شكرا على هذا الموضوع, واريد اضافة الاسطر التالية حول موسم النبي موسى:
يبدأ هذا الموسم قبل موعده المقرر في الاسبوع الثالث من شهر نيسان باسبوع وكانوا يسمونه "جمعة المناداة", اي يوم الجمعة الذي يوجه النداء فيه الى المواطنين استعدادا للنزول الى مقام النبي موسى بجوار اريحا, ويتم النداء في القدس مباشرة بعد صلاة الجمعة من شهر نيسان (أبريل)، من قاعة المحكمة الشرعية في باب السلسلة، بحضور قاضي ومأمور أوقاف القدس الشريف والعلماء والوجهاء، وتستمر مع وصول مواكب المحتفلين من مختلف مناطق فلسطين إلى نقاط التجمع (التي كانت تسمى بالمقامات)، مع رفع الأعلام والرايات الإسلامية، وسط الأهازيج، وزغاريد النساء.
اما جمعة البداية فيسمونها "جمعة النزلة" لانهم ينزلون فيها من القدس الى المقام المذكور, وتسمى ليلة الخميس التي تسبق جمعة النزلة "ليلة الوقفة", اما ليلة الاربعاء التي تسبق خميس الطلعة اي العودة من مقام النبي موسى الى القدس, فكاون يسمونها "ليلة الشيل" لانهم ينزعون اوانيهم استعدادا للرحيل في الغد.
كانت وفود المناطق المختلفة تبدأ بالقدوم الى القدس يوم الخميس الثاني من نيسان "خميس الاموات" وكل وفد يحمل بيرقه ويبيتون ليلتهم في رحاب المسجد الاقصى, ويوم الجمعة التالي وبعد صلاة الجمعة كانوا يحضرون راية النبي موسى من بيت آل الحسيني الكائن غرب الحرم القدسي, ويسير الموكب بها في جمع عظيم من الناس يتقدمهم المفتي مع لفيف من العلماء والوجهاء, ويودع الناس هذا الموكب من على الشرفات والساحات والحدائق.
وعلى الطريق الى المقام تستقبل القرى الوفود بالترحاب والذبائح وينضم بعض اهلها الى زوار النبي موسى, وتتعاظم الحماسة كلما اقتربت الوفود من المقام المقدس, وقد كانوا في الماضي لا يكتفون بقرع الطبول والرقص بالسيوف والتروس, بل يطلقون الرصاص في الهواء في ذروة الحماسة والاحتفال, ولدى وصول الوفود كانت النساء تزغرد ويبدأ الغناء والعزف وتقام حلقات الدبكات الشعبية.
كانت الاعمال الخاصة بهذا الموسم منظمة بصورة دقيقة, فقد كانت عائلتا الحسيني ويونس تتوليان الطبخ للزوار مرتين في اليوم, بينما عائلة قليبو مكلفة بحمل الرايات, اما المؤذنون فمن عائلة بزبزة الذين يتولون ايضا اضاءة المقام.
وفي هذا الموسم كانت تذبح الذبائح وتوفى النذور ويختن الصبية وتؤدى المراسم الدينية على اختلافها من موالد وصلوات وتقام الالعاب المختلفة كسباق الخيل ويتبارى الرجال بالسيوف والتروس وكان الاولاد يتجمعون حول القراغوز "المهرج" ليستمتعوا ببهلوانياته.
وبعد انقضاء اسبوع الزيارة يختم هذا الموسم يوم "خميس الشيل" ويعود الناس الى القدس في موكب احتفالي مثلما كان في البداية, ويعاد علم النبي موسى الى آل الحسيني ليحتفظوا به حتى الموسم القادم, ويقضي الزوار العائدون ليلتهم في رحاب الاقصى في القدس, وبعد صلاة الجمعة في اليوم التالي يعودون الى ديارهم.
المفضلات