اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
الأساتذة والزملاء والزميلات الأكارم،
أشكركم وأحييكم على مداخلاتكم القيمة..لقد وجهت الجمعية سؤال " ما الفرق بين العرب والأعراب" إلى جميع اللغويين والباحثين والمثقفين العرب في العالم! وسنرى ما تقولون آملا جمع المداخلات ذات الصلة وإعداد دراسة علمية جماعية رصينة ونشرها في مجلة واتا للترجمة واللغات www.arabswata.info بعد ذلك.

تحية عربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكر سيدي لطرحك هذه المسالة وتسليط الضوء حولها لأهميتها والشكر موصول لكل من ساهم في الطرح.
نرى تضارب الآراء لأكثر من مصدر وقول ولم أتوصل لجواب مقنع حاسم .. ولكن وحين بحثي لتقصي الحقيقة حول سؤالك القيم اتضح لي الآتي سأوجزه ليسهل تناوله وحيث أنني قرأت فيما مضى كتاب ( جواهر الأدب ) وعند رجوعي له بمكتبتي لم أجده للأسف كنت قد أبحرت من خلاله حول أصل العرب منذ بدء الخليقة وتاريخهم لذلك أطابقه مع ما جاء هنا وهو ما نسخته من موقع يعد أقرب للدراسة والتحليل الدقيق فالمواقع كثيرة ولا حصر لها ألتي تناولت أصل العرب وتقسيمهم من حيث الأصل والنسب والمكان والزمان وأصوبها للحقيقة ذات المرجعية بالأدلة والتوثيق من القرآن والسنة :
– أول الأمر ولا جدال فيه أن
أعرب العرب رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم اصطفاه الله تعالى من أعز العرب قبيلة قريش ثم من أعز قريش بني هاشم ثم من أعز بني هاشم بني عبد المطلب خيار من خيار من خيار وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أنا خير ولد ادم ولا فخر ) استنادا للتالي ..

عرف البدو، أي سكان البادية، بالأعراب في عربية القرآن الكريم. وقد ذكروا
في مواضع من كتاب الله: وقد نعتوا فيه بنعوت سيئة، تدل على أثر خلق البادية
فيهم. وقد ذكر بعض العلماء أن الأعراب بادية العرب، وأنهم سكان البادية.
وقد وردت فيه لفظة "العرب" علماً على العرب جميعاً من حضر
وأعراب، ونعت فيه لسانهم باللسان العربي، هو القرآن الكريم.
نميز الأعراب عن الحضر، ونعتّدهم طبقة خاصة تختلف عن الحضر،
فنطلق عليهم لفظة: "عرب" في معنى بدو وأعراب، أي بالمعنى الأصلي القديم،
وتقصد بالعرب أصحاب الخيام أي المتنقلين. وتقسم العرب، أي البدو
إلى "عرب القبيلة"، و "عرب الضاحية"، و هم العرب المقيمون على حافات
البوادي والأرياف، أي في معنى "عرب الضاحية" و "عرب الضواحي" في اصطلاح
القدامى.
المعروف أن العرب يقسمون قديما إلى: عرب عاربة, ومستعربة, وبائدة. أما العاربة فهم اليمانية القحطانية, وأما المستعربة فهم العدنانية, وأما البائدة فالمعروف منهم طسم وجديس وأميم وعاد وثمود والعماليق وحضرموت وغيرهم. وهذا هو المشهور. فيما يعتبر ابن خلدون وآخرون من قبله أن العرب العاربة هم هذه القبائل الأخيرة, أما المستعربة فهي حمير وكهلان والتبابعة وغيرهم.

قال ابن الجزري صاحب الكامل في التاريخ في المجلد الأول ص 76:
"وولد عابر بن آرم : ثمود، وجديس ، وكانوا عرباً يتكلمون بهذا اللسان المضري ، وكانت العرب تقول لهذه الامم ولجرهم : العرب العاربة ، ويقولون لبني إسماعيل : العرب المتعربة لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الامم حين سكنوا بين أظهرهم".

وقال صاحب النهاية في المجلد الأول ص 60:

"ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام العرب العاربة وهم قبائل كثيرة منهم عاد وثمود وجرهم وطسم وجديس وأميم ومدين وعملاق وعبيل وجاسم وقحطان وبنو يقطن وغيرهم
"وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم".

نستنتج مما ورد أعلاه: أن العرب العاربة والبائدة (المستعربة بتعبير ابن خلدون) هم مجموعة واحدة. باد قسم منها فانطمس ذكره بعد ذوبان بعضه في المجموعة الجديدة "الإسماعيلية", واندثار البعض الآخر لأسباب مجهولة لنا. فسمي هذا القسم بالعرب البائدة. فيما استمر وجود القسم الآخر فحافظ على اسمه وهو العرب العاربة كما هو المشهور

أما في القسم الآخر, وهم العرب العاربة القحطانية اليمانية,
ففي المجلد الثاني من النهاية ص 80:
"قيل إن جميع العرب ينتسبون إلى اسماعيل بن ابراهيم عليهما لسلام والتحية والاكرام والصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل اسماعيل . . . وأما عرب اليمن وهم حمير فالمشهور أنهم من قحطان . . . وقيل أن قحطان من سلالة اسماعيل حكاه ابن اسحاق وغيره فقال بعضهم هو قحطان بن تيمن بن قيذر بن اسماعيل وقيل غير ذلك في نسبه إلى اسماعيل والله أعلم".

وهذا أحد الآراء في أصل العرب القحطانية وهو أنهم أبناء إسماعيل أيضا . . ومما يقويه ما ذكره بعد ما سبق مباشرة حيث قال:
"وقد ترجم البخاري في صحيحه على ذلك فقال باب نسبة اليمن الى اسماعيل عليه السلام . . . حدثنا سلمة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فقال ارموا بني اسماعيل . . . انفرد به البخاري
وفي بعض الفاظه ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا . . .
قال البخاري وأسلم بن أفصي بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة يعني وخزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم كما سيأتي بيانه وكانت الأوس والخزرج منهم وقد قال لهم عليه الصلاة والسلام ارموا بني اسماعيل فدل على أنهم من سلالته وتأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب لكنه تأويل بعيد".

على أن هناك رأي آخر ـ ولعله أشهر من هذا ـ وهو أن العرب العاربة القحطانية, هم قوم نزحوا من (العراق) ـ أي من أور أو الوركاء أو بابل أو نينوى على التوالي الزمني ـ بعد طوفان نوح (ع) بفترة إلى اليمن. قبل أو مع أو بعد أخوتهم الذين يعرفون بالعرب البائدة, الذين نزحوا من (العراق) إلى باقي مناطق شبه جزيرة العرب, بما فيها الحجاز ومدين (قرب سيناء). وهذا ما يذكره ابن خلدون في المجلد الثاني من تاريخه ص 21 , 22 حيث يقول ما يلي في باب "الطبقة الأولى من العرب وهم العرب العاربة وذكر نسبهم والإلمام بملكهم ودولهم علي الجملة" :
"هذه الأمة أقدم الأمم من بعد قوم نوح ،وأعظمم قدرة ،وأشدّهم قوة وآثاراً في الأرض، وأول أجيال العرب من الخليقة فيما سمعناه . . . فملوك جزيرة العرب . . . يقال: إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام، فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين، ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور حسبما نذكره، إلى أنّ غلب عليهم بنو يعرب بن قحطان. وهؤلاء العرب العاربة شعوب كثيرة وهم عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل وعبد ضخم وجرهم وحضرموت وحضورا والسلفات. . . وقد تسمى البائدة أيضاً بمعنى الهالكة لأنه لم يبق على وجه الأرض أحد من نسلهم".
_________________________________

منقول ومطابق لما قد قراءته في (جواهر الأدب )
http://www.asir1.com/as/showthread.php?t=28232
مع تمنياتي بمزيد من الطرح والمداخلات لإثراء معرفتنا ووضوح الحقائق حول مصطلح ( العرب والآ عراب )
ليلى جوهر سالم