بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (1): نسخة أخرى لشاهد عيان لنفس الحدث


لدى واتا تجربتها الفريدة التي ذهبت من خلالها رموز صمود الأمة الحسامان إلى غزة لمقابلة المجاهد الكبير المرابط الدكتور محمد الريفي في قلب غزة. الحدث واحد، وهذه نسخ لشهادات عين. فهو توثيق للحدث.

قال الدكتور إبراهيم حمامي عن كتابته: "هذه ليست دراسة أو مقال أو تحليل، بل تسجيل للحظات شخصية عشتها، أوثق فيها رحلتي الأولى لأرض فلسطين بالتفصيل ربما الممل، بعد أكثر من أسبوع على عودتي لم أستطع خلالها كتابة شيء، رغم الطلبات المتكررة، فكلما هممت بالكتابة غالبتني دموعي، لكني رغم ذلك أكتب اليوم، وجب التنويه حتى يتوقف من لا يرغب في متابعة قصة فردية، قد لا تعنيه من قريب أو بعيد، وقد يجد آخرون فيها قصتهم وتجربتهم وحلمهم".

فقلت له:

أخي الكريم الدكتور إبراهيم حمامي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدأ رسالتي لشخصكم الكريم بقولي: سامحك الله أخي الكريم. كيف تقول إنها قصة فردية؟! إنها أعظم من عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم، وشمس وليل لمحمود تيمور، فكل مشهد من مشاهد غزة أرض العزة، يعيش في وجدان أمتنا. إنها قصة من الوجدان إلى الوجدان، أنت تقول كلمة، وبقية المشهد يمثل كله أمامي دون أن تصفه.

دعني أصف لكم أخي الكريم مشهد إنزال صاحبة الوثيقة الفلسطينية الغلبانة مع بناتها، أخذت تبكي وتبكي بناتها لبكائها، وتتحول إلى الضابط لترجوه أن يتركها، تحاول أن تبقشش لعله ينفع، فلا ينفع، فلا بقشيش ينفع مع القضية الفلسطينية! ثم تلح في الرجاء، وتقول ياخوي أبوس رجلك، الله يستر على ولاياك .. ولاحياة لمن ينادي. ويناديها الضابط بغلظة: ياللا ياستي خلينا نشوف شغلنا، وربما زاد عليها: جاتكم داهية مقرفين.

وتنزل المرأة وبناتها من السيارة كسيرات النفس.

أليس هذا هو المشهد الذي عشته أنت، وهو تكرار لمشاهد عشتها بنفسي؟ أليست هذه المشاهد هي جزء من ذاكرتنا الجمعية؟

شاكراً وممتناً لكم ثقتكم الكريمة، وأستسمحك بأنني قد أضعها على الموقع (واتا) كونها قطعة من وجداننا جميعاً، وإن رسم الدكتور إبراهيم حمامي ملامحها من خلال نسخة عاشها على أرض الواقع.

ولكم مني كل تحية وتقدير

أخوكم
د. شاكر

وبالله التوفيق،،،