أخي الكريم الأستاذ بلال بلحسين،

أشكرك على مرورك الكريم، واتفق معك حول ضرورة التخلي عن السلبية والتفاعل مع الأمور بإيجابية، وهذا حقيقة ما أدعو إليه دائما في معظم مداخلاتي، ولكن هناك فرق بين المشكلة وبين الفتنة، وعلى كل الأحوال، أستندت إلى حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حول كيفية التعامل مع الفتنة: قال رسول الرحمة والإنسانية الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، وهذه ليست سلبية، فرسلونا الكريم صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يدعونا إلى السلبية.

وهناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي تؤكد استمرار الفتن إلى يوم القيامة، كافتراق الأمة إلى أكثر من سبعين فرقة وغير ذلك من الفتن التي لا يتسع المقاومة للحديث عنها بالتفصيل. وهناك أحاديث شريفة تحث المسلم على الابتعاد عن الفتن وغدم الخوض فيها

وَلِأَبِي دَاوُدَ عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ اَلرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا. اَلْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ اَلسَّاعِي. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اَللَّه؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُم .

وَلِابْنِ ماجه: عَنْ أَبِي بُرْدَة قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَة وَفُرْقَة وَاخْتِلَاف، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا، فَاضْرِبْهُ بِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ، ثُمَّ اِجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَيْتَةٌ قَاضِيَةٌ أو ميتة في التصويب عندكم أو منية. نعم فَقَدْ وَقَعَتْ، وَفَعَلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.

والله المستعان