آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تقديم كتابي " هكذا نتكلَّم يا زرادشت " بقلم وفاء الورده

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور شاكر مطلق
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    العمر
    86
    المشاركات
    259
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي تقديم كتابي " هكذا نتكلَّم يا زرادشت " بقلم وفاء الورده

    الشاعر الدكتور شاكر مطلق
    " هكذا نتكلم يا زرادشت "

    صدر حديثاً للشاعر الدكتور شاكر مطلق نصٌّ فكريٌّ – أدبيٌّ بعنوان " هكذا نتكلم يا زرادشت " ، عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق ضمن منشوراته لعام 2007 .
    المجموعة كتبها الدكتور شاكر مطلق على وزن التفعيلة تارة ، وتارة أخرى نثراً ، متقصداً ذلك ، لتأخذ العبارة مداها دون التقيد بالوزن والقافية . يأخذ " زرادشت " - عند الدكتور مطلق - أشكالاً عديدة تتجسد بين الفكرة والرمز ، ولا علاقة لها بالضرورة مع محتوى العقيدة الزرادشتية في جانبها اللاهوتي المعروف ، وإنما هي إضافات
    وإسقاطات أدبية وفلسفية متنوعة على النص في العديد من مواقعه الفكرية .
    أما التشابه القائم ما بين كتاب الدكتور شاكر مطلق " هكذا نتكلم يا زرادشت " و كتاب " هكذا تكلم زرادشت " للفيلسوف والشاعر و الألماني " فريدريش نيتشه " ، فهو تشابهٌ مقصود ولكنه برغم ذلك لا يتقاطع ولا يتداخل مع نصِّ
    " نيتشه " ، إلا من خلال تعاطيه الهَمّ الإنساني والتساؤل الفلسفي الوجودي .
    قدم للكتاب الأستاذ الدكتور " طيب تيزيني " تحت عنوان " كلمات في بشرى الانبعاث الجديد " ، وبدأ مقدمته بقوله : " طلع علينا الشاعر الملحمي الدكتور شاكر مطلق برائعته هكذا نتكلم يا زرادشت " من خلال هذا النص الملحمي والأسطوري يضع الدكتور مطلق يده على الإشكالية العظمى في تاريخ "الأسطورة " ، وربما أيضاً في تاريخ " الدين " ، التي تلخصها ملحمة " كلكامش " المأساوية في بحثه عن الخلود ، هذه الإشكالية تتماهى بين جدلية الوجود والعدم ، الخصب والقحط ، الخير والشر ... وبين أنوثة مقدسة أبرزت مدنسة ، وذكورة ذابلة فاسدة ، مما أدى إلى فقدان الحياة لتوازنها ، على حدِّ تعبير د. تيزيني ومحتوى النص .
    قدم د. مطلق في الكتاب تعريفاً وافياً بـ " زرادشت " ، وبعقيدته ، حيث يوضح بأنه نبي فارسي قديم ، ولد في إيران – فارس ( القرن الثامن ق.م ) ، وهو صاحب عقيدة صراع النور والظلام ، حيث يمثل إمبراطورية النور الإله " أهورا مازدا " الذي رأى في " زرادشت " مخلّصاً للبشرية ، ثم قام زرادشت بتطوير بعض المعتقدات القديمة فنسبت إليه لاحقاً ، وسميت بـ " الزرادشتية " . أما الكتاب المقدس عندهم فهو الـ " أفستا " ويعني سمه " المعرفة " ويقسَّم كتابهم هذا إلى أربعة أقسام:
    1- كتاب الأضاحي " يَسْنا "على الأناشيد والملاحم والتراتيل القديمة ، وهي من وضع المعلم " زرادشت " .
    2- كتاب " فيسْبَريد " أو " فيسْبرات " ويحتوي على الصلوات .
    3- وهناك قسم يسمى بـ " يـاشتس " وهو أناشيد المديح والأضحيات .
    4- أما القسم الأخير فهو " فنديداد" يضم التعليمات الأخلاقية والقوانين .
    أشار الدكتور شاكر مطلق في مقدمته إلى أن المذهب الزرادشتي يقوم أيضاً على الثَّنيوية من خلال الصراع الدائم بين إله النور " أهورا مازدا " وإله الظلام والشر " أهْريمان " بالرغم من أنه مذهب مبني على التوحيد .
    تقوم العقيدة الرزادشتية على انتصار الخير على الشر ، ثم محكمة نهائية ، فخلاصٌ للعالم ، وما على الإنسان إلاَّ أن يختار موقعه في هذا الصراع الدائم .
    وكعادة د. مطلق في مجموعاته الشعرية ، قسم هذه المجموعة أيضاً إلى ثلاثة أقسام :
    القسم الأول تحت عنوان " في شرك الشهوات " ، والقسم الثاني " في شرك المعاني " أما القسم الثالث فجاء تحت عنوان " في شرك العبثية " .
    القسم الأول : " في شرك الشهوات " يلوم الإنسانُ – على لسان الشاعر - ملِكَ جنان النور الأزلي على جعله الروح الشريرة أنثى جميلة " دانية " ، ورميه بها إلى البشر ، فوقع الإنسان ضحية نزواتها الشيطانية، وجرفته إلى طوفان الشهوات وإلى وادي الخطايا وعذابات الصليب . يتساءل المؤلف هنا : هل تساوي سرقة تفاحة من بستانه كل هذا العذاب الذي يلاقيه البشر في جحيم العالم السفلي؟ . ولم يكتف ملك جنان النور بذلك بل أرسل الطوفان للإنسان ، جالباً معه الموت والطين والأحزان ، وأصدر له لوح الوصايا الجديد الذي حرّم فيها حتى قصائد العشق ، وحيث أصبحت نشوة المعرفة حراماً أيضاً ، فوقع الإنسان فريسة الجهل والقحط والصقيع ، عاجزاً عن متابعة رحلته على درب الكشف إلى عبير بستانه المزهر .
    أما في القسم الثاني " في شرك المعاني " فقد تطرق فيه الشاعر د. مطلق إلى كيفية الوصول إلى أنوار " زرادشت " ، وكل الأبواب موصدة والدروب مغلقة ولا تفضي إلاّ إلى بروج الصمت وبؤرة العالم السفلي ، ويتساءل عن سبب تركه الإنسانَ وحيداً في متاهة الوعي حتى غدت الحكمة وطواطاً لا ترى إلاّ الظلام ولا ترى الطريق للخروج من " زمن الحلم الأول " – وهو اسم ديوان للشاعر شاكر مطلق - .
    أما شجرة الحياة فإنها تذوي وحيدة في مهب الشك ، عليلة ، وفي حال موتها سينتظر الإنسان الموت. أما " الكائن الأسمى " فنراه يلعن القدر ويلعن " زرادشت " ويلعن العقل الذي أسرف في الكشف حتى صار سراباً ، بل ماءً مسموماً في كفِّ نبي مسحور ، وحين دخل ملكوت نوره ليصلي ، كانت المفاجأة كبيرة ومخيفة ، فالرؤيا لم تكن إلاَّ ظلمات باردات بعثت الخوف في قلبه ، فسجد لإله الظلام وصار منبوذاً وملعوناً في العالم السفلي حتى يوم الدين . ثم يعلو ويتصاعد التساؤل الجارح والناقد لدى الإنسان حينما يتحدث الشاعر عن الأضاحي التي قدمها له ، والخبز اليومي الذي أطعمه إياه ، والشموع التي أشعلها له ليطرد عنه وحشة الليالي الفارغة ، وماذا كانت النتيجة ؟ لقد لعنه حتى صار مثل وطواط الظلام ، لا يستطيع أن يجد مخرجاً من شرك الظلمة . ثم يتساءل الإنسان لماذا لا يعطي إله النور ، النور لأتباعه ، في حين أن إله الظلمة الذي يعيش في العتمة يعطي من عتمته من يشاء ؟ . ومن سيدفع ضريبة الوجود لآلهة الجحيم ؟ ومن سيفتح محارات النور ليعطي لؤلؤة الكشف إلى الأجيال القادمة ليرفع يد الشيطان عن الإنسان ؟ .
    أما القسم الثالث " في شرك العبثية " : فيه يخاطب الإنسانُ - من خلال طروحات الشاعر - إلهَ النور ويتساءل عن مبتغاه ، وعن طلبه منه بأن يصنع الفُلك للنجاة من الطوفان ، فصنعه ووضع فيه زوجين من كل أشكال الكلام والخيال ، زوجين من ذكرٍ وأنثى – مبدأ السالب والموجب ... الخ رمزاً لثنائيته التي تتجلى في عناصر هذا الوجود ، وهذا كله كان ثمناً لخطيئة الجد الأكبر ، والجدة الأولى المتمردة ؟ .
    لقد ظنّ بأن سيد النور قد نسي وغفر له ما كان ، لكنه ترك الإنسانَ وحيداً دون حرز ولا يقين في ظلام الفُلك ، ينتظر أن تهدأ عاصفته ليعبر إلى العالم الجديد ، إلى عالمه الجديد .
    يختتم الدكتور شاكر مطلق هذا القسم ، بل كامل نصه ، بل هذه " الملهاة " ، " المأساة " ، المهزلة البكائية ، المرثاة من خلال التساؤل الأزلي للإنسان عن سر هذا الكون الغامض وعن سر الوجود ، وهل هو وهم ؟ أم ظلٌّ ؟ ، أم سرابٌ دائمٌ ؟ .
    ويصلنا الجواب بأن الإنسان هو سرُّ هذا الكون ، وأن الكون فيه يتجسد حيثما يكون ، وأن الفكر لا ولن يموت أبداً .

    ================================================
    حمص - سورية آذار 2008 وفاء الورده
    (مجازة في الأدب العربي )

    حمص – سورية / Homs-Syria
    بغطاسية – شارع ابن زريق 3
    هـ : عيادة (Prax.) 2222655 31 963 +
    ص.ب.( 1484) P.O.B.
    E-Mail:mutlak@scs-net.org

  2. #2
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    02/03/2008
    المشاركات
    1,180
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ألف مبروك للأستاذ شاكر مطلق صدور كتابك الجديد
    بارك الله لك ونفع بك
    وإلى الأمام
    نسعد بكل جديد يصدر لك
    ناهد حسن

    اللهم صل على النبي محمد

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •