كنت أؤمن دائما أن الأحداث السلبية تولد لدى الأقوياء طاقة إيجابية
وقد وردتني معلومة عن دراسة مفادها أن الحزن والكآبة يجعلان الإنسان أقوى!


أن تولِّد الأحداث لدى الأقوياء طاقة إيجابية .. فلا شك فى ذلك ..إذ تأتى القوة هنا بمعناها الأشمل الذى يحمل فى طياته خصائص مميزة لحاملى تلك الصفة .

أما أن يصير الأنسان ( أقوى) بفعل الحزن والكآبة فالأمر هنا يختلف لتقيد المعنى بوصف صورة واحدة للقوة ( هى قوة التحمل ) لا لمعناها المطلق فهى ذات الصورة التى يوظف لوصفها المثل السائر ( كُتر الحزن يعلم البكى ) والمعنى المقصود هنا هوالتعايش مع الهموم أو التأقلم معها لا البكاء بمعناه الحرفى .

وإذا كانت الدراسات قد أكدت عظم التأثير السلبى للكآبة والإحباط على صحة الإنسان إلى حد الوفاة (عبر الوسيط النفسى بالطبع) فإن القوة الناتجة عنهما لابد وأن تحمل صفاتاً خاصة ‘لها أن تخرج بها عن نطاق القوة السوية التى ننشدها أو التى يحق لها أن تحمل خصائص اللفظ ‘إذ يكفى أن تحمل القوة فى داخلها المرارة لتـُعجز الإنسان عن رؤية الألوان بعينٍ محايدة .

قد يستقيم القول إن قيدت أقوى باضافة مثل (فى تحمله) ‘ وسبقتها كاف التشبيه ..
(كأن الحزن والكآبة يجعلان الإنسان أقوى فى تحمله) ‘ وإلا فالنلغى كل ضحايا الحروب من أصحاب الأمراض النفسية والعصبية .. وهذا غير ممكن ..

يبقى أن الأمر لا يمكن تعميمه فما يُضعف أحدنا قد يقوّى الآخر ‘ فاختلاف المعطيات لا يسمح بتوحد النتائج ‘ومن العلوم ما لا يُخضع لحدود العقل البشرى المحكوم ‘ وهنا أستعير جملتين مما ورد فى تعليق الأستاذ / محمود النجار فلن أفسر هذه الجزئية بأفصح مما كتب

نحن أقوياء بما منحنا الله من قدرة على الصبر ..
وأقوياء بما أوقع تبارك وتعالى في روعنا من إيمان بالقضاء والقدر .


وهنا تُرفع أقلام الاجتهاد