ما الأذى ...؟ ومن يسعى إليه ...؟

الأذى في اللغة هو الضرر أو هو إلحاق الضرر بالغير، والإضرار بالغير أمر غير مقبول في المجتمعات، وهو يعد خروجا على القانون العام، فلا يسعى إليه إلا المُلوّثُ النجس من الأفاعي الآدمية.

قال أحد الشعراء في أحد المؤذين:

فلانٌ حية تسعى --- لكل أذى ولا ترعى
إذا صافحتَ راحته --- فغسّل بعدها سبعا

وذلك لأن من يؤذي الناس نجس ملوث ينبغي تجاهله، ويفضل الابتعاد عنه ...

لماذا يُبادر بعض الناس أحيانا إلى إلحاق الأذى بغيرهم من الناس ...؟

الأذى لدى بعض الناس أمر فطري غريزي، وهو جزء من تكوينهم النفسي والمادي، لذلك يظل التعرض إلى الأذى أمرا متوقعا طالما كان هناك من جبلت فطرتهم على الأذى.

ماذا يفعل الإنسان السوي إذا تعرض للأذى ...؟

الدفاع عن النفس في حال التعرض إلى الأذى أمر بديهي، لكن دفع الأذى لا يكون في أحيان كثيرة برده بالطريقة نفسها، إذ إن الإنسان السوي يأبى الظلم، ولا يحبه، ولا يحب أن يمارسه ضد غيره، لذلك فهو يأبى في معظم الأحيان أن يرد على الأذى بالأذى.

هل يعيب الإنسان تعرضه إلى الأذى ...؟

لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يمكن تحميل أحد المسؤولية عن فعل غيره، والفاعل هو وحده دائما من يتحمل المسؤولية كاملة عن أفعاله، ومهما حاول المؤذون أن يبرروا الأذى، وأن يلقوا باللائمة على البريء المظلوم المتعرض إلى الأذى، إلا أن المسؤولية عن الفعل لا يمكن تحميلها إلا إلى الفاعل. لأن هذا هو ما يقتضيه الناموس والعدل، والأذى لذلك لا يعيب إلا فاعله في كافة الأحيان والأحوال والظروف.

هل ينفع الأذى أحدا ...؟

الجواب: لا كبيرة ... لأن الأذى نوع من الظلم والعدوان ... والظلم لا ينفع على المدى الطويل ... وقد توعد الله سبحانه وتعالى الظالمين بمعاقبتهم في الدنيا وفي الآخرة ... والتاريخ مليء بالشواهد على سوء عاقبة الظالمين والمؤذين ... فلينتظر الظالمون نتائج ظلمهم في أموالهم وفي أنفسهم وفي أولادهم ... وإنا معهم لمنتظرون ...

والله أكبر ...

منذر أبو هواش

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي