السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن
نزيهة سليم رحلت لكنها تركت بقلوبنا محبتها
عندما تبحر في عالم الإبداع الأنثوي في العراق العديد من الاسماء تتراءى للذاكرتك ومنها الفنانة نزيهة سليم حيث اهتمت في اعمالها بالحياة الاجتماعية للمرأة العراقية واظهرتها بكل صورها في السوق والبيت وكانت تلك الاعمال تمثل تعاطفا واضحا مع المراة.ومتازت باسلوبية بسيطة والوان هادئة ومواضيع تعكس واقعا عراقيا صميميا قالت نزيهة عن ذكريتها مرة . (في البداية احتضنني والدي وكنت اقلده في الرسم، ثم أصبحت اقلد جواد واستهدي به. أذكر مرة عرضت عليه لوحتي (سوق الصاغة) واسلوبها يتبع اسلوبه أي بغدادياته، فأدار وجهه ونظر بعصبية وقال: لماذا تقلدين عملي. قلت : لأنني أحببت هذا الأسلوب. فقال : لن يصدق الناس انها من عملك وسيقولون أنني رسمتها لك ووضعت عليها أسمك).
ويوم الجمعة 16/ 2 ودعت بغداد الفنانة التشكيلية العراقية نزيه سليم عن عمر يناهز التسعين عاما بعد معاناة قاسية مع مرض عضال دام معها لمدت خمس سنين وهي من رائدات الفن التشكيلي في العراق وأخت الفنان العراقي الشهير جواد سليم والفنان نزار سليم وهنا نستذكر ماقاله عنها الناقد التشكيلي شوكت الربيعي في كتابه الخامس وهو يتحدث عن الفنان جواد سليم ومقارنة بأخته نزيهة حيث قال :( كانت أخته الفنانة (نزيهة سليم) تحمل جانباً من روحه النقية دون أعماقه الساخرة التي تتفجر خلال رسومه الساخرة ولوحاتها تحمل توجهات جماعة بغداد في ربط قيم الحضارة العربية الإسلامية والتراث المشرق فيها بمفاهيم العصر وطبيعته العلمية. واستطاعت أن تتخلص من تأثيرات أستاذيها في (البوزار) سوفربي و(فرناند ليجيه) وتبحث في شخصيتها المتميزة فحققت أسلوبها وتفردت بتجربتها المغتنية باللون الحيوي وبالتقنية المبسطة كروحها الخالصة في رقة صافية وشعور بالوجد أو الحزن الذي نما في أعماقها منذ أمد بعيد.. فرأت العالم من منظور الآلام ليتعمق شعورها بالحياة وتؤمن بحدودها القصوى.. وآفاق حريتها الداخلية فتقترب في محتوى لوحاتها إلى روح الموقف الإنساني الذي مسته أشعة الحلم المقدسة كما عرفتها منذ عام 1959 أستاذة لي وزميلة وصديقة عظيمة )
وتعد الفنانة احد الرموز المهمة في مسيرة الفن التشكيلي في العراق وكان لها اسهاماً واضحاً في ارساء اسس مهمة للحركة الفنية في العراق لقد كانت .
نزيهة سليم ولدت في اسطنبول عام 1927 لابوين عراقيين وكان والدها محمد سليم يعمل ضابطا في الجيش، أكملت دراستها الفنية في معهد الفنون الجميلة ببغداد وارسلت ببعثة رسمية الى باريس وتخرجت من معهد الفنون الجميلة العليا عام 1951.
درست الفن في باريس حيث بدأت تنظيم معارضها الفنية هناك منذ العام 1951 بعد ان أنهت دراستها بتفوق إذ كانت الرابعة على دفعتها وتخصصت بفن الجداريات وتتلمذت على يد الفنان الفرنسي (فرناند ليجيه).
شاركت في اكثر معارض جماعة بغداد للفن الحديث في داخل العراق وخارجه واكملت زمالة لمدة عام في المانيا الديمقراطية للتخصص برسوم كتب الاطفال ومسرح الاطفال.
عملت استاذة بمعهد الفنون الجميلة منذ عودتها من باريس و محاضرة في كلية الفنون الجميلة.
تعرضت اغلب لوحاتها التي كانت في المتحف العراقي في مركز الفنون للسرقة اثناء دخول القوات الامريكية الى العراق عام 2003 . واقيم للفنانة تشيع كبير شارك به ممثل عن الامانة العامة لمجلس الوزراء وكان التشييع من المنزل الذي تسكنه في الوزيرية هو منزل اخيها الفنان جواد سليم وفنانين عراقيون وجمع غفير من طلبة واساتذة كلية الفنون في بغداد رحم الله مبدعتنا اما اخر مشاركة لتلك الفنانة فكانت من ضمن المعرض الذي اقامته الجمعية العراقية للفنون التشكيلية للاعمال المسروقة والتي اعيدت ظمن جهود الخيرين من هذا البلد .
الهام ناصر الزبيدي
المفضلات