آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5
النتائج 81 إلى 83 من 83

الموضوع: إجتثاث العقل العراقي

  1. #81
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بعد أن اعترف بوش بالهزيمة : ماذا سيحدث في العراق؟
    شبكة البصرة

    صلاح المختار

    سيسجل التاريخ بأن يوم 20/ 12/2006هو يوم التحول التاريخي الحاسم في الوضع الامبراطوري الامريكي، لان جورج بوش الرئيس الامريكي عقد فيه مؤتمراً صحفياً اعترف فيه بعد اكثر من 3 سنوات من حماقة الانكار، بان امريكا خسرت الحرب ضد العراق وشعبه وان غزوه كان (أم الكوارث) بالنسبة
    للطموحات التوسعية الامريكية! لقد قال بوش بلا تردد رغم ان وجهه كانت تكتسحه تعابير الألم: (ان قلبي يقطر دماً على خسائرنا في العراق) . لقد حاول انكار ان الهزيمة الحاسمة قد وقعت، لكنه صرخ متألماً من فداحة خسائر امريكا بالمال، وهو الاهم بالنسبة للنظام الرأسمالي الامريكي، والبشر، وحينما يصرخ احد طرفي حرب غير كلاسيكية تقوم على حرب العصابات فان المعنى الوحيد لذلك هي انه خسر الحرب نهائياً بعد ان كشف عن وضعه الحقيقي الذي حاول اخفاءه طويلاً.

    إتفاق على الهزيمة
    اعتراف بوش لم يكن عزفاً منفرداً بل كان لحناً حزيناً في مقطوعة سمفونية طويلة شملت اعترافات عديدة، اتخذت شكل دراسات اعدتها فرق متخصصة اهمها (تقرير بيكر- هاملتون) الذي اعترف رسمياً بفشل استعمار امريكا للعراق، وهذا الاعتراف هو الاهم، لان من صدر عنهم يمثلون النخبة الاهم في التأثير على مجرى السياسة الامريكية تجاه العراق، او اتخذت شكل اعترافات كما فعل كولن باول وزير الخارجية الامريكية المستقيل حينما قال بان حرب امريكا ضد العراق ماهي الا محض فشل! واخيراً وليس آخر اعتراف ذي الوجه الشمعي دونالد رامزفيلد وزير الدفاع المستقيل الذي اعترف بأن امريكا لم تكسب الحرب بعد ثلاثة اعوام ونصف العام.
    حينما نجمع هذه النتف المتفرقة من الاعترافات سنرى انها تشكل صورة واحدة متكاملة صورت بكاميرا رقمية فائقة الدقة نرى فيها امريكا وهي ترفع يديها مستسلمة وبنطال كبير جنرالاتها في العراق مبلل من وسط اعلاه ! ولولا هذه الصورة (الديجيتال) لما اضطر بوش ورامزفيلد للاعتراف بالهزيمة. اذن نحن بازاء وضع جديد في العراق المحتل وهو ان الاحتلال قد وصل الى طريق مسدود وان كل ما تملكه أمريكا من ديناميت قد استخدم لفتحه لكنه بقي مسدوداً، بل ان خراب التفجيرات قد زاد من الركام الذي يسده!.

    أسئلة منطق ديكتاتوري

    هزيمة امريكا لها منطق ديكتاتوري ساحق يبلور أسئلة حتمية ابرزها مايلي: مامعنى اعتراف بوش وبقية الاعترافات؟ ماهي نتائجها العملية في العراق؟ وما السر في نجاح المقاومة العراقية في تدمير روح المشروع الامبراطوري الكوني الامريكي؟ ولماذا انحنت روسيا والصين واتحاد اوروبا وغيرها لامريكا خلال السنوات العجاف الخمسة عشر الماضية في حين ان عراق المقاومة المسلحة قد اجبرها على البكاء والتراجع امام ضربات القوات المسلحة العراقية المجاهدة؟. واخيراً وليس اخراً ما تأثير انتصار المقاومة العراقية الباهر على الصورة النمطية للانسان العربي في العالم ؟

    المعنى الأبعد والأخطر

    لامفر من القول بان اعتراف بوش كان بداية لنهج أمريكي جديد في العراق فرض فرضاً، فرضاً قريباً، خصوصاً بعد ان تحسم المقاومة مسألة تجريب امريكا لخيارات الوقت الضائع التي تلجأ اليها الآن كمحاولات شق المقاومة او تجفيف منابع دعم الشعب لها او اشعال فتنة طائفية او اللجوء لخيار ابادة المدنيين بأعداد كبيرة لاجبار الشعب على التخلي عن المقاومة... الخ. وفي هذا الصدد يجب ان نشير الى ان اللعب بالوقت الضائع يستبطن نشاطاً امريكياً محموماً جوهره تكثيف الاتصالات السرية او شبه السرية بالمقاومة لاقناعها بالتفاوض دون شروطها المسبقة، من اجل الوصول الى وصفة تضمن لامريكا تحقيق نصر بالوسائل السياسية بعد ان فشلت في تحقيقه بالوسائل العسكرية!.
    لكن من نجح خلال اكثر من 3 سنوات في تدمير ليس الخطط العسكرية الأمريكية فقط، بل ايضاً تدمير اذكى خطط الاختراق الاستخباري والسياسي، قادر الآن على تمييز الخط الابيض عن الخط الاسود بلا صعوبة. ان التقابل القتالي النهائي الذي نراه الآن يؤشر بلا غموض لحقيقة ان المقاومة تفرض سيطرتها على ساحة العراق، بغالبيتها، وان الجزر الخارجة عن سيطرتها حتى الآن ماهي الا جزر تستمد وجودها من بقاء الاحتلال، لذلك فان هزيمة الاحتلال او انسحابه وفق اتفاق تفاوضي، يعني ان هذه الجزر ستهرب معه فوراً وبلا ابطاء.
    ونتيجة لهذه الحقيقة الميدانية التي يعرفها كل من يزور العراق او يعيش فيه نرى ان امريكا وايران تلجآن لنشر ضباب كثيف للتعتيم على انتصار المقاومة الساحق، عبر تصعيد عمليات القتل على الهوية الطائفية لتحقيق هدفين: الانتقام من شعب العراق نتيجة تمسكه بكرامته وعروبته ووحدته ودعمه للمقاومة، وتجربة الحط مجدداً فلعل فتنة طائفية تندلع نتيجة كثافة القتل.

    معارك بغداد

    وفي اطار هذه الصورة المأساوية نرى الآن ان امريكا وحليفتها الرئيسية ايران تتعاونان بقوة اكبر مما مضى، رغم اطلاق الرصاص الخلب بينهما، من اجل اعادة تشكيل القوى في بغداد عسكرياً وسكانياً. ان الحملات العسكرية التي شنت على احياء بغداد المحررة في الشهور الماضية، ماهي الا جزء من خطة عسكرية وامنية امريكية- ايرانية هدفها تجريد المقاومة من ثقلها في بغداد، والذي أعد ونظم لاعلان السيطرة عليها فور انهيار الاحتلال او انسحابه، وخروج الدولة العراقية الوطنية، بقواتها المسلحة ومؤسساتها، من تحت الارض وفرض السيطرة على كل العراق انطلاقاً من العاصمة بغداد.
    لذلك فان ماكان يجري في بغداد يتوقع له ان يتسع بعد اعلان بوش بأنه يفكر بطلب قادته العسكريين زيادة عدد القوات الامريكية في العراق، وهو أيضاً طلب رامزفيلد الاخير ومقترح فرق بحثية اخرى، اضافة الى طلب عسكري آخر وهو سحب القوات الامريكية من محافظات العراق الاخرى كالانبار، وتركيزها في بغداد لقمع ثم ردع المقاومة والجيش الوطني العراقي الان وليس في لحظتي الانهيار او الانسحاب . اننا نتوقع ان تحشد امريكا وايران قواتهما في الاسابيع القادمة في بغداد وان تشن هجمات ضخمة ضد احياء بغداد المحررة، لتغطية الفشل من جهة والحاق ضربات موجعة بالمقاومة قد تقلل من تمسكها بشروطها من جهة ثانية. لكن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل سلفاً لان المقاومة العراقية خصوصاً قوتها الضاربة جيش العراق الوطني، يعرفان هذه الخطط واستعدا لها حتى التفاصيل، وتجري الآن عمليات المناورة بالقوات تقوم بها المقاومة لضمان ان تكون لها اليد العليا في أية معركة في بغداد او في مقترباتها الاستراتيجية، واهمها ديالى شرقاً وبلد وسامراء شمالاً وابو غريب غرباً، والمحمودية واليوسفية جنوباً.
    ولا اكشف سراً حينما اقول بان امريكا وايران ليسا وحدهما من يركز على توفير قوات ضاربة في وحول بغداد، فالمقاومة ايضاً وضعت خططاً مدروسة بدقة لنقل قواتها من المحافظات الى النقاط الساخنة، وأكدت معارك ديالى بان المقاومة المسلحة اقدر بكثير من اعدائها على المناورة بالقوات، وعلى الاحتفاظ بتدفق الماء الذي يحفظ حياة اسماك المقاومة وهو الدعم الشعبي الذي ازداد الآن لها وشمل عشائر الجنوب التي التحقت بالثورة المسلحة بكثافة اكثر من السابق.

    انبعاث روح الصحابة

    من يريد ان يعرف سر هذه المعجزة العراقية المذهلة معجزة تحمل تضحيات لم يسبق لاي قطر عربي او غير عربي ان تعرض لمثلها، ومعجزة المحافظة على روح النصر واتساعها وعدم تراجعها ابداً، عليه ان يتذكر روح الصحابة رضوان الله عليهم عند ظهور الاسلام، وكيف كانوا رغم قلة عددهم وبساطة اسلحتهم اقوى بإيمانهم ليس من كفار قريش فقط بل اقوى من اعتى امبراطوريتين سادتا آنذاك: امبراطورية الروم وامبراطورية الساسانيين الفرس، لقد تغلبت النزعة الاستشهادية للصحابة على التفوق المادي المطلق للروم والفرس وحطمت امبراطوريتهما بسهولة تامة.
    والآن نرى في العراق (صحابيون) جدد يسعون للشهادة بصفتها هوية ولادة، ويختارون مغادرة العالم الفاني الى عالم الخلود من أجل وطن عظيم عمره ثمانية آلاف عام وهوية اسلامية عززت عروبة الوطن وأوصلتها الى ثلاثة قارات آسيا وافريقيا وأوروبا (الاندلس). الآن نشهد عصر الصحابيين الجدد ينشأ في العراق
    وهو يحمل في أحشائه نهضة قومية عربية روحها الاسلام . وابرز مظاهر النهضة هي هزيمة تحالف مكعب الصاد (الصفويون والصليبيون والصهاينة) امام كتائب المقاومة العراقية . وبتقدم مشروع الصحابيين الجدد القومي الانبعاثي تنهض الامة كلها مسقطة قرون الهزيمة والتخلف والذل، فلا يبقى امام تحالف مكعب الصاد سوى التراجع عن مشاريعه الاستعمارية في وطننا العربي الكبير.
    لقد انحنت القوى الكبرى والعظمى امام امريكا ولم ينحن عراق الصحابة الجدد لأن رومان العصر وساسانيوا العصر لا يملكون الا متاع الدنيا الزائل والمزيل لعظمة الانسان الحقيقية، وهو الثراء المادي، فذابت في إنسان تلك القوى الكبرى روح الاستشهاد من اجل قضية، وبما ان النصر هو لمن يتقدم في معارك الحسم طالباً الشهادة فان عراق الصحابة الجدد انتصر وسينتصر حتماً على تحالف مكعب الصاد.

    العربي الحقيقي

    يجب ألاَّ نقول ان الصحابي المقاتل الآن في العراق هو انسان جديد وغريب عن صورة العرب فتلك هي إطروحة التضليل، لانه الابن البار للصحابة الكرام الذين نشروا الاسلام، وهذا الابن غيب لقرون لكنه استيقظ ليستأنف حمل رسالة اجداده، رسالة العروبة والهوية الروحية للامة، ان العالم يرى الآن صورتين للعربي والمسلم: صورة نمطية رسمها الاعلام التابع لتحالف مكعب الصاد وهي انه انسان أناني متخلف لا يتقن الا فن الجنس والبطنة ، لذلك هزم واعدم، وصورة اخرى مناقضة تماماً رسمها الصحابي العراقي الجديد والمتجدد وهي ان العربي عبقري في الحياة الدنيا يصنع الحياة، كما صنعها 40 الف عالم ومهندس عراقي بعد عدوان عام 1991م، وكما تصنعها المقاومة الآن بجعل الاستشهاد وثيقة ميلاد . العربي الآن هو الذي نراه في ارض الكرامات والشهداء العراق، لا يمثل نفسه فقط، بل هو يقدم صورة صادقة للانسان العربي، من موريتانيا حتى عمان وبينهما اليمن ومصر وتونس وبقية اقطار الوطن العربي، وهو يصنع غد العرب المشرق.
    شبكة البصرة
    الجمعة 9 ذو الحجة 1427 / 29 كانون الاول 2006
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


  2. #82
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الإدارة الأمريكية تكشر عن أنيابها/((مابين السطور))/


    بقلم \\\\\ سعيد موسى
    05 January 2008 03:26 am

    في عهد إدارات آل بوش للسياسة الخارجية الأمريكية, فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط تحديدا, تسخينا لبعض القضايا الصراعية الملتهبة سواء في آسيا أو إفريقيا, وكان منطلقات التحرك الأمريكي هي منطلقات مصلحة أمريكية صرفة, حتى كاد بعض المراقبين أن يصبغ عليها صفة المنطلقات الشخصية لتلك الأسرة الحاكمة كأي نظام ملكي في العالم, ولم تكن المنطلقات منبعثة من أخطار حقيقية تهدد الأمن القومي الأمريكي, كما تم تزوير الحقيقة في أفغانستان والعراق تحديدا, بل كانت تلك المنطلقات لخدمة مصالح اقتصادية إستراتيجية على مستوى تلك الأسرة الحاكمة, وما لها من علاقات بشركات النفط >>> العملاقة, وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشبوهة, مسوغا لتلك المنطلقات, فكان التدخل في أفغانستان باسم محاربة الإرهاب في منابعه, ارتكازا على النسيج الأفغاني المتهتك والصراع الدائر بين طالبان وتحالف الشمال, وكذلك العراق وإلقاء كرة الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والإرهاب, حتى ثبت زيف كل تلك الادعاءات, وخداع العالم بتلك المسوغات والمنطلقات, لكن تلك التدخلات الخارجية صمدت بعض تحالفاتها العدوانية, انطلاقا من مصالح سياسية واقتصادية نفوذية صرفة, وقد سقطت أول إدارة دموية لبوش الأب, حتى وصلت إلى كلينتون , والذي سار على نفس النهج محاولا تجميل الصورة الأمريكية, وادعاءات السلام الشرق أوسطي, لكن تأثير اللوبي اليهودي وفضائحه الجنسية في الوقت المناسب, جعلته أداة طيعة في خدمة المصالح الصهيونية , وانتهاج خطا منحازا بالمطلق للكيان الإسرائيلي, دون أن يملك الجرأة وأدوات الضغط بسبب مستقبله السياسي ومستقبل زوجته التي كانت تطمح بدعم ذلك اللوبي لتصل إلى كرسي الكونجرس, وقد وقفت إلى جانبه كي يدعمها, والمحصلة وصولها إلى مطمحها بدعم يهودي, ووصول كلينتون إلى نهاية حياته السياسية, وبالتالي فان بوش الأب وكلينتون حملا بتاريخي إدارتهما الفشل التاريخي مقارنة بتاريخ جيمي كارتر والعديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية, الذين اقتحموا بصمات التاريخ في الموسوعة الأمريكية والعالمية.

    وحدثت المواجهة بين خليفة كلينتون (آل جور) وخليفة بوش الأب الديمقراطي( بوش الابن) الذي أراد أن يسترد ارث والده الفاشل فيرد الاعتبار للعائلة الحاكمة, وتمكن من الفوز رغم أن تلك الفترة الانتخابية شهدت الفضائح الديمقراطية والطعن بالتزوير والرشاوى وإعادة انتخابات بعض المناطق(فلوريدا) لكن بوش الابن الذي فاز بفارق تلك الألاعيب استمات في الوصول إلى (البيت الأسود) وتمكن أخيرا من آل جور.

    وقد سار على نهج أبيه, وأول بداياته الثار من النظام العراقي والاستماتة لإسقاطه انطلاقا من نفس منطلقات ومسوغات الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل الكاذبة, وتحالف مع كل شياطين العالم عربا وعجما وأشباه مسلمين من اجل إسقاط نظام تسبب في سقوط أبيه, واستكمال حلم أبيه في الهيمنة على ثروة العراق النفطية, والتي قدرت بأكبر ثاني احتياط في العالم, وتقاطعت هذه المصلحة مع تحالف دولي ضعيف من حيث الشرعية والعدالة والقانون الدولي, وقوي من حيث الشرور والنزعة الاستعمارية الامبريالية الهمجية, حتى انه هرب من اختبار منطلقات مشاريع مجلس الأمن كمظلة شرعية لعدوانه, خشية الفيتو الروسي أو الفرنسي أو الصيني, وانطلق بقرار دكتاتوري عالمي(هو قانون الغاب) ليغزو العراق بمطية المجزرة والمؤامرة الداخلية العراقية, والتعاون الإقليمي لإسقاط ذلك الحصن القومي البعثي الاشتراكي.

    ورغم أن دور اللوبي اليهودي الأمريكي في دعم بوش الابن منذ معركته الانتخابية, عرف بأنه ضعيفا ولم يعتمد على ذلك الدعم كأمر حاسم من اجل انتزاع أدوات الحكم باسم الحزب الديمقراطي من كلينتون, لذلك كان فوزه بالكاد لامتلاك نسبة تمثيل وفوز ضعيفة, وهذا ربما يجعله في سياسته تجاه الصراع الفلسطيني_الصهيوني يملك بعض عوامل قوة الضغط, في مواجهة جحيم ضغط اللوبي اليهودي الأمريكي والصهيوني العالمي, واستطاع باصرارة العدواني وبعد التمكن من إسقاط النظام البعثي العربي القوى في العراق, من استعادة التحالف مع كثير من الدول التي كانت ترفض في العلن الحرب على العراق مثل فرنسا وغيرها, فقد تلاقت مصالحهم النفطية بالدرجة الأولى وتم تنشيط شهوة نزعتهم للإرث الاستعماري القديم, حتى وصفه البعض بالمجنون والغبي, لكنه بالمقابل انطلاقا من مقاييس الرأي العام العالمي والأمريكي فاشل بامتياز, وبالتالي اعتبر اللوبي والكيان الإسرائيلي سقوط نظام بغداد القومي مصلحة إستراتيجية كبيرة, وبدء بمغازلة ودعم نظام الغباء الأمريكي.

    ونتيجة وصول بوش الابن إلى نهاية محطته الثانية في عمر(آل بوش) السياسي , ونتيجة المجازر الدامية وجرائم الإبادة الجماعية, وتسعير الحرب الأهلية والطائفية في العراق, ووصوله إلى قناعة المستنقع, وان الأزمة والمأزق باتت في كيفية الهروب من العراق, وليس إمكانية استمرار حكمه, ورغم انه حقق حلم أبيه في سرقة ثروة العراق لصالح شركات النفط العملاقة والعابرة للقارات التي تعمل بشراكتهم, إلا أن الحلم الذي سقط من بين أيدي والده, بتسجيل الشخصية العظيمة في التاريخ والتي لم يتمكن منها والده, ضلت تراوده وفي الوقت المستقطع من حكمه الأقل من عام, تيقن بان تلك البصمة التاريخية لن تأتي إلا من خلال ملعب الخداع العالمي, حيث الصراع العربي_ الإسرائيلي, والذي اختزله جيمي كارتر في كامب ديفيد1, بصراع فلسطيني صهيوني, فنجد بوش الابن يتجه بكل أحماله وأثقاله, كل تكون ساحة الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي, خير منقذ له من المستنقع العراقي أولا كي لايخرج مطأطأ الرأس يجر خلفه كله ذيول الهزيمة العسكرية, ويتصدر بجدارة لائحة الجريمة السوداء الإنسانية, وكي يظهر بمظهر رجل السلام وكي لايدفن اسم العائلة في لوائح الحرب والجريمة والسلب والنهب, وتلطيخ سمعة الولايات المتحدة التاريخية والشعبية في العار وانتهاك حقوق الإنسان, وإسقاط أكذوبة العدالة الأمريكية والديمقراطية على يديه ويد سلفه بوش الأب.

    لذلك نجد بوش الابن يتجه بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط عامة, والى ميدان القضية الفلسطينية خاصة, ذلك الصراع الذي أدمى الشرعية والعدالة الدولية, والذي يعتبر مفتاح الحرب والسلام لافي منطقة الشرق الأوسط فقط, بلا هو صراع رافد إلى التوتر والصدام العالمي, مما يهدد بقاء ذلك الصراع معلقا على شماعة دعم الاحتلال الصهيوني والانحياز إلى ذلك الكيان النازي, هو ضمانة حقيقية لتهديد الأمن والسلم العالميين.

    وتنفيذا لرؤية بوش الابن ومخطط رسم وإخراج النهاية السياسية لآل بوش, كان التوجه وبقوة إلى بؤرة الصراع الشرق الأوسطي في فلسطين, وقام الرئيس بوش بحشد تحالف دولي وتأييد ودعم سياسي واقتصادي ضخم لهذا الغرض الاستراتيجي, الرباعية تقف على قدم وساق متحفزة بخارطة الطريق ومرجعيات القرارات الدولية بشكلها ومضمونها البرجماتي الحديث, وقد تم إنشاء رباعية عربية كذلك للمتابعة وضع التسوية في المنطقة(مصر,الأردن,السعودية,الإمارات) بل وتم موائمة خط الرباعية الدولية, ورؤيا الرئيس بوش بحل الدولتين مع المبادرة العربية, والتي تنطلق من منطلقات إستراتيجية خلاصتها الأرض مقابل السلام, وقد ارتبط بالسلوك الأمريكي لمخطط تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني, كثيرا من العلاقات الخارجية, ولعل الجميع لامس التغير بالتهدئة في العلاقات الإيرانية الأمريكية, والعلاقات الأمريكية السورية, والسورية الأردنية, والمصرية السورية, والقطرية السعودية, والإيرانية المصرية, بل تم إعطاء حيز لروسيا للسير في نفس الموكب السياسي, وتبني مؤتمر دولي خاص بتسوية قضية مرتفعات الجولان المحتلة, على غرار تسوية سيناء والأغوار الأردنية في كامب ديفيد ووادي عربه.

    ولامس الجميع على غير المألوف السياسي في السياسة الخارجية الأمريكية, صوب الصراع الفلسطيني _الإسرائيلي, وبقوة نكاد نلامس بعض الجدية وإمكانية أن يكشر الرئيس بوش الابن عن أنيابه, للضغط على طرفي الصراع, ولكن هذه المرة ربما يحتاج بوش إلى كسر حاجز الخوف والرعب من اللوبي الصهيوني, كي يستخدم ضغطا حقيقيا على الكيان الإسرائيلي للتزحزح عن الثوابت الصهيونية, فيما يتعلق بمسالة القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات, وهذا هو الطريق الوحيد أمامه كي يستطيع تحقيق انجاز سياسي ,قياسا بالفترة القصيرة المتبقية له في البيت الأسود,وهو يعلم جيدا أن الطرف الفلسطيني ليس لديه الكثير ليقدمه في مسالة تلك الثوابت, خاصة قضية القدس والحدود والمستوطنات, وقضية اللاجئين لايختلف اثنان رغم قدسيتها وثباتها لدى الشعب الفلسطيني, بان المخطط لها إغراءات للتوطين تفوق الوصف من الناحية المادية, وتذليل العقبات على الساحة الدولية لاستيعاب ودمج قرابة الخمسة ملايين فلسطيني, وهذا مايسمى بإيجاد حل عادل وإنساني لقضية اللاجئين, استنادا للقرار 194 وليس تطبيقا له أو ترجمته.

    وعليه بدء هجوم بوش الأمريكي, بإيصال أطراف الصراع الرئيسية والثانوية حسب خارطة السلام الأمريكية,إلى مؤتمر((انا بوليس)) وتذليل كثيرا من العقبات كي يعقد المؤتمر, والضغط على الساحة الإقليمية الخارجية والتلويح بالعصا والجزرة من اجل وقف وإلغاء أي تجمعات أو مؤتمرات مناهضة له,وعقد المؤتمر وأعلنت الخطوط العريضة لانطلاقة عملية السلام بعد سبعة سنوات من الانغلاق والتجميد, بسبب الغطرسة والمماطلة والعدوان الإسرائيلي الذي يرى في عملية سلام حقيقية وجادة خطر داهم على الرؤيا الصهيونية للدولة العبرية(اليهودية) ورغم سعة هوة الخلافات الفلسطينية الإسرائيلية لتلك الخطوط العريضة في الثوابت, إلا أن إدارة بوش حرصت على حجبها, وقد تجلت مابين سطور بيان المؤتمر, والذي لم يرقى إلى وثيقة مشتركة(أمريكية_فلسطينية_إسرائيلية) كي تترجم جدية وإمكانية نجاح التسوية على يد بوش الابن, بل اقتصرت على ثلاث بيانات رغم أن بوش اسما بيانه انه وثيقة مشتركة وتحدث فيها عن الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية, ولكن عندما تلا الرئيس الفلسطيني\ محمود عباس كلمته والتي تعتبر بيان الطرف الفلسطيني, والتي بدت واضحة الابتعاد عن خط البيان الأمريكي والذي سمي على غير حقيقته بالوثيقة المشتركة, كي يظهر للعالم أن ماجاء به نتيجة ومحصلة اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين, لكن بيان أبو مازن اسقط ورقة التوت حين أوضح حقيقة الدولتين من وجهة نظر إستراتيجية فلسطينية, وقال سلام من اجل قيام دولتين, دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية وركز على حق العودة لتأكيد رفض الدولة اليهودية, وكان المؤتمر عبارة عن إطلاق لعملية المفاوضات الشبه مستحيلة, في حال تمسكت إسرائيل بشروطها لاملاءات السلام.( وبهذا الخصوص لمن أراد الاستزادة, فقد سبق وان كتبت مقالة بعنوان" بيان وليس وثيقة مشتركة" ).


    من اجل ذلك وفي نفس الاتجاه تم عقد مؤتمر باريس الاقتصادي وقد دُعيت إليه أكثر من تسعون دولة, وهذا بحد ذاته يظهر مدى الإقدام الأمريكي والحشد الدولي لدعم وتنفيذ مخطط إدارة بوش, ورؤيا الدولتين, ورغم أن طلب الجانب الفلسطيني اقتصاديا, وحسب خطة الحكومة المعدة للتنمية والالتزامات لثلاث سنوات, وكان المطلوب مبلغ(5,4 ) مليار دولار فتم الاستعداد بما يفوق تصور الآخرين للدلالة على جدية التوجه الأمريكي والدعم الدولي, فكانت حصيلة التبرعات الممنوحة للطرف الفلسطيني مبلغ وقدره(7,4) مليار دولار أي بفارق يزيد على ملياري دولار, وتتويج الجدية المرسلة كإشارة لم يتوقعها البعض أن مؤتمر باريس, تعامل بخطابه ومستنداته المانحة مع دولة فلسطينية وليس مع أراضي فلسطينية, كما ورد في اتفاقيات أوسلو.(وهنا كتبت مقالة تحليلية طويلة بعنوان"خطر الأمننة والأقصدة").


    وعليه تم تنشيط الفعل السياسي في منطقة الشرق الأوسط بالكامل لخدمة ذلك التوجه(حل الدولتين) وحدثت العديد من ا لقاءات على مستوى القمة عربيا وإقليميا ودوليا, وترك للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عملية إحياء المفاوضات وبشكل مكثف حسب جدية السياسة الخارجية الأمريكية بهذا الصدد, وتم الاتفاق على لقاء قمة كل أسبوعين بين الرئيس الفلسطيني \ أبو مازن, ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي\ يهود ولمرت , كي يذللوا أي عقبات تعترض المفاوضات, ولكن من اللحظة الأولى كان واضحا أن الجانب الإسرائيلي يبحث في الشأن الداخلي الفلسطيني عن المبررات التي تمنع التزامه باستحقاقات المرحلة وإبداء حسن النية لإثبات جدية الإقبال على عملية سلام حقيقية, فزادت الأعمال العدوانية من اجتياحات واغتيالات واعتقالات تحد العديد من المسميات وبأعذار أقبح من ذنب, بل زاد مؤخرا باجتياز خطوط بوش الحمراء, حيث طالب الجانب الإسرائيلي بوقف بناء وتطوير المستوطنات, وإعلان النية على إنشاء مئات من الوحدات السكنية الاستيطانية في مناطق تقع في حدود الرابع من حزيران 67 وخاصة القدس الشرقية, مما أثار غضب الإدارة الأمريكية, وقد أرسلت العديد من الإشارات الأمريكية لوقف تلك الأعمال, والشروع بمفاوضات مكثفة وجادة مع الجانب الفلسطيني, إلا أن البدايات أثبتت أن انطلاقة (انا بوليس) وئدت في ختام المؤتمر, وقد كثفت إسرائيل من عدوانها ومحاولة إضعاف الرئيس \ أبو مازن , بل والتدخل أحيانا بالسلب في الأزمة الداخلية الفلسطينية_ الفلسطينية, واستخدام تلك الأزمة كمطية للتهرب من أي مفاوضات جدية.

    لذا أعلن الرئيس الأمريكي بنيته لزيارة المنطقة ومحيطها السياسي, في إشارة واضحة لجدية تنفيذ الإرادة الأمريكية وبضغط على مستوى عالي, ولعل تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية, حول تردد وجبن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, لها دلالات بان الضغط الأمريكي هذه المرة ربما يتجاوز نظرية الانحياز التقليدية الإستراتيجية العلنية, ليس من اجل الإيمان بعدالة التسوية, بل لان عرقلة المفاوضات والمماطلة إنما هي موجهة للإضرار برؤية وإصرار الرئيس الأمريكي ومصلحته في إخراج تلك الرؤيا بتسوية تاريخية, وعليه بدئنا نسمع بعض الأصوات السياسية العالية والخافتة, والتي تتحدث بضرورة وقف الاستيطان بل والاستعداد الجاد من اجل تفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية قبل وصول الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب.

    من هنا فإنني وفق تلك المعطيات, ومن منطلق حسابات خاصة تنطلق من أهمية التسوية بالنسبة للرئيس الأمريكي وبشكل شخصي ربما, وانطلاقا من بدايات لم تخضع للابتزاز اليهودي في انتخاب الرئيس بوش, ونهايات تمكنه من إمكانية الضغط الغير مسبوق, على اعتبار أن تاريخ آل بوش متعلقة بنجاح فارسهم في دك حصون التاريخ لدخوله من أوسع أبوابه( تسوية صراع دام مائة عام مع الصهيونية وستون عاما مع الاحتلال الإسرائيلي المباشر) وليس له أي طموح سياسي بسبب انتهاء ولايته الثانية, لذلك فإننا إذا ما تعاطينا مع جدية في توجه بوش, فلن نعتبر قدومه للمنطقة, زيارة عادية تحمل المودة, بل ربما تحمل بين طياتها تهديد وضغط جدي, وإدارة الأمور ميدانيا وإحداث اختراق في كسر حواجز الثوابت لدى الطرفين.

    ولعلنا نقرأ بعض ما يدعم هذا التصور, من خلال التصريحات السياسية حول أجندة تلك الزيارة, وتوجيه رسائل للطرفين بان قدومه ليس كزائر بل كآمر , كان أولى تلك الإشارات من الأجندة( إلغاء عشاء الشرف لدى الجانبين) ليخرج تلك الزيارة من حيز المجاملات والتقيد بالبرتوكولات الدبلوماسية التقليدية الزائفة وعدم مضيعة الوقت, لان مشروعه التاريخي في سباق بل صراع مع الزمن, كذلك نلمس إشارة أخرى مفادها ( إلغاء الاجتماع الثلاثي) والذي من المقرر أن يجمعه بالرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, بل ستكون اللقاءات ثنائية وهذا مفاده إعطاء تعليمات وسماع حقيقة عوائق كل طرف على حدة, بعيدا عن التقيد بالأرضية الجغرافية لموقع الاجتماع الثلاثي, وذلك حرصا على عدم إسقاط أي مؤشرات انحياز يشعر بها الطرف العربي, وكذلك عدم إظهار ذلك الانحياز كي يوصل الرسالة بالضغط على الطرف الإسرائيلي, وربما الإشارة التي أثارت غضب الجانب الفلسطيني وهي ما أشيع بعدم نية الرئيس الأمريكي كالعرف البرتوكولي السياسي,( وضع إكليل الزهور على ضريح الزعيم الشهيد الخالد\ ياسر عرفات) , وبالتالي فهو مطالب بالمقابل من خلال مستشاريه بعدم زيارة أضرحة لقيادات الكيان الإسرائيلي, هذا من منطلق الحرص على إطفاء طابع الجدية وزيارة الضغط على الطرفين, ولكن نعتقد أن مالا يمكن تجنبه لدى الرئيس الأمريكي هو لبس القبعة اليهودية وزيارة ساحة البراق( المسمى حائط المبكى) لذلك فمن المتوقع أن يكون لقاءه مع الرئيس \ أبو مازن في بيت لحم لزيارة الأماكن المقدسة الفلسطينية.

    ورغم كل المعيقات الإستراتيجية, نجد أن الرئيس الأمريكي\ بوش الابن يستبق قدومه إلى المنطقة, بتصريح الواثق الجازم, بان هذا العام سيشهد نهاية الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي, وبات واضحا لبوش الابن وحسب الخبرات والتجارب السابقة عند الاقتراب من بؤرة هذا الصراع الملتهب والمعقد, أن لا إمكانية لإحراز أي تقدم إلا بالإفلات من مقصلة اللوبي اليهودي الأمريكي أولا, وممارسة الضغط تحديدا على قيادة الكيان الإسرائيلي, كي يشرع في مفاوضات جادة لتسوية في إطار حدود الرابع من حزيران 1967, مع إمكانية تجاوز بعض خطوط تلك الحدود بما يسمى بتبادل الأراضي, لكسر معضلة الأحياء اليهودية, والانفجار السكاني بقطاع غزة, وبالتالي تصبح مفاوضات التسوية استنادا لمرجعية القرارات الدولية(_242, 338) والأرض مقابل السلام, وليس تطبيقا حرفيا لها, وهنا يكمن الضغط على الجانب الإسرائيلي عندما نعلم أن قضية اللاجئين لن تحل كترجمة حرفية بناء على القرار التاريخي الدولي(194) لان تنفيذ العودة حسب القرار يعني لديهم نهاية الكيان الإسرائيلي, وهنا يكمن الضغط في تجاوز الإقرار الفلسطيني أو الدولي بيهودية الدولة, والاكتفاء باعتبار إسرائيل وطنا قوميا لليهود كما ورد في الوعد المشئوم (بلفور) 1917 , لان المفهوم السياسي ليهودية الدولة, إطفاء الصبغة القانونية الدينية على مواطنيها, مما سيجعل مليون ومائتي ألف عربي مسلم ومسيحي مصيرهم في مهب الريح, وإقامتهم مؤقتة غير شرعية لدى تلك الدولة اليهودية, وهنا لن يتنازل الإسرائيليون عن يهودية الدولة, إلا إذا ضمنوا تصفية قضية اللاجئين اقتصاديا وإعطاء الضمانات الأمريكية الدولية بتوطينهم, مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إقرار القيادة الفلسطينية بالموافقة الرسمية على التوطين, فتلك المهمة سوف يتم تسويتها مع الدول المضيفة للجاليات والمخيمات الفلسطينية, مع إمكانية نقل العديد من التجمعات الفلسطينية من دول لأخرى, واعتبار أن السواد الأعظم من النازحين الفلسطينيين لن يصمدوا أمام الإغراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, في ظل استحالة عودة تلك الأجيال من منطلق أيدلوجيات سياسية غربية.

    لذلك فان رحلة بوش الابن للمنطقة, اعتبرها البعض المقرب من القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية أنها برسترويكا جديدة , وشبح امني وسياسي قادم في الأفق, وكل طرف سيقدم حججه بان الطرف الآخر ليس جادا في عملية السلام, ويقدم براهينه حسب رؤيته وقوته جماهيريا بالقوة أو الضعف, لإمكانية تخويله وتفويضه جماهيريا بصناعة السلام, لذا فان قدوم الرئيس الأمريكي سوف نلمس على إثره وبشكل سريع, تغيرات كبيرة ميدانيا وعسكريا وسياسيا, وبتوجيهات أمريكية لا تقبل التأجيل ولا التأويل, اعتقد أن كثير من المعطيات على الأرض ستتغير, هذا من منطلق القراءة لجدية بوش المتعلقة بمصيره السياسي التاريخي, ونجاح ذلك مرتبط أولا بفرض التماسك في التجمع السياسي الإسرائيلي والائتلاف الحاكم, أو حتى بإسقاط اولمرت وتولي براك رئاسة الوزراء, دون الحاجة لانتخابات مبكرة, وكذلك على مستوى الكيان السياسي الفلسطيني, من المؤكد أن الأسابيع أو الأشهر القليلة القادة ستشهد تغيرات تخدم ذلك التوجه والاستعداد للدولة الفلسطينية بثوبها السياسي الجديد, بل وكثيرا من الإحداثيات السياسية الميدانية, ستخضع للبرسترويكا الأمريكية ورياح التغيير القادمة مع الرئيس الأمريكي الذي سيبدو غاضبا ومكشرا عن أنيابه ليحدث اختراقا استراتيجيا يكسر جمود الثوابت لدى الطرفين, وبالتأكيد سنسمع يوميا وخلال الأيام القليلة المتبقية قبل قدوم رياح بوش الابن, بالعديد من الخطوات إما صوب التعقيد أو الانفراج, وذلك من اجل كبح جماح تفاؤل بوش وتعقيد مهمته, أو بالعكس حدوث انفراجات ملموسة, كل هذا يحدده أدوات الضغط والجدية القادم بها بوش إلى بؤرة الصراع الملتهبة.
    فهل سيكون مصير بوش كمصير( الكونت برنادوت أم كمصير جيمي
    كارتر ؟؟)


  3. #83
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    قدر أمريكا وقدر المقاومة العراقية المعجزة
    شبكة البصرة
    عبدالجبار سعد

    ستظل المقاومة العراقية معجزة كل العصور ويظل قدر أمريكا المنحوس الذي قادها إلى العراق عبرة لكل معتبر في دنيا الاستكبار العالمي..
    أمريكا قدرت تقديرات كثيرة بدت للوهلة الأولى صائبة.. ثم تبددت..
    فالعراق بلد مكشوف من الناحية الجغرافية لا توجد فيه أدغال ولا جبال ولا كهوف تمكن المقاومة الشعبية من الاختباء بها لو قدر للمقاومة الشعبية أن توجد بعد عشر أو خمسة عشر سنة كماحدث في فيتنام.. وهذا عامل إغراء كبير للسير في احتلاله باطمئنان وبدون خوف مقاومة ولو بعد حين.
    والعراق نظام حكم لا يدعمه أي نظام حكم في العالم وكل القوى الشرقية والغربية وما بينهما معادية أو غير صديقة لهذا النظام باستثناء بضعة أنظمة في أمريكا اللاتينية وفي بلاد العرب لا تملك من الأمر شيئا..
    والعراق محل تآمر عليه من الجميع ومستعدون لدعم أي احتلال له.. بالمال و الرجال والتسهيلات المختلفة..
    والعراق جيش وشعب أنهكهما طول الحصار وطول الحروب وطول المعاناة.. وفقدا كل نصرة من القريب والبعيد فما أسهله غنيمة.. وما أيسره هدفا..
    والعراق مجموعة من الأطياف المذهبية تقف أغلبها ضد النظام ومتذمرة منه فالأكراد في الشمال في شبه استقلال وعداء كامل للنظام.. والشيعة في الجنوب تحت الحماية بخطوط العرض والطول التي مكنت قوات أمريكا وحليفاتها من مراقبة طلعات القوات الجوية العراقية لأكثر من عشر سنوات قبل الاحتلال.. ولم يبق إلا القليل مما يسمونهم السنة العرب الذين يمثلون في نظرهم نسبة بسيطة مصيرها الزوال.. ولا يمكنها أن تقف أمام مجمل الأطياف والتيارات المعادية لها..
    والعراق يسهل تفتيته وجعل جزء منه لإيران وجزء لبعض العرب.. وجزء آخر لتركيا.. إن أحسنت التفاهم مع سيد العراق الجديد (الولا يات المتحدة الأمريكية)..
    والعراق لن يجد له من ينصر مقاومته إن وجدت أو متمرديه على الوضع الاستعماري الجديد لا من العرب ولا من غيرهم.. فكل الأنظمة قد ضمن ولاؤها للغرب والمتحالفين ضد العراق.. وإن بقي أحد لم يتم التفاهم معه فهو في الصف المعادي لكل من يحتمل أن يقاوم الاحتلال..

    بناء على كل هذه الافتراضات أقدمت سيدة الفجور والاستكبار العالمي على غزو العراق..
    وشدما كانت دهشتها حين رأت كل الافتراضات تسقط واحدا بعد الآخر..
    فالعراق الذي افترضت أنه لن يجد من يعينه على مقاومته حتى بعد عشر وخمسة عشر عاما كما حدث في فيتنام مثلا قد بدأ المقاومة من أو ل أيام الاحتلال ولم يمهل الاحتلال يوما واحدا لكي يهنأ بالغنيمة.. وكانت المعجزة التي لا تماثلها معجزة في التاريخ حتى المقاومة الشعبية الفيتنامية وهي معجزة مقاومات القرن العشر ين يغير منازع.. كانت كل قوى الشرق معها وامتلكت كل مقومات المواجهة من صواريخ مضادة للطيران ومن دبابات.. ومدافع وغيرها.. ومع ذلك لم تبدأ المقاومة فيها إلا بعد خمسة عشر عاما من الاحتلال.. وكذلك المقاومة الفلسطينية.. بعد خمسة عشر عاما بدأت أو ل طلقة ضد الاحتلال.
    والعراق الذي نظام حكمه لا يدعمه أي نظام في العالم.. هذا النظام بدا متماسكا بقياداته وقواعده كما لم يشهد تاريخ كل الأنظمة مثله تماسكا وثباتا واستقتالا في سبيل المبادئ.. استطاع أن يوجد من جيشه وأمنه ونظام حكمة وسائل مقاومة وتصنيع سلاح واتصالات وتشكيلات وتنظيمات وإعلام لا يعلم سرها أحد حتى الآن ولا يعلم أحد كيف تسير أمورها وكلما يستطيع أن يفسره البنتاجون من العمليات التي يقوم بها المقاومون لا يتجاوز 3% من العمليات التي تزيد عن ثمانين عملية يوميا باعترافاتهم ومن بين هذه الثمانين عملية لا يعلم أحد من الناس أكثر من عشرة في المائة مما يتم الإعلان عنها ونسبتها إلى بعض الفصائل وتظل بقية العمليات مقيدة ضد مجهول إعلاميا.. وأمريكيا..
    والعراق الذي تآمر عليه كل جيرانه من صفويين وأعراب وأتراك لم يحتج إلى أحد وكلهم محتاجون لخطب وده.. وود مقاومته وكل الأطياف القريبة منها.. لم تتسول المقاومة في باب أحد من الحكام العرب والعجم ولم تطلب رفد أحد ولم تحتج إلى أحد لكنها تظل تنبهههم جميعا أن فجر العراق آت وأن كل مشارك في المؤامرة سيدفع الثمن المناسب في الوقت المناسب وتأمل من الجميع أن يقفوا عند حد في التآمر وعفا الله عما سلف.. ولا ندري إن كان أحد من الجميع.. يسمع أو يعي ما يقوله المقاومون وقياداتهم المنصورة.
    والعراق الجيش والشعب اللذان أنهكهما الحصار والحرب وكل التآمر الذي انتهى بدمار كل شيء وإذلال الجميع شعبا وجيشا وآثارا وتاريخا وبنى ومنافع.. هذا العراق العظيم صبر وتجمل وصبر كما لم يصبر ولم يعاني أي شعب قبله في التاريخ ويظل يقدم التضحيات وينزف لكنه لم يستسلم ولم يهن ولم يطلب من أحد أن يعينه غير الله بعد أن استيأس من أن يكون من حوله من إخوانه العرب والمسلمين من يمكن أن يكونوا كما حسبهم أو زعمهم إخوانا..
    والعراق الذي ظن أعداؤه أنه مجموعة من الأطياف المتصارعة وبرغم ما فعله به الصفو يون من تمزيق الأواصر والوشائج ووحدة المصير والدم والدين.. وبما يفعله الأمريكان من تمزيق وتحر يض البعض على البعض الآخر بعون أعداء الله وأعداء العراق صفويين وأعراب إلا أنه ظل ذلك الشعب الذي يتوق إلى أصله ويتبرأ من أولئك الأدعياء الخونة الذين استجلبهم الغزو.. ولا يزال يُريَ أعداءه وأصدقاءه أن نسيج الوحدة العربية الإسلامية الإيمانية لم تتفتت رغم كل ما أحدثه أعداء العروبة والإسلام من أعداء العراق العظيم الذي دمر أحلامهم وأطاح بكل مشاريعهم التوسعية.. المقيتة. واستطاع أن يري الجميع أنه هو نفسه العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه له نفس الهم والشعور واليقين والإيمان بوحدته وحريته واستقلاله ومقاومته تتناوب إنزال الضربات في كل أجزاء العراق.. بغير استثناء
    والعراق الذي أريد تفتيته وتقسيمه غنائم للدولة الفارسية وغيرها.. استعصى على التفتيت ووقفت قواه الفاعلة ولا تزال تقف ضد التقسيم رغم الرغبة الجامحة التي تدفع حكام العراق الذين نصبهم المحتل لتجزئته تحت مشاريع الفيدرالية وغيرها..
    والعراق الذي ظنوا أنه لن يجد له نصيرا من الأنظمة المجاورة لنصرة مقاومته لم يحتج إلى النصرة بل احتاجت هذه الأنظمة نفسها لمن ينصرها ضد أمريكا وضد شعوبها المقاومة وضد القوى المقاومة لأمريكا والغرب فكل نظام محيط بالعراق يعيش همه المستقل ويطلب العون من غيره وتظل المقاومة هي معجزة العصور كلها.. بغير استثناء..

    المقاومة العراقية أريد لها أن تكون مقبرة أمريكا وسلطانها وإمبراطوريتها وأريد لها أن تكون مطهرة للأرض العربية المقدسة من دنس الاحتلال الإسرائيلي ولأجل علمهم بهذا فقد قام أعداء العراق بما قاموا به وفعلوا بالعراق ودولته ونظام حكمه وجيشه وقواته وقادته العظام.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون.. ولوكره المشركون.. ولوكره المنافقون..
    ستنهزم أمريكا عاجلا غير آجل وستسقط إسرائيل عاجلا غير آجل..
    وستسقط عروش لم تعرف العز يوما من أيام دهرها.. وستسقط إمبراطورية الشر التي أرادت أن تنتقم لهزيمتها النكراء من شعب وجيش والعراق بأبشع وسائل الفتك والذبح والعنصرية البغيضة..
    ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وإننا بهذا لموقنون..
    suhailyamany@yahoo. com

    شبكة البصرة
    الاثنين 28 شعبان 1428 / 10 أيلول 2007
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •