آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 83

الموضوع: إجتثاث العقل العراقي

  1. #21
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp فضيحة بلوتوث ..!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان البلوتوث ابى الا ان يحكي وبالصورة والصوت قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ ليرحل مدججا بإعجاب الملايين
    ابو عمر





    فضيحة بلوتوث ..!

    سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة

    (البلوتوث) تلك التقنية التي ابتدأت بالطريف والغريب من المقاطع ، وتسللت عبر أشواك وحواجز زرعها الخوف الاجتماعي من سوء استغلالها ، هذه التقنية ما زالت تحمل معها يوما بعد يوم الكثير من المفاجآت والفضائح التي اخترقت محافظة المجتمع وانغلاقه ، كما خلعت عنه لحافه القصير الذي لا يكاد يستره من عين الفضيحة . لم تقتصر صدمات ومفاجآت هذه التقنية على الجوانب الذوقية العامة أو الاجتماعية الخاصة ؛ بل تجاوزتها إلى التفنُّن في سرقة زلات الإنسان في لحظات ضعفه واستسلامه لشهوته وهواه وجبروته. والمؤسف في كل هذه الأحوال السلبية أنَّ الرادع لا يتناسب مطلقا مع الأثر الخطير الذي يحدثه ذلك الاستغلال السيئ لهذه التقنية على المجتمعات وخصوصيتها ، والنظام وهيبته . كما أنَّه من المثير للدهشة هو تحول هذه التقنية إلى ظاهرة مجتمعية عربية ؛ فلا تكاد تخلو المجالس والأماكن العامة والخاصة من حركة دائمة في الإرسال والاستقبال، ولربما قضى الجالسون في منتدياتهم، والراكبون في سياراتهم جل أوقاتهم في تبادل هذه المقاطع في انهماك قاتل ، غير أنّ ما حدث مؤخرا ليس كالذي سبق في غرابته وسخافته وجرمه ؛ فقد تجاوز هذا الأمر كل الأعراف (البلوتوثية) ليتحول مقطع (البلوتوث) إلى حدث سياسي مثير ، وصفقة تجارية بحتة تفتقر للأخلاق، ومادة إعلامية تستقطب الملايين من المشاهدين والقرّاء .

    لقد أبى (البلوتوث) إلا أن ينقل لنا الصفحة المثيرة من حياة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين ، لتبقى هي الصفحة الألمع في حياته والأكثر زخما ، والأكثر دقةً في نقل المستوى الأخلاقي لبعض مستخدمي (البلوتوث) من الطبقة (النخبوية) العراقية ؛ فالتصوير تمّ بأيدٍ ناعمة تقتات من فتات الدولارات الأمريكية في العراق . هذه الفتات من الدولارات لم يكن كافيا لمريدي الثراء السريع ، وليس ذا جدوى في عالم يحقق فيه البعض الملايين لمجرد الموافقة-ولا شيء سواها-على سحق الإنسان الحر ، وقمع الكرامة الراسخة ، بتهمة الإرهاب والخيانة. لقد نقل لنا (بلوتوث) إعدام صدّام كيف تزهق كل معاني الإنسانية من أجل حفنة مال ، ونقل لنا أيضا كيف تركل الوطنية مقابل التنفيس عن احتقان طائفي بغيض ، كما لم ينس أن ينقل لنا أيضا مدى الأثر الكبير الذي يتركه مقطع قصير جدا عبر (البلوتوث) في حشد الرأي العام العربي والعالمي أيضا وإثارته نحو شيء ما !

    لقد ظهر أنَّ (القادسية) و (أم المعارك) وغيرها من المغامرات الصدّاميّة الدموية لم تفلح في صناعة الهالة التي أرادها صدام ليصنع لنفسه رمزية القائد العربي الفذّ ، بل إنّّها أتت بكل ما يثرّب عليه في وقت لم يكن يعبأ فيه (الرئيس الراحل) إلا بتصفيق المسبحين بمجده وبطولته وإجرامه ! ولم تكن هذه الحروب كافية ليدخل صدّام بوابة التاريخ بـذَرّة مجد أو حفنة من بطولة ؛ بل سارت الأقدار بأمر عجب ؛ إذ يجيء (صدّام) ببزته السوداء المتواضعة وشعره المسرح ولحيته المهذّبة ، إلى خشبة الإعدام بثباتٍ غير مزوَّر ، وتماسك لم يصنعه الورق ، وتحدٍّ ملجم للخصوم ..

    ثمّ ينطق بالشهادتين بعد جدلٍ حضرت فيه (الرجولة) في وقت يعز فيه تذكرها فضلا عن الجدال بها ، وتنتهي بتلك الإثارة قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ عبر جوال (مريم الريّس) ، ليرحل مدججا بإعجاب الملايين الذي صنعنه خصومه الانتهازيون .


    سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة
    saad_nf@hotmail.com


  2. #22
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp فضيحة بلوتوث ..!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان البلوتوث ابى الا ان يحكي وبالصورة والصوت قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ ليرحل مدججا بإعجاب الملايين
    ابو عمر





    فضيحة بلوتوث ..!

    سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة

    (البلوتوث) تلك التقنية التي ابتدأت بالطريف والغريب من المقاطع ، وتسللت عبر أشواك وحواجز زرعها الخوف الاجتماعي من سوء استغلالها ، هذه التقنية ما زالت تحمل معها يوما بعد يوم الكثير من المفاجآت والفضائح التي اخترقت محافظة المجتمع وانغلاقه ، كما خلعت عنه لحافه القصير الذي لا يكاد يستره من عين الفضيحة . لم تقتصر صدمات ومفاجآت هذه التقنية على الجوانب الذوقية العامة أو الاجتماعية الخاصة ؛ بل تجاوزتها إلى التفنُّن في سرقة زلات الإنسان في لحظات ضعفه واستسلامه لشهوته وهواه وجبروته. والمؤسف في كل هذه الأحوال السلبية أنَّ الرادع لا يتناسب مطلقا مع الأثر الخطير الذي يحدثه ذلك الاستغلال السيئ لهذه التقنية على المجتمعات وخصوصيتها ، والنظام وهيبته . كما أنَّه من المثير للدهشة هو تحول هذه التقنية إلى ظاهرة مجتمعية عربية ؛ فلا تكاد تخلو المجالس والأماكن العامة والخاصة من حركة دائمة في الإرسال والاستقبال، ولربما قضى الجالسون في منتدياتهم، والراكبون في سياراتهم جل أوقاتهم في تبادل هذه المقاطع في انهماك قاتل ، غير أنّ ما حدث مؤخرا ليس كالذي سبق في غرابته وسخافته وجرمه ؛ فقد تجاوز هذا الأمر كل الأعراف (البلوتوثية) ليتحول مقطع (البلوتوث) إلى حدث سياسي مثير ، وصفقة تجارية بحتة تفتقر للأخلاق، ومادة إعلامية تستقطب الملايين من المشاهدين والقرّاء .

    لقد أبى (البلوتوث) إلا أن ينقل لنا الصفحة المثيرة من حياة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين ، لتبقى هي الصفحة الألمع في حياته والأكثر زخما ، والأكثر دقةً في نقل المستوى الأخلاقي لبعض مستخدمي (البلوتوث) من الطبقة (النخبوية) العراقية ؛ فالتصوير تمّ بأيدٍ ناعمة تقتات من فتات الدولارات الأمريكية في العراق . هذه الفتات من الدولارات لم يكن كافيا لمريدي الثراء السريع ، وليس ذا جدوى في عالم يحقق فيه البعض الملايين لمجرد الموافقة-ولا شيء سواها-على سحق الإنسان الحر ، وقمع الكرامة الراسخة ، بتهمة الإرهاب والخيانة. لقد نقل لنا (بلوتوث) إعدام صدّام كيف تزهق كل معاني الإنسانية من أجل حفنة مال ، ونقل لنا أيضا كيف تركل الوطنية مقابل التنفيس عن احتقان طائفي بغيض ، كما لم ينس أن ينقل لنا أيضا مدى الأثر الكبير الذي يتركه مقطع قصير جدا عبر (البلوتوث) في حشد الرأي العام العربي والعالمي أيضا وإثارته نحو شيء ما !

    لقد ظهر أنَّ (القادسية) و (أم المعارك) وغيرها من المغامرات الصدّاميّة الدموية لم تفلح في صناعة الهالة التي أرادها صدام ليصنع لنفسه رمزية القائد العربي الفذّ ، بل إنّّها أتت بكل ما يثرّب عليه في وقت لم يكن يعبأ فيه (الرئيس الراحل) إلا بتصفيق المسبحين بمجده وبطولته وإجرامه ! ولم تكن هذه الحروب كافية ليدخل صدّام بوابة التاريخ بـذَرّة مجد أو حفنة من بطولة ؛ بل سارت الأقدار بأمر عجب ؛ إذ يجيء (صدّام) ببزته السوداء المتواضعة وشعره المسرح ولحيته المهذّبة ، إلى خشبة الإعدام بثباتٍ غير مزوَّر ، وتماسك لم يصنعه الورق ، وتحدٍّ ملجم للخصوم ..

    ثمّ ينطق بالشهادتين بعد جدلٍ حضرت فيه (الرجولة) في وقت يعز فيه تذكرها فضلا عن الجدال بها ، وتنتهي بتلك الإثارة قصة رجل احتل مكانا لا ينسى في التاريخ عبر جوال (مريم الريّس) ، ليرحل مدججا بإعجاب الملايين الذي صنعنه خصومه الانتهازيون .


    سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة
    saad_nf@hotmail.com


  3. #23
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp إذا أختلف اللصوص: إفتضحت خيانة العملاء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا أختلف اللصوص: إفتضحت خيانة العملاء



    بقلم :د. أيمن الهاشمي

    تتوالى يوما بعد يوم فضائح (الخديعة الكبرى) التي أوقعت الأدارة الأمريكية وتابعتها البريطانية في ورطة شن الحرب على العراق، والتي أودت بعشرات الألوف من الضحايا من العسكريين والمدنيين من مختلف الأطراف، وبلغت خسائرها المعلنة أكثر من 350 مليار دولار للأطراف المشاركة بالحرب، عدا خسائر العراق التي تقدر بـ 400 مليار دولار، فقد ذهبت أمريكا ومعها حلفاؤها الى الحرب تحت ذريعة مكافحة الأرهاب (على أساس وجود علاقة بين النظام السابق والقاعدة ودور للنظام في أحداث 11 سبتمبر)، وكذلك بذريعة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، مع تهويل إعلامي مبالغ فيه لخطر أسلحة العراق وقدرتها على تدمير العالم، وزاد من تفاقم المشكلة إقتناع المؤسسات الأعلامية المختلفة بكفاءة وإقتدار الإدارة الأميركية في إدارتها للشؤون الخارجية والأمور التي تهم الأمن القومي وأمن العالم، وأخذت وسائل الأعلام بروايات الأدارتين الأمريكية والبريطانية على أنها أمر مسلم به لا يحتاج إلى النقاش والجدل!. حتى وصل التضليل الأعلامي حدا من السذاجة دون أن يسأل المواطن الغربي أو الأميركي نفسه ترى: كيف تصل صواريخ عراقية برؤوس نووية أو كيمياوية الى الولايات المتحدة مجتازة البحر الأبيض وأوربا والمحيط لتصل الى المدن الامريكية والكندية؟ وكيف يمكن تسريب وباء الجدري وجنون البقر وغيرها عن طريق الصواريخ العراقية في مختلف مدن الولايات الأمريكية، وإذا كانت كل فرق التفتيش التي دخلت العراق تحت مظلة الأمم المتحدة على مدى 12 عاما قد عجزت عن تحديد مواقع تلك الأسلحة، فكيف تتمكن الولايات المتحدة عبر شن غارات عشوائية من شل هذه القدرات أو تدميرها؟ علما أن فرق التفتيش على مدى الـ 12 عاما بلغ مجموع أفرادها العاملين (1200) مفتش وإداري بلغت مصاريفهم 950 مليون دولار تكبدها الشعب العراقي (وهذا الكلام كتبه روبرت شير في (التايمز) في مارس الماضي في مقال بعنوان (أكاذيب بوش الكبرى حول العراق).

    وخلال الـ 15 شهرا منذ غزو العراق ثبتت حقائق لاتقبل الشك عن حملة تضليل واسعة أبطالها طرفان: الأول عناصر من الخونة العراقيين الذين أستغلوا الهوس الأمريكي بشأن أسلحة الدمار الشامل وتحت التطلع الى أمل تخليصهم من النظام السابق قاموا بتقديم معلومات مضللة مفبركة وبمساعدة أطراف خارجية تكن العداء التأريخي للعراق وتشاركهم (عشق) مشاهدة سقوط النظام، والطرف الآخر هم عناصر إدارة المخابرات في امريكا وبريطانيا الذين وقعوا في الفخ الساذج وتكشفت للعالم كله تلك الأكاذيب، مثلا:

    في 20/3/2004 صرح ديفيد كاي مفتش الأسلحة الأمريكي الذي أستقال من مهمة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية (إن إعتماد أجهزة المخابرات الأمريكية على معلومات قدمها منشقون عراقيون جعلت الغرب يسيء فهم ما يسمى بخطر العراق) وقال كاي (إن وكالتي المخابرات الامريكية والبريطانية كانتا تتهافتان على المعلومات المضللة دون أن تدرك أن مصدرها واحد).

    ولا ننسى الإشارة إلى تقرير رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام البرلمان المثير للجدل حول قدرة العراق خلال (45) دقيقة من ضرب الصواريخ بأتجاه بريطانيا!! وكان خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي قد أقدم على الأنتحار بعد فضيحة تقرير بلير المزعوم.

    كما أن كتاب (أكاذيب عملية تحرير العراق) لمؤلفه (ديليب هيرد) كشف الكثير من الأكاذيب المختلقة التي تعمدتها امريكا وبريطانيا لشن الحرب على العراق.

    وكان قمة الأكاذيب في هذا المجال هو خطاب كولن باول وزير الخارجية الأمريكي أمام مجلس الأمن 5 فبراير 2003 وعرض فيه صورا جوية لمواقع عسكرية عراقية يشتبه أنها تضم أسلحة الدمار الشامل وعرض صورة (المختبر السيار) المتنقل المنصوب على شاحنة وقال أنه معمل متنقل لأغراض التحاليل وصنع الأسلحة الكيمياوية، وأستطاع باول أن يخدع نفسه ويخدع العالم ومجلس الأمن من خلال رواية تبين كذبها وأن مصدرها (منشقون عراقيون) وتحديدا من حزب المؤتمر.

    وقد نشرت الواشنطن بوست في عددها ليوم 24/12/2003 تقريرا ذكرت فيه أن بوش قد إعترف أن المعلومات التي سربت إليه قبل الحرب عن أن العراق حاول شراء اليورانيوم من النيجر، هي غير صحيحة، وتبين أن الأدارة الأمريكية قد أوفدت سفيرها جوزيف ولسن الى عاصمة النيجر نيامي للتحقق من صحة أمر الصفقة المزعومة، وأثبت زيف الخبر وأن لاصحة له على الأطلاق، وثبت فيما بعد أن عناصر المؤتمر هي وراء إختلاق الرواية.

    وتحدث بلير مؤخرا بما يشبه (الأعتذار والأعتراف) حول المبالغة في موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ثبت عدم وجودها! كما إعترف أخيرا روبرت غرينستوك المندوب البريطاني السابق في سلطة الأئتلاف بالعراق مؤخرا: ان الولايات المتحدة اخطأت في تقدير صعوبة ارساء الامن في العراق بعد اجتياح البلاد لانها (اختارت التحليل الخاطئ) تحت تأثير أحمد الجلبي. وقال غرينستوك الذي تقاعد من منصبه كمساعد للحاكم المدني الأمريكي بول بريمر في اذار (مارس) الماضي في حديث مع تلفزيون (بي. بي. سي) (كانت هناك تحاليل عدة لكن الذين يتخذون القرار، يعني واشنطن، اختاروا التحليل الخاطئ). وأوضح (لقد تأثروا بأحمد الجلبي الذي كان مدلل البنتاغون قبل ان تثار حوله الشبهات بالتواطؤ مع ايران) الذي كان يدفع الي الاجتياح وبالتالي الي ان يبدو ذلك أكثر سهولة).

    وكانت شبكة سي بي أس قد أشارت قبل فترة إلى أن الولايات المتحدة تحقق في معلومات عن تمرير رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي معلومات إستخبارية حساسة لايران (كشف للأيرانيين أن الأستخبارات الأمريكية تمكنت من حل شفرة المخابرات الأيرانية). واشارت محطة التلفزة الاميركية (سي. بي. إس) الى ان هذه المعلومات هي حساسة الى درجة يعرض تسريبها «حياة اميركيين للخطر».

    وكمثال على التضليل الذي مارسته قوى ماتسمى بالمعارضة العراقية فقد نشرت مجلة (نايت رايدر) الأمريكية في 20 كانون الاول (ديسمبر) 2001 تقريرا تحدث فيه عن شهادة عالم عراقي قال انه عمل في مصانع سرية لانتاج الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية. وقالت المجلة ان الامريكيين اخذوا مصدر المعلومات واسمه عدنان الحيدري، لمكان الموقع الذي زعم انه عمل فيه، فلم يجدوا اي شيء. كما نشرت الصحيفة تقريرا نشر علي الصفحة الاولي في 8 ايلول (سبتمبر) 2002، حيث جاء فيه ان امريكا تقول ان صدام حسين يكثف الجهود لجمع مواد القنبلة ـ اي ، والتقرير تحدث عن انابيب الالمنيوم التي قالت الادارة انها ذات استخدام مزدوج، وبعد خمسة ايام نشرت الصحيفة نفسها موضوعا مناقضا للتقرير، قالت فيه ان الانابيب هي موضع جدل في داخل الاجهزة الامنية الامريكية. وتقرير اخر، نشر في 21 نيسان (ابريل) 2003 عن زعم باحث عراقي انه ساهم بنقل اسلحة دمار لسورية والقاعدة، وكانت نبرة المقال ان هذا الباحث الذي قال انه من الاستخبارات العسكرية، هو الذي قدم التبرير الذي كانت امريكا تنتظره لتبرير غزوها العراق. ونشرت الصحيفة عينات من المقالات التي احتوت علي تناقض معلوماتي. واعتبرت الصحيفة في نهاية مقالها ان قصة اسلحة الدمار الشامل العراقية وعملية التضليل التي تمت بشأنها عمل لم ينته وأن مصدره عناصر حزب المؤتمر.

    وفي 9 تموز (يوليو) الجاري أعلنت لجنة المخابرات في الكونغرس على لسان مصدر مطلع فيها أن التقرير الذي صدر مؤخرا عن اللجنة اتهم الجواسيس الامريكيين بالمبالغة في تقدير خطر الاسلحة العراقية المحظورة قبل الحرب. وانتقد التقرير بشدة وكالات المخابرات الامريكية لمبالغتها تقدير خطر الاسلحة العراقية وتجاهلها الادلة التي تشير الي عكس ذلك..

    إذا إختلف اللصوص تكشفت الحقائق!!!!

    وفي إطار مسلسل تكشف الفضائح الأمريكية ودور حزب المؤتمر، فقد إعترف (محمد الزبيدي) المنشق عن حزب الجلبي بعد غزو العراق بأن الحزب المذكور وزعيمه احمد الجلبي، قام بارسال رسالة عاجلة قبل الحرب لكل عملائه السريين بالبحث عن ادلة للعثور علي اسلحة الدمار الشامل التي زعمت امريكا وبريطانيا ان العراق يملكها، وجاء في الرسالة العاجلة، ضرورة البحث عن الادلة التي تجعل من صدام حسين هدفا رئيسيا لامريكا. وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم 8 تموز (يوليو) ان الرسالة وصلت الي محمد الزبيدي الذي كان يعمل مع المؤتمر ضد صدام في الاردن وسورية ولبنان وشمال العراق، وتحت اسم مستعار (الذيب)!! ، كما عمل الزبيدي كمسؤول ميداني عن عدد من العملاء الذين تراوح عددهم ما بين 75 ـ 100 عميل وذلك لجمع المعلومات عن آلية عمل نظام صدام حسين. وقام الزبيدي وخلال ثلاثة اشهر بجمع معلومات من منشقين عن النظام العراقي قالوا ان لديهم معرفة بالمؤسسة العسكرية العراقية، وقام المنشقون بنقل معلوماتهم الي الامريكيين والصحافيين، والتي تحدثت عن عراق مليء بالمختبرات، ومواقع انتاج اسلحة سرية تحت ارضية مستشفي مدينة الطب ببغداد، وحتي الان لم تثبت صحة كل هذه المعلومات، بما فيها المعلومات عن وجود علاقات بين صدام وبين اسامة بن لادن
    وأعترف الزبيدي المنشق عن الجلبي أن المعلومات التي قدمها هو وزملاؤه في المؤتمر لم تكن دقيقة، عن قدرات العراق العسكرية، ومنها الحديث عن لقاءات بين مسؤولين امنيين عراقيين وبين اسامة بن لادن. وأن المنشقين قاموا بإختلاق القصص عن علاقة النظام بالقاعدة. وقال الزبيدي، لقد قاموا عن قصد بالمبالغة بالمعلومات من اجل جر الامريكيين للحرب . وقال الزبيدي بحسب الصحيفة كلنا نعرف ان المنشقين لم تكن لديهم سوى معلومات قليلة اقاموا عليها قصصا كبيرة .. وقد سارع نائب الجلبي نبيل الموسوي الى تفنيد وتكذيب رواية الزبيدي.


    وقالت الصحيفة نقلا عن مستشار الجلبي، فرانسيس بروك ان مهمة الجلبي بعد هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 اصبحت اكثر الحاحا، وفي الوقت الذي كان لا يزال فيه الدخان يتصاعد من اروقة البنتاغون التقي الجلبي مع اعضاء في مجلس سياسات الدفاع، الذي يرسم اجندة البنتاغون، وكان هناك اجماع واضح بين اعضاء المجلس ان صدام يجب ان يرحل، وذلك من اجل مصلحة واستقرار المنطقة وقطع دعمه لـ (الارهاب) . واعتبر مؤتمر الجلبي الهجمات فرصته للدفع باتجاه تركيز اهتمام الادارة علي العراق. وقال بروك انه تحرك بسرعة لتجميع المعلومات، حيث كان يقول لكل المحللين والمسؤولين والعملاء هذا هو الوقت الجيد لمعلومات عن هذا الموضوع اي عن صدام حسين. وطلب منهم ظللوها (أي المعلومات) باللون الاحمر وابعثوها رأسا الي!! . ووصلت الرسالة الي الزبيدي الذي قال ان وظيفته كانت احضار المنشق والطلب منه كتابة تقرير، ومن ثم تقديم تعليقاته ورأيه بالمعلومات .. ومن بين المنشقين المهمين، كان المدعو عدنان احسان سعيد الحيدري، وهو مهندس مدني ترك العراق عام 2001، واستطاع الوصول عن طريق سورية سورية. ومع ان الحيدري كان مرتاحا من الناحية المالية الا انه كان يريد مساعدات لوجيستية لاخراج عائلته من سورية والهجرة لاستراليا حيث يعيش شقيقه، ومن خلال حديثه مع احد عملاء الزبيدي عرف ان لديه تعهدات مع المؤسسة العسكرية العراقية. وعندها قدم له المؤتمر الوطني وثائق للسفر الى بانكوك في تايلاند، حيث قضي اسابيع هناك قبل ان يرتب المؤتمر الوطني له لقاء مع الصحيفة ومراسلا لتلفزيون استرالي، ولكن قبل اللقاء حضر مسؤولان للحزب من لندن لتحضيره، واعترف بروك ان الهدف كان تحضير المهندس الذي كان مصدر المعلومة التي تحدثت عن مخابيء الاسلحة الممنوعة تحت مستشفي مدينة الطب، وهي المعلومات التي ضمنت في تقرير سري لبوش، كان خلفية استخدمه في واحد من خطاباته، ولم يجد فريق مسح العراق برئاسة ديفيد كي اي اثر للاسلحة هذه في مدينة الطب وتحتها، وتبين ان المعلومة من خيال المهندس او الحزب الذي رتبه له لقاءات مع الصحافة والمخابرات الامريكية. في تشرين الثاني (نوفمبر) رتب المسؤولون في المؤتمر لقاء في بيروت مع جنرال عراقي هو جمال الشراري الذي قال ان ارهابيين اسلاميين كانوا يتدربون في مطار عراقية لاختطاف الطائرات، حيث قال ان الضباط العراقيين قاموا بتدريبهم من اجل تنفيذ هجمات علي مواقع امريكية. وقبل ان يلتقي الجنرال مع مراسل نيويورك تايمز الذي سافر لبيروت لهذا الامر، طلب الزبيدي من الجنرال كتابة تقرير الا انه رفض. وقال ان الجنرال تعلل بمرضه، واراد ضمانات ان المؤتمر سيقوم بمساعدته للسفر لاوروبا او الولايات المتحدة .. وقال الزبيدي ان الموسوي الذي حضر من لندن، اكد له انه سيسافر لاي مكان في العالم، ويقول الزبيدي في يومياته عن الجنرال الموسوي انه وصولي، ورخيص. وانه لديه اهتمامات شعرية وخيال خصب.

    و في شباط (فبراير) 2002 صورت محطة سي بي اس في برنامجها 60 دقيقة لقاء مع عسكري عراقي هارب يدعى حارث عساف، الذي تحدث عن، مختبرات بيولوجية متحركة موجودة في سبع ثلاجات شحن كبيرة، وتحدث عساف عن لقاء بين مسؤول عراقي ومسؤول في القاعدة. وعندما اعترض الزبيدي علي التصوير، والقصة، تدخل الموسوي الذي جاء من لندن لحضور التصوير حيث قال انه ليس امرك، انا سمحت للقصة . ويقول الزبيدي ان الحارث لم يذكر المختبرات او لقاء مع بن لادن اثناء لقائه معه قبل ثلاثة اشهر. واعترف ديفيد كي، انه اثناء البحث عن اسلحة العراق المزعومة، اعترف عدد من المنشقين انهم كذبوا!!.. وقال الزبيدي في نهاية اللقاء لا اريد انتقاد اجهزة الامن الامريكية، ولكن دولة بهذه القوة لم تكن قادرة علي كشف كذب هؤلاء الاشخاص .

    من هو محمد الزبيدي؟ إنه (حرامي بغداد)!! ربيب حرامي العراق والبتراء!!

    العراقيون يتذكرون جيدا من هو محمد الزبيدي عميل الجلبي الذي نصب نفسه (رئيسا للأدارة المدنية في بغداد) بعد غزو العراق بأيام، وأستمر لمدة أسبوعين إلى أن أعتقله الحاكم الأمريكي جاي غارنرلمدة 12 يوما بتهمة إنتحال صفة رسمية لا صحة لها، ويتهم الزبيدي أن الجلبي يقف وراء إعتقاله وعزله، وكان البغداديون يطلقون على الزبيدي تسمية (حرامي بغداد) مثلما يطلقون على الجلبي (حرامي البترا وحرامي العراق)، والقصة الحقيقية للخلاف بينهما والذي ظهر على شاشات الفضائيات، أن شرطة محمد الزبيدي ألقت القبض على مجموعة من اللصوص الذي قاموا بكسر وسرقة إحدى خزانات البنك المركزي وسرقوا مبلغ 400 مليون دولار، ولكن في الوقت الذي قام جماعة الزبيدي بالقبض على اللصوص، جاءت ميليشيات الجلبي ووضعت يدها على النقود المسروقة وصادرتها لصالح المؤتمر، وظل الزبيدي يهدد ويتوعد ويصرح عبر الفضائيات أن سيفضح الذين سرقوا المبلغ، ولكن تم فيما بعد لفلفة الموضوع بين الزبيدي والجلبي وتم إعطاء الزبيدي شيئا يسيرا من المبلغ، وغادر العراق من حيث أتى، ليمارس دوره الخياني وليعيش من أموال الشعب العراقي المنهوبة من قبل العملاء وميليشيات العمالة.ويعيش الزبيدي الآن حياة هادئة هانئة مرفهة ببيروت من الأموال التي نهبها من العراق بعد الغزو.

    متى تعاقب أمريكا من خدعوها، ومن هو أحق بالمحاكمة؟

    يتساءل العراقيون ومعهم كل العرب والشرفاء في العالم: ترى متى تعاقب أو تحاسب الأدارة الأمريكية من ضللوها وخدعوها وقادوها إلى مهلكة ومحرقة (العراق)، ومتى تجلد الذين خدعوا أعظم إستخبارات في العالم (السي آي أي)، ومن الذين تسببوا في خسارة مئات المليارات من الدولارات وتسببوا في إزهاق أرواح عشرات الألوف من البشر، من أجل مغنم دنيوي وطمع في الأستيلاء على كرسي الحكم في العراق وهو مالم ولن يهنأوا به أبدا، ويتسائل الشرفاء في كل العالم ترى من هم أحق بالمحاكمة والمحاسبة وإيقاع أقصى العقوبات بحقهم، اليسوا هم الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم وشرفهم بثمن بخس دراهم معدودة، فخسروا الشرف والوطن وخسروا الدنيا والآخرة؟


  4. #24
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp باحث:حقيقة عدد قتلى الأمريكيين في العراق: أكثر من 20 ألف

    بسم الله الرحمن الرحيم



    باحث:حقيقة عدد قتلى الأمريكيين في العراق: أكثر من 20 ألف

    الخميس, 02-نوفمبر-2006
    علي حسين باكير/اخبار العلم –
    يستنتج هارينج أنّه اذا ما أخذنا بعين الاعتبار اعتراف المصادر الرسميّة الحكومية بوجود 15.000 اصابة بالغة و خطيرة اضافة الى 25.000 جندي جريح, فانّ عدد القتلى الأمريكيين الذي لا يتعدى وفق الاحصاءات الرسمية الـ 3 آلاف قتيل يصبح غير واقعي على الاطلاق نظرا لنسبته القليلة



    - الأرقام الرسميّة الأمريكية

    - تقديرات المصادر الأجنبيّة المستقلّة

    - أرقام الجماعات الجهادية في العراق

    - أرقام المواقع الاخبارية العربية

    - أين الحقيقة في كل هذه الأرقام؟

    - العدد التقريبي للقتلى الأمريكيين في العراق

    ***************

    لطالما أثارت مسألة الأعداد المتعلقّة بعدد القتلى في العراق سواءا من الأمريكيين او العراقيين او من قوات التحالف لغطا و جدلا واسعا و كبيرا نظرا لارتباطها بالسياسة و الرأي العام من جهة و بمعنويات و جهوزية الجنود الأمريكيين في العراق من جهة أخرى, بالإضافة للتأثير الذي من الممكن أن يتركه حجم هذه الأرقام على الداخل الأمريكي و انعكاسات هذا التأثير على السياسة الأمريكية و توجهات الإدارة الأمريكية. يتناول هذا التقرير موضوع القتلى الأمريكيين في العراق, و نحاول من خلاله ان نقف على حقيقة عددهم الواقعي و ذلك من خلال رصد و تحليل عدد من الأرقام المختلفة و المتنوعة.



    الأرقام الرسمية الأمريكية


    سجّل شهر أيلول/سبتمبر 2006 اعلى معدل اصابات بين جنود الاحتلال الأمريكي فى العراق خلال عامين, فقد بلغ عدد القتلى آنذاك وفقا لاحصاء وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون 70 قتيلا و عدد الجرحى 776 جنديا, فيما قدّر موقع "جلوبال سيكيوريتي" عدد الجرحى في ذلك الشهر بحوالي 900 جنديا. و وفقا للبيانات التى نشرها البنتاغون, فان هذا المعدل فى الاصابات لم تشهده قوات الاحتلال الامريكي منذ الهجوم الذى شنته للسيطرة على مدينة الفلوجة فى شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2004 حيث وصل عدد الجرحى الأمريكيين في ذلك الشهر الى 1429 جنديا فيما بلغ عدد القتلى 140 جنديا.

    لكنّ المفاجأة انّ شهر تشرين الأول/اكتوبر جاء حامي الوطيس. فكان هذا من أكثر الأشهر دموية و سوءا للقوّات الأمريكية المتواجدة في العراق منذ العام 2003. و قد بلغ عد القتلى فيه منذ بدايته و حتى تاريخ 23-10-2006 وفقا للأرقام الرسمية الأمريكية 86 قتيلاً، ليبلغ إجمالي عدد القتلى 620 قتيلا أمريكيا منذ بداية العام 2006 و 2790 منذ بدء الاحتلال في العام 2003 و دائما حسب الأرقام الرسميّة الأمريكية.

    هذه الأرقام و على الرغم من أنّها مرتفعة الاّ انّها لا تعكس الحقيقة وفقا للكثير من المراقبين العرب و الاجانب و وفقا لمراكز الرصد و الدراسات الغربيّة او حتى المواقع الاخبارية.

    و قد قرأنا في دراسة لانست انّ 655.000 من المدنيين العراقيين قتلوا منذ الاحتلال الأمريكي في العام 2003. هذا الرقم أكبر بحوالي ثلاث الى خمس مرات من التقديرات المحافظة و هو أكبر بحوالي 13 مرّة من تقديرات برنامج "اراك بودي كاونت" و بالتأكيد أكبر بكثير من التقديرات الرسميّة الأمريكية (أكبر بحوالي 23 مرّة) التي قالت انّ عدد الوفيات من العراقيين يقارب 30.000 . و من هذا المنطلق, فليس من المستغرب أن تكون الأرقام الرسمية بشأن القتلى الامريكيين أيضا غير حقيقية او واقعية.


    تقديرات المصادر الأجنبيّة المستقلة

    وفقا لموقع "تي بي آر الاخباري", و هو موقع يتابع أعداد القتلى و الجرحى من الجنود الأمريكيين في العراق من خلال مقالة يعمل على نشرها و تحديثها بشكل دوري و تكون بارزة بشكل مرئي في الموقع, فان عدد القتلى من الجنود الأمريكي قد فاق الـ 15.000 جندي أمريكي و زاد عدد الجرحى عن 27.000 جندي أمريكي. اذ نشر الموقع مقالة في 23-10-2006 بعنوان "حرب الجمهوريين: شكرا لك جورج!" لتغطي عدد القتلى الأمريكيين حتى 19-10-2006 جاء فيها: " الرقم الحقيقي لعدد القتلى من الجنود الأمريكيين حاليا هو 15.000 و يستمر بالارتفاع. امّا عدد الجرحى فقد بلغ 27.000 و هو بارتفاع متواصل أيضا".

    و قد اشار المقال ايضا الى انّ عملية الجيش الاسلامي و بعض الفصائل التي أدّت الى تفجير قاعدة الصقر الأمريكية جنوبي بغداد بشكل هائل في 10/11-10-2006 أوقعت وفق التقارير الاوليّة أكثر من 300 اصابة رسميّة بين قتيل و جريح لم يتم تسجيلها. مع العلم انّ القاعدة التي يتواجد فيها حوالي 5.000 جندي أمريكي نفت التقارير الأمريكية وجود أكثر من 100 جندي فيها!!

    و استنادا الى مقالة براينج هارينج المنشورة في نفس الموقع, فان هناك مبرر قوي للاعتقاد بأن وزارة الدفاع الأمريكية تتعمد عدم الإبلاغ عن عدد كبير من قتلاها في العراق.و يشير هارينج فيما بعد إلى أنه تمكن من استلام نسخ عن قوائم الشحن الخاصة بوحدة النقل العسكري الجوي للجنود الأمريكيين الذين تم نقلهم إلى قاعدة "دوفر" الجوية, و هي تظهر أن أعداد الجنود الذين تمّ شحنهم أكبر بكثير عن الأرقام الرسمية المعلنة. كما يؤكّد الكاتب, و هو محلل و مراسل في المجال العسكري و الاستخباراتي, أنّه يمتلك وثيقة رسمية نشرتها وزارة الدفاع الامريكية ثمّ اعادت سحبها مباشرة و هي تشير الى عدد القتلى الأمريكيين في العراق قد بلغ 10.000 قتيل في الفترة الممتدة من آذار/ مارس العام 2003 الى تموز/يوليو 2005 (حصلنا على الوثيقة و هي متوفرة على الرابط التالي: www.maktoobblog.com/alibakeer ).



    و يستنتج هارينج أنّه اذا ما أخذنا بعين الاعتبار اعتراف المصادر الرسميّة الحكومية بوجود 15.000 اصابة بالغة و خطيرة اضافة الى 25.000 جندي جريح, فانّ عدد القتلى الأمريكيين الذي لا يتعدى وفق الاحصاءات الرسمية الـ 3 آلاف قتيل يصبح غير واقعي على الاطلاق نظرا لنسبته القليلة. و لا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعداه وفق التقرير الى هروب ما لا يقل عن 5500 جندي أمريكي إلى أيرلندا وكندا ودول أوروبية أخرى.

    و يقول "تريبور تشارم" في مقال نشر له في 11-10-2006 بعنوان "كم عدد الامريكيين الذين ماتوا حقيقة في العراق؟" انّ الادارة الأمريكية تكذب بدون أدنى شك فيما يتعلّق بالأرقام المتدنيّة التي ينشرها البنتاغون. و يضيف بانّه قرأ بعض التقارير التي نشرت "انّ عدد القتلى في صفوف الأمريكيين في العراق يزيد عن عشرة آلاف" و انّ هذه الأرقام ذات مصداقية عالية بالنسبة له ايضا, سيما اذا اخذنا بعين الاعتبار الوثيقة الرسميّة التي كشفت جمعية المحاربين الأمريكيين القدامى الغطاء عنها مؤخرا و التي تفيد بأن العدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في حرب فيتنام يزيد بحوالي 20.000 عن الأرقام الرسمية التي كانت تنشر للجمهور آنذاك. اذ أوردت الأرقام الرسمية الأمريكية سقوط 58.182 أمريكي فيما العدد الحقيقي وفق تلك الوثيقة يبلغ أكثر من 78.000.



    أرقام الجماعات الجهادية في العراق

    من المعروف انّ جماعات المقاومة و الجهاد في العراق لديها قدرة اكبر على رصد العمليات على ارض الوقائع و الخسائر التي تصيب المحتل الأمريكي في الأرواح و العتاد. لكنّ المشكلة التي تتعلّق بالأرقام هنا هي كثرة الجماعات و البيانات. فهناك العديد من الجماعات التي تقوم بالعمليات بشكل منفصل و هو الأمر الذي يصعبّ جمع الاحصاءات المتفرقة الناجمة عن العمليات الخاصّة بهم. و مع ذلك فانه يمكن تقدير الخسائر التي تحققها هذه المجموعات في صفوف العدو من خلال تصريحات او ارقام كل فصيل لوحده او تخميناته عن الاحصائيات الاجمالية لمختلف الفصائل.

    يعدّ الجيش الاسلامي في العراق واحدا من هذه أبرز هذه الجماعات الجهادية المقاومة. و هو فضيل منظّم و دقيق في عملياته و احصائياته و انضباطه و تشكيلاته. و قد دأب على المحافظة على وتيرة عملياته بشكل متناسق تقريبا و يعمل كغيره من الجماعات على اصدار افلام مصوّرة عن أبرز العمليات الضخمة التي يقوم بها بشكل دوري ايضا. ففي مقابلة مع مجلة الفرسان و هي مجلة الكترونية تصدر عن هيئة الاعلام المركزي في الجيش الإسلامي في العراق, قال قائد الجيش الإسلامي في شهر ايلول 2006: "قتلنا الآلاف من الجنود والمراتب بالإضافة إلى الآلاف من الجرحى وحسب إحصائياتنا الخاصة فإن مجمل قتلى العدو الأمريكي منذ بداية الحرب وإلى الآن زادت على 25.000 قتيل وعشرات آلاف الجرحى".

    و يعدّ هذا الرقم (أي 25.000) قريبا من تقديرات أحد الخبراء العسكريين الروس الذي اشار في مقابلة معه الى انّ الأرقام الحقيقية دائما لعدد قتلى الأمريكيين في العراق يساوي الأرقام الرسمية الصادرة عن البنتاجون مضروبة بعشرة.



    أرقام المواقع الاخبارية العربية

    في الحقيقة قد يكون موقع "المختصر الإخباري" هو الموقع العربي الوحيد "على الأرجح, حسب متابعاتنا وعلمنا" الذي يضع عدّادا خاصّا بعدد القتلى من الأمريكيين في العراق منذ بدء الاحتلال. و يتم تحديث هذا العدّاد يوميا بما يرد من اعداد القتلى اعتمادا على المصادر الاخبارية و ما تتناقله حول الخسائر الأمريكية البشرية في العراق. و يحتوي هذا العدّاد على شقّين, شق خاص باعداد القتلى من الأمريكيين التي تقع يوميا و تسجّل في الخانة العلوية, و الشق الثاني خاص بالمجموع الكلّي لعدد القتلى الأمريكيين منذ اعلان بوش نهاية العمليات القتالية في العراق في آذار من العام 2003.

    و قد اشار عدّاد الموقع الى انّ مجموع قتلى الأمريكيين قد بلغ يوم الاثنين في يوم 23-10-2006 ما مجموعه 33.693 أمريكي و هو ما يعني حوالي 12 ضعفا للعدد الذي اشارت اليه الجهات الرسمية الامريكية في نفس اليوم و البالغ 2790.

    و قد استفسرنا في رسالة الى الموقع عن المصادر التي يعتمدها في حساب الأرقام المذكورة, فجاء رد الموقع انّ اعتماد الأرقام يتم استنادا الى توليفة من المصادر الاخبارية يأتي على رأسها موقع "مفكرة الاسلام" (و هو كما تعلمون واحد من ثلاث مواقع هي مفكرة الاسلام, محمد أبو نصر, و موقع جهاد انسبن الانكليزي كانت الخارجية الأمريكية قد أصدرت نشرات خاصّة للتهجّم عليهم و المطالبة بإقفالهم), يليه وكالات الأنباء و المواقع العراقية ثمّ موقع الجزيرة الاخباري.

    و قد أفاد الموقع أيضا انّه تمّ تشغيل العدّاد بعد فترة ثلاث اشهر من بدء الاحتلال, و تمّ تدارك هذه الفترة من خلال مراجعة عدد القتلى خلال هذه المدّة و اضافتهم على العدّاد.



    أين الحقيقة في كل هذه الأرقام؟

    تجدر الاشارة الى انّ هذا الفارق الكبير في الأعداد دفع بعض القرّاء الى التشكيك في هذه الأرقام في اشارة الى حجمها الكبير مقارنة بما يتم الاعلان عنه وفق الجهات الرسميّة الأمريكية. لكن و لنقف على العدد التقديري و التقريبي للعدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في العراق يجب أن نضع في ذهنا بعض القواعد الثابتة حول هذا الموضوع و هي:

    أولا: انّ الأعداد الرسمية الصادرة عن الحكومة الامريكية او البنتاغون لا يمكن ان تكون حقيقية او حتى قريبة من الحقيقة لعدد من الأسباب منها:

    انّ التقرير اليومي لعدد القتلى الذي يصدره البنتاغون يعاني من خلل فني, فقد تقع اصابات لا يتم تسجيلها و ذلك في الفترة التي تمتد من الانتهاء من كتابة التقرير و الى حين نشره, و بالتالي لا ترد ضمن التقرير اليومي و لا يتم نشرها.

    انّ العدد الرسمي لو كان صحيحا لما كان هناك ضرورة لكي تصدر وزارة الدفاع أمرا بعدم تصوير او نقل مراسم أي قتيل أمريكي سواءا اثناء نقلهم الى ألمانيا في المرحلة الأولى أو عند نقلهم الى الولايات المتّحدة مباشرة.

    أنّ الأعداد الحقيقية و التي هي اعلى من ثلاث ألأف قتيل بالتأكيد لا بد و ان تؤثّر سلبا على توجهات الرأي العام الأمريكي و تخلق مناخا مناهضا للحرب بقوة و تؤثر على الطبقة السياسية الامريكية و قرارها المتعلق بالانسحاب او البقاء في العراق, لذلك يتم حجبها.



    ثانيا: انّ المشكلة في الأرقام الرسميّة الأمريكية لا تكمن فقط في كون عدد القتلى من الجنود الأمريكيين و المصرّح به رسميا أقل بكثير من الواقع, بل أنّ هذا العدد لا يشمل أيضا الجنود الذين يموتون خلال عمليات اسعافهم أو عند نقلهم الى مستشفيات ألمانيا أو البلدان المجاورة, كما انّ هذه الأرقام لا تشمل الموظّفين الأمريكين في سلك الخارجية أو المخابرات او المتعاقدين الأمريكين أو المرتزقة الأمريكيين او حتى الجنود الذين يقاتلون في الجيش الأمريكي دون حصولهم على الجنسية و الذين يموتون في العراق نتيجة عمليات المقاومة العراقية. اذ يقدّر تقرير "لرويترز" نشر في 10-10-2006عدد المتعاقدين المدنيين الموجودين في العراق بحوالي 100.000 متعاقد يشمل المتعاقدين الذين يعملون بشكل منفصل و شخصي بالاضافة الى السائقين, المترجمين, اخصائيي الكهرباء, الطهاة, المنظّفين و ما يمكن ادراجه ضمن فئات اخرى لدعم الجنود سواءا من خلال العمل المكتبي او عمليا. و وفقا لوزارة العمل الأمريكية فقد بلغ عدد القتلى من هؤلاء حتى تشرين ثاني من العام 2005 ما مقداره 428 قتيلا و 3.963 جريحا ليرتفع عدد القتلى وفق نفس المصدر أيضا و استنادا الى تقرير "رويترز السابق" الى 647 قتيلا. و طبعا هؤلاء لا يحسبون في عدّاد القتلى الامريكيين الذي تصدره الولايات المتحدة يوميا.



    ثالثا: انّه و عند الحديث عن عدد القتلى الأمريكيين, يجب أن نأخذ بعين الاعتبار حجم العمليات التي تتم ضدّهم يوميا في العراق. فاستنادا الى أقوال الصحفي الأميركي الشهير بوب ودوورد و الذي يعمل بصحيفة واشنطن بوست, هناك ما بين 800 الى 900 هجوم و عملية تحصل اسبوعيا ضدّ القوات الأمريكية, وهذا يعني أكثر من 100 هجوم يوميا, أي بمعدل أربع هجمات بالساعة. و اذا ما قارنا هذا التقدير بتصريحات فصيل واحد على سبيل المثال من بين فصائل المقاومة العراقية سنجد أنها قريب جدا من الصحّة. فقد أفاد الجيش الاسلامي في بيان له في شهر أيلول/سبتمبر أنّ عدد العمليات التي قام بها خلال الأربع أشهر الأخيرة بلغ 2600 عملية عسكرية متنوعة, ما يعني حوالي 22 عملية يوميا. لذلك فان قيام فصيل واحد بحوالي 22 عملية يوميا, يعني امكانية قيام المقاومة بـ 100 عملية يوميا خاصة في ظل وجود فصائل أخرى فاعلة كجيش المجاهدين, جيش الراشدين, أنصار السنّة, مجلس شورى المجاهدين, كتائب ثورة العشرين, جيش الفاتحين و غيرهم من فصائل المقاومة العراقية.



    رابعا: انّه لو اعتمدنا الرقم الأعلى في هذا التقرير من حيث عدد القتلى الأمريكيين و هو رقم موقع "المختصر الاخباري" البالغ 33.693 قتيل أمريكي لما اعتبر ذلك رقما كبيرا مقارنة بعدد الأمريكيين الموجودين في العراق و بعدد المقاومين و الهجمات العسكرية التي تتمّ عليهم. فعدد الأمريكين في العراق= عدد الجنود المعترف به(144.00)+ غير المعترف بهم و الذين اذا قتلوا لا يرد أي منهم على قوائم القتلى لدى البنتاجون(100.000).

    فوفقا للتقرير الذي اصدره مركز بروكينجز الشهير في 19 تشرين الأول 2006 و يقع في 57 صفحة و يرصد عددا من المتغيرات و الأرقام فيما يتعلّق بالمقاومة العراقية و اعداد المقاومين من داخل العراق و المتطوعين من خارجه و احوال الوضع الاقتصادي و الصحي و الامني في العراق, فانه يوجد في العراق في شهر أيلول 162.000 جندي من قوات التحالف بينهم 144.000 جندي أمريكي.و استنادا لتقرير رويترز, فانّ هناك حوالي 100.000 من المتعاقدين و توابعهم من الأمريكين. هذا يعني انّ عدد القتلى وفق "المختصر" يساوي نسبة 13.8% من المجموع الكلّي للأمريكيين في العراق و البالغ 244.000 أمريكي, و هي نسبة معقولة و ممكنة عكس نسبة التصريحات الرسمية التي تشكّل 1.9% تقريبا من حجم الجيش الأمريكي في العراق فقط و 1.1% فقط من المجموع الكلّي للأمريكيين في العراق!!



    خامسا: للشرائط المصورة عن عمليات المجاهدين في العراق تأثيرا كبير في تكذيب الأرقام الرسمية الأمريكية. فهي عدا عن تأثيرها النفسي و الاعلامي الذي تتركه لدى العدو و الذي يفوق في كثير من الحالات العملية التي تمّ تصويرها بحد ذاتها, يمكن القول أنّها تشكّل مرآة يعكس وضع العدو المهتز عددا و عدّة. فشريط صغير كشرائط "قنّاص بغداد" الصادرة عن الجيش الاسلامي يمكن ان يشكّل لدى المتابع صورة عن زيف دقّة الأرقام الأمريكية. فكتيبة القنص في الجيش الاسلامي أردت حوالي 666 جندي أمريكي قتيلا (عدد كبير منها مصور) , فهل يعقل انّ عمليات القنص الخاصة بهذا الفصيل وحده تشكّل حوالي ربع عدد القتلى الرسمي!! بالتأكيد من غير المعقول, و هذا ما يفترض انّ عدد القتلى الأمريكيين أكبر من ذلك بكثير خاصّة انّ وسائل الاعلام أو حتى الادارة الأمريكية لم ترد أبدا اخبارا عن سقوط قتلى أمريكيين بواسطة القنص, و بالتالي لم تحسبهم أصلا على أغلب الظن, و لولا هكذا شرائط لما عرفنا انّ هناك جنود أمريكيين سقطوا قنصا بهذا العدد و الكم.

    سادسا: لو افترضنا انّ الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية الأمريكية هي أرقام صحيحة, فهذا يعني انّ الجيش الأمريكي لا يعاني أي مشكلات لأن عدد الخسائر في صفوفه قليلة و هي تشكّل نسبة 1.9% تقريبا من حجم الجيش الامريكي الكلي الموجود في العراق و البالغ تعداده حاليا 144.000 جندي. لكن هل المؤشرات الرسمية تشير حقيقة الى عدم وجود مشاكل أم انّ العكس هو الصحيح؟

    1- فبماذا يتم تفسير ما يعانيه من قصور في التجنيد رغم ما يقدّمه البنتاغون من مغريات؟ اذ يقدّم البنتاغون مكافآت مالية تصل إلي 20,000$ كمكافأة مالية للمنضمين الجدد، و يغطي مصاريف التعليم بما قد يصل إلي 60,000$، بالإضافة إلى تقديمه ما قد يصل إلي 150,000$ كحوافز لبعض المنضمين لوحدات العمليات الخاصة الذين يتمتعون بمؤهلات غير عادية. بالاضافة الى ذلك, تمنح الادارة الأمريكية الجنسية لمن يخدم في الجيش الأمريكي من الأجانب. فقد وقّع بوش قانوناً في تشرين ثاني/نوفمبر من العام 2003 يخفّض معاملات الحصول علي الجنسية الأمريكية من ثلاث سنوات الى سنة واحدة بعد فشل الاغراءات السابقة. و في العام 2004 حصل 7.500 جندي على الجنسية بفضل هذه السياسة، وهي النسبة الاعلى منذ حرب فييتنام.

    لكن لماذا يعاني الجيش الأمريكي من قصور اذا كانت كل هذه المغريات متوفرة لمن يرغب بأن يخدم بالجيش الأمريكي؟! و لماذا يعزف المتطوعون عن الدخول؟! اليس لأن عدد الخسائر البشرية كبير و يخشون بأن يكونوا ضمنها لاحقا؟ و لماذا يضطر البنتاغون الى تقديم كل هذا لمن يريد الالتحاق طالما أنّ جيشه لا يعاني خسائر كبيرة و جسيمة او استنزاف دائم و مستمر؟!! أليس لسد الثغرة الناجمة عن العدد الكبير للقتلاه في العراق و التعويض عن هذا العدد الضخم؟

    2- و استنادا الى تقرير سابق لنا بعنوان "معالم انهيار الجيش الأمريكي في العراق" فالقصور في التجنيد ليس المشكلة الوحيدة فحسب, فالقوات المسلحة تواجه مشكلات في الاحتفاظ بجنودها. إذ إن نحو 30% من المجندين الجدد يتركون الخدمة خلال ستة أشهر، وبعض هؤلاء يتركون الخدمة على الأقل بسبب الهوة الواسعة بين الخبرات اليومية للشباب قبل الانخراط وحياة المجند أثناء التدريب, الأمر الذي دفع الجيش الى ان يخفض معاييره لأداء الجندي و ان يصدر مذكرة عسكرية توجه القادة إلى "عدم تسريح جنود بسبب ضعف لياقتهم البدنية أو أدائهم غير المرضي، أو بسبب الحمل أو الإدمان الكحولي أو تعاطي المخدرات", و ذلك للحصول على أكبر عدد من المجندين ليقوموا يتغطية الفراغ الذي تركه عدد القتلى الكبير في صفوف زملائهم في العراق .

    3- و اذا كانت الخسائر قليلة فبماذا يتم تفسير مشكلات الهروب من الخدمة؟! فقد اعترف البنتاغون بأن أكثر من 5500 جندي فروا من الخدمة منذ بداية حرب العراق, و قد نقل عن خط هاتفي أقيم لمساعدة الجنود الذين يريدون ترك القوات المسلحة أن عدد المكالمات التي يتلقاها الآن هي ضعف عددها عام 2001، وقد رد هذا الخط الهاتفي الساخن على 33 ألف مكالمة في العام الماضي!!

    4- و اذا كانت الامور تسير بشكل جيد بالنسبة للجيش الأمريكي, و اعداد قتلاه صغيرة, فلماذا تصدر الادارة الأمريكية قرارات منع مغادرة للجنود الذين انتهت خدمتهم في العراق؟! فوفقا لتقرير نشره "معهد دراسات السياسة الأمريكي" في 31-8-2005, فان قرارات منع مغادرة العراق أثّرات على أكثر من 14 ألف جندي (نحو 10% من مجموع الجنود الذين يخدمون في العراق بدون تاريخ محدد لانتهاء خدمتهم) وهم يستعدون لتعبئة طلبات بهذا الخصوص لمغادرة العراق.



    العدد التقريبي للقتلى الأمريكيين في العراق

    آخذين بعين الاعتبار ما ورد اعلاه من معطيات و كخلاصة للموضوع, نلاحظ أنّ هناك أربع أرقام رئيسية فيما يتعلق بعدد القتلى الأمريكيين في العراق هي:

    2790 قتيل وفقا للأرقام الرسمية الأمريكية.

    أكثر من 15.000 قتيل وفقا لتقديرات المصادر الأجنبية المستقلة.

    أكثر من 25.000 قتيل وفقا لتقديرات الجماعات الجهادية في العراق (الجيش الاسلامي).

    33.693 قتيل وفقا لتقديرات المواقع الاخبارية العربية (المختصر للأخبار).

    و نستطيع ان نقول ان معدّل هذه الأرقام الثلاث الأخيرة مجتمعة يساوي "أكثر من " 24.000 قتيل أمريكي, و هو رقم منطقي و مقبول لعدد قتلى الأمريكين في العراق و الذي يتوافق مع عدد من الحقائق, المعطيات و الوثائق و التي تمّ ذكرها سابقا و هو يشكّل نسبة حوالي 9.8% من حجم الأمريكيين الكلي الموجود في العراق.

    *باحث مهتم بالشؤون الاستراتيجية


    تمت طباعة الخبر في: الأحد, 16-مارس-2008 الساعة: 04:42 م
    يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36318.htm


  5. #25
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp بالأدلة والبراهين: انظروا لشهادات هؤلاء كي تعرفوا الإصرار على تقسيم وتدمير العراق

    بسم الله الرحمن الرحيم



    بالأدلة والبراهين: انظروا لشهادات هؤلاء كي تعرفوا الإصرار على تقسيم وتدمير العراق والمنطقة لصالح إسرائيل / ح3

    سمير عبيد Tuesday 23-10 -2007
    ونستمر بتثبيت الأقوال والشهادات من أجل الأجيال الحالية واللاحقة ، والهدف كي تعرف هذه الأجيال محطات السياسة الأميركية اتجاه العراق والمنطقة، وتفرز من هو الطرف الظالم والطرف المظلوم، وتتعرف على الأهداف الإستراتيجية من وراء تطبيق هذه السياسات الغريبة والخبيثة والملتوية، والتي ظاهرها غير باطنها .

    ومن الجانب الآخر كيف تتعرف الأجيال على حجم التآمر الذي قامت به بعض الشخصيات العراقية والعربية والإقليمية، ودور بعض الدول العربية والإقليمية في تحطيم العراق، والمشاركة في عملية تفتيته وتشريد شعبه، والعمل على تصدير عملية التفتيت والتشريد إلى الدول والشعوب العربية المجاورة للعراق.

    فالحرب على العراق لم تكن ردة فعل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر ،خصوصا وأن المجموعة ( المفترضة) التي قامت بخطف الطائرات لم يكن بينها عراقيا واحدا، وأن تنظيم القاعدة ليس له وجود في العراق، ولم تكن للتنظيم وقياداته علاقات مع النظام العراقي، ولقد أثبت ذلك الكونغرس الأميركي عندما برأ الرئيس صدام من العلاقة مع تنظيم القاعدة، وبرأه من حيازة أسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي اتخذتها الولايات المتحدة حجة وذريعة لغزو العراق واحتلاله وليومنا هذا.

    فالحرب على العراق كانت مقرّرة وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وعلى ما يبدو هي ( غزوة آل بوش) ضد العراق، وضد شخص صدام حسين، فلقد قالها رئيس وكالة المخابرات الأميركية ( سي أي أيه) السابق جورج تينت في كتابه ( أن الحرب على العراق كانت مقررة وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر) وهذا يدل أنها رغبة آل بوش ورغبة المجموعة التي ينتسب لها الرئيس بوش روحيا ودينيا، وهي مجموعة ( الإنجيليين) وهذا معناه أن الحرب ذات طابع ديني ثأري قبل أن تكون ذات طابع سياسي أو جنائي.

    ولهذا قالها الرئيس بوش ومباشرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( أنها لحرب صليبية) ولهذا فعندما تقررت الحرب على نظام طالبان في أفغانستان فهي وسيلة إقناع أوليّة للشعب الأميركي والأوربي، وللرأي العالمي فالهدف الرئيسي لم تكن طالبان والقاعدة لأنها أشبه بالنكتة أن ( تحارب أقوى دولة في العالم رجل يدعى بن لادن) فهي معركة الدولة العظمى ضد الرجل الواحد، وتكاد تكون مسرحية من الناحية النظرية، ولكنها جاءت كحلقة أولى ولأهداف إستراتيجية بالنسبة لموقع أفغانستان المحاذي لإيران وباكستان والهند والصين وجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق و لبحر العرب، ولكن الهدف الأصلي من بدعة مايسمى بـ ( الحملة على الإرهاب) هو العراق ومنطقة الشرق الأوسط بالذات.

    فمنذ مجيء الرئيس جورج بوش الابن إلى سدة الرئاسة والولايات المتحدة في تحول تام، أي تحولت ملكيتها من الشعب الأميركي إلى مجموعة اللوبي اليهودي التي تعمل لمصلحة إسرائيل، والقضية تشبه تحويل ملكيّة بيت ما من شخص إلى آخر، أو من جهة إلى أخرى ،وهذا ما حدث ويحدث في الولايات المتحدة وهي نقل ملكية الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وبالتالي أصبح المالك هي إسرائيل وقادة إسرائيل، ولهذا اتخذتها إسرائيل سيفا لقطع رقاب المعترضين والمبارزين والذين يشك بأن في نيتهم المبارزة، واتخذتها وسيلة تخويف وترهيب للشعوب والدول التي تعترض، والتي لديها خزائن وثروات والهدف هو نهبها ومن يعترض فهو إرهابي وله علاقة مع بن لادن وتنظيم القاعدة.

    ولهذا أصبح صنع وطبخ السياسات الأميركية في إسرائيل،وليس في الولايات المتحدة، وما على الولايات المتحدة إلا تطبيق ما يصلها من إسرائيل وعبر المجموعة التي نصبّها اللوبي اليهودي في الإدارة الأميركية، وفي دوائر القرار الأميركي ، أي أن الذي حاصل هو خطف قرار أميركا من قبل إسرائيل، وبهذا أصبحت الولايات المتحدة نادلا (جرسون) يقدم الخدمات لإسرائيل، ويطيع أوامرها متى ما طلبت.

    فتدمير العراق وقتل قيادته وتشريد شعبه هو أمنية إسرائيلية، وهدف تلمودي توراتي قديم، وهو ثأر قديم ضد العراقيين الذين وصل ملكهم نبوخذ نصر إلى فلسطين، وجاء باليهود سبايا إلى بابل، وهكذا عندما وصل إلى هناك القائد صلاح الدين الأيوبي الذي كان قائدا مسلما و قبل أن يكون كرديا والذي ينحدر من العراق أيضا، لذا هو ثأر قديم ضد العراقيين، ومن أجل ذلك دمروا بابل والعراق، وشردوا بل سبّوا الشعب العراقي على طريقة السبي البابلي بعد أن قتلوا ملكهم، بل طبقوا ضده المحارق النازية وكأن (هتلر) كان عراقيا وليس ألمانيا، ولا زالت التداعيات مستمرة، والهدف هو تفتيت جغرافية ووحدة وشعب ولحمة العراق، ليكون نموذجا نحو سوريا ومصر والسودان والسعودية وليبيا والجزائر وغيرها من الدول لتكون المشيخة إلى إسرائيل الكبرى.


    لهذا صدق وزير الخزانة الأميركي السابق ( بول أونيل) في الكتاب الذي حمل عنوان (ثمن الولاء) للصحافي ـ رون ساسكيند ـ على أن الرئيس الأميركي بوش رئيس سلبي وسطحي يحيط به يمينيون متشددون يفتقرون للزخم الفكري، أو حتى لحب الاستطلاع لمعرفة النتائج المترتبة على سياساتهم،.

    ولقد ذكر الوزير أونيل الشهادة التاريخية حول العدوان على العراق عندما قال (أن أول اجتماع ترأسه الرئيس بوش لمجلس الأمن القومي في 30 كانون الثاني 2001 وقرر تنحية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والتركيز على العراق) وهذا ما أكده مدير وكالة المخابرات الأميركية جورج تينت بكتابه أيضا أي أن العدوان على العراق كان مقررا وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

    وأن من قرر ذلك ليس الرئيس بوش وحده، بل المجموعة المتشددة واليهودية التي تحيط بالرئيس بوش، فيقول الوزير أونيل بنفس الكتاب مايلي (الرئيس بوش ليس لديه الرغبة و القدرة على قراءة بيانات مفصلة عن مجريات الأمور، فقد وضع نائب الرئيس ديك تشيني سياسات الإدارة ، وأدار تشيني دفة الأمور ويدعمه في ذلك المستشاران السياسيان كارل روف وكارين هيوز ومستشارة الأمن القومي كونلديزا رايس... لهذا بدأ بوش من الصفر وأعتمد على نصيحة منظرين من دون أي وسيط أمين في الأفق )..


    من هذا نستنتج أنها حرب مجموعة اليهود المتشددين ضد العرب والمسلمين، ولمصلحة تحقيق أهداف وأحلام إسرائيل في المنطقة، وتأمين مستقبل إسرائيل السياسي والاقتصادي والإستراتيجي، ولو ربطنا الأمور ببعضها البعض فسنجد أن من بشر بمشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن ثم تغير ليكون الجديد هي نفس المجموعة وعلى لسان الوزيرة رايس، وبما أنها تسمية دبلوماسية إلى ( إسرائيل الكبرى) فهذا يعني أن الحرب والاحتلال والتقسيم هي غاية ومصلحة وإستراتيجية إسرائيلية.

    ونتيجة ذلك استشعرت بعض العواصم العربية ،وحاولت التأثير على السياسات الأميركية من أجل تغيير وجهات نظر المنظرين الأميركان، ولكن هؤلاء الناس لم يستمعوا لأحد، فلقد صرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بتاريخ 6/11/2005 قائلا( نحذر من أن العراق يتجه نحو التفكك والسقوط في حرب أهلية، وأن الوضع خطير وينذر بعواقب وخيمة) ولأجل هذا أجتمع الوزير السعودي في حينها مع كبار المسئولين الأميركان عن مخاطر تفكك العراق ، ولكن وعلى ما يبدو لم يجد إذنا صاغية، ووجدها سياسة لا تقبل الجدل، فحينها قررت الحكومة السعودية حماية نفسها من خلال إقرار بناء السور مع العراق، والذي ستبلغ كلفته حوالي ( 6 مليار دولار) قابله للزيادة علما أن بمليار واحد بإمكان العراقيين طرد الاحتلال، وإنهاء مشروع التقسيم ،ولكن وعلى ما يبدو هناك ضوء أحمر من الأميركيين ضد السعودية وضد أي طرف يريد مساعدة العراقيين كي يتخلصوا من الاحتلال، ومشروع التقسيم والتفتيت.

    وأن التبشير بموضوع التقسيم لم يكن وليد اليوم ومثلما أسلفنا في الحلقات الماضية ، فلقد كتب ( جون يو) مقالا مطولا حول تقسيم العراق ، وهو أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا ومعه الباحث ( بيركلي) وهو باحث في منظمة اليمين المتطرف المعروفة (American Enterprise Institute) وكان المقال في صحيفة ( لوس أنجليس تايمز) حيث أقترح تقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق / أقاليم ، ولمن يتذكر أسم ( جون يو) فهو صاحب دراسة تأسيس تشكيلات من المقاومة الوهمية، وكان هذا المقال في عام 2003.

    وجاء مقال آخر وتزامنا مع مقال ( جون يو) وكتبه رجل القانون الأميركي ( آلان توبول)، وأن هذا الرجل أي توبول قد عمل مستشارا للإدارات الأميركية ولمدة أربعين عاما ، ومنها إدارة الرئيس بوش الحالية، فلقد كتب ( آلان توبول) في موقع(www.military.com) وهو الموقع الخاص بالجيش الأميركي، حيث دعى إلى تقسيم العراق، وربط مسألة تقسيم العراق بمسألة تقسيم الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا ودول أوربا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا، وطالب بتقسيم العراق على غرار ذلك ، وهذا يعني بأن هذا التقسيم وراءه معارك طويلة ودامية لو فكرنا بالقضية اليوغسلافية مثلا، أي سينتقل التقسيم الإداري نحو التقسيم الجغرافي صعودا نحو طلب الاستقلال، ومثلما حصل مع الأقاليم اليوغسلافية مثل الجبل الأسود وحاليا كوسوفو ،والتي عليها جدلا بين موسكو وواشنطن، أي بمعنى أخر سوف يدخل العراق بصراع طويل جدا بين الجغرافيات والإثنيات والطوائف لحين إعلان الانفصال وولادة الدويلات، والتي هي الأخرى ستدخل في قضية التقسيم والتفتيت وهكذا.

    ولو حللنا الأمر جيدا فنجده دهاءا إسرائيليا حركه عنصر الخوف من المستقبل في حالة دخول أميركا في مشاكلها الداخلية والتي أصبحت على الأبواب/ فلهذا طرح السؤال على طاولات السياسيين والحاخامات الكبار في إسرائيل وأميركا وأوربا وهو ( من سيحمي إسرائيل فيما لو تدهور الوضع في الولايات المتحدة؟)

    لهذا فكروا أن أقصر الطرق وأقل الخسائر هو الاعتماد على الولايات المتحدة مادامت قوية لأجل تحقيق المصالح الإسرائيلية، لأن هناك اتفاقا بين إسرائيل والولايات المتحدة وكان في عام 1975 ووقعه عن الجانب الأميركي وزير الخارجية الأميركي السابق ( يهودي) هنري كيسنجر وتعهدت بموجبه الولايات المتحدة تأمين احتياطي النفط إلى إسرائيل.

    لهذا فعندما تقررت الحرب، وتحت حجة مكافحة الإرهاب غايتها حماية وتأمين مستقبل إسرائيل، ولذلك اعتبرت بعض الأنظمة العربية ( ومع شديد الأسف) أن طريق النجاة هو الركوب في القاطرة الإسرائيلية علنا وسرا، والتآمر على الدول العربية التي ترفض الهيمنة الإسرائيلية، وترفض مشروع الشرق الأوسط الجديد ( إسرائيل الكبرى)، لهذا تراها تخطط مع المخططين الأميركان والإسرائيليين ضد بعض الدول العربية والإسلامية ، وتظن هذه الأنظمة العربية أنها ناجية من مشروع التقسيم والتفتيت، ولكن الحقيقة هو قصر نظر من قبل هذه الأنظمة، لأن مشروع التقسيم والتفتيت لن يستثنيها فيما لو نجح وتطبّق لا سمح الله.

    لهذا فأن الهستريا الإسرائيلية التي نراها هي الخوف من الزوال الذي هو حالة طبيعية للتضعضع والانحدار الأميركي ، لهذا يحاول المتشددون اليهود في أميركا وإسرائيل وأوربا الاستفادة من القوة المتبقية لأميركا من أجل الوصول للأهداف التي تضمن القوة والاستمرار، وفي مقدمتها الهيمنة على الطاقة والنفط والثروات في المنطقة.

    ولكن هذه السياسة تصب في خانة المقامرة، ولو فكر اليهود المتشددون لوجدوا أن توفير الأمن للشعب اليهودي هو عندما يتحقق السلام في المنطقة وليس العكس.

    كاتب ومحلل سياسي
    مركز الشرق للبحوث والدراسات




    ________________________________________
    تم طباعة هذه المادة من موقع الركن الأخضر
    http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=9305

    |


  6. #26
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp إعدام صدام حسين: فاصل بين مرحلتين وخندقين

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إعدام صدام حسين: فاصل بين مرحلتين وخندقين

    بقلم: نقولا ناصر




    سيدخل فجر يوم عيد الأضحى في العاشر من ذو الحجة لسنة 1427 هجرية الموافق للثلاثين من كانون الأول / ديسمبر 2006 ميلادية، يوم استشهاد الرئيس الشرعي للعراق، صدام حسين، باعتباره مفصلا تاريخيا بين مرحلتين وبين خندقين في تاريخ العراق وتاريخ أمته والمنطقة، مفصلا لا يترك مهربا لأحد من الانحياز إلى منظومة القيم والمنطلقات الفكرية والأهداف الإستراتيجية والتحالفات السياسية لكل من المرحلتين ولا يترك مهربا من الاصطفاف في أحد الخندقين: خندق الاحتلال وخندق المقاومة للاحتلال، وهو اصطفاف دموي كحد سيف بتار لا يترك أي مساحة للمناورة لا للأفراد ولا للتنظيمات ولا للدول، وقد فشلت كل جهود المحتل الأميركي حتى الآن في خلق منطقة رمادية بين الخندقين تسمح للانتهازيين أفرادا وتنظيمات باللعب على الحبلين باسم المصالحة الوطنية أو تسمح للدول الإقليمية بأي أرضية مشتركة تجد فيها قواسم مشتركة مع الاحتلال.
    وربما يكون مأزق طهران -- التي كانت الوحيدة في العالم كافة بعد واشنطن وتل أبيب في اعتبار إعدام صدام حسين "انتصارا للعراقيين" -- الناجم عن التناقض بين الرطانة المعادية للشيطان الأميركي الأكبر وبين "الحوار" مع هذا الشيطان للاعتراف بإيران شريكا له في الاحتلال، وبين معارضتها اللفظية لاحتلال العراق واعترافها ودعمها الرسميين لكل ما انبثق عن الاحتلال، ربما يكون هذا المأزق هو خير مثال على استحالة المناورة بين الاحتلال وبين مقاومته.
    في حينه اعتبر الفاتيكان الإعدام فاجعة لأنه قتل للنفس التي حرم الله قتلها، واستنكرته المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لأسباب إنسانية ، واعتبره الإتحاد الأوروبي خطأ فادحا لأسباب سياسية واستنكرت الحكومات العربية والإسلامية تنفيذه فجر عيد الأضحى لأسباب دينية ، غير أن إعدام الرئيس الشهيد ينبغي التعامل معه باعتباره أمرا جللا أكبر من الصراعات بين الأشخاص والأحزاب والطوائف والأنظمة السياسية الإقليمية وأخطر حتى من الحروب فيما بينها لأنه إعدام يستهدفهم ويستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة التي يعيشون فيها جميعا بقدر ما يستهدف نقض كل ما يمثلونه لاستبداله بالوضع الراهن في العراق وفي أكناف العراق.
    ويبدو أن الوعي بهذه الحقيقة الأساسية ما يزال مشوشا بالاصطراع على الصغائر وطنيا في العراق وإقليميا في المنطقة كما تدل الصفة الطائفية الغالبة على من توجهوا إلى ضريح صدام حسين لقراءة الفاتحة على روحه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، فأي وعي شامل بما يعنيه استهداف صدام يقتضي أن يعتبره كل من استهدفهم الاحتلال الأميركي شهيدا لهم جميعا.
    إن استذكار يوم استشهاد صدام بالتركيز على مناقبه أو مثالبه الشخصية، أو اختزال هذه المناسبة بالتركيز على منجزات حكمه أو إخفاقاته، أو اغتنامها لتقويم النظام السياسي الذي كان يقوده بسلبه وإيجابه، أو لتمجيد أو الطعن في الحزب الذي كان الشهيد رمزا له، من قبل خصومه أو رفاقه، إن كل ذلك إنساني ومشروع غير أن توقيته كهدف في حد ذاته دون ربطه بالقضية الوطنية والقومية التي سقط الشهيد من أجلها ودون ربطه بالمقاومة الوطنية والقومية والإنسانية لأعداء هذه القضية سيكون فيه افتئات ظالم على مناقب الرجل ومنجزاته ونظامه وحزبه لأن فيه انتقاص لرسالة الخلاص القومي التي حملوها وما زالوا بغض النظر عن أين أصابوا وأين أخطأوا.
    فأعداء هذه الرسالة وتلك القضية ما زالوا يتربصون برفاق صدام وبخصومه على حد سواء وربما يكونوا قد كسبوا معركة أو جولة ضدهما لكنهم بالتأكيد سيكونون الخاسرين في الحرب عليهما لأن الحتمية التاريخية كما تؤكدها تجارب الشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو والاحتلال تؤكد بأنهم لن يكونوا أبدا الفائزين في هذه الحرب مهما بدا الوضع الراهن يائسا، ويكفي المؤمنين بأنفسهم وبشعبهم وبأمتهم وبهذه الحتمية أن يواصلوا رسالة الرجل حتى انتصارها فذلك هو فقط الطريق الوحيد لتكريمه وتخليد ذكراه، أما خصومه فإن سقوط ذرائع الغزو المعلنة الواحدة تلو الأخرى ينبغي أن تكون حافزا كافيا لهم لكي يتعالوا على مكابرتهم بنفي سقوطهم في حبائل المسوغات التي طرحها الغزاة لاحتلالهم واتخاذهم من هذه المسوغات فرصة سانحة لتسوية صراع مع الرجل عجزوا عن تسويته في حياته لكي يستيقظوا الآن على حقيقة أن حيثيات هذا الصراع تتصاغر أمام الأهداف الحقيقية للغزو الذي يستهدفهم جميعا.
    إن استشهاد صدام حسين ينبغي أن يهز الضمائر الوطنية والعربية والإسلامية داخل العراق وفي جواره بخاصة لكي تستيقظ على حقيقة أن إعدامه لم يكن مقصودا لذاته ولم يستهدف الرجل لشخصه وعلى حقيقة أن الغزو لم يستهدف نظامه فحسب بل كان إعداما وغزوا لكل ما كان يطمح صدام حسين إلى تحقيقه لشعبه ولأمته ولاصطناع بديل هو -- كما يثبت الواقع الراهن في مرحلة ما بعد صدام -- نقيض ليس فقط للمستقبل الذي كان يسعى إليه صدام بل ولكل ما هو مضيء في ماضي الأمة الذي كان يستلهمه.
    وعلى سبيل المثال فإن "الثارات" التي أعمت بصائر جواره العربي والإسلامي عن أن ترى في الغزو فالاحتلال الأميركي ما هو أكثر وأخطر على سيادتها واستقلالها وثقافتها وهويتها من الإدعاءات باستهداف شخص صدام ونظامه قد بدأت تصحو الآن على الأهداف الحقيقية للغزو والاحتلال وبدأت تدرك أن طهران ودمشق كانتا هما الهدفين اللاحقين لإسقاط بغداد ، وأن استهداف عروبة صدام إنما كان في الواقع يستهدف العروبة على الإطلاق لأن إسقاط القلعة العراقية للعروبة في بغداد كان مقدمة لإسقاط حصونها في عواصم العرب الأخرى التي لم تسقط بعد، خصوصا المجاورة التي أدركت ذلك ولو متأخرة حاليا فبدأت تتحدث بلغة العروبة بعد أن خانتها اللغة العربية عن التحدث بها تحت ضغوط صراعها الخفي أو المعلن مع الشهيد في حياته ، وأن استهداف الحاضنة القومية العربية للإسلام في العاصمة العراقية إنما كان تمهيدا لاقتحام الحصون غير العربية للإسلام والمسلمين .
    إنها تجربة جمال عبد الناصر في مصر تتكرر خلال أقل من نصف قرن من الزمن في العراق فعسى أن يعي العرب والمسلمون المتضررون من التجربتين الدرس التاريخي لكي يتداركوا في تجربة صدام ما فشلوا في تداركه في تجربة عبد الناصر.

    أما تاريخ استشهاد صدام بالنسبة للعراقيين فانه تاريخ يفصل بين مرحلة الوجود الوطني العراقي الطامح إلى تحقيق ذاته قوميا وبين مرحلة التشظي الوطني إلى مزق عرقية وطائفية ومذهبية وقبلية وحزبية، بين مرحلة تصليب الوحدة الوطنية استلهاما لكل ما هو إيجابي في التراث العربي الإسلامي وبين مرحلة تفتيت الهوية العربية الإسلامية كشرط لا غنى عنه لضرب الوحدة الوطنية بين العراقيين وعزلهم عن عمقهم ومحيطهم الجغرافي-السياسي الطبيعي، بين مرحلة الأمن الوطني والأمان الشخصي واطمئنان الناس على أنفسهم وأموالهم ومعتقداتهم ومعابدهم وبين مرحلة الخوف على أمنهم وحياتهم وأعمالهم والخشية من ممارسة شعائرهم الدينية وعبادة الله الواحد الأحد باللغة التي يريدون وبالوسيلة التي يرى فيها كل منهم طريقا إلى رحمته وغفرانه بعد أن انطلقت شياطين فرق الموت الظلامية تقتل النفس التي حرم الله قتلها على الهوية الدينية والعرقية.
    إنه تاريخ يفصل بين عراق كانت فيه المرأة العراقية أما وزوجة وابنة معززة مكرمة لها ما لزوجها وإخوتها من الحقوق السياسية والمدنية وبين عراق باتت فيه المرأة تحرم من ضوء الشمس كما من هذه الحقوق بالقوة القاهرة لمن يتسترون بالدين الحنيف ممن أعادوها إلى الوأد راشدة بعد أن كان الإسلام قد حرم وأدها طفلة وممن خلقوا منها جيشا يزيد تعداده على ثلاثة ملايين أرملة يتعذبن على الحد الفاصل بين العفاف وبين الرذيلة للقيام بأود أطفالهم الذين يتمهم الاحتلال.
    وهو تاريخ يفصل بين عراق كان المواطن فيه يعيش في وطن يستطيع التنقل والإقامة في أي بقعة منه ويستطيع أن يتزوج ويصاهر من يريد فيه وبين عراق أصبح فيه الانتقال إلى شماله والإقامة فيه بحاجة إلى "فيزا وكفيل" حيث رفع العلم الوطني محظورا حتى على قطعات عسكرية يقال إنها جزء من "الجيش العراقي الجديد" وأصبح التزاوج بين مذهبين إسلاميين مناسبة نادرة جديرة بتغطية إعلامية خاصة.
    إنه تاريخ فاصل بين مرحلة الحدود الوطنية المنيعة التي يحميها رجال العراق وبين مرحلة الحدود الوطنية التي انهارت حصونها وباتت معبرا سهلا للجيوش والمليشيات الأجنبية الطامعة وعصابات المهربين والإرهابيين والهاربين من العدالة في بلدانهم ، بين مرحلة البناء والتعمير ونقل العراق بقفزات نوعية إلى العصر الحديث وبين مرحلة الهدم والتخريب وإعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة ، بين مرحلة التعليم والعلاج المجانيين والأمان الوظيفي وحماية الدولة لأمن المواطن الاقتصادي ولو بالحد الأدنى حتى في زمن الحرب وبين مرحلة بات العراقي لا يجد فيها قوت يومه ويخشى على حرائره أن تضعف أمومتهن أمام أفواه الأطفال المفتوحة بانتظار ما يقيم الأود ولا يأمن فيها على إرسال أطفاله إلى المدارس التي باتت الطرق المؤدية إليها طرقا للموت وباتت قاعاتها مرتعا لكل المزورين للتاريخ الوطني والمشعوذين الذين قاموا بغزوها بعد أن هجرها أهل العلم والتربية هربا من الموت الذي يدق أبوابها وأبوابهم ومن الجهل الذي يطبق على مناهجها ويريد التحكم في عقولهم وألسنتهم ، بين مرحلة جاذبة للعلماء والخبراء في كل شؤون النهضة وبين مرحلة طاردة للخبرات والمهارات الوطنية قبل الأجنبية، بين مرحلة كان العراق فيها قبلة للعرب والمسلمين وبين مرحلة أصبح فيها محجة للشعوبيين محظورة على كل ما هو عربي.
    وهو تاريخ فاصل بين مرحلة كان العراق فيها سيد موارده الطبيعية وثروته النفطية وبين مرحلة تتكالب فيها على هذه الثروات ذئاب العولمة والخصخصة والخارجون على الصف الوطني من لصوص الفرص السانحة، بين مرحلة السيادة الوطنية المهيبة والمهابة وبين مرحلة انهيار الدولة الوطنية والجيش الوطني ومحاولة استبدالهما بدولة وجيش يحملان اسميهما يصنعهما الغازي المحتل لتأمين نظام حكم يضمن له أهداف غزوه واحتلاله إلى أمد غير منظور، بين مرحلة كان الوطن فيها يضرب جذوره عميقة في إرثه الحضاري والإنساني وفي تراث أمته الروحي والتاريخي بينما يتطلع واثقا متفائلا إلى المستقبل للانفتاح على الحضارات والثقافات والتواصل معها ومع منجزاتها وبين مرحلة أصبح الوطن العراقي فيها رهينة الانغلاق الفكري والثقافي والسياسي في منغلق لا ينفتح إلا على الشعوبيين ولصوص المتاحف الوطنية وجواسيس الدول المعادية ومرتزقة "الشركات الأمنية" وصيادي الإثراء السريع وسراق الشعوب من دهاقنة الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات الذين لا وطن ولا دين ولا أخلاق ولا مبادئ لهم ممن لا يعبدون سوى إله الربح.
    إنه تاريخ فاصل بين عراق يعدم جواسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي ويرسل قواته الوطنية لخوض كل حروبها العدوانية على الأمة بالرغم من عدم وجود حدود مشتركة له معها، عراق كان دائما عماد الجبهة العربية الشرقية معها وكانت هذه الدولة دائما ولهذا السبب تعتبره العدو الإستراتيجي لها، عراق كان دائما العمق الإستراتيجي لدول المواجهة العربية في المشرق، وبين عراق يستدعي الحليف الإستراتيجي الأهم لهذه الدولة ليبني له دولة عراقية تتصاغر إلى القبول بما تقبل به الدويلات العربية الصغيرة التي تستظل بالحماية الأميركية والقبول بما تقبل به القيادة الفلسطينية المحاصرة تحت الاحتلال في المواجهة معها، عراق يفتح أبوابه للتغلغل الإسرائيلي عبر بوابة المحتل الأميركي بمجنديه ذوي الجنسية الأميركية – الإسرائيلية المزدوجة ليحتفلوا بأعيادهم اليهودية في قصور الرئاسة العراقية، رمز السيادة الوطنية بغض النظر عن حب أو كره الشهيد الذي بناها، كما عبر منافذ كردية وتركية وأخرى عربية تتسلل منها الشركات والسلع وأجهزة المخابرات الإسرائيلية ومرتزقة "الشركات الأمنية" الإسرائيليون.
    ويوم استشهاد صدام هو تاريخ يفصل بين عراق كان يضع القضية الفلسطينية في صلب عقيدته الحزبية وفي مركز إستراتيجيته كدولة ويقيم علاقاته الدولية على أساس الموقف منها سلبا أو إيجابا، عراق منفتح الأرض والعقل والقلب لكل عرب فلسطين، وبين عراق لم تعد فيه قضية فلسطين سوى عبئا لا ضرورة له ولم يعد يتسع حتى لحي في العاصمة يأمن فيه اللاجئون من فلسطين على حياتهم بينما تنفتح الأرض العراقية أمام شتات هجين يجتاحها من الجهات الأربع تستضيفه ثقافة شعوبية تتسامح مع اعتماد الفارسية شبه لغة رسمية بينما اللهجة العربية الفلسطينية تحولت إلى رطانة إن سمعت قد تودي بصاحبها إلى التهلكة.
    إن عظم المصيبة التي حلت بالعراق بعد صدام حسين تجعل أي حديث عن حب الرجل أو كرهه أو عن مناقبه ومنجزاته أو عن نظامه وحزبه ملهاة عبثية لا هدف لها سوى صرف الأنظار بعيدا عن مقاومة الاحتلال بجدل لا طائل منه وطنيا وقوميا ويستهدف تعميق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد كي لا يتوحدوا قلبا وعقلا وصفا واحدا ضد الغازي الأجنبي الذي يمعن في زرع أسباب الفتنة بينهم كي يتحول غزوه إلى احتلال مستدام مباشر أو في لبوس عربية وإسلامية.
    فقد أصبح الرجل الآن في ذمة التاريخ لكن خصومه السياسيين قبل رفاقه وأنصاره ومحبيه يتفقون على أنه كان رجلا لا ككل الرجال في مواجهة تحديات حياته كما في مواجهة تحديات موته لتتحول رجولته المسكونة بتاريخ أمته والمدفوعة بآمال وطموحات هذه الأمة إلى رمز للعنفوان الوطني والقومي لمواصلة مسيرته النضالية ورسالته القومية، وهما على وجه التحديد المسيرة والرسالة اللتان استهدفهما الغزو والاحتلال في شخصه كعنوان لهما، فلنترك الشهيد للمؤرخين، ولنتمسك بالرسالة التي ذهب ضحية لها، ليكون مع قوافل من شهداء الأمة سبقته نبراسا ينير للأمة دروب الخلاص القومي، لأنها رسالة وطنية وقومية للأمة جمعاء لا لرجل أو حزب أو طائفة أو نظام ولو ادعاها رجل أو حزب أو طائفة أو نظام لنفسه.
    إن مواقف القوى القومية والإسلامية في العراق التي اختلفت سياسيا مع الشهيد في حياته لكنها أدركت الضربة القوية التي تلقتها العروبة والإسلام بإعدامه هي مواقف ذات دلالة على وعي هذه القوى الذي جعلها تربأ بنفسها عن الانجرار إلى مرحلة ما بعد صدام وعن التورط في "العملية السياسية" الجارية بتخطيط وتنفيذ الاحتلال ودفعتها إلى الانحياز للمقاومة الوطنية المدافعة عن رسالة الخلاص الوطني والقومي التي كانت واضحة جلية في مرحلة ما قبل استشهاد صدام، لتضع بذلك أساسا راسخا لمصالحة وطنية حقيقية لا لمصالحة مستحيلة يروج لها الاحتلال بين مقاوميه وبين الطابور الخامس الذي سهل مهمة الاحتلال ويطيل أمد بقائه في العراق. ففي هذا السياق يتحول صدام إلى شهيد لكل هذه القوى مجتمعة لا شهيدا لحزبه ورفاقه فقط.
    * كاتب عربي من فلسطين. nicolanasser@yahoo.com


  7. #27
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp أكثر من سبعين شركة صهيونية مرتزقة في العراق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التاريخ :18/7/1428 هـ العراق نور الإسلام-وكالات
    أكثر من سبعين شركة صهيونية مرتزقة في العراق

    لا يزال الاختراق الصهيوني للعراق مستمراً فمنذ سقوط النظام العراقي السابق والشركات الصهيونية الأمنية والمرتزقة ترتع في أرض العراق تبث فيه سمومها و ترتكب العديد من الجرائم والمذابح والمجازر في إطار تنفيذ ودعم مخططات الاحتلال الأمريكي.
    صهاينة داخل وحدات جيش الاحتلال بالعراق
    صحيفة "معاريف" كشفت حديثاً عن أن أكثر من سبعين شركة صهيونية تسللت إلى العراق منذ اللحظات الأولى لاحتلاله، بزعم الاستيراد والتصدير إلا أن الصحيفة أخفت الهدف والدور الحقيقى لهذه الشركات ولم تقم بكشف قناعها، حيث أن العديد إن لم يكن جميع الشركات الصهيونية في العراق شركات أمنية ومرتزقة تدعم الاحتلال الامريكي.
    ألن بيليه أستاذ القانون الدولي في جامعة نانتير الفرنسية يعرف عنصر المرتزقة بأنه "ذلك الشخص الذي يدخل طرفاً في نزاع بدافع الربح وهو عمل يمنعه القانون الدولي، وقد اشتهرت مجاميع المرتزقة بأدوار منافية لقيم المجتمعات الإنسانية مقابل أجر دون أن تكون لهم قضية يقاتلون من أجلها فيقتلون ويُقتلون، وغالباً ما يكون المرتزقة من العسكريين المتقاعدين ويمكن استغلال المرتزقة مقابل الربح المادي من قبل أنظمة أو دول أو جيوش أو شخصيات لتنفيذ سياساتها وتحقيق غاياتها بوسائل يحددونها وهى في عمومها وسائل لا أخلاقية.
    أميركا ومنذ ان احتلت العراق وبسبب المقاومة العراقية المتزايدة تحاول التقليل من اعتمادها على جنودها النظاميين وفي المقابل تعتمد على شركات الحماية الامنية الأجنبية فقد كشفت تقارير عن أن قوات الاحتلال الأمريكي أبرمت عقوداً قيمتها مائة مليون دولار عام 2004 فقط لحماية المنطقة الخضراء وحدها.
    وتحاول الولايات المتحدة أن تخدع العالم بتصوير هؤلاء المرتزقة بأنهم مقاولون أو متعاقدون تقتصر مهامهم على أعمال الحراسة وتأمين حماية المنشآت، في حين أنهم يقومون فعلياً بمهام قتالية ضد المقاومة العراقية إضافة الى ارتكابهم جرائم ضد المدنيين العراقيين يمكن تصنيفها قانونياً بأنها جرائم حرب ضد الإ نسانية.
    العراق يحتوى الآن على عدد هائل من المرتزقة مما جعل بغداد المحتلة عاصمة عالمية لشركات الحماية الأمنية أو المرتزقة ويشير الخبراء الى وجود الاف الشركات التي توفر المرتزقة في العالم تتواجد في العراق وأغلبها شركات امريكية وبريطانية وصهيونية ومن هذه الشركات دايني كروب و كيلوج براون ورت و آرنيس للخدمات الأمنية و ساندلاين انترناشيونال و بلاك ووتر و فينيل كورب و كوستر باتلز للخدمات الأمنية و كلوبال ريسكس استراتيجز و آرمور كروب انترناشيونال لعمليات الأمن الدفاعي والتدريب و ستيل ماونديش و ايجيز ديفنس سيرفيسيز وإيرفيز و كونترول ريكس كروب.
    الكيان الصهيوني حرص منذ احتلال العراق على اتخاذ مقرات له يخطط منها وينفذ عملياته مثل وجود لواءين من القوات الخاصّة الصهيونية في العراق مكلفين بتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف والتفجيرات وأنّ مجموعة أفراد اللواءين لا يقل عن 2400 عنصر من قوة يطلق عليها ( سرية مقتل ) تتخذ من نادي الفارس قرب مطار بغداد الدولي مقراً لها ، ويبدو أنّ من بين أهداف هذه القوة اغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية، والعمل على تشويه صورة المقاومة العراقيّة من خلال القيام بسلسلة تفجيرات في مواقع عراقية يذهب ضحيتها عراقيون أبرياء لإلصاق صفة الإرهاب بها ، وتصعيد حدة التوترات الطائفية .
    القوات الصهيونية اتخذت بالفعل ست مقرات لها على الأقل في العراق وهي نادي الفارس وفندق الرشيد ومدن أربيل وسامراء وبعقوبة وكركوك.. وقد ظلت العقول والكفاءات العراقيّة هدفاً للمخابرات الإقليمية والدوليّة وللمرتزقة العاملين في شركات الحماية الأمنية والشركات العسكريّة والأمنية الخاصّة ، فخلال الأشهر السبعة الأولى بعد الاحتلال تمّ اغتيال سبعة من كبار الضباط العاملين في جهاز المخابرات العراقي السابق ، ومن العلماء العاملين في الأسلحة والصواريخ ، ومن الكفاءات الطبية ، وقال مصدر موثوق بـه ( إنّ الموساد الإسرائيلي يقف وراء هذه الجرائم بالتنسيق مع قوات الاحتلال وبتشجيع منهم ، وبالتعاون مع فريق الثعالب الرمادية الأمريكي حيث استهدف ضباط مخابرات كانوا يعملون في شعبة الكيان الصهيوني ، وإنّ أحدهم هو مثنى الألوسي مسئول متابعة الشئون العلمية الإسرائيليّة في المخابرات العراقيّة ، وقد اغتيل بمسدس كاتم للصوت في سوق تجاري مزدحم ، كما جرى اغتيال الدكتور محمد الراوي أحد أكثر الكفاءات الطبية العراقيّة شهرة بسلاح مماثل في عيادته الطبية.
    الأساليب المتبعة في تنفيذ عمليات الاغتيال تشير إلى الفاعل وهو الكيان الصهيوني او ادواته العميلة وهو أمر متوقع في ظل الاحتلال الامريكي للعراق ففي إطار المصالح المتبادلة تبدو الحاجة الأمريكيّة إلى خبرات الجنرالات الصهيونية في مجالات حيوية تسهل مهمة القضاء على المقاومة العراقيّة مستفيدة من خبراتهم في مواجهة المقاومين الفلسطينيّين، وفي انتزاع الاعترافات من المعتقلين بأساليب تعذيب وحشية.
    الكيان الصهيوني وجد باحتلال العراق فرصة سانحة لكى ينفذ مخططاته في المنطقة والتي تتسق مع المخططات الأمريكية مما يدق نواقيس الخطر ، إلا أنه رغم كل ذلك تقف المقاومة العراقية لهما بالمرصاد وتوقع في صفوفهم الخسائر.


  8. #28
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp الإستراتيجية الأمريكية ومتكآتها الفكرية

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الإستراتيجية الأمريكية ومتكآتها الفكرية


    الكاتب الشيخ محمد عبدالكريم
    15 / 12 / 2006
    الإستراتيجية الأمريكية ومتكآتها الفكرية


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين القائل في تنزيله المجيد :( والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا )، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والحبيب المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اصطفى .
    أيها العلماء والمشايخ والإخوة في مؤتمر نصرة الشعب العراقي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من المعلوم بداهة أن الله تعالى قد أوضح لرسوله صلى الله عليه وسلم وللأمة من بعده مسلك وصفات أعدائنا ، بل بين بجلاء مراتبهم في العداء :(لتجدن أشد الناس عداوة للدين آمنوا اليهود والدين أشركوا) وصدق الله تعالى إد يقول : ( وكدلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين )
    إننا لا يمكن أن نتحدث عن استراتيجية أمريكا دون الإلتفات إلى الدور اليهودي هدا ليس في العراق وحده وإنما في كل ملفات استراتيجية أمريكا التي تخص بلداننا نحن المسلمين .
    لقد أكد تقرير أمريكي على أن أجهزة الاستخبارات الخارجية الصهيونية " الموساد" قتلت – بمساعدة من القوات الأمريكية في العراق - 350 عالمًا عراقيًا وأكثر من 200 أستاذ جامعي في مختلف المجالات العلمية.
    وأوضح التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية للرئيس الأمريكي "جورج بوش"، أن وحدات الموساد وكوماندوز "الإسرائيليين" ينشطون في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام ونصف.
    وأضاف التقرير إن هذه الوحدات متخصصة في تصفية العلماء العراقيين بعد أن فشلت القوات الأمريكية في جذبهم للعمل مع الولايات المتحدة منذ بداية الاحتلال الأمريكي في العراق.
    وتم اتخاذ القرار: تكليف وحدات من الكوماندوز الصهيونية بهذه المهمة بمساندة من القوات الأمريكية، وكانت النتيجة هي اغتيال 350 عالمًا و200 أستاذ جامعي في الشوارع العراقية بعيدًا عن منازلهم.
    وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام كانت تظهر الشخص المستهدف على أنه ضحية في عمليات "إرهابية"
    دلكم التقرير وغيره يؤكد لنا الوجود اليهودي في هده الحرب المتكآت الفكرية
    أولا : برنارد لويس (بطريرك الإستشراق)
    الدي ينتمي إلى نخبة من المفكرين والباحثين التاريخيين وقادة الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة، أمثال صاموئيل هانتنغتون (Samuel Huntington)، صاحب نظرية "صراع الحضارات" التي استقاها من مقالة للويس بعنوان "عودة الإسلام"، وفرانسيس فوكوياما (Francis Fukuyama)، القائل بـ"نهاية التاريخ"، الذين تبنّت أفكارهم ونظرياتهم الداعية، في جلّها، إلى تكريس النظرة الأحادية إلى العالم من بوابة الإمبراطورية الأميركية المنتصرة، مجموعة من صناع القرار في واشنطن، من المحافظين الجدد، وروّجت لها مؤسسات الأبحاث السياسية والإستراتيجية، وصارت كتبهم على قائمة المبيعات الأكثر رواجاً وتغطية على الصعيد الإعلامي.
    ولد برنارد لويس في لندن عام 1916، وهو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية.
    تخرج من جامعة لندن سنة 1936، ودرس في باريس، وتتلمذ على كل من ماسينيون الذي كان يعنى عناية خاصة بتاريخ الفرق الإسلامية وبالتصوف. وعلى هاملتون جب الذي نال على يديه الدكتوراه عن اطروحته في تاريخ الإسماعيلية.
    عمل برنارد في جامعة لندن مدرساً في قسم التاريخ ـ مدرسة الدراسات الشرقية الإفريقية ـ حتى ترأس هذا القسم في أول أكتوبر 1957، وظل رئيساً له مدة خمسة عشر عاماً. ثم انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون بولاية نيوجرسي الأمريكية سنة 1973، بالإضافة إلى عضويته الدائمة في معهد برنستون للدراسات المتقدمة. حصل برنارد على الجنسية الأمريكية سنة 1982، وهو الآن أستاذ متقاعد، ومازال يحتفظ بمكانته العلمية في الجامعة.
    وظف برنارد علمه وإمكاناته وذكاءه لخدمة قضيته (المشروع الصهيوني) بأبعاده السياسية والثقافية، فتقاطع مع المشروعين الغربي الأوربي في مرحلة ومع المشروع الأمريكي في مراحل.
    أهم الأفكار التي أطلقها لويس حيال العرب والمسلمين على مدى أكثر من نصف قرن، ثم ما لبثت أن تحولت اليوم إلى ما يشبه المتكآت النظرية لاستراتيجيات الأمن التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي.
    كتب برنارد لويس كثيراً. وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين، حتى اعتبر مرجعاً فيه، فكتب عن الحشاشين وعن أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرامطة وكتب في التاريخ الحديث كتابات ليست في مستوى البحوث التي قدمها في الكتابات التاريخية، ذلك أن النزعة الصهيونية التي يصرح بها هو ويؤكدها سيطرت على كتاباته في التاريخ الحديث، فظهرت أقرب إلى الكتابات الإعلامية منها إلى الكتابات العلمية المنهجية. وكتب عن الإسلام والغرب، وعن صدام الحضارات تأسيساً لما كتبه زميله (صموئيل هتنقتون)، وكان العنوان الفرعي لهذا الكتاب (المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات)، وكتب عن الشرق الأوسط: ألفا سنة من التاريخ من فجر المسيحية حتى يومنا هذا، وكتب عن الساميين وغير الساميين). عن (مركز المدينة المنورة لدراسات الاستشراق).
    ومن أشهر مؤلفات برنارد لويس:
    ـ العرب في التاريخ ـ الغرب والشرق الأوسط ـ العرق واللون في الإسلام ـ ظهور تركية الحديثة ـ استانبول وحضارة الإمبراطورية العثمانية ـ الحشاشون فرقة ثورية في الإسلام ـ يهود الإسلام ـ لغة السياسة في الإسلام (قدم مركزنا دراسة عنه) ـ أين مكمن الخطأ ـ وأخيراً (أزمة الإسلام) أو (حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس).
    سنة 1949 تم إستدعاء لويس من قبل السلطات التركية للإطلاع على أرشيف المخطوطات العثمانية في إستنبول، التي فتحت للباحثين والمؤرخين الغربيين مما شكل فرصة نادرة لهم للإطلاع والكشف عن خصائص المجتمع الإسلامي في العصر الوسيط. ومنذ منتصف ستينات القرن الماضي، خصص لويس معظم كتاباته
    لتحليل مكونات وتراكيب ما أسماه "بالشرق الأوسط المعاصر" وفهمها متسلحا بما توفر لديه من مواد تاريخية ووثائق الأرشيف العثماني في إستنبول. ضمن هذا السياق جاءت مخطوطته "الشرق الأوسط والغرب" التي نشرت أول مرة سنة 1964، وتمت مراجعتها كي تنشر بعد مرور ثلاثين سنة مرة أخرى، سنة 1994، تحت عنوان" تشكيل الشرق الأوسط". وبعد ذلك بثلاث سنوات، أي سنة 1967، نشرت مخطوطته"الحشاشون"، تناول فيها نشأتهم الفكرية وكيف تمكنوا من تأسيس دولة خاصة بهم إمتدت من إيران شرقا حتى منطقة الساحل السوري غربا. والتي إستمرت منذ القرن الحادي عشر حتى القرن الثاني عشر ميلادي وكيف تم القضاء على دولتهم تلك على أيدي قوات هولاكو حين غزت المنطقة، وفي 1984، تبعه كتاب "اليهود في الإسلام"، وفي 1986 أصدر كتابه"الساميون والمعادون للسامية"، ثم تبعه سنة 1988،
    كتاب "اللغة السياسية في الإسلام"وكتاب "الإسلام والغرب" ، وفي سنة 1995 صدر كتابه "الشرق الأوسط"، هذا بالإضافة طبعا إلى كتابيه الأخيرين الأكثر شهرة -بسبب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001- وهما "أين الخلل؟" صدر مباشرة إثر هجمات 11 سبتمبر، و"أزمة الإسلام" صدر سنة 2003. وأخيرا "من بابل إلى دراغومانز" .
    وحقيقة لم يسبق أن أقدم أي مستشرق أو مؤرخ أو مفكر أن ينزل من برج الدراسات والبحوث ويغمس أصابعه الأكاديمية في أوحال السياسة وطيونها بالشكل الذي أقدم عليه المستشرق برنارد لويس. خاصة إذا تعلقت هذه
    السياسة بمواقف وطريقة تعامل قوة كونية جبارة بحجم الولايات المتحدة الأميركية مع ما جرى ويجري من أحداث ووقائع في أعقد وأخطر منطقة في عالم اليوم- منطقة الشرق الأوسط هذا الحجم الهائل من الكتب والمقالات والدراسات التي أنتجها برنارد لويس على مدار الستين سنة الأخيرة، بشكل جعل كتاباته وكأنها مراجع لمن يود"الإطلاع" على أمر ما متعلق بالمسلمين أو بالعرب.
    نشرت صحيفة "وال ستريت جورنال" المحافظة تحقيقا حول الدور السياسي، بل الأدوار،التي لعبها برنارد لويس. حول هذا الموضوع كتب بيتر والدمان، صاحب التحقيق المشار إليه فقال: "سمها نظرية(برنارد) لويس، رغم أنه لم تتم مناقشتها في الكونغرس، ولم يتم إصدار مرسوم رئاسي بشأنها. إلا أن تشخيصات لويس لأمراض العالم الإسلامي ودعوته للغزو العسكري الأمريكي لزرع الديمقراطية في الشرق الأوسط، ساهمت في إحداث أكبر تغيير فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية على مدار الخمسين سنة الماضية. ولعل إحتلال العراق يشكل أهم إختبار لهذه النظرية." وللرجل كذلك مواقف أخرى حول كبرى قضايا الشرق الأوسط، أي القضية الفلسطينية تحديدا، حيث نادى منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، بقيام دولتين متجاورتين مطالبا الحكومة الإسرائيلية آنئذ بإختبار رغبة الفلسطينيين في الدخول في مفاوضات حول هذا الأمر. إلا أنه كتب في نفس تلك الفترة مقالة مطولة شارحا فيها، حسب رأية، إنعدام وإنتفاء أي حق تاريخي للفلسطينيين على أرضهم بإعتبار أن "فلسطين كدولة لم توجد على الإطلاق قبل الحكم البريطاني لها سنة 1918"، وهي كفكرة، نالت إعجاب الكثير من السياسيين إلى درجة أن غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل حينها، وبعد أن طالبت جميع أعضاء حكومتها بقراءة تلك المقالة، طلبت الإجتماع ببرنارد لويس. في ذلك اللقاء الشهير بينهما، إستمعت رئيسة الوزراء إلى آرائه بإعجاب حول القضية الفلسطينية التي لم يتردد في شرحها بإسهاب على حد تعبير أمنون كوهين، الدكتور المحاضر في الجامعة العبرية في القدس.
    في كتاب صدر له حديثا يحمل عنوان " عن التقارب الحضاري الإسلامي-المسيحي"، يتحدث المستشرق الدكتور ريتشارد بوليت، دكتور محاضر في مادة التاريخ بجامعة كولومبيا، عن برنارد لويس فيقول:"...هذا رجل لا يحب أولئك من يدعي أنهم (العرب) ضمن مجال إختصاصه، فهو لا يحترمهم، ويعتبرهم جيدين وذوي قيمة فقط حينما يبدون قابلية لتتبع الغرب..."
    ثانيا : زينو باران وتجديد أفكار برنارد لويس
    الباحثة زينو باران باحثة من أصل تركي حصلت على الدكتوراه عام 1996من معهد نيكسون وهي تعمل في موقع مركز نيكسون ((www.nixoncenter.org) التي ما فتئت تنادي بحرب الأفكار، وهي من أوائل من صرخت بذلك. وركزت في أبحاثها على الإسلام السياسي المنادي بعودة الخلافة، وتعتبره تهديدا جوهريا بعد أن "استطاع أن يضرب برجي الفكر الغربي -الرأسمالية والديمقراطية- مثلما استطاعت القاعدة أن تضرب برجي الإقتصاد في نيويورك" كما تطرح (وأنظر مثلا مقالها بعنوان مباشر: القتال في حرب الأفكار - Fighting the War of Ideas- في مجلة الشؤون الخارجية (Foreign Affairs . November / December 2005).
    ثالثا : فكرة التقسيم والرؤية الصهيونية :
    التصور للشرق الأوسط ينطلق من تصور أن التاريخ متوقف تماما بهذه المنطقة، وأن الشعب العربي سيظل مجرد أداة بيد معظم حكامه الذين ينصاعون انصياعا أعمى للولايات المتحدة
    هذا هو الإطار الذي يتحرك داخله رالف بيترز، وهو ضابط متقاعد يحمل رتبة مقدم، وضع مخططاً لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (في مقال نشر بمجلة القوات المسلحة الأميركية في عدد يونيو/ حزيران 2006، نقلا عن مقال لبيان الحوت "الشرق الأوسط الجديد مشروع أميركي محكوم بالفشل" 9/8/2006). ولا تعود أهمية المقال إلى عمقه أو إمكانية تحققه، وإنما إلى أنه يبين ما الذي يدور في خلد دعاة الشرق الأوسط الجديد، خاصة وأن الذي كتبه شخص مسؤول كان يعمل بالاستخبارات العسكرية الأميركية.
    ينطلق بيترز مما يسميه الظلم الفادح الذي لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط أوائل القرن العشرين (يقصد اتفاقية سايكس بيكو) مشيرا إلى هذه الأقليات "بأنها الجماعات أو الشعوب التي خدعت حين تم التقسيم الأول" ويذكر أهمها: الأكراد، والشيعة العرب.
    كما يشير إلى مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين والإسماعيليين والنقشبنديين. ويرى بيترز أن ثمة كراهية شديدة بين الجماعات الدينية والإثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، حتى يعود السلام إليه. (والنموذج الكامن هناك هو الدولة الصهيونية القائمة على الدين والقومية وامتزاجهما).
    ثم يقدم بيترز خريطته للشرق الأوسط الجديد فيتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، دولة كردية بالشمال، ودولة شيعية بالجنوب، ودولة سُنية بالوسط ستختار الانضمام إلى سوريا مع مرور الزمن.
    ويصف المقدم المتقاعد السعودية بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة حتى تنشأ فيها "دولة إسلامية مقدسة" على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلي الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أي أن يكون المجلس نوعا من "فاتيكان إسلامي أعلى".
    كما يقترح إضافة الأرض المقتطعة من شمالي السعودية إلى الأردن، وأن تقتطع أرض من جنوبي البلاد كي تضاف إلى اليمن، وأما شرقي البلاد فلن تسلم أيضا من المقص، إذ تقتطع منها حقول النفط لمصلحة دولة شيعية عربية.
    أما المملكة الأردنية الهاشمية فستحتفظ بأراضيها وتضاف إليها أرض من شمالي السعودية، كما سيرتبط "مستقبل الضفة الغربية بها".
    أما الإمارات فيطلق السيد بيترز عليها اسم "الدولة المدينية" (تشبها بالمدن اليونانية قديما) وقد يُدمج بعضها مع الدولة العربية الشيعية التي تلتف حول الخليج الفارسي، وستصبح قوة توازُن مقابل الدولة الفارسية لا حليفا لها.
    "بيترز في مخططه للشرق الأوسط: سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها"
    أما دبي، فيتكرم عليها بالسماح كي تبقى مسرحا للأغنياء الفاسقين (كما ورد) وأما عُمان والكويت، فتحتفظ كل منهما بأراضيها. ويفترض أن إيران، وفقا لهذا المشروع الجهنمي، ستفقد الكثير من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة، وكردستان الحرة، والدولة الشيعية العربية، وبلوشستان الحرة، لكنها تكسب أراضي من أفغانستان حول هيرات. ويطرح رالف بيترز تصوره بأن إيران سوف تصبح في النهاية بلدا إثنيا فارسيا من جديد.
    ينتهي السيد بيترز إلى أن تعديل الحدود بناء على رغبات الناس قد يكون مستحيلا، لكنه من الممكن أن تنشأ حدود جديدة مع الزمن. فتعديل حدود الشرق الأوسط الأكبر، بناء على روابط الدم الطبيعية والعقيدة الدينية، ضرورة ملحة لحقن الدماء!! ومن هنا مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها!
    ويختتم الرجل مخططه بقوله "سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها".
    وهذا التصور للشرق الأوسط الجديد لصيق للغاية بالرؤية الصهيونية منذ بدايتها، فقبل إنشاء الدولة الصهيونية بعدة أعوام قال بن جوريون "إن عقب أخيل (أي نقطة الضعف) في الائتلاف العربي هى سيادة المسلمين في لبنان فهى سيادة زائفة، يمكن بسهولة قهرها".
    وبدلاً من ذلك ستقوم دولة مسيحية تكون حدودها الجنوبية على نهر الليطاني، وستكون الدولة الصهيونية على استعداد لتوقيع معاهدة مع هذه الدولة. "وبعد أن نكسر الفيلق العربي ونضرب عمان بالقنابل، سوف يكون بإمكاننا إزالة دولة الأردن، وبعد ذلك سوف تسقط سوريا، وإذا اجترأت مصر على محاربتنا فسوف نقصف بورسعيد والإسكندرية والقاهرة، وهكذا ننهي الحرب ونقضي قضاء مبرماً على مصر، وآشور بالنيابة عن أسلافنا".
    وبخور أيضا :
    قد قام عبقري آخر وهو جاي بخور (في يديعوت أحرونوت يوم 27/7/2006) بتقديم خطته لإعادة صياغة الشرق الأوسط. والخطة لا تعدو أن تكون شكلا من أشكال الأحلام المتورمة، ولكنها مع هذا تعطينا فكرة عما يدور في خلد الولايات المتحدة وإسرائيل.
    يبدأ المقال بالقول إنه يجب عدم العودة للشرق الأوسط القديم الذي يصفه الكاتب بأنه "توجد فيه دولة ذات نظام مجنون تتسلح بسلاح ذري وتسلح رفيقاتها (وهذا بطبيعة الحال لا يعني إسرائيل) والعراق غارق في حرب أهلية، ومنظمات راديكالية تسيطر علي حكومات ونظم حكم، وهذه بدورها تمنح جماعات مخربين مسلحة دعماً قوياً وعلاقة متسامحة.
    ثم يستأنف العبقري الحديث قائلا: ثمة حاجة إلى تغيير جوهري، فلم تنجح هذه الدول في منح مواطنيها حياة ثقافية كاملة، ومعظم شعوبها فقيرة، وهي دول تتسم كلها بالطغيان ولا تُنطق كلمة الديمقراطية ولو في دولة واحدة، وإذا ما تمت محاولة ديمقراطية في بعضها، فإن النتيجة تكون تولي نظم إرهابية إسلامية أو فوضى". (ولنلاحظ التناقض الذي يقع فيه هذا العبقري، فهو يرفض الطغيان العربي، ولكنه يجد أن الديمقراطية تؤدي إلى الإرهاب الإسلامي).
    ولعلاج هذا الوضع يقترح جاي بخور "أن يُقسم العراق إلى ثلاث دول، بحسب مقياس طائفي: سُنية في الوسط والغرب، وشيعية في الجنوب، وكردية في الشمال، كما يجب إنهاء نظام سوريا وإعادة الأكثرية السُنية إلى الحكم.
    وعلي الأردن أن يتحمل المسؤولية عن الضفة الغربية، وبهذا ينشأ كيان فلسطيني واحد فينتشر الفلسطينيون إلى الشرق (بعيدا عن إسرائيل بطبيعة الحال) لا إلى الغرب في اتجاه الدولة الصهيونية والمطالبة بحق العودة.
    أما مصر فستصبح مسؤولة عن قطاع غزة، وهو شيء –حسب تصوره- أصبح يحدث في الواقع أكثر فأكثر. ويجب إعاقة إيران بواسطة نظام عقوبات شامل، ويجب أن يقوم في لبنان نظام دولي جنوب الدولة وشرقها، لمنع عودة الأصولية الشيعية أو غيرها.
    وماذا عن شعوب المنطقة؟ هل هي مستعدة لتقسيم جديد (سماه المفكر الإستراتيجي العربي منير شفيق سايكس بيكو الثاني: تقسيم ما هو مقسم وتجزئة ما هو مجزء)؟ يري هذا العبقري الجهبذ أن الشعوب سترحب أيما ترحيب بهذا، بينما سيعارضه الحكام وحدهم.
    "فسكان العراق يشتاقون إلى الاستقرار، ومن المؤكد أن الأكثرية السُنية في سوريا تطمح إلى إنهاء سلطة القلة العلوية، وفي الأردن 80% في الأصل من السكان فلسطينيون، والملك متزوج بفلسطينية، وأبناؤه نصف فلسطينيين.
    "مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف"
    وسيفرح سكان الضفة الغربية أيضاً بإنشاء دولة فلسطينية كبيرة. وفيما يتعلق بمصر، من المعقول أنها تدرك اليوم أن غزة الفائرة تعني سيناء الخطرة، وتهديد السياحة والاستقرار السياسي والاجتماعي كله.
    ثم يختم جاي بخور حديثه بالقول إنه إزاء تفشي الراديكالية الخطرة للتدين المتشدد الإسلامي، يجب على العالم الغربي أن يستيقظ وأن يفهم أن الحديث ليس عن الشرق الأوسط أو إسرائيل فقط، بل عن جوهر وجوده.
    إن مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف.
    فالانتخابات العراقية الأخيرة يمكن حسب لويس أن يكون لها تأثير في المنطقة لا يقل عن تأثير حملة نابليون التي أدخلت العرب للحداثة.
    ويخلص لويس إلى القول ان الحرب العالمية الثانية فسحت المجال أمام تحول دول المحور المهزومة إلى الديمقراطية التعددية، في حين أدت نهاية الحرب الباردة إلى تمدد الديمقراطية إلى الجمهوريات الدائرة سابقا في الملك السوفياتي، وبقدر من الحزم والصبر يمكن للولايات المتحدة بعد انتصارها في العراق أن تدخل الحرية والديمقراطية إلى الشرق الأوسط.
    تقرير مركز "راند":
    لا بدّ من تذكير الباحثين والقرّاء بالعودة إلى تقرير مركز "راند" الدي صدر في شباط 2004 ويعد بمثابة استراتيجية أمريكية للتعامل مع المسلمين وهو على درجة عالية من الأهمية وفيه الكثير من الإجابات عن خفايا التوجهات الأمريكية تجاه المسلمين والتقرير بعنوان: "الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات".
    ويرى التقرير أنّه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب من دون فهم طبيعة الإسلام في المنطقة الذي يقف سدا منيعا أمام محاولات التغيير، وأنّ الحل يكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات هي : مسلمين أصوليين، مسلمين تقليديين، مسلمين حداثيين، مسلمين علمانيين.
    - فيما يتعلّق بالأصوليين: تقول "راند" يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم وأفضلهم هو ميّتهم؛ لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية، ويجب الحذر منهم؛ لأنّهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم وهم قويوا الحجّة والمجادلة.
    ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة واتباع تنظيم القاعدة والموالين لهم والمتعاطفين معهم و"الوّهابيون" كما يقول التقرير والغريب إنّهم أدرجوا أيضا حزب التحرير الإسلامي فقط ؛ لأنّه كما يقولون يسعى لإقامة الخلافة السلامية من جديد !!على الرغم من أنّه لم نرى أعمال عنف ارتكبها وعلى الرغم من أنّه يكاد يكون الفصيل الوحيد الذي يمتلك منهاجا سياسيا واضحا ودستورا قائما على الإسلام "رغم مآخذ الكثيرين عليه".
    - فيما يتعلق بالتقليديين: تقول "راند": يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ويجب دعمهم وتثقيفهم ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجّة والمجادلة وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية وبالتالي الشيعية (يقول ابن خلدون لولا التشيع لما كان التصوف) ويجب دعم ونشر الفتاوى "الحنفية" لتقف في مقابل "الحنبلية" التي ترتكز عليها "الوهابية" وأفكار القاعدة وغيرها مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين.
    ويدخل في هذا الباب بطبيعة الحال الإخوان المسلمون والصوفية والشيعة ومن يراهم الأمريكيون "المعتدلين الآخرين" الذين يقبلوا الحوار والتقارب على اعتبار أن التقرير يعرّف التقليديين والإسلام التقليدي يتضمن عوامل ديمقراطية ويمكن من خلالها مواجهة وصد "الإسلام الأصولي" ولكنهم لا يمثلون وسيلة ملائمة أو دافع لتحقيق "الإسلام الديمقراطي" على اعتبار أن هذا الدور يجب أن يقع على عاتق الكاهل الإسلاميين العصرانيين (الحداثيين) الذين يعترض طريقهم وفعاليتهم عوائق وقيود كثيرة تحدّ من تأثيرهم.
    لذلك يجب أن ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنظهر لجموع المسلمين والمتدينين والى الشباب والمسلمين في الغرب والى النساء ما يلي عن الأصوليين:
    1- دحض نظرّيتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته.
    2- إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية.
    3- نشر العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها.
    4- إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلّفهم.
    5- تغذية عوامل الفرقة بينهم.
    6- دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّة إيمانهم.
    7- تجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين كي لا يجتذبوا أحدا للتعاطف معهم..... نكتفي بهذا العرض.
    أمريكا وعملية تشكيل الشرق الأوسطالجديد:
    استراتيجية أمريكا في العالم الإسلامي تعدّدت وتنوّعت على مر السنين لتتلاءم مع التغيرات التي تطرأ على المنطقة بين الحين والآخر، لكنّها في جميع الأحوال والظروف حافظت على عاملين اثنين أساسيين اعتبرتهما كثوابت في جميع هذه الاستراتيجيات، وخطّا أحمر يمس الأمن القومي الأمريكي:
    العامل الأول هو: حماية أمن إسرائيل ودعمها بأي ثمن.
    العامل الثاني هو: تأمين النفط والمصالح الاستراتيجية الأمريكية الأخرى.
    وعلى العموم فإنّ الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة يمكن تلمّس معالمها من خلال الأدوار التي لعبتها أمريكا في أفغانستان والعراق ومن خلال الأدوار التي تلعبها مؤخرا بمساعدة أوروبا في عدد من الملفات، سواء في سوريا أو لبنان أو فلسطين أو مصر أو الخليج العربي وتركيا، وهذه الاستراتيجية تقوم على ثلاث ركائز أساسيّة، هي:
    أولا: دعم الأقليّات في المنطقة وفي كثير من الأحيان على حساب الأغلبية.
    ثانيا: تحجيم نفوذ الدول الكبرى تقليديا مثل مصر والسعودية وسوريا والعراق، والحرص ألا تمتد دائرة نفوذهم خارج إطار دولهم، سواء سياسيا أو عسكريا أو حتى اقتصاديا في بعض الأحيان، وذلك لأهداف عديدة سنذكرها في إطار عرض النقطة كما سيأتي لاحقا.
    ثالثا: استغلال من تدعوهم أمريكا بالإسلاميين المعتدلين، وذلك لكي تنفّذ ما تصبو إليه تحت شعار الحوار والتقارب والانفتاح على الآخر، الذي تذكّرته فجأة بعد حوالي 60 سنة قضتها في المنطقة وهي تحارب الإسلام والمسلمين ومازالت.
    ثانيا: ضمان عدم التحام هذه الأقليات والطوائف والأعراق، وضمان عدم ذوبانها أو على الأقل انسجامها مع الأغلبية في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط في أي إطار جامع على الشكل الذي كانت فيه منذ قرون لضمان أنها ستكون بحاجة إلى مساعدة خارجية، وكل ذلك من أجل أن تبقى هذه الأقليات برميل بارود يمكن تفجيره في الوقت الذي تراه القوى الغربية مناسبا وبالتالي أمريكا ستكون جاهزة للتدخل في أي مكان وزمان تراه مناسبا في أي بلد من هذه البلدان إذا رأت أن ذلك لمصلحتها، وبحجّة الحماية بطبيعة الحال. وإن لم يكن ذلك في مصلحتها فلا هي ترى ولا تسمع ولا تتكلم.
    ثالثا: أن الهدف أيضا من ورقة الأقليات هو تبرير وجود إسرائيل وتوسيع رقعة المشاكل والنزاعات الإقليمية الداخلية العرقيّة والقوميّة لإشغال العالم العربي والإسلامي وشعوب هذه الدول بالمشاكل الداخلية المستجدّة لديهم والمخاطر التي تتهدّد بلدانهم المعرضّة آنذاك للتفتيت والتقسيم، بمعنى تقسيم المقسّم أصلا وتجزئة المجزأ بعدا حتى تصبح القضيّة الفلسطينيّة في آخر اهتمامات الشارع الإسلامي والدول الإسلامية ، هذا إنْ تذكّرها بعد ذلك أحد، وبالتالي تنعم "إسرائيل" بما هي فيه.
    رابعا: الهدف أيضا من نفس الموضوع هو إفساح المجال أمام إسرائيل للدخول والتغلغل في هذه الدول عبر الأقليّات سواء القومية أو الطائفية أو العرقية ولنا في أكراد العراق وشيعته مثال على ذلك، إذ إنّ الدولة المدمّرة أو المفتّتة أو التي يتم إضعافها عبر ورقة الأقليات سيكون من السهل على إسرائيل اختراقها كما حدث أيضا في جنوب السودان.
    أن تحجيم النفوذ يؤمن الاستفراد بالدول الواحدة تلو الأخرى دون أن يكون لها أي حليف أو نصير، وبالتالي فإنّ الملف يصبح أسهل والنتائج أضمن والإملاءات والشروط أكبر والتهديدات بالعقوبات والعمليات العسكرية في حال عدم التنفيذ أجدى.
    ويمكن ملاحظة ذلك في ثلاث حالات واضحة وصريحة، منها:
    1- السودان حيث تمّ عزله عن محيطه العربي وترك لوحده في مواجهة أمريكا والقوى الدولية وتمّ عزل مصر عن الملف إلى أن وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه الآن وبعد فوات الأوان، ونرى التهديدات والعقوبات الأمريكية والأممية واضحة لأي مراقب.
    2- العراق وقد تمّ أيضا عزله ومحاصرته وقصفه وتدميره وتحجيم نفوذه إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من خراب ودمار وانهيار نتيجة عدم تنفيذ الإملاءات والشروط الأمريكية.
    الحوار والتقارب مع الإسلاميين من أجل استغلالهم:
    فالولايات المتّحدة نريد تغيير المنطقة وتعلم أن القوى الإسلامية هي المسيطرة على الشارع، وبالتالي لا يمكن القيام بأي تغيير يحظى بالمصداقيّة والاستمرارية إلاّ إذا تمّ الحصول على ختم الإسلاميين عليه من أجل شرعنته، وبناءً على ذلك فأمريكا تحاول استغلال من تدعوهم "بالمعتدلين" من أجل تمرير مخطّطاتها.
    ومن هذا المنطلق فقد طرحت الإدارة الأمريكية منذ مدّة ليست ببعيدة موضوع الحوار مع الإسلاميين على طاولة البحث والتمحيص وتناولت العديد من مراكز الدراسات والفكر الأمريكية هذا الموضوع وكل من وجهة نظره الخاصّة، فيما لم تقف الإدارة الأمريكية عند هذا الحد بل تعدّته لفتح قنوات اتّصال مباشرة وغير مباشرة مع شرائح من المسلمين.
    هذا ولن نستطيع أن نرى من خلال الاستراتيجية الأمريكية التي عرضناها أن المستهدف من الحوار هم المسلمون التقليديون الذين يوصفون بالمعتدلين داخل الإخوان والمتصوفة والشيعة, وأنّ الهدف من هذا الحوار بكل اختصار: استخدام هؤلاء المسلمين لضرب الأصوليين والاستغناء عنهم فيما بعد عند نجاح المهمة لصالح الحداثيين والعلمانيين أو ما يمكن تسميته بالإسلام الليبرالي الأمريكي، وهذا ما من شأنه أن يوسّع خيارات الولايات المتحدة في التعامل مع العالم الإسلامي واللعب على التناقضات دون أن ننسى ابتزازهم لأصدقائهم من الديكتاتوريات العربية بالتلويح بورقة الإسلاميين المعتدلين كبديل لهم لتقديم المزيد من التنازلات و"الانبطاحات".
    وقد نجحت تجربة الولايات المتّحدة الأمريكية وحتى الآن في الحوار مع الشيعة، سوءاً من فوق الطاولة أو من تحتها، وذلك واضح في العراق وله ذيول في إيران ولبنان أيضا تتكشّف بين الحين والآخر، أما المتصوفّة فكانت البداية مذهلة معهم في تركيا إلا أنّه يبدو أنهم أدركوا أنّهم لم يكونوا المتصوفة الذين يرجوهم.
    وعلى العموم فإنه لا يمكن فهم التصريحات الأمريكية التي نقلت في الآونة الأخيرة من أنّ (وزيرة الخارجية) كونداليزا رايس كشفت عن اقتناع الولايات المتحدة بأهمية التحاور مع الإسلاميين في المنطقة العربية، وأنها لا تخشى من وصول تيارات إسلامية إلى السلطة، وأنّ رايس لم تكن وحدها التي صرحت بهذا، فقد قال ريتشارد هاس (مدير إدارة التخطيط السياسي بالوزارة نفسها): إن الولايات المتحدة لا تخشى وصول تيارات إسلامية إلى السلطة لتحل محل الأنظمة القمعية العربية التي"تتسبب بتكميمها الأفواه في اندلاع أعمال الإرهاب، شريطة أن تصل عن طريق ديمقراطي وأن تتبنى الديمقراطية كوسيلة للحكم.] إلا في إطار الاستراتيجية البرغماتية الأمريكية والتي تتناقض مع ما توصّل إليه البعض من أنّ الحوار مع الإسلاميين يعود إلى:
    1- رغبة الأمريكيين في التعرف أكثر على طبيعة هذه الحركات الإسلامية التي ظلت إلى عهد قريب مجهولة بالنسبة لها .
    2- حاجة الولايات الماسة إلى تحسين صورتها في العالم الإسلامي بعد موجة الكراهية التي سادت، خاصة بعد الحرب على العراق وأفغانستان. (الجميع يعرف أن هذا النوع من الحوار يهدف إلى تصديع الصف الداخلي كما بيّنا واستغلال التناقضات، وليس من شأنه أن يحسّن أي شي من صورة الولايات المتّحدة بل سيزيد من وصفها بالنفاق والاستغلال على اعتبار أنها تسعى لإبقاء صلة وصل مع الديكتاتوريات وهذه الحركات على حد سواء لاستخدام أي منها عند الحاجة).
    الصفات الثابتة للاستراتيجية العسكرية الأمريكية :
    هناك صفات ثابتة للاستراتيجية العسكرية والسياسية للولايات المتحدة بعد التدخل العسكري من أهمها مايلي :‏
    1- عندما تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في أية منطقة لاتبالي كثيراً بالخسائر التي تلحق بقواتها أو التي تلحق بالطرف الآخر بما فيهم المدنيين.‏
    2- لايمكن إنهاء الحرب عندما تبدأها الولايات المتحدة بسهولة ومهما طال أمدها , فحرب فيتنام استغرقت ثماني سنوات مثلاً.‏
    تمهد القيادات الأمريكية للتدخل العسكري بحملات اعلامية مدروسة تهيئ الرأي العام العالمي والامريكي بشكل خاص وبما يبرر هذا التدخل أو ذاك.‏
    إن أمريكا هي الوريث التاريخي لسلاسة الإستعمار في الغرب ، وهي تسير على خطا السابقين فمثلا : نابليون بونابرت كما في( تاريخ الجبرتي 3: 5-4 ) عندما احتل البلاد المصرية بادر بنشر بيان يقول فيه :
    ( بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونبارته، يعرف أهالي مصر جميعهم، أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية - أي المماليك - ، يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية، ويظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعة عقوبتهم ، وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأبازة، والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فأما رب العالمين القادر على كل شيء فإنه قد حكم على انقضاء دولتهم، يا أيها المصريون قد قيل لكم، إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح، فلا تصدقوه وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين ) ..
    وعندما احتل البريطانيون مصر - بعد الفرنسيين - بدؤوا على الفور بإطلاق وعودهم بالانسحاب ( بلغت 66 وعدًا !! ) ، وأعلن غلادستون قائلاً : ( بناء على رغبة الخديوي، فقد تبقى قوة بريطانية صغيرة في مصر تتحمل مسؤولية البلاد إلى أن تترسخ سلطته وتثبت وتتجاوز حدود الخطر ) !! لكن القوات بقيت ، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تجرأ البريطانيون على تحويل "محميتهم المستترة" إلى محمية حقيقية وعلنية، ثم أعلنوا رسمياً في عام 1922 استقلال مصر، وفي عام 1936 أعلنوا إنهاء احتلالهم العسكري ! إلا أن القوات البريطانية لم تغادر مصر فعلاً إلا في حزيران / يونيو 1956 حين أجبرت على الوفاء بتعهداتها المتعددة والمتكررة بالانسحاب، أي بعد أربعة وسبعين عاماً من الغزو الأصلي !!
    رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال زيارته الأخيرة إلى أفغانستان جدد المعزوفة القديمة الجديدة لكل أنواع وأشكال الاستعمار القديم والجديد ، وهي أن قواته لن تخرج ما لم تُنجز مهمتها ، والسؤال البسيط والساذج الذي يطرحه الرجل العامي في شوارع هلمند وقندهار وكابول ومزار الشريف على بلير والبريطانيين بشكل عام :هل أنجز أسلافك البريطانيون مهمتهم في حروبهم الثلاثة المعروفة التي خاضوها في القرنين الماضيين مع الأفغان" في الفترة الواقعة بين 1838 – 1919 ؟
    وهل أنجزتم مهمتكم في العراق الآن ، بعد أن حولتم هذا البلد إلى مقابر جماعية تتقازم أمامها كل ما تتحدثون عنه من مقابر أقامها الرئيس العراقي السابق صدام حسين ؟ ومهزلة المهازل هي أن هؤلاء الذين فعلوا كل هذا في العراق ، يحاكمون الرئيس العراقي السابق ، في حين هم من ينبغي أن يُوضع خلف القضبان لمحاكمتهم كمجرمي حرب ، ومشعلي فتن ، وكل أنواع الجرائم التي عرفتها البشرية وما لم تعرفها.
    وفي ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 132-133) عندما احتلت القوات البريطانية بغداد عام 1917م أصدر الجنرال مود منشوراً تاريخياً محاولاً التقرب من أهل العراق قائلا: ( إننا لم ندخل بلادكم أعداء فاتحين، إنما دخلناها محررين ) ! ، ثم ذكرهم بما هم فيه من ظلم واستبداد منذ أيام هولاكو إلى أيام الحكم التركي . ومما قاله أيضاً : ( إنها ليست أمنية جلالة ملكي بمفرده ، بل إنها أمنيات الحكومات المتحالفة مع جلالته أيضاً أن تفلحوا كما في السابق، حينما كانت أراضيكم خصبة وكان العالم يتغذى من ألبان آداب أجدادكم وعلومهم وحرفهم ، يوم كانت بغداد إحدى عجائب الدنيا ) ! ثم احتل الموصل مع الولايات التابعة لها التي كانت تابعة لفرنسا ( حسب تخطيطهم ) ، على أن تأخذ فرنسا مقابل ذلك حصة من النفط، وهكذا أصبح العراق كله تابعاً لبريطانيا ، فأذاعت الدولتان المتحالفتان –بريطانيا وفرنسا- في اليوم التالي بياناً أعلنتا أنهما خاضتا الحرب بغية تحرير الشعوب من مظالم الترك، وإقامة حكومات وطنية باختيار المواطنين ، وإشاعة العدل والمساواة وتطوير البلاد اقتصادياً وعلمياً، وجمع كلمة المواطنين التي كان قد فرقها الحكم التركي ! وبينما كانت العهود والبيانات تتوالى كانت ترافقها عملية إبرام معاهدات سرية متناقضة ومطاطة، كانت هي الوسيلة التي استعملها الاستعمار في تحقيق أهدافه، أهمها: معاهدة سايكس بيكو ، ووعد بلفور ، ومؤتمر سان ريمو فيما بعد..
    وسلك الإيطاليون نفس مسلك غيرهم عندما احتلوا ليبيا ؛ فأصدروا منشورات تفيد اهتمامهم بمصلحة أهالي البلاد ، وتسعى للتقرب منهم ، وتعلن أن إيطاليا تود طرد الأتراك حفاظاً على مصالحهم ! فقد أصدر قائد الحملة الجنرال كارلو كانيفا منشوراً باللغة العربية، بمثابة "إنذار" خاطب فيه المسلمين قائلا : ( إن إيطاليا لا تريد في الحقيقة سوى رضا العرب وتأمينهم على أحوالهم وأرواحهم، لأن حكومة رومة بمثابة الأم الرؤوم التي ترغب فقط أن تعلم العرب كيف ينشئون أولادهم ويربونهم وكيف يصبحون أثرياء بفضل المخترعات الجديدة في الصناعة التي سوف يأتي الإيطاليون بها إلى ليبيا .. ) ! وقد أعلن في هذا المنشور مهمته ورسم خطته وتودد إلى أهل البلاد وخاطب سكان طرابلس والقيروان والبلاد الأخرى التابعة لها،محاولاً تقوية سلطته ومبرراً موقف دولته، بآيات قرآنية، وواعداً الليبيين بحكام منهم يحكمون بالعدل والرأفة كما أوصت الآية القرآنية الكريمة : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) !! ثم أخذ يؤكد عزمه على احترام الشرائع والتقاليد الدينية والحقوق والأشخاص، ثم أخذ يدعم وجود الطليان بآيات قرآنية .
    ولكن هذا القائد الذي أصدر هذه المنشورات يتودد فيها إلى أهل البلاد، ارتكب الجرائم المروعة بحق المسلمين على أرض الواقع ؛ ومن أشنعها ما صنعه في 23 تشرين أول، أكتوبر، عام 1911 بأهل المنشية التي تقع شرقي مدينة طرابلس، فقد أعمل الإيطاليون في الأهلين السيف وأوقعوا بهم مجزرة كبيرة لم ينج منها طفل أو شيخ أو امرأة ، وأباح الجنرال ( كانيفا ) قائد الحملة البلدة ثلاثة أيام لجنوده حتى يبيدوا فيها المسلمين ، وامتدت فظائع الطليان إلى غيرها، وتعوَّد الجند إطلاق الرصاص عبثاً ولهواً على الأهلين أينما صادفوهم لا ينجو من أيديهم أحد ، هذا بالإضافة إلى ما ألصق من تهم كاذبة بالأهلين لتبرير استباحة البلد لجنود القائد ثلاثة أيام قتل خلالها ما بين 4 إلى 7 آلاف نسمة ونفي حوالي 900 مسلم ، وهتكت أعراض النساء ثم أعدم المجاهدون جماعات جماعات دون تحقيق ودون محاكمة، وقتل كل من بلغ من العمر 14 عاماً ) . ( المرجع السابق ، ص 425-427 ) .
    ويأتي أخيرًا ( بوش ) ليخاطب العراقيين في 2003م قائلا : ( سرعان ما ستعود حكومة العراق ومستقبل بلادكم إليكم ، لسوف نُسقط نظاماً وحشياً ، بحيث يتمكن العراقيون من العيش في أمان، سوف نحترم تقاليدكم الدينية العظيمة، حيث مبادئ العدالة والرحمة جوهرية لمستقبل العراق، سوف نساعدكم على إقامة حكومة مسالمة ونيابية تحمي حقوق المواطنين كافة، ومن ثم ستغادر قواتنا العسكرية، سيسير العراق قدماً كدولة موحدة ومستقلة وذات سيادة بعد أن يستعيد مكانه اللائق في العالم، أنتم شعب طيب وموهوب ورثة حضارة عظيمة قدمت إسهامات لصالح كل البشرية ) !
    والآن وبعد انتهاء الحرب الباردة مازالت الاستراتيجية العسكرية والسياسية هي هي لم تتغير ومازال مفهوم الحفاظ على الأمن القومي الامريكي يعني التدخل العسكري في أي مكان يحتاج الى التدخل العسكري,
    فلم تعد هناك اخطار كبيرة تهدد الوجود الامريكي وان كان ثمة اخطار فهي من الدرجة الثانية أو الثالثة مثل العراق وايران وافغانستان...وهي اخطار قليلة الأهمية ولاتهدد الوجود الأمريكي بشكل كبير ,ومع ذلك لم تخف القيادات الأمريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مخاوفها من أن تتحول هذه الأخطار غير الكبيرة الى أخطار كبيرة وخطيرة تهدد الوجود الأمريكي والمخاوف الامريكية تمركزت حول مايلي :‏
    - الخوف من أن تفقد روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق السيطرة على التركة النووية.‏
    - الخوف من أن تتحول الصين نحو العداء للولايات المتحدة بدلا من الاتجاه نحو التعاون معها .‏
    - الخوف من وقوع اعمال ارهابية كبيرة على نمط تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك.‏
    - الخوف من انتشار الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بما يهدد الأمن القومي الأمريكي.‏
    من هذا المنطلق يمكن القول أن الاستراتيجية الامريكية إزاء هذه الاخطار المستجدة تتجه الى مايلي:‏
    - عدم التخلي عن التدخل العسكري ولكن تحت شعار مكافحة الارهاب الدولي ,واعتبارهذا التدخل رسالة موجهة للعالم ليكون مع الاتجاه الامريكي وبالتالي اشراك دول العالم في مكافحة الاخطار المستجدة,أي التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي قد تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الامريكية, ومن جهة أخرى كي تتحول دول العالم الى شريك في مكافحة الارهاب ( المزعوم) وأعماله ووسائله وممارساته والمصنفين في اطاره.‏
    - التخلي عن كثير من تقاليد الديمقراطية الامريكية داخل الولايات المتحدة الامركية مثل التنصت على المكالمات الهاتفية بدون اعلام مسبق ومراقبة الرسائل واخضاع الهيئات والجمعيات الانسانية والدينية والخيرية الى أنظمة مراقبة جديدة متشددة..وغير ذلك من الممارسات التي تناقض مبدأ الديمقراطية والحرية الذي تعتز به القيادات الامريكية.‏
    لقد نشر البيت الأبيض ما يسميه "الاستراتيجية الوطنية للنصر في العراق": ترفض هذه الإستراتيجية وضع جدول زمني للإنسحاب، وتوضح لماذا مهم الإنتصار في العراق. وأن الإدارة الأمريكية تحقق إنتصاراً في العراق في المجالات السياسية عبر الانتخابات ووضع العراق على طريق الحكم الديمقراطي. وكذلك تنجح الاستراتيجية الأمريكية في المجال الاقتصادي عبر إعادة بناء العراق وإستعادته لقدراته النفطية والاقتصادية. وكذلك في البعد الأمني والعسكري. حيث وصل عدد القوات العراقية المؤهلة والمدربة الى 212 الف عسكري تسلموا 29 قاعدة. ويلعبون دوراً متصاعداً في العمليات العسكرية. وترفض وثيقة الإستراتيجية للنصر في العراق "الفشل بأنه ليس خياراً في العراق". لأن الفشل، سيحول العراق الى أرض خصبة ومأوى ومقراً للإرهابيين وثانياً، إذا ما فشلت الاستراتيجية الأمريكية، فإن ذلك يعني غياب العراق كنموذج يلعب دوراً مهماً لنشر الديمقراطية والحرية في دول المنطقة. وثالثاً لأن الفشل في العراق سيؤدي الى فوضى وحرب طائفية مع عواقب وخيمة للمصالح الأمريكية في المنطقة ككل. وأخيراً تشرح الوثيقة أن الإستراتيجية الأمريكية لديها 3 أهداف ومراحل.
    1- الهدف القصير الأمد: يتضمن عزل العناصر المعادية ومحاربة الإرهابيين وتحييد المتمردين.
    2- الهدف المتوسط الأمد: إدماج وإدخال من هم خارج العملية السياسية (السنة العرب). وتقديم العراق كنموذج ملهم للإصلاحين في المنطقة وتحقيق قدرات العراق الإقتصادية.
    3- الهدف البعيد الأمد: بناء مؤسسات وطنية مستقرة وعراق مستقر يعمه السلام والأمن وعراق موحد آمن وشريك في الحرب على الإرهاب. أهداف لا شك متفائلة لدرجة الأحلام.
    استراتيجية الأمن القومي لأمريكا، ونشرت على الموقع الألكتروني للبيت الأبيض باللغة الانجليزية، وقدّمت الإستراتيجية برسالة من الرئيس الأمريكي بوش مؤرخة بتاريخ 16/3/2006، وهي وثيقة هامة من الوثائق التي تلزم المحليين والمتابعين للشأن الامريكي والشؤون العالمية، وهي بالطبع تفسر العديد من السياسات الأمريكية في العالم وخصوصا تجاه المسلمين.
    الرسالة التي تقدم الإستراتيجية تبدأ بحديث جاد مفاده أن أمريكا في حالة حرب، وأن هذه الإستراتيجية تأتي استجابة للتحديات التي تواجهها أمريكا نتيجة بروز ظاهرة الإرهاب المشتعل بايديولوجية عدائية تقوم على الكراهية والقتل، حسب تعبير بوش.
    يكتشف القارئ أن حالة الحرب المعلنة والدائرة تتحول إلى "حرب أفكار"، وأن السلاح الأمريكي فيها هو ترويج أفكار الحرية والكرامة الإنسانية وأن البديل الذي تطرحه أمريكا في صراعها هذا هو الديمقراطية. إذ يقول بوش في تلك الرسالة: "إن تقدم الحرية (liberty) سيجعل أمريكا أكثر أمنا"، ومن ثم يقول لاحقا: " لقد وقفنا من أجل نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير مواجهين تحديات ..." إذن فالمسألة لسيت ثلة من "الإرهابيين" (حسب تعبيرهم) يزعجون أمريكا وبعض الدول الغربية وينالون من مصالحها هنا وهناك، بل هي حرب أيديولوجية تقض مضجع شرطي العالم في مأمنه خلف المحيطات. هذا الكلام ليس لمتعة الإنشاء ولا لتضخيم الأمور، بل هو صريح في هذه الوثيقة الرسمية تسلط عليه الضوء هذه المقالة.
    ومن ثم يحدد بوش الركنين الأساسيين الذين تقوم عليهما الإستراتيجية، فالركن الأول هو الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية كطريق للعمل من أجل القضاء على الديكتاتوريات ونشر ما يسمّيه الديمقراطية الفعّالة. والركن الثاني هو مواجهة تحديات هذا الزمن من خلال قيادة مجتمع نام من الديمقراطيّات. إذن فحيثما قلّبت الأمر تجد الديمقراطية والصراع الفكري حولها وتجد خيار قيادة أمريكا لمواجهة التحدي المضاد. وإذن أيضا، فالمفتاحان الرئيسان في هذه الإستراتيجية هما: الديمقراطية (وأيديولوجيّتها) والإرهاب (وأيديولوجيته)، أي هي الديمقراطية التي يروّجها الغرب والإسلام الذي يحمله "المتطرفون" حسب ما يوصفون. وهذا مما لا شك هو صراع فكري قبل، وبعد، وأثناء الصرع العسكري الحالي والمستقبلي !
    ووثيقة الإستراتيجية هذه تتناول عدة محاور تفرض نفسها على أمريكا وتوجب عليها القيام بما يتعلق بها، شملت أساسا محور الترويج الفكري والتأثير من أجل ما يسمونه "الكرامة الإنسانية"، وهي بمثل هذا الشعار تحاول أن تصنع لها رسالة تجتذب العالم من أجل كسب الصراع الفكري مع الإسلام كتهديد رئيسي كما أسلفت.
    تتحدث الوثيقة عن الحرية والعدالة (ضمن محور الكرامة الإنسانية) "كمفاهيم صحيحة وكحقيقة تقبلها كل شعوب الأرض"، وبالتالي فإن على أمريكا الدفاع عن هذه المفاهيم. والتساؤل البسيط هنا: لماذا يطرح موضوع الدفاع لو كانت هذه المفاهيم مقبولة عند كل شعوب الأرض ؟ ولماذا هي في حالة دفاع لو لم تكن محل هجوم ضمن صراع فكري مرير ؟ فالدفاع لا يكون إلا عند الهجوم ! ومن ثم تدعو الوثيقة إلى الديمقراطية كونها المناخ الذي يحمي هذه المطالب الإنسانية التي هي "ليست محل تفاوض" ! هكذا الأمر بالنسبة لأمريكا، فنشر الديمقراطية قد بات قضية مصيرية لأنها تحفظ لها البقاء.
    ومن ثم تستعرض نجاحات في مجال ترويج الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية من مثل إسقاط الحكم في أفغانستان وفي العراق، وهي تضلل في ذلك الإستعراض بإن تنسب هذا الإسقاط للشعوب، وتتناسى بسذاجة واضحة أن صور الدبابات الأمركية التي كانت ولا زالت تسرح في تلك الأرجاء ما زالت عالقة في الأذهان. وتتحدث بايجابية عن تطور الأوضاع في لبنان ومصر والسعودية والأردن والكويت والمغرب نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاح. ولا يخفى على أبسط البسطاء أن هذه الأنظمة هي أمثلة واضحة للقمع والإستبداد ولامتهان كرامة شعوبها. وهي بالتالي تضلل هنا أيضا بسذاجة واضحة. ثم تذكر الثورات الملونة التي حصلت في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزستان وتصفها أنها جلبت الأمل بالحرية خلال ذلك الجزء من العالم دون أن تشير إلى صراع السيطرة على المصالح في آسيا الوسطى. وتتحدث أيضا عن تقدم الديمقراطية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا من خلال الإنتقال السلمي للسلطة، معتبرة بذلك أن الرغبة الإنسانية نحو الحرية عالمية. وبعد ذلك لا تنكر وجود تحديات في مجال نشر الديمقراطية تتطلب دعم الشعوب الحرّة.
    ومع مديح أفكار الديمقراطية والترويج لها على أنها أفكار تستحق أن تكون رسالة إنسانية، لا تخفي وثيقة الإستراتيجة أن نشر الديمقراطية يحقق مصالح أمريكا، فالوثيقة تذكر بصراحة أن ترويج فكر الحرية "يعكس قيمهم ويقدّم مصالحهم". ومن ثم تذكر أنه من أجل أن "نحمي شعبنا ونرفع قيمنا، يتوجب على أمريكا أن تنشر الحرية عبر الكون من خلال قيادة جهد دولي لإنهاء الديكتاتورية وترويج الديمقراطية الفعّالة". ورغم هذا الوضوح في تحديد المصالح حول نشر الديمقراطية لا يزال بعض دعاة التغيير في الأمة يرفعون نفس هذه الشعارات وكأن مصالح الذئب والفريسة واحدة! ولا زالوا يحاولون "أسلمة" هذه المفاهيم الغربية مدركين أو غير مدركين أنهم بذلك ينفّسون ضغط الحرب الفكرية على أمريكا عدوة الأمة والبشرية !
    وبعد ذلك تصدع الوثيقة "بحرب الأفكار" بالقول: "على المدى الطويل، فإن كسب الحرب على الإرهاب يعني كسب معركة الأفكار"
    وهذا التحديد الإستراتيجي لطبيعة الحرب بأنها حرب على الأفكار يؤكد ما تطرحه زينو باران من نجاح حملة الإسلام السياسي – الخصم- في معترك الصراع الفكري مع أمريكا، بحيث أصبح الموضوع تحديا استراتيجيا يتطلب تحركا من نوعه. ومن ثم يقرر قوة هذا الفكر المضاد الذي هو في صميم أمة تمتد على جناحي صقر يربض على قلب العالم "من أندونيسيا إلى إسبانيا" !
    وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة لم تذكر لفظ الخلافة بنفس الصراحة التي عبر عنها العديد من قادة أمريكا من أمثال رامسفيلد وغيره في معرض التعبير عن الخوف من ظهورها من جديد، إلا أنها لم تخف ذلك، فذكرت الوثيقة أن الإرهابيين "العابرين للشعوب" - transnational- الذين يواجهوننا اليوم يشوهون دين الإسلام من أجل خدمة رؤية سياسية عنيفة وهي إقامة إمبراطورية شمولية لا تعترف بكل أنواع الحريات الدينية والسياسية من خلال الإرهاب. وهذا الوصف لديهم لا ينطبق إلا على دولة الخلافة التي يعبر خصم أمريكا عن تفاصيلها بما يفهم أمريكا هذه الأوصاف. هذه هي استراتيجية أمريكا، وهذا هو التحدي الأول أمامها: إرهاب الإسلام الذي يسعى لتوحيد الأمة ضمن كيان يقضي على مصالح أمريكا في المنطقة وفي العالم، وأمريكا تستعد لمواجهة هذا التحدي.
    ثلاث معضلات إستراتيجية
    هناك ثلاث معضلات استراتيجية لازالت تنتظر الحسم، وسيظل لتلك المعضلات تأثيرها السلبي على السياسة الأمريكية طالما لم يتم صياغة استراتيجية محددة بشأنها.
    - المعضلة الأولى هي صعوبة السيطرة على تداعيات ونتائج عملية الإصلاح، بمعنى كيف يمكن ضبط عملية الإصلاح على الأرض بحيث لا تؤدي إلى صعود الإسلام السياسي؟ وتشير الدراسة هنا إلى الخطأ المهم الذي وقعت فيه السياسة الأمريكية والتي انتهت بوضع قيمة الإصلاح في تناقض مع صعود الحركات الإسلامية إلى السلطة، وهو النظرة الموحدة لتلك الحركات باعتبارها تنظيمات إرهابية تشكل جذورا أو امتدادات لتنظيم القاعدة، ولم تنجح الولايات المتحدة في فرز هذه الحركات وإدراك حالة التنوع الشديد فيما بينها، وهو نفس الخطأ الذي وقعت فيه خلال الحرب الباردة عندما وضعت السوفييت والصين والحركات القومية المناهضة للاستعمار في سلة واحدة. وتدعو الدراسة إلى ضرورة قبول الولايات المتحدة للحركات الإسلامية باعتبارها أحد الفاعلين الرئيسيين، والتمييز بين الحركات العنيفة والسلمية، وقبول الحركات الإسلامية التي تقبل بالعمل السلمي بصرف النظر عن أيديولوجيتها الإسلامية، وعدم التهويل من خطر وصول الإسلام السياسي إلى السلطة. وتطرح الدراسة هنا افتراض أن السلطة سوف تفرض على تلك الحركات المزيد من الاعتدال، وربما التقليل من شعبيتها بعد اختبارها في السلطة. كما تؤكد أيضا على ضرورة اقتران الإصلاح بسيادة قيمة العدل السياسي، وإصلاح دستوري حقيقي شامل لا يقتصر فقط على إجراء الانتخابات.
    - المعضلة الثانية هي حالة التنوع والتناقضات الشديدة داخل العالم الإسلامي حول الكثير من القضايا، أبرزها على سبيل المثال الجدل القائم الآن داخل العالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر حول مفهوم وحدود الإصلاح الديني، والذي يكشف عن وجود خلافات كبيرة بين القوى والحركات والمؤسسات الإسلامية داخل الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، أو بين دول المركز (الشرق الأوسط) ودول الأطراف (جنوب شرقي ٍآسيا)، فما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة في هذا الجدل؟
    - المعضلة الثالثة هي النمو الديموغرافي الضخم المتوقع في العالم الإسلامي خلال نصف القرن القادم، والذي يتوقع أن يزيد بنسبة تصل إلى 130% في العالم العربي بحلول عام 2050 مقارنة بنسبة 67% في الدول النامية، 54% على مستوى العالم. والمشكلة ليست في حجم السكان في حد ذاته بقدر ما تتمثل أيضا في تركيب السكان، الذي يتوقع أن تصل نسبة الشباب فيه أكثر من النصف. هذا الانفجار السكاني سيكون له تداعياته السياسية في حالة استمرار حالة الانسداد السياسي وضعف المؤسسات السياسية في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ضعف اقتصاديات الدول الإسلامية عن خلق فرص عمل موازية لهذا النمو المتوقع، الأمر الذي يعني استمرار التطرف الإسلامي والتنظيمات الإرهابية ما لم تستطع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تشجيع عملية التنمية الاقتصادية والسياسية بشكل يضمن استيعاب تلك الأجيال الجديدة.
    الحرب في العراق، تكلّف الولايات المتحدة يومياً 226 مليون دولار، أو 7 مليارات دولار شهرياً،أي ما يعادل 84 مليار دولار سنوياً.
    .هناك 23 ميليشيا مسلحة داخل بغداد لوحدها.ولكل وزير في الحكومة وعدد كبير من رؤساء القبائل قوتهم الدفاعية الخاصة.لقد غادر نحو مليوني عراقي منازلهم أو ما يعادل 30 مليون أميركي تم تهجيرهم بسبب الحرب (نسبة إلى تعداد السكان في الدولتين).وعلى الأردن الذي يبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة التعامل مع 1.5 مليون عراقي أرهقوا قطاع الخدمات الأساسية، ودفعوا أسعار العقارات والإيجار إلى مستويات أعلى مما يمكن أن يتحمله حتى المواطن الأردني الميسور
    .ويقول هنري كيسنجر أهم جيوـ سياسي في العصر الحديث والذي قاد في العام 1973المفاوضات التي أدت إلى إنهاء حرب فيتنام، إنه لا يمكن الفوز في العراق.وأوضح أنه إذا كان المقصود من ذلك قيام دولة عراقية ديموقراطية مستقرة قادرة على رعاية نفسها، فيجب أن ننسى ذلك لأنه لا يمكن تحقيقه.
    ومن خلال نكهة التعصب الديني والطموح عديم الرحمة، يعربد جيش المهدي في إحراج الولايات المتحدة.ويستمع الصدر إلى آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق والذي نصحه بالاحتفاظ بقدرته لمقاومة القوات الأميركية.وفي هذه الأثناء، يستمر الصدر ببناء جيشه بتمويل من إيران التي تزوده أيضاً بالأسلحة اللازمة.
    ولا يمكن اعتبار تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية، كما دعا إلى ذلك السيناتور الديموقراطي جو بيدن المرجح أن يصبح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، سوى وصفة لحرب أهلية أوسع في العراق.ومعظم المدن والقرى العراقية مؤلفة من سكان شيعة وسنة
    وبعد قرابة أربع سنوات مرت على احتلال العراق؛ ظهر جليًّا أن الهدف هو الاستيلاء على العراق شراكة بين الصليبيين والرافضة الصفويين؛ تمكينًا لمطامعهم في المنطقة، وحماية لليهود المحتلِّين، وإقصاءً للنفوذ السني فيها
    ويقول الملالي الرئيسيون في إيران اليوم ان على الجمهورية الإسلامية أن تساعد الولايات المتحدة على الخروج من العراق الأمر الذي سيعزز من قوة إيران الإقليمية.
    وجاء في الإعلان الذي تلاه محسن رضائي إن «وصول الولايات المتحدة إلى المنطقة قدم لإيران فرصة تاريخية.
    وأضاف رضائي إن الخدمة التي قدمها الأميركيون على الرغم من الحقد الكبير الذي يكنونه ضدنا، لم تقدمه أي قوة عظمى من قبل لقد دمرت أمريكا جميع أعدائنا في المنطقة لقد دمرت طالبان ودمرت صدام حسين... لقد قامت بكل ذلك بهدف الوقوف أمامنا وجها لوجه، وبهدف وضعنا تحت الحصار غير أن أسنان الأمريكيين علقت لدرجة كبيرة في أرض أفغانستان والعراق حيث أنهم إذا تمكنوا من جر أنفسهم خارجها إلى واشنطن قطعة واحدة، فعليهم أن يشكروا الله على ذلك.
    وقال إن أميركا بالتالي قدمت لنا فرصة عوضا عن التهديد.. ليس لأنها كانت تنوي ذلك، بل لأن تقديراتها كانت خاطئة وارتكبت العديد من الأخطاء، وأوضح أن واشنطن يئست الآن من فكرة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية،إن التهديدات التي نواجهها تتعلق بقطع النفوذ الإيراني في المنطقة، هذه مصلحة وطنية حيوية ويتمحور حولها الخلاف النووي.
    وأضاف الآن وبعد أن سيطر الديموقراطيون على مجلسي النواب والشيوخ فمن الضروري لإيران أن تتصرف بمنطق لن تتغير سياسات أمريكا وأهدافها في الشرق الأوسط لكن أساليبها ستتغير ومع وضع سياسات بوش المحرضة للحروب جانبا، فإن الدولتين ستبقيان في مواجهة عدائية واضحة».
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فتجدهم أو كثيرا منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار واختلف الناسفيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر سواء كان الاختلاف بقول أو عملكالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين تجدهم يعاونون المشركين وأهلالكتاب على المسلمين أهل القرآن كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهمللمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشاموغيرذلك وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغيرذلك في وقائع متعددة من أعظمها الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعةوالسابعة فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصىعدده إلا رب الأنام كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين وهكذامعاونتهم لليهود أمرشهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير)
    (قال الله تعالى ويحلفون على الكذب وهم يعلمون سورة المجادلة وهذا حال الرافضة وكذلكاتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إلى قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليومالآخر يوادون من حاد الله ورسوله الأية سورة المجادلة وكثير منهم يواد الكفار منوسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرقفقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانتالرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثالهكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرهامن الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين وكذلكالنصارىالذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظمأعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهمدائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمينومعاداتهم)
    إن عدد القتلي في العراق الجديد نتيجة للاحتلالالامريكي، فاقعددهم 655 الف شخص،مما يعني أن عدد القتلي من العراقيين من جراءهذا الغزو الامريكيالوحشييبلغ ضعفي نظرائهم اليابانيين الذين سقطوا ضحايا قنبلتي ناغازاكيوهيروشيماالنوويتينفي نهايةالحرب العالمية الثانية هذا الرقمالمرعب يعني ان واحداً من كل اربعينعراقياٌقد قتل، اي ما يعادل 2.5 في المئة من ابناء العراق. واذا قدرنا عددالجرحيباربعةاضعاف هذا الرقم علي اقل تقدير فان الصورة تبدو مأساوية
    ما يجريفي العراق حرب ابادة تخوضها الحكومتان الامريكية والبريطانية،وبعضالمتعاونين معهما من العراقيين لإفناء الشعب العراقي، وتدمير بلادهبالكامل،وتقطيعاوصالها، حتي لا تقوم للعراق قائمة لعدة قرون قادمة.
    أمريكا والعمليات القدرة
    العمليات القذرة
    بوجود وحدات خاصة سرية متدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذي ذكره في إقتراحه، أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات بإسم «مجموعة العمليات الإستباقية كاملة الإستعداد سلفاً» والتي يطلق عليها إسم P2OG. وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين والإحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال إستدعائهم للقيام بعمليات «قذرة» في المناطق الساخنة من العالم. وقد أنشئت تلك الوحدات بتوصية من «مجلس علوم الدفاع» في البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة في أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت إسم «الثعلب الرمادي» مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة «المكتب التنفيذي للعمليات الخاصة» المرتبط بمجلس الأمن القومي الأمريكي الذي جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف.
    وحسبما جاء في مقال كتبه الصحفي «ديفيد آيزنبيرغ» في صحيفة «آسيا تايمز» تحت عنوان «الـ P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة» قال فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التي توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالي لنشاطاتها، يشتمل على 1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها في «النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو»، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار سنوياً لتطوير قابلياتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها في التعامل مع الزيادة في متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها في تقييم شبكات القوات المشتركة التي تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالي المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً. ومن هذه المعدات على سبيل المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك الأفراد والعربات بواسطة قمر صناعي خاص".
    ومن هنا يتبين إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية». وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وإفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل اليمين الفاشي المتطرف في الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية» المنوه عنه أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولجيته.
    ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو إستهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل وإعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والإعتداء على أعراضهن، إضافة إلى إستعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال إن ما حدث مؤخراً في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم وإستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو إستمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة.
    وما يعزز تأكيدنا على وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء في تقرير خاص بموقع «الكفاح» على شبكة الإنترنت (http://www.kifah.org/?id=1877)، ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى «الفئران القارضة» وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والإغتيالات وتخريب منشآت البنى التحتية وخصوصاً المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها. كما جاء في التقرير أن قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا في البنتاغون وليس لقيادة قوات الإحتلال في العراق أي إشراف مباشر على عملها. وقد إتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقراً لها.
    أن أمريكا بمثابة فرعون الذي قال: "أنا ربكم الأعلى"،: "قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". وهدا كلام الخبير الاستراتيجي النزويجي الذي استضافته قناة الجزيرة في برنامج "بلا حدود" مساء الأربعاء الموافق 22/4/2006، فجزم بسقوط أمريكا وانهاريها ضمن عقدين من الزمن !وهدا قائد الجيش البريطاني السابق بيتر إنجي لصحيفة الأوبزرفر البريطانية صباح الأحد أيضا إذ توقع فيها خسائر فادحة للقوات البريطانية والأمريكية في كل من العراق وأفغانستان معللا ذلك لافتقارها إلى استراتيجية واضحة للعمل هناك، وهذا جاء بعد أيام من تصريحات قائد الجيش البريطاني الحالي التي دعا فيها إلى انسحاب فوري وعاجل من العراق.
    فحتمية سقوط أمريكا مقطوع بها، وحتية قيام قوة عالمية بديلة على أساس فكر عالمي يكون جديدا على الساحة السياسية أيضا مقطوع بها. ستقوم قائمة الأمة الإسلامية في دولة تخشاها أمريكا قبل قيامها، بل تخشى عصابة من المؤمنين يحملون فكر هذه الدولة ولمّا تقم لهم قائمة، وتعتبر تهديدهم استراتيجيا.وتوسل الرئيس الأمريكي جورج بوش بوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر بعد أن نفض يديه من المحافظين الجدد في أن ينشلوه من الوحلين الأفغاني والعراقي خير شاهد على تخبط العدو إن الجمع سيولون الدبر، ويطلقون سيقانهم للريح في كل من أفغانستان والعراق على حد سواء.إدا ماثبتت الأمة على مبدأ المقاومة : (ولينصن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)


  9. #29
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp إستراتيجية التواجد العسكري للولايات المتحدة فـي الجزيرة والخليج

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إستراتيجية التواجد العسكري للولايات المتحدة فـي الجزيرة والخليج

    لغرض التعرف على طبيعة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية فـي المنطقة لابد من تقسيم طبيعة هذه الاستراتيجية حسب فترات زمنية، لأن طابع التوسع السياسي العسكري الأمريكي وأشكاله وطرائقه فـي الجزيرة العربية والخليج. غير متماثلة على الدوام، بل تغيرت مراراً تبعاً لتغيرات السياسة الأمريكية تجاه بلدان الشرقين الأدنى والاوسط، الأمر الذي أسفر بدوره عن التحولات التي طرأت على الاستراتيجية السياسية العسكرية العالمية للامبريالية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.


    الاخوة الاعزاء لحجم الموضوع يمكنكم تحميله بنظام الورد
    ابو عمر


  10. #30
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا يكشف الإعلام الأمريكي

    بسم الله الرحمن الرحيم





    عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا يكشف الإعلام الأمريكي

    الثلاثاء، 29 يناير 2008 - 22:29
    بقلم: نصري عصمت - فلوريدا (الولايات المتحدة)


    دينيس جيت

    "إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم انهم معرضون للخطر وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد ثم شكك في وطنية معارضيك" .. بهذه الاستراتيجية الإعلامية الفعالة نجح أدولف هتلر في تعبئة ألمانيا النازية لدخول الحرب العالمية الثانية، وبنفس الأسلوب نجحت الإدارة الأمريكية الحالية بعد أكثر من نصف قرن في شن حملة إعلامية ضخمة لإقناع شعبها بضرورة خوض الحرب على العراق مهما كان الثمن.

    هذه الرؤية تلخص وجهة نظر الدبلوماسي "دينيس جيت" عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا الأمريكية الذي كان بحكم مناصبه السابقة عنصرا مؤثرا في المطبخ السياسي والإعلامي للإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون حتى بيل كلينتون، حيث كان عضوا في مجلس الأمن القومي وخدم بلاده كسفير في عدة دول من بينها إسرائيل.

    جيت كان قد أعد ورقة عمل تشرح كيفية توظيف الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام لتحقيق أهدافها، وذلك لتقديمها إلى نخبة من أساتذة الإعلام وصحفيين من 18 دولة في جامعة فلوريدا.

    قال جيت : "عندما يشعر الناس بالخطر يعجزون عن التفكير، ويمنحون السلطة للشخص المستعد لتوفير الأمان لهم ولذلك استخدمت الإدارة الأمريكية الحالية الإعلام ببراعة في التحذير من مخاطر الإرهاب".

    وأضاف : " بوش ومسئولو إدارته رددوا أكاذيب عديدة حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظام صدام حسين بتنظيم القاعدة وغياب الديمقراطية، وأوهموا الجميع بأن الحرب ستكون عملية سهلة وسريعة للقوات الأمريكية التي ستقوم بتفكيك الجيش العراقي وتسليم أسلحته للحكومة الجديدة لتكوين جيش جديد، كما زعموا أن إعادة إعمار العراق بأموال البترول ستكون يسيرة في حين كانت الحرب خطأ كبيرا وكان يجب استغلال خبرة أعضاء حزب البعث في إدارة البلاد".

    ويرى جيت أن الإدارة الأمريكية استخدمت أربعة أساليب للتعامل مع وسائل الإعلام، أولها طريقة لفت الانتباه عن طريق شغل المساحات الإعلامية المرئية والمطبوعة ببث بيانات صحفية تحوي معلومات ترسخ استراتيجية الإدارة وتوزيع صور تتعلق بالأحداث التي تريد واشنطن الترويج لها وتوفير أكبر قدر من المعلومات لوسائل الإعلام "الصديقة" التي تؤيدها.

    تقارير "سابقة التجهيز"

    والطريقة الثانية تعتمد على الدعايات الموجهة عن طريق قيام الحكومة الفيدرالية بانتاج تقارير اخبارية تلفزيونية "سابقة التجهيز" بغرض الدعاية لأهدافها ومن بينها شن الحرب على أفغانستان والعراق، ثم تقوم الجهات الحكومية من بينها وزارتا الخارجية والدفاع بإرسال هذه التقارير الجاهزة إلى شبكات الأخبار الكبرى التي تقوم بدورها ببيعها إلى قنوات التلفزيون المحلية التي يعتمد عليها المشاهد الأمريكي العادي.

    والخطير أن القنوات المحلية تبث هذه التقارير دون الإشارة إلى مصدرها رغم مخالفة ذلك للاعتبارات المهنية والأخلاقية لأنها توفر على نفسها تكلفة وعناء انتاج تقارير خاصة بها، وفي العادة لا يقل عدد القنوات المحلية التي تبث التقرير الواحد عن 40 قناة، وبعض التقارير "سابقة التجهيز" تم بثها في 300 قناة.

    واستشهد جيت بتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت فيه أن إدارة بوش أنفقت خلال فترة ولايته الأولى 254 مليون دولار على بند العلاقات العامة، وتضمنت إنتاج تقارير تلفزيونية تم تسجيلها مع سيدات من أفغانستان يتحدثن عن استعادة حريتهن بعد نهاية حكم طالبان، ويتصدى مكتب الخدمات الإذاعية في وزارة الخارجية لهذه المهمة بدءا من عام 2002 باشراف مباشر من البيت الأبيض إذ يستعين بما يقرب من 30 تقنيا ومراسلا تلفزيونيا محترفا للتعليق علي التقارير، وقد تم انتاج ما يقرب من59 تقريرا قبل عام 2006 بواسطة هذا المكتب لمواجهة الدعاوي التي تتهم واشنطن بالامبريالية واستعمار العراق وأفغانستان.




    ومنذ عام 2004 أتاحت وزارة الدفاع الأمريكية لأي قناة تلفزيونية فضائية أو كابلية في الولايات المتحدة استقبال تقارير مصورة "سابقة التجهيز" من مناطق عمليات الجيش الأمريكي تتضمن صورا لآلاف الجنود في أثناء قيامهم بإرسال خطابات تهنئة لأسرهم بالبريد ويصل متوسط عددها إلى 50 تقريرا سنويا، وعن طريق القنوات التلفزيونية الكابلية تصل هذه التقارير إلى 41 مليون منزل في أمريكا.

    ويستعيد دينيس جيت واقعة شهيرة تمت في البيت الأبيض بإصدار تصريح لشخص يحمل اسما مستعارا هو "جيف جانون" بحضور المؤتمرات الصحفية للرئيس الأمريكي في الفترة من 2003 إلى 2005 ودأب هذا الشخص على طرح أسئلة تساند بوش وتهديء من حدة الهجوم عليه في المؤتمرات الساخنة حتى فاض الكيل بالصحفيين، وبالتحقيق في هويته تبين أن اسمه جيمس جوكرت وليس لديه أي تاريخ صحفي بل والأفدح أنه شاذ جنسيا وسبق له ممارسة الدعارة بعرض نفسه على الإنترنت!.

    ويضيف جيت أنه عندما تخرج وسائل الإعلام عن سيطرة الإدارة الأمريكية بالهجوم عليها تلجأ الأخيرة للأسلوب الثالث وهو إنكار المعلومات أو تأجيل الرد عليها حتى ينسى الرأي العام الاتهامات، وهي سياسة اعتاد استخدامها دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق، وتشتيت الانتباه ببث معلومات مختلفة أو الهجوم على منتقدي السياسة الأمريكية أو بشن حملات اعلامية سريعة.

    تكرار الأكاذيب

    أما عندما تفشل كل الحيل السابقة يكون الأسلوب الرابع هو تكرار الأكاذيب والتشكيك في وطنية المنتقدين كما حدث في حملة "الحرب على الإرهاب" وإثارة قلق الناس بخصوص الأمن القومي مع منع الكونجرس او سلطات القضاء من القيام بدورها في المراقبة وإضفاء سرية على تصرفات وتقاريرالإدارة كما دأب ديك تشيني نائب الرئيس على التصرف.

    ويشير عميد مركز العلاقات الدولية إلى فشل الدعاية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية ليس لضعفها ولكن بسبب سوء السياسات التي تدافع عنها ويقول : "واشنطن لا يهمها رأي الصحفيين المنتقدين لها أوأراء الشعوب الأخرى بل يهمها رأي القاريء الذي يتلقى كل الرسائل المضللة والحفاظ على ابتعاد المعلومات الحقيقية عن عامة الأمريكيين".

    ويوضح جيت - الذي سبق له المشاركة في إعداد مؤتمرات صحفية بوزارة الخارجية والبيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الأب - أن المكتب الإعلامي يبدأ في إعداد إجابات الأسئلة المتوقع طرحها من قبل الصحفيين ومن بينها إجابات مطاطة لا تصلح للجزم بشيء أو نفيه، ويقول : " كان البعض يسأل لماذا تساعدون ديكتاتورا في دولة معينة رغم تأييدكم المستمر لفكرة الديمقراطية؟ وبالطبع كنا لا نستطيع الإجابة بالقول بأن هذا الديكتاتور يساعدنا في القضاء على الإرهابيين".


    ولكن لماذا إذن شنت الولايات المتحدة حربها على العراق؟

    يقدم عميد مركز الدراسات الدولية السبب قائلا : "هاجمنا العراق لأننا كنا خائفين من نظام صدام ومن امكانية امتلاكه أسلحة دمار شامل وليس لنشر الديمقراطية، هذه أكذوبة يحبون ترديدها في واشنطن".

    ولدى سؤاله عن سبب معارضته الاستراتيجية الإعلامية للإدارة الأمريكية رغم أن عمله السابق ارتبط بتطبيق سياسات مماثلة لرؤساء أمريكيين أخرين، قال جيت : "هذه السياسات مستخدمة منذ أيام رونالد ريجان لكن وجه الاعتراض أن استخدامها بإفراط تم في عهد بوش الابن ونائبه ديك تشيني لاسيما بعد أن منحتهم أحداث 11 سبتمبر الفرصة الكاملة لذلك لأن الناس أصبحت تخشى تكرار وقوع هجمات إرهابية وبالتالي صارت السيطرة عليهم أكثر سهولة".


  11. #31
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    سراب الإدعاء بالنصر- مقابلة- الجزء الأول *
    التاريخ: Monday, September 18
    اسم الصفحة: فيليات
    ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد



    مقابلة مع بريجنسكي- مستشار الأمن الوطني/ القومي الأمريكي سابقاً.

    س: يُقارن الرئيس بوش خطورة الإرهاب مع خطورة الحرب الباردة. كرر أيضاً مقولة "الشعب في حالة حرب" وأنه يقبل فقط بـ "النصر النهائي".. هل هو مصيب أم أنه يستخدم لهجة مبالغ فيها؟

    ج: أنه أساساً على خطأ، سواء كان يستخدم عن قصد أسلوب الزعيم الدهمائي (المهيج) demagoguery أو ببساطة يُعاني من جهل في التاريخ. كنت على مدى أربعة أعوام مسؤولاً عن تنسيق الاستعداد الأمريكي للرد في حالة هجوم نووي على البلاد. ويمكنني التأكيد أن حرباً نووية شاملة بين الولايات المتحدة وبين الاتحاد السوفيتي كانت ستؤدي إلى موت 160— 180 مليون شخص خلال 24 ساعة. عندما يزن شخص ما الحرب بشكل أعمى، خيالي، عندئذ سيتجه عقله نحو تشويه الحقيقة distortion والمبالغة فيها.

    بعد الهجوم الياباني على بيرل هابربر عام 1941 كانت الولايات المتحدة متقدة النشاط والعزم. وخلال أربعين سنة من الحرب الباردة تميزت بالصبر والتروي. لم يحصل في أي من الفترتين أن نشر رئيس أمريكي على الملأ الخوف والرعب كجزء أساس من رسالته للشعب، وعلى نقيض ما هو حاصل الآن. وفي سياق خطاباته الفضفاضة غير المترابطة، يخلق الرئيس حالياً مناخاً من الرعب باتجاه تدمير القيم الأخلاقية وتحريف السياسة الأمريكية.
    س: أليس الخوف من وقوع الأسلحة النووية بيد الإرهابيين مسألة طبيعية؟
    ج: من المؤكد أن هذا المفهوم لا يبتعد عن الحقيقة كثيراً. ولكن من جهة أخرى لسنا في مواجهة مع مخزون السلاح النووي السوفيتي. لا أعني التقليل من خطورة فرد أو مجموعة من الإرهابيين، لكن حجم الدمار بين الحالتين لا يمكن أن تكون محل مقارنة.
    س: تقود بعض المناقشات في الولايات المتحدة، بل وفي أوربا إلى الانطباع بأن الإسلام المتطرف حلَّ محل الاتحاد السوفيتي وأن قدراً من الحرب الباردة لا زالت مستمرة.
    ج: ظهر الإسلام الراديكالي في بعض الدول وليس كلها. وهذه اللفظة تعتبر مبهمة. يجب أن يؤخذ بجدية لكنه لا زال يشكل خطراً إقليمياً يسود في الغالب منطقة "الشرق الأوسط" وفي بعض الحالات شرق المنطقة. وفي كل هذه المناطق لا يشكل أغلبية.
    س: أليس تراكم الخوف استجابة صحيحة؟
    ج: علينا صياغة سياسة لهذه المنطقة تساعدنا على تعبئة أصدقاءنا. فقط من خلال تعاوننا معهم نستطيع في النهاية تصفية هذه الظاهرة. هناك مسألة متناقضة: خلال الحرب الباردة، توجهت سياستنا نحو توحيد الأصدقاء وتفريق الأعداء. لسوء التقدير أن أساليبنا التكتيكية اليوم- متضمنة لهجة نزاعة لنشر الذعر بشأن الإسلام الإرهابي Islam phobic language- تتجه نحو توحيد أعدائنا وإلى نفور أصدقائنا.
    س: إذن فهي لهجة تتسم بالمبالغة تضع بن لادن في موازاة ماو (و) ستالين؟
    ج: صحيح. وهذا ما هو حاصل بالضبط: تشويه الحقيقة. أن بن لادن ليس أكثر من قاتل مجرم، وليس من الصواب أن يُرفع قدره دولياً إلى مصافي قائد عظيم في سياق حركة دينية ظاهرية. وكل ذلك لخلق مبررات إحداث التحويل السياسي والتغيير الاجتماعي.
    س: هل ترى حصول أي تقدم في الحرب على الإرهاب خلال الخمس سنوات الماضية؟
    ج: نعم ولا. أضرب على الخشب (مثال لإبعاد الحسد! وهنا ربما للسخرية من التقدم في الحرب على الإرهاب). لم يتكرر فعل إرهابي في الولايات المتحدة- كما حصل في لندن مؤخراً- وربما يعود ذلك جزئياً إلى الإجراءات المانعة التي اتخذتها الحكومة. هناك كذلك نمو متصاعد في إدراك النخبة المعاصرة في العالم الإسلامي بأن الإرهاب الإسلامي يشكل تهديداً لهم أيضاً- لكن هذه العملية بطيئة. الأكثر من ذلك أن هذه العملية عُوقتْ مع غزونا للعراق، مما صاعد بشدة وسرعة عالية العداء في العالم الإسلامي تجاه الولايات المتحدة. موقفنا غير المبالي والغامض تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أيضاً سبب هام للعداء ضد الولايات المتحدة. كل هذه العوامل تساعد على الإرهاب.
    س: هل النصر الكامل الذي يطلبه الرئيس ممكن فعلاً؟ج: هذا يعتمد على مفهومك للنصر. إذا تصرفنا بفطنة وذكاء وأنشئنا تحالفات مطلوبة ضرورية، عندئذ ينحدر الإرهاب وتنحصر طاقته لإيجاد متعاطفين ومناصرين ويمكن أن ينتهي إلى التصفية. وهنا من المحتمل أن تبدأ الحركة بالتقلص والنسيان. وعلى أي حال، إذا تتصور نصراً على قياس ما حصل لـ هتلر عندما انتحر في حصنه، فهذا لن يحدث. وهذا هو بالضبط لماذا يقود أسلوب القياس- النظرة الثنائية- في معالجة الأمور الحياتية، ومنها الحرب، إلى التضليل. ليس من المفيد أن نركز في ذهن الرأي العام أننا نتعامل مع مشكلة بعيدة الأمد في إقليم هائج (الشرق الأوسط). الحل المطلوب هو تعبئة القوى المعاصرة وعزل العناصر المتطرفة. (هنا يؤكد المتحدث كغيره كثيرين من كتاب الغرب على الأمور الجانبية دون المساس بجوهر المشكلة: حاجة بناء إمبراطورية الإمبريالية الأمريكية إلى هذه الآليات- المبالغة في نشر الرعب، تضخيم العدو.. لتبرير الحروب- الغزو والاحتلال).
    س: ما هي المنافع التي يراها الرئيس بوش من استخدامه لهجة حربية؟ج: أولاً أن هذه اللهجة ساعدته على إعادة انتخابه- عندما يكون الشعب في حالة حرب لا يتخلى عن القائد الأعلى. ثانياً أنها تزيد قدراته في ممارسة سلطته التنفيذية على نحو لم يفعله أي رئيس قبله. هذا الأسلوب بالطبع ترافقه مخاطره، مثل انتهاك الحقوق المدنية. وتمنحه الانطباع بقدرته على استخدام القوات العسكرية كما يشاء حتى بدون مصادقة الكونغرس على إعلان الحرب.
    س: هل هناك مخاطرة متأصلة في الديمقراطية؟
    ج: نعم في الأمد الطويل. على أي حال، أن الديمقراطية تأصلت بعمق في وجدان الشعب الأمريكي ونسيجه الاجتماعي، وأن مثل هذا التهديد يمكن أن يتصاعد ويتفاعل فقط إذا كان الرئيس قادراً على الاستمرار في الحكم وتنفيذ سياساته المناهضة للديمقراطية لفترة زمنية طويلة. لكن بوش لا يمكن إعادة انتخابه. من هنا فإن هذه المخاطر سوف تزول بعد السنتين والنصف القادمة.
    س: لم يتقبل السياسيون الغربيون أبداً مفهوم الحرب على الإرهاب. الأكثر من ذلك هناك اختلافات شديدة بالعلاقة مع آليات التحقيق المستخدمة أو معسكرات الاعتقال مثل غوانتانامو. كيف يمكن في مثل هذه الحالة للحكومات الأمريكية والأوربية التعاون رغم هذه الاختلافات؟
    ج: هذا بالضبط ما يجعل الأمر صعباً في التعامل مع المشكلة على نحو جمعي. على أي حال، من الناحية الموضوعية، على المرء أن يأخذ في اعتباره، وبطريقة هادئة، وجود تعاون مكثف، خاصة بين قوى الشرطة. وهذا التعاون يعكس تحديداً حقيقة أن محاربة الإرهاب هي أخيراً حصيلة التعاون ضد السلوك الإجرامي. رغم أني أشارك الانتقاد الأوربي بشأن إساءة المعاملة في غوانتامو وأبو غريب، بل وحتى تعذيب المعتقلين. على الأوربيين، رغم سخطهم، أن لا يفقدوا مشهد ماضيهم- ليس الألمان فحسب، بل أيضا ًالفرنسيين الذين لهم تجربة واسعة في الحرب الجزائرية





    هذا الخبر من موقع مؤسسة شفق
    http://www.shafaaq.com


  12. #32
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp اغتيال صدام حسين: رسالة مهانة يوجهها بوش للعرب والمسلمين

    بسم الله الرحمن الرحيم




    اغتيال صدام حسين: رسالة مهانة يوجهها بوش للعرب والمسلمين


    بقلم: د. محمد أيوب




    قرر بوش بغبائه المعهود إعدام الرئيس الشرعي للعراق بأيد تدعي أنها عراقية، ولو كانت هذه الأيدي عراقية حقا أو كانت مقتنعة بأنها ها عل حق لما وضع أصحابها الأقنعة على وجوههم، وهذا يؤكد مدى خوفه من صدام في آخر لحظات حياته، وفي هذا القرار رسالة واضحة للأكراد والعرب والمسلمين من الشيعة والسنة في جميع أنحاء العالم، يريد بوش بعنصريته وتعصبه أن يقول للجميع أن لا كرامة لأي منكم، وأنكم يجب أن تكونوا مجرد أتباع نأمركم فتأتمرون، ومن يخالف الأوامر سيلقى المصير نفسه الذي واجهه الرئيس الشرعي للعراق الذي شق عصا الطاعة على إرادة الغرب بقيادة أمريكا داعية النظام العالمي الجديد والملطخ بدماء الضحايا من كل حدب وصوب.
    هذا الاغتيال يذكرني باغتيال نيكولاي شاوشيسكو في رومانيا، الذي حوكم في فترة وجيزة وحكم بالإعدام وتم تنفيذ الحكم به وبزوجته في قاعة المحكمة، ومن الغريب أن يأتينا وفد من رومانيا ومن تشيلي لإعطائنا دروسا في الديمقراطية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، كان اللقاء في قاعة نادي الشباب في خان يونس، تحدثت المندوبة الرومانية وتحدث مندوب تشيلي، وبعد ذلك تم فتح باب النقاش، طلبت الحق في الكلام وتوجهت إلى المندوبة الرومانية وسألتها: كيف تسمحون لأنفسكم بالكلام عن الديمقراطية بعد أن أعدمتم رجلا طلب منكم أن تمنحوه محاكمة علنية، كانت رومانيا غير مدينة لأحد في عهده، واليوم أصبحت ديون رومانيا أربعة مليارات دولار في أقلب من عامين، فهل هذه هي الديمقراطية التي تريدون منا أن نتعلمها، وتوجهت بعد ذلك إلى مندوب تشيلي وسألته: ما رأيك في قتل سلفادور ألندي الرئيس الشرعي لبلدكم؟ وكيف قبلتم بالدكتاتور بينوشيت الذي ولغ في دماء المعارضين لنظام حكمه ورعته الولايات المتحدة الأمريكية ومنعت إعدامه على الرغم من كل ما ارتكبه من جرائم بحق الإنسانية لأنه من الموالين لها؟ هل هذه هي ديمقراطيتكم، غضب المشرفون على اللقاء من كلامي واعتبروه إهانة للضيوف.
    أية ديمقراطية تلك التي تغتال صام حسين وتسمح للمجرم بينوشيت بأن يعيش بعد كل ما اقترفه من جرائم في حق شعبه في الوقت الذي يحاكمون ميلوسوفتش رئيس يوغسلافيا في محكمة دولية ليغتالوه في السجن، وعلى الرغم من غضب منظمي الحفل فقد ردت مندوبة رومانيا عليّ بقولها: يبدو أنك تعرف عن رومانيا أكثر مما يعرفه كثير من الرومانيين، بينما لزم مندوب تشيلي الصمت وكأن المفاجأة عقدت لسانه.
    هذه هي أمريكا وهذه هي حال كل الدول الاستعمارية، فقد اغتالت بريطانيا ثلاثة من المناضلين الفلسطينيين في سجن عكا "عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي"، وقد وقف الثلاثة وقفة شامخة بل إنهم رحبوا بحبل المشنقة أرجوحة الأبطال وأرجوحة الشرف، ماتوا واقفين ولم يجبنوا أو يتخاذلوا تماما كما وقف صدام حسين أمام جلاديه، إن أمة تنجب أمثال هؤلاء لن تموت وإن قسا عليها الزمان، تاريخ أمتنا مليء بالرجال العظماء مثل عمر المختار وأحمد عرابي وغيرهم كثيرون، والأمة ليست عقيمة ونساؤنا ما زلن ولا زلن ينجبن الرجال.
    لن يكون صدام حسين الأخير على دروب التضحية في سبيل قناعاته ووطنه وأمته وإن لم يكن أولهم، ولا يستطيع أحد نسيان موقفه من قضية فلسطين ودعمه للشعب الفلسطيني الذي يحاول بعض المارقين في العراق الانتقام من أبنائه المتواجدين في ذلك البلد العظيم، ومهما قدم الشعب الفلسطيني من إحياء لذكرى الرجل فلن يعطوه حقه من التكريم، ولعل السؤال الذي سيظل قائما هو: لماذا اغتيل صدام قبل انتهاء محاكمة الأنفال وحلبجة إن كان من جهزوا مسرحية المحاكمة مقتنعين بإدانته؟ ولماذا تتم عملية الاغتيال في يوم إجازة عيد من أهم أعياد المسلمين علما بأنه لا تتم أية إجراءات في أيام الإجازات العادية فما بالنا بإجازة مقدسة مثل إجازة عيد الضحى، إن قتل صدام حسين قبل إتمام المحاكمة هو إهانة لكرامة إخواننا الأكراد وحفاظا على من تورطوا في أحداث الأنفال الذين ارتكبوا الجرائم بحق الأكراد وألصقوا التهمة بنظام صدام حسين في حين أن أمريكا هي التي غذت مثل هذه الأعمال حين كانت الأحزاب الكردية تميل نحو اليسار لدق إسفين في وحدة الشعب العراقي العظيم بقومياته المتعايشة سلميا، هناك أحياء متورطون فيما جرى ضد الأكراد من عملاء أمريكا في العراق وهم موجودون خارج السجن يتعاونون مع الأمريكان ضد أمن بلدهم وشعبهم ولا يريد الأمريكان أن ينكشف أمرهم حتى لا ينقلب السحر على الساحر.
    كما أن إتمام عملية الاغتيال في صباح أول أيام عيد الضحى يوجه رسالة واضحة للعرب والمسلمين مفادها أن لا كرامة لهم وأن الحروب الصليبية لم ولن تنتهي، وأن ما قاله بوش عن الحرب الصليبية ضد الإسلام لم يكن زلة لسان كما حاول البعض تصوير كلامه وقتها، تماما مثل إعلان أولمرت عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية والذي حاول البعض تصويره على أنه زلة لسان، هم يريدون تخويف الحكام والشعوب وزرع اليأس في القلوب حتى لا يفكر أحد كائنا من كان في الوقوف في وجه الأطماع الأمريكية التي تفكر جديا في لعب الدور الاستعماري الذي كانت بريطانيا تمارسه ونسي بوش وأعوانه المصير الذي آلت إليه بريطانيا العظمى وكيف اقتلعت الشعوب المناضلة أنياب الأسد البريطاني الذي مارست حكومته دورا بشعا في العراق حين دبرت حادث اغتيال الملك غازي في العراق والذي بدا وكانه حادث عرضي وقتها.
    لقد وصلنا إلى حالة من المهانة لم نصل إليها في أسوأ الظروف التي مرت بها الأمة العربية، فقد أطبق الصمت على كل حكام العرب ولم يحرك أي منهم ساكنا ولم يحاول أي منهم وقف مهزلة محاكمة صدام وكأنهم يتواطئون بالصمت ضد القومية العربية وضد المسلمين سنة وشيعة وضد كل القوميات والأعراق في العراق الحبيب من عرب وتركمان وأكراد وآشوريين وغيرهم، ولكي يحافظ العراق على وحدة ترابه ووحد شعبه بعيدا عن المحاصصة الفئوية لا بد وأن يتمسك الشعب العراقي بالمقاومة ضد الاحتلال الأمريكي حتى كنس آخر جندي محتل لنبني نموذجنا الديمقراطي بعيدا هيمنة أمريكا ونهبها لمقدراتنا الاقتصادية والعلمية، فهم يمارسون سرقة العقول من العراق ومن جميع البلدان العربية ويغتالون من يرفض بيع نفسه لهم.


    * كاتب وأكاديمي فلسطيني يقيم في قطاع غزة.


  13. #33
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp الذكرى الخامسه للمحرقه العراقيه في الالفيه الثالثه

    بسم الله الرحمن الرحيم





    عشية الذكرى الخامسة لجريمة العصراحتلال العراق - الجزء الثاني - مهند العزاوي

    2008-03-20
    خاص لمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية

    الذكرى الخامسه للمحرقه العراقيه في الالفيه الثالثه
    كي لانترك التاريخ دون بصمة عراقيه ورؤيا عراقيه لخلفية الاستهداف للعراق والحدث المروع وعنصر التخطيط لاحتلاله وحجم المؤامره التي احيكت ضده
    مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
    الحرب لامفر منها

    1. ليلة العدوان الامريكي على العراق وقد انهت القوات الغازيه استعداداتها النهائيه للمعركه وفق الدلائل النهائيه في مسرح العمليات وساحة المعركه واصبحت لدى العراقيين كافه قناعه ان الحرب المفروضه حتميه لامفر منها وساعاتها مقبله وان هذه الحرب بمثابة قدر قدره الله للعراقيين وفشلت جميع المحاولات والطرق والوسائل لتفادي هذه الحرب وبات الخيار الاخير هو الغالب دخول الحرب والدفاع عن العراق بما متيسر من قدرات وكان الجميع يستذكر ويلات الهجوم الوحشي الامريكي عام1991 والحملات المتعاقبه 1992.1993.1996.1998 واكثر هذه الامور ايلاما هي قصف ملجا العامريه عام 1991والذي ذهب ضحيته مئات الاطفال والنساء والعجزه وكان هذا الملجا مدني مخصص لاغراض حماية المدنيين من اضرار الحرب وكانت جريمة بشعه بكل المقاييس ونفذت عن عمد لغرض خلق حالة من الهيجان الشعبي واخلال الصف الوطني كما اشاروا المستشاريين النفسيين للحرب بذلك , والجميع ينتظر ما تؤل اليه هذ الحرب وخصوصا كانت الوقائع تشير الى عمق ووحشية الاستهداف الذي يشمل العراق كله ليس نظام او اشخاص او حزب او فئه او طائفه اورئيس كما يصورون والنتائج خير دليل, وينشغل اليوم الراي العام العالمي الامريكي والغربي برفضه احتلال العراق واعتباره جريمه كبرى وتخرج هذه الايام مظاهرات واسعه في الولايات المتحده وبريطانيا واستراليا وعدد من الدول الاخرى ترفض المحرقه العراقيه والتجاوز على الشرعيه الدوليه وايقاف التداعيات الاقتصاديه والسياسيه والشعبيه التي يعاني منها العالم من جراء الحرب وسط تدجين كامل للموقف العربي الرسمي والشعبي تجاه الحدث الجلل الذي اصاب العراق والامه العربيه والمآسي والضحايا وتفكيك العراق دولة وشعبا ومجتمعا ليصبح دويلات طائفيه وعرقيه متعددة الولاء والتمويل والاتجاه بعيدا عن المنظور الوطني او تحقيق ابسط مقومات بالامن الوطني والقومي ويرافقه نفوذ اقليمي ودولي متعدد لايخدم المصلحه العليا للعراق والعراقيين ليلقي بضلاله على العالم العربي ويجعله عرضة للانهيار وبات وشيكا حسب مرتكزات الاستراتيجيه الامريكيه ومن تحالف معها سرا وعلنا لتنفيذها منطلقا من العراق , استعرضنا في الجزء الاول الخلفيات التاريخيه للاستهداف والابعاد الحقيقه للاستراتيجيه الامريكيه وتحولها من الرد الناعم الى الرد القاسي وانتهاج الحروب الاستباقيه والتقسيم الناعم للدول وتغيير الخارطه السياسيه وفق ابعاد الصراع الحالي مع الاحتفاظ بمرتكزات الاستراتيجيه قيد التنفيذ وحسب الاسبقيه وحالة الصراع وتطوراته,لقد تناقل الاعلام قبيل الغزو باشهر الحرب المحتمله على العراق ومراحل التهيئه وقبل اشهر قليله من الغزو تغيرت صيغة الاعلام الى الحرب الوشيكه على العراق واتبعت الولايات المتحده الامريكيه نهجا معروفا في الاعداد ويشابه في مفاصله نهج الاعداد لحرب الخليج الثانيه واعتمد على عدة امور تكتيكيه ومحووريه شامله لتحقيق الغزو

    (النفط دم الشيطان الاسود)
    2. النفط المحور الاساسي والرئيس في الحرب اضافة الى امن اسرائيل لان السلطه والثروه عنصران مترادفان في النظام الراس مالي الامريكي والتحكم بمصادر الموارد امر ضروري لديمومه الجيوش والقواعد اللعسكريه الامريكيه المتواجدة في العالم ورغم تاكيد وزير الخارجيه الامريكي كولن باول ومسؤلين امريكان بارزين ان غزو العراق ليس هدفه النفط وانما كذبة اسلحة الدمار الشامل واسقاط النظام الا ان الكثير من المراقبين بما فيهم من الموالين للاداره الامريكيه ومروجين افكارها مثل ( توماس فريدمان) يرون عكس ذلك وفقا لمقالات فريدمان عام2003 نشرته "هيرالد تريبون" قال فيها ((ان النفط هو احد الاسباب الاعداد للحرب ضد العراق واذا حاول اي شخص ان يقنعنا بغير ذلك فانه قطعا لايحترم عقولنا وتشير الدراسات الى ان اخر نقطة نفط في العالم ستكون في العراق الذي يملك122مليار برميل كأحتياط نفطي يمثل 15%من احتياط نفط العالم فيما نشرت دراسات امريكيه اخرى صادرة عن ادارة معلومات الطاقه الامريكيه احتياط النفط العراقي اكثر من200مليار برميل وكمان الكثير من حقول النفط لم تستغل حتى الان وعدد الحقول المستغله بسيطه جدا وبالمقارنه مع الاحتياط النفطي للولايات المتحدة وكنداعن عشر سنوات معدوده وفي العراق يتجاوز100 عام علاوة على تكاليف استخراج برميل النفط في العراق ارخص بكثير عن بقية الدول النتجة للنفط في العالم وتصل كلفه الاستخراج في العراق الى 95سنت ويباع الان ب80$للبرميل اي مستوى الربح بالبرميل يصل في الوقت الحاضر79$ دون عددات تذكر او مراقبه دوليه وتشير الدراسات الى ان احتياط الولايات المتحدة يصل2%من احتياط العالم واستهلاك الفرد الامريكي للوقود لاتستطيع ان تسد كفايته من الاحتياط مالم تستورد ومن هنا نجزم انهذا يعني انهياراكبر دوله صناعيه في حالة قطع عنها النفط او توقف اتيرادها للنفط واصدرت ادارة معلومات الطاقة الامريكيه بالاشتراك مع شكرة بريتش بتروليومدراسه تفيد "الدراسات بخصوص الموارد مشتركه بين الحلفيين الامريكي والبريطاني"الانتاج النفطي العالمي عام1997بلغ75مليون برميل في اليوم وسيصل في عام2010الى94مليون برميل باليوم ويرتفع في عام2015يصل105مليون برميل باليوم وفي عام2020يصل الى 115مليون برميل وبهذا الموقف يكون العراق الاول في قدرته على تلبيةاحتياج الاسواق العالميخ(غير قادر على تلبية الحاجة المحليه الملحة لشعبه)ومن بعده السعوديه-الامارات-الكويت-اتيران –فنزويلا-واذا دققنا فنرى من الواضح جميع هذه الدول تخضع لقائمة الاهداف الامريكيه للسيطره والهيمنه واثارة الاضطرابات, وذكرت وكالة الانباء الفرنسيه في تقرير نشرته في9/2/2003نقلا عن نشرة (بترواستراتيجي) ان هناك صراع غنائم في الاداره الامريكيه بين البنتاغون والخارجيه حول من سيسيطر علىالنفط العراقي بعد الحرب حيث ترى البنتاغون ضروره سيطرتها على القطاع النفطي فبم ترى الخارجيه ضرورة استمرار ادارة قطاع النفط العراقي من خلال الشركة الوطنيه العراقيه وهذه حقائق ومعطيات لاتقبل الشك كركائز لحرب الموارد وتشير الخطط العسكريه كلها للسيطره على منابع النفط الغنيه في كركوك الموصل والجنوب الغني بالنفط ومن منظور الهيمنه الامريكيه لكونها القطب الاوحد كما ترى انها تحكم الامبراطوريه النفطيه التي تتحكم بالقوى الاخرى مثل اليابان-فرنسا-المانيا-الصين-الهند وكل القوى التي تحتاج النفط بشكل محوري النفط دم الشيطان الاسود
    المناخ الداخلي
    3. يتمثل المناخ الداخلي في مجموعة العناصر البشرية، المادية، المعنوية التي تتفاعل وتتساند في سبيل تحقيق الهدف او الاستراتيجيه او تكتيكاتها المختلفه لقد هيات الدوائر المخابراتيه والسياسيه ومن خلفها الدوائر الاعلاميه الموجه لخدمة الاستراتيجيه المناخ الداخلي الملائم لحشد الطاقات والإمكانيات الماديــة والبشرية والتقنيــة والأهداف والخطط والبرامج والموازنات لتامين التاييد والدعم السياسي والاقتصادي والشعبي والحربي لغزو العراق تحت ذرائع مختلفه واهمها مايسمى الحرب على الارهاب بيافطته الواسعه والفضفاضه التي تبيح المحضورات جميعها بما فيها القنون الدولي والاتفاقيات الدوليه كافه وتفعيل وسائل صنع الخوف في عقلية المواطن الامريكي من خلال احداث ايلول-حشد الراي العام الامريكي عبر منظومه الاعلام الجباره والتي تسخرها دوائر المخابرات الامريكيه لهيكلة العقل قبل تنفيذ الفعل وقد اشاعت تلك الوسائل مبررات الغزو الكاذبه وعبر خطابات رسميه ولقاءات متلفزه ومقالات ونشرات صحفيه خطورة العراق –اسلحة الدمار الشامل عن طريق تصريحات جورج تنت مدير المخابرات المركزيه السابق وكولن باول وزير الخارجيه الامريكيه وجون بولتن ونائب الرئيس ديك تشيني وغيرهم وكذلك مستشار الامن القومي كوندليزا رايس عندما صرحت بان العراق قد اشترى يورانيوم من النيجر وعلاقة الرئيس الراحل صدام حسين بالقاعده وربطها باحداث ايلول عندما ذكرها في خطاب ديك تشيني مع ابراز بعض شهود الزور من المجرمين واللصوص الذين غادرو العراق خوفا من التبعيات القانونيه وادعوا المعارضه السياسيه وامتلاكهم معلومات بشان الربنامج النووي واسلحة الدمار الشامل وطبعا هذه بروبكانده اعلاميه لحشد الراي العام الامريكي وتظليله في اكبر عملية تظليل شهدها العالم وشخوصها سياسيين رفيعي المستوى ومنهم الرئيس بوش الذين اجادوا صناعة الخوف في قلوب وعقول الشارع الامريكي ليذهبوا الى غزو العراق دون تفويض دولي اي خارج الشرعيه الدوليه وبهذا تعبتر الولايات المتحده وفقا للقانون الدولي دولة مارقه بل ومارست الاداره الامريكيه دكتاتوريه عالميه شموليه حين اعلن الرئيس بوش مقواته المشهوره" من لم يكن معنا فهو ضدنا وكان الفضائح التي لاحقت برئيس الوزراء البريطاني توني بلير هي الاخرى مرت دون حساب حيث اعترف مستشاره المقرب جدا منه " اليستر كامبل" الذي اجبر على الاستقاله في30/8/2003 بانه ارتكب خطأين الاول هو سرقة تقرير اعده طالب عراقي ونسبته لاجهزة الاستخبارات البريطانيه, والثاني هو الكذب وسوء الصياغه المتعمد للتقرير وكان قد وجهت اللجنه البرلمانيه البريطانيه لكامبل تهمة الخداع للبرلمان عندما نشر ملفا عن اسلحة الدمار الشامل العراقيه واعقبه انتحار المثير للجدل لخبير الاسلحه البريطاني الدكتور ديفيد كيلي وهذا التظليل المشترك الذي رعاه بوش وبلير سبب دمار للعراق وتداعيات كبرى وازمات في العالم

    المناخ الخارجي
    4. ويعبر عن كافة الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتقنية والعسكريه المحيطة بالعالم الخارجي, ويمثل المناخ الخارجي المصدر الأساسي الذي تحصل منه الاستراتيجيه على الموارد اللازمة لها، والمجال الأوحد لتمرير اهدافها. وتتبلور سمات وخصائص المناخ الخارجي من حيث تأثيرها في أمور- الفرص- المعوقات- المهـددات-الموارد الاضافيه ويعتمد على دراسة وتقويم الجوانب التالية:
    الأوضاع والتطورات الاقتصادية المحلية، الإقليمية، العالمية- الاجتماعية والثقافية المحلية، الإقليمية، العالمية- والإمكانيات التقنية المحلية، الإقليمية، العالمية- النظم والتشريعات والقواعد الدوليه- الأوضاع والتطورات - حالة الصراع وتطوراتها وامكانية الحشد السلبي والايجابي- الادوات الموراد الاجنبيه والمكتسبه-التحالفات والمصالح وغيرها من الامور الثانويه التي تدخل في صلب صنع الحدث, واستطاعت وفق هذه المقومات ان تحقق الولايات المتحده بعض العناصر لشن هجومها على العراق وركز ت على محاور مهمه اساسيه واخرى بديله مع امكانية التحول الى خطط الطوارئ
    لقد فشلت الاداره الامريكيه في تامين مناخ خارجي مثالي لشن الحرب اي فاقد المشروعيه والشرعيه بل ينسف الشرعيه الدوليه بالكامل ,بدأت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها المكثفة على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بغية استحصال قرار يخولها باستخدام القوة ضد العراق، واستمرت في محاولاتها خارج المجلس لإقناع كل من فرنسا وروسيا والصين بضرورة التصدي عسكريا للنظام العراقي، بدعوى محاولاته الاحتفاظ بأسلحته ذات الدمار الشامل، وسعيه الدائب لإخفائها عن رقابة أعين المفتشين الدوليين، على الرغم من تقرير رئيس المفتشين [هانس بليكس] الذي أكد فيه عدم العثور على أية أسلحة جديدة، بعد أن استمرت فرق التفتيش منذ عام 1991 تدمر تلك الأسلحة، وكافة مصانع هيئة التصنيع العسكري. استمرت الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولاتها لإقناع روسيا والصين وفرنسا لإصدار قرار جديد يبيح صراحة استخدام القوة ضد العراق بدعوى عدم التزام النظام العراقي بالقرار 1441.
    لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، فقد رفضت كل من روسيا وفرنسا والصين إصدار قرار بالحرب، متحدين الإصرار الأمريكي، مما أدى إلى غضب الرئيس بوش من موقف هذه الدول، وبوجه خاص فرنسا الحليفة الأوربية التقليدية للولايات المتحدة، والتي أعلنت صراحة بأنها ستستخدم حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن إذا ما قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع القرار الذي جرى إعداده من قبلهما,
    فقد أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك] في العاشر من آذار2003 في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي إن بلاده ستستخدم حق النقض[ الفيتو] ضد مشروع القرار الذي أرادت الولايات المتحدة تمريره في مجلس الأمن، والذي يخولها اللجوء إلى الحرب ضد العراق، وأضاف شيراك أن الحرب هي أسوأ الحلول للأزمة العراقية، رافضاً الحل العسكري ضد العراق إلا بعد أن يعلن المفتشون الدوليون أنهم لم يعودوا قادرين على العمل هناك.
    كما أعلنت الحكومة الروسية في اليوم نفسه على لسان وزير خارجيتها [إيغور إيفانوف] أن بلاده ستستخدم حق النقض [الفيتو] كذلك ضد مشروع القرار الأمريكي البريطاني المعروض على مجلس الأمن بمنح مهلة للعراق حتى 17 مارس 2003 لنزع سلاحه غير التقليدي، وقال إيفانوف في تصريحات صحفية بموسكو إن مشروع القرار يعتبر إنذارا غير قابل للتطبيق.
    ولاشك أن مواقف الدول الثلاث فرنسا وروسيا والصين في أساسها تخضع للمقومات الشرعيه الدوليه ومصالحها الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة إلى استلابها منها، وإحكام هيمنتها المطلقة على نفط الخليج، ومن هنا كان التناقض في المواقف بينهم في مجلس الأمن حيث سعت هذه الدول إلى حل الأزمة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، في حين انفردت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في قرارهما اللجوء إلى القوة العسكرية، بصرف النظر فيما إذا قبل الآخرون أم رفضوا ذلك وهذ سابقه خطيره انتهجها بوش وادارته لنسف الشرعيه الدوليه وقوانينها بالكامل.
    5. العراق لن يكون تهديدا لاي دوله
    لن يكون العراق تهديدا لاحد كما يصرح به الرئيس الامريكي بوش في خطاباته بعدان اصبح الهدف الرئيس للحرب ازالة النظام وليست اسلحة الدمار الشامل او العلاقه مع القاعده مبررات شن الحرب وقال ان العراق لم يعد مصدر تهديد لجيرانه واغفل ان العراق كان يتعرض للهجمات الامريكيه منذ عام1991 وحتى واحتلاله2003
    • لن يكون العراق دولة جوار لامريكا او بريطانيا ولاتوجد حدود مشتركه بريه وبحريه وجويه بينهما مما يشكل تهديد لهذه الدول او الدول المتحالفه مع الولايات المتحده ضمن المرتكزات الاساسيه لشن الحرب.
    • نفذ العراق جميع قرارات ومقررات الامم المتحده ونزع جميع اسلحة الردع الاستراتيجيه الصاروخيه
    • العراق دوله من دول العالم الثالث وليست دولة ارتكاز ضمن مقومات الصراع الدولي
    • العراق يخضع لحصار شامل لكل شيء منذ عام 1990 مما يجعله دولة فقيرة غير قادرة على تامين مقومات الحرب والصراع مع دوله كبرى
    • استنزف العراق الكثير من قدراته العسكريه في حرب عام 1991 وفرضت عليه قرارات تخفض من حجم قوته العسكريه من 45 الى20 فرقه وخضع كما ذكرنا اعلاه الى تفكيك مصانعه العسكريه وقوته الصاروخيه بل لم يمتلك العراق اي سلاح ردع استراتيجي ليكون رقم ضمن معادلة الصراع ولايمتلك سوى صورايخ بمديات محليه لاتتعدى 100كم ضمن قدرات الدفاع المحدود وحتى لا ترتقي لمقومات الدفاع السوقي اي ان العراق لايشكل خطرا عسكريا كتهديد
    • فرض خطوط الحضر(no fly zoon) شمال وجنوب العراق (32.33.36) مما يحدد حركته وكشف ومعالجة اي مناوره عسكريه ضمن الحدود الجغرافيه لدولة العراق
    • الحرب على العراق لم تنهي عند عام1991 بل استمرت الحملات العسكريه الامريكيه خارج اطار الشرعيه الدوليه باستهداف العراق وقتل المدنين للاعوام1992.1993.1996.1998 وعمليات التجريد الجوي قبيل الغزو دون رد عسكري عراقي صاروخي او تصدي فلم يسقط العراق طائره واحده من الطائرات الامريكيه التي تخترق اجوائه مما يدل على نية العراق السلميه والتزامه بمقررات الامم المتحده وعدم خروجه عن الشرعيه الدوليه
    • الحصار منع القدره العسكريه العراقيه من التطور او التحديث او التسليح لتمكنها من القيام باي عمل عسكري ولا حتى محدود اي ان العراق لايمثل تهديدا كما صوره الرئيس الامريكي بوش وادارته ورئيس الوزراء السابق توني بلير وحكومته للعالم ولن يمتلك اسلحة دمار شامل وكان رئيس الوزراء البريطاني قد افاد ان العراق قادر على استخدام اسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقه وهذ كذبه كبرى وتظليل الراي العام العالمي وكان وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد قد شكل وحدة مخابراتيه خاصه عملها الرئيس البحث عن ادله تثبت وجود علاقه بين العراق والقاعده وفشلت في تقديم اي دليل واثبت قبل ايام البنتاغون ذلك ايضا وهذه حملة الاكاذيب المنسقه التي برر فيها الرئيس الامريكي الحرب ولايزال يعتبر احتلال العراق نصر يستحق التضحيات ونسى ان يذكر المجازر والجرائم والاباده والتعذيب والاغتصاب وقتل الاطفال والنساء والشيوخ التي ارتكبتها قواته في العراق منذ الغزو ولحد الان كما صرح في خطابه في الذكرى الخامسه لغزو العراق في ولاية فرجينيا
    6. الاستراتيجيه العسكريه في غزو العراق
    اعتمدت الاستراتيجه العسكريه الامريكيه في غزو العراق على عدة عوامل ومنها:
    • استخدام الصفحه العسكريه بكامل قدراتها وفق ابجديات الحرب الخاطفه منطلقا من اسلوب الصدمه والترويع التي تجعل من جميع اراضي العراق بمن عليها من منشات مدنيه او عسكريه وبشر مدني او عسكري اهداف حره للمعالجه ضمن ساحة الحركات ومسرح العمليات دون تمييز
    • استخدام واسع لجميع الاسلحه والقدرات الامريكيه بمافيها الاسلحه الاستراتيجيه والمحرمه دوليا
    • استخدام اسلوب التمويه المبعثروتشتيت الجهد العسكري عبر المحاور والمقتربات المحتمله مع التاكيد على نهج التخطي والتثبيت ضمن المحور الرئيسي للهجوم
    • استخدام لمبدا التثبيت بشكل واسع عبر محاور ومقتربات وهميه او ثانويه
    • استخدام الحرب النفسيه بوسائلها المعروفه والمتطوره
    • باستخدام الطابور الخامس والسادس
    • استخدام صفحة البعدالمخابراتي وهي صفحة رئيسيه ملازمه لجميع الحروب الامريكيه وكثير ما تستخدمه قبيل الحرب واثنائها لتعزيز العمل العسكري
    • استخدام الاعلام صفحة رئيسيه لاسناد القوات في الحرب
    • استخدام واسع للحرب الالكتروينه وبقدرات تكنلوجيه متطوره
    • تسخير جميع مقومات القدره المكتسبه لتعزيز الحرب
    • تسخير الدعم العسكري والمعلوماتي شبه الرسمي الاقليمي
    • تسخير الدعم اللوجستي العربي
    • تحريك الخلايا التجسسيه النائمه في العراق بتوقيتات محددة تتوافق مع مراحل الهجوم
    • استخدام الادوات العراقيه العامله مع الاحتلال منذ فترة التخطيط وحتى اخر مراحل التنفيذ مع بيان الدور المقبل وكانت دوائر المخابرات الامريكيه ق تعاقدت مع68 شخص من اصول عراقيه ويحملون جنسيات اخرى للعب ادوار سياسيه وعسكريه وامنيه خلال وبعد الغزو
    • فبركة الاخبار الاعلاميه عن الحرب وتقدمها من خلال المراسلين المجندين مع قوات الاحتلال الامريكي وابراز النصر السريع لمحاكاة وكانت فضيحة المجنده جيسكا دليل على زيف وكذب عدد من وسائل الاعلام الامريكيه
    • وهناك الكثير من الاسرار والخفايا التي لم يعلن عنها لحد الان والتاريخ كفيل بكشفها
    الاستعدادت النهائيه للمعركه
    قوات الطرفين
    7. القوات العراقيه المدافعه
    القوات المسلحه العراقيه بالتاكيد لايوجداوجه مقارنه مع القوات الغازيه لحجم الاختلاف الكبير بين قدرات جيش تقليدي من دول العالم الثالث وقد اصابه ضرر وخسائر وايقاف نمو وتطوير من جراء حرب ثمان سنوات وحرب الخليج الثانيه بما يسمى عاصفة الصحراء الذي استنزفت ما يقارب60% من قدرته القتاليه خلال انسحابه من الكويت ( الانسحاب في التماس) وهو اصعب مرحله ضمن صفحة الانسحاب في الحرب اضافة الى الحملات الجويه المعاديه اعوام1992.1993.1996.1998وحرب التجريد المستمره وحرب الحصار على تسليحه وتطويره وتوفير ابسط مقومات الجيش ولا كنه بنفس الوقت جيش محترف مهني يمتلك ارادة القتال وفق عقيدته الوطنيه يمتلك خبره كبيره في الحروب التقليديه ضمن محيطه الاقليمي واستطاع الاشتراك بمعارك كبرى مع الجيش الامريكي وانتصر فيها رغم محدودية الاشتباك وتفوق القدره وكانت قطعات الفيلق الثالث الجيش العراقي (فرقة المشاه-51-18-11والفرقه المدرعه السادسه)اول من اشتبك مع العدو واستطاعو رغم مقومات التفوق الاستراتيجي من الصمود ومنازلة العدو من اربع محاور او مقتربات منذ اول يوم الهجوم وحتى يوم6/4/2003وهذا وسام فخر وعز للجيش العراقي الاصيل الذي فاق الحسابات والمعادلات الرقميه والتكنلوجيه واستطاع ان يؤدي واجبه الوطني بكل شرف وفخر واعتزاز



    أ. الجيش العراقي
    اولا.القدره البحريه
    القوه البحريه-زوارق بحريه خفيفه-افواج مشاة بحري-منشآت وموانئ بحريه جرى ترميمها بعد الحرب ولايمكن وضعها من حسابات التوزان للقدره او قوات الطرفين لانها تعد غير موجوده
    ثانيا. القدره الجويه
    القوه الجويه فهي لاتدخل ضمن الحسابات العسكريه ضمن موازيين القوى او قوات الطرفين لكون غالبية الطائرات العراقيه استولت عليها ايران عندما اخليت في حرب1991اليها وكان عددها اكثر من139 طائره محتلفه ناهيك عن طائرات ذات الاستخدام المدني, وبقية الطائرات الموجوده وتتكون من بعض الاسراب من طائرات قديمه-23-25-29 لاتستطيع العمل كمتصديات جويه او اسناد ساحة المعركه لعامل التقادم الزمني والصلاحيه( نتهاء العمر الفني للطائره) ومنظوماتها الفنيه والتسليحيه والاستطلاعيه وكذلك تحديد فضاء الطيران(fly zoon)وعدم ممارسة الطيارين على المهام القتاليه والمهام التدريبيه التي تحسن من مستوى الاداء للمهام الجويه وهناك سلاح طيران الجيش الغزال-مي25- bo--مي8-مي17- pc7-pc9ثابتة الجناح وجميع هذه الطائرات لاتعد ضمن مقاييس الاسلحه المتطوره مثل الاباتشي او اي 10وبالتاكيد لايمكن استخدام سلاح الجو العراقي او طيران الجيش نظرا للسياده الجويه المطلقه لقوات الاحتلال منذ عام1991 وحتى شن الهجوم
    ثالثا. الدفاع الجوي
    يعتمد في عمله على المدافع 57-23 والصواريخ المحوله وعدد من الصواريخ التي حاول التصنيع العسكري العراقي من تطويرها ولاكنها غير مجديه ولم تحقق نتيجه ايجايه طيل فترة المهارشه الجويه الطويله ل13 عام وهذ فرق قدرات تكنلوجيه بعد ان فقد جزء مهم من عناصره هي قدرة المتصديات لاسقاط طائرة العدو وكانت الطائرات المعاديه تستهدف باستمرار مدافعه وتجهيزاته ومنظوماته الرادار ومحطات الاتصال والانذار المبكر والوحدات المتواجده ضمن خطوط حضر الطيران وجرى تجريد لها واسع قبيل شن الهجوم مما يستحق اطلاق مصطلح السياده الجويه للعدو

    رابعا.القوات البريه العراقيه
    هي القوات الوحيده التي تحملت عبئ القتال وتجيد المناوره وحنكة التماس ولاكنها تفتقد الى السلاح الحديث وقوة الاسناد الحديثه وهذ مقومات الصمود الرئيسيه او الاسناد الذي المفروض تامينه في ساحة المعركه وخصوصا القوه الجويه وطيران الجيش وادامة المعلومات في ساحة المعركه وفقا لاخر التطورات وهذه القوات لها صولات وجولات مع وقات الاحتلال بين كر وفر وتصدي ودفاع وهجوم ومناروه استطاعت ان ستنهض هممها وستحضر خبراتها ضمن الممكن والصمود لاكثر من عشرون يوما مقابل اكبر حشد عسكري متطور عرفه التاريخ بعد الحروب العالميه
    (1)الفيلق الاول-الخامس-شمال العراق بمنحنى جغرافي وفق حدود المسؤوليه من حدو محافظة ديالى-كركوك –الموصل وتقدر قوة كل فيلق اربعة فرق عسكريه ثلاث منها مشاة وواحده مدرعه ولواء مغاوير الفيلق مع عدد من الصنوف السانده مخابره-مدفعيه-ه أ ك-الخ
    (2)الفليلق الثاني ثلاث فرق مشاة +فرقه مدرعه+لواء مغاوير الفيلق وحدود مسؤوليته الحدود الشرقيه للعراق من محافظة ديالى وحتى محافظة الكوت عن منطقة بدره وجصان الحدوديه
    (3)الفيلق الرابع ثلاث فرق مشاة وفرقة مدرعه ولواء مغاوير الفيلق ويتمتد مسؤوليته من انتهاء حدود الفيلق الثاني وحتى لسان عجيرده في محافظة ميسان وعلىالحدود الشرقيه للعراق
    (4)الفيلق الثالث عنصر الصدمه الاولى في المعركه يتكون من ثلاث فرق مشاة وفرقه مدرعه ولواء مغاوير يمسك الحدو الشرقيه من لسان عجيرده وحتى البرجسيه بحدود مسؤليه هلاميه تكون الفو وام قصر ضمن حدودها
    ومن خلال توزيع وحدات الجيش العراقي يبرز للمتابع بل والمراقب ان هذا التوزيع دفاعي بحت لايمكن التحول الى الهجوم وفق اسبقيات المسؤوليه وحالة الدفاع والغايه المطلوب تحقيقها في ظل الهيمنه المباشره والحملات العسكريه المتعاقبه لقوات الاحتلال علىلا العراق كما ذكرنا اعلاه ويعني هذا لن يكون للعراق اي نيه مبيته او خطر يهدد الامن والسلم الدوليين او يهدد جيرانه كما ادعى بوش بل عنصر توازن اقليمي يحد من الطموح والتوسعات الايرانيه تجاه العراق ولاكن هذه شريعة الغاب؟؟
    ب.الحرس الجمهوري
    نظام معركة الحرس الجمهوري فيلقين فيلق جنوبي وفيلق شمالي وهذا احتياط استراتيجي للتصدي لاي هجوم محتمل على العراق وكان الفيلق الاول الشمالي فيلق الله اكبر يتكون من ثلاث فرق-حمورابي-مدرعه-عدنان مشاة الي-نبوخذ نصرمشاة-لواء قوات خاصه والفيلق الثاني الجنوبي فيلق الفتح المبين وبثلاث فرق المدينه المنوره مدرعه-النداءمدرعه-بغداد مشاة لواء قوات خاصه
    ج.التشكيلات الاخرى
    الويه الحرس الخاص-فدائيو صدام-قطعات المقر العام الخدميه لوزارة الدفاع-قوات الحدود-جيش القدس- الاجهزه الامنيه الاخرى واسندت لهذه التشكيلات واجبات الامن الداخلي وحرب المدن القتال في المناطق المبنيه في حالة دخول قوات الاحتلال
    8. قوات الاحتلال الامريكي والقوات المتحالفه معها
    القوات المسلحه الامريكيه تعتبر قوه تمتلك قدرة الردع الاستراتيجي كدولة كبرىوباكمانها الرد على مجموعه دول متحالفه ضدها وهي اعدت لهذا الغرض وفقا لابجيدات الاستراتيجيه التوسعيه وهوس الهيمنه بالقوه واشباع رغبتهم بمسلسل الحروب الاستباقيه وفقا للاهداف والمشاريع الي تطلقها بين الحين والاخر,وقدراتها متنوعه-القدرات الفضائيه-منظومة الاقمار الصناعيه-مشروع حرب النجوم-القدره الجويه-اساطيل النقل الجوي( التعبوي –السوقي –الاستراتيجي)-الاستطلاع-الاستخبارات-الارتباط-القاصفات الاستراتيجيه-القاصفات التعبويه-القدره البحريهالحربيه والتجاريه و سبع اساطيل بحريه حربيه وحاملات الطائرات المختلفه منها المزود بمحركات نوويه وسفن مختلفه وزوارق ومشاة البحريه وتعد البحريه الامريكيه قوة بحذاتها والقدره البريه قوات الحرس الوطني اثنى عشر فرقه قتاليه ثلاث فرق محموله جوا,واربع فرق مدرعه, وثلاث فرق ميكانيكه اي اليه وفرقتين مشاة- ام قوات المشاة البحريه الامريكيه( المارينز) تعتبر هذه القوات قوات النخبه وهي مستقله ومحموله محموله بالسفن البحريه تتميز بتسليح وتجهيز متطور وادائها القتالي عالي وفقا لنوع التدريب الذي تتلقاه ومكتفيه ذاتيا اي مؤمن ضمن ناظم معركتها جميع الصنوف متجحفله معها بالامره اي ضمن ناظم معركتها وبمستوى فيلق متكامل الاسناد الناري والاداري والقدرات الجويه والبحريه والصاروخيه ويضاف الى تلك القدرات الفيلق المحمول جوا والذي يعتبر مع قوات المارينز الاحتياط الاستراتيجي للولايات المتحده( قوات الانتشار السريع)في معالجة الازمات التي تهدد المصالح الامريكيه أينما وجدت


    9. القوات البريطانيه
    يعتبر الجيش البريطاني من الجيوش المتقدمه وتمتلك الخبره في التعاطي وخصوصا مع العالم العربي اثناء امبراطوريتها الاستعماريه التي شملت المنطقه العربيه ايضا وتقلصت هذه القوات منذ عام1971 نظرا لانحسار المصالح القوميه البريطانيه ولايمكن وضع القوات البريطانيه في ميزان القوى امام القوات الامريكيه واستطاعت الاشتراك بالحرب بقوة فرقه زائد وعدد من قواتها الجويه وحاملات طائرات صغيره
    10. حشدت الولايات المتحده في غزوها العراق
    300الف مقاتل - الف دبابه وعجلة قتال مدرعه- ثلاثة الاف اليه عسكريه-1200 طائره قتال واسناد- المدمرات وحاملات الطائرات والبوارج الحربيه- عشرات السفن الحربيه الاخرى- مئات سفن الاسناد والنقل- شركات الخدمات العسكريه الخاصه( المرتزقه) مليشيات الاحزاب المشتركه بغزو العراق- قوات شبه رسميه اقليميه- قوات عربيه لتامين الاسناد اللوجستي
    غالبية قدراتها العسكريه والقدرات العسكريه الحليفه الاخرى معها باستخدام الاراضي العربيه وقد وزعت قياداتها وقدراتها وقطعاتها بشكل ( نسيج العنكوبت) ليؤمن عنصر الصدمه والترويع الذي اعتمدته الاستراتيجيه االعسكريه الامريكيه في حربيها على العراق عام1991-2003 ولا تزال تستخدمها بالرغم ن وحشية الاداء وهول الخسائر البشريه في صفوف المدنيين الابرياء العزل بما يتنافى مع الاتفاقيات الدوليه وبنود التحريم في استخدام الاسلحه المحرمه وبنود تجنيب المدنيين الاستهداف من قبل الاسلحة للقوات المتحاربه, وكان توزيع القوات- المركز الرئيس لقيادة المنطقى الوسطى في قاعده السيليه بقطر - المركز الجنوبي في قاعدة السالم الجويه في الكويت- مركز القياده الجويه في السعوديه- مركز القياده البحريه في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين-وقاعدة انجرلك في تركيا-قاعدة في الاردن- - وتنفتح في الخليج اكثر من155قطعه بحريه امريكيه وغربيه في طور التعزيزالانسيابي 100قطعه منها امريكيه بضمنها حاملات طائرات خمس لكل منها طاقم حمايه متكامل القدرات ومنها(ترومان,روزفلت, لنكولن, كونستلاش كيتي هوك)مع حاملتي الطائرات البريطانيه(أوشن وأرك, رويال)تحملان الطائرات نوع هرير ذات الاقلاع العمودي, وهناك طردات تحمل اكثر من2030صاروخ جوال توما هوك واكثر من600صاروخ هاربون ضد الدفاعات الجويه ام الطائرات المقاتله مع الطائرات المحموله على حاملات الطائرات تبلغ اكثر من995طائره من احدث الطائرات وهذه تعتبراحتياط استراتيجي جاهز للمعركه ومنها بي1 , بي2,بي52, الشبح اف117,اف18-16-15-14التورنيدو, الهرير, اي 10وعدد كبير من طائرات الهليكوتر والابتاشي وطائرات النقل الشينوك وبلاك هوك واكستابل وسيكورسكي وطائرات التجسس بلاك بيرد اضافة الى طائرات الاوكس والتوسي والطائرات المسيرة بدون طيار حاملة الطائرات "USSJohn C. Stennis" وبرفقتها قطع بحرية إلى المنطقة في أواخر فبراير/شباط الماضي، اضافة إلى حاملة الطائرات "USS Dwight D. Eisenhower" ايزن الاسطول السادس والخامس البحريه الامريكيه فحسب تقرير "التوازن العسكري 2005-2006"، الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISSحول انتشار القوات الامريكيه يوجد في الكويت نحو 25 ألف عسكري أمريكي من فروع الأسلحة الأربعة (الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية "مار ينز")، وإن كان تقرير مجلة "جينز" الدفاعي" لعام 2006، يشير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين يقارب 18 ألفاً, وهؤلاء يتوزعون على "قاعدة علي السالم الجوية"، التي تتمركز فيها قوة جوية رئيسية، و"قاعدة عبد الله المبارك الجوية" قرب مطار الكويت الدولي، و"معسكر عرفجان" (الجنوب) الذي تتمركز فيه قوة برية رئيسية، ويضم قيادة قوات التحالف البرية التي انتقلت إليه من معسكر الدوحة، وجزيرة فيلكا، وميناء الأحمدي. في البحرين فيتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي ما بين قوات بحرية ومشاة بحرية وجيش، في "قاعدة الجفير العسكرية" القريبة من المنامة، والتي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس، وميناء سلمان، و"قاعدة الشيخ عيسى الجوية"، ومطار المحرق. علماً أن الأسطول الخامس يضم بالوضع العادي نحو 15 قطعة بحرية، تشمل حاملة طائرات, في دولة قطر يبلغ عدد العسكريين الأمريكيين نحو 6540 عسكري، ما بين جيش وقوات بحرية وجوية ومشاة بحرية، يتوزعون على "قاعدة العديد الجوية"، التي تضم مركز العمليات الجوية المشتركة، و"معسكر السيلية" الذي يعد مقر القيادة الوسطى الأمريكية,ولاشك في أن انتقال القوات الأمريكية من السعودية إلى قطر، عقب الحرب على العراق، قد عزز أهمية الدوحة في الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، كما يقول "تقرير جينز الدفاعي, في المملكة العربية السعودية يوجد حالياً ما بين 300 و500 عسكري أمريكي فقط، يقومون بمهام التدريب. وكان عدد القوات الأمريكية المنتشرة في السعودية حتى انتهاء العمليات الرئيسية للحرب على العراق نحو 8500 عسكري, وفي الإمارات العربية المتحدة، فيصل عدد الأفراد الأمريكيين إلى 1300 تابعين للقوات الجوية، ويتمركز هؤلاء الجنود وعدد من طائرات الاستطلاع الأمريكية في "قاعدة الظفرة الجوية" بأبوظبي. فضلاً عن استخدام القطع البحرية الأمريكية لميناء الفجيرة، وميناء جبل علي بدبي، الذي يعد أكثر الموانئ خارج الولايات المتحدة زيارة من طرف السفن الأمريكية، للتزود بالوقود والمؤن، واستجمام الجنود، وغيرها, بينما يصل العدد في سلطنة عُمان إلى أكثر من 270 جندياً ما بين قوات بحرية وجوية، وهؤلاء يتمركزون بشكل دائم في "قاعدة الثمريات الجوية"، و"قاعدة مصيرة الجوية"، ومطار السيب الدولي، بهدف تنسيق النشاطات وصيانة التسهيلات. وقد يرتفع في الأزمات عدد هذه القوات، إذ تعد عُمان إحدى أهم المحطات لاستقبال القوات والمعدات الأمريكية
    11. توزيع الاحتياط الامريكي الاستراتيجي
    أ.خريطة انتشار الجنود الأمريكيين
    يستعرض تقرير بحثي صادر عن مركز "جلوبال ريسيرش "الكندي لأبحاث العولمة شبكة القواعد العسكرية الأمريكية العريضة في العالم من قواعد أرضية وبحرية وجوية أو حتي قواعد تجسسية ومخابراتية في كل بقاع الأرض تقدر بحوالي سبعمائة أو ثمانمائة قاعدة تكلف الولايات المتحدة سنويا مئات المليارات من الدولارات, وهي تستخدم في أغراض التدريب وتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في أي مكان. هذا بخلاف القواعد العسكرية داخل أمريكا نفسها والتي تصل الي ستة آلاف قاعدة حسب تقديرات في فبراير الماضي.
    ومع زيادة شعور أمريكا بالخطر المحدق بها بعد هجمات سبتمبر أضيفت سبع دول جديدة الي قائمة الدول التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أمريكية علي أراضيها. وبعد أن كان هناك 255 ،065 ألف جندي أمريكي منتشر في دول أجنبية عام 2002 قبل أن تحدث اعتداءات سبتمبر آثارها, أصبح الآن عددهم 325 ألفا منتشرين في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية والشرق الأوسط ووسط آسيا واندونيسيا والفلبين واليابان.
    ويشير التقرير الي أن العديد من القواعد الجديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة مؤخرا هي قواعد تجسسية ومخابراتيه متصلة بالأقمار الصناعية.
    ب. انتشار الجنود الأمريكيون حول العالم:
    116 ألفا في أوروبا منهم 75 ،603 ألفا في ألمانيا
    97 ألفا في آسيا (ما عدا الشرق الأوسط ووسط آسيا)
    40 ،258 ألفا في كوريا الجنوبية
    40 ،045 ألفا في اليابان
    ستة آلاف في الشرق الأوسط (بخلاف العراق) منهم 3 ،432 في قطر و 1 ،496 في البحرين
    ألف في وسط آسيا و200 في أستراليا
    800 في افريقيا
    700 في جوانتانامو و 413 في هندوراس و 147 في كندا
    491 في قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي
    196 في سنغافورة و 100 في الفلبين و 113 في تايلاند
    601 ،16 ألفا في البحار
    لقد انتهت الاستحضارات والاستعدادات النهائيه للحرب فقد انفتحت مراكز القياده والسيطره الاساسيه للعدو لادارة الحرب , المركز الرئيسي في قاعدة السيليه بقطرللقياده العامه للعمليات بقيادة النرال تومي فرانكس والمركز الجنوبي في الكويت قرب قاعدة علي السالم الجويه ومركز القياده السيار انفتح قرب الروضتين شمالا ومركز القياده الجويهفي قاعدة العديد بقطر ومركز القياده البحري في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين وتتبعها154 قطعه بحريه اكملت انفتاحها القتالي منها100قطعه امريكيه وفيها خمس حاملات طائرات(ترومان-روزفلت-لنكولن-كونستلاش-كيتي هوك) مع حاملتي طائرات بريطانيتين(اوشن-ارك رويال)تحملان طائرات نوع هرير ذات الاقلاع العامودي, اضافة الى حاملة طائرات ايطاليه وطرادات تشير المعلومات انها تحمل2030صاروخا جوالا من نوع ( توما هوك) و620صاروخا (هاربون) دفاع جوي وعدد كبير من الطائرات المقاتله والمحموله على ظهر حاملات الطائرات ويبلغ عددها اكثر من995(بي1-بي2-بي52-اف117الشبح-اف14-اف15-اف16-اف18-تورنيدو-هارير-اي10-الابتاشي-بلاك هوك-شينوك-اوكستابل-سيكورسكس-بلاك بيرد-اواكس-ولان توسي) وفي الساعه05:45يوم عشرين اذارشنت طائرتا نوع اف117 الشبح غاره على احد المزارع جنوب غربي بغداد في منطقة الدوره بغداد للاعتقاد تواجد الرئيس الراحل صدام حسن فيها واعقبتها موجه من الصواريخ الامريكيه الجواله ضد عدد من الاهداف في بغداد وبعد اكثر من ساعتين وبعد ظهور الرئيس العراقي الراحل صدام حسن يلقي خطاب رقم الواحد ليعلن بدء الغزو الامريكي البريطاني على العراق وباشرت القطعات البريه قوة الواجب (TASKFORCES )على عكس التوقعات العراقيه بالهجوم البري ومن اربع محاور سنتطرق اليها لاحقا
    الباحث اللواء الركن مهند العزاوي.... 19/3/2008

    مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
    نعتذر عن الاطاله ولكن من الضروري التعريج على المعطيات الحقيقه للصراع وخلفية التخطيط لاحتلال العراق وقد تناولنا الامور بحياديه تامه ومستقله بدون مجامله وفقا لاسبقيات الحدث وملابسات الموقف ولكي نترك بصمه عراقيه في اعنف تاريخ دموي شهده العراق على ايدي هولاكو العصر وبرابرته وسنتطرق إلى إحداث أخرى ونستمر بتغطية جريمة العصر( احتلال العراق) في ذكرى مرور خمس سنوات على احتلال العراق وما يزال.


    ملاحظه الى جميع الساده والشبكات والصحف راجيا الاشاره الى مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه عند النشر او الاقتباس او النقل أو التعاطي الإعلامي بمعطيات المقال و حقوق النشر والطبع للمركز
    نؤكد عدم استخدام مصطلح سقوط بغداد مهما كان نوع التعاطي الاعلامي لان بغداد لن تسقط
    مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com


  14. #34
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp الذكرى الخامسه للمحرقه العراقيه في الالفيه الثالثه

    بسم الله الرحمن الرحيم





    عشية الذكرى الخامسة لجريمة العصراحتلال العراق - الجزء الثاني - مهند العزاوي

    2008-03-20
    خاص لمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية

    الذكرى الخامسه للمحرقه العراقيه في الالفيه الثالثه
    كي لانترك التاريخ دون بصمة عراقيه ورؤيا عراقيه لخلفية الاستهداف للعراق والحدث المروع وعنصر التخطيط لاحتلاله وحجم المؤامره التي احيكت ضده
    مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
    الحرب لامفر منها

    1. ليلة العدوان الامريكي على العراق وقد انهت القوات الغازيه استعداداتها النهائيه للمعركه وفق الدلائل النهائيه في مسرح العمليات وساحة المعركه واصبحت لدى العراقيين كافه قناعه ان الحرب المفروضه حتميه لامفر منها وساعاتها مقبله وان هذه الحرب بمثابة قدر قدره الله للعراقيين وفشلت جميع المحاولات والطرق والوسائل لتفادي هذه الحرب وبات الخيار الاخير هو الغالب دخول الحرب والدفاع عن العراق بما متيسر من قدرات وكان الجميع يستذكر ويلات الهجوم الوحشي الامريكي عام1991 والحملات المتعاقبه 1992.1993.1996.1998 واكثر هذه الامور ايلاما هي قصف ملجا العامريه عام 1991والذي ذهب ضحيته مئات الاطفال والنساء والعجزه وكان هذا الملجا مدني مخصص لاغراض حماية المدنيين من اضرار الحرب وكانت جريمة بشعه بكل المقاييس ونفذت عن عمد لغرض خلق حالة من الهيجان الشعبي واخلال الصف الوطني كما اشاروا المستشاريين النفسيين للحرب بذلك , والجميع ينتظر ما تؤل اليه هذ الحرب وخصوصا كانت الوقائع تشير الى عمق ووحشية الاستهداف الذي يشمل العراق كله ليس نظام او اشخاص او حزب او فئه او طائفه اورئيس كما يصورون والنتائج خير دليل, وينشغل اليوم الراي العام العالمي الامريكي والغربي برفضه احتلال العراق واعتباره جريمه كبرى وتخرج هذه الايام مظاهرات واسعه في الولايات المتحده وبريطانيا واستراليا وعدد من الدول الاخرى ترفض المحرقه العراقيه والتجاوز على الشرعيه الدوليه وايقاف التداعيات الاقتصاديه والسياسيه والشعبيه التي يعاني منها العالم من جراء الحرب وسط تدجين كامل للموقف العربي الرسمي والشعبي تجاه الحدث الجلل الذي اصاب العراق والامه العربيه والمآسي والضحايا وتفكيك العراق دولة وشعبا ومجتمعا ليصبح دويلات طائفيه وعرقيه متعددة الولاء والتمويل والاتجاه بعيدا عن المنظور الوطني او تحقيق ابسط مقومات بالامن الوطني والقومي ويرافقه نفوذ اقليمي ودولي متعدد لايخدم المصلحه العليا للعراق والعراقيين ليلقي بضلاله على العالم العربي ويجعله عرضة للانهيار وبات وشيكا حسب مرتكزات الاستراتيجيه الامريكيه ومن تحالف معها سرا وعلنا لتنفيذها منطلقا من العراق , استعرضنا في الجزء الاول الخلفيات التاريخيه للاستهداف والابعاد الحقيقه للاستراتيجيه الامريكيه وتحولها من الرد الناعم الى الرد القاسي وانتهاج الحروب الاستباقيه والتقسيم الناعم للدول وتغيير الخارطه السياسيه وفق ابعاد الصراع الحالي مع الاحتفاظ بمرتكزات الاستراتيجيه قيد التنفيذ وحسب الاسبقيه وحالة الصراع وتطوراته,لقد تناقل الاعلام قبيل الغزو باشهر الحرب المحتمله على العراق ومراحل التهيئه وقبل اشهر قليله من الغزو تغيرت صيغة الاعلام الى الحرب الوشيكه على العراق واتبعت الولايات المتحده الامريكيه نهجا معروفا في الاعداد ويشابه في مفاصله نهج الاعداد لحرب الخليج الثانيه واعتمد على عدة امور تكتيكيه ومحووريه شامله لتحقيق الغزو

    (النفط دم الشيطان الاسود)
    2. النفط المحور الاساسي والرئيس في الحرب اضافة الى امن اسرائيل لان السلطه والثروه عنصران مترادفان في النظام الراس مالي الامريكي والتحكم بمصادر الموارد امر ضروري لديمومه الجيوش والقواعد اللعسكريه الامريكيه المتواجدة في العالم ورغم تاكيد وزير الخارجيه الامريكي كولن باول ومسؤلين امريكان بارزين ان غزو العراق ليس هدفه النفط وانما كذبة اسلحة الدمار الشامل واسقاط النظام الا ان الكثير من المراقبين بما فيهم من الموالين للاداره الامريكيه ومروجين افكارها مثل ( توماس فريدمان) يرون عكس ذلك وفقا لمقالات فريدمان عام2003 نشرته "هيرالد تريبون" قال فيها ((ان النفط هو احد الاسباب الاعداد للحرب ضد العراق واذا حاول اي شخص ان يقنعنا بغير ذلك فانه قطعا لايحترم عقولنا وتشير الدراسات الى ان اخر نقطة نفط في العالم ستكون في العراق الذي يملك122مليار برميل كأحتياط نفطي يمثل 15%من احتياط نفط العالم فيما نشرت دراسات امريكيه اخرى صادرة عن ادارة معلومات الطاقه الامريكيه احتياط النفط العراقي اكثر من200مليار برميل وكمان الكثير من حقول النفط لم تستغل حتى الان وعدد الحقول المستغله بسيطه جدا وبالمقارنه مع الاحتياط النفطي للولايات المتحدة وكنداعن عشر سنوات معدوده وفي العراق يتجاوز100 عام علاوة على تكاليف استخراج برميل النفط في العراق ارخص بكثير عن بقية الدول النتجة للنفط في العالم وتصل كلفه الاستخراج في العراق الى 95سنت ويباع الان ب80$للبرميل اي مستوى الربح بالبرميل يصل في الوقت الحاضر79$ دون عددات تذكر او مراقبه دوليه وتشير الدراسات الى ان احتياط الولايات المتحدة يصل2%من احتياط العالم واستهلاك الفرد الامريكي للوقود لاتستطيع ان تسد كفايته من الاحتياط مالم تستورد ومن هنا نجزم انهذا يعني انهياراكبر دوله صناعيه في حالة قطع عنها النفط او توقف اتيرادها للنفط واصدرت ادارة معلومات الطاقة الامريكيه بالاشتراك مع شكرة بريتش بتروليومدراسه تفيد "الدراسات بخصوص الموارد مشتركه بين الحلفيين الامريكي والبريطاني"الانتاج النفطي العالمي عام1997بلغ75مليون برميل في اليوم وسيصل في عام2010الى94مليون برميل باليوم ويرتفع في عام2015يصل105مليون برميل باليوم وفي عام2020يصل الى 115مليون برميل وبهذا الموقف يكون العراق الاول في قدرته على تلبيةاحتياج الاسواق العالميخ(غير قادر على تلبية الحاجة المحليه الملحة لشعبه)ومن بعده السعوديه-الامارات-الكويت-اتيران –فنزويلا-واذا دققنا فنرى من الواضح جميع هذه الدول تخضع لقائمة الاهداف الامريكيه للسيطره والهيمنه واثارة الاضطرابات, وذكرت وكالة الانباء الفرنسيه في تقرير نشرته في9/2/2003نقلا عن نشرة (بترواستراتيجي) ان هناك صراع غنائم في الاداره الامريكيه بين البنتاغون والخارجيه حول من سيسيطر علىالنفط العراقي بعد الحرب حيث ترى البنتاغون ضروره سيطرتها على القطاع النفطي فبم ترى الخارجيه ضرورة استمرار ادارة قطاع النفط العراقي من خلال الشركة الوطنيه العراقيه وهذه حقائق ومعطيات لاتقبل الشك كركائز لحرب الموارد وتشير الخطط العسكريه كلها للسيطره على منابع النفط الغنيه في كركوك الموصل والجنوب الغني بالنفط ومن منظور الهيمنه الامريكيه لكونها القطب الاوحد كما ترى انها تحكم الامبراطوريه النفطيه التي تتحكم بالقوى الاخرى مثل اليابان-فرنسا-المانيا-الصين-الهند وكل القوى التي تحتاج النفط بشكل محوري النفط دم الشيطان الاسود
    المناخ الداخلي
    3. يتمثل المناخ الداخلي في مجموعة العناصر البشرية، المادية، المعنوية التي تتفاعل وتتساند في سبيل تحقيق الهدف او الاستراتيجيه او تكتيكاتها المختلفه لقد هيات الدوائر المخابراتيه والسياسيه ومن خلفها الدوائر الاعلاميه الموجه لخدمة الاستراتيجيه المناخ الداخلي الملائم لحشد الطاقات والإمكانيات الماديــة والبشرية والتقنيــة والأهداف والخطط والبرامج والموازنات لتامين التاييد والدعم السياسي والاقتصادي والشعبي والحربي لغزو العراق تحت ذرائع مختلفه واهمها مايسمى الحرب على الارهاب بيافطته الواسعه والفضفاضه التي تبيح المحضورات جميعها بما فيها القنون الدولي والاتفاقيات الدوليه كافه وتفعيل وسائل صنع الخوف في عقلية المواطن الامريكي من خلال احداث ايلول-حشد الراي العام الامريكي عبر منظومه الاعلام الجباره والتي تسخرها دوائر المخابرات الامريكيه لهيكلة العقل قبل تنفيذ الفعل وقد اشاعت تلك الوسائل مبررات الغزو الكاذبه وعبر خطابات رسميه ولقاءات متلفزه ومقالات ونشرات صحفيه خطورة العراق –اسلحة الدمار الشامل عن طريق تصريحات جورج تنت مدير المخابرات المركزيه السابق وكولن باول وزير الخارجيه الامريكيه وجون بولتن ونائب الرئيس ديك تشيني وغيرهم وكذلك مستشار الامن القومي كوندليزا رايس عندما صرحت بان العراق قد اشترى يورانيوم من النيجر وعلاقة الرئيس الراحل صدام حسين بالقاعده وربطها باحداث ايلول عندما ذكرها في خطاب ديك تشيني مع ابراز بعض شهود الزور من المجرمين واللصوص الذين غادرو العراق خوفا من التبعيات القانونيه وادعوا المعارضه السياسيه وامتلاكهم معلومات بشان الربنامج النووي واسلحة الدمار الشامل وطبعا هذه بروبكانده اعلاميه لحشد الراي العام الامريكي وتظليله في اكبر عملية تظليل شهدها العالم وشخوصها سياسيين رفيعي المستوى ومنهم الرئيس بوش الذين اجادوا صناعة الخوف في قلوب وعقول الشارع الامريكي ليذهبوا الى غزو العراق دون تفويض دولي اي خارج الشرعيه الدوليه وبهذا تعبتر الولايات المتحده وفقا للقانون الدولي دولة مارقه بل ومارست الاداره الامريكيه دكتاتوريه عالميه شموليه حين اعلن الرئيس بوش مقواته المشهوره" من لم يكن معنا فهو ضدنا وكان الفضائح التي لاحقت برئيس الوزراء البريطاني توني بلير هي الاخرى مرت دون حساب حيث اعترف مستشاره المقرب جدا منه " اليستر كامبل" الذي اجبر على الاستقاله في30/8/2003 بانه ارتكب خطأين الاول هو سرقة تقرير اعده طالب عراقي ونسبته لاجهزة الاستخبارات البريطانيه, والثاني هو الكذب وسوء الصياغه المتعمد للتقرير وكان قد وجهت اللجنه البرلمانيه البريطانيه لكامبل تهمة الخداع للبرلمان عندما نشر ملفا عن اسلحة الدمار الشامل العراقيه واعقبه انتحار المثير للجدل لخبير الاسلحه البريطاني الدكتور ديفيد كيلي وهذا التظليل المشترك الذي رعاه بوش وبلير سبب دمار للعراق وتداعيات كبرى وازمات في العالم

    المناخ الخارجي
    4. ويعبر عن كافة الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والتقنية والعسكريه المحيطة بالعالم الخارجي, ويمثل المناخ الخارجي المصدر الأساسي الذي تحصل منه الاستراتيجيه على الموارد اللازمة لها، والمجال الأوحد لتمرير اهدافها. وتتبلور سمات وخصائص المناخ الخارجي من حيث تأثيرها في أمور- الفرص- المعوقات- المهـددات-الموارد الاضافيه ويعتمد على دراسة وتقويم الجوانب التالية:
    الأوضاع والتطورات الاقتصادية المحلية، الإقليمية، العالمية- الاجتماعية والثقافية المحلية، الإقليمية، العالمية- والإمكانيات التقنية المحلية، الإقليمية، العالمية- النظم والتشريعات والقواعد الدوليه- الأوضاع والتطورات - حالة الصراع وتطوراتها وامكانية الحشد السلبي والايجابي- الادوات الموراد الاجنبيه والمكتسبه-التحالفات والمصالح وغيرها من الامور الثانويه التي تدخل في صلب صنع الحدث, واستطاعت وفق هذه المقومات ان تحقق الولايات المتحده بعض العناصر لشن هجومها على العراق وركز ت على محاور مهمه اساسيه واخرى بديله مع امكانية التحول الى خطط الطوارئ
    لقد فشلت الاداره الامريكيه في تامين مناخ خارجي مثالي لشن الحرب اي فاقد المشروعيه والشرعيه بل ينسف الشرعيه الدوليه بالكامل ,بدأت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها المكثفة على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بغية استحصال قرار يخولها باستخدام القوة ضد العراق، واستمرت في محاولاتها خارج المجلس لإقناع كل من فرنسا وروسيا والصين بضرورة التصدي عسكريا للنظام العراقي، بدعوى محاولاته الاحتفاظ بأسلحته ذات الدمار الشامل، وسعيه الدائب لإخفائها عن رقابة أعين المفتشين الدوليين، على الرغم من تقرير رئيس المفتشين [هانس بليكس] الذي أكد فيه عدم العثور على أية أسلحة جديدة، بعد أن استمرت فرق التفتيش منذ عام 1991 تدمر تلك الأسلحة، وكافة مصانع هيئة التصنيع العسكري. استمرت الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولاتها لإقناع روسيا والصين وفرنسا لإصدار قرار جديد يبيح صراحة استخدام القوة ضد العراق بدعوى عدم التزام النظام العراقي بالقرار 1441.
    لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، فقد رفضت كل من روسيا وفرنسا والصين إصدار قرار بالحرب، متحدين الإصرار الأمريكي، مما أدى إلى غضب الرئيس بوش من موقف هذه الدول، وبوجه خاص فرنسا الحليفة الأوربية التقليدية للولايات المتحدة، والتي أعلنت صراحة بأنها ستستخدم حق النقض [الفيتو] في مجلس الأمن إذا ما قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع القرار الذي جرى إعداده من قبلهما,
    فقد أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك] في العاشر من آذار2003 في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي إن بلاده ستستخدم حق النقض[ الفيتو] ضد مشروع القرار الذي أرادت الولايات المتحدة تمريره في مجلس الأمن، والذي يخولها اللجوء إلى الحرب ضد العراق، وأضاف شيراك أن الحرب هي أسوأ الحلول للأزمة العراقية، رافضاً الحل العسكري ضد العراق إلا بعد أن يعلن المفتشون الدوليون أنهم لم يعودوا قادرين على العمل هناك.
    كما أعلنت الحكومة الروسية في اليوم نفسه على لسان وزير خارجيتها [إيغور إيفانوف] أن بلاده ستستخدم حق النقض [الفيتو] كذلك ضد مشروع القرار الأمريكي البريطاني المعروض على مجلس الأمن بمنح مهلة للعراق حتى 17 مارس 2003 لنزع سلاحه غير التقليدي، وقال إيفانوف في تصريحات صحفية بموسكو إن مشروع القرار يعتبر إنذارا غير قابل للتطبيق.
    ولاشك أن مواقف الدول الثلاث فرنسا وروسيا والصين في أساسها تخضع للمقومات الشرعيه الدوليه ومصالحها الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة إلى استلابها منها، وإحكام هيمنتها المطلقة على نفط الخليج، ومن هنا كان التناقض في المواقف بينهم في مجلس الأمن حيث سعت هذه الدول إلى حل الأزمة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، في حين انفردت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في قرارهما اللجوء إلى القوة العسكرية، بصرف النظر فيما إذا قبل الآخرون أم رفضوا ذلك وهذ سابقه خطيره انتهجها بوش وادارته لنسف الشرعيه الدوليه وقوانينها بالكامل.
    5. العراق لن يكون تهديدا لاي دوله
    لن يكون العراق تهديدا لاحد كما يصرح به الرئيس الامريكي بوش في خطاباته بعدان اصبح الهدف الرئيس للحرب ازالة النظام وليست اسلحة الدمار الشامل او العلاقه مع القاعده مبررات شن الحرب وقال ان العراق لم يعد مصدر تهديد لجيرانه واغفل ان العراق كان يتعرض للهجمات الامريكيه منذ عام1991 وحتى واحتلاله2003
    • لن يكون العراق دولة جوار لامريكا او بريطانيا ولاتوجد حدود مشتركه بريه وبحريه وجويه بينهما مما يشكل تهديد لهذه الدول او الدول المتحالفه مع الولايات المتحده ضمن المرتكزات الاساسيه لشن الحرب.
    • نفذ العراق جميع قرارات ومقررات الامم المتحده ونزع جميع اسلحة الردع الاستراتيجيه الصاروخيه
    • العراق دوله من دول العالم الثالث وليست دولة ارتكاز ضمن مقومات الصراع الدولي
    • العراق يخضع لحصار شامل لكل شيء منذ عام 1990 مما يجعله دولة فقيرة غير قادرة على تامين مقومات الحرب والصراع مع دوله كبرى
    • استنزف العراق الكثير من قدراته العسكريه في حرب عام 1991 وفرضت عليه قرارات تخفض من حجم قوته العسكريه من 45 الى20 فرقه وخضع كما ذكرنا اعلاه الى تفكيك مصانعه العسكريه وقوته الصاروخيه بل لم يمتلك العراق اي سلاح ردع استراتيجي ليكون رقم ضمن معادلة الصراع ولايمتلك سوى صورايخ بمديات محليه لاتتعدى 100كم ضمن قدرات الدفاع المحدود وحتى لا ترتقي لمقومات الدفاع السوقي اي ان العراق لايشكل خطرا عسكريا كتهديد
    • فرض خطوط الحضر(no fly zoon) شمال وجنوب العراق (32.33.36) مما يحدد حركته وكشف ومعالجة اي مناوره عسكريه ضمن الحدود الجغرافيه لدولة العراق
    • الحرب على العراق لم تنهي عند عام1991 بل استمرت الحملات العسكريه الامريكيه خارج اطار الشرعيه الدوليه باستهداف العراق وقتل المدنين للاعوام1992.1993.1996.1998 وعمليات التجريد الجوي قبيل الغزو دون رد عسكري عراقي صاروخي او تصدي فلم يسقط العراق طائره واحده من الطائرات الامريكيه التي تخترق اجوائه مما يدل على نية العراق السلميه والتزامه بمقررات الامم المتحده وعدم خروجه عن الشرعيه الدوليه
    • الحصار منع القدره العسكريه العراقيه من التطور او التحديث او التسليح لتمكنها من القيام باي عمل عسكري ولا حتى محدود اي ان العراق لايمثل تهديدا كما صوره الرئيس الامريكي بوش وادارته ورئيس الوزراء السابق توني بلير وحكومته للعالم ولن يمتلك اسلحة دمار شامل وكان رئيس الوزراء البريطاني قد افاد ان العراق قادر على استخدام اسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقه وهذ كذبه كبرى وتظليل الراي العام العالمي وكان وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد قد شكل وحدة مخابراتيه خاصه عملها الرئيس البحث عن ادله تثبت وجود علاقه بين العراق والقاعده وفشلت في تقديم اي دليل واثبت قبل ايام البنتاغون ذلك ايضا وهذه حملة الاكاذيب المنسقه التي برر فيها الرئيس الامريكي الحرب ولايزال يعتبر احتلال العراق نصر يستحق التضحيات ونسى ان يذكر المجازر والجرائم والاباده والتعذيب والاغتصاب وقتل الاطفال والنساء والشيوخ التي ارتكبتها قواته في العراق منذ الغزو ولحد الان كما صرح في خطابه في الذكرى الخامسه لغزو العراق في ولاية فرجينيا
    6. الاستراتيجيه العسكريه في غزو العراق
    اعتمدت الاستراتيجه العسكريه الامريكيه في غزو العراق على عدة عوامل ومنها:
    • استخدام الصفحه العسكريه بكامل قدراتها وفق ابجديات الحرب الخاطفه منطلقا من اسلوب الصدمه والترويع التي تجعل من جميع اراضي العراق بمن عليها من منشات مدنيه او عسكريه وبشر مدني او عسكري اهداف حره للمعالجه ضمن ساحة الحركات ومسرح العمليات دون تمييز
    • استخدام واسع لجميع الاسلحه والقدرات الامريكيه بمافيها الاسلحه الاستراتيجيه والمحرمه دوليا
    • استخدام اسلوب التمويه المبعثروتشتيت الجهد العسكري عبر المحاور والمقتربات المحتمله مع التاكيد على نهج التخطي والتثبيت ضمن المحور الرئيسي للهجوم
    • استخدام لمبدا التثبيت بشكل واسع عبر محاور ومقتربات وهميه او ثانويه
    • استخدام الحرب النفسيه بوسائلها المعروفه والمتطوره
    • باستخدام الطابور الخامس والسادس
    • استخدام صفحة البعدالمخابراتي وهي صفحة رئيسيه ملازمه لجميع الحروب الامريكيه وكثير ما تستخدمه قبيل الحرب واثنائها لتعزيز العمل العسكري
    • استخدام الاعلام صفحة رئيسيه لاسناد القوات في الحرب
    • استخدام واسع للحرب الالكتروينه وبقدرات تكنلوجيه متطوره
    • تسخير جميع مقومات القدره المكتسبه لتعزيز الحرب
    • تسخير الدعم العسكري والمعلوماتي شبه الرسمي الاقليمي
    • تسخير الدعم اللوجستي العربي
    • تحريك الخلايا التجسسيه النائمه في العراق بتوقيتات محددة تتوافق مع مراحل الهجوم
    • استخدام الادوات العراقيه العامله مع الاحتلال منذ فترة التخطيط وحتى اخر مراحل التنفيذ مع بيان الدور المقبل وكانت دوائر المخابرات الامريكيه ق تعاقدت مع68 شخص من اصول عراقيه ويحملون جنسيات اخرى للعب ادوار سياسيه وعسكريه وامنيه خلال وبعد الغزو
    • فبركة الاخبار الاعلاميه عن الحرب وتقدمها من خلال المراسلين المجندين مع قوات الاحتلال الامريكي وابراز النصر السريع لمحاكاة وكانت فضيحة المجنده جيسكا دليل على زيف وكذب عدد من وسائل الاعلام الامريكيه
    • وهناك الكثير من الاسرار والخفايا التي لم يعلن عنها لحد الان والتاريخ كفيل بكشفها
    الاستعدادت النهائيه للمعركه
    قوات الطرفين
    7. القوات العراقيه المدافعه
    القوات المسلحه العراقيه بالتاكيد لايوجداوجه مقارنه مع القوات الغازيه لحجم الاختلاف الكبير بين قدرات جيش تقليدي من دول العالم الثالث وقد اصابه ضرر وخسائر وايقاف نمو وتطوير من جراء حرب ثمان سنوات وحرب الخليج الثانيه بما يسمى عاصفة الصحراء الذي استنزفت ما يقارب60% من قدرته القتاليه خلال انسحابه من الكويت ( الانسحاب في التماس) وهو اصعب مرحله ضمن صفحة الانسحاب في الحرب اضافة الى الحملات الجويه المعاديه اعوام1992.1993.1996.1998وحرب التجريد المستمره وحرب الحصار على تسليحه وتطويره وتوفير ابسط مقومات الجيش ولا كنه بنفس الوقت جيش محترف مهني يمتلك ارادة القتال وفق عقيدته الوطنيه يمتلك خبره كبيره في الحروب التقليديه ضمن محيطه الاقليمي واستطاع الاشتراك بمعارك كبرى مع الجيش الامريكي وانتصر فيها رغم محدودية الاشتباك وتفوق القدره وكانت قطعات الفيلق الثالث الجيش العراقي (فرقة المشاه-51-18-11والفرقه المدرعه السادسه)اول من اشتبك مع العدو واستطاعو رغم مقومات التفوق الاستراتيجي من الصمود ومنازلة العدو من اربع محاور او مقتربات منذ اول يوم الهجوم وحتى يوم6/4/2003وهذا وسام فخر وعز للجيش العراقي الاصيل الذي فاق الحسابات والمعادلات الرقميه والتكنلوجيه واستطاع ان يؤدي واجبه الوطني بكل شرف وفخر واعتزاز



    أ. الجيش العراقي
    اولا.القدره البحريه
    القوه البحريه-زوارق بحريه خفيفه-افواج مشاة بحري-منشآت وموانئ بحريه جرى ترميمها بعد الحرب ولايمكن وضعها من حسابات التوزان للقدره او قوات الطرفين لانها تعد غير موجوده
    ثانيا. القدره الجويه
    القوه الجويه فهي لاتدخل ضمن الحسابات العسكريه ضمن موازيين القوى او قوات الطرفين لكون غالبية الطائرات العراقيه استولت عليها ايران عندما اخليت في حرب1991اليها وكان عددها اكثر من139 طائره محتلفه ناهيك عن طائرات ذات الاستخدام المدني, وبقية الطائرات الموجوده وتتكون من بعض الاسراب من طائرات قديمه-23-25-29 لاتستطيع العمل كمتصديات جويه او اسناد ساحة المعركه لعامل التقادم الزمني والصلاحيه( نتهاء العمر الفني للطائره) ومنظوماتها الفنيه والتسليحيه والاستطلاعيه وكذلك تحديد فضاء الطيران(fly zoon)وعدم ممارسة الطيارين على المهام القتاليه والمهام التدريبيه التي تحسن من مستوى الاداء للمهام الجويه وهناك سلاح طيران الجيش الغزال-مي25- bo--مي8-مي17- pc7-pc9ثابتة الجناح وجميع هذه الطائرات لاتعد ضمن مقاييس الاسلحه المتطوره مثل الاباتشي او اي 10وبالتاكيد لايمكن استخدام سلاح الجو العراقي او طيران الجيش نظرا للسياده الجويه المطلقه لقوات الاحتلال منذ عام1991 وحتى شن الهجوم
    ثالثا. الدفاع الجوي
    يعتمد في عمله على المدافع 57-23 والصواريخ المحوله وعدد من الصواريخ التي حاول التصنيع العسكري العراقي من تطويرها ولاكنها غير مجديه ولم تحقق نتيجه ايجايه طيل فترة المهارشه الجويه الطويله ل13 عام وهذ فرق قدرات تكنلوجيه بعد ان فقد جزء مهم من عناصره هي قدرة المتصديات لاسقاط طائرة العدو وكانت الطائرات المعاديه تستهدف باستمرار مدافعه وتجهيزاته ومنظوماته الرادار ومحطات الاتصال والانذار المبكر والوحدات المتواجده ضمن خطوط حضر الطيران وجرى تجريد لها واسع قبيل شن الهجوم مما يستحق اطلاق مصطلح السياده الجويه للعدو

    رابعا.القوات البريه العراقيه
    هي القوات الوحيده التي تحملت عبئ القتال وتجيد المناوره وحنكة التماس ولاكنها تفتقد الى السلاح الحديث وقوة الاسناد الحديثه وهذ مقومات الصمود الرئيسيه او الاسناد الذي المفروض تامينه في ساحة المعركه وخصوصا القوه الجويه وطيران الجيش وادامة المعلومات في ساحة المعركه وفقا لاخر التطورات وهذه القوات لها صولات وجولات مع وقات الاحتلال بين كر وفر وتصدي ودفاع وهجوم ومناروه استطاعت ان ستنهض هممها وستحضر خبراتها ضمن الممكن والصمود لاكثر من عشرون يوما مقابل اكبر حشد عسكري متطور عرفه التاريخ بعد الحروب العالميه
    (1)الفيلق الاول-الخامس-شمال العراق بمنحنى جغرافي وفق حدود المسؤوليه من حدو محافظة ديالى-كركوك –الموصل وتقدر قوة كل فيلق اربعة فرق عسكريه ثلاث منها مشاة وواحده مدرعه ولواء مغاوير الفيلق مع عدد من الصنوف السانده مخابره-مدفعيه-ه أ ك-الخ
    (2)الفليلق الثاني ثلاث فرق مشاة +فرقه مدرعه+لواء مغاوير الفيلق وحدود مسؤوليته الحدود الشرقيه للعراق من محافظة ديالى وحتى محافظة الكوت عن منطقة بدره وجصان الحدوديه
    (3)الفيلق الرابع ثلاث فرق مشاة وفرقة مدرعه ولواء مغاوير الفيلق ويتمتد مسؤوليته من انتهاء حدود الفيلق الثاني وحتى لسان عجيرده في محافظة ميسان وعلىالحدود الشرقيه للعراق
    (4)الفيلق الثالث عنصر الصدمه الاولى في المعركه يتكون من ثلاث فرق مشاة وفرقه مدرعه ولواء مغاوير يمسك الحدو الشرقيه من لسان عجيرده وحتى البرجسيه بحدود مسؤليه هلاميه تكون الفو وام قصر ضمن حدودها
    ومن خلال توزيع وحدات الجيش العراقي يبرز للمتابع بل والمراقب ان هذا التوزيع دفاعي بحت لايمكن التحول الى الهجوم وفق اسبقيات المسؤوليه وحالة الدفاع والغايه المطلوب تحقيقها في ظل الهيمنه المباشره والحملات العسكريه المتعاقبه لقوات الاحتلال علىلا العراق كما ذكرنا اعلاه ويعني هذا لن يكون للعراق اي نيه مبيته او خطر يهدد الامن والسلم الدوليين او يهدد جيرانه كما ادعى بوش بل عنصر توازن اقليمي يحد من الطموح والتوسعات الايرانيه تجاه العراق ولاكن هذه شريعة الغاب؟؟
    ب.الحرس الجمهوري
    نظام معركة الحرس الجمهوري فيلقين فيلق جنوبي وفيلق شمالي وهذا احتياط استراتيجي للتصدي لاي هجوم محتمل على العراق وكان الفيلق الاول الشمالي فيلق الله اكبر يتكون من ثلاث فرق-حمورابي-مدرعه-عدنان مشاة الي-نبوخذ نصرمشاة-لواء قوات خاصه والفيلق الثاني الجنوبي فيلق الفتح المبين وبثلاث فرق المدينه المنوره مدرعه-النداءمدرعه-بغداد مشاة لواء قوات خاصه
    ج.التشكيلات الاخرى
    الويه الحرس الخاص-فدائيو صدام-قطعات المقر العام الخدميه لوزارة الدفاع-قوات الحدود-جيش القدس- الاجهزه الامنيه الاخرى واسندت لهذه التشكيلات واجبات الامن الداخلي وحرب المدن القتال في المناطق المبنيه في حالة دخول قوات الاحتلال
    8. قوات الاحتلال الامريكي والقوات المتحالفه معها
    القوات المسلحه الامريكيه تعتبر قوه تمتلك قدرة الردع الاستراتيجي كدولة كبرىوباكمانها الرد على مجموعه دول متحالفه ضدها وهي اعدت لهذا الغرض وفقا لابجيدات الاستراتيجيه التوسعيه وهوس الهيمنه بالقوه واشباع رغبتهم بمسلسل الحروب الاستباقيه وفقا للاهداف والمشاريع الي تطلقها بين الحين والاخر,وقدراتها متنوعه-القدرات الفضائيه-منظومة الاقمار الصناعيه-مشروع حرب النجوم-القدره الجويه-اساطيل النقل الجوي( التعبوي –السوقي –الاستراتيجي)-الاستطلاع-الاستخبارات-الارتباط-القاصفات الاستراتيجيه-القاصفات التعبويه-القدره البحريهالحربيه والتجاريه و سبع اساطيل بحريه حربيه وحاملات الطائرات المختلفه منها المزود بمحركات نوويه وسفن مختلفه وزوارق ومشاة البحريه وتعد البحريه الامريكيه قوة بحذاتها والقدره البريه قوات الحرس الوطني اثنى عشر فرقه قتاليه ثلاث فرق محموله جوا,واربع فرق مدرعه, وثلاث فرق ميكانيكه اي اليه وفرقتين مشاة- ام قوات المشاة البحريه الامريكيه( المارينز) تعتبر هذه القوات قوات النخبه وهي مستقله ومحموله محموله بالسفن البحريه تتميز بتسليح وتجهيز متطور وادائها القتالي عالي وفقا لنوع التدريب الذي تتلقاه ومكتفيه ذاتيا اي مؤمن ضمن ناظم معركتها جميع الصنوف متجحفله معها بالامره اي ضمن ناظم معركتها وبمستوى فيلق متكامل الاسناد الناري والاداري والقدرات الجويه والبحريه والصاروخيه ويضاف الى تلك القدرات الفيلق المحمول جوا والذي يعتبر مع قوات المارينز الاحتياط الاستراتيجي للولايات المتحده( قوات الانتشار السريع)في معالجة الازمات التي تهدد المصالح الامريكيه أينما وجدت


    9. القوات البريطانيه
    يعتبر الجيش البريطاني من الجيوش المتقدمه وتمتلك الخبره في التعاطي وخصوصا مع العالم العربي اثناء امبراطوريتها الاستعماريه التي شملت المنطقه العربيه ايضا وتقلصت هذه القوات منذ عام1971 نظرا لانحسار المصالح القوميه البريطانيه ولايمكن وضع القوات البريطانيه في ميزان القوى امام القوات الامريكيه واستطاعت الاشتراك بالحرب بقوة فرقه زائد وعدد من قواتها الجويه وحاملات طائرات صغيره
    10. حشدت الولايات المتحده في غزوها العراق
    300الف مقاتل - الف دبابه وعجلة قتال مدرعه- ثلاثة الاف اليه عسكريه-1200 طائره قتال واسناد- المدمرات وحاملات الطائرات والبوارج الحربيه- عشرات السفن الحربيه الاخرى- مئات سفن الاسناد والنقل- شركات الخدمات العسكريه الخاصه( المرتزقه) مليشيات الاحزاب المشتركه بغزو العراق- قوات شبه رسميه اقليميه- قوات عربيه لتامين الاسناد اللوجستي
    غالبية قدراتها العسكريه والقدرات العسكريه الحليفه الاخرى معها باستخدام الاراضي العربيه وقد وزعت قياداتها وقدراتها وقطعاتها بشكل ( نسيج العنكوبت) ليؤمن عنصر الصدمه والترويع الذي اعتمدته الاستراتيجيه االعسكريه الامريكيه في حربيها على العراق عام1991-2003 ولا تزال تستخدمها بالرغم ن وحشية الاداء وهول الخسائر البشريه في صفوف المدنيين الابرياء العزل بما يتنافى مع الاتفاقيات الدوليه وبنود التحريم في استخدام الاسلحه المحرمه وبنود تجنيب المدنيين الاستهداف من قبل الاسلحة للقوات المتحاربه, وكان توزيع القوات- المركز الرئيس لقيادة المنطقى الوسطى في قاعده السيليه بقطر - المركز الجنوبي في قاعدة السالم الجويه في الكويت- مركز القياده الجويه في السعوديه- مركز القياده البحريه في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين-وقاعدة انجرلك في تركيا-قاعدة في الاردن- - وتنفتح في الخليج اكثر من155قطعه بحريه امريكيه وغربيه في طور التعزيزالانسيابي 100قطعه منها امريكيه بضمنها حاملات طائرات خمس لكل منها طاقم حمايه متكامل القدرات ومنها(ترومان,روزفلت, لنكولن, كونستلاش كيتي هوك)مع حاملتي الطائرات البريطانيه(أوشن وأرك, رويال)تحملان الطائرات نوع هرير ذات الاقلاع العمودي, وهناك طردات تحمل اكثر من2030صاروخ جوال توما هوك واكثر من600صاروخ هاربون ضد الدفاعات الجويه ام الطائرات المقاتله مع الطائرات المحموله على حاملات الطائرات تبلغ اكثر من995طائره من احدث الطائرات وهذه تعتبراحتياط استراتيجي جاهز للمعركه ومنها بي1 , بي2,بي52, الشبح اف117,اف18-16-15-14التورنيدو, الهرير, اي 10وعدد كبير من طائرات الهليكوتر والابتاشي وطائرات النقل الشينوك وبلاك هوك واكستابل وسيكورسكي وطائرات التجسس بلاك بيرد اضافة الى طائرات الاوكس والتوسي والطائرات المسيرة بدون طيار حاملة الطائرات "USSJohn C. Stennis" وبرفقتها قطع بحرية إلى المنطقة في أواخر فبراير/شباط الماضي، اضافة إلى حاملة الطائرات "USS Dwight D. Eisenhower" ايزن الاسطول السادس والخامس البحريه الامريكيه فحسب تقرير "التوازن العسكري 2005-2006"، الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISSحول انتشار القوات الامريكيه يوجد في الكويت نحو 25 ألف عسكري أمريكي من فروع الأسلحة الأربعة (الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية "مار ينز")، وإن كان تقرير مجلة "جينز" الدفاعي" لعام 2006، يشير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين يقارب 18 ألفاً, وهؤلاء يتوزعون على "قاعدة علي السالم الجوية"، التي تتمركز فيها قوة جوية رئيسية، و"قاعدة عبد الله المبارك الجوية" قرب مطار الكويت الدولي، و"معسكر عرفجان" (الجنوب) الذي تتمركز فيه قوة برية رئيسية، ويضم قيادة قوات التحالف البرية التي انتقلت إليه من معسكر الدوحة، وجزيرة فيلكا، وميناء الأحمدي. في البحرين فيتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي ما بين قوات بحرية ومشاة بحرية وجيش، في "قاعدة الجفير العسكرية" القريبة من المنامة، والتي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس، وميناء سلمان، و"قاعدة الشيخ عيسى الجوية"، ومطار المحرق. علماً أن الأسطول الخامس يضم بالوضع العادي نحو 15 قطعة بحرية، تشمل حاملة طائرات, في دولة قطر يبلغ عدد العسكريين الأمريكيين نحو 6540 عسكري، ما بين جيش وقوات بحرية وجوية ومشاة بحرية، يتوزعون على "قاعدة العديد الجوية"، التي تضم مركز العمليات الجوية المشتركة، و"معسكر السيلية" الذي يعد مقر القيادة الوسطى الأمريكية,ولاشك في أن انتقال القوات الأمريكية من السعودية إلى قطر، عقب الحرب على العراق، قد عزز أهمية الدوحة في الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، كما يقول "تقرير جينز الدفاعي, في المملكة العربية السعودية يوجد حالياً ما بين 300 و500 عسكري أمريكي فقط، يقومون بمهام التدريب. وكان عدد القوات الأمريكية المنتشرة في السعودية حتى انتهاء العمليات الرئيسية للحرب على العراق نحو 8500 عسكري, وفي الإمارات العربية المتحدة، فيصل عدد الأفراد الأمريكيين إلى 1300 تابعين للقوات الجوية، ويتمركز هؤلاء الجنود وعدد من طائرات الاستطلاع الأمريكية في "قاعدة الظفرة الجوية" بأبوظبي. فضلاً عن استخدام القطع البحرية الأمريكية لميناء الفجيرة، وميناء جبل علي بدبي، الذي يعد أكثر الموانئ خارج الولايات المتحدة زيارة من طرف السفن الأمريكية، للتزود بالوقود والمؤن، واستجمام الجنود، وغيرها, بينما يصل العدد في سلطنة عُمان إلى أكثر من 270 جندياً ما بين قوات بحرية وجوية، وهؤلاء يتمركزون بشكل دائم في "قاعدة الثمريات الجوية"، و"قاعدة مصيرة الجوية"، ومطار السيب الدولي، بهدف تنسيق النشاطات وصيانة التسهيلات. وقد يرتفع في الأزمات عدد هذه القوات، إذ تعد عُمان إحدى أهم المحطات لاستقبال القوات والمعدات الأمريكية
    11. توزيع الاحتياط الامريكي الاستراتيجي
    أ.خريطة انتشار الجنود الأمريكيين
    يستعرض تقرير بحثي صادر عن مركز "جلوبال ريسيرش "الكندي لأبحاث العولمة شبكة القواعد العسكرية الأمريكية العريضة في العالم من قواعد أرضية وبحرية وجوية أو حتي قواعد تجسسية ومخابراتية في كل بقاع الأرض تقدر بحوالي سبعمائة أو ثمانمائة قاعدة تكلف الولايات المتحدة سنويا مئات المليارات من الدولارات, وهي تستخدم في أغراض التدريب وتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في أي مكان. هذا بخلاف القواعد العسكرية داخل أمريكا نفسها والتي تصل الي ستة آلاف قاعدة حسب تقديرات في فبراير الماضي.
    ومع زيادة شعور أمريكا بالخطر المحدق بها بعد هجمات سبتمبر أضيفت سبع دول جديدة الي قائمة الدول التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أمريكية علي أراضيها. وبعد أن كان هناك 255 ،065 ألف جندي أمريكي منتشر في دول أجنبية عام 2002 قبل أن تحدث اعتداءات سبتمبر آثارها, أصبح الآن عددهم 325 ألفا منتشرين في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية والشرق الأوسط ووسط آسيا واندونيسيا والفلبين واليابان.
    ويشير التقرير الي أن العديد من القواعد الجديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة مؤخرا هي قواعد تجسسية ومخابراتيه متصلة بالأقمار الصناعية.
    ب. انتشار الجنود الأمريكيون حول العالم:
    116 ألفا في أوروبا منهم 75 ،603 ألفا في ألمانيا
    97 ألفا في آسيا (ما عدا الشرق الأوسط ووسط آسيا)
    40 ،258 ألفا في كوريا الجنوبية
    40 ،045 ألفا في اليابان
    ستة آلاف في الشرق الأوسط (بخلاف العراق) منهم 3 ،432 في قطر و 1 ،496 في البحرين
    ألف في وسط آسيا و200 في أستراليا
    800 في افريقيا
    700 في جوانتانامو و 413 في هندوراس و 147 في كندا
    491 في قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي
    196 في سنغافورة و 100 في الفلبين و 113 في تايلاند
    601 ،16 ألفا في البحار
    لقد انتهت الاستحضارات والاستعدادات النهائيه للحرب فقد انفتحت مراكز القياده والسيطره الاساسيه للعدو لادارة الحرب , المركز الرئيسي في قاعدة السيليه بقطرللقياده العامه للعمليات بقيادة النرال تومي فرانكس والمركز الجنوبي في الكويت قرب قاعدة علي السالم الجويه ومركز القياده السيار انفتح قرب الروضتين شمالا ومركز القياده الجويهفي قاعدة العديد بقطر ومركز القياده البحري في قاعدة ارمادا البحريه في مملكة البحرين وتتبعها154 قطعه بحريه اكملت انفتاحها القتالي منها100قطعه امريكيه وفيها خمس حاملات طائرات(ترومان-روزفلت-لنكولن-كونستلاش-كيتي هوك) مع حاملتي طائرات بريطانيتين(اوشن-ارك رويال)تحملان طائرات نوع هرير ذات الاقلاع العامودي, اضافة الى حاملة طائرات ايطاليه وطرادات تشير المعلومات انها تحمل2030صاروخا جوالا من نوع ( توما هوك) و620صاروخا (هاربون) دفاع جوي وعدد كبير من الطائرات المقاتله والمحموله على ظهر حاملات الطائرات ويبلغ عددها اكثر من995(بي1-بي2-بي52-اف117الشبح-اف14-اف15-اف16-اف18-تورنيدو-هارير-اي10-الابتاشي-بلاك هوك-شينوك-اوكستابل-سيكورسكس-بلاك بيرد-اواكس-ولان توسي) وفي الساعه05:45يوم عشرين اذارشنت طائرتا نوع اف117 الشبح غاره على احد المزارع جنوب غربي بغداد في منطقة الدوره بغداد للاعتقاد تواجد الرئيس الراحل صدام حسن فيها واعقبتها موجه من الصواريخ الامريكيه الجواله ضد عدد من الاهداف في بغداد وبعد اكثر من ساعتين وبعد ظهور الرئيس العراقي الراحل صدام حسن يلقي خطاب رقم الواحد ليعلن بدء الغزو الامريكي البريطاني على العراق وباشرت القطعات البريه قوة الواجب (TASKFORCES )على عكس التوقعات العراقيه بالهجوم البري ومن اربع محاور سنتطرق اليها لاحقا
    الباحث اللواء الركن مهند العزاوي.... 19/3/2008

    مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com
    نعتذر عن الاطاله ولكن من الضروري التعريج على المعطيات الحقيقه للصراع وخلفية التخطيط لاحتلال العراق وقد تناولنا الامور بحياديه تامه ومستقله بدون مجامله وفقا لاسبقيات الحدث وملابسات الموقف ولكي نترك بصمه عراقيه في اعنف تاريخ دموي شهده العراق على ايدي هولاكو العصر وبرابرته وسنتطرق إلى إحداث أخرى ونستمر بتغطية جريمة العصر( احتلال العراق) في ذكرى مرور خمس سنوات على احتلال العراق وما يزال.


    ملاحظه الى جميع الساده والشبكات والصحف راجيا الاشاره الى مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه عند النشر او الاقتباس او النقل أو التعاطي الإعلامي بمعطيات المقال و حقوق النشر والطبع للمركز
    نؤكد عدم استخدام مصطلح سقوط بغداد مهما كان نوع التعاطي الاعلامي لان بغداد لن تسقط
    مركز صقر للدراسات العسكريه والامنيه والاستراتيجيه saqr_v@yahoo.com


  15. #35
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp ]ثلاث عشرة قصة تجاهلها الإعلام الأمريكي منذ احتلال العراق

    بسم الله الرحمن الرحيم



    ________________________________________
    ثلاث عشرة قصة تجاهلها الإعلام الأمريكي منذ احتلال العراق

    د. إبراهيم علوش

    يعتمد الإعلام الناجح، خاصة في عصر الفضائيات والإنترنت والاتصالات الفورية، على المتابعة السريعة لأخر خبر في أقصى الكرة الأرضية. وهو ما قد يوحي لمستهلك وسائل الإعلام الغربية أحياناً بأنه يحيط بأخر التطورات، أو أنه يستطيع الإحاطة بها لو تابعها بدأب. وتزوغ هنا حقيقة تحيز وسائل الإعلام الأمريكية، بين إبرازها لهذا الخبر، وإغفالها لذاك، وتناولها المجتزأ عمداً لحدثٍ جلل كاحتلال العراق، وتغطيتها التفصيلية المملة على مدى أسابيع لموت شخصية تافهة مثل المليونيرة والممثلة الثانوية وراقصة التعري آنا نيكول سميث، ناهيك عن كل الأجندات الخفية لاحتكارات الإعلام الضخمة المرتبطة بالشركات متعدية الحدود واللوبي اليهودي المتغلغل في ثنايا وسائل الإعلام الغربية.

    وفي محاولة لتأسيس نقد أكاديمي منهجي للتحيز الخفي وتشويه الوعي الذي تمارسه وسائل الإعلام الأمريكية بالتحديد، أنشأت مجموعة من المثقفين والأساتذة الجامعيين الأمريكيين من ذوي النزعة اليسارية مشروعاً شعبياً ضخماً لكشف أهم القصص التي لم يغطها الإعلام الأمريكي أو التي مر عليها مرور الكرام أو فرض رقابة ذاتية عليها.

    وقد بدأ هذا المشروع عام 1976 في جامعة سونوما الرسمية Sonoma State University في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويصدر المشروع كتاباً سنوياً يتضمن أهم الأخبار والقصص التي عتم عليها الإعلام الأمريكي. ويسمى المشروع Project Censored، أي "مشروع روقب"، وكان حتى عام 2000 يصدر تقريراً بأهم عشر قصص مارس الإعلام الرقابة الذاتية عليها، ثم أصبحت منذ عام 2000 أهم 25 قصة، وهي تصدر تحت عنوان: الأخبار التي لم تصل الأخبار! وتوجد هذه التفاصيل وغيرها على موقع "المشروع" على الإنترنت:
    www.projectcensored.org

    وتنبع أهمية هذا المشروع من مشاركة أعداد كبيرة من الناس فيه، بالأخص من طلاب وأساتذة جامعة سونوما، ولكن أيضاً من الإعلاميين والمواطنين المعنيين. ويسهم هؤلاء عملياً عن طريق تقديم ما بين 700 إلى ألف قصة أو خبر أو تقرير تم التعتيم عليها سنوياً ليقوم مجلس خبراء بعدها باختيار أهم 25 قصة منها وبتصنيفها حسب أهميتها. ويغطي كل تقرير العام الذي سبقه أو أكثر، فالقصص المراقبة ذاتياً عام 2006 تظهر في تقرير عام 2007 مثلاً، وهكذا بالنسبة لبقية السنوات.

    وقد تشكلت عضوية مجلس الخبراء السابق الذكر تاريخياً من أسماء لامعة في نقد الإعلام الأمريكي مثل نعوم تشومسكي ومايكل بارانته وفرانسيس مور لابيه وهوارد زن وغيرهم, وقد قدم هؤلاء مساهمات نظرية أساسية في تفسير علاقة رأس المال الاحتكاري ومصالح الشركات الكبرى بصياغة الأجندة الإعلامية في الغرب وعالمياً، وقد تعلمنا من تلك المساهمات الكثير في كشف آليات إنتاج رأي عام موالي للإمبريالية والنخبة الحاكمة وتوجهاتها من قبل وسائل إعلام "متعددة" وخاصة، لولا مشكلة "صغيرة"، يعاني منها كثيرٌ من اليساريين الغربيين، وهي الرقابة الذاتية التي يمارسونها بدورهم على معالجة دور اليهود والجماعات اليهودية في صياغة الأجندة والتوجه الإعلامي في الغرب!! وقد طرحت هذه القضية مباشرة على البرفسور نعوم تشومسكي في مراسلة خاصة منذ سنوات فأكد في رده أن أصدقاءه من نقاد الإعلام لا يتمنعون عن نقد أي شيء يستحق النقد (مما يوحي طبعاً بنفي التأثير اليهودي في الإعلام الغربي!).

    وتظهر جردة سريعة لأهم خمس وعشرين قصة عتم عليها في تقارير عام 2000 حتى عام 2007 على موقع مشروع Project Censoredأن نقد التعتيم على القصص المتعلقة بالصهيونية وفلسطين لا يظهر إلا ثلاث مرات خلال سبع سنوات، وبشكل ليبرالي إنساني لا يمس حق "إسرائيل" بالوجود طبعاً، أو يؤيد "الإرهاب الفلسطيني"! مع العلم أن تغطية فلسطين من أضعف نقاط الإعلام الأمريكي...

    ففي تقرير عام 2004، في المرتبة 24، أي قبل الأخيرة بواحدة، جاءت قصة تعتيم الإعلام الأمريكي على دور المساعدات الأمريكية في تمويل الإجراءات القمعية "الإسرائيلية" في الضفة وغزة، وفي تقرير عام 2006، في المرتبة 23، وردت قصة تعتيم الإعلام الأمريكي على 350 طفل فلسطيني في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، وفي تقرير عام 2007، في المرتبة التاسعة، أبرزت قصة تعتيم الإعلام الأمريكي على دور البنك الدولي في بناء الجدار العازل "ما بين فلسطين وإسرائيل" (لاحظ الصياغة... لا تعليق!)، مع العلم أن المستهدف أساساً هنا هو البنك الدولي لا "إسرائيل".

    على كل حال، تستحق اللوائح السنوية لأهم خمس وعشرين قصة مراقبة ذاتياً في الإعلام الأمريكي أن نتابعها ونحللها، بالرغم مما تحتويه من ثغرات، لما تمثله من جهد نقدي وشعبي للإعلام والنظام الأمريكي، وخاصة للسياسة الخارجية الأمريكية، وبالتحديد في توظيف موضوع العراق ضد إدارة الرئيس بوش الصغير والجمهوريين – ولو في سياق أمريكي داخلي أساساً، يعني بالتأكيد ليس في سياق تأييد المقاومة العراقية مثلاً. وبالتالي، نجد الأخبار والقصص المتعلقة بقصور سياسة الإدارة الأمريكية منذ احتلال العراق، أكثر من مرة، وبشكل متزايد كل عام، ضمن أهم القصص التي تم التعتيم عليها. وتجدون أدناه لمحة سريعة عن أهمها:

    تقرير عام 2007:

    - المرتبة الثانية، التعتيم على قصة بيع شركة هاليبرتون التكنولوجيا النووية لإيران (كشفت لأول مرة في صيف عام 2005).

    - المرتبة السابعة، التعتيم على قصة قيام ضباط أمريكيين بتعذيب المعتقلين حتى الموت في العراق وأفغانستان (كشفت لأول مرة في خريف عام 2005).

    - المرتبة العاشرة، التعتيم على ازدياد الضحايا بين المدنيين العراقيين نتيجة الحملات الجوية الأمريكية الموسعة (كشفت لأول مرة في نهاية عام 2005).

    - المرتبة السابعة عشرة، التعتيم على تقرير عن دور احتلال العراق في زيادة أرباح أوبك والشركات النفطية وروسيا (كشفت لأول مرة في خريف عام 2005). الرجاء الانتباه هنا أن اليساريين الأمريكيين والحزب الديموقراطي يركزون على النفط ويتجاهلون دور التأثير الصهيوني في سياسة أمريكا تجاه العراق.

    - المرتبة الرابعة والعشرون، التعتيم على ازدياد قيمة أسهم نائب الرئيس ديك تشيني في شركة هاليبرتون من حوالي ربع مليون إلى أكثر من ثمانية ملايين دولار خلال عام واحد! (كشفت لأول مرة في خريف عام 2005).

    تقرير عام 2006:

    - المرتبة الثانية، تعتيم شامل للإعلام الأمريكي على القتلى المدنيين في الفلوجة وغيرها (كشفت لأول مرة في خريف عام 2004).

    - المرتبة السادسة، التعتيم على دلائل تشير لدور الإدارة الأمريكية في فساد وتبديد أموال متصل ببرنامج النفط مقابل الغذاء، وتوجيه اللوم للأمم المتحدة بدلاً من ذلك (كشفت لأول مرة في خريف عام 2004).

    - المرتبة السابعة، التعتيم على سياسة منهجية للحكومة المؤقتة في العراق، وقوات الاحتلال الأمريكي، باستهداف عشرات الإعلاميين في العراق ممن يحاولون تغطية الأحداث بشكل مستقل (كشفت لأول مرة في خريف 2004).

    - المرتبة الثامنة، التعتيم على مئة قرار أصدرها بريمر حاكم العراق لبيع القطاع العام العراقي واستهداف المزارعين العراقيين لمصلحة الشركات الكبرى العالمية (كشفت لأول مرة في خريف عام 2004).

    - المرتبة الثانية عشرة، التعتيم على قيام الحكومة الأمريكية باستقطاب المرتزقة وجنود الأنظمة الديكتاتورية حول العالم، غير الملزمين بالقانون العسكري الأمريكي، لانتهاك حقوق الإنسان في العراق (كشفت لأول مرة في ربيع 2004).

    تقرير عام 2005:

    - المرتبة الرابعة، التعتيم على اكتشاف مستويات عالية من اليورانيوم في أجساد أفراد القوات الأمريكية والمدنيين في العراق وأفغانستان (كشفت لأول مرة في خريف 2003، وتكرر الاكتشاف مراراً في شتاء 2004).

    - المرتبة السابعة عشرة، التعتيم على سياسات الحكومة المؤقتة في العراق الهادفة لتسليم مقدرات البلاد للشركات الأجنبية والمؤدية لإفقار العراقيين (كشفت لأول مرة في خريف 2003).

    - المرتبة الثانية والعشرون، التعتيم على القوانين المقيدة للحرية الإعلامية التي أصدرها بول بريمر في العراق (كشفت لأول مرة في ربيع 2003).

    ... وقبل ذلك، تعود التقارير لما قبل احتلال العراق في ربيع 2003.

    وتمتلئ التقارير أعلاه بغمزٍ ولمزٍ من قناة القيادة العراقية والشهيد صدام حسين، ولا تذكر اللوبي الصهيوني والتأثير اليهودي في الإدارة الأمريكية من قريبٍ أو بعيد، وتركز نقدها على البعد الإنساني عادة، أو الاقتصادي، وتتجاهل المقاومة، ولا تخلو من تحيز بدورها، ليبرالي أو يهودي ضد الجمهوريين وحلفائهم، ولكن عندما يختلف اللصوص تظهر المسروقات، وهذا هو أهم ما فيها...


  16. #36
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp خطط بوش انهارت .. ماذا عن إستراتيجية بيكر- هاملتون .. مؤتمر بغداد بداية الغيث

    بسم الله الرحمن الرحيم


    خطط بوش انهارت .. ماذا عن إستراتيجية بيكر- هاملتون .. مؤتمر بغداد بداية الغيث - 31/03/2007

    لم يعد أمرا تنبؤيا، أو كلاما هلاميا، أو رؤية ذاتية متفائلة، القول بأن خطط بوش قد انهارت وبدأ يلتزم توصيات بيكر هاملتون بما هي رؤية إستراتيجية أمريكية جديدة فرضتها المؤسسة الحاكمة في أمريكا بعد انهيار مشروع القرن الأمريكي، وسقوط العدوان على أفغانستان والعراق والعرب، وفشل إستراتيجية الفوضى البناءة، وعجز الإدارة الأمريكية بأدواتها المختلفة في فرض التسلط الأمريكي الأوروبي في المنطقة وتأبيده عبر تقوية إسرائيل وتفويض عملاء أمريكا بادرة النظم العربية بعد إعادة هيكلتها، وإعطاء الأطلسي دور المدير العام للمنطقة بحماية وتفويض الكيان الصهيوني.
    خطط بوش صارت في خبر كان- هذا كلام موثق ولنا الحق نحن من اتهمنا ظلما بأننا متفائلون، وواهمون أن نشدد على هذه الخلاصات-واضطرت إدارته بعد عجزها عن تفخيخ المنطقة بأزمة مذهبية تؤدي إلى احتراب أهلي معمم بين العرب أنفسهم والعرب والمسلمين، بل حفزت الأحداث والهجوم الأمريكي لإطلاق الفتنة على مصالحات وتنسيق نوعي بين إيران والسعودية على تماس مع تركيا وسورية، وروسيا والصين، كما انهارت خطة بوش لفرض سلطة أبو مازن وسحق حماس وسحب شرعيتها، وانهارت محاولات فرض الاحتلال وهيمنته في العراق بعد فشل خطة امن بغداد وتداعي أهدافها للسيطرة على المقاومة وشطب جيش المهدي وقتل مقتدى الصدر، كما صفعت الخطة وأدواتها في لبنان بعد أحداث الخميس الأسود، وتمرد الكتلة السنية الاجتماعية وانحسار نفوذ جنبلاط جعجع في إدارتها، وتقدم المعارضة بخيارات تصعيديه تلامس الأفعال الثورية التاريخية بآثارها إن اعتمدتها خاصة الدعوة للعصيان المدني ومقاطعة الحكومة ومؤسساتها.
    اختصر السيناتور هاملتون الأمر بتعليق وجيز من شاشة الحرة الممولة من البنتاغون والكونغرس بالقول: أن بوش يلتزم خطة بيكر- هاملتون وسينفذها، وجاءت نتائج مؤتمر بغداد لدول الجوار وما ظهر فيه من استقتال "هرولة واستجداء" أمريكي ولهاث خلف علاقات مع سورية كمؤشر كبير على انهيار خطة بوش وتأزم إدارته التي يفترض أن تفقد قائمتها الثالثة ديك تشيني الذي يتعرض لحملة واسعة وتدب الخلافات مع بوش ورايس وتظهر إلى العلن.
    خطة بيكر- هاملتون، ليست منزلة بدورها ولاهي قدر على العرب التعامل معها على هذه القيمة، وليست بأي حال خطة تعطي العرب حقوقهم التاريخية وتؤكد انتصارات مقاوماتهم، وتالي فليست إعلان الهزيمة الأمريكية والتسليم بنتائجها وآثارها في الشرق العربي وإعلان الانسحاب التام من المنطقة وتفكيك المصالح الغربية وتركها تتحرر وتحكم نفسها وتقرر خياراتها المستقبلية.
    خطة بيكر- هاملتون في جوهرها إستراتيجية أمريكية جديدة قصدها وهدفها المركزي إعادة صياغة آليات الهيمنة الأمريكية والأوروبية على العرب والمسلمين ابتداء من معالجة آثار الهزائم العسكرية، وتأزم الأدوات المحلية والنظم العربية والإسلامية الموالية، إلى محاولة ترميم قوة إسرائيل وتوفير بيئات وأسباب تقويتها واستعادتها لقوة الردع والتفوق الساحق التي فقدتها على امتداد العقود الماضية انتهاء بهزيمتها واهتزاز ثقة الغرب فيها، وتفكيك دورها الوظيفي، وتحولها إلى عبء كامل المخاطر على المشروعات الغربية لاستعمار العرب والمسلمين.
    خطة بيكر - هاملتون في حقيقتها عودة إلى ذات الوسائل والطرائق التي كانت قد اعتمدتها إدارة كلينتون الطويلة نسبيا، ساعة كانت السلطة للديمقراطيين وأمريكا في عز قوتها وفي ذروة سيطرتها وهيمنتها على العالم وإدارته كوريث لانهيار الاتحاد السوفيتي وكمنتصر في حرب طويلة باردة جاءت نتائجها تفكك الاتحاد السوفيتي وحل حلف وارسو، وانهيار منظومة عدم الانحياز، وتراجع حركات التحرر العالمية، وانشغال الصين بالنمو الاقتصادي على أي دور آخر أو عن تشكيل قطب جاذب موازن للهيمنة الأمريكية، كما حققت إدارة كلينتون نموا اقتصاديا وازدهارا ووفرة غير مسبوقة لقدرتها على التحكم بمسارات الاقتصاد العالمي وجذبها للاستثمارات والعقول والموارد التي انهارت عناصر التحكم بها على اثر انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظوماته الاجتماعية والاقتصادية ومحاورها.
    العناصر الأساسية في خطة بيكر - هاملتون كاستراتيجيات أمريكية جديد تنتظم في:
    -إعادة تنظيم الوجود وأدوات السيطرة الأمريكية في العراق، ووسط آسيا من خلال تغيير أشكال وحجم التدخل العسكري المباشر، لصالح التحول إلى إدارة سياسية عسكرية أمنية اقتصادية لتلك الساحات المتفجرة " الإعداد والتدريب والمساعدة اللوجستية، وتفويض الأطلسي بالتنسيق والدعم" بديلا عن تعرض الوجود الاحتلالي المباشر لعمليات استنزاف حادة.
    -تأمين الاستقرار وإعادة البناء تحت الهيمنة الأمريكية وسيطرة الشركات من خلال تلطيف الأزمة مع دول الجوار، خاصة في الحالة العراقية، وذلك بمفاوضة سورية وإيران والبحث عن صفقات المصالح، وإغراق دورهما بدول الجوار المتحكم بها أمريكيا والعمل على تقزيم دور سورية وإيران من خلال حلف المعتدلين العرب، وحلف الدول الإسلامية السنية ، وبتفويض مديري أجهزة المخابرات المتحكم بها من الأجهزة الأمريكية ووزارتي الدفاع والخارجية وبالتنسيق مع الأطلسي وإسرائيل" اجتماع رايس مع مديري أجهزة المخابرات العربية والإسرائيلية وبحضور الأطلسي".
    -فصل سورية عن إيران، وتقديم حزمة حوافز والتلويح بالعصا الغليظة لكل منهما على حدا" تكتيك الجزرة الكبيرة والعصا الغليظة، والمفاوضات الثنائية والخطوة خطوة".
    -سحب الذريعة الوطنية والقومية من يد سورية بقصد فكها عن إيران، والعبث باستقرارها والطريق إلى ذلك يفترض إطلاق مفاوضات للتسوية السياسية للصراع العربي الصهيوني تقارب قواعدها حد الاستجابة للشروط السورية ووديعة رابين والشرعية الدولية، لمعالجة قضية الجولان وشبعا، وبذلك تفترض أمريكا أنها نزعت الذريعة الوطنية من يد الدولة السورية ليصار إلى استهدافها في الداخل وتسعير التناقضات الاجتماعية والاقتصادية واللعب على الوتر المذهبي والطائفي والاثني.
    -تحريك مفاوضات الحلول السياسية للصراع العربي الصهيوني وإغراء سورية واللبنانيين والفلسطينيين بوهم تسوية تستجيب لبعض شروطهم، وإغرائهم بإغداق الوعود للدعم المادي والاستثمارات، والمساعدة في إصلاح وإعادة هيكلة نظمهما الاقتصادية والاجتماعية يوظف في تفعيل تباعد الشقة مع إيران بحسب المخطط الأمريكي بالتنسيق مع بعض العرب، ويتقاطع مع تفويض السعودية والسعي للعودة لتعويم مصر والأردن لتشكيل حاضنة خادعة لسورية بقصد إغوائها وإبعادها عن إيران، وتاليا تقليص المبررات الموضوعية للحضور الإيراني القوي في الساحات المفتاحية، وحالما يتسنى عزل إيران عن الصراع العربي الصهيوني تسهل خطط اخذ إيران من زاويا ثانية في أولها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ومشاريع الإصلاح وزيادة مناسيب الفتن الاثنية في قلب وعلى جنبات ايران، وتفعيل خطط واستراتيجيات الاحتواء المزدوج.
    -العودة إلى تفعيل مشروع الشرق الأوسط الكبير على ذات نهج اعتمد في عقد التسعينات لتحقيق التطبيع الاقتصادي والثقافي وتلزيم إسرائيل كمجلس إدارة اقتصادية وأمنية وثقافية للمنقطة العربية والإسلامية.
    -على خط مواز تجري عمليات اطلسة المنطقة العربية، بما هي إستراتيجية إعطاء الأطلسي مهمة إدارة المنطقة وحماية إسرائيل وتسويقها في إدارة المنقطة أمنيا وعسكريا وإخضاع العرب لهيمنتها بوسائل طرية وبقفزات حريرية كما هي الحال المحققة مع بعض بلدان المغرب العربي وبمشاركة مصرية أردنية.
    -إعادة تفعيل خطة الاستثمار بالتناقضات الاثنية في المنطقة وتحويل الأقليات إلى عنصر حاكم في تأمين الهيمنة الغربية،والمقدمات قد أنجزت على نحو تأسيسي كما في العراق، ولبنان، ومصر والسودان والجزائر " حراك الأقليات الدينية والطائفية والاثنية".
    -اعتماد الاقتصاد والثقافية كعناصر حاكم لتأمين تبعية العرب والمسلمين والمؤسسات جاهزة لهذا الاستثمار" منظمة التجارة العالمية، خطط إصلاح المنطقة ودمقرطتها، أسواق التجارة العربية الأمريكية الإسرائيلية الحرة- الكوينز- دور منظمات المجتمع المدني الممولة أمريكيا وأوروبيا، ودور وكالة التنمية الدولية الأمريكية".
    -العودة إلى استراتيجيات الاحتواء المزدوج، والحصارات، والضغوط، واستخدام قاعدة الحوافز والعقوبات.
    هذه هي حقيقة خطة بيكر - هاملتون، وهي بكل حال تؤكد أن أمريكا والغرب لن يتركوا المنطقة لحالها، ولن ينحسروا عنها بيسر وسهولة وستبقى مصانع الأفكار عندهم تولد أفكار واستراتيجيات لاستمرار إخضاع المنطقة وتأمين الهيمنة عليها ونهب ثرواتها والتحكم بجغرافيتها الحاكمة.
    هل يكتب النجاح لهذه الخطة الجديدة؟
    ما هي عناصر إسقاطها وما هي البيئة الجديدة وعناصرها واتجاهات فعلها؟
    اغلب الظن أن خطة بيكر - هاملتون لن تنجح في إعادة هيكلة المشروع الغربي وإخراجه من أزماته ذلك للأسباب الموضوعية التالية:
    -سبق أن اختبرت واسقطت ذات الخطط طيلة عقد التسعينات برغم أن الظروف الدولية والإقليمية والإمكانات كانت موفورة بصورة أفضل لصالح المخطط الأمريكي، ومع ذلك نجح عرب المقاومات والممانعة في إسقاطها ما اضطر المؤسسة الأمريكية الحاكمة إلى إنتاج إدارة بوش وصقورها وتفويضهم باعتماد القوة العسكرية والعودة إلى الاستعمار القديم المباشر وعندما تهزم القوة العسكرية تصبح القوة الناعمة اعجز عن تحقيق ذات الأهداف.
    -الحال العالمية مختلفة مع المتغيرات التي تنتج تعدد قطبي وصعود موجة يسار اجتماعي في العالم، ومع نفاذ جعبة أمريكا من احتمال تحقيق انتصارات كبيرة كهزيمة الاتحاد السوفيتي واستخدام القوة لإسقاط العراق وأفغانستان والتهويل على العرب كما في النموذج الليبي.
    -الحال الإقليمية متغيرة والنفوذ الأمريكي الغربي ينحسر حتى علن الدول التي كانت بمثابة قواعد وأدوات، كالحال التركية، والباكستانية، الدولتين المشغولتان بمشاكل خلقها لها الغرب، وتجنح للتحرر من الوظائف الوضيعة التي قررها لها الغرب، وقد استيقظت شعوبها على الجديد الإقليمي والعالمي.
    -سورية وإيران المستهدفتان من الخطة الجدية هم في وضع أقوى وافعل، مما كانوا عليه مع الحقب الماضية، وعلاقاتهما في تقدم استراتيجي وإطلاق جديد بما يتناسب مع معطيات المرحلة الراهنة وعناصرها، وعلى تنسيق متقدم في دور يعي أهمية التحالف ودوره في إدارة المنطقة وتحولاتها كما شهدت عليه زيارة الأسد لطهران، والجهود الإيرانية لاحتواء السعودية وتركيا والإفادة من المتغير الروسي والصيني.
    -المقاومات العربية في الساحات المتفجرة باتت قاب قوسين من تحقيق تقدم ملموس في توليد مشاريع وطنية لإدارة الأوطان وعلاقاتها بالجيران العرب والمسلمين، بعد أن أنجزت مهمتها في إلحاق الهزيمة بالقوات الغازية، فتلك اتفاقية مكة مؤشر، يقطر مؤشر في لبنان وفي العراق تتقدم ملامحه.
    -المتغيرات النوعية في موازين القوى العربية والإقليمية، وتراجع قدرة حلف المعتدلين على إدارة الدفة بل ووقعت دوله في أزمات مفتوحة مع نهوض حركة الشارع تحت اثر الانتصارات وخاصة انتصار لبنان في حرب تموز بينما يتعمق ويتجذر الخيار السوري وثوابته كصانع مكين للأحداث والتطورات.
    المنطقة العربية والإسلامية في مرحلة المخاض لتوليد مشروعات امن مستقرة ومتحررة من الهيمنة الغربية، يحفزها حالة الفراغ الناشئة عن تراجع الغرب وقدراته، وهزيمة قوته العسكرية وقاعدته إسرائيل، وتعثر مشاريع الإصلاح وإعادة الهيكلة ولبرلة اقتصاديات ومجتمعات العرب والمسلمين.
    تفيد معطيات اللحظة ووقوع أمريكا في مرحلة انتقالية بين مشروعين وحتى بلوغ الانتخابات الرئاسية لإعادة مطابقة سياسات الإدارة مع مشروع المؤسسة الحاكمة، ويقع هذا والاتحاد الأوروبي نفسه في مرحلة انتقالية وتباينات بين المجتمع وقواه الحاسمة والإدارات التي ربطت مصيرها وسياساتها بسياسات وخطط الإدارة الأمريكية المتصدعة.
    كل ذلك في سياق معطيات وحركيات المرحلة الانتقالية المتفجرة تفيد بأن حظوظ إستراتيجية المؤسسة الحاكمة المسماة بيكر – هاملتون لن تكون نتائجها بأفضل حال من استراتيجيات الصقور ومن قبلهم استراتيجيات الحزب الديمقراطية في ولاية كلينتون.
    خلاصة القول:
    أن العرب والمسلمين دخلوا مرحلة المخاض، وأنجزت مقاوماتهم وممانعتهم انتصارات تاريخية مؤسسة لحقبة جديدة.
    النصر لا يكتمل بدون تجديد وعصرنة المشروع القومي التحرري وإطلاقه والسعي لإنفاذه بدءا من اللحظة الحرجة والانتقالية تأسيسا لفرض موازين قوى وسياقات موضوعية لتطور الأحداث ومساراتها.

    بيروت 12-3-07

    ميخائيل عوض


  17. #37
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp صراع مقبل طويل الأمد بين (بدر) و(جيش المهدي) وواشنطن وطهران ستدعمان "الحليف" بقوة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    صراع مقبل طويل الأمد بين (بدر) و(جيش المهدي) وواشنطن وطهران ستدعمان "الحليف" بقوة
    باحثون أميركان كبار يتهمون المجلس الاعلى بإشعال الحرب الشيعية الداخلية و"توريط" أميركا بتصفية الصدريين
    ________________________________________

    الجزء الثالث

    بغداد-واشنطن-الملف برس

    يتهم باحثون ومحللون سياسيون أميركان كبار ومنهم (روبرت درايفوس) أن المجلس الإسلامي الأعلى نجح في "توريط" الولايات المتحدة بحرب دائمة الى جانب قوات "بدر" وضد "جيش المهدي" والصدريين عموماً، وهي التي يسميها الباحثون "الحرب الشيعية الداخلية".
    ويعتقد هؤلاء الباحثون أن الصراع الرئيسي المقبل في العراق والذي قد يدوم لفترة طويلة، سيكون بين تياري (الحكيم) و(الصدر)، وهم متأكدون من أن واشنطن وطهران ستستمران في السر وفي العلانية بدعم "الحليف" المشترك بهدف اجتثاث "جيش المهدي" في المقام الأول.

    ويذهب هؤلاء الباحثون الى أن (مقتدى الصدر) –لهذا السبب- يحتفظ بقوة عسكرية دفاعية قوية لاستخدامها في اللحظات الحاسمة، فيما هو ومنذ أن أمضى 15 شهراً في إيران ومن ثم عودته الى العراق، يحاول أن يجد لنفسه ولميليشياته غطاء من عمليات تطويق وملاحقة واجتثاث شبيهة تماماً بعملية اجتثاث البعثيين السابقين.





    (6)

    أميركا ساندت الحكيم ضد الصدر

    ويؤكد (روبرت درايفوس) المؤلف والباحث السياسي المعروف في دراسة نشرتها مجلة (The Nation) قوله: خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل خاص ، مارس المجلس الإسلامي الأعلى تعاملا مهلكا كبيرا على كتلة (مقتدى الصدر) وميليشياته القوية ، جيش المهدي . ومن ضواحي بغداد والى النجف وكربلاء والى الديوانية والعمارة والبصرة ، انشغل المجلس الاسلامي الأعلى في مواجهات دموية مع جيش المهدي، منافسه الرئيسي بين السكان الشيعة العراقيين . وفي القتال بين بدر و(الصدر)، فقد ساندت الولايات المتحدة بشكل صريح المجلس الاسلامي العراقي الأعلى.

    ويقول (جوزيت هلترمان) من المجموعة الدولية للأزمات :" الصراع الحقيقي في الأمد الطويل هو بين المجلس الاسلامي الأعلى والصدريين ، وقد اختار الأميركيون في الحقيقة الوقوف مع جهة المجلس الاسلامي الاعلى في هذا الصراع ".

    وفيما فعله الأميركيون –بحسب هلترمان- اختيارهم الوقوف مع الحزب الموالي لإيران ضد تيار -بالرغم من بعض صلاته مع إيران- هو اكثر استقلالية مقارنة بالمجلس الاسلامي ، ومن باب المغالطة فان هذا الموقف الأميركي ، يدفع (الصدر) للتعاون الوثيق مع إيران .

    ويقول (درايفوس): لقد تعمق التنافس بين (الصدر) و(الحكيم) على حقيقة ان كلا منهما حفيد عائلة دينية عراقية . وحينما هرب (الحكيم) من العراق واقام في إيران أثناء حقبة (صدام حسين) ، فقد بقي (الصدر) في العراق ، ولأنه كان يقيم تحت رعاية طهران ، كان ينظر بارتياب الى مجلس (الحكيم) الاسلامي من قبل معظم العراقيين، في حين ان منظمة (الصدر) الأقل تنظيما – قامت ببناء الجامع تلو الجامع بشكل سري قبل وبعد الغزو الأميركي – ولها جذور اعمق في العراق . ودوائرهم الانتخابية مختلفة أيضا ، ومتوزعة بشكل واضح على الخطوط الطبقية.

    فالحكيم –بنظر المحلل السياسي الأميركي درايفوس- يمثل النخبة الحضرية والطبقة التجارية ورجال الأعمال الشيعة العراقيين ، وقيادات حزبه عندها الكثير من التداول مع التجار ورجال البازار الذين يكونون العمود الفقري للنخبة الحاكمة في إيران . و(الصدر) من الجهة الأخرى يملك الولاء الدائم للطبقات الشيعية العراقية السفلى وفقراء المدن ، وكسب دعم الكثير من البعثيين الشيعة السابقين والقوميين العرب والذين شعروا بان لا طريق آخر لديهم بعد إسقاط (صدام حسين).

    ويضيف قوله: بالرغم من تكتيك التحالف الأميركي مع المجلس الاسلامي الاعلى قد تم منذ سنة 2003 ، فان المعسكر الأميركي مع المجلس الاسلامي بدأ يتصاعد بالعمل ضد الصدر بشكل دراماتيكي فقط في السنة الماضية بعد اعلان الرئيس (بوش) بزيادة القوات .







    (7)

    الصدر يحتفظ بقوة عسكرية ضد الأميركان

    وفي خطابه في كانون الثاني 2007 انذر (بوش) صراحة إيران بأنها الهدف. وقال:" سنعطل الهجمات على قواتنا وسوف نعيق ونقاطع تدفق العبوات من إيران ... وسوف نسعى خارجا لتدمير الشبكات التي تقدم الأسلحة والتدريب لأعدائنا في العراق ". ولكن حينما بدأت الولايات المتحدة الحديث عن " القوى التي تساندها " إيران في العراق ، لم تعن ِ المجلس الاسلامي الاعلى ، كانت تعني (الصدر) وجيش المهدي ولاسيما المجموعات الخاصة من جيش المهدي أو التي بدأت الولايات المتحدة بتسميتها " جيش المهدي السيء ".

    واستنادا الى البنتاغون ، فان جيش المهدي آو عناصر فيه ، يهاجمون القوات الأميركية في العراق بأسلحة ومتفجرات مصنوعة في إيران التي تدرب أيضا رجال ميليشيات جيش المهدي لاستخدام قنابل المورتر والصواريخ لمهاجمة المنطقة الخضراء المحمية في مركز بغداد .

    إن (الصدر) الوطني المرواغ –كما يقول روبرت درايفوس- حاول الاحتفاظ بقوة عسكرية أمام الولايات المتحدة وإيران في نفس الوقت في السنوات الأولى للاحتلال ، ولكن في الثمانية عشرة شهرا الماضية وأمام الضغط العسكري الهائل المشترك الأميركي والمجلس الاعلى ، فقد تركت لـ(لصدر) خيارا محدوداً أو هو في الحقيقة ليس سوى القيام بالسعي للحصول على المساعدة من إيران . وبالادراك بان زيادة القوات سوف تؤدي الى حملة قوية ضد قواته ، فقد أمر (الصدر) في شباط الماضي قواته بالتنحي جانبا واختفى هو أيضا .

    واستنادا الى (ديفيد ساترفيلد) المستشار الأساسي لشؤون العراق في وزارة الخارجية الأميركية فقد قضى (الصدر) معظم الخمسة عشر شهرا الماضية في إيران، وصف تقرير المجموعة الدولية للأزمات في شهر شباط 2008 التحول المهم في خطاب (الصدر) تجاه إيران والذي كان مضادا لإيران الى فترة قصيرة .وجاء في التقرير المذكور :" استعمل (مقتدى الصدر) ان يكون على الخط الوطني ، والآن يستطيع أي واحد ان يصف خطابه بانه تقريبا موال لإيران " كما قال أحد القادة الصدريين للمجموعة الدولية للأزمات ، واضاف :" وحتى جيش المهدي غير نبرته . والمخاطبة المضادة لإيران في السنة الماضية قد أعطت الطريق لشيء يختلف تماما عن ذلك ".

    (8)

    المجلس الأعلى وراء اعتقال الصدريين

    وعبر الجنوب العراقي وبالرغم من ان (الصدر) قرر البقاء جانب –يؤكد روبرت درايفوس- فقد اشتعلت الصدامات بين بدر و(الصدر) . وقوات بدر وهي غالبا بهيئة الجيش والشرطة العراقية قمعت بدون رحمة جيش المهدي . وقاتل الأميركيون وبدر جنبا الى جنب ضد ميليشيا (الصدر) الرثة الأقل تسليحا ، وقد تم كسر العشرات من خلايا جيش المهدي وقتل المئات من الأشخاص أو تم اعتقالهم . وفي بغداد والمحافظات الكبيرة مثل الديوانية – والتي شهدت سلسلة كبيرة من الهجمات على جيش المهدي ، وجدت القوات الأميركية غالبا نفسها تطرق على جيش المهدي وتقف الى جانب المجلس الاسلامي الاعلى .

    ويقول (رايدر فيسر) من المعهد النرويجي للشؤون الدولية والذي كتب بشكل واسع عن الصراع السياسي في الجنوب العراقي :" حينما تم اعتقال الصدريين ، فقد قالوا بان عناصر المجلس الاسلامي الاعلى وراء الاعتقال ".

    ومن جانب آخر يرى (بيتر هارلنك) من المجموعة الدولية للأزمات أيضا :" أن البدريين يستعملون الولايات المتحدة بشكل أساسي كوسيلة لاضعاف الصدريين ، وقد سمعنا تقارير عبر البدريين في الأحياء ينتقدون أيا كان من التيار الصدري أمام الولايات المتحدة ، والكثير من الأشخاص بما في ذلك بعض المعادين للصدريين يقولون بان البدريين في الميادين يقومون بالعمل الاستخباري ويشيرون للولايات المتحدة فيما يقولونه بالاتجاه الصحيح وذلك ضد التيار الصدري . والولايات المتحدة لا تجيد التمييز في تشخيص اعدائها ".

    ويتفق (كينث كاتزمن) المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث الكونغرس :" بانه قد تم اللعب بالولايات المتحدة ، وقد تم اللعب بالجيش الأميركي من قبل الحكيم في صراعه الضروس ".
    وفي تقرير لاحق تتابع الملف برس طبيعة التقييمات التي تجريها طهران دائماً بشأن خيارات عملها في الساحة الشيعية العراقية، وكذلك طبيعة قلقها المستقبلي حتى من هيمنة المجلس الأعلى حليفها الأول كما يعتقد الباحث الأميركي (درايفوس).


    المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
    ________________________________________


  18. #38
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp بين "آمال إيران" و"إحباطات العراق" قد تكشف المرحلة المقبلة عن "رفض شيعي" يفضح حقيقة "

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بين "آمال إيران" و"إحباطات العراق" قد تكشف المرحلة المقبلة عن "رفض شيعي" يفضح حقيقة "المهمة المستحيلة"
    المحارب السري" القديم في"أرض العدو" يعود إليها لإتمام صفقات تباركها القوات الأميركية في "عراق بلاد حدود"
    ________________________________________


    بغداد- طهران-الملف برس

    ينظر العالم باستغراب كبير الى طبيعة الزيارة التي يقوم بها (أحمد نجاد) الى العراق على الرغم مما بين الولايات المتحدة التي تحتل العراق الآن وبين طهران ما "صنع الحداد". فهي برأي المراقبين الدوليين "مهمة مستحيلة" إلا إذا كانت واشنطن لها "رأي" يمكن أن يكون جزءاً مما فكر به تقرير بيكر-هاملتون لجعل العراق "قسمة هيمنات لدول المنطقة" بينها إيران وتركيا والسعودية وسوريا وربما الكويت والأردن، فالجميع لديه "مصالح" كما يزعم في "عراق بلا حدود".
    وتثير زيارة الرئيس الإيراني الى بغداد "إحباطات عراقية" قد تكشف عن نفسها في وقت قريب، بإزاء "آمال إيرانية" لمخطط "تفريس العراق" بذرائع طائفية صفوية تراها طهران "دماً لتغييب عراقية الشيعة" وتراها أغلبية شيعة العراق المطلقة "مهمة مستحيلة"، ولا عبرة عند العديد من المحللين السياسيين ومنهم محللو الأخبار في الملف برس الكلام "المنمّق" عن الأخوة الإسلامية أو الروابط الطائفية.
    وتشير تقارير صحفية إلى أن الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) يطرح الأمل في أن تكون زيارته "العلنية" الأولى الى العراق التي تبدأ الأحد علامة كبيرة على تقوية الروابط بين إيران وبين جاره الغربي الذي تمزقه النزاعات.
    وتقول التقارير إنها الزيارة العلنية الأولى لـ(نجاد) غامزة بذلك الى أنه كان في منتصف الثمانينات وخلال الحرب العراقية-الإيرانية، يقوم بمهمات "حرب عصابات سرية" مع مجاميع من الحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي العراقية. وأنه كان يرأس مجموعات تفجير واختطاف وزرع "بؤر جاسوسية".
    وكانت وكالة أنباء فارس قد قالت: "إن الرئيس الإيراني يتوقع أن تؤدي الزيارة الى تقوية الروابط الأخوية بين الشعبين العراقي والإيراني". وهذا ما أعلنه) نجاد) لصحفيين عراقيين حسب وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء.
    ونقلت الوكالة عن (نجاد) قوله: "نحن نعتبر خلق الفـُرقة والتوتر المتزايدين جزءاً من مؤامرة ينفذها المحتلون في العراق"، رافضاً بذلك المزاعم الأميركية بشأن التدخل الإيراني في شؤون العراق.
    وسخر الرئيس الإيراني من مسألة اتهام الولايات المتحدة لطهران بالتدخل في شؤون العراق، وقال: "إنه لشي مضحك أن تكون لواشنطن 160000 جندي في العراق وتتهمنا بالتدخل". وأضاف قوله: "إنها الممارسة الأميركية لإحضار الآخرين كمذنبين طالما هم مقهورون".
    لكنّ محللي الأخبار في الملف برس يجدون في كلام الرئيس الإيراني "مسخرة أخرى" من طريقة الزعم بعدم تدخل إيران في الشأن العراقي، ذلك أن وقائع الحياة اليومية منذ خمس سنوات تؤكد –وبشكل خاص- تصاعد الرفض الشعبي الشيعي في محافظات متعددة وخاصة في البصرة والنجف وكربلاء والديوانية وميسان وواسط، لكل عمليات "التفريس" التي تحاول طهران إغراق العراق بها من خلال "الطقوس الدينية وترسيخ العادات والتقاليد الفارسية في المجتمع العراقي بضمنها إشاعة زواج المتعة والتحدث باللغة الفارسية للحصول على فرصة عمل والاشتغال بتهريب السلاح، فضلا عن الخضوع لإرادة أحزاب سياسية شيعية بعينها.
    وعلى صعيد آخر فهمت وكالة الصحافة الفرنسية أن زيارة (نجاد) الى العراق يوم الأحد تشكل "حدثاً تاريخياً" في علاقات البلدين اللذين خاضا حرباً طويلة في الثمانينات. وفي الوقت نفسه قالت الوكالة إن زيارة الرئيس الإيراني "الشيعي" الى العراق ذي الأغلبية الشيعية الحاكمة الآن تؤكد حقيقة المخاوف الغربية والأميركية من توسع النفوذ الإيراني في العراق، كما تؤشر موقفاً آخر للولايات المتحدة في طريقة مواجهة الامتداد الإيراني (وتوسع مساعداتها العسكرية الخفية) لكل من شيعة العراق ولبنان بشكل خاص.
    وينظر الى الزيارة التي خطط لها منذ وقت مبكر من السنة الحالية وتحظى بموافقة الأميركان و"مباركتهم" على أنها عملية دعم كبيرة من "إيران الشيعية" الى حكومة (نوري المالكي) التي "تهيمن عليها الأكثرية الشيعية الآن" بحسب تعبير الوكالة الفرنسية.
    وتلوم إيران الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة، سبباً لعدم الاستقرار في العراق، وقد بنت –طبقاً للوكالة الفرنسية- علاقات قوية مع الحكومة الشيعية في بغداد مباشرة بعد سقوط نظام الرئيس السابق (صدام حسين) سنة 2003.
    ويعتقد محللون سياسيون في بغداد رفضوا الكشف عن هوياتهم أن إيران تسعى منذ خمس سنوات وبشكل خاص وهي توظف فيه "أموالا طائلة من نفط العراق المسروق والمهرب" لفرض "الطقوس الصفوية" في العراق بما فيها تلك التي ترفضها المرجعية العليا في إيران لآية الله (خامنئي) كضرب الرؤوس بالقامات في مناسبة عاشوراء.
    ويؤكد المحللون السياسيون أن الهدف الأساس والمباشر هو التمكن من "تسييس" الحالة الإيرانية في العراق أي "تحويل الشيعة العراقيين الى اعتناق طريقة التشيع الصفوي القديمة في العراق" بهدف تعميم "الرؤية" لدى الطائفة الشيعية في العراق التي تنتمي لوطنيتها وتهتم بطريقة فهمها العلوي في مسارها الديني.
    وقال المحللون إن السبب وراء هذه "التحولات" التي تحرص إيران عليها "هو الخوف الأكيد من أن يتمرّد شيعة العراق بقوة ضد النفوذ الإيراني، ويوصلوا الأمور الى إعلان الحرب عليه وعلى النظام في طهران وحينئذ ستكون فضيحة سياسية للحكام الإيرانيين. وأكد المحللون أن هذا التفسير هو عبارة عن رؤية شيعية عراقية وليست لفئات أخرى من الشعب العراقي.
    ومن جانب آخر يؤكد الرئيس الإيراني في حديثه لمناسبة زيارته العراق قائلاً: "نحن نعتقد أن الشعب العراقي قادر على تحقيق الأمن وإدارة بلاده" وأوضح قوله: "إن البلدان التي لم تقف الى جانب العراق في محنته ستأسف على ذلك"، وهي إشارة انتقاد و"وعيد" الى دول محيطة بالعراق وفي مقدمتها السعودية. وشدد الرئيس الإيراني في تصريحاته التي نقلتها الوكالة الفرنسية للأنباء على أن الروابط الاقتصادية مع العراق ستتوسع.


    المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
    ________________________________________


  19. #39
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp كيف قادت أمريكا العراق إلى الهاوية ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مستشار سابق في سلطة التحالف يجيب عن هذا السؤال:
    كيف قادت أمريكا العراق إلى الهاوية ؟!
    * إعداد اسلام السعدني

    كيف أدت الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في العراق إلى ذاك الوضع الكارثي الذي تعاني منه البلاد؟ سؤال شكل محورا لمقال مطول نشرته دورية (فورين أفايرز) بقلم (لاري دياموند) الكاتب والباحث في معهد (هوفر) التابع لجامعة ستانفورد، والذي عمل أيضا في الفترة ما بين يناير إلى إبريل من هذا العام كمستشار رفيع المستوى لسلطة التحالف المؤقتة التي تم حلها بعد نقل السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة في يونيو الماضي.
    يستهل الكاتب مقاله بالقول إن عملية نقل السلطة التي تمت في الثامن والعشرين من يونيو والتي مثلت نهاية مفاجئة للاحتلال الأمريكي للعراق من الوجهة الرسمية لم تؤد إلى علاج المشكلات المستعصية التي تعاني منها البلاد منذ وقوع الغزو مثل العنف المستشري والاقتصاد المدمر والمجتمع المحطم.
    ويشير دياموند إلى أنه على الرغم من أن بعض هذه المشكلات تعد عواقب حتمية للحرب التي شنتها واشنطن للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلا أن ما حاق بالعراق من دمار فاق أسوأ توقعات الإدارة الأمريكية، موضحا أن هذا الوضع المأساوي ناجم عن سلسلة طويلة من الأخطاء التي وقعت فيها الولايات المتحدة مما أدى إلى استمرار نزيف الدم في الأراضي العراقية، وهي أخطاء أدت أيضا إلى إضعاف الفرص السانحة لإرساء دعائم الديمقراطية في العراق.
    ويؤكد الكاتب في مقاله أن أحد أهم الأخطاء التي وقعت فيها أمريكا فيما يتعلق بالملف الأمني في العراق كان إحجامها عن توفير العناصر الضرورية لإرساء الأمن هناك وهو ما تبدى في عدم قيام وزارة الدفاع الأمريكية بنشر الحجم الكافي من القوات في العراق رغم تحذيرات الخبراء العسكريين من مغبة هذا الأمر.
    ويلفت لاري دياموند النظر في هذا الصدد إلى أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ومساعديه لم يهتموا بالمطالبات الخاصة بزيادة حجم القوات الأمريكية في العراق.
    ويطرح دياموند في المقال رؤيته في هذا الشأن، ومفادها بأنه كان يجدر بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق نشر 300 ألف جندي هناك، باعتبار أن هذا العدد كاف لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
    وفضلا عن هذه الوحدات، كان من الضروري أن يقوم التحالف حسبما يقول دياموند ببذل جهود أكبر لضبط الحدود بين العراق وبين كل من سوريا وإيران لوقف عمليات تسلل المقاتلين والأموال والأسلحة وعناصر المخابرات إلى داخل الأراضي العراقية.
    غطرسة البنتاجون
    ويُرجع الكاتب هذا الفشل إلى تجاهل مسئولي (البنتاجون) للخطط الدقيقة الخاصة ب(عراق ما بعد الحرب) التي أعدها خبراء وزارة الخارجية نتيجة ازدرائهم لهؤلاء الخبراء، فبدلا من الاستعانة بهذه الخطط، افترض (البنتاجون) أن العراقيين سيرحبون بقوات التحالف كقوات تحرير، وأنه من الممكن للولايات المتحدة حينذاك تسليم مقاليد الأمور في البلاد إلى الساسة العراقيين الذين كانوا منفيين في عهد النظام السابق ك(أحمد الجلبي) على سبيل المثال، ذلك الرجل القادر بحسب ما رآه رجال وزارة الدفاع الأمريكية من إقامة دولة ديمقراطية بشكل سريع مما يسمح ليس فقط بالاعتماد على عدد أقل من الجنود الأمريكيين في البداية، بل وإمكانية تقليصهم في غضون عام من الغزو.
    ويقول دياموند إنه كان من المنطقي أن تنهار هذه الافتراضات الساذجة سريعا بالتزامن مع انهيار الوضع الأمني في العراق، فيما وقفت القوات الأمريكية لا حول لها ولا قوة مما أتاح الفرصة لاندلاع موجة عارمة ومنظمة من السلب والنهب والتخريب طالت مختلف المؤسسات والبني التحتية العراقية.
    وعلى الرغم من أن الأمر تطورت بعد ذلك إلى حركة مقاومة منظمة جيدة التمويل والتسليح، إلا أن الإدارة الأمريكية كما يرصد الكاتب في مقاله أصرت على أخطائها ورفضت إرسال مزيد من القوات إلى العراق، وضلل مسئولوها أنفسهم بتصورات من قبيل أن القضاء على هذه المقاومة ميسور وفي متناول اليد.
    ويخلص الرجل للقول إن الأخطاء التي ارتكبت على صعيد الملف الأمني قوضت أي نقاط إيجابية قد تكون سلطة التحالف
    المؤقتة قد حققتها خلال فترة توليها إدارة العراق من مايو 2003 وحتى يونيو 2004.
    ثمن باهظ
    وينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث في مقاله عن الأخطاء التي ارتكبت على صعيد تشكيل قوات الأمن العراقية الجديدة، إذ يشير إلى أن هذه القوات لم تتلق التدريب الكافي ولم تزود بالمعدات الضرورية مما جعلها في النهاية هدفا سهلا للمسلحين وللمجرمين باعتبارها رمزا للدولة العراقية الجديدة.
    ويقول دياموند إن تلك الأخطاء ترجع إلى الخطط المتعجلة التي وضعتها سلطة التحالف في هذا الصدد، وهي أخطاء أدت إلى استمرار حالة انعدام الأمن وهو ما دفع ثمنه غاليا المسئولون والساسة العراقيون مثلهم مثل مسئولي التحالف ومساعديهم من العراقيين سواء بسواء.
    وقد أدى هذا الوضع الأمني المتدهور حسبما يؤكد لاري دياموند إلى أن تنعزل سلطة التحالف فعليا ونفسيا عن العراقيين بعد أن باتت تحركات مسئوليها محصورة فيما يسمى بالمنطقة الخضراء في بغداد وهي منطقة شديدة الحراسة تبلغ مساحتها ثلاثة أميال مربعة وقلت زيارات هؤلاء المسئولين إلى باقي المناطق العراقية بمرور الوقت.
    معضلة الصدر
    غياب التصميم في مواجهة التهديدات السياسية، مشكلة أخرى يرى دياموند أن سلطة التحالف عانت منها خلال فترة إدارتها للعراق، ويضرب مثالا على ذلك من خلال الكيفية التي تعاملت بها مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
    ويقول الكاتب في هذا الشأن إن الصدر نجح في حشد مجموعات من الشباب الساخط محدود التعليم الذي يعاني من البطالة في عدد من المدن العراقية وهو ما عرف في النهاية باسم (جيش المهدي) وذلك دون أن يواجه التحالف ذلك ببلورة استراتيجية تصدٍ مناسبة، وإنما سعى إلى تجنب المواجهة مع الصدر.
    بل ويضيف دياموند أن رغبة الإدارة الأمريكية في تحاشي مثل هذه المواجهة بسبب ما يكتنفها من مخاطر كانت السبب في إرجاء الكشف عن أمر الاعتقال الذي أصدرته إحدى المحاكم العراقية بحق هذا الرجل في أغسطس 2003 للاشتباه في ضلوعه في عملية اغتيال المرجع الشيعي عبدالمجيد الخوئي في إبريل من نفس العام، حيث لم يتم الكشف عن هذا الأمر سوى بعد عدة أشهر.
    ويستغرب دياموند هذا الإحجام الأمريكي عن التصدي لمقتدى الصدر خاصة في ضوء أن هذا الرجل كان يلقى معارضة واضحة من قِبَل العديد من الزعماء الشيعة أنفسهم، وكذلك في ظل توالي النذر باتساع نفوذه وسطوة المسلحين الموالين له.
    ولكن عندما آن الأوان أخيرا للمواجهة في الربيع الماضي، جرت هذه المواجهة كما يقول الكاتب بشكل مرتجل وفوضوي، حيث انطلقت أولى شراراتها من قرار بول بريمر رئيس سلطة التحالف أواخر مارس 2004 بإغلاق صحيفة (الحوزة) الناطقة بلسان التيار الصدري، مما دفع مقتدى الصدر إلى دعوة أتباعه للثورة ضد الاحتلال، وتلا ذلك بعدة أيام اعتقال أحد كبار مساعدي الصدر فتمثل الرد في إشعال نيران انتفاضة عارمة ضد قوات التحالف في مختلف المدن الشيعية، حيث تولى أنصار الزعيم الشيعي السيطرة لبعض الوقت وأقاموا علاقات تعاون مع الميلشيات المسيطرة على مدينة الفلوجة، تلك الميلشيات التي اضطرت القوات الأمريكية لإبرام اتفاق معها لإنهاء المعارك الدائرة بينهما حتى يتسنى لواشنطن التفرغ لمحاربة أنصار الصدر.
    مواجهة الميلشيات المسلحة
    ويشير دياموند في مقاله إلى أن سلطة التحالف لم تفشل فقط في إنهاء التهديدالذي يمثله مقتدى الصدر، بل انها لم تبذل أيضا أي جهد للتصدي للمجموعات المسلحة الأخرى الموجودة في البلاد مثل ميلشيات البشمرجة الكردية، إلى جانب الميلشيات التابعة لحزبي الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعيين وهي ميليشيات لا تقل كفاءة أو تدريبا عن البشمرجة.
    ويلقي الرجل الضوء على خطة وضعتها سلطة التحالف أوائل العام الجاري لنزع أسلحة هذه الميلشيات وتفكيكها وإدماج عناصرها في الشرطة والجيش العراقيين، قائلا إن هذه الخطوة اصطدمت بعقبات عدة من بينها رفض القادة الأكراد تفكيك البشمرجة تحسبا منهم لأية محاولات مستقبلية قد تقوم بها الحكومة المركزية في بغداد للسيطرة عليهم.
    ومن بين هذه العقبات أيضا اندلاع المعارك على جبهتي النجف والفلوجة مما أدى إلى عرقلة الإعلان الرسمي عن الخطة والذي كان مقررا في الأول من مايو من ناحية، وكذلك اضطرار القوات الأمريكية لطلب الدعم من حزبي الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وذلك في إطار مساعيها لدحر جيش المهدي وهو الأمر الذي أضعف كثيرا نفوذ التحالف لدى هذين الحزبين من ناحية أخرى.
    وعندما أعلنت الخطة أخيرا في يونيو كان الوقت ضيقا لتنفيذها قبل إتمام عملية نقل السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة التي لا يبدو أن لديها العزم أو القدرة على القضاء على الميلشيات المسلحة الموجودة في البلاد.
    ويشير دياموند إلى أن بقاء هذه الميلشيات على وضعها الحالي يهدد الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق أوائل العام المقبل، إذ أن استمرار هذا الوضع من شأنه تحويل العملية الانتخابية إلى حمام دم مما يهدد نزاهتها ويجعلها في قبضة حاملي السلاح من الميلشيات الكردية في الشمال وتلك الشيعية المدعومة من إيران في الجنوب، وهو ما يعني أن الاحتلال الأمريكي للعراق ربما سيقود إلى ظهور نظام حكم ذي صلة وثيقة بطهران في بغداد.
    غياب الاستراتيجية
    نقطة أخرى يتحدث عنها لاري دياموند في مقاله ب(فورين أفايرز) ألا وهي أن حدوث تقدم ملموس على الصعيد السياسي أمر ضروري لإحراز تقدم مماثل فيما يتعلق بالوضع الأمني، ويدلل على صحة هذا الافتراض من خلال التأكيد على أن الكثير من العمليات المسلحة التي يشهدها العراق ينفذها المسلحون السنة الذين يعتقدون أنه سيتم استبعادهم من الساحة السياسية، مشيرا إلى أن هذه المسألة تؤكد أن احتواء العنف الراهن في البلاد يتطلب ما هو أكثر من استخدام القوة ألا وهو بذل جهود مستمرة لإقامة نظام سياسي يمثل مختلف القوى والتيارات الرئيسية.
    إلا أن المعضلة التي حالت دون النجاح في إقامة هذا النظام كما يقول دياموند تمثلت في افتقار الولايات المتحدة لاستراتيجية سياسية فعالة للتعامل مع الوضع في عراق ما بعد الحرب.
    ولذا فكما يشير لاري دياموند لم يدرك التحالف حقيقة أنه على الرغم من أن غالبية العراقيين كانوا يشعرون بالتقدير للإطاحة بنظام الحكم القمعي السابق في بغداد، إلا أن هؤلاء كانوا متشككين في الوقت نفسه من دوافع الولايات المتحدة ناهيك عن دوافع بريطانيا تلك القوة الاستعمارية التي احتلت البلاد خلال النصف الأول من القرن العشرين.
    فشلت سلطة التحالف أيضا حسبما يؤكد دياموند في إدراك أنه لا تزال هناك شعبية لصدام حسين حتى بعد الإطاحة به من سدة السلطة، وذلك بين العرب السنة الذين عارض معظمهم إسقاطه إما لأنهم من بين مؤيديه أو نظرا لخشيتهم من أن تغيير نظام الحكم سيؤدي إلى أن يفقدوا هيمنتهم التاريخية على السلطة في البلاد على الرغم من أن عددهم لا يتجاوز 20% من السكان.
    ويرصد الكاتب بعد ذلك خطأين استراتيجيين في التقدير وقع فيهما التحالف أولهما إطلاق حملة اجتثاث البعثيين التي شملت عددا كبيرا ممن لم يتورطوا بالفعل في الجرائم التي ارتكبت خلال عهد النظام السابق، أما الخطأ الثاني فتمثل في قرار بريمر بحل الجيش العراقي وذلك بدلا من فحص عناصره بدقة لاكتشاف من يصلح منها لخدمة الدولة العراقية الجديدة، وقد أدى قرار حل الجيش إلى أن يصبح عشرات الآلاف من الجنود والضباط لقمة سائغة لتنظيمات المقاومة التي سعت إلى تجنيدهم.
    نقص المشروعية
    وأشار دياموند في مقاله إلى أن شكوك العراقيين في دوافع أمريكا لغزو بلادهم مضافا إليها ذكرياتهم الأليمة عن حقبة الاستعمار الغربي إلى جانب الموقف الذي تتخذه واشنطن حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كل ذلك أدى إلى افتقار سلطة التحالف للمشروعية بشكل كبير، وهو ما دفع أمريكا للسعي للتعامل مع هذه المشكلة من خلال العمل على زيادة المشاركة الدولية في الإدارة السياسية لشئون العراق وهو ما كان عسيرا بالنظر إلى معارضة المجتمع الدولي للحرب من الأساس، بالإضافة إلى وضع القادة العراقيين في الواجهة بأسرع وقت ممكن، وكان أوضح سبيل للقيام بذلك يكمن في إجراء انتخابات وهو ما كان يريده آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق منذ البداية، وذلك على الرغم من أن التجارب السابقة لعمليات الانتقال السياسي في البلدان التي شهدت حروبا كانت تؤكد ضرورة عدم التسرع في اتخاذ خطوة إجراء انتخابات عامة خاصة في ظل عدم توافر مقوماتها الأساسية.
    ولذا بدلا من إجراء انتخابات، اتبع التحالف كما يقول دياموند استراتيجيات مختلفة للتغلب على مشكلة الشرعية السياسية المفتقدة التي حققت درجات متفاوتة من النجاح من بينها إقامة مجالس محلية في العديد من المدن والبلدات الكبرى في العراق.
    ولكن تلك المجالس المحلية عانت حسبما يوضح الرجل من انعدام السلطات الممنوحة إليها، وقلة الموارد المتاحة لها، وكل ذلك أدى إلى أن تهدر سلطة التحالف فرصة مهمة لزيادة شرعيتها، وهو ما جعلها تقرر في يوليو 2003 تشكيل مجلس الحكم الانتقالي الذي كانت له صلاحيات استشارية فحسب.
    ويتحدث الكاتب عن تجربة مجلس الحكم الذي كان يضم شخصيات ممثلة لبعض القوى العراقية الرئيسية الشيعية والكردية، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من العشائر العراقية وبعض الأحزاب القديمة مثل الحزب الشيوعي وكذلك بعض المقربين من السيستاني.
    وتناول لاري دياموند العيوب التي شابت هذه التجربة، مشيرا إلى أن من أبرزها الصورة التي أخذها العراقيون عن المجلس بسبب وجود عدد كبير من الزعماء المنفيين المثيرين للجدل فيه مثل أحمد الجلبي.
    دور الأمم المتحدة
    في الوقت نفسه أوضح الكاتب أن الولايات المتحدة فشلت في توسيع التحالف الذي تقوده في العراق ليضم دولا أخرى لتُكسبه مزيداً من الشرعية.
    وحتى البعثة التي أرسلتها الأمم المتحدة إلى العراق في الثاني من يونيو 2003 برئاسة سيرجيو فييرا دي ميللو لم تنجح كثيرا في إحداث تغييرات جذرية على خطط التحالف رغم أن دي ميللو كان أحد أقدر الخبراء الدوليين في مجال استعادة الأمن والسلام.
    ويشير دياموند إلى أن هذا الفشل يرجع جزئيا إلى الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في بغداد خلال أغسطس 2003 مما أدى إلى مقتل دي ميللو ومعه عشرات من موظفي المنظمة الدولية وقاد في النهاية إلى خروج الأمم المتحدة من العراق.
    إلا أن الكاتب يعود ليشير إلى أنه حتى قبل هذا الحادث لم يكن بريمر يرى أهمية حقيقية لدور بعثة المنظمة الدولية، ولم
    يطرأ أي تغيير على هذا الموقف حسبما يقول دياموند سوى متأخرا للغاية في الخامس عشر من نوفمبر 2003 عندما تم الكشف عن الاتفاق الخاص بنقل السلطة في العراق، وما أعقب ذلك من لجوء أمريكا إلى الأمم المتحدة لمساعدتها على رسم المسار الخاص بهذه العملية.
    ويوضح الكاتب أن بنود اتفاق 15 نوفمبر واجهت العديد من الانتقادات خاصة من قبل السيستاني الذي طالب بأن يكون البرلمان الانتقالي المنصوص عليه في الاتفاق ثمرة انتخابات مباشرة وليس نتيجة لانتخابات تجرى بأسلوب المجمعات الانتخابية كما كان منصوصا على ذلك في الأصل.
    وبقول الرجل إن هذه الصعوبات دفعت الإدارة الأمريكية إلى الاستعانة بالأمم المتحدة وبالتحديد بمبعوثها المخضرم الأخضر الإبراهيمي الذي كانت له تجربة مماثلة في أفغانستان كللت بالنجاح، وبالفعل استطاع الإبراهيمي الذي بدأ مهمته في يناير من العام الجاري إقناع السيستاني بأنه من غير الممكن تنظيم انتخابات مباشرة ذات مصداقية قبل موعد نقل السلطة في الثلاثين من يونيو، وهكذا وافق المرجع الشيعي الكبير على أن تعقد الانتخابات أواخر هذا العام أو أوائل العام القادم بحد أقصى، وذلك مقابل إلغاء فكرة تطبيق نظام المجمعات الانتخابية وهو ما فتح الطريق أمام اختيار حكومة عراقية مؤقتة بالتشاور مع الأمم المتحدة تولت مهامها اعتبارا من 28 يونيو الماضي.
    قانون إدارة الدولة
    وينتقل لاري دياموند بعد ذلك للحديث عن قانون إدارة الدولة الانتقالي الذي كان جزءا من اتفاق 15 نوفمبر، واعتبرته إدارة بوش أحد أهم العناصر التي تسعى لإنجازها في العراق من منطلق أنه يشكل إطارا دستوريا انتقاليا يضمن قيام حكومة ديمقراطية ويحافظ على الحريات الفردية في البلاد.
    وفي هذا الإطار عكف خبراء قانون أمريكيون وعراقيون إلى جانب مستشاري سلطة التحالف فيما بين ديسمبر 2003 وفبراير 2004 على وضع المسودة الأولى لمشروع هذا القانون، واتفقوا على ضرورة حماية حقوق الإنسان والحريات الفردية، ولكن الخلاف الحقيقي تمحور حول شكل نظام الحكم وكيفية تقسيم السلطات بين المركز والأطراف خاصة بين الحكومة المركزية في بغداد والحكومة الإقليمية في كردستان العراق، وكذلك بشأن دور الدين وطبيعة العملية التي سيتم إقرار الدستور النهائي من خلالها، وهي خلافات عبرت عن الانقسامات الناشبة في البلاد بين الطوائف الدينية والعرقية.
    ولفت لاري دياموند النظر إلى أن البنود الخاصة بوضع الأكراد في الدولة العراقية الجديدة كانت محورا لجدل محتدم خاصة في ظل مطالب الأكراد بالاحتفاظ بحكومتهم الإقليمية التي كانت تتولى إدارة الأمور في منطقة الحكم الذاتي التي حصلوا عليها في شمال العراق بعد حرب الخليج الثانية، وأيضا مطالبهم بإقامة نظام لا مركزي في العراق أشبه بالنظام الكونفيدرالي.
    ويوضح دياموند أنه تم الاستجابة لمطالب الأكراد عند وضع قانون إدارة الدولة، ولكن هذا لم يكن كافيا على ما يبدو للأكراد، حيث طالبوا في اللحظات الأخيرة بضرورة أن ينص القانون على أن يكون لأي ثلاث محافظات عراقية الحق في رفض الدستور النهائي من خلال استفتاء، والمعروف أن هؤلاء الأكراد يشكلون الأغلبية في ثلاث محافظات عراقية بالفعل.
    ويضيف الكاتب أنه تمت الموافقة على هذا المطلب أيضا، وهو ما أثار حفيظة الشيعة ودفعهم للانسحاب في اللحظات الأخيرة من اجتماعات مجلس الحكم الخاصة ببحث هذا القانون وذلك لإجراء مشاورات مع السيستاني في النجف قبل أن يعودوا مرة أخرى ويوافقوا على مشروع القانون ولكن بعد أن تعهدوا بالعمل على تنقيح القانون فيما بعد خاصة المادة التي
    أدخلها الأكراد بشأن حق المحافظات في الاعتراض على الدستور النهائي.
    ويشير دياموند إلى أنه فيما سعت سلطة التحالف ومجلس الحكم إلى الإسراع بإقرار القانون دون الالتفات لتلك الخلافات العميقة الناشبة بشأن بعض بنوده، شعر الكثير من العراقيين بأن ذلك القانون يعطي الكثير من الحقوق للأقليات العرقية خاصة الأكراد، مما جعلهم يشعرون بالخوف من أن يكون القانون مقدمة لتفكك البلاد.
    سؤال الديمقراطية
    وينتقل الكاتب إلى النقطة الأخيرة في مقاله المطول والتي يحاول فيها الإجابة على سؤال مهم مفاده: ( هل يمكن أن يصبح العراق دولة ديمقراطية في يوم من الأيام؟).
    ويجيب دياموند على هذا السؤال بقوله إنه على الرغم من الثغرات المتعددة التي شابت جهود سلطة التحالف لإرساء دعائم الديمقراطية في العراق، إلا أن هناك جوانب إيجابية تم تحقيقها في هذا الشأن من بينها المساعدات المالية والفنية التي تم تقديمها لمنظمات المجتمع المدني العراقية، مشيرا إلى أن ذلك الدعم كان مفيدا بشكل خاص بالنسبة للتنظيمات المهتمة بحقوق المرأة والتي تمكنت من خلاله من أن تحفظ لنفسها نسبة 25% من مقاعد البرلمان، كما كان مفيدا أيضا بالنسبة للأحزاب العراقية الوليدة حتى تتمكن من الظهور على الساحة السياسية.
    ويختتم لاري دياموند مقاله في مجلة ( فورين أفايرز) بالقول إن مرحلة ما بعد نقل السلطة في العراق ستكون طويلة ودموية في مراحلها الأولى على الأرجح، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت البلاد ستستطيع تنظيم انتخابات ذات مصداقية في يناير القادم، مشيرا إلى أنه حتى لو أجريت هذه الانتخابات بشكل مرضي إلى حد ما فمن غير المتوقع أن يتم التطبيق الكامل للجدول الزمني الطموح الذي يحدد باقي خطوات العملية السياسية في الأراضي العراقية وهي تلك الخطوات المتعلقة بقيام البرلمان الانتقالي الذي ستتمخض عنه الانتخابات العامة بانتخاب حكومة انتقالية تتمتع بسلطة تشريعية، وذلك تمهيدا لوضع دستور جديد دائم يتم إجراء استفتاء عام بشأنه خريف العام القادم وذلك بهدف تنظيم انتخابات عامة شاملة نهاية 2005 تتولى بعدها حكومة عراقية منتخبة السلطة في البلاد أوائل 2006.
    وفي النهاية وعلى الرغم من كل العقبات التي تواجه عملية التحول السياسي في العراق، إلا أن لاري دياموند يرى في ختام مقاله بمجلة (فورين أفايرز) أنه لا يوجد بديل أفضل لهذه العملية، وأن أي بديل آخر تكمن في طياته مخاطر من قبيل اندلاع حرب أهلية في العراق، مؤكدا أن عملية التحول هذه تحتاج إلى دعم هائل من قبل المجتمع الدولي على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية لمدة عام قادم على الأقل .


  20. #40
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp فضيحة تعاون القوات البريطانية مع جيش المهدي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    - فضيحة تعاون القوات البريطانية مع جيش المهدي وإطلاق سراح مجرمين لقاء تأمين الانسحاب البريطاني دون خسائر

    نقلاً عن موقع الرابطة العراقية
    |
    29/12/2007 م، 09:12 مساءً (السعودية) 06:12 مساءً (جرينتش)
    كان عدد من أهالي البصرة وكربلاء قد اتصلوا بالرابطة العراقية منذ عامين للاحتجاج على احتجاز القوات البريطانية لأبناءهم دون توجيه تهمة محددة ودون السماح للمعتقلين بالتحدث مع المحامين العراقيين للدفاع عن أنفسهم.. ومن خلال هؤلاء الأشخاص كانت تعلم الرابطة ما كان يجري في معسكر الشعيبة، وهو الذي كانت تتخذه القوات البريطانية مقرا وسجنا للعراقيين قبل انسحابها منه قبل عدة شهور.. منها حادثة فرار عدد من المعتقلين بعد أن حل محلهم زورا من اقاربهم (وقد افرج عن الزورا بعد 3 أشهر فقط).. وحادثة العصيان والاضراب عن الطعام قبل عامبن.. لكننا في الرابطة العراقية فوجئنا في أحد ايام آب 2007 باتصال مباشر من موبايل من قبل أحد المعتقلين داخل سجن الشعيبة، وبعد أن عرفنا الشخص المعتقل بنفسه فقد أوضح لنا أنه يستعمل جهاز موبايل أعاره اياه أحد قادة جيش المهدي (واسمه أحمد الفرطوسي) المحتجز في سجن الشعيبة ليجري اتصاله، ثم علمنا أن القوات البريطانية قد أعطت هي بنفسها جهاز ثريا وموبايلين لهذا الشخص ودون اية قيود على الاتصالات.. لكي يوعز الى عناصر جيش المهدي بعدم استهداف القوات البريطانية أثناء انسحابها من الشعيبة والمقرات الأخرى الى المطار! وبالفعل كان هذا القائد يجري اتصالاته على الدوام بعناصر جيش المهدي بالتنسيق مع القوات البريطانية لتأمين انسحابهم، ولكن مقابل ماذا؟.. الثمن هو أن تقوم القوات البريطانية بالافراج دون اي قيد أو شرط عن أي شخص أو اشخاص يحددهم (الفرطوسي).. والاتفاق هو أن يكون الفرطوسي (ورقمه في المعتقل هو 878) آخر من سيفرج عنه، بل وعلمنا أن تاريخ الافراج عنه سيكون يوم 12 كانون الثاني 2008، أي قبيل انسحاب البريطانيين من المطار.. وقد لا تصدقون لو علمتم أن قوات الاحتلال البريطاني قد أعطت للفرطوسي هذا كومبيوتر (لابتوب) وأفلام يستمتع بها وهو داخل المعتقل، ويقدم كل أسبوع قائمة بعدد من المعتقلين الذين يطالب بالافراج عنهم.. ولم ترفض القوات البريطانية أي طلب من هذه الطلبات على حد علمنا..! وقد بدأت حتى وسائل الاعلام البريطانية بالحديث عن احتمال وجود سياسة (المقايضة).. لكننا في الرابطة متيقنون منها حق اليقين.. لأننا ما زلنا نتلقى مكالمات من أشخاص يستعملون هاتف الفرطوسي بالتفاصيل والمفاجئات..! لكن قصتنا معكم لم تنته بعد، فان عددا ممن أفرجت عنهم قوات الاحتلال البريطاني هم عناصر في فرق الموت التي كانت تعيث في البصرة الفساد، ومنهم من ألقي عليه القبض متلبسا بالجريمة! واليكم أسماء وتفاصيل من أفرج عنهم وهم الآن طلقاء في البصرة: 1. علي مجامع المحمداوي – اعتقل عام 2005 بتهمة جلب الأسلحة من ايران. 2. الرائد هاشم، النقيب أبو غزوان، النقيب أبو أحمد – أعضاء في فرق الموت وجهت لهم تهم القتل لأبرياء في البصرة. 3. سيد سجاد (نائب أحمد الفرطوسي). 4. سجاد ظاهر (تسلم قيادة جيش المهدي بعد الفرطوسي) – متهم بقتل مترجمين في البصرة. 5. راضي (قائد أحد مجاميع جيش المهدي). 6. أبو سحر – متهم بتجنيد مقاتلين من خارج العراق. 7. الشقيقين عباس وخليل – وجدت في منزلهم أسلحة وذخائر عديدة. 8. راضي وصمد - تم ضبطهم يستخدمون سيارة شرطة لنقل الاسلحة خارج الدوام الرسمي 9. سيد حيدر – اصر الفرطوسي على اطلاق سراحه رغم تردد البريطانيين في ذلك لما ثبت عليه من جرائم. 10. الأشقاء لفتة وعودة دبوس – المتاجرة بالأسلحة والعتاد. إن الجيش البريطاني ذو السمعة التاريخية المتميزة قد هبط الى أدنى مستويات الحضيض بعد أن أقحمه الأحمق (توني بلير) في حرب كارثية أتت على الأخضر واليابس. فالمحاكم البريطانية العليا لم تتوقف منذ 2004 عن الترافع في قضايا التعذيب والانتهاكات التي مارستها القوات البريطانية في جنوب العراق والتي تبنتها الرابطة العراقية.. وها هو اليوم يتواطأ بكل خسة ونذالة مع رؤوس الاجرام والرذيلة في مجتمع البصرة ويطلق سراحهم مقابل أن ينسحب هو دون خسائر!! هذه هي ديمقراطية الغرب وعدالته ومواثيقه التي أصم بها آذاننا والتي يطمحون لتسويقها بيننا رغم أنف الشعوب المقهورة.. ولكن التاريخ لن يرحم، وسيكتب عن الجيش البريطاني كل ما ارتكبه في العراق من جرائم، تتوجها هذه (الصفقة) مع قادة الشر والقتل ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من ابناء بصرتهم الفيحاء!


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •