Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
انه عزيز وهم الأذلاء

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 10 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 181

الموضوع: انه عزيز وهم الأذلاء

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي انه عزيز وهم الأذلاء

    انه عزيز وهم الأذلاء
    عبد الباري عطوان

    01/05/2008

    لم أقابل السيد طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي السابق، ولم يكن بيننا اي اتصالات هاتفية او غيرها، مثل جميع المسؤولين العراقيين السابقين، رغم العلاقات الوثيقة التي كان يقيمها الرجل مع العشرات، وربما المئات، من الكتاب والصحافيين والأدباء بحكم ثقافته الواسعة وموقعه لسنوات عدة وزيرا للإعلام والثقافة، ولكني اعترف بانني شعرت بالمهانة، والالم الشديد، وانا أري الرجل يقف في قفص الاتهام، بتهم ملفقة، بقتل اربعين تاجرا، وامام محكمة هزلية تكشف عن مدي تدهور القيم والأخلاق، بل انعدامها كليا، في العراق الامريكي الجديد.
    السيد عزيز لم يقتل بعوضة طوال حياته، داخل الحكم او خارجه، لأنه لم يتول اي منصب تنفيذي، وظل دائما وجها حضاريا، ليس للنظام فقط، وانما للعراق بجميع اطيافه وتعدديته، فقد كان رجلا معروفا بأدبه الجم، وثقافته الواسعة، وحسن القول واللفظ، ودماثة الخلق، بحيث استحق احترام الجميع، الاعداء قبل الاصدقاء. كان خطيبا بارعا يدافع عن قضايا الأمة وسيادة العراق، في المحافل الدولية بلغة انكليزية رفيعة، وربما لهذه الميزات، التي لا يتمتع حكام العراق الجدد بأي منها، والذين لا يعرفون غير لغة القتل وسفك الدماء والتطهير العرقي، ارادوا محاكمته وربما اعدامه.
    لا نلوم هؤلاء، فقد انكشفت سوءاتهم، وبانت عوراتهم، وشاهدنا والعراقيون جميعا، الكوارث التي حلت بالعراق بسببهم، ولكننا نلوم هذا العالم الغربي المنافق الذي ظل يحاضر علينا لأكثر من خمسين عاما حول الديمقراطية، وحقوق الانسان، والقضاء المستقل، ويصمت علي احتجاز رجل مريض، لاكثر من خمس سنوات، دون اي محاكمة، ثم يسمح بتقديمه الي المحاكمة اخيرا، بتهم يعرف جيدا انها ملفقة وكاذبة، تماما مثل اكاذيبه عن اسلحة الدمار الشامل.
    ليس السيد طارق عزيز الذي يستحق الوقوف في قفص الاتهام، وانما جميع افراد المجموعة التي تواطأت مع الاحتلال الامريكي قبل وبعد حدوثه، ووفرت له الغطاء الشرعي لقتل مليون ونصف مليون عراقي بريء، وتشريد خمسة ملايين آخرين، وتحويل من تبقي من ابناء العراق الي حقل تجارب لمختلف اسلحة الدمار الامريكية، وحرمانهم من ابسط الخدمات.

    السيد طارق عزيز لم يتآمر مع الاعداء لفتح اراضي بلاده امام الغزاة، ولم يحولها الي مقبرة جماعية، ولم يجعلها تحتل المرتبة الاولي كأكثر بلدان العالم فسادا. كما انه لم ينهب، او يشارك في نهب 84 مليار دولار يتنعم بها بعض رجالات العراق الجديد وأسرهم في العواصم الاوروبية.
    مشكلة السيد عزيز انه رجل ضرب مثلا في الوفاء لوطنه، ورفض الهرب الي المنافي الآمنة وهو القادر والمرحب به، مثلما رفض كل العروض والمغريات للتعاون مع الاحتلال ضد رئيسه وزملائه وأهله، والانقلاب علي قيمه ومبادئه واخلاقه، وفضل البقاء خلف القضبان، متحملا المرض والحرمان واهانات السجانين الامريكان، علي ان يكون حرا طليقا موصوما بتهمة الخيانة والتآمر.
    ومن المفارقة انهم يتحدثون عن محاكم عادلة وسيادة القانون، وهم الذين لم يقدموا مجرما واحدا من الذين قطعوا الرؤوس، وخرقوها بالمثقاب، او الذين سرقوا المال العام، او حولوا اقبية وزارة الداخلية الي زنازين تعذيب حتي الموت. قضاؤهم زائف طائفي ومسيس، يوظف لخدمة الاحتلال، والحكام العاملين في خدمته، وتكفي الاشارة الي ما قاله السيد موفق الربيعي مستشار الامن القومي (اين الأمن) في حديث صحافي بانه هو الذي طلب من اسرة الخوئي اعادة تحريك مذكرة الجلب الصادرة بحق السيد مقتدي الصدر وتقديمه الي المحاكمة بتهمة قتل السيد مجيد الخوئي بعد عودته من منفاه في لندن، فلماذا جري تجميد هذه القضية، ولماذا المطالبة باحيائها؟
    انهم يقدمون مثلا سيئا في كل شيء، وهم الذين وعدوا العراقيين بالأمن، والامان، والرخاء الاقتصادي، وتقديم النموذج الافضل في القضاء العادل المستقل. فلم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ان يعترف القاضي رؤوف عبد الرحمن، الذي اصدر حكما بالاعدام علي الرئيس الراحل صدام حسين في قضية الدجيل، بان طريقة تنفيذ الحكم كانت غير حضارية ومتخلفة ويقول انه لا يوجد في القانون العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية اعدام علني بهذه الطريقة، وفي ايام الأعياد والمناسبات الوطنية، لأن الاعياد هي ايام للمحبة والتصالح وليس الاعدام .
    فاذا كان السيد رؤوف يعترف بان ما يجري ليست له علاقة بالقانون العراقي، فبأي قانون يحكم اذن، ولماذا يقبل ان يترأس المحكمة المهزلة مرة اخري بعد ان رأي، مثل مئات الملايين، الطريقة الاجرامية الهمجية التي اعدم بها رئيس عراقي حافظ علي وحدة العراق، واستقلاله، وأمنه، لأكثر من ثلاثين عاما، وأقام دولة قوية مهابة الجانب، مع اعترافنا المسبق بانه لم يكن ديمقراطيا، وارتكب العديد من التجاوزات بحق خصومه، ولكن هل يقذف السيد المالكي وزملاؤه في الحكم، التيار الصدري، والذي ارتكب في عرفهم جريمة المطالبة بانهاء الاحتلال الامريكي، بالورود والرياحين والأرز.. ثم هل تعامل هؤلاء مع المتمردين في البصرة بغير القتل والابادة والاستعانة بالدبابات الامريكية لسحقهم.. واخيرا نسأل السيد المالكي وزملاءه عما اذا كان قدم اكثر من 500 من عناصر تنظيم جند السماء الشيعي السلفي الي محاكم عادلة، ام ان حكمه بادر بإبادتهم جميعا يوم عاشوراء، ودفنهم في مقبرة جماعية؟
    السيد موفق الربيعي فضح النظام القضائي ومنفذي احكامه مرة اخري، عندما تراجع عن روايته التي اطلقها عبر شاشة (سي.ان.ان) يوم اعدام الرئيس صدام حسين ووصفه حينها انه كان منهارا، حيث قال السيد الربيعي في حديث صحافي، ان الرئيس العراقي هو الذي قال له لا تخف مما يعني في نظرنا انه هو الذي كان خائفا، وليس ذلك الشخص الشامخ الذي تقدم الي المقصلة، بخطي ثابتة، وصلابة نادرة، مرددا الشهادتين، ومؤكدا علي عروبة العراق ونصرة فلسطين العربية. ويحسب له ان السيد الربيعي اعترف ايضا بان ممارسات مخجلة وقعت لجثة الرئيس بعد اعدامه من قبل حراس العدالة يتعفف عن ذكرها ويتبرأ منها.

    السيد طارق عزيز ينتمي الي زمن مختلف، وعراق مختلف، عراق كريم اصيل مستقل، عراق غير طائفي، تتعايش تحت خيمته مختلف المذاهب والأعراق، وينام في عهده العراقيون وابواب بيوتهم مفتوحة علي مصراعيها. عراق كان شعبه يتلقي حصته الغذائية بالتساوي مع مطلع كل شهر دون نقصان او تأخير رغم الحصار الظالم. عراق يتدفق فيه الماء والكهرباء الي البيوت، وتتوفر فيه الخدمات الاساسية، وثلاجات الموتي في مستشفياته خالية من الجثث المجهولة الهوية، والمشوهة من شدة التعذيب.
    يكفي السيد عزيز شرفا، وهو الذي كان يشرف بنفسه علي توزيع كوبونات النفط ان اسرته تعيش علي الكفاف في العاصمة الاردنية، وانه لم يتدخل مطلقا لدي رئيسه صدام حسين، صديقه الحميم، عندما اعتقل ابنه زياد بشبهة الفساد، بينما اسر حكام العراق الجدد يتنعمون بالمليارات التي سرقها بعض الذين تولوا مواقع وزارية لأشهر معدودة فقط، فالعراق بالنسبة الي هؤلاء مشروع ترانزيت لنهب اكبر قدر من الثروات والعودة بسرعة الي المنافي الاوروبية التي طالما اشتكوا منها، وحملوا النظام السابق مسؤولية لجوئهم اليها، وهم الذين يحنون الي بغداد ومسقوفها ولياليها القمرية الرائعة.
    لو كنت محامي السيد طارق عزيز لنصحته ان يلتزم الصمت المطبق، احتقارا لهذه المحكمة ولقضاتها وشهودها ومدعيها، لانه لا يمكن ان يكون متهما، ولم يرتكب اي جريمة او جنحة، بل هم المتهمون، ثم انه ارفع من ان يترافع امام هؤلاء الذين لا يمكن ان يوصفوا بغير كونهم مجرد ادوات في يد المحتل الامريكي، يحاولون تزيين وجهه الوحشي البشع، وتكفي الاشارة الي انهم واسيادهم لا يؤتمنون علي المعتقلين انفسهم، ولا يستطيعون محاكمة جندي واحد من العاملين في شركة الأمن الامريكية الذين قتلوا عشرات العراقيين واغتصبوا العديد من العراقيات الماجدات.
    السيد طارق عزيز لا يحتاج الي محامين للدفاع عنه امام قضاء فاسد مأجور فاقد الشرعية، فهو اشرف من ان يبرئه هذا القضاء، وادانته له هي ارفع الأوسمة، فهو سيظل عزيزا وهم الأذلاء.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي انه عزيز وهم الأذلاء

    انه عزيز وهم الأذلاء
    عبد الباري عطوان

    01/05/2008

    لم أقابل السيد طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي السابق، ولم يكن بيننا اي اتصالات هاتفية او غيرها، مثل جميع المسؤولين العراقيين السابقين، رغم العلاقات الوثيقة التي كان يقيمها الرجل مع العشرات، وربما المئات، من الكتاب والصحافيين والأدباء بحكم ثقافته الواسعة وموقعه لسنوات عدة وزيرا للإعلام والثقافة، ولكني اعترف بانني شعرت بالمهانة، والالم الشديد، وانا أري الرجل يقف في قفص الاتهام، بتهم ملفقة، بقتل اربعين تاجرا، وامام محكمة هزلية تكشف عن مدي تدهور القيم والأخلاق، بل انعدامها كليا، في العراق الامريكي الجديد.
    السيد عزيز لم يقتل بعوضة طوال حياته، داخل الحكم او خارجه، لأنه لم يتول اي منصب تنفيذي، وظل دائما وجها حضاريا، ليس للنظام فقط، وانما للعراق بجميع اطيافه وتعدديته، فقد كان رجلا معروفا بأدبه الجم، وثقافته الواسعة، وحسن القول واللفظ، ودماثة الخلق، بحيث استحق احترام الجميع، الاعداء قبل الاصدقاء. كان خطيبا بارعا يدافع عن قضايا الأمة وسيادة العراق، في المحافل الدولية بلغة انكليزية رفيعة، وربما لهذه الميزات، التي لا يتمتع حكام العراق الجدد بأي منها، والذين لا يعرفون غير لغة القتل وسفك الدماء والتطهير العرقي، ارادوا محاكمته وربما اعدامه.
    لا نلوم هؤلاء، فقد انكشفت سوءاتهم، وبانت عوراتهم، وشاهدنا والعراقيون جميعا، الكوارث التي حلت بالعراق بسببهم، ولكننا نلوم هذا العالم الغربي المنافق الذي ظل يحاضر علينا لأكثر من خمسين عاما حول الديمقراطية، وحقوق الانسان، والقضاء المستقل، ويصمت علي احتجاز رجل مريض، لاكثر من خمس سنوات، دون اي محاكمة، ثم يسمح بتقديمه الي المحاكمة اخيرا، بتهم يعرف جيدا انها ملفقة وكاذبة، تماما مثل اكاذيبه عن اسلحة الدمار الشامل.
    ليس السيد طارق عزيز الذي يستحق الوقوف في قفص الاتهام، وانما جميع افراد المجموعة التي تواطأت مع الاحتلال الامريكي قبل وبعد حدوثه، ووفرت له الغطاء الشرعي لقتل مليون ونصف مليون عراقي بريء، وتشريد خمسة ملايين آخرين، وتحويل من تبقي من ابناء العراق الي حقل تجارب لمختلف اسلحة الدمار الامريكية، وحرمانهم من ابسط الخدمات.

    السيد طارق عزيز لم يتآمر مع الاعداء لفتح اراضي بلاده امام الغزاة، ولم يحولها الي مقبرة جماعية، ولم يجعلها تحتل المرتبة الاولي كأكثر بلدان العالم فسادا. كما انه لم ينهب، او يشارك في نهب 84 مليار دولار يتنعم بها بعض رجالات العراق الجديد وأسرهم في العواصم الاوروبية.
    مشكلة السيد عزيز انه رجل ضرب مثلا في الوفاء لوطنه، ورفض الهرب الي المنافي الآمنة وهو القادر والمرحب به، مثلما رفض كل العروض والمغريات للتعاون مع الاحتلال ضد رئيسه وزملائه وأهله، والانقلاب علي قيمه ومبادئه واخلاقه، وفضل البقاء خلف القضبان، متحملا المرض والحرمان واهانات السجانين الامريكان، علي ان يكون حرا طليقا موصوما بتهمة الخيانة والتآمر.
    ومن المفارقة انهم يتحدثون عن محاكم عادلة وسيادة القانون، وهم الذين لم يقدموا مجرما واحدا من الذين قطعوا الرؤوس، وخرقوها بالمثقاب، او الذين سرقوا المال العام، او حولوا اقبية وزارة الداخلية الي زنازين تعذيب حتي الموت. قضاؤهم زائف طائفي ومسيس، يوظف لخدمة الاحتلال، والحكام العاملين في خدمته، وتكفي الاشارة الي ما قاله السيد موفق الربيعي مستشار الامن القومي (اين الأمن) في حديث صحافي بانه هو الذي طلب من اسرة الخوئي اعادة تحريك مذكرة الجلب الصادرة بحق السيد مقتدي الصدر وتقديمه الي المحاكمة بتهمة قتل السيد مجيد الخوئي بعد عودته من منفاه في لندن، فلماذا جري تجميد هذه القضية، ولماذا المطالبة باحيائها؟
    انهم يقدمون مثلا سيئا في كل شيء، وهم الذين وعدوا العراقيين بالأمن، والامان، والرخاء الاقتصادي، وتقديم النموذج الافضل في القضاء العادل المستقل. فلم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ان يعترف القاضي رؤوف عبد الرحمن، الذي اصدر حكما بالاعدام علي الرئيس الراحل صدام حسين في قضية الدجيل، بان طريقة تنفيذ الحكم كانت غير حضارية ومتخلفة ويقول انه لا يوجد في القانون العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية اعدام علني بهذه الطريقة، وفي ايام الأعياد والمناسبات الوطنية، لأن الاعياد هي ايام للمحبة والتصالح وليس الاعدام .
    فاذا كان السيد رؤوف يعترف بان ما يجري ليست له علاقة بالقانون العراقي، فبأي قانون يحكم اذن، ولماذا يقبل ان يترأس المحكمة المهزلة مرة اخري بعد ان رأي، مثل مئات الملايين، الطريقة الاجرامية الهمجية التي اعدم بها رئيس عراقي حافظ علي وحدة العراق، واستقلاله، وأمنه، لأكثر من ثلاثين عاما، وأقام دولة قوية مهابة الجانب، مع اعترافنا المسبق بانه لم يكن ديمقراطيا، وارتكب العديد من التجاوزات بحق خصومه، ولكن هل يقذف السيد المالكي وزملاؤه في الحكم، التيار الصدري، والذي ارتكب في عرفهم جريمة المطالبة بانهاء الاحتلال الامريكي، بالورود والرياحين والأرز.. ثم هل تعامل هؤلاء مع المتمردين في البصرة بغير القتل والابادة والاستعانة بالدبابات الامريكية لسحقهم.. واخيرا نسأل السيد المالكي وزملاءه عما اذا كان قدم اكثر من 500 من عناصر تنظيم جند السماء الشيعي السلفي الي محاكم عادلة، ام ان حكمه بادر بإبادتهم جميعا يوم عاشوراء، ودفنهم في مقبرة جماعية؟
    السيد موفق الربيعي فضح النظام القضائي ومنفذي احكامه مرة اخري، عندما تراجع عن روايته التي اطلقها عبر شاشة (سي.ان.ان) يوم اعدام الرئيس صدام حسين ووصفه حينها انه كان منهارا، حيث قال السيد الربيعي في حديث صحافي، ان الرئيس العراقي هو الذي قال له لا تخف مما يعني في نظرنا انه هو الذي كان خائفا، وليس ذلك الشخص الشامخ الذي تقدم الي المقصلة، بخطي ثابتة، وصلابة نادرة، مرددا الشهادتين، ومؤكدا علي عروبة العراق ونصرة فلسطين العربية. ويحسب له ان السيد الربيعي اعترف ايضا بان ممارسات مخجلة وقعت لجثة الرئيس بعد اعدامه من قبل حراس العدالة يتعفف عن ذكرها ويتبرأ منها.

    السيد طارق عزيز ينتمي الي زمن مختلف، وعراق مختلف، عراق كريم اصيل مستقل، عراق غير طائفي، تتعايش تحت خيمته مختلف المذاهب والأعراق، وينام في عهده العراقيون وابواب بيوتهم مفتوحة علي مصراعيها. عراق كان شعبه يتلقي حصته الغذائية بالتساوي مع مطلع كل شهر دون نقصان او تأخير رغم الحصار الظالم. عراق يتدفق فيه الماء والكهرباء الي البيوت، وتتوفر فيه الخدمات الاساسية، وثلاجات الموتي في مستشفياته خالية من الجثث المجهولة الهوية، والمشوهة من شدة التعذيب.
    يكفي السيد عزيز شرفا، وهو الذي كان يشرف بنفسه علي توزيع كوبونات النفط ان اسرته تعيش علي الكفاف في العاصمة الاردنية، وانه لم يتدخل مطلقا لدي رئيسه صدام حسين، صديقه الحميم، عندما اعتقل ابنه زياد بشبهة الفساد، بينما اسر حكام العراق الجدد يتنعمون بالمليارات التي سرقها بعض الذين تولوا مواقع وزارية لأشهر معدودة فقط، فالعراق بالنسبة الي هؤلاء مشروع ترانزيت لنهب اكبر قدر من الثروات والعودة بسرعة الي المنافي الاوروبية التي طالما اشتكوا منها، وحملوا النظام السابق مسؤولية لجوئهم اليها، وهم الذين يحنون الي بغداد ومسقوفها ولياليها القمرية الرائعة.
    لو كنت محامي السيد طارق عزيز لنصحته ان يلتزم الصمت المطبق، احتقارا لهذه المحكمة ولقضاتها وشهودها ومدعيها، لانه لا يمكن ان يكون متهما، ولم يرتكب اي جريمة او جنحة، بل هم المتهمون، ثم انه ارفع من ان يترافع امام هؤلاء الذين لا يمكن ان يوصفوا بغير كونهم مجرد ادوات في يد المحتل الامريكي، يحاولون تزيين وجهه الوحشي البشع، وتكفي الاشارة الي انهم واسيادهم لا يؤتمنون علي المعتقلين انفسهم، ولا يستطيعون محاكمة جندي واحد من العاملين في شركة الأمن الامريكية الذين قتلوا عشرات العراقيين واغتصبوا العديد من العراقيات الماجدات.
    السيد طارق عزيز لا يحتاج الي محامين للدفاع عنه امام قضاء فاسد مأجور فاقد الشرعية، فهو اشرف من ان يبرئه هذا القضاء، وادانته له هي ارفع الأوسمة، فهو سيظل عزيزا وهم الأذلاء.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  3. #3
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    عزيز كان يشعرني بالاعتزاز كعربي!
    عزيز في السجن والجلبي و"الربيعي" حران طليقان!
    إنها المهزلة الكبرى!


    تحية إلى طارق عزيز وعشرات آلاف السجناء!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  4. #4
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    عزيز كان يشعرني بالاعتزاز كعربي!
    عزيز في السجن والجلبي و"الربيعي" حران طليقان!
    إنها المهزلة الكبرى!


    تحية إلى طارق عزيز وعشرات آلاف السجناء!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  5. #5
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية محمد بن أحمد باسيدي
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,240
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أخوي الفاضلان غالب وعامر
    هذا فعلا زمن العجائب والغرائب التي يصنعها أشباه الرجال وسماسرة الأعداء ودهاقنة الإحتلال!
    إنه الإصرار الشديد من قبل الأعداء والمتواطئين معهم من الخونة على قتل النخوة والكرامة والعزة في أفراد هذه الأمة العزيزة.
    سيخيب أملهم بإذن الواحد الأحد ما دمنا مستمسكين بالعروة الوثقى, ومتعاونين على خدمة مصالح الأمة, ومتسامحين في النظر إلى القضايا الخلافية - كالتنوع اللغوي والتعدد الثقافي - الموجودة في ربوع وطننا الغالي.
    تحية أبيّة ومتسامحة
    محمد بن أحمد باسيدي

    المجدُ للإنسانِ الحرِّ والأصيل
    الثابتِ الإيمانِ ذي المبدإِ النَّبيل

  6. #6
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية محمد بن أحمد باسيدي
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,240
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أخوي الفاضلان غالب وعامر
    هذا فعلا زمن العجائب والغرائب التي يصنعها أشباه الرجال وسماسرة الأعداء ودهاقنة الإحتلال!
    إنه الإصرار الشديد من قبل الأعداء والمتواطئين معهم من الخونة على قتل النخوة والكرامة والعزة في أفراد هذه الأمة العزيزة.
    سيخيب أملهم بإذن الواحد الأحد ما دمنا مستمسكين بالعروة الوثقى, ومتعاونين على خدمة مصالح الأمة, ومتسامحين في النظر إلى القضايا الخلافية - كالتنوع اللغوي والتعدد الثقافي - الموجودة في ربوع وطننا الغالي.
    تحية أبيّة ومتسامحة
    محمد بن أحمد باسيدي

    المجدُ للإنسانِ الحرِّ والأصيل
    الثابتِ الإيمانِ ذي المبدإِ النَّبيل

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    في العراق الجديد اختلفت المقاييس المعمول بها عما هي عليه في دول العالم ولم تعد تتواكب مع طبيعة المرحلة القاسية التي يمر بها العراق وهو قابع تحت شرنقة الاحتلال البغيض، فالأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بدأت تتخذ اتجاهات متصادمة كأمواج البحر وتتكسر على سواحل الذاكرة العراقية المصابة بالذهول مما يحدث فقد بلغ الجزر النهضوي والتنموي والتطور والازدهار والرفاه الاجتماعي والرقي الحضاري أقصى مدياته وتشابكت وتداخلت المفاهيم وحرفت الشعارات بشكل غريب، الصناعة والزراعة والتجارة والثقافة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمختلط، جميعها لفظت أنفاسها الأخيرة على عتبة الاحتلال، وتعطلت الحياة بمختلف قطاعاتها وضاعت المعايير الأخلاقية والأدبية والاجتماعية، وذبح الدين بخناجر المراجع الدينية دون رحمة وضمير، واصطيد العلماء والأطباء والقادة وبقية النخب الاجتماعية بشباك من صنع أمريكي وإسرائيلي وإيراني عالي الجودة والكفاءة، واشتغلت الديمقراطية الأمريكية في قطاع التجارة البشرية فبدأت بتصدير كفاءات العراق إلى دول العالم واستيراد قوميات أخرى بديلا.

    في العراق ألاحتلالي أصبح الجاهل عالما بشهادة مزورة والشرطي قائدا بتزكية حزبية، واللص وزيرا بوحي أجنبي، والأجنبي نائبا، والمجرم قاضيا، والغريب مواطنا، والمواطن غريبا، وأصبح العبد سيدا، والسيد عبدا وتحول رجال الدين إلى أبالسة ينافسون إبليس مهنته ومهمته ومهارته، إنه فعلاً عراقا جديدا، جديدا بمفاهيمه ومقاييسه ونخبه الجديدة.

    في العراق ألاحتلالي أصبح السجين حارسا وتحول الحارس إلى سجين، وأفرغت السجون من المجرمين وسلموا قيادة البلد وملئت الزنزانات بالشرفاء والمواطنين الصالحين والمناضلين ورجال المقاومة الباسلة، وأعتقل كل من ينضح وطنية وغيرة على العراق وشعبه، حالة فريدة من نوعها أن تحل السجون محل المعامل والمتاجر وتتوسع في الزمن الديمقراطي ليصل عددها إلى ما يقارب الألف سجن، وكل سجن له مرجعيته الخاصة وطقوسه الفريدةة، حتى حكومة الاحتلال فيها سجون عائدة إلى وزارة العدل وأخرى إلى وزارة الداخلية وغيرها للدفاع إضافة إلى السجون الأمريكية والبريطانية والسجون الخاصة بالأحزاب السياسية، كل يتفنن في طرق اختياره السجون ووضع ضوابط خاصة بإدارتها. لقد حولوا العراق إلى سجون ومقابر فهما القطاعان الوحيدان اللذان شهدا تطورا فعليا في العراق الجديد.

    المجرمون من وجهة نظر الاحتلال وحكومته الذليلة ليس القتلة و اللصوص والميليشيات وفرق الموت ومافيا النفط، فهؤلاء أحرار وليس عليهم من حرج، بل أنهم يمارسون إجرامهم تحت أنظار الحكومة والاحتلال دون أي رادع!

    المجرمون في العرف الأحتلالي هم صفوة القوم فمنهم رجال دين وخطباء وأساتذة جامعات ومفكرين وعلماء وسياسيين وقادة عسكريين وطلاب جامعات ومهندسين وأطباء، جريمتهم الوحيدة هي حب الوطن مع سبق الإصرار والترصد، فحب العراق يجري مع دمهم في دورته الوطنية الكبرى والصغرى، جريمتهم إنهم قالوا لا للاحتلال ولا للباطل ولا للكفر ولا للظلم ولا للنهب والسلب والجريمة والعمالة، وهل هناك جريمة أكبر من كلمة لا؟

    تهمهم عديدة كل منها تستحق الموت، منها أنهم قايضوا تراب الوطن بأرواحهم الغالية وكانوا نعم الرجال الأوفياء المخلصين وهذه تعد واحدة من كبائر الاحتلال، والثانية إنهم رفدوا مسيرة الجهاد مدفوعين بالعزيمة والوطنية الفطرية المتجذرة في أعماقهم، والثالثة إنهم في ظل السبات الوطني والصمت الحوزوي دقوا ناقوس الخطر والحذر ووثبوا يوقظون النيام ليدركوا حجم الكارثة، والرابعة إنهم نهلوا من النبع الإيماني وتشربوا بتعاليمه السمحاء ورفضوا التعاون مع الجزار الأمريكي وصبيه العميل، والخامسة إنهم اعتزوا بعروبتهم وحموا قوميتهم وعمقوا هويتهم الوطنية وغلبوها على النوازع المذهبية والعرقية، والسادسة إنهم آمنوا بالفريضة السادسة الجهاد، والسابعة تتمثل في رفضهم لمفاهيم الاحتلال والتسلط والهيمنة والإذلال، والثامنة إنهم رفضوا سياسة الترويض الفكري وقولبة أنماط السلوك الجمعي التي يمارسها الاحتلال مع النفوس المريضة والضعيفة لكي يسخرها لخدمة أهدافه، والتاسعة لأيمانهم العميق والراسخ بالعيش في ظل بنية اجتماعية تقوم على أسس المواطنة الصميمية والعدل والمساواة والحرية والتحرر، وعاشرة الكبائر أنهم أفرغوا الشعارات التي روج لها الاحتلال وحكوماته المتعاقبة من محتواها الزائف وأظهروا حقيقة الاحتلال وأهدافه الرامية إلى تمزيق العراق وطنا وشعبا.

    لأول مرة في التأريخ تتشرف السجون بمساجينها وتصبح منارا وصرحا مقدسا للكلمة الصادقة والمواطنة الحقيقية، ورمزا لمقارعة الاستبداد والطغيان، ولأول مرة في التأريخ يكون الأحرار داخل السجون والعبيد خارجها، ولأول في التأريخ يعير السجين سجانه ويستهجن ضعفه وتخاذله وانحطاطه.

    سجون العراق أمست ساحة للوغى بين الحق والباطل وبين الأيمان والكفر وبين العدل والظلم وبين المواطنة والعمالة وبين النزاهة والدناءة وبين الحب والكراهية وبين الشرف والرذيلة وبين النضال والخيانة، حيث تجري معارك شرسة يستخدم فيها السجانين أبشع أنواع الأسلحة التي تعافها وتأنف منها محاكم التفتيش في العصور الوسطى، أساليب افتقرتها عصور البربرية والهمجية، وتقيأت من بشاعتها شريعة الغاب، من اغتصاب رجال الدين والنساء والأطفال والشيوخ، وتعذيب جسدي ينافس عذاب الجحيم تستخدم فيه أضخم تقنية لتدمير الإنسان.

    أكثر من (400) ألف سجين عراقي يتوزعون على (36) سجن رسمي ومئات السجون غير الرسمية التي تديرها قوات الاحتلال والحكومة العراقية والأحزاب السياسية والميليشيات المتنفذة وفرق الموت، سجون خارج رصد الضمير الإنساني وخارج مديات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، سجناء مجهولون الهوية والتهمة والمصير بعضهم مضى عليه خمس سنوات بلا حكم ولا تعرف أسرته إن كانت روحه في الأرض أو في السماء، فالديمقراطية الأحتلالية لا تسمح للسجين العراقي بأن يتصل بأهله أو تفصح عن مصيره ولا تسمح للمنظمات الإنسانية بزيارة السجون، فقد أصبحت كل سجون العراق هي نسخ طبق الأصل من سجن غوانتنامو!

    في سجون العراق نخبة من مسئولي النظام الوطني السابق وضباط كبار أسروا خلال الغزو الأمريكي وهم وفق الشرعية الدولية أسرى حرب ويفترض أن يعاملوا وفق اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب، ولكن الأمم المتحدة التي شرعنت الغزو الأمريكي لم تتمكن من أن تشرعن حقوق هؤلاء الأسرى وتطلب من الولايات المتحدة أن تتعامل معهم وفق القانون الدولي في الوقت الذي كانت فيه تتسابق مع الزمن في إصدار قرارات تدين النظام الوطني السابق في مفارقة خسيسة لا تتناغم وسمعتها الدولية التي وصلت بعد الغزو إلى الحضيض.

    كلنا نستذكر المسرحية الكويتية حول الأسرى الكويتيين في العراق والتي استغلتها الكويت بطريقة بشعة في كل المحافل الدولية وحتى أميرها الراحل كتب على طائرته الأميرية" لا تنسوا أسرانا" خلال تنقلاته وزيارات لدول العالم وأصدروا مجلة سميت " الأسير" وتم تسخير المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان والإعلام العالمي لخدمة قضية الأسرى الكويتيين! وبعد الغزو سكتت الكويت فالمسرحية انتهت وأسدل الستار على الأسرى! وبانت الحقيقة!

    ونتساءل لماذا لم تتعامل دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية مع الأسرى العراقيين بنفس الطريقة التي تعاملت فيها مع ما يسمى بالأسرى الكويتيين؟ وهل هناك فرق بين أسير وأسير وفق القانون الدولي والمنظور الإنساني؟ إذا ما افترضنا جدلا صحة الرواية الكويتية فأن الأسرى الكويتيين لا يمثلون نسبة واحد من الألف بالنسبة للأسرى العراقيين؟ أن ازدواجية المعايير أمست سمة واضحة للحكومات الغربية والمنظمات الدولية في طريقة تعاملها من العراق ومشاكله!

    نعتقد إن موضوع الأسرى والسجناء العراقيين لا بد أن يأخذ أبعاده الحقيقية من خلال مؤسسات المجتمع المدني والتحرك على المنظمات العربية والدولية لتتحمل مسئوليتها تجاه هذه الكارثة الإنسانية، ونعتقد إن منظمتي الصليب الأحمر الدولية ومنظمة العفو الدولية اللتان كانتا لا تكف عن الصراخ على مصير الأسرى الكويتيين حري بأن تمارسا نفس الصراخ على مصير الأسرى والسجناء العراقيين، طالما أن الإنسان في عرفهما هو قيمة اجتماعية عليا.

    وحري بكل عراقي أن يساهم بإسماع صوته والتعبير عن شجبه واستنكاره إزاء هذه الكارثة الإنسانية، وان تقوم أسر السجناء والاسرى والمعتقلين بإسماع أصواتها إلى الرأي العام الدولي، وان تستفيق وزارة حقوق الإنسان من غفوتها وتمارس الحد الأدنى من مسؤولياتها ليس الوطنية فهذا الأمر مستحيل في ظل الاحتلال ولكن من مسئوليتها الإنسانية على اقل تقدير!

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    في العراق الجديد اختلفت المقاييس المعمول بها عما هي عليه في دول العالم ولم تعد تتواكب مع طبيعة المرحلة القاسية التي يمر بها العراق وهو قابع تحت شرنقة الاحتلال البغيض، فالأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بدأت تتخذ اتجاهات متصادمة كأمواج البحر وتتكسر على سواحل الذاكرة العراقية المصابة بالذهول مما يحدث فقد بلغ الجزر النهضوي والتنموي والتطور والازدهار والرفاه الاجتماعي والرقي الحضاري أقصى مدياته وتشابكت وتداخلت المفاهيم وحرفت الشعارات بشكل غريب، الصناعة والزراعة والتجارة والثقافة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمختلط، جميعها لفظت أنفاسها الأخيرة على عتبة الاحتلال، وتعطلت الحياة بمختلف قطاعاتها وضاعت المعايير الأخلاقية والأدبية والاجتماعية، وذبح الدين بخناجر المراجع الدينية دون رحمة وضمير، واصطيد العلماء والأطباء والقادة وبقية النخب الاجتماعية بشباك من صنع أمريكي وإسرائيلي وإيراني عالي الجودة والكفاءة، واشتغلت الديمقراطية الأمريكية في قطاع التجارة البشرية فبدأت بتصدير كفاءات العراق إلى دول العالم واستيراد قوميات أخرى بديلا.

    في العراق ألاحتلالي أصبح الجاهل عالما بشهادة مزورة والشرطي قائدا بتزكية حزبية، واللص وزيرا بوحي أجنبي، والأجنبي نائبا، والمجرم قاضيا، والغريب مواطنا، والمواطن غريبا، وأصبح العبد سيدا، والسيد عبدا وتحول رجال الدين إلى أبالسة ينافسون إبليس مهنته ومهمته ومهارته، إنه فعلاً عراقا جديدا، جديدا بمفاهيمه ومقاييسه ونخبه الجديدة.

    في العراق ألاحتلالي أصبح السجين حارسا وتحول الحارس إلى سجين، وأفرغت السجون من المجرمين وسلموا قيادة البلد وملئت الزنزانات بالشرفاء والمواطنين الصالحين والمناضلين ورجال المقاومة الباسلة، وأعتقل كل من ينضح وطنية وغيرة على العراق وشعبه، حالة فريدة من نوعها أن تحل السجون محل المعامل والمتاجر وتتوسع في الزمن الديمقراطي ليصل عددها إلى ما يقارب الألف سجن، وكل سجن له مرجعيته الخاصة وطقوسه الفريدةة، حتى حكومة الاحتلال فيها سجون عائدة إلى وزارة العدل وأخرى إلى وزارة الداخلية وغيرها للدفاع إضافة إلى السجون الأمريكية والبريطانية والسجون الخاصة بالأحزاب السياسية، كل يتفنن في طرق اختياره السجون ووضع ضوابط خاصة بإدارتها. لقد حولوا العراق إلى سجون ومقابر فهما القطاعان الوحيدان اللذان شهدا تطورا فعليا في العراق الجديد.

    المجرمون من وجهة نظر الاحتلال وحكومته الذليلة ليس القتلة و اللصوص والميليشيات وفرق الموت ومافيا النفط، فهؤلاء أحرار وليس عليهم من حرج، بل أنهم يمارسون إجرامهم تحت أنظار الحكومة والاحتلال دون أي رادع!

    المجرمون في العرف الأحتلالي هم صفوة القوم فمنهم رجال دين وخطباء وأساتذة جامعات ومفكرين وعلماء وسياسيين وقادة عسكريين وطلاب جامعات ومهندسين وأطباء، جريمتهم الوحيدة هي حب الوطن مع سبق الإصرار والترصد، فحب العراق يجري مع دمهم في دورته الوطنية الكبرى والصغرى، جريمتهم إنهم قالوا لا للاحتلال ولا للباطل ولا للكفر ولا للظلم ولا للنهب والسلب والجريمة والعمالة، وهل هناك جريمة أكبر من كلمة لا؟

    تهمهم عديدة كل منها تستحق الموت، منها أنهم قايضوا تراب الوطن بأرواحهم الغالية وكانوا نعم الرجال الأوفياء المخلصين وهذه تعد واحدة من كبائر الاحتلال، والثانية إنهم رفدوا مسيرة الجهاد مدفوعين بالعزيمة والوطنية الفطرية المتجذرة في أعماقهم، والثالثة إنهم في ظل السبات الوطني والصمت الحوزوي دقوا ناقوس الخطر والحذر ووثبوا يوقظون النيام ليدركوا حجم الكارثة، والرابعة إنهم نهلوا من النبع الإيماني وتشربوا بتعاليمه السمحاء ورفضوا التعاون مع الجزار الأمريكي وصبيه العميل، والخامسة إنهم اعتزوا بعروبتهم وحموا قوميتهم وعمقوا هويتهم الوطنية وغلبوها على النوازع المذهبية والعرقية، والسادسة إنهم آمنوا بالفريضة السادسة الجهاد، والسابعة تتمثل في رفضهم لمفاهيم الاحتلال والتسلط والهيمنة والإذلال، والثامنة إنهم رفضوا سياسة الترويض الفكري وقولبة أنماط السلوك الجمعي التي يمارسها الاحتلال مع النفوس المريضة والضعيفة لكي يسخرها لخدمة أهدافه، والتاسعة لأيمانهم العميق والراسخ بالعيش في ظل بنية اجتماعية تقوم على أسس المواطنة الصميمية والعدل والمساواة والحرية والتحرر، وعاشرة الكبائر أنهم أفرغوا الشعارات التي روج لها الاحتلال وحكوماته المتعاقبة من محتواها الزائف وأظهروا حقيقة الاحتلال وأهدافه الرامية إلى تمزيق العراق وطنا وشعبا.

    لأول مرة في التأريخ تتشرف السجون بمساجينها وتصبح منارا وصرحا مقدسا للكلمة الصادقة والمواطنة الحقيقية، ورمزا لمقارعة الاستبداد والطغيان، ولأول مرة في التأريخ يكون الأحرار داخل السجون والعبيد خارجها، ولأول في التأريخ يعير السجين سجانه ويستهجن ضعفه وتخاذله وانحطاطه.

    سجون العراق أمست ساحة للوغى بين الحق والباطل وبين الأيمان والكفر وبين العدل والظلم وبين المواطنة والعمالة وبين النزاهة والدناءة وبين الحب والكراهية وبين الشرف والرذيلة وبين النضال والخيانة، حيث تجري معارك شرسة يستخدم فيها السجانين أبشع أنواع الأسلحة التي تعافها وتأنف منها محاكم التفتيش في العصور الوسطى، أساليب افتقرتها عصور البربرية والهمجية، وتقيأت من بشاعتها شريعة الغاب، من اغتصاب رجال الدين والنساء والأطفال والشيوخ، وتعذيب جسدي ينافس عذاب الجحيم تستخدم فيه أضخم تقنية لتدمير الإنسان.

    أكثر من (400) ألف سجين عراقي يتوزعون على (36) سجن رسمي ومئات السجون غير الرسمية التي تديرها قوات الاحتلال والحكومة العراقية والأحزاب السياسية والميليشيات المتنفذة وفرق الموت، سجون خارج رصد الضمير الإنساني وخارج مديات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، سجناء مجهولون الهوية والتهمة والمصير بعضهم مضى عليه خمس سنوات بلا حكم ولا تعرف أسرته إن كانت روحه في الأرض أو في السماء، فالديمقراطية الأحتلالية لا تسمح للسجين العراقي بأن يتصل بأهله أو تفصح عن مصيره ولا تسمح للمنظمات الإنسانية بزيارة السجون، فقد أصبحت كل سجون العراق هي نسخ طبق الأصل من سجن غوانتنامو!

    في سجون العراق نخبة من مسئولي النظام الوطني السابق وضباط كبار أسروا خلال الغزو الأمريكي وهم وفق الشرعية الدولية أسرى حرب ويفترض أن يعاملوا وفق اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب، ولكن الأمم المتحدة التي شرعنت الغزو الأمريكي لم تتمكن من أن تشرعن حقوق هؤلاء الأسرى وتطلب من الولايات المتحدة أن تتعامل معهم وفق القانون الدولي في الوقت الذي كانت فيه تتسابق مع الزمن في إصدار قرارات تدين النظام الوطني السابق في مفارقة خسيسة لا تتناغم وسمعتها الدولية التي وصلت بعد الغزو إلى الحضيض.

    كلنا نستذكر المسرحية الكويتية حول الأسرى الكويتيين في العراق والتي استغلتها الكويت بطريقة بشعة في كل المحافل الدولية وحتى أميرها الراحل كتب على طائرته الأميرية" لا تنسوا أسرانا" خلال تنقلاته وزيارات لدول العالم وأصدروا مجلة سميت " الأسير" وتم تسخير المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان والإعلام العالمي لخدمة قضية الأسرى الكويتيين! وبعد الغزو سكتت الكويت فالمسرحية انتهت وأسدل الستار على الأسرى! وبانت الحقيقة!

    ونتساءل لماذا لم تتعامل دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية مع الأسرى العراقيين بنفس الطريقة التي تعاملت فيها مع ما يسمى بالأسرى الكويتيين؟ وهل هناك فرق بين أسير وأسير وفق القانون الدولي والمنظور الإنساني؟ إذا ما افترضنا جدلا صحة الرواية الكويتية فأن الأسرى الكويتيين لا يمثلون نسبة واحد من الألف بالنسبة للأسرى العراقيين؟ أن ازدواجية المعايير أمست سمة واضحة للحكومات الغربية والمنظمات الدولية في طريقة تعاملها من العراق ومشاكله!

    نعتقد إن موضوع الأسرى والسجناء العراقيين لا بد أن يأخذ أبعاده الحقيقية من خلال مؤسسات المجتمع المدني والتحرك على المنظمات العربية والدولية لتتحمل مسئوليتها تجاه هذه الكارثة الإنسانية، ونعتقد إن منظمتي الصليب الأحمر الدولية ومنظمة العفو الدولية اللتان كانتا لا تكف عن الصراخ على مصير الأسرى الكويتيين حري بأن تمارسا نفس الصراخ على مصير الأسرى والسجناء العراقيين، طالما أن الإنسان في عرفهما هو قيمة اجتماعية عليا.

    وحري بكل عراقي أن يساهم بإسماع صوته والتعبير عن شجبه واستنكاره إزاء هذه الكارثة الإنسانية، وان تقوم أسر السجناء والاسرى والمعتقلين بإسماع أصواتها إلى الرأي العام الدولي، وان تستفيق وزارة حقوق الإنسان من غفوتها وتمارس الحد الأدنى من مسؤولياتها ليس الوطنية فهذا الأمر مستحيل في ظل الاحتلال ولكن من مسئوليتها الإنسانية على اقل تقدير!

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    في قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية... ما زال في التاريخ صفحات بيضاء لمن يريد أن يسجل موقفا وطنيا يُذكر به

    شبكة البصرة

    خليل السلماني
    في الحديث عن قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء القياده والرموز الوطنية العراقية وكافة المعتقلين الآخرين على خلفية إنتماءاتهم ومواقفهم الوطنية المناهضة للإحتلال الأمريكي الفارسي للعراق، هناك حقائق لا بد من التذكير بها والتأكيد عليها لتكون منطلقا لمن يريد أن يسجل موقفا وطنيا في هذه القضية. وأهم هذه الحقائق ما يلي :

    1. إن جميع أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية الأسرى والمعتقلين لدى سلطات الإحتلال الأمريكي والحكومة العميلة، كانوا وما زالوا في مركب واحد، في تصدر شرف المسؤولية لكافة إنجازات مرحلة النظام الوطني في العراق سواء الإنجازات السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية والإجتماعية وغيرها، وهم في كفة ميزان واحدة.. هي كفة الحق الراجحة على سواها.

    المسؤول السياسي أو لنقل المدني لو كان معترضا على مواقف وقرارات القيادة العسكرية وسبل تنفيذها، كان بإمكانه وبأي طريقة يختار أن ينسلخ عن موقع المسؤولية، وكذلك القائد العسكري لو لم يكن راضيا ومقتنعا بسياسات وقرارات القيادة السياسية، كانت أمامه فرص كثيرة للتنصل عن المسؤولية ومغادرتها.



    2. رغم كل محاولات التشويه والإساءة لمرحلة النظام الوطني في العراق فإن الحقيقة الثابتة التي لاغبار عليها، إن القرارات السياسية والعسكرية التي كانت تتبناها القيادة العراقية مبنية على التشاور والحوار وتبادل وجهات النظر داخل القيادات المعنية أو بصورة مشتركة في كثير من الأحيان، ويصدر الرأي النهائي معبرا عن رأي الأغلبية، بل وغالبا ماتكون القرارات التي تصدر عن الجهات العليا بحكم مواقعها التشريعية، ترجمة لآراء ومقترحات وتوصيات الحلقات الأدنى. وبذلك فأن محاولة الطعن بالقيادة الوطنية العليا وتشويه صورتها وإتهامها بالتفرد أو بغيره، فيه تجن ٍ كبير على الحقيقة وتزييف لها. ولا يوجد أحد من أعضاء القيادة السياسية أو العسكرية من يرى غير ذلك.

    ومن يحاول اليوم التجني على تلك الحقيقة وتزييفها عبر بعض المنابر الإعلامية المأجورة وخاصة الأشخاص الذين كانوا في مواقع إدارية أو حزبية قريبة من مصادر القرار، فإنما هؤلاء مرتدون مستترو الضمير، يسعون من وراء هذه المغالطات الى ترضية الزمرة الباغية الحاكمة حاليا في إطار لعبهم على جميع الحبال.



    3. أعضاء القيادة السياسية والعسكرية والرموز الوطنية العراقية الصامدون وراء قضبان الإحتلال والحكومة العميلة على درجة عالية من الوطنية والشرف والمسؤولية، ولم تنفع معهم جميع أساليب الترغيب والترهيب، لثنيهم عن مواقفهم ودفع أحدهم للتنكيل بالآخر أو الشهادة ضده زوراً. وبذلك أعطوا نموذجا فريدا في القيادة المتماسكة المؤمنة بمبادئها وإنجازاتها ومواقفها.



    4. إذا كان الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد رحمه الله وطيب ثراه، قد أعلن عدة مرات إنه يتحمل وحده مسؤولية كافة القرارات والإجراءات التي خططها بنفسه أو حملت توقيعه، فأن سيادته رحمه الله ينطلق من مجموعة الصفات الشخصية والقيادية التي يتمتع بها من نكران الذات ونظافة الذمة والضمير وتحمل شرف المسؤولية وعدم التنصل عنها، وحبه لرفاقه وشعبه وسعيه لدفع الأذى عنهم، إضافة الى إيمانه بمبادئه وإنجازاته في خدمة شعبه. ولا ولم ولن يعني ذلك أبدا تفرده بالقرارات بما يجعله يقول عن نفسه، أنه يتحمل مسؤوليتها.



    5. الحقيقة الأخيرة المهمة، إن إجراءات الإعتقال والتحقيق والمحاكمة إجراءات غير شرعية ولا قانونية وهي باطلة فضلا عن كونها صورية، هذه الحقيقة تؤكدها المنظمات الدولية والعربية المتخصصة بالقانون وحقوق الإنسان. كما وُصفِت هذه المحكمة بهذه الصفات من قبل عدد من أعضاءها ورئيس هيئة الإدعاء العام القذر جعفر اللا سوي الذي قال عنها أنها غير نزيهة إداريا وسياسيا وقانونيا وأخلاقيا. وبذلك فأن الهدف من هذه الإجراءات الصورية تحقيق غايات إنتقامية وأهداف خارجية (إيرانية بالدرجة الإولى).



    على ضوء ما تقدم فإن القوى والشخصيات الوطنية والمنظمات المهنية العربية والمنظمات الدولية المهنية والمتخصصة بالقانون وحقوق الإنسان خاصة والمنابر الإعلامية العراقية وبشكل خاص بعض الفضائيات العراقية التي نتلمس فيها بريقا وطنيا أي كان حجمه ومداه (فليس خافيا على أحد قيود التمويل) مدعوة لتبني قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية وكافة المعتقلين الوطنيين الآخرين، وفضح بهتان التهم الباطلة والإجراءات والمرافعات الصورية وجرائم القتل المنظم والمدبر التي تمارس ضدهم.

    إن تعرية الإجراءات والمحاكم الصورية وفضح أساليب التعذيب والقتل الممنهج والمعاناة التي يقاسيها معلمو الصمود من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية والمعتقلين الآخرين، مسؤولية نبيلة وواجب وطني يتحمل وزر النهوض به القوى والشخصيات الوطنية المتاحة أمامها فرص اللقاء مع وسائل الإعلام المختلفة وإطلاع الرأي العام على تلك الجرائم مثلما هي مسؤولية وواجب الجهات الأخرى التي أشرنا إليها آنفا.

    إن دوام الحال من المحال، وإن الإحتلال وأعوانه الى زوال، ويتشرف البعثيون خارج القضبان وقوى مسلحة أخرى معروفة بحجمها وفعلها بتصدر المقاومة الوطنية العراقية والتصدي العسكري للعدو، حتى أرهقوه وأذلوه وجعلوه يتخبط ويترنح وهو مهزوم قريبا جدا بعون الله. لا تدعوا التاريخ يسجل للبعثيين وحدهم تصديهم البطولي والملحمي للإحتلال وأعوانه. أيها الوطنيون العراقييون، أيها المناضلون القوميون، المنظمات العربية والدولية المهنية والمتخصصة، المنابر الإعلامية المختلفة، تقاسموا مع البعثيين هذا الشرف العظيم، وسارعوا لوضع بصماتكم في سجل التاريخ الوطني العراقي. البعثيون وحدهم اليوم الأكثر إستهدافا إن لم نقل وحدهم المستهدفون، قتلا وإعتقالا وتشريدا وإقصاءا وإجتثاثا من قبل الإحتلال وأعوانه وعملاء إيران والكيان الصهيوني، وذلك شرف، لاتحسبوا أن البعثيين متثاقلون منه أو يأنون تحت وطأته وجوره، لا بل إنهم يتصدون لتلك الهجمة البربرية ومعهم قوى الشعب بشجاعة وبطولة وبسالة نادرة.لا تتركوهم وحدهم في الميدان، تآزروا معهم على الأقل بالإمكانات المتاحة أمامكم عبر المنابر الإعلامية التي تنشطون فيها والبيانات التي تصدرونها والمنظمات التي تتواصلون معها، والرأي العام الذي تصلون إليه، لتسجلوا معهم بصمة في سجل تاريخ العراق الوطني.

    الدعوة موجهة أيضا للنظام السياسي العربي بكافة مؤسساته وكياناته ليكون أكثر وضوحا في مواقفه السياسية وليعلنها عاليا لا سفارات في العراق قبل التحرير الكامل لترابه وشعبه، بدءا من تحرير القيادة والرموز الوطنية العراقية والمعتقلين الآخرين على خلفية مواقفهم الوطنية المناهضة للإحتلال، فالأمن الوطني والإقليمي لن يتحقق إلا بالتحرير وقيام النظام الوطني الذي يطرد العصابات والمافيات والمليشيات والحكومة العميلة الراعية لها.



    تحية لصمود الأسرى والمعتقلين من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقيه،وكافة المعتقلين الوطنيين.

    تحية لرجال المقاومة العراقية الوطنيه.

    تحية لشهداء البعث والعراق يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الرئيس صدام حسين المجيد.

    شبكة البصرة

    الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1429 / 29 نيسان 2008

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    في قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية... ما زال في التاريخ صفحات بيضاء لمن يريد أن يسجل موقفا وطنيا يُذكر به

    شبكة البصرة

    خليل السلماني
    في الحديث عن قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء القياده والرموز الوطنية العراقية وكافة المعتقلين الآخرين على خلفية إنتماءاتهم ومواقفهم الوطنية المناهضة للإحتلال الأمريكي الفارسي للعراق، هناك حقائق لا بد من التذكير بها والتأكيد عليها لتكون منطلقا لمن يريد أن يسجل موقفا وطنيا في هذه القضية. وأهم هذه الحقائق ما يلي :

    1. إن جميع أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية الأسرى والمعتقلين لدى سلطات الإحتلال الأمريكي والحكومة العميلة، كانوا وما زالوا في مركب واحد، في تصدر شرف المسؤولية لكافة إنجازات مرحلة النظام الوطني في العراق سواء الإنجازات السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية والإجتماعية وغيرها، وهم في كفة ميزان واحدة.. هي كفة الحق الراجحة على سواها.

    المسؤول السياسي أو لنقل المدني لو كان معترضا على مواقف وقرارات القيادة العسكرية وسبل تنفيذها، كان بإمكانه وبأي طريقة يختار أن ينسلخ عن موقع المسؤولية، وكذلك القائد العسكري لو لم يكن راضيا ومقتنعا بسياسات وقرارات القيادة السياسية، كانت أمامه فرص كثيرة للتنصل عن المسؤولية ومغادرتها.



    2. رغم كل محاولات التشويه والإساءة لمرحلة النظام الوطني في العراق فإن الحقيقة الثابتة التي لاغبار عليها، إن القرارات السياسية والعسكرية التي كانت تتبناها القيادة العراقية مبنية على التشاور والحوار وتبادل وجهات النظر داخل القيادات المعنية أو بصورة مشتركة في كثير من الأحيان، ويصدر الرأي النهائي معبرا عن رأي الأغلبية، بل وغالبا ماتكون القرارات التي تصدر عن الجهات العليا بحكم مواقعها التشريعية، ترجمة لآراء ومقترحات وتوصيات الحلقات الأدنى. وبذلك فأن محاولة الطعن بالقيادة الوطنية العليا وتشويه صورتها وإتهامها بالتفرد أو بغيره، فيه تجن ٍ كبير على الحقيقة وتزييف لها. ولا يوجد أحد من أعضاء القيادة السياسية أو العسكرية من يرى غير ذلك.

    ومن يحاول اليوم التجني على تلك الحقيقة وتزييفها عبر بعض المنابر الإعلامية المأجورة وخاصة الأشخاص الذين كانوا في مواقع إدارية أو حزبية قريبة من مصادر القرار، فإنما هؤلاء مرتدون مستترو الضمير، يسعون من وراء هذه المغالطات الى ترضية الزمرة الباغية الحاكمة حاليا في إطار لعبهم على جميع الحبال.



    3. أعضاء القيادة السياسية والعسكرية والرموز الوطنية العراقية الصامدون وراء قضبان الإحتلال والحكومة العميلة على درجة عالية من الوطنية والشرف والمسؤولية، ولم تنفع معهم جميع أساليب الترغيب والترهيب، لثنيهم عن مواقفهم ودفع أحدهم للتنكيل بالآخر أو الشهادة ضده زوراً. وبذلك أعطوا نموذجا فريدا في القيادة المتماسكة المؤمنة بمبادئها وإنجازاتها ومواقفها.



    4. إذا كان الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد رحمه الله وطيب ثراه، قد أعلن عدة مرات إنه يتحمل وحده مسؤولية كافة القرارات والإجراءات التي خططها بنفسه أو حملت توقيعه، فأن سيادته رحمه الله ينطلق من مجموعة الصفات الشخصية والقيادية التي يتمتع بها من نكران الذات ونظافة الذمة والضمير وتحمل شرف المسؤولية وعدم التنصل عنها، وحبه لرفاقه وشعبه وسعيه لدفع الأذى عنهم، إضافة الى إيمانه بمبادئه وإنجازاته في خدمة شعبه. ولا ولم ولن يعني ذلك أبدا تفرده بالقرارات بما يجعله يقول عن نفسه، أنه يتحمل مسؤوليتها.



    5. الحقيقة الأخيرة المهمة، إن إجراءات الإعتقال والتحقيق والمحاكمة إجراءات غير شرعية ولا قانونية وهي باطلة فضلا عن كونها صورية، هذه الحقيقة تؤكدها المنظمات الدولية والعربية المتخصصة بالقانون وحقوق الإنسان. كما وُصفِت هذه المحكمة بهذه الصفات من قبل عدد من أعضاءها ورئيس هيئة الإدعاء العام القذر جعفر اللا سوي الذي قال عنها أنها غير نزيهة إداريا وسياسيا وقانونيا وأخلاقيا. وبذلك فأن الهدف من هذه الإجراءات الصورية تحقيق غايات إنتقامية وأهداف خارجية (إيرانية بالدرجة الإولى).



    على ضوء ما تقدم فإن القوى والشخصيات الوطنية والمنظمات المهنية العربية والمنظمات الدولية المهنية والمتخصصة بالقانون وحقوق الإنسان خاصة والمنابر الإعلامية العراقية وبشكل خاص بعض الفضائيات العراقية التي نتلمس فيها بريقا وطنيا أي كان حجمه ومداه (فليس خافيا على أحد قيود التمويل) مدعوة لتبني قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية وكافة المعتقلين الوطنيين الآخرين، وفضح بهتان التهم الباطلة والإجراءات والمرافعات الصورية وجرائم القتل المنظم والمدبر التي تمارس ضدهم.

    إن تعرية الإجراءات والمحاكم الصورية وفضح أساليب التعذيب والقتل الممنهج والمعاناة التي يقاسيها معلمو الصمود من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقية والمعتقلين الآخرين، مسؤولية نبيلة وواجب وطني يتحمل وزر النهوض به القوى والشخصيات الوطنية المتاحة أمامها فرص اللقاء مع وسائل الإعلام المختلفة وإطلاع الرأي العام على تلك الجرائم مثلما هي مسؤولية وواجب الجهات الأخرى التي أشرنا إليها آنفا.

    إن دوام الحال من المحال، وإن الإحتلال وأعوانه الى زوال، ويتشرف البعثيون خارج القضبان وقوى مسلحة أخرى معروفة بحجمها وفعلها بتصدر المقاومة الوطنية العراقية والتصدي العسكري للعدو، حتى أرهقوه وأذلوه وجعلوه يتخبط ويترنح وهو مهزوم قريبا جدا بعون الله. لا تدعوا التاريخ يسجل للبعثيين وحدهم تصديهم البطولي والملحمي للإحتلال وأعوانه. أيها الوطنيون العراقييون، أيها المناضلون القوميون، المنظمات العربية والدولية المهنية والمتخصصة، المنابر الإعلامية المختلفة، تقاسموا مع البعثيين هذا الشرف العظيم، وسارعوا لوضع بصماتكم في سجل التاريخ الوطني العراقي. البعثيون وحدهم اليوم الأكثر إستهدافا إن لم نقل وحدهم المستهدفون، قتلا وإعتقالا وتشريدا وإقصاءا وإجتثاثا من قبل الإحتلال وأعوانه وعملاء إيران والكيان الصهيوني، وذلك شرف، لاتحسبوا أن البعثيين متثاقلون منه أو يأنون تحت وطأته وجوره، لا بل إنهم يتصدون لتلك الهجمة البربرية ومعهم قوى الشعب بشجاعة وبطولة وبسالة نادرة.لا تتركوهم وحدهم في الميدان، تآزروا معهم على الأقل بالإمكانات المتاحة أمامكم عبر المنابر الإعلامية التي تنشطون فيها والبيانات التي تصدرونها والمنظمات التي تتواصلون معها، والرأي العام الذي تصلون إليه، لتسجلوا معهم بصمة في سجل تاريخ العراق الوطني.

    الدعوة موجهة أيضا للنظام السياسي العربي بكافة مؤسساته وكياناته ليكون أكثر وضوحا في مواقفه السياسية وليعلنها عاليا لا سفارات في العراق قبل التحرير الكامل لترابه وشعبه، بدءا من تحرير القيادة والرموز الوطنية العراقية والمعتقلين الآخرين على خلفية مواقفهم الوطنية المناهضة للإحتلال، فالأمن الوطني والإقليمي لن يتحقق إلا بالتحرير وقيام النظام الوطني الذي يطرد العصابات والمافيات والمليشيات والحكومة العميلة الراعية لها.



    تحية لصمود الأسرى والمعتقلين من أعضاء القيادة والرموز الوطنية العراقيه،وكافة المعتقلين الوطنيين.

    تحية لرجال المقاومة العراقية الوطنيه.

    تحية لشهداء البعث والعراق يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الرئيس صدام حسين المجيد.

    شبكة البصرة

    الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1429 / 29 نيسان 2008

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الإخوة والأخوات الأكارم،

    السجن أحب إلى الأحرار والشرفاء مما تدعوهم إليه راعية الشر في هذا العالم "الولايات المتحدة الأمريكية" وعملاؤها وأذنابها، فنعم السجن إن كان عقابا على الأنفة والإباء والعزة والكرامة، ومرحبا بالسجن الذي يضم بين جنباته رجال رفضوا الذل والخنوع وقاوموا الاحتلال والعدوان.

    إن الحر والشريف يشعر أنه في سجن حتى ولو عاش في قصر مشيد.

    تحية حرة وشريفة!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  12. #12
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الإخوة والأخوات الأكارم،

    السجن أحب إلى الأحرار والشرفاء مما تدعوهم إليه راعية الشر في هذا العالم "الولايات المتحدة الأمريكية" وعملاؤها وأذنابها، فنعم السجن إن كان عقابا على الأنفة والإباء والعزة والكرامة، ومرحبا بالسجن الذي يضم بين جنباته رجال رفضوا الذل والخنوع وقاوموا الاحتلال والعدوان.

    إن الحر والشريف يشعر أنه في سجن حتى ولو عاش في قصر مشيد.

    تحية حرة وشريفة!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية زهرة زيراوي
    تاريخ التسجيل
    05/02/2008
    المشاركات
    185
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اليوم حسب ما طالعتنا به أخبار الجزيرة تتظاهر مجموعة من يهود إسرائيل ضد الصهيونية ، أليس هذا انتصارا للحقيقة ؟؟
    اليوم تاريخ آخر ينهض ليغير كثيرا مما أردوه أن يكون الحقيقة " الديمقراطية " اللغم الملتبس ، ادخل بلادي لتقتلني و لتنهب خيراتي
    كثير من الحقب التاريخة فاجأتنا بنهوضها من المحارق ، لننتظر . للزمن مساره و حتميته ولمن يبيعون أوطانهم صفحة لعنة يكتبها التاريخ


  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية زهرة زيراوي
    تاريخ التسجيل
    05/02/2008
    المشاركات
    185
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اليوم حسب ما طالعتنا به أخبار الجزيرة تتظاهر مجموعة من يهود إسرائيل ضد الصهيونية ، أليس هذا انتصارا للحقيقة ؟؟
    اليوم تاريخ آخر ينهض ليغير كثيرا مما أردوه أن يكون الحقيقة " الديمقراطية " اللغم الملتبس ، ادخل بلادي لتقتلني و لتنهب خيراتي
    كثير من الحقب التاريخة فاجأتنا بنهوضها من المحارق ، لننتظر . للزمن مساره و حتميته ولمن يبيعون أوطانهم صفحة لعنة يكتبها التاريخ


  15. #15
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    شبكة البصرة

    د. قيس النوري
    خلال مسيرة طويلة من العمل أبتدأت بعد ثورة تموز المباركة عام 1968، أستهدفت بناء الدولة والأنسان في العراق، كان طارق عزيز حاضرا وبقوة في أهم مفرداتها.. حضورا قويا ومؤثرا بدأ في مجال الصحافة حين كانت جريدة الثورة، وبالأخص في صفحات الدراسات تؤسس لبناء أنسان عراقي جديد يواكب المتغير القومي الذي ولد في العراق.. كانت جريدة الثورة بمنهج رئيس تحريرها طارق عزيز ملتقى الفكر الحر المبدع، فكنت تجد في مكتبه المفتوح شخصيات كبيرة، عراقية وعربية تمثل تيارات سياسية متعددة، تناقش وتنتقد، وفي أحيان كثيرة يذهب النقد إلى خارج حدود المألوف، في المقابل تعلو وجه المظيف طارق عزيز أبتسامة تعبر عن الرضا إيمانا منه أن تجربة بناء العراق تتطلب أوسع مشاركة سياسية ممكنة، وربما كان هذا هو السبب في المكانة الكبيرة لطارق عزيز لدى الأطياف السياسية وأن أختلفت..

    وحين كلف بمهام وزارة الثقافة والإعلام، أنصب أهتمامه بحكم تكوينه كمثقف كبير على الثقافة وأنشغالاتها، كان هاجسه الأول رفع كفاءة الأداء بما يتناسب والمخزون الثقافي الهائل للعراق، تاريخا وحاضرا، فأزدهرت في وقته المراكز الثقافية للعراق في أهم عواصم العالم، لندن وباريس ومدريد وروما والقاهرة وبيروت وبلدان أخرى، حتى أصبحت تلك المراكز من المعالم الثقافية البارزة في تلك البلدان..

    طارق عزيز ينتقل إلى الخارجية ويتولى قيادة الدبلوماسية العراقية خلال فترة تحضير الولايات المتحدة للعدوان على العراق.. المثقف الكبير في مواجهة دبلوماسية مخادعة، أضطرت أمام حنكة الدبلوماسي العراقي أن تكشف عن نواياها المبيتة على لسان جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي أنذاك في لقاء الوزيرين في جنيف (سوف نعيدكم إلى عصر ما قبل الصناعة).. ولأن عقل طارق عزيز عقلا جوالا بقدر ما هو مجربا أدرك محاولة الخديعة الأمريكية ورفض تسلم رسالة التهديد الفجة التي جاء بها بيكر، وظلت تلك الرسالة مهملة في مخازن الفندق السويسري شاهدا على الكبرياء العراقي الفريد.. هذه بعض من المشاهد، وهناك الكثير شبيهاتها يعرفها الذين كانوا بالقرب منه بحكم العمل..

    الرجل الكبير، ورغم رفعة موقعه الحزبي والوظيفي، أتسمت شمائله بخلق رفيع يلازمه الود الظاهر دائما، لكنه لا يخلو من الحزم الواضح والقاطع عندما يتعلق الأمر بمكانة ومستقبل العراق، فهذه المنطقة في تفكيره لا تخضع للتأويل والمساومة.. أما تواضعه فكان في الكثير من المرات يحرج الموظفين كبيرهم مثل صغيرهم.. في أحدى المناسبات زار بيت الحكمة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي بدعوة من البيت، وقد طرأت لي فكرة أن يلتقي الضيف الفرنسي مع الأستاذ طارق، تحدثت مع مدير مكتبه هاتفيا، طالبا الأذن بالحديث مع الأستاذ.. فوجئت بالأستاذ طارق يقول لي :(هل ترى يا فلان أن أقابله؟).. خاطبني بهذه العبارة بدلا من أن يأمرني بتنظيم موعد اللقاء، الفرق كبير بين منطق الأمر وبين جعل الأخر شريك في القرار.. هذه هي بعض من شمائل المثقف والمسؤول الكبير.. تذكرت كل تلك المشاهد وأنا أسمع صبيان المهزلة التي أطلقوا عليها (محكمة) قد أحالوا المناضل طارق عزيز على قضية (التجار) لمحاكمته في أطار حيثياتها.. في البداية أحترت في تفسير خلفيات هذه الإحالة، لكني وجدت السبب، فالرجل لا علاقة له بالتجار والمتاجرين، عمله ونشاطه أنحصر في مجالات الفكر والثقافة والدبلوماسية، وحتى صداقاته الشخصية كانت في هذه الحدود، ولما كانت هذه المجالات بطبيعتها لا تتناغم، أن لم تكن تتقاطع مع الأعمال التجارية، فقد أراد صبيان هذا الزمن المقلوب أن يشوهوا السمعة العفيفة للرجل النبيل من خلال أقحام أسمه بهذه القضية..

    يحق لطارق عزيز ورفاقه الأبطال في الأسر أن يضحكوا على هذه المفارقة، ولعل الفائدة الوحيدة لهذا الإجراء البالي أنه وفر فسحة من الضحك في زمن ضاقت، أن لم تكن أنعدمت فيه مساحة الضحك، فسماء العراق ملبدة بغيوم سوداء بفعل المحتل وذيوله من العملاء الصغار وأفعالهم التي يخجل منها الخجل نفسه..

    تحية إلى المناضل والمثقف الكبير طارق عزيز ورفاقه من رجالات العراق الذين يقبعون في معتقلات الإحتلال الغاصب لا لذنب أرتكبوه سوى أنهم رجال بنوا العراق الحديث، فكرا وفنا وعمارة وأنسان.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  16. #16
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    شبكة البصرة

    د. قيس النوري
    خلال مسيرة طويلة من العمل أبتدأت بعد ثورة تموز المباركة عام 1968، أستهدفت بناء الدولة والأنسان في العراق، كان طارق عزيز حاضرا وبقوة في أهم مفرداتها.. حضورا قويا ومؤثرا بدأ في مجال الصحافة حين كانت جريدة الثورة، وبالأخص في صفحات الدراسات تؤسس لبناء أنسان عراقي جديد يواكب المتغير القومي الذي ولد في العراق.. كانت جريدة الثورة بمنهج رئيس تحريرها طارق عزيز ملتقى الفكر الحر المبدع، فكنت تجد في مكتبه المفتوح شخصيات كبيرة، عراقية وعربية تمثل تيارات سياسية متعددة، تناقش وتنتقد، وفي أحيان كثيرة يذهب النقد إلى خارج حدود المألوف، في المقابل تعلو وجه المظيف طارق عزيز أبتسامة تعبر عن الرضا إيمانا منه أن تجربة بناء العراق تتطلب أوسع مشاركة سياسية ممكنة، وربما كان هذا هو السبب في المكانة الكبيرة لطارق عزيز لدى الأطياف السياسية وأن أختلفت..

    وحين كلف بمهام وزارة الثقافة والإعلام، أنصب أهتمامه بحكم تكوينه كمثقف كبير على الثقافة وأنشغالاتها، كان هاجسه الأول رفع كفاءة الأداء بما يتناسب والمخزون الثقافي الهائل للعراق، تاريخا وحاضرا، فأزدهرت في وقته المراكز الثقافية للعراق في أهم عواصم العالم، لندن وباريس ومدريد وروما والقاهرة وبيروت وبلدان أخرى، حتى أصبحت تلك المراكز من المعالم الثقافية البارزة في تلك البلدان..

    طارق عزيز ينتقل إلى الخارجية ويتولى قيادة الدبلوماسية العراقية خلال فترة تحضير الولايات المتحدة للعدوان على العراق.. المثقف الكبير في مواجهة دبلوماسية مخادعة، أضطرت أمام حنكة الدبلوماسي العراقي أن تكشف عن نواياها المبيتة على لسان جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي أنذاك في لقاء الوزيرين في جنيف (سوف نعيدكم إلى عصر ما قبل الصناعة).. ولأن عقل طارق عزيز عقلا جوالا بقدر ما هو مجربا أدرك محاولة الخديعة الأمريكية ورفض تسلم رسالة التهديد الفجة التي جاء بها بيكر، وظلت تلك الرسالة مهملة في مخازن الفندق السويسري شاهدا على الكبرياء العراقي الفريد.. هذه بعض من المشاهد، وهناك الكثير شبيهاتها يعرفها الذين كانوا بالقرب منه بحكم العمل..

    الرجل الكبير، ورغم رفعة موقعه الحزبي والوظيفي، أتسمت شمائله بخلق رفيع يلازمه الود الظاهر دائما، لكنه لا يخلو من الحزم الواضح والقاطع عندما يتعلق الأمر بمكانة ومستقبل العراق، فهذه المنطقة في تفكيره لا تخضع للتأويل والمساومة.. أما تواضعه فكان في الكثير من المرات يحرج الموظفين كبيرهم مثل صغيرهم.. في أحدى المناسبات زار بيت الحكمة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي بدعوة من البيت، وقد طرأت لي فكرة أن يلتقي الضيف الفرنسي مع الأستاذ طارق، تحدثت مع مدير مكتبه هاتفيا، طالبا الأذن بالحديث مع الأستاذ.. فوجئت بالأستاذ طارق يقول لي :(هل ترى يا فلان أن أقابله؟).. خاطبني بهذه العبارة بدلا من أن يأمرني بتنظيم موعد اللقاء، الفرق كبير بين منطق الأمر وبين جعل الأخر شريك في القرار.. هذه هي بعض من شمائل المثقف والمسؤول الكبير.. تذكرت كل تلك المشاهد وأنا أسمع صبيان المهزلة التي أطلقوا عليها (محكمة) قد أحالوا المناضل طارق عزيز على قضية (التجار) لمحاكمته في أطار حيثياتها.. في البداية أحترت في تفسير خلفيات هذه الإحالة، لكني وجدت السبب، فالرجل لا علاقة له بالتجار والمتاجرين، عمله ونشاطه أنحصر في مجالات الفكر والثقافة والدبلوماسية، وحتى صداقاته الشخصية كانت في هذه الحدود، ولما كانت هذه المجالات بطبيعتها لا تتناغم، أن لم تكن تتقاطع مع الأعمال التجارية، فقد أراد صبيان هذا الزمن المقلوب أن يشوهوا السمعة العفيفة للرجل النبيل من خلال أقحام أسمه بهذه القضية..

    يحق لطارق عزيز ورفاقه الأبطال في الأسر أن يضحكوا على هذه المفارقة، ولعل الفائدة الوحيدة لهذا الإجراء البالي أنه وفر فسحة من الضحك في زمن ضاقت، أن لم تكن أنعدمت فيه مساحة الضحك، فسماء العراق ملبدة بغيوم سوداء بفعل المحتل وذيوله من العملاء الصغار وأفعالهم التي يخجل منها الخجل نفسه..

    تحية إلى المناضل والمثقف الكبير طارق عزيز ورفاقه من رجالات العراق الذين يقبعون في معتقلات الإحتلال الغاصب لا لذنب أرتكبوه سوى أنهم رجال بنوا العراق الحديث، فكرا وفنا وعمارة وأنسان.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  17. #17
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  18. #18
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  19. #19
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    المحكمة المهزلة.. من جديد.. لماذا؟

    شبكة البصرة

    حكمت ناظم

    · إنعقادها يأتي لصرف إنتباه العراقيين والعرب والعالم عن الحقائق المأساوية.

    · وإنعقادها أيضاً.. للتغطية على جرائم الإحتلال وفشله الذريع.

    · القضايا المطروحة في المحكمة المهزلة.. هي سياسية وليست قضايا عادية.

    · والربط بين شيخ الدبلوماسية المناضل وبين التجار الجشعين.. يعد مهزلة المهازل.



    مرة أخرى تفتتح المحكمة المهزلة أبوابها، لتبدأ في نشر الدجل والكذب والنفاق على العراقيين والعرب والعالم. ومرة أخرى يحاول القائمون على هذه المهزلة ومن خلفهم أسيادهم خلط الأوراق والإتيان بما لم ينزل الله به من سلطان، ليضيفوا الى سجلهم الأسود صفحات العار والهزيمة، ظناً منهم إنهم قادرون على تغطية ما لا يمكن إخفائه، وخلط ما لا يمكن خلطه في واقع بات فيه الفرز واضحاً، والمسميات ما عادت مبهمة وغامضة على شعب العراق وشعبنا العربي، إنما أخذت منحى الإفصاح الذي لا خلط فيه بين الأسود والأبيض.

    وإذا كان هناك من يستخلص لوناً رمادياً، فأن الحقائق الدامغة، التي سطرها الدم والقهر والتشرد، قد فسرت معنى الألوان ووضعت الأمور في خاناتها.. فلا الأشياء غير العادية يمكن خلطها بالأشياء العادية.. كما السياسة وآفاقها ووظائفها التي يتعذر حشرها عنوة بين البائع والمشتري في أسواق التجارة وبورصات مخازنها ودكاكينها، كما تريد المحكمة المهزلة أن تضع رجل الدبلوماسية ورجال السياسة في خانة التجار والمتاجرين في السوق السوداء، التي تحكمها قوانين المضاربين والمتلاعبين بقوت الشعب في وقت المحنه.

    المعنى في هذا.. أن السياسة والدبلوماسية ورجالاتها ومحترفوها لهم مجالاتهم وحقول عملهم التي لا تتشابك ولا تتقارب، لا من قريب ولا من بعيد، بدكاكين ومخازن سوق (جميله).. ولكن الفاسقون يريدون ذلك في المحكمة المهزلة، التي يتزعمها المريض المصاب بالعصاب المتوتر، التي تفضي حالته كلما توترت الى الجنون، وهذا ما تفسره حركات يديه وعينيه التي لا تستقر على حال، حتى رأسه يميناً وشمالاً، وكأنه يتوجس شيئاً هو لا يعرفه تماماً.. أرادوا ربطها وتقاربها وتشابكها وخلط أوراقها ليصنعوا منها (إتهاماً) مجحفاً ولم يسألوا أنفسهم لماذا أرتكب الجشعون أعمال التخريب الأقتصادي والتلاعب بقوت الشعب في زمن الحصار والضيق والعوز، والدولة تبذل أقصى ما لديها من جهود لتوفر غذاء الشعب، في الوقت الذي فيه قوانين معلنة توقع العقاب بكل من يدخل نفسه بدائرة الغش والتلاعب والتخريب الأقتصادي.. إنها القوانين المتوفره في كل دول العالم، وحسب مجريات الأمور فيها في زمن السلم وزمن الحرب، حيث الإجراءات الإستثنائية وظروف الطواريء، التي تتكثف فيها جهود الدفاع عن البلاد ومصالح الشعب من أخطار الخارج والداخل.

    لا أحد من هؤلاء المارقين العملاء يسأل نفسه، لماذا أعدم هؤلاء المتلاعبين بقوت الشعب، وفي أي ظرف وتحت إي قانون؟ ثم ألم تكن القضية تأخذ بعداً سياسياً ما دامت تتعلق بمجمل الشعب ومصالحه وليس حصراً فئوياً محدوداً ومقصوداً؟.. فالحالة هذه في كليتها (سياسية) محضة وليست حالة إجرائية عادية تحسمها المحاكم الجنائية، بين قاتل وقتيل يقعان تحت طائلة القانون، إنما هي حالة جرمية وقعت بين القانون الذي يحمي الشعب وبين عدد قليل من المتلاعبين بقوت الشعب وأمنه الأقتصادي والإجتماعي، حيث تنعدم الغرضية في هذا المرمى.

    المستهدف في كل هذه المحاكمات المهزلة هو قيادة النظام الوطني في العراق والإصرار على تصفيتها بأي طريقة كانت، ومهما كانت الطعون والتفنيد ضدها قوياً، وإن مسار التصفيات جار العمل به على نسق التوافق بين المحتل الغازي وأتباعه ومباركة الحكومتين الفارسية والإسرائيلية.. لأن النظام الوطني وقيادته باتت مطلوبة إسرائيلياً وإيرانياً وإمبريالياً، ولا يستثنى من ذلك، المتآمرون من عرب الجنسية الذين يعيثون في أرض العرب فساداً ودماراً.

    فمهما فعل المجرمون الطائفيون في حكومة الإحتلال، ليثبتوا لأسيادهم بأنهم في موضع ثقة سيد البيت الأبيض، الذي ما إنفك يقرعهم ويؤنبهم ويوبخهم على عدم قدرتهم عمل شيء، ويهددهم بإزالتهم من مناصبهم الحكومية والبرلمانية إذا ما تلكؤوا في تنفيذ ما يطلبه منهم.. فلن يستطيعوا أن ينالوا من حقيقة وجود البعث وحقيقة صلابة قيادته المناضلة، كما لن يستطيعوا أن يحرفوا حقائق التاريخ الذي صنعه البعث في العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود. وحيال ذلك باتوا يصوغون تسميات (صولة الفرسان) الفاشلة والقاصرة- حسب أسيادهم- وباتوا يقتصون من حلفائهم في الجريمة والعمالة للأجنبي، ليثبتوا بغباء (ولائهم) لسيدهم الذي سيغادر البيت الأبيض دون رجعة.

    المحكمة المهزلة لم تدرك إنها في قفص الإتهام، هيئةً وشخوصاً منذ خمس سنوات خلت.. وإن قيادة البعث هي التي تحاكم العملاء وخونة الشعب والأمة.. وأحكام الشعب بحقهم قد صدرت ولم يتبق سوى التنفيذ!!

    29/4/2008

    شبكة البصرة

    الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429 / 30 نيسان 2008

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  20. #20
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    المحكمة المهزلة.. من جديد.. لماذا؟

    شبكة البصرة

    حكمت ناظم

    · إنعقادها يأتي لصرف إنتباه العراقيين والعرب والعالم عن الحقائق المأساوية.

    · وإنعقادها أيضاً.. للتغطية على جرائم الإحتلال وفشله الذريع.

    · القضايا المطروحة في المحكمة المهزلة.. هي سياسية وليست قضايا عادية.

    · والربط بين شيخ الدبلوماسية المناضل وبين التجار الجشعين.. يعد مهزلة المهازل.



    مرة أخرى تفتتح المحكمة المهزلة أبوابها، لتبدأ في نشر الدجل والكذب والنفاق على العراقيين والعرب والعالم. ومرة أخرى يحاول القائمون على هذه المهزلة ومن خلفهم أسيادهم خلط الأوراق والإتيان بما لم ينزل الله به من سلطان، ليضيفوا الى سجلهم الأسود صفحات العار والهزيمة، ظناً منهم إنهم قادرون على تغطية ما لا يمكن إخفائه، وخلط ما لا يمكن خلطه في واقع بات فيه الفرز واضحاً، والمسميات ما عادت مبهمة وغامضة على شعب العراق وشعبنا العربي، إنما أخذت منحى الإفصاح الذي لا خلط فيه بين الأسود والأبيض.

    وإذا كان هناك من يستخلص لوناً رمادياً، فأن الحقائق الدامغة، التي سطرها الدم والقهر والتشرد، قد فسرت معنى الألوان ووضعت الأمور في خاناتها.. فلا الأشياء غير العادية يمكن خلطها بالأشياء العادية.. كما السياسة وآفاقها ووظائفها التي يتعذر حشرها عنوة بين البائع والمشتري في أسواق التجارة وبورصات مخازنها ودكاكينها، كما تريد المحكمة المهزلة أن تضع رجل الدبلوماسية ورجال السياسة في خانة التجار والمتاجرين في السوق السوداء، التي تحكمها قوانين المضاربين والمتلاعبين بقوت الشعب في وقت المحنه.

    المعنى في هذا.. أن السياسة والدبلوماسية ورجالاتها ومحترفوها لهم مجالاتهم وحقول عملهم التي لا تتشابك ولا تتقارب، لا من قريب ولا من بعيد، بدكاكين ومخازن سوق (جميله).. ولكن الفاسقون يريدون ذلك في المحكمة المهزلة، التي يتزعمها المريض المصاب بالعصاب المتوتر، التي تفضي حالته كلما توترت الى الجنون، وهذا ما تفسره حركات يديه وعينيه التي لا تستقر على حال، حتى رأسه يميناً وشمالاً، وكأنه يتوجس شيئاً هو لا يعرفه تماماً.. أرادوا ربطها وتقاربها وتشابكها وخلط أوراقها ليصنعوا منها (إتهاماً) مجحفاً ولم يسألوا أنفسهم لماذا أرتكب الجشعون أعمال التخريب الأقتصادي والتلاعب بقوت الشعب في زمن الحصار والضيق والعوز، والدولة تبذل أقصى ما لديها من جهود لتوفر غذاء الشعب، في الوقت الذي فيه قوانين معلنة توقع العقاب بكل من يدخل نفسه بدائرة الغش والتلاعب والتخريب الأقتصادي.. إنها القوانين المتوفره في كل دول العالم، وحسب مجريات الأمور فيها في زمن السلم وزمن الحرب، حيث الإجراءات الإستثنائية وظروف الطواريء، التي تتكثف فيها جهود الدفاع عن البلاد ومصالح الشعب من أخطار الخارج والداخل.

    لا أحد من هؤلاء المارقين العملاء يسأل نفسه، لماذا أعدم هؤلاء المتلاعبين بقوت الشعب، وفي أي ظرف وتحت إي قانون؟ ثم ألم تكن القضية تأخذ بعداً سياسياً ما دامت تتعلق بمجمل الشعب ومصالحه وليس حصراً فئوياً محدوداً ومقصوداً؟.. فالحالة هذه في كليتها (سياسية) محضة وليست حالة إجرائية عادية تحسمها المحاكم الجنائية، بين قاتل وقتيل يقعان تحت طائلة القانون، إنما هي حالة جرمية وقعت بين القانون الذي يحمي الشعب وبين عدد قليل من المتلاعبين بقوت الشعب وأمنه الأقتصادي والإجتماعي، حيث تنعدم الغرضية في هذا المرمى.

    المستهدف في كل هذه المحاكمات المهزلة هو قيادة النظام الوطني في العراق والإصرار على تصفيتها بأي طريقة كانت، ومهما كانت الطعون والتفنيد ضدها قوياً، وإن مسار التصفيات جار العمل به على نسق التوافق بين المحتل الغازي وأتباعه ومباركة الحكومتين الفارسية والإسرائيلية.. لأن النظام الوطني وقيادته باتت مطلوبة إسرائيلياً وإيرانياً وإمبريالياً، ولا يستثنى من ذلك، المتآمرون من عرب الجنسية الذين يعيثون في أرض العرب فساداً ودماراً.

    فمهما فعل المجرمون الطائفيون في حكومة الإحتلال، ليثبتوا لأسيادهم بأنهم في موضع ثقة سيد البيت الأبيض، الذي ما إنفك يقرعهم ويؤنبهم ويوبخهم على عدم قدرتهم عمل شيء، ويهددهم بإزالتهم من مناصبهم الحكومية والبرلمانية إذا ما تلكؤوا في تنفيذ ما يطلبه منهم.. فلن يستطيعوا أن ينالوا من حقيقة وجود البعث وحقيقة صلابة قيادته المناضلة، كما لن يستطيعوا أن يحرفوا حقائق التاريخ الذي صنعه البعث في العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود. وحيال ذلك باتوا يصوغون تسميات (صولة الفرسان) الفاشلة والقاصرة- حسب أسيادهم- وباتوا يقتصون من حلفائهم في الجريمة والعمالة للأجنبي، ليثبتوا بغباء (ولائهم) لسيدهم الذي سيغادر البيت الأبيض دون رجعة.

    المحكمة المهزلة لم تدرك إنها في قفص الإتهام، هيئةً وشخوصاً منذ خمس سنوات خلت.. وإن قيادة البعث هي التي تحاكم العملاء وخونة الشعب والأمة.. وأحكام الشعب بحقهم قد صدرت ولم يتبق سوى التنفيذ!!

    29/4/2008

    شبكة البصرة

    الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429 / 30 نيسان 2008

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 10 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •