شكر الله لك يا أستاذ سليمان، على ما تتحفنا به، مما أنعم الله به عليك من فضله.
ولقد أحسنت في قولك: "يهدف إلى حصر كامل الأنساق التي تتخذها الوحدات العروضية من الأسباب والأوتاد في تراصها على محيط الدائرة ومن ثم جمع الأنساق التي تتباين في النظر إليها فرادى فإذا نظرت إليها من منظور الدائرة وجدت هذه البحور من أصل واحد. وإنما المسألة في نظرنا ليست أخلاقية ، إذ هي لا تتعدى في الواقع فكرة إيجاد سبيل محدد للتصنيف.
ولكن ألا ترى معي أنّ الخليلَ رحمه الله، قد جانب الصواب في اعتبار المديد أخاً للطويل والبسيط، وهذا ذاته ما جعل المعري يستغرب من مثل هذه الأخوة.
وقل مثل ذلك في البحر السريع، ناهيك عن البحور المجزوءة وجوباً.
فليس للمديد، ولا للسريع في الحقيقة موقعا على مثل هذه الدوائر، إلاّ أن ذكاء الخليل الخارق أوصله إلى ابتكار الحلول، لكي يضمّ هذه البحور إلى دوائره.
بل إنّ بحراً كالذي أسميناه اللاحق (مستفعلن فاعلن فاعلن) ليس له على هذه الدوائر مكان.
ومن هنا اعتبر بعض العروضيين هذه الدوائر (ملْحَةً عروضية).
لك الشكر أستاذي على ما منحتني إياه من فرصة المشاركة، والإدلاء بالرأي.
.