بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله سبحانه وتعالى لن يسألنا عما شجر بين معاوية وعلي -رضي الله عنهما-, ولا ما حدث في خلافة يزيد, بل سيسألنا عما عملنا, وعما كسبت أيدينا, وإن الجدل في هذه الأمور ليس له أي فائدة للامة الإسلامية, وإني أعجب من هكذا طروحات, فهل القصد منها, هو إشعال الفتنة بين السنة والشيعة بما يخدم مخططات العدو؟ ألا فأتقو الله, فقد مرت مئات السنين على هذه الأحداث, ونحن اليوم بحاجة إلى كل جهد يصب في قناة الدفاع عن بلادنا, وبيوتنا, وأعراضنا, وسلامنا, وأمننا, إننا بحاجة إلى أن نعلم أبناؤنا, وأن نوفر لهم الكرامة, والعيش الهنيء. أنظروا إلى العراق, هل هناك رابح, سواء من السنة أو الشيعة. لا يوجد رابح, فالكل خاسر, ماعدا فئة بسيطة تتولى المناصب وتستولي على الثروات, هل يسركم حال الشعب هناك؟ هل يسركم حال النساء العراقيات, والأطفال, والشيوخ, سواء كانوا سنة أو شيعة, مسلمين أو مسيحيين, صابئة أو أي نفس بشرية تعيش على أرض العراق؟ حتى الحيوانات لم تسلم من الأذى, ونحن نقول لم ينصف التاريخ معاوية, أو أن السنة لا يحبون آل البيت -رضوان الله عليهم أجمعين-, وننسى من يكن الضغينة والعداوة لكل من ينتسب للإسلام, والعروبة ولو بالإسم, إننا بحاجة لأن نتعايش على هذه الأرض العربية, سنة, وشيعة, ومسيحيين, ولنا في رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة, فقد كان جاره يهودياً, وقد عاده-صلى الله عليه وسلم- حين مرض, فلا نكون رجعيين في تفكيرنا, ولننظر إلى الأمام, فمن يسيء فإنما يسيء على نفسه, ومن يحسن فعليها, وكل سيحاسب على أفعاله, فاتقوا الله يا أولو الألباب.
المفضلات