المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم
الدكتور منذر،
قرأت عن إعجاز الرقم 19 في دراسة لباحث باكستاني كان يعمل في الأمم المتحدة، على ما أذكر، قبل سنوات طويلة.. أعتقد أنك سمعت الشيخ أحمد يس رحمه الله يصرح بأن دولة إسرائيل ستنتهي في عام 2025.
على ماذا استندوا في أبحاثهم وتصريحاتهم في نظرك؟ ما قولك؟
في هذه الأثناء، الشيخ بسام جرار متحدث بارز ومقنع وكان مئات الطلبة يحتشدون في قاعات جامعة بيرزيت لحضور محاضراته وهو أحد المبعدين الذين أبعدتهم إسرائيل إلى مرج الزهور.
كهانات شيوخ المسلمين
الدكتور عامر،
أنت تستدرجني إلى معمعة جديدة فلا بأس.
أولا علينا حين نقرأ مثل هذه المواضيع المحدثة والعجيبة أن نستحضر العملية الدولية الكبرى التي لا تنتهي لغسيل الأدمغة الجماعي. وذلك لأن موضوع الحساب بالأرقام والحروف هذا لا يختلف عن المواضيع الخرافية الأخرى مثل موضوع مثلث برمودا، وموضوع الأجسام الطائرة، واستحضار الأرواح، وما إلى ذلك من شعوذات وخفة يد وخداع للأبصار، والأسئلة الفارغة الأخرى التي لا جواب لها .
حينما أريد أن أحسن الظن فيمن يطلقون مثل هذه الخرافات فأنا أعتبر أنهم مصابون بـ (مرض الدماغ المغسول)، ويسميه البعض (مرض الجهل المقنع)، وهو مرض (فيرونفسي) يحبه القادة المتحكمون بالدول الكبرى، ويعملون بكل الوسائل على نشره وتعميمه، لأنهم اكتشفوا أنه يسهل عليهم أمر القيادة والتحكم بشعوبهم وبشعوب الدول الأخرى المغلوبة على أمرها. مع أن بعض الناس الآخرين قد يعتبرون هذا الموضوع مجرد تسلية بريئة لا ضرر منها سواء أصدقت أم كذبت. والحقيقة أنه لم يحصل لحد الآن أي تأكيد لأي من هذه الخرافات، وأنا أتحدى من يستطيع الجزم في مثل هذه الادعاءات.
أما بالنسبة إلى الإعجاز المزعوم للرقم 19 (الرقم المقدس عند البهائيين الباطنيين) فقد ابتدعه الدكتور المصري الأمريكي رشاد خليفة (دكتور في الكيمياء الحيوية) خدمة وتعزيزا للعقيدة البهائية في أول الأمر، ثم راق له الأمر حين شجعه الأمريكان، ووفروا له الإمكانيات المادية الواسعة، فتنكر للأحاديث النبوية، وبتر كلمة الشهادة، وادعى في النهاية أنه رسول الله على زعم أن محمدا (عليه الصلاة والسلام) هو خاتم النبيين, وليس خاتم المرسلين! إلى أن يسر الله لهذا المدعي من ذبحه وخلص المسلمين من إفكه وشره.
ومع أن رشاد خليفة قام بتفسير القرآن الكريم كاملا من خلال حساب الأرقام المزعوم، إلا أنه لم يكتشف (ويا للعجب!) ما اكتشفه الشيخان بسام جرار وأحمد يسن (رغم فارق الثلاث سنوات بين تاريخيهما)، لكنه تنبأ على الأقل وبنفس الطريقة أن القيامة ستقوم سنة 1710 هجرية.
أما الكتاب الآخر للشيخ بسام جرار فاسمه (إرهاصات) وليس (إهراصات) ويبدو أنه خطأ طباعي.
أستغرب وأكاد لا أصدق أن يصدر هذا الرجم بالغيب عن شيخين جليلين معروفين بالتقوى والورع والصلاح، مع أن رأي الإسلام معروف واضح في هذا الموضوع، والأدلة الشرعية على عدم جوازه كثيرة، لكن يبدو واضحا والحالة هذه أنهما قد وقعا ضحية للمرض الفيرونفسي الوبائي (غسل الدماغ).
إن رأي الإسلام في الظلم والظالمين واضح وجلي، فهو سبحانه يقول: ( وان عدتم عدنا ) ويقرر أن صراع الحق والباطل مستمر ومتكرر حتى قيام الساعة، وأن الحق لا بد أن ينتصر في كل مرة، وأن الباطل يمكن أن تكون له دولة لمدة من الزمن، إلا أن دولة الحق ستكون هي العليا في معظم الوقت وحتى قيام الساعة.
إن سقوط إسرائيل وباطلها في النهاية كما سقط غيرها من الغزاة أمر أكيد، طال الزمان أم قصر، والإيمان بحصوله عاجلا أم آجلا جزء من العقيدة، لكن تحديد تاريخ محدد لذلك السقوط الموعود هو من أمور الغيب الذي لا يعلمه إلا الله بالدليل الثابت من الآيات القرآنية والأدلة الشرعية الكثيرة. كما أن التكهن بمواعيد أو أحداث مستقبلية هو أمر يخالف الشرع الإسلامي بشكل صريح، سواء أقام بهذا التكهن حاخامات يهود أم شيوخ مسلمون!
ودمتم،
منذر أبو هواش
المفضلات