حلت علينا بالأمس الذكرى العطرة لمولد المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ونحن في حال لا نحسد عليه إذ تجاسرت وتكالبت علينا، من كل جانب، قوى الشر والبغي والطغيان، قدرنا الله على التصدي لها ومحوها ، إنه مجيب الدعاء.
وبينما كنت بالأمس أقلب في الموسوعة الشعرية، وأتصفح ديوان الشيخ يوسف النبهاني، وجدت له أبياتا على مختلف بحور الشعر ، ذكرتني بما يستعمله طلاب علم العروض في تذكر الأوزان بضوابط من النظم لعل أشهرها ضوابط الشهاب الخفاجي التي جعل في كل بيتين منها اقتباسا قرآنيا نحو قوله في بحر الوافر:
غرامي في الأحبة وفرته *** وشاة في ألأزقة راكزونا
مفاعلتن مفاعلتن فعولن *** إذا مروا بهم يتغامزونا
والشيخ يوسف النبهاني ( 1850 م – 1932 م) من قرية إجزم قرب حيفا ، تعلم في الأزهر الشريف وتولى القضاء في مناطق كثيرة من فلسطين وما حولها، وكان متصوفا وله في التصوف ورجاله كتب معروفة. غير أن لم أكن أعلم أن له كتابا في العروض ما دام قد تصدى لشرح هذا العلم بوسائل شراح هذا العلم، ولذلك سألت أخي الأستاذ بشير بركات حول هذا الموضوع ، وله حول الشيخ النبهاني كتاب ألفه قبل عشر سنوات، أن يستقصي لي من واقع مؤلفات الشيخ هذه المسألة.
وضوابط الشيخ النبهاني ، مع أنها تنحو منحى ضوابط الخفاجي ، إلا أنه جعلها تقتصر على مديح سيد الخلق ، ولذلك كانت مناسبة لنا لعرضها في هذه الأيام المباركة ، ولتكون إسهاما منا ، ولو قليلا ، في التصدي لمن (مروا بنا يتغامزونا)..
المفضلات