! لم أكن افهم ماذا تعني قرية مهجرة ليس لغويا! بل حسيا وعاطفيا وعقلانيا ! لم اكن املك تلك النباهة لادرك ان من وراء هذه القرية اناس عظام! قد منعوا من شم نسيمها العليل وتقبيل ارضها الطاهرة! لم يكن ليخطر على بالي ان من وراء هذا الصبار وتلك الزيتونه تاريخ عتيد مجيد يرفع الرأس عاليا ,شامخا علو الجبال!فحين يريدون اغتيال الانسانية, الحضارة والثقافة العربيه فلن يتوانوا في اغتيال المشاعر الوردية ولا سيما الوطنية التي تسكن في قلوب اهل البشر! فهذا هدفهم الاسمى! وتلك سياستهم المعروفة!
هذه ليست خطبة اريد من وراءها التصفيق او مرتبة الشرف او حتى ان تقولوا لي "لا فض فوك"! بل لاني اريد ان أزمجر وابعث بصرخاتي المدوية الى كل بقعة ارض في هذا العالم الواسع المكتظ بابناء البشر ! الى كل من في الدنيا ! يا من تدعون انكم انسانيون وتنتمون الى ابناء البشرية! هذا الانتماء الذي تشوبه شائبة! اين انتم من دير ياسين , اين انتم من ام الزينات , الطنطورة , عين غزال , المجدل .. وغيرها الكثير من القرى التي خط خارطتها أبناءها بدم قلبهم ومزجت بدموع اهلهم الذي اغتسل بطحين وخبز الام الحنون! آه ..! اخرجها من أعماق صدري مدوية ليسمعها الحجر والشجر بل والبشر! فاستمعوا بربكم الى اهل تلك القرى ! ضعوا أنفسكم مكانهم ! ماذا كنتم ستفعلون !
في ليلة لا يوجد فيها ضوء قمر تجتاح بيتك الدافئ قوات مجنزرة مدججة بالسلاح ! فيقتلعونك من حضن أمك او من صلاتك مع ربك (رب العالمين) بحجة الاشتباه والله اعلم ان كنت ستعود او لا تعود فترسل الى مستقبل ومصير مجهول وتصبح في خبر كان !
ماذا كنتم ستفعلون بحق السماء أجيبوا ؟! حين يروي لك احدهم قصته مع قريته مع مسقط رأسه او حتى مع مسقط راس أجداده فهو قد ولد اثناء رحلة الهجرة والرحيل الى المصير المجهول....!
حين تمتلئ عيناه بدموع الحنين والشوق وتكتنفه الأوجاع ويشعر بالارتجاف! وينظر الى الأفق فيجد فلسطين لا تبعد عنه سوى بضع كيلومترات قليله ولكن عليه ان يحكم على مشاعره بالاعدام ! وعلى احلامه بالسجن الا ما لا نهاية من السنوات حتى إشعار اخر ! وعلى حياته بمصير لا تحسد عواقبه ! هذا فقط كل ما عليه ان يفعله!
فليس من حقه ان يفكر بالعوده ! فعندها يصبح مخرب ارهابي والمطلوب رقم واحد للأعداء!
عليه ان يقيد مشاعره بسلاسل ذهبيه متينه , قويه لكي لا تنفلت بسهوله وتحن الى الوطن!
فماذا تريدون أسوأ واقسى من ذلك يا صناع الديمقراطية! يا ارستقراطيو الانسانية!
يا من ترسمون خطة المسير لكل شعوب العالم وعليهم التنفيذ والانصياع للأوامر حتى لو كان ذلك يكلفك خسارتك اولادك _فلذات اكبادك_ او حتى موطن روحك!
عليك حمل أشلاءك والرحيل بعيدا من هنا! الرحيل الى مكان لا يعرفه الا الذي يريد معرفته!
تلكم حدود الزلزلة....!
نكون..نبقى. نستعيد..نعاد...نرجع...نستعين
نهان...نشقى...نرتجى للموت...
نصعد في ثنايا الريح... نغرق في خضم البحر
نزرع قشة في الرمل ... نبلع شوكة في الحلق
نغرس خنجرا في العمق... ننقع جرحنا بالملح..
نبقى مسأله....!
تلك هي الحقيقة المرة...!
حين يفلق القمر الى نصفين , نصفه الاول اهديه لوطني فلسطين الذي يجري في عروقي كجري الدم في احشائي! والنصف الاخر اهديها الى من تملك قلبي وتسكن داخلي الى ست الحبايب الى امي الحنون! التي لا حياة لي بعدها ! فسلام عليك يا قبور قد نبتت عليها الزهور رغم انف الاحتلال ! سلام عليك يا قدس! سلام عليك يا طنطورة ! وسلام عليك يا ام الزينات!
تاريخك سيبقى يظهر جليا امام العالم باجمع!
فليس لنا مفر ولا مهرب ولا اية حجة! فسامحني يا تراب ارضي وسامحيني يا شجر! تركتكم تعانون وحدكم وكنت أتملق في داخلي ! ابحث عن الاسرار التي تكتنفي دون الاكتراث الى الارض التي انعمت واجزلت لي بالنعم! والخيرات والحب!
فسلام الله عليك يا شمعة الامل ويا تاريخ الامم !
لن اقول لك وداعا بل الى لقاء قريب باذن الله تعالى وقد جئنا رافعين شعار الاسلام
عاليا وأقمنا الدولة الاسلامية الراقية! ودحرنا الاحتلال عن ارض السلام والقداسة! وارتوينا حبا وليس حرقة وألما!
الى ذلك اليوم الاخضر المكسو بأجمل المفاجئات السعيدة أرجو منك صديقتي المحافظة على نفسك وان تنتظري صلاح الدين الثاني ! الذي يأتي على جواده الاصيل ليفتح أبوابك ويفك أسرك ويطلقك الى العنان ! باذن الله تعالى!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات