بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
لم أكن بمعرض الرد على ما يطرحه الشيخ مصطفى الهادي لولا أنه تجاوز حدوده.
إن الأسلوب الذي يتبعه الشيخ مصطفى الهادي هو أسلوب نموذجي تطبيقي للحوار الذي يهدف إلى التشكيك في مذهب السنة والجماعة والدعوة إلى مذهب الإمامية الإثنا عشرية.
بدأ الشيخ مصطفى الهادي مداخلاته – كما هي عادة المحاورين من الشيعة الإمامية الإثنا عشرية – بالتأكيد على الوحدة الإسلامية, لكي يصد عن نفسه أي تهمة بالدعوة إلى ملته أو إثارة الفتنة.
ثم بدأ الخطوة الثانية, وهي وضع الشُبهات, واحدةً تلو الأخرى, حول السنة النبوية, ويختار المحاور الشيعي عادةً إحدى ثلاث محاور: الأول التشكيك والطعن بأم المؤمنين عائشة, والثاني الطعن بالصحابي الجليل أو هريرة. لماذا؟ لأنهما أكثر رواة الحديث, فتدمير مصداقيتهما هو تدمير لمصداقية الحديث النبوي الشريف, وهدم لعقيدة أهل السنة والجماعة. أما المحور الثالث فهو إيراد الأحاديث النبوية في كتب حديث أهل السنة والجماعة – خاصة صحيحي البخاري ومسلم - التي تبدو لقارئها متناقضة مع العقل أو يتناقض بعضها مع بعض.
لما رأى الشخ مصطفى الهادي أن الموضوع الذي طرحه الأستاذ عامر العظم هو (لماذا تسب أو تشتم أو تلعن أو تطعن؟! ومتى؟!) علم أنه لا يستطيع الدخول من مدخل الطعن بأم المؤمنين عائشة أو الصحابي الجليل أبو هريرة, فاختار أن يبث شبهاته عن طريق الطعن في الصحاح خاصة وفي كتب الحديث عامة, وذلك تحت شعار (التجديد والأمانة العلمية).
أولاً:
لقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع, وأن لا شيء يعدله.
وأجمع علماء أهل السنة والجماعة على أن السنة النبوية هي المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن الكريم.
وأجمع علماء أهل السنة والجماعة على أن صحيحي البخاري ومسلم هما أصح كُتب الحديث, لكنهما لا يحويان كل الأحاديث الصحيحة, بل بعضها.
السؤال: لماذا أجمع علماء أهل السنة والجماعة في القرون الهجرية كلها على أن صحيحي البخاري ومسلم هما أصح كُتب الحديث؟
الجواب: لأن هذين الإمامين – رحمهما الله تعالى – وضعا ضوابطاً واشترطا شروطاً لصحة الحديث تضمن صحة الحديث. وقد وضح الأخ الكريم الأستاذ معين الكلدي – جزاه الله خيراً - هذه الشروط.
ولم يعتمد الإمامان على موافقة الحديث للعقل, وكُلنا يعلم قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (لو كان الدين بالعقل لكان أعلى الخف أولى بالمسح من أسفله). ولو أنهما قاسا الحديث بالعقل لما ذكر الإمام البخاري – مثلاً – حديث الذبابة: ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء ) الذي أثبت العلم الحديث صحته, وأصبح سبب إسلام الكثيرين بعد أن كان كُل عدوٍ للدين يطعن في الدين بهذا الحديث. قال تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ } البقرة26.
إن علم الرجال والسند هو العلم الذي يستند عليه علم الحديث, وهذا العلم لا يوجد عند أمةٍ من الأمم أو ملةٍ من الملل إلا عند أهل السنة والجماعة حصراً, وما زال رواة الحديث عند أهل السنة والجماعة يتناقلون إلى يومنا هذا كثيراً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً تقةً عدلاً عن رجلٍ ثقةٍ عدلٍ عن مثله عن مثله ....... عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن أحد أهم ما يشغل علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة هي التثبت من صحة رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة, وما زال هذا الجهد مستمراً حتى يومنا هذا, والدليل على ذلك أننا نقول عن حديثٍ (صححه الألباني), والألباني رحمه الله تعالى - كما هو معلوم - هو من أجل علماء الحديث في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين.
ولولا حرص أهل السنة والجماعة على صحة الحديث لما رأيتهم يصنفون الكتب المتخصصة في ضعيف الحديث وغريبه والأحاديث الموضوعة, وهذا غير موجود عند الشيعة الإمامية الإثنا عشرية.
لذلك فإننا لا نحتاج إلى أمثال الشيخ مصطفى الهادي حتى يُعمل عقله في النصوص, فحتى لو افترضنا جدلاُ أن كلامه حقٌ, فإنما يُريد به باطلاً.
ثانياً:
قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }الكهف110.
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم بلا شك, لكنه بشر يخطئ ويُصيب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما أَنا بشَر، وإِنكم تختصِمونَ إليَّ، ولعلَّ بعضَكم أَن يكون ألحنَ بحُجَّتهِ من بعض فأقضِي له على نحوِ ما أَسمَعُ، فمن قضيتُ له من حقِّ أَخيهِ شيئاً فلا يأخُذْه، فإنما أَقطعُ له قِطعةً منَ النار». وهو حديث متواتر أخرجه البخاري ومسلم والإمام أحمد في مسنده والإمام مالك في موطئه وابن خزيمة في صحيحه, وغيرهم.
تدل الآية القرآنية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ) والحديث الشريف: (إنما أَنا بشَر) على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - لم يكن يُحب أن يُغالي فيه أحد, وإنما كان أحب مدحٍ يُحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمعه هو (محمدٌ عبد الله ورسوله), فأرفع درجة يتشرف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي العبودية لله وحده.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُطْروني كما أطرَتِ النصارَى ابنَ مريمَ، فإِنما أنا عبده، فقولوا: عبد اللهِ ورسوله). أخرجه البخاري وأحمد والدارمي وابن حبان.
لكن أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوماً؟
نقول أنه صلى الله عليه وسلم بلا شك معصوم, لكن هذه العصمة ليست عصمةً تامةً, لأنه بشرٌ يُخطأ ويُصيب, لكنها عصمةٌ في تبليغ الدين, وعصمة عن الذنوب, وعصمة منع الله تعالى بها الناس عن أذيته حتى يُكمل تبليغ رسالته. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67.
والسؤال المهم: ما دليلك على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ يُخطأ ويُصيب؟
ألم يٌعاتب الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورةٍ كاملةٍ هي سورة (عبس)؟
قال تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{3} أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى{4} أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{7} وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى{10} كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ{12}).
ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كلما رأى ذلك الصحابي الأعمى (عبد الله بن أم مكتوم) يقول له: (مرحباً بمن عاتبني فيه ربي)، ويبسط له رداءه؟
ألم تنزل الآية الكريمة: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال67.
جاء في تفسير الجلالين: (ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر (ما كان لنبي أن تكون) بالتاء والياء (له أسرى حتى يثخن في الأرض) يبالغ في قتل الكفار (تريدون) أيها المؤمنون (عرض الدنيا) حطامها بأخذ الفداء (والله يريد) لكم (الآخرة) أي ثوابها بقتلهم (والله عزيز حكيم) وهذا منسوخ بقوله {فإما منا بعد وإما فداء}).
أليس هذا أيضاً عتاباً من الله تعالى لرسوله الكريم؟
لكنه – بأبي هو وأمي – بلغ الرسالة كاملة وأدى الأمانة كاملة ولم يُقصر في ذلك.
جاء في صحيح مسلم:
باب من لعنه النبي أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك وهل النبي ص يشتم او يسب من هو ليس اهلا لذلك.
جاء في شرح النووي رحمه الله تعالى:
قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجراً». وفي رواية: «أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة» وفي رواية: «فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» وفي رواية: (إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهداً لن تخلفنيه فأيما مؤمن أذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة» وفي رواية: «إني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهوراً وزكاة وقربة». هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته والاعتناء بمصالحهم والاحتياط لهم والرغبة في كل ما ينفعهم. وهذه الرواية المذكورة آخراً تبين المراد بباقي الروايات المطلقة وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلاً للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه وكان مسلماً, وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ولم يكن ذلك لهم رحمة.
فإن قيل: كيف يدعو على من ليس هو بأهل للدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك؟ فالجواب ما أجاب به العلماء ومختصره وجهان: أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الأمر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلاً لذلك وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر. والثاني: أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامه وجوابه ما ذكره المازري قال: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد أي دعاء وسبه وجلده كان مما يخير فيه بين أمرين: أحدهما هذا الذي فعله، والثاني زجره بأمر آخر فحمله الغضب لله تعالى على أحد الأمرين المتخير فيهما وهو سبه أو لعنه وجلده ونحو ذلك وليس ذلك خارجاً عن حكم الشرع والله أعلم. ومعنى اجعلها له صلاة أي رحمة كما في الرواية الأخرى: والصلاة من الله تعالى الرحمة.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين الكلدي
ونسي شيخنا الفاضل أن الحديث الصحيح الذي أورده مسلم في الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (( لا أشبع الله بطنه )) أورده الإمام مسلم في مناقب معاوية لا العكس فهذا الدعاء لو فسرناه لغوياً ومنطقياً لا يدل على طعن من جهتين .. الأول أنه أتى بمعنى لا أوقف الله بطنه عن طلب الأكل ولا منع عنها هذا الأكل .. وهنا كالدعاء بفتح الرزق أو كأن تقول لشخص نزل ببلدهم المطر .. (( لا أوقف الله عنكم المطر )) وهذا خير والجهة الثانية .. أن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يكن يخاطب معاوية رضي الله عنه بل كان يطلبه من الصحابي الآخر فيرد أنه لا زال يأكل وهنا معاوية رضي الله عنه لم يكن يعلم بطلب الرسول عليه السلام له وهنا نرى أن الرسول الكريم لم يدع عليه لأنه لم تكن هناك من معصية برفض القدوم لتنافي العلم .. فهنا نرى أن الدعوة له أكثر منها عليه ..
من جهة أخرى فقد دعا الرسول الكريم عليه السلام في موطنٍ آخر أن تكون أية دعوة قالها في مسلم أن تكون له رحم .. وهذا دعاء عام .. فإن كان الحديثه قد يحتمل جزء من دعوة ضد معاويةرضي الله عنه فإن هذا الحديث يغلق الباب في وجه من يظن ذلك.
ثالثاً:
جائنا مصطفى الهادي بأمر جلل خطير, وهو وجود حديث في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً.
وياله من أمرٍ خطير!
أما الأصل فهو البول قاعداً, وأما حصول استثناء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون – والله أعلم - إلا لعلة خاصة بتلك الحادثة, فإن أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه العلة علمناها, وإلا سكتنا عنها, وأخذنا بالأصل.
مثال تطبيقي:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما كان في بعض صلاته خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى الناس ذلك خلعوا نعالهم، فلما قضى صلاته قال: ما بالكم ألقيتم نعالكم؟ قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذراً أو قال: أذى فألقيتهما، فإذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر في نعليه، فإن رأى فيهما قذراً أو قال أذى فليمسحهما. وليصل فيهما» قال أبي: لم يجىء في هذا الحديث بيان ما كان في النعل.
اتبع الصحابة ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم دون معرفة العلة, ولم يسألوه عنها اتباعاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } المائدة101.
جاء في تفسير الجلالين: (ونزل لما أكثروا سؤاله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد) تظهر (لكم تسؤكم) لما فيها من المشقة (وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن) في زمن النبي صلى الله عليه وسلم (تبد لكم) المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فلا تسألوا عنها قد (عفا الله عنها) عن مسألتكم فلا تعودوا (والله غفور حليم).
وكون رسول الله صلى الله عليه وسلم بال مرةً واحدةً قائماُ هو مثل كونه شرباً قائماً, مع أنه نهى عن الشرب قائماً, فشربه قائماً كان لعلة لم نعلمها.
وفي ذلك سعة للأمة, ورحمة منه – بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم, ورفع للمشقة عن الأمة.
اللهم صلي وسلم على أفضل خلقك أجمعين سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.
اللهم أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم آمين
المفضلات