Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
السلبية صفة سلبية - الصفحة 3

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 41 إلى 48 من 48

الموضوع: السلبية صفة سلبية

  1. #41
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الأخت الفاضلة امال عابدين حيدر،

    باركك الله على الإجابة والتوضيح وجزاك خيراً. لا شك أن مجتمعاتنا تعاني من تناقضات كثيرة في القيم، ويرجع سبب هذا التناقض إلى عدم فهم جوهر الإسلام وإلى الجهل وقلة الوعي، وهي عيوب كفيلة بجعل صاحبها سلبي لأبعد الحدود.

    وأحب أن أضيف أن هناك صفات سلبية مقبولة إلى حد ما وصفات سلبية أخرى مرفوضة نهائياً، فقد يجبن المؤمن مثلاً ولكنه لا يكذب، وبعبارة أخرى فإن الكذب يتعارض مع الإيمان، أما الجبن فلا يتعارض مع الإيمان.

    تحية إيمانية


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  2. #42
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أختنا الفاضلة الأستاذة الشاعرة مقبوله عبد الحليم،

    جزاك الله خيراً على هذه الإضافة النوعية للموضوع والتي أكدتِ فيها على ضرورة التعامل مع الآخرين بموضوعية، وبدون تفريط أو إفراط، وبإنصاف ونزاهة. وهذه هي قمة الإيجابية التي في ظلها يسعد الإنسان ويعم الخير والأمن والأمان على المجتمع بأسره.

    تحية فلسطينية عابرة للخط الأخضر!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  3. #43
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أخي الكريم الأستاذ أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي،

    أعانكم الله في مصر الشقيقة، وأعان الله كل الشعوب على ما أصابها من قمع واستبداد. في الحقيقة أن العالم كله يكتوي بنار الحضارة الغربية الساحقة لكرامة الإنسان والمناقضة للفطرة التي فطر الله الناس عليها.

    استعن بالله، واعلم أن من خاف الله تعالى أخاف الله منه كل شيء، ومن جعل الله عز وجل همه، رفع الله عنه كل هم. وادع صباحاً ومساء بدعاء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". فهذا الحديث الشرف (الدعاء) هو شفاء للمؤمن من السلبية القاتلة.

    تحية نبوية!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  4. #44
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أختنا الفاضلة الأستاذة ليلى جوهر،

    شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة الرائعة وتسليط الضوء على الجانب التربوي من قضية السلبية. وكما تفضلتِ فإن للأسرة دور كبير في تكوين شخصية الطفل من خلال تقديم نماذج سلوكية صحية وإيجابية، أي أن الطفل يتعلم الإيجابية من والديه بالقدوة التي تصقل شخصيته وتحدد معالمها، والطفل كذلك يكتسب اتجاهاته ومواقفه من خلال النموذج السلوكي والفكري الذي يقدمه الوالدان للطفل.

    وفي الحقيقة أثار موضوع السلبية تساؤلات عديدة لديَّ حول سبب وجود كل تلك المشاكل في مجتمعاتنا المسلمة التي تدفع الإنسان إلى السلبية ونحن نمتلك القرآن الكريم والسنة النبوية!! فلماذا يُصاب مجتمعنا بكل هذه الأمراض والمشاكل والمصائب؟ ومن المسؤول عن توعية الناس وإنقاذهم من تلك الأمراض والمصائب؟ وهل الاستبداد والقمع وحدهما وراء كل تلك الأمراض والمصائب؟

    ودمتم بعز وخير


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  5. #45
    أستاذ بارز الصورة الرمزية Dr. Schaker S. Schubaer
    تاريخ التسجيل
    20/02/2007
    المشاركات
    2,209
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

    لوحة رقم (01): عرض أم مرض؟


    السلبية تنشأ من الشعور بالعجز، والشعور بالعجز Feeling Helpless تعني أن المرء غير قادر على التأثير في محيطه. إذن فالسلبية هي عرض Symptom، وليست مرض Disease. المرض هو الشعور بالعجز.

    أحضروا كلباً، وكانوا يعرضونه لصدمات على فترات زمنية ثابتة متتالية Fixed Time Intervals، كل ربع ساعة أو كل نصف ساعة على سبيل المثال. بعد حوالي أسبوع أحضروا هذا الكلب الذي خضع للتجربة وكلب دوار Street Dog وكلب متدرب شيفارد. ووضعوا أمامهم في ممر حاجز لايستطيعوا اكمال المشي في الممر دون القفز على الحاجز. وتركوا في البداية الكلب المتدرب الشيفارد فمشى إلى أن وصل إلى الحاجز، فقفز عنه وأكمل مشواره في الممر. وعندما أطلقوا الكلب الدوار مشى حتى وصل إلى الحاجز وقفزه ومشى. وعندما أطلقوا الكلي الذي تعرض للتجربة مشى حتى وصل إلى الحاجز وعندها رقد وتكعبل حول نفسه وأخذ ينوص (غير العواء). وأطلقوا على هذه الظاهرة Learning Helpless. بمعنى أنه إذا تلقى الشخص نفس المعاملة بغض النظر عن استجاباته، فيؤدي إلى تولد الشعور بالعجز لديه. وهذا ما يطبق على شعوبنا لترويضها.

    يعني صدام حسين رجلهم، وهاجم إيران كسباً لودهم، وليبين أنه الكبش الوحيد في المنطقة الذي يمكن أن يعتمد عليه، حتى عندما دخل الكويت فإن جلاسبي السفيرة الأمريكية في بغداد شجعته عندما استدعاها ليستمزج رأي الولايات المتحدة، وقالت هذا شأن داخلي عربي، ليس لنا علاقة به!

    هذا الشعور بالعجز، يدفع إلى السلبية، لأنه لا فائدة من التحرك، لا أمل في التغيير. هناك في الثقافات يخرج كلام يتم استغلاله، كلمة سعد زغلول في مصر: ما فيش فايدة! لم يصنعها الانجليز، لكن بالتأكيد كان لهم دور في نشرها وتعميمها، لأنها تصب في خلق قناعة لدى المصريين بالعجز عن تغيير الواقع، مما يؤدي إلى السلوك السلبي. والسلوك السلبي هنا يعني الخالي من عنصر المبادأة Lack of Initiative.

    المؤمن لا يخضع لهذا، إذا كان بالفعل مؤمناً وليس تقليدياً أي مسلم بالوراثة، لأنه على قناعة من أنه خليفة الله في الأرض، فهو مجهز بالقدرة على التغيير، لذا فيرى أين تلك العناصر في الموقف المعين، ومن ثم يبدأ في التحرك.

    وربما كان هذا سر اختياري لشرطية كيبلنج في الترجمة، لأن فيها نوع من العلاج الجماعي لحالة الشعور بالعجز لدى الأمة، نتيجة محاولات الترويض المستمرة لها. بل إن دخول أخي الكريم الشاعر الكبير هلال الفارع على الخط، دفع الجميع ليفغر فاه، وأحس بعض المتسابقون أن العملية حسمت لصالح أخي الكريم الشاعر الكبير هلال الفارع، فكردة فعل من جانبي قمت بتذكيرهم بأن الماكينة الألمانية استطاعت أن تنتزع الكأس من الفريق الذي يضم أعظم لاعب في تاريخ الكرة وبقيادته. وأنا متأكد أنهم إن حاولوا بجدية، إن لم يتفوقوا على عملاق الشعر، سيقتربوا من مستواه، وأنا سعيد إن اقتربوا من مستواه، وربما اسعد لوا تجاوزا مستواه، فهذا سيدفع هذا العملاق إلى شحذ همته، ويستحث المكنونات التي لم يضطر أن يستحثها، فيبوأ ريادة الشعر عالمياً.

    خذ أخي الكريم د. محمد الريفي مثالاً آخر في قطر. فقطر تعادل، بل أكبر من مساحة مقدونيا بقيادة الأمير فيليب. وعندما تولى الإسكندر مسؤولية مقدونيا بعد أبيه، رأينا مقدونيا تحولت إلى امبراطورية. قطر اعتمدت سياسة يمكن تسميتها منافسة العشيقات، وهي استمرارية لسياسة الغساسنة والمناذرة، والتي سموها زوراً ذكاء سياسياً. وهي سياسة لو تم تقويمها لما اعتمدتها من قبل الشقيقة قطر، فالعشيقة التي تدخل معها قطر في منافسة تبقى بها ميزات غير موجودة في قطر، ويمكن أن تُسْتَخدم قطر فقط لإثارة غيرة تلك العشيقة، لكن لا يتم التضحية بها من أجل قطر.

    اعتماد هذه السياسة في قطر هو ناتج عن الشعور بالعجز والدونية لدى الخبراء والاستراتيجين الذين اقترحوا هذه السياسة كبديل عن السلبية التي لا ترغب فيها قطر، كان يمكن لقطر أن تعتمد سياسة مقدونيا، لتكون قطر نفسها دولة أقليمية عظمى لها مهابة خلال عقد من الزمان.

    وبالله التوفيق،،،


  6. #46
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أستاذنا الكبير الدكتور شاكر شبير،

    فتح الله عليك وزادك علماً وحكمة، ما أروع مشاركتك التي تناولت فيها عرض "السلبية" من زوايا عديدة، وربطها بطريقة فنية حكيمة بواقع الشعوب العربية وبالأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد العربية. وفي الحقيقة الشعوب العربية والإسلامية تعاني من السلبية ولكنها لا تعرف سببها، ومن ثم لا تعرف هذه الشعوب التخلص من السلبية والمرض الذي سببها، ولذلك فهي اليوم في أمس الحاجة لمن يبصرها وينورها ويوعيها بحقيقة مرض "الشعور بالعجز" الذي أصابها.

    كنت أفكر في الشعب الأفغاني الذي يتعرض للحروب المتواصلة والاحتلال منذ عشرات السنين، والذي يعاني الفقر والمرض والجوع وتحكمه حكومة عميلة خاضعة للبيت الأبيض الأمريكي وتضم لصوص نهبوا ثروة أفغانستان والمساعدات الدولية، التي يقول المانحون الدوليون أنهم يتبرعون بها لإعادة إعمار أفغانستان!! ورغم كل ذلك فالشعب الأفغاني مصر على طرد المحتل وتحرير الوطن، ويجاهد الغزاة المحتلين بعنفوان شديد، لدرجة أن قوات حلف الأطلسي بدأت تصرخ من شدة الضربات التي تتلقاها من المجاهدين، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الشعب الأفغاني (أو المقاومة الأفغانية) لم تستسلم لما استسلم له الكلب الذي أجريت عليه التجارب. وكذلك الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني.

    جزاك الله خيراً وأدام ذخراً للأمة.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  7. #47
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    صناعة الإيجابية في المجتمع المسلم


    بقلم: محمد النادي

    الإيجابية كأي صفةٍ قد تكون جبلة فطرية في نفس صاحبها، وقد تكون مكتسبة نتيجة لاستشعار صاحبها بأهميتها وحاجته إليها، فيفسح المجال لاكتسابها حتى تكون وكأنها جبلة راسخة فيه.

    ويحتاج هذا الكسب لأمور لا بد منها:

    أولاً: العزم والقصد (النية)


    وهو قصد النفس إلى العمل، أو توفر الإرادة الدافعة إلى العمل،﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾ (التوبة: من الآية 46)، ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)﴾ (طه).

    وقد عرَّفها الغزالي بقوله: "النية: انبعاث النفس وتوجهها وميلها إلى ما ظهر لها أن فيه غرضها إما عاجلاً وإما آجلاً".

    فالنية ليست مجرَّد حديث اللسان، ولكنها عزمة من عزمات القلب، يتوجه بها صاحبها نحو العمل؛ فالعمل ثمرة النية وفرع عنه.

    والمسلم الفطن يستحضر لكل عمل نية، ويجاهد نفسه لكي تكون هذه النية خالصة لله لا مدخل للهوى أو الشيطان فيها، "فإن كنت من أولي العزم والنهى، ولم تكن من المغترّين فانظر لنفسك الآن، ودقق الحساب على نفسك قبل أن يدقق عليك، وراقب أحوالك، ولا تسكن ولا تتحرك ما لم تتأمل أولاً أنك لمَ تتحرك؟ وماذا تقصد؟ وما الذي تنال به من الدنيا؟ وما الذي يفوتك من الآخرة؟ وبماذا ترجح الدنيا على الآخرة؟ فإذا علمت أنه لا باعث إلا الدين فأمض عزمك وما خطر ببالك وإلا فأمسك، ثم راقب أيضًا قلبك في إمساكك وامتناعك؛ فإن ترك الفعل فعل ولا بد من نية صحيحة، فلا ينبغي أن يكون الداعي هوى خفي لا يطّلع عليه، ولا يغرنك ظواهر الأمور ومشهورات الخيرات، وافطن للأغوار والأسرار تخرج من حيز أهل الاغترار".

    ثانيًا: تحديد الغاية والأهداف


    فالمسلم لا يحيا حياةً عبثيةً، فهو يعرف ما يريد في ضوء مراد الله- جل وعلا، وما انتظمت الحياة لمهمل، ولا صفت لمَن لم يعرف له في الحياة هدفًا ولا غاية، "وأعظم غاية للمسلم، وأخطر قضية هو أن يفوز في حياته الأخروية تلك، وينجو من الخسران فيها، وكيف لا؟! وقد علم أنها هي الحياة الأبدية والخالدة التي لا تفنى ولا تنتهي.

    وكيف لا؟! وقد أيقن أن الفوز في الآخرة هو الفوز العظيم، وأن الخسران فيها هو الخسران المبين".

    والدنيا مزرعة الآخرة، ومطية لها، ومن فقد المطية فقد الوصول؛ لذا كان لزامًا أن تحدد الأهداف والغايات.

    والأهداف في حياة الإنسان تنقسم إلى:

    1- أهداف كبرى كلية دائمة.

    2- أهداف صغرى جزئية مرحلية.

    ولا بد أن تكون الأهداف الصغرى خادمةً للأهداف الكبرى، ودائرة في فلكها، ووسيلة لها، وطريقًا للوصول إليها.

    وهذه هي بعض الأفكار التي تساعد الإنسان على تحديد أهدافه المشروعة:

    1- حذار أن تعود نفسك على القيام بأعمال لا هدف لها.

    2- عند تحديد الأهداف يجب مراعاة الإمكانات المتاحة والمتوقعة، ثم تحديد الأهداف على مقدارها؛ فلا تكون الأهداف خيالية في طموحها بينما الإمكانات المعدة لها أو تلك التي يمكن إعدادها متواضعة جدًّا، أي أن يكون الهدف ممكنَ الحصول والتحقيق.

    3- يجب أن يكون الهدف الذي تسعى لتحقيقه مناسبًا للزمن الذي قدرته لإنجازه.

    4- يجب أن يكون محددًا واضحًا لا غموض فيه ولا لبس؛ لأن عدم تحديد الهدف أو عدم وضوحه يجعل الإنسان غير قادر على الوصول إلى ما يريد أو عدم معرفة ما يريد.

    5- من شروط تحقق الأهداف وضع خطة عملية للوصول إليها؛ فالهدف مهما كان عظيمًا وممكنًا ومشروعًا ومحددًا ما لم يبين سبيل الوصول إليه يبقى أفكارًا وآمالاً فقط، أما تحققه في الواقع فلا بد له من خطة توصل إليه.

    6- بعد إنجاز الخطة وتوفير الاحتياجات وتحديد زمن التنفيذ يكون التنفيذ للخطة من أجل الوصول للهدف.

    7- ترتيب الأهداف التي نسعى لتحقيقها الأولى فالأولى.

    8- تجزئة الأهداف الكبرى إلى أهداف مرحلية صغرى، وبعدها تحقق كل هدف مرحلي على حدة.

    ثالثًا: القدرة مع علو الهمة


    وضوح الأهداف وحده لا يكفي للتغيير، ولكنه يحتاج إلى قدرة على التغيير، وتتفاوت درجات القدرة من شخص لآخر، حتى تنتهي عند الإرادة القلبية، وليس وراء ذلك للمرء من سبيل، وذلك واضح من قول الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ".

    والعيب كل العيب فيمن كان قادرًا على التغيير، ولكن نفسه ركنت إلى الجمود والسكون، وما أجمل قول المتنبي:

    وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئًا كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ


    والأمة الإسلامية لا تعوزها القدرة، ولكنها تحتاج إلى همة عالية، ونفس وثابة متطلعة إلى المعالي لا تكل ولا تمل، وعمل دءوب لا ينقطع، وروح شفوفة كأنها تعيش بين أهل السماوات.

    الأمة الإسلامية تحتاج إلى من يحمل همها، وينشغل بمشاكلها، وعلاج آفاتها، تحتاج إلى شخص قد أعد عدته، وأخذ أهبته، وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواحي نفسه وجوانب قلبه؛ فهو دائم التفكير، عظيم الاهتمام، على قدم الاستعداد أبدًا، إن دعي أجاب، وإن نودي لبى، غدوه ورواحه وحديثه وكلامه وجده ولعبه لا يتعدى الميدان الذي أعد نفسه له، ولا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه، وترى في بريق عينيه، وتسمع في فلتات لسانه ما يدلك على ما يضطرم في قلبه من جوى لاصق وألم دفين، وما تفيض به نفسه من عزيمة صادقة وهمة عالية وغاية بعيدة.

    فهذا الصنف ومَن على شاكلته لا يعرفون الراحة، ويكرهون السكون والعجز، قاهرون للأعذار، مسارعون في تنفيذ التكاليف وإنجازها.

    قال ابن الجوزي: "من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنيء".

    والرضا بالدون يأتي عن طريق:

    1- ركون المرء إلى الدنيا والانشغال بها.

    2- مقارنة المرء عمله وجهاده بعمل وجهاد مَن هو دونه من حيث قدراته وإمكاناته.

    3- وجود المرء في بيئة مثبطة لا تعينه على الانشغال بما هو بصدده.

    رابعًا: الوسائل


    لإتمام أي عملٍ لا بد له من نية تدفع للقيام به، ثم تحديد الهدف المرجو من هذا العمل، ثم التحرك الفاعل لإتمام هذا العمل، ويكون ذلك عن طريق اتخاذ الوسائل العملية المناسبة والشرعية؛ لأن المسلم لا يكون ميكافيلليًّا يرى أن الغاية تبرر الوسيلة، ولكنه لا يتخذ إلا الوسيلة المشروعة المحققة لغايته النبيلة.

    والوسائل العملية المقترحة كثيرة نشير إلى بعض منها تاركين المجال لك- أيها القارئ الأريب- لتبدع الوسائل المتنوعة لتحقيق الإيجابية فيك وفي الآخرين.

    1- دراسة سيرة الدعاة السابقين

    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح


    إنَّ دراسةَ سير الدعاة على مر العصور ابتداءً من الرسل الكرام حتى المجددين في العصر الحديث، وإبراز الدور الذي لعبوه في التغيير والإصلاح، وكيف أنهم لم يجدوا السبيل ممهدة معبدة، ولكنهم شقوا طريقهم بين الصخور، متحملين العنت والمشقة من المدعوين، لم يدخل الضعف إلى نفوسهم، استعانوا بالله رب العالمين، وأخذوا بالأسباب ولم ينظروا إلى النتائج؛ فالمهم العمل؛ لأن المحاسبة تكون على الأعمال لا على النتائج.

    كل ذلك مدعاة لنا أن نسلك طريقهم، ونتخذ منهجهم في التغيير، وأن يكونوا القدوة لنا في زمن عزَّ فيه أن نهتدي للشخصيات الصالحة للاقتداء ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام: 90).

    2- مصاحبة مَن يتصفون بالإيجابية

    إن مصاحبة هؤلاء الإيجابيين "أولى الهمم العالية لترفع همة الفرد، وتجعله يتعلم من سلوكهم العملي ما لا يتعلمه من كثيرٍ من المواعظ والكلام، فقد قيل: "عمل رجل في ألف رجل خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجل".

    وبالاحتكاك والمعايشة تنتقل الصفات الإيجابية بين الأفراد وتنتشر؛ حتى تصبح الإيجابية صفة جمعية أو مجتمعة بمعنى أن المجتمع كله يكون إيجابيًّا وليست صفة أفراد متفرقين، وعندها نقول- بحق: إن هذه الأمة أصبحت قادرةً على تغيير العالم مما هو فيه من البلاء، وتوجيهه نحو الصواب، حيث الإسلام.

    3- متابعة البرامج التي تغرس هذه الصفة

    في مجتمعاتنا الإسلامية الآن فئات تشعر بأهمية التغيير، وتدعو لحمل همِّ الأمة، وتطالب بالمبادرة إلى الإسراع بخطى التغيير نحو الإصلاح الحقيقي للأمة، وتضع برامج للتغيير والإصلاح، وتحاول نشر ذلك من خلال الدورات والدروس، وورش العمل... إلخ.

    فبادر- أيها الأخ الحبيب- إلى الاشتراك في هذه الأعمال ومتابعتها لتتعلم فتعمل وتعلم غيرك.

    4- ادع الآخرين

    إذا أردت أن تكون إيجابيًّا فادع من تتوسم فيه الخير إلى أن يكون إيجابيًّا، فنشر هذه الصفة في المجتمع المحيط بك يحافظ عليك أنت شخصيًّا، وعندها يكون قد تم التوسع رأسيًّا وأفقيًّا، وذلك بانتشار هذه الصفة بين أكبر عددٍ من الناس، وتعمقها كذلك فيك عن طريق ممارستها، فالأقوال النظرية لا تصنع الواقع ما لم تترجم إلى أفعال.

    وتتم الدعوة للإيجابية عن طريق إعطاء دورات فيها، وفي أهميتها، وكيفية ممارستها، والعوامل المترتبة عليها، وكذلك عن طريق حلقات الدروس، أو المجلات.. إلخ.

    وإذا لم تستطع استخدام هذه الوسائل في نشرها فعليك بدعوة الأفراد إليها فرديًّا عن طريق المصاحبة والمخالطة.

    وفي أثناء الدعوة للإيجابية تلمس الشخصيات المحورية المؤثرة التي إن أحدثْت فيها تغييرًا تجد أثر ذلك على جميع المحيطين بها.

    5- إنشاء محاضن لهذه الصفة

    فلماذا لا ننشئ جمعيات في المدارس، وأسرًا في الجامعات تقوم في مبادئها على نشر هذه الصفة في المجتمع؟

    ومجتمع المدارس والجامعات يحتوي على عماد الأمة، والجيل الذي تقوم على أكتافه نهضة هذه الأمة، فتوجيه الاهتمام إليهم بنشر هذه الصفة فيهم هو لبنة في صرح البناء النهضوي المرتقب للأمة.

    6- مراجعة الأعمال وتقييمها

    مراجعة الأعمال بين الحين والآخر لمعرفة مستوى الأداء أمر مطلوب، فقد يحدث قصور- وكثيرًا ما يحدث- فنحاول أن نجد له العلاج المطلوب، أما إذا تركنا الأمور تسير هكذا خبط عشواء فعندها قد يحدث انحدار دون أن يشعر به المرء، والإنسان الغافل هو الذي لا يراجع ما قام به من أعمال ليصحح الخطأ، أو يبحث عن وسائل جديدة لتحقيق مستهدفاته... إلخ.

    فهذا الأستاذ البنا يتحدث في المؤتمر الخامس فيقول: "ولا بأسَ أن ننتهز هذه الفرصة الكريمة فنستعرض برنامجنا، ونراجع فهرس أعمالنا، ونستوثق من مراحل طريقنا، ونحدد الغاية والوسيلة، فتتضح الفكرة المبهمة، وتصحح النظرة الخاطئة، وتعلم الخطوة المجهولة، وتتم الحلقة المفقودة".

    وهذه نظرة ثاقبة من الإمام البنا؛ فليس معنى أنه داعية إسلامي، وأن جماعته معنية بالشئون الإسلامية، ألا يخطط لأعماله، وألا يراجعها بعد تنفيذها ليرى إلى أي مدى قد وصلت الأمور، وقد يكون من الأسباب التي أدَّت إلى استمرار تلك الدعوة بعد فضل الله عز وجل أن سلكت طريق المراجعة والتقويم.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  8. #48
    عـضــو الصورة الرمزية ليلى جوهر
    تاريخ التسجيل
    21/10/2007
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى جوهر مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله بركاته
    شكرا أستاذي الفاضل محمد الريفي لطرحك السلبية للنقاش..
    التعامل بإيجابية مع الطفل لا بسلبية من قبل الوالدين ومن ثم المحيط الخارجي للمدرسة والمجتمع والمؤسسات الناشطة في بيئته بتكوين الاتجاهات المختلفة للطفل ، من الطبيعي يكتسب الناس الكثير من الاتجاهات في بيوتهم التي يتلقون من خلال ما يستخدمه الوالدان من توجيهات وتعليقات على الموضوعات والقضايا المختلفة ، وما يلاحظه الطفل من نماذج في سلوك الوالدين يقتبسها الطفل وتصبح جزءاً منه فإذا ما كان الاتصال قوي مبني على ثقة الأهل وأطفالهم ، كان ذلك من محفزات صقل شخصيته وتعزيز القدرة للتجاوب والتفاعل المبكر قبل مجتمعه , ويعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة ، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب ، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به في هذا المجال ، وما يقدمانه من تعزيزات لأنماط من السلوك ، الدور الأول في تشكيل سلوك الفرد الراشد ، وعلى العكس حيث أن التجاهل لسلوك الطفل يؤثر في شخصيته كراشد مستقبلا تهز صورته أمام نفسه بفقدان الثقة ولا ينجع التعليم في كسر حالة الاضطراب والخجل لديه عند مواجهته للحياة العملية لا تفاعل ايجابي يبديه مع المجموعات أو الأفراد في بيئته لأنه يفتقر للمحفز والدعم النفسي أصلا , ونقس على ذلك السلوك مجتمعات بأكملها السلبية هي المعوق في دينامكية التفاعل عبر الوقائع والظروف والأحداث ألتي تقع من حولهم قد تعنيهم بالدرجة الأولى وتؤثر على شعوبهم اقتصاديا وعلميا وفكريا وتكون هي المتضررة بالمقام الأول ومن ثم أمة بأكملها بسبب التبلد وعدم الإحساس بروح جماعية اتجاه قضاياها بصورة ايجابية واضحة المعالم وهذا ما يحد من عطاء الفرد ويشل حركته كليا كونه يخشى العقاب والنقد غير الايجابي من قبل المحيطين له .
    وخير مثال للسلبة المتجذرة حتى النخاع على مستوى المشاكل المتفاقمة بالوطن العربي دونما حل أو حسم في القرارات عند الطرح للقضايا تظل معلقة أو في أدراج المؤتمرات المنعقدة لا تبرح مكانها فالسلبية تولد الحروب وتقضي على همم فاقدة الإرادة وتحديد مصير شعوبها مع الأسف الشديد .


    ودمتم بخير
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة
    أختنا الفاضلة الأستاذة ليلى جوهر،

    شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة الرائعة وتسليط الضوء على الجانب التربوي من قضية السلبية. وكما تفضلتِ فإن للأسرة دور كبير في تكوين شخصية الطفل من خلال تقديم نماذج سلوكية صحية وإيجابية، أي أن الطفل يتعلم الإيجابية من والديه بالقدوة التي تصقل شخصيته وتحدد معالمها، والطفل كذلك يكتسب اتجاهاته ومواقفه من خلال النموذج السلوكي والفكري الذي يقدمه الوالدان للطفل.

    وفي الحقيقة أثار موضوع السلبية تساؤلات عديدة لديَّ حول سبب وجود كل تلك المشاكل في مجتمعاتنا المسلمة التي تدفع الإنسان إلى السلبية ونحن نمتلك القرآن الكريم والسنة النبوية!! فلماذا يُصاب مجتمعنا بكل هذه الأمراض والمشاكل والمصائب؟ ومن المسؤول عن توعية الناس وإنقاذهم من تلك الأمراض والمصائب؟ وهل الاستبداد والقمع وحدهما وراء كل تلك الأمراض والمصائب؟

    ودمتم بعز وخير
    أستاذنا الكريم .. لك كل التقدير والشكر لردك وتجوابك الدقيق اتجاه ردودنا جميعا هنا أدعو الله العلي القدير أن يقويك ويشد من آزرك لمافيه الخير ..
    آمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الفن سلطان الروح و طلسمه الإبداع

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •