آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.

  1. #21
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.


    بسم الله الرحمن لرحيم...

    الأخ الأستاذ ميلود الإخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

    بكل تأكيد يعتبر القرآن الكريم المرجع الأول برفقة السنة النبوية في كل العلوم الإنسانية...نظرا لأنه كلام الله عز و جل و حجته على خلقه...و من ثم يكون هو المعيار الذي نقيس به صحة "الحقائق" التي يصل إليها العقل البشري في بحثه المتواصل عن الحق و الحقيقة...

    فكما أشار الأستاذ ميلود بحق: "والحق أن الإسلام هو دين العلم فقد أثبت علمائنا وحتى علماء الغرب أنه لا يوجد في أي نص شرعي صريح تناقض مع حقيقة علمية يقينية، ولعل هذا من دلائل الإعجاز في الإسلام وكتابه العزيز."

    فالعلم و قوامه المنهج التجريبي لا يختلف من حيث الجوهر عن الدين الإسلامي الذي هو دين "عمل"...فالعمل هو تجربة حية يقوم بها الإنسان في مجال معين من مجالات الحياة...و بالتالي فذاك العمل هو سلوك يتأسس ضمن شروط معينة و ينتج أفعاله ضمن شروط معينة...و من هنا كان التكامل بين الدين و العلم في تقويم سلوك الإنسان...فإذا كان الجانب الأخلاقي في الدين يحث على السلوك السوي...نجد في المقابل أن العلم يحاول تحديد الشروط الأفضل و الأجود لإنتاج السلوك السوي...

    و المثال الذي تفضل به الأستاذ ميلود عن حالة" الغضب" و هي حالة ليست سوية قد تعترض الإنسان في حياته...لأن الحالة السوية للنفس الإنسانية هي حالة" الطمأنينة"...و هنا لا أتحدث عن حالة الغضب التي يجب أن تغضب الإنسان لما يغضب الله عز و جل...لأن غضب الله جل في علاه أصعب بكثير من غضب الإنسان و لله المثل الأعلى...و لكن الغضب الذي هو مثال عن الحالة التي قد تصيب الإنسان لأتفه الأسباب هو المقصود بالحالة "المرضية" و "غير السوية" التي يعالجها الدين كما يعالجها العلم...كل بحسب طريقته و كل بحسب أدواته المتاحة و الممكنة...و الكل بحسب درجات "انفعال " حالة الغضب التي تعكر صفو الحياة الهادئة...حياة الطمأنينة التي ينشدها الإنسان...

    و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...


  2. #22
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.

    السلام عليكم جميعا، وتحية أخوية إليكم، وخاصة الأخ سعيد الذي نستفيد من مداخلاته الجيدة، نواصل تحايا موضوعنا عند الغزالي ونتكلم عن الغرائز وكيفية التحكم فيها:
    غريزة الأكل وكيفية التحكم فيها:
    يعتبر(الغزالي) هذه الغريزة أساسا لكل الغرائز الأخرى، << فإن المعدة منبع القوى، فكأنه الباب والمفتاح، إلى الخير والشر جميعا، ولذا عظم في الشرع أمر الصوم.>>
    فإن معالجتها تؤدي إلى معالجة الغرائز الأخرى، وردها إلى حد الاعتدال.
    وعليه يعتبر العلاج في معاكستها، فيُبرز لنا فوائد الجوع( وقلة الطعام) متمثلة في: << صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب..بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.>> كما << يستفيد من قلة الأكل صحة البدن، ودفع الأمراض، فإن سببها كثرة الأكل.. ويحوج إلى الفصد والحجامة، والدواء والطبيب، وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان منها. >>
    وبعد هذه الحجج التي يسوقها الغزالي للتدليل على أفضلية قلة الأكل، للجسم والعقل والمال، يتكلم الغزالي بأسلوب نفسي اجتماعي عن تأثير الشبع على الإنسان، إذ يدفعه الشبع إلى البحث عن أشياء أخرى، فيعمل على إشباع غرائز أخرى.
    ومنه تنشأ الغرائز كتوابع لغريزة البطن، فيتحرر اللسان بعد الشبع، فيتكلم في الناس، ويتطلع الفرد إلى تحقيق رغباته المختلفة. إذ يقول الغزالي في أسلوب مبني على الملاحظة والخبرة بالنفس البشرية وتطلعاتها :<< وإذا شبع افتقر إلى فاكهة فيتفكه لا محالة بأعراض الناس... وإذا شبع الرجل لم يملك فرجه، وإن منعته التقوى فلا يملك عينه، فالعين تزني، كما أن الفرج يزني، فإن ملك عينه بغض الطرف، فلا يملك فكره، فيخطر له من الأفكار الرديئة وحديث النفس، بأسباب الشهوة، وما يتشوش به مناجاته، وربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة، وإنما ذكرنا آفة اللّسان، والفرج مثالا، وإلا فجميع معاصي الأعضاء السبعة٭، سببها القوة الحاصلة بالشبع.>>


  3. #23
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.

    السلام عليكم جميعا، وتحية أخوية إليكم، وخاصة الأخ سعيد الذي نستفيد من مداخلاته الجيدة، نواصل تحايا موضوعنا عند الغزالي ونتكلم عن الغرائز وكيفية التحكم فيها:
    غريزة الأكل وكيفية التحكم فيها:
    يعتبر(الغزالي) هذه الغريزة أساسا لكل الغرائز الأخرى، << فإن المعدة منبع القوى، فكأنه الباب والمفتاح، إلى الخير والشر جميعا، ولذا عظم في الشرع أمر الصوم.>>
    فإن معالجتها تؤدي إلى معالجة الغرائز الأخرى، وردها إلى حد الاعتدال.
    وعليه يعتبر العلاج في معاكستها، فيُبرز لنا فوائد الجوع( وقلة الطعام) متمثلة في: << صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب..بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.>> كما << يستفيد من قلة الأكل صحة البدن، ودفع الأمراض، فإن سببها كثرة الأكل.. ويحوج إلى الفصد والحجامة، والدواء والطبيب، وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان منها. >>
    وبعد هذه الحجج التي يسوقها الغزالي للتدليل على أفضلية قلة الأكل، للجسم والعقل والمال، يتكلم الغزالي بأسلوب نفسي اجتماعي عن تأثير الشبع على الإنسان، إذ يدفعه الشبع إلى البحث عن أشياء أخرى، فيعمل على إشباع غرائز أخرى.
    ومنه تنشأ الغرائز كتوابع لغريزة البطن، فيتحرر اللسان بعد الشبع، فيتكلم في الناس، ويتطلع الفرد إلى تحقيق رغباته المختلفة. إذ يقول الغزالي في أسلوب مبني على الملاحظة والخبرة بالنفس البشرية وتطلعاتها :<< وإذا شبع افتقر إلى فاكهة فيتفكه لا محالة بأعراض الناس... وإذا شبع الرجل لم يملك فرجه، وإن منعته التقوى فلا يملك عينه، فالعين تزني، كما أن الفرج يزني، فإن ملك عينه بغض الطرف، فلا يملك فكره، فيخطر له من الأفكار الرديئة وحديث النفس، بأسباب الشهوة، وما يتشوش به مناجاته، وربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة، وإنما ذكرنا آفة اللّسان، والفرج مثالا، وإلا فجميع معاصي الأعضاء السبعة٭، سببها القوة الحاصلة بالشبع.>>


  4. #24
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    الأخ الدكتور ميلود حميدات الإخوة الأعضاء سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

    الحقيقة يعتبر الشيخ الغزالي من المفكرين الذين استطاعوا أن يتعاملوا مع أعماق النفس البشرية بشكل يبسط الحقائق التي يمكن اعتبارها من الحقائق العلمية في زمننا الحاضر.كيف لا ، و قد كان منهاجه كتاب الله و سنة رسوله الكريم عليه الصلاة السلام.

    لكن لست أدري هل في الحقيقة اعتمد على قول تمت نسبته إلى الرسول الكريم كما صحح ذلك الشيخ الألباني رحمه الله فقد ورد في السلسلة الضعيفة أن حديث " البطنة أصل الداء والحمية أصل الدواء وعودوا كل جسم ما اعتاد . ( لا أصل له ) _ وأما الحديث الدائر على ألسنة الناس الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد . فهو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( انظر في الكتاب تجربة الألباني الأزم أي الجوع وأنه صام أربعين يوما على الماء ونتائجه ) .

    و إدراجي لتوضيح هذا القول من باب أنه كلام طبيب له من الخبرة التجربة ما يضيف على ما قاله الشيخ الغزالي رحمه الله...لكن أعتقد أن غريزة الأكل منها تتفرغ جل الغرائز الأخرى يتنافى مع استقلالية الغرائز و الشاهد في القول ما ورد في كتاب الله الكريم أن كلمة الغريزة لا وجود لها إطلاقا ككلمة في كتاب الله الكريم.لكن ما يفيد ذلك هو كلمة "شهوة" و " شهوات" التي تحمل دلالة الغرائز بمصطلحات علم النفس القديم و الحديث على السواء. فشهوة البطن هي غريزة الأكل و شهوة الفرج هي غريزة الجنس وشهوة القناطر المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و هي غريزة التملك أو الملكية و قس على ذلك باقي الشهوات التي ينسبها علماء النفس و الفلاسفة من قبلهم إلى الغرائز...

    لذلك لا أعتقد أن الغزالي رحمه الله لم يجانب الصواب في قوله أن من غريزة الأكل بل من شهوة البطن تنبع الشهوات و الغرائز كلها لأن ذلك يجعل استقلالية وظائف الغرائز منعدمة الشيء الذي يتنافى مع الواقع المسطر في كتاب الله الكريم و الواقع العلمي الذي يثبت ذلك...يقول الحق جل و علا:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران.

    أما الحقيقة العلمية لاختلاف غرائز الإنسان فهي تنبع من طبيعة وظيفة كل غريزة على حدة و من مكونات و خصائص كل غريزة...

    و أعتقد و الله أعلم باليقين أن الشيخ الغزالي لما جمع الغرائز و ردها إلى غريزة واحد ربما كان المقصود بذلك هو وحدة النفس ككل. بحيث تتشكل منها مجموعة الغرائز أو الشهوات على حد التعبير القرآني و تعدد مظاهرها و احتياجاتها...

    و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل


  5. #25
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    الأخ الدكتور ميلود حميدات الإخوة الأعضاء سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

    الحقيقة يعتبر الشيخ الغزالي من المفكرين الذين استطاعوا أن يتعاملوا مع أعماق النفس البشرية بشكل يبسط الحقائق التي يمكن اعتبارها من الحقائق العلمية في زمننا الحاضر.كيف لا ، و قد كان منهاجه كتاب الله و سنة رسوله الكريم عليه الصلاة السلام.

    لكن لست أدري هل في الحقيقة اعتمد على قول تمت نسبته إلى الرسول الكريم كما صحح ذلك الشيخ الألباني رحمه الله فقد ورد في السلسلة الضعيفة أن حديث " البطنة أصل الداء والحمية أصل الدواء وعودوا كل جسم ما اعتاد . ( لا أصل له ) _ وأما الحديث الدائر على ألسنة الناس الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد . فهو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( انظر في الكتاب تجربة الألباني الأزم أي الجوع وأنه صام أربعين يوما على الماء ونتائجه ) .

    و إدراجي لتوضيح هذا القول من باب أنه كلام طبيب له من الخبرة التجربة ما يضيف على ما قاله الشيخ الغزالي رحمه الله...لكن أعتقد أن غريزة الأكل منها تتفرغ جل الغرائز الأخرى يتنافى مع استقلالية الغرائز و الشاهد في القول ما ورد في كتاب الله الكريم أن كلمة الغريزة لا وجود لها إطلاقا ككلمة في كتاب الله الكريم.لكن ما يفيد ذلك هو كلمة "شهوة" و " شهوات" التي تحمل دلالة الغرائز بمصطلحات علم النفس القديم و الحديث على السواء. فشهوة البطن هي غريزة الأكل و شهوة الفرج هي غريزة الجنس وشهوة القناطر المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و هي غريزة التملك أو الملكية و قس على ذلك باقي الشهوات التي ينسبها علماء النفس و الفلاسفة من قبلهم إلى الغرائز...

    لذلك لا أعتقد أن الغزالي رحمه الله لم يجانب الصواب في قوله أن من غريزة الأكل بل من شهوة البطن تنبع الشهوات و الغرائز كلها لأن ذلك يجعل استقلالية وظائف الغرائز منعدمة الشيء الذي يتنافى مع الواقع المسطر في كتاب الله الكريم و الواقع العلمي الذي يثبت ذلك...يقول الحق جل و علا:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران.

    أما الحقيقة العلمية لاختلاف غرائز الإنسان فهي تنبع من طبيعة وظيفة كل غريزة على حدة و من مكونات و خصائص كل غريزة...

    و أعتقد و الله أعلم باليقين أن الشيخ الغزالي لما جمع الغرائز و ردها إلى غريزة واحد ربما كان المقصود بذلك هو وحدة النفس ككل. بحيث تتشكل منها مجموعة الغرائز أو الشهوات على حد التعبير القرآني و تعدد مظاهرها و احتياجاتها...

    و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل


  6. #26
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.

    الأخ الكريم سعيد السلام عليك ورحمة الله، نشكر لك تفاعلك مع موضوعنا، وملاحظاتك القيمة، لا نختلف معك في كل ما طرحته، ونود توضيح بعض النقاط، كلمة الغريزة لم يستخدمها الغزالي، وهي مصطلح استخدمناه للتعبير عن المطالب البيولوجية، في مقابل مصطلح العقل، وقد استخدم الغزالي مصطلح الشهوة، كما هو واضح في كلام الغزالي المكتوب بين ظفرين.
    لقد نسب الغزالي فعلا مثل غيره قول البطنة أصل الداء ...إلى النبي ص، رغم أن هذا ليس حديثا، لكن معنى الحديث موجود في أحاديث أخرى تدعو إلى التربية الصحية وتجنب الإسراف في الأكل، وإتباع الشهوات، وتؤكد على الاعتدال والوسطية.
    ورغم أنه لم يُعرف الإمام الغزالي بتخصصه في علم من العلوم أو فن من الفنون، بل كان اسمه يتردد على رأس كل قائمة تضم علماء الفقه، أو الأصول أو الكلام أو التربية، أو التصوف أو الفلسفة أو علم النفس ، فهو مدرسة جامعة، ومرجع كبير.
    غير أنه لم ينل في علم الحديث والرواية، كما نال في بقية العلوم، إذ استخدم في كتبه من الأحاديث دون توثيق أو تخريج، وهذا ما دفعه آخر أيامه إلى الاهتمام بعلم الحديث، إلا أن الموت عاجله قبل أن يكمل ما بدأ.
    ومع ذلك فقد تأثر الغزالي بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وآثار السلف، وفهمه للدين، واجتهاداته، ويظهر ذلك جليا في استشهاده بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وقد عِيب عليه استشهاده بالأحاديث الضعيفة، وقد يعود ذلك إلى عدم اشتغاله بعلم الحديث الذي رجع إليه في أواخر حياته، كما يؤرخ المؤرخون.
    وقد دافع الغزالي عن الإسلام، وهاجم الفرق المنحرفة عن أهل السنة والجماعة، وانتصر للتصوف السني. ومع ذلك فالغزالي عالم اجتهد، وقد يخطئ كما قد يصيب، كما أننا نعتقد انه ترك تراثا ضخما، خاصة مؤلفه الضخم الإحياء، الذي استحق عليه بحق حجة الإسلام. وللكلام بقية انشاء الله والسلام عليكم.


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •