آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

  1. #1
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل
    اعداد الدكتورة ورقاء محمد قاسم
    المبحث الأول
    الجمالية الإسلامية
    ثمة صلة حميمة وعلاقة وطيدة بين الأثر الأدبي والنقد، إذ جرت العادة انه لا يتم الحديث عن النقد الا بعد ان يتم تعريف الأثر الأدبي لما بينهما من نسب وتقارب، والجمالية (Aestheticism) ( بمعناها الواسع محبة الجمال، كما يوجد في الفنون بالدرجة الأولى، وفي كل ما يستهوينا في العالم المحيط بنا)) ( )،وقد قيل إن الجمالية بمعناها الدقيق : (( تكمن في المعرفة المنشودة لمجرد اللذة التي يتيحها لنا حدث المعرفة بانصبابها على جميع الأشياء القابلة للانكشاف وعلى جميع الذوات القادرة على المعرفة الخيالية عن الغرض، وعلى التلذذ بهذه المعرفة فالجمالية، بالتالي لا تستهدف الفن فحسب، بل تتعداه إلى الطبيعة، وبصورة عامة إلى جميع كيفيات الجمال))( ).
    ويرى (ببند ينو كروتشه) أن ممارسة النقد، دون اعتناق منهج جمالي، أمر مستحيل (( إن الجمال الطبيعي ليس إلا تخمينا وحافزا وحسب، أما الجمال الحقيقي فمن عمل الفن، لأنه ينبع من الحدس ويتفجر من العاطفة، والإحساس، يشكل صورة تكون جميلة بقدر ما تكون نقية وقوية التعبير))( )، و(الاستطيقا) منهج عام، ورؤية إبداعية ونقدية تختزل لديها وظيفة الإبداع وتتقلص في دائرة الفنية والجمالية بشكل النص ولغته، وفي ضوء الإطار تتحرك جميع المناحي (المناهج) النقدية، من شكلا نية وبنيوية وأسلوبية، سواء في العالم الغربي أم العربي( )، وإزاء ذلك يبين لنا (د. محمد مندور) أن الأدب أو الفن بغير القيم الجمالية والفنية لا يفقد طابعه المميز فحسب بل يفقد أيضا فاعليته لان تلك القيمة الفنية والجمالية هي التي تفتح أمامه العقول والقلوب ( )، فالجمال لابد له من مرجعية متمثلة أساسا في قاعدة فكرية محددة، ومع إن الجمال احد العناصر التي يقوم عليها الأدب، إلا انه أيضا احد مرتكزات العملية النقدية التي تساعد على فهم النصوص الأدبية وتفسيرها ولكن يبقى الجمال عنصرا حيويا من عناصر كثيرة لها حضورها الدائم في عملية الإبداع الأدبي( )،أما الدكتور (عماد الدين خليل ) فيرى أن الجمالية (( تقودنا أو تقربنا على الأقل من الشكلية أو الأسلوبية التي تضحي بالمضمون من اجل الصياغة الفنية الخالصة، وان الخاصية الأساسية للجمالية هي التأكيد أن تجميل التعبير الأدبي والفني قد يتناسب عكسيا مع الارتباط بالتجارب المعيشة بالمجتمع وبالحياة ، وبذا ندرك كيف أن دعاة الجمالية رفعوا الجمال فوق الحق وهي علاقة تبدو في التصور الإسلامي _ كما سنرى_ نوعا من الافتراض الموهوم)) ( ).
    كذلك يرفض تأكيد الجمالية وعزل الإبداع بالكلية عن ارتباطاته الروحية الشاملة، لان ذلك قد يلحق الضرر بالإبداع نفسه فيصيبه بالتضحل ولا سيما في الأعمال الأدبية التي يتحتم أن تحمل أفكارا وأن يكون لها ارتباطا شبكة العلائق الاجتماعية والروحية، ويرى أن الجمالية القادمة من القرن الماضي أكدت مسالة فصل الفن عن الحياة، وليس فصل الفن عن الحياة، وان تكون المتعة الجمالية الصرفة، وليس أي هدف قيمي غاية النشاط الإبداعي ( ) ، وهذا الرأي لا يقبل به لان اخص ما تمتاز به الجمالية إصرارها على البعد القيمي واستثماره داخل العملية النقدية بوصفه عنصرا يتدرج ضمن السياق التداولي لكل خطاب، فالجمالية : ((الارتباط الوثيق بين الشكل والفعل، بين الأسلوب والعمل، بين الظاهر والباطن، وبين المظهر والجوهر.. فما ليس في جوهره جميلا لا يمكن بحال إن يقود إلى قيمة ايجابية، بل لا يمكن أن يقدم إضافة حقيقية للتجربة، في إطارها الفردي أو الحضاري .. على العكس، انه سيكون بمثابة الغطاء المضلل على شرورها وآثامها وشروخها، وسيحجب عن الأنظار الوضع الحقيقي للتجربة، ويصيب بالشلل القدرة على وقف انهيارها وحمايتها من الدمار)) ( ).
    الدكتور ( عماد الدين خليل) الذي يرفض في كل كتاباته الرؤية الأحادية يؤكد من جهة أخرى على القيمة الكبرى والضرورية للجمالية سواء في العمل الإبداعي أم في العملة النقدية وإلا لن يكون الأدب أدباً بل سيكون المعاني الملقاة على قارعة الطريق كما يقول الجاحظ ، وتبدو هذه الرؤية واضحة تماما في نسيج كتاباته كافة .
    المبحث الثاني
    الجمالية الماركسية
    يقدم لنا الدكتور (عماد الدين خليل) رؤية شاملة عن الجمالية الماركسية بوصفها: (( نموذجا يقف في تضاد تام مع المذاهب الشكلية التي بلغت أقصى تكشفها في (البرناسية) ويصل الأمر بالنموذج الماركسي أن يوظف المعطى الجمالي كلية لدعاواه وافتراضاته الفلسفية والمذهبية (الأيدلوجية ) ، ولا يتردد من التضحية بالأسلوب والتقنية من اجل المضمون ، فيجنح هو الآخر باتجاه نقيضي تماما وتضيع كرة أخرى معادلة التوازن المطلوب بين الشكل والمضمون .. التعاشق المحتوم من الداخل بين المبنى والمعنى)) ( ) .
    إن دراسة النقد الماركسي ضرورية، لأنها إحدى أبرز الوجوه للفكر النقدي، وقد ظهر بشكل تبسيطي حتى بأفلام ماركسيين تبين إن الفنون يجب إن تخضع لخدمة القضية الثورية ، وان للفنانين رسالة (( يضاعفوا معنويات الشعب ووحدته السياسية )) هكذا كان (لينين) يفهم الفن ويستخدمه وسيلة إعلامية ( )، إن الماركسيين وظفوا الجمال_ مذهبا_ لخدمة أهدافهم وتجاهلوا الخبرات والرؤى الأخرى، ومعنى هذا إن علم الجمال (الاستطيقا) الذي نما وتبلور على أيدي حشود من علماء وفلاسفة غربيين، ليس بعلم وإنما العلم وحده هو الذي ينبثق عن رؤية مادية صرفة للعالم تلك التي تعتمدها الجمالية الماركسية والتي أثبتت التحليلات عجزها عن حل المعضلات المتعلقة بالمستويين، المحتوى والشكل، والسبب في هذا العجز، أن المنظرين من غير الماركسيين نظروا إلى كل هذه الظواهر بمعزل عن الأسس الاقتصادية وبمعزل عن الوجود الاجتماعي للناس ( ).
    ويناقش الدكتور ( عماد الدين خليل) هذا القول مبينا آراءه حول الجمالية الماركسية، إذ يرى من الواضح تماما أنها تؤشر إلى تحول بالكامل صوب الخارج، العالم والتاريخ، وما تسميه القوانين الموضوعية خارج الذات لا يكفي لتفسير الظاهرة الجمالية التي تنبجس وتأخذ ملامحها المشتركة أو المتغايرة مخترقة مقولات الموضوع، أو الظرف التاريخي أو القوانين المادية.. كما انه لا يمكن تجاوز كل ذلك لكي تنكفئ في تصميم العمل الفني بحثا عن قوانينه الجمالية في حدود نسيجه الباطني الخاص فحسب ( ) ، وإزاء التقنين الصعب الذي تتميز به الظاهرة الجمالية واستعصاؤها على تفسير أحادي الجانب يجد المنظرون الماركسيون أنفسهم يعترفون بالمعضلة ، وعلى ضوء ذلك يتساءل الدكتور (عماد الدين خليل) ألا يمثل هذا الاعتراف، نقصا للمنهج؟ لحتمية الترابط المذهبي بين الأسباب والمسبب؟ بل ألا يشكك في علمية الجمالية الماركسية نفسها والتي عدها المنظرون الحالة الوحيدة التي تحمل شروط العلم، بينما خرجت الحالات الأخرى بعيدا عن الحضرة العلمية باتجاه المثالية والصوفية وربما الترهات ( )، مدعما مقولة "ماركس" : (( ليس الصعوبة في إن تدرك أن الفن الإغريقي والملحمي مرتبطان بإشكال معينة من التطور الاجتماعي، وإنما الصعوبة أن تدرك إن ذلك الفن ما يزال يشعرنا بالمتعة الفنية، ومازال يحتفظ إلى حد ما بأهميته مقياساً ونموذجاً لا يمكن بلوغه)) ( ) .
    وبعد ذلك يخلص الدكتور (عماد الدين خليل) إلى المعضلة الجمالية بوصفها نشاطا غير مسطح، نشاطا ذا أوجه عديدة لا يمكن إخضاعه للمختبر أو القياس أو التحليل الصرف، ونعرف كذلك إن منظري الجمالية الماركسية يناقضون أنفسهم برفضهم كافة المحاولات غير الماركسية لتحليل النشاط الجمالي ( )، ويرى أن نظرية " الانعكاس" التي صاغها لينين تؤكد الرؤية الأحادية ذات المنظور الاجتماعي للنشاط الجمالي والتي وضع خطوطها الأساس (ماركس وانغلز)، رغم إن الجماليين الماركسيين يعتبروها الأساس الفلسفي لحل جميع المسائل الجذرية لعلم الجمال ، ويلخص الدكتور( عماد الدين) نظرية " الانعكاس" هو إن على الإنسان ألا يفهم الواقع كوجود بيولوجي لان الإنسان يشكل مجمل العلاقات الاجتماعية، لذلك لا يمكن أن يكون الإنسان مرآة سلبية تعكس الواقع ، ويرى أن هناك أكثر من إنسان واحد_ حشود من الناس_ تمردوا على طبقاتهم ووقفوا في صف طبقات أخرى، وانه في النشاط الجمالي بالذات، ليس بالضرورة انعكاس محتوم لمطالب الطبقة والانتماء الطبقي ( ) .
    وهو يعارض قول " لينين" (( لا يوجد هناك إنسان واحد لا يقف إلى جانب هذه الطبقة أو تلك " في الوقت الذي يفهم علاقاتها المتبادلة " أو لا يفرح لنجاحاتها أو يحزن لهزيمتها أو لا يسخط على أولئك الذين يعادون طبقة ويعيقون تطورها عن طريق الدعاية لوجهات النظر الرجعية )) ( )، ويعلق الدكتور (عماد الدين) فيما يسمى بمبدأ " حزبية الفن" ، إذ يرى إن حزبية الفن للينين تمثل أقصى درجات التناقض في النشاط الجمالي بين نظريتي الفن للقن والفن للحياة ويرى انه من الطبيعي أن يصير المضمون هو الهم الأول للجمالية الماركسية وبهذا ينسحب الشكل إلى الخط الثاني وربما العاشر، وبما إن عملية التوظيف الجمالي تقتضي الاتكاء على المضامين لكي نتحدث بلسانها، فان الأدب الذي هو أكثر الإعمال الفنية قدرة على التوظيف، كان اقرب هذه الإعمال للتنظير الماركسي، في حين كانت الفنون الأخرى كالموسيقى والرسم تعاني مما يكاد يكون إهمالا أو نفيا ( ).
    وبهذا تكون الجمالية الماركسية قد عجزت عن فهم وتفسير المعطيات الجمالية في التراث الإسلامي لقنوات الماركسية وممراتها الضيقة فالدكتور (عماد الدين خليل) لا يقدم لنا الرؤية النقدية الماركسية للجمال معترضا رافضا فحسب، بل يعلل ويوضح ويستنتج ويسوق الأدلة بما يعزز رؤيته للجمال أو الرؤية الإسلامية للجمال مشيرا إلى النقص في الرؤيتين البرجوازية والماركسية للجمال، موظفا بعض المقولات لمنظري الجمالية الماركسية مثلا ( )، (( إن الموسيقى والشعر وضعا بعد ظهور الإسلام ضمن حدود خانقة)) ( )، و(( إن المفهوم الجمالي عند الفلاسفة العرب مفاده أن الأشكال الموجودة في الكون لا بد وإنها تنبع من طبيعة هذه الأشياء ))( )، ومن المأخذ التي أخذها الدكتور (عماد الدين خليل) على منظري الجمالية الماركسية أنهم وضعوا مفكرا " كالغزالي " في خانة(الاحتمالية المثالية) ويجدون في هجوم " ابن رشد " ضده ( إظهارا لتناقص أبحاثه) كذلك أنهم يعتبرون معظم نقادنا القدامى ممثلين في أفكارهم الجمالية للطبقة الحاكمة " طبقة الإقطاعيين"( )، وان(( تعاليم اللغويين الأدباء والعرب هذه هي انعكاس وتعبير نظري عن المفاهيم الشكلية التي كانت منتشرة انتشارا واسعا في الأشعار الديوانية( نسبة إلى الديوان مكان جلوس الخليفة) ومعظمها أشعار منمقة هدفها المديح، وقد ازداد انتشار مثل هذه الأشعار في أيام انحطاط الخلافة العباسية، وقد ظهر هذا التحديد الطبقي أيضا في ترفعهم عن النتاج الشعبي المعاصر لهم مثل الأقاصيص الرائعة (ألف ليلة وليلة))) ( )، ويقف الدكتور (عماد الدن خليل) عند بعض المقولات (( إن الأفكار الجمالية التقدمية عند العرب في القرون الوسطى، كما هو الحال مع الفن نفسه، وتطورت من خلال نضالها مع وجهة النظر المثالية ضد التحديد المفروض على مختلف أشكال الأدب والفن )) ( )، وأن (( الديانة الإسلامية كان لها تأثير واضح على تطور الفنون والنظريات الجمالية عند شعوب الشرق الأدنى والأوسط ولكن هذا التأثير كان جزئيا ، فقد اوجد الأدباء العرب في العصور الوسطى نظريات ذات خصائص مميزة تدل على أن مؤلفيها لم يتقيدوا، من وجهة نظرهم، بأي مفهوم ذي صفة دينية وأكثر من هذا فان بعض النظريين الأدباء انتقدوا بشكل علني تدخل الديانة بمسائل النقد الأدبي)) ( ) .
    ويقولون (( بأن مساعي المفكرين المسلمين ذوي النزعة المحافظة فشلت في إن تضع حاجزا أمام الفن المتفائل المتصل بالحياة في فن العصور الوسطى العربية باستثناء تلك الفترات التي كانت فيها الرجعية المتطرفة هي الغالبة)) ( )، و(( إن انتشار الإسلام في الشرق الأدنى لم يحدث أي تغيير كبير في محتوى الشعر العربي الذي كان، كما كان في عصر الجاهلية، بعيدا عن الأفكار الدينية الصوفية وكان الشعر العربي في القرون الوسطى أيضا يتغنى بجميع ملذات الحياة الواقعية ))( ).
    يخلص الدكتور (عماد الدين خليل) إلى إن تلك المقولات تضع المرء نفسه إزاء استنتاجات أو تعميمات، وكأنه أمام علاقة بين الجمال وبين سلطات أوربا (الكهنوتية) في العصور الوسطى، ثنائية مصطنعة مستمدة من نسيج النصرانية المحرفة بين كافة الأقطاب، الدنيا والآخرة، الأرض والسماء، والإنسان والله، الحس والإيمان، المادة والروح ، الحرية والسلطة ، والجمال والتزهد، وهذا ليس غريبا على التحليل الماركسي في كافة المجالات من حيث القالب الواحد والتعاليم الصارمة التي تحيل دونما أي قدر من الانفتاح والمرونة إزاء حشد أكبر من الظواهر بوصفها حشودا نمطية تتحدث بلغة واحدة، فما الدين في المنظور الماركسي إلا إفراز "برجوازي"، وان معطياته حسب زعمهم تناقض قوانين التاريخ التقدمية، وتعرقلها، لذا تستوي عندهم كل التجارب التاريخية ذات الأصول والمنطلقات الدينية، سواء إسلامية كانت أم بوذية أم نصرانية، وتستوي كذلك عندهم النتائج التي تمخضت عن هذه التجارب مجالات الحياة كافة ( )، كذلك يرى انه من الأخطاء المنهجية التي يسرف الماركسيون في استخدامها التعميم، فمن خلال متابعة موضوعية لمعطيات تراثنا الأدبي يمكن ملاحظة وجود أدباء ونقاد أكدوا الشكلية كـ (قدامه بن جعفر، وأبي هلال العسكري) يقابلهم أدباء ونقاد آخرون أكدوا الشكل والمضمون معا كـ (كابن قتيبة ، والقرطاجني ، وابن سلام) كما إن بعضهم لم يفصل أساسا بين طرفي الإبداع كـ(ابن رشيق ، وضياء الدين بن الأثير) متيسرا بعدها إلى نظرية النظم لـ ( عبد القاهر الجرحاني) والقائلة بالعلاقة الباطنية القائمة بين الألفاظ والمعاني ومن اجل وضع القارئ في الصورة بعيدا عن الاعمام الماركسي الخاطئ ومن اجل تنفيذ استنتاجاته الخاطئة يرد الدكتور (عماد الدين خليل) بعض النصوص كشواهد فحسب لتجاوز ناقدنا القديم الرؤية أحادية الجانب ، وتثبيته بالشكلية على حساب المضمون( )، فابن قتيبة يقسم الشعر إلى أربعة أنماط أو ضروب (( ضرب حسن لفظه وجاد معناه، وضرب حسن لفظه وحلا فإذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى، وضرب جاد معناه وقصرت ألفاظه، ولفظ تأخر معناه وتأخر لفظه))( ) ، وابن رشيق يرى إن (( اللفظ جسم وروحه المعنى" وان " ارتباطه كارتباط الروح بالجسم يضعف بضعفه ويقوي بقوته، فان سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصا للشعر وهجنة عليه فان اختل المعنى كله وفسد بقي اللفظ مواتا لا فائدة فيه)) ( ).
    ويرى ابن الأثير أهمية الجانب اللفظي من قبل الشعراء، ليؤكد بان ذلك لا يعدو إن يكون (( وسيلة لغاية محمودة وهي إبراز المعنى صقيلا فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظهم وحسنوها ورقعوا جوانبها وصقلوا أطرافها، فلا تظن إن العناية إذ ذاك إنما هي ألفاظ فقط، بل هي خدمة منهم للمعاني))( )، أما (عبد القاهر الجرجاني ) فانه يبلغ أقصى درجات الالتحام بين اللفظ والمعنى بقوله (( لا نظم في الكلم وترتيب حتى يعلق بعضها ببعض، ويبني بعضها على البعض وتجعل هذه بسبب تلك))( )، وهذه الشواهد تؤكد أن المنظور النقدي لثنائية " اللفظ والمعنى" أو " الشكل والمضمون" قد تجاوز المشكلة منذ زمن بعيد بوصف العمل الإبداعي ليس خطابا تقريريا أو جهدا تسجيليا، أو نقلا مباشرا للوقائع والخبرات، وإنما هو خطاب مشمول بالقيم الفنية والجمالية، منزاح عن الدلالات اليومية للكلمات والتعبير وإلا ما أصبح أدباً( ).فلا يكون الإبداع إلا بتلاحم الشكل والمضمون، ويعترف (كروتشه) نفسه بان ما يدعوه بالشكل يمكن إن يدعى المضمون أيضا (( فان نقدم الفن باعتباره مضمونا أو شكلا ما هو إلا مسالة اختيار للاصطلاح المناسب_ لكن بشرط إن ندرك أن المضمون يشكل وأن الشكل يملأ_وأن الإحساس إحساس مشكل وان الشكل شكل يحس)) ( ).
    يرى د. (عماد الدين خليل) إن المذاهب المادية وعلى رأسها الماركسية اللينينية تؤمن أن الأدب والفن عموما انعكاس للموضوع على الذات ، أما المذاهب المثالية فهي على العكس من ذلك تقول انه انعكاس للذات على الموضوع، ويرى أن كليهما يقعان في مظنة الخطأ، لأنهما يضعان نفسيهما في اسر النظرة أحادية الجانب، ويتشبثان بها وهذه هي أزمة الفكر والمنهج الغربيين اتهموا العقل الشرفي بالتجزيء والتبعيض وعدم القدرة على الإدراك الشمولي والتصور الكلي، مضيفا أنهم في حقيقة الأمر هم الأكثر وقوعا في مظنة تجزئي هذه وتجاوز النظرة الشمولية التي تحمل قدرة اكبر على الاستشراف الموضوعي وصولا إلى الحقيقة( )،من جهة أخرى يشير الدكتور (عماد الدين خليل) إلى فيلسوف الجمال الفرنسي الشهير( جان ماري جويو) في كتابه " مسائل الفن المعاصر" إذ يعده نقيضا للمقولة الماركسية انفه الذكر ..انه ينطلق في تفسير العملية الإبداعية من الداخل حيث تعجز كل من البيئة والعلاقات الإنتاجية ، والظروف الاقتصادية، والتركيب الاجتماعي عن منحنا التفسير المقنع ( ) ، يقول "جويو" : (( ليس من الممكن إن يصبح الفن مسالة علم محض لأنه نوع من الخلق والعلم بالشيء غير خلق الشيء ولا يمكن إن يحل العقل هنا محل الغريزة كما يحدث عند أولئك الأطفال الرياضيين، فوظائف الغريزة والعقل هنا متباينة كل التباين)) ( ).
    أما في المنظور الإسلامي، فيرى الدكتور(عماد الدين خليل) أن ((هنالك على مساحة المادية الفطرة والنفس البشريتين طاقات وأصولا تفد عن المادية الحسية، ويجب أن تأخذ مكانها في تفسير القدرات الفنية ولا سيما إذا كان الفنان شفافا إلى درجة غير اعتيادية))( )، كذلك يرى انه يتوجب رسم حدود معينة تقف عندها قدرات الفنان عن التنبؤ لان الإسلام يرفض الادعاء بمعرفة الغيب أو رؤيته وهذه الرؤية تلتقي مع توجه عدد من المذاهب الوضعية الحديثة التي رفضت منح الفنان طاقات خارقة تفوق وجوده الذاتي والاجتماعي بكثير، ومن ثم يرى أن جمع الموضوع إلى الذات، وعدم التشنج تجاه هذا الجانب أو ذاك، وإلا نعزل مساحات التجربة الجمالية بأسلاك شائكة من أوهامنا وغرورنا إذ من خلال التقابل، الإنسان في العالم، والعالم في الإنسان تتحقق الأعاجيب وتتخلق الآداب والفنون وتنضح الأفكار( ).
    يشير الدكتور (عماد الدين) إلى أهمية القرآن الكريم في تأكيده للعقل والحواس المتزايد، إذ يمنع العالم، الموضوع، مساحته الحقيقية الكبيرة في النشاط الجمالي، ويقدر هذه المساحة تمنح للذات كذلك والاهم من هذا قوة الروح المسلمة الدينية التي يمكن أن تكون مفتاح كل معضلة فهي تمنح العقل والحواس تلك القدرات الفائقة على الفعل والرؤية والتنفيذ، وهكذا تقف الحواس والعقل والجسد جنبا إلى جنب لتصنع الجمال وتفسره ومن ورائه تقف الروح تلك الشعلة المتوهجة تشد بعضه إلى بعض لتمنح تفسيرا مقنعا للنشاط الذي عجزت سائر الخلائق الأدنى مرتبة عن الإتيان بمثله ، وتفرد به الإنسان ( ).
    إذن فالعقيدة الإسلامية تجمع بين الالتزام والجمالية في وئام وانسجام تامين ويكفي إن نعرف أنها قدمت للإنسان قيما جمالية تنمي فيه ذوقه، وقيما أخلاقية تهذب روحه، والقران الكريم شاهد على ذلك، فالروح المهذبة هي التي تعرف قيمة الجمال وتتذوقه وتتعمق في أسراره وهكذا يلتقي الدين بالفن وفي هذا الإطار، إطار الالتزام بالقيم الخلقية ، ولا سيما الدينية والالتزام بالقيم الجمالية يسير الأدب الإسلامي المعاصر محاولا شق الطريق بنتاجات عديدة على مستوى التنظير أو الإبداع في مختلف فنون الأدب من شعر، ومسرح , ورواية، وقصة


  2. #2
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل
    اعداد الدكتورة ورقاء محمد قاسم
    المبحث الأول
    الجمالية الإسلامية
    ثمة صلة حميمة وعلاقة وطيدة بين الأثر الأدبي والنقد، إذ جرت العادة انه لا يتم الحديث عن النقد الا بعد ان يتم تعريف الأثر الأدبي لما بينهما من نسب وتقارب، والجمالية (Aestheticism) ( بمعناها الواسع محبة الجمال، كما يوجد في الفنون بالدرجة الأولى، وفي كل ما يستهوينا في العالم المحيط بنا)) ( )،وقد قيل إن الجمالية بمعناها الدقيق : (( تكمن في المعرفة المنشودة لمجرد اللذة التي يتيحها لنا حدث المعرفة بانصبابها على جميع الأشياء القابلة للانكشاف وعلى جميع الذوات القادرة على المعرفة الخيالية عن الغرض، وعلى التلذذ بهذه المعرفة فالجمالية، بالتالي لا تستهدف الفن فحسب، بل تتعداه إلى الطبيعة، وبصورة عامة إلى جميع كيفيات الجمال))( ).
    ويرى (ببند ينو كروتشه) أن ممارسة النقد، دون اعتناق منهج جمالي، أمر مستحيل (( إن الجمال الطبيعي ليس إلا تخمينا وحافزا وحسب، أما الجمال الحقيقي فمن عمل الفن، لأنه ينبع من الحدس ويتفجر من العاطفة، والإحساس، يشكل صورة تكون جميلة بقدر ما تكون نقية وقوية التعبير))( )، و(الاستطيقا) منهج عام، ورؤية إبداعية ونقدية تختزل لديها وظيفة الإبداع وتتقلص في دائرة الفنية والجمالية بشكل النص ولغته، وفي ضوء الإطار تتحرك جميع المناحي (المناهج) النقدية، من شكلا نية وبنيوية وأسلوبية، سواء في العالم الغربي أم العربي( )، وإزاء ذلك يبين لنا (د. محمد مندور) أن الأدب أو الفن بغير القيم الجمالية والفنية لا يفقد طابعه المميز فحسب بل يفقد أيضا فاعليته لان تلك القيمة الفنية والجمالية هي التي تفتح أمامه العقول والقلوب ( )، فالجمال لابد له من مرجعية متمثلة أساسا في قاعدة فكرية محددة، ومع إن الجمال احد العناصر التي يقوم عليها الأدب، إلا انه أيضا احد مرتكزات العملية النقدية التي تساعد على فهم النصوص الأدبية وتفسيرها ولكن يبقى الجمال عنصرا حيويا من عناصر كثيرة لها حضورها الدائم في عملية الإبداع الأدبي( )،أما الدكتور (عماد الدين خليل ) فيرى أن الجمالية (( تقودنا أو تقربنا على الأقل من الشكلية أو الأسلوبية التي تضحي بالمضمون من اجل الصياغة الفنية الخالصة، وان الخاصية الأساسية للجمالية هي التأكيد أن تجميل التعبير الأدبي والفني قد يتناسب عكسيا مع الارتباط بالتجارب المعيشة بالمجتمع وبالحياة ، وبذا ندرك كيف أن دعاة الجمالية رفعوا الجمال فوق الحق وهي علاقة تبدو في التصور الإسلامي _ كما سنرى_ نوعا من الافتراض الموهوم)) ( ).
    كذلك يرفض تأكيد الجمالية وعزل الإبداع بالكلية عن ارتباطاته الروحية الشاملة، لان ذلك قد يلحق الضرر بالإبداع نفسه فيصيبه بالتضحل ولا سيما في الأعمال الأدبية التي يتحتم أن تحمل أفكارا وأن يكون لها ارتباطا شبكة العلائق الاجتماعية والروحية، ويرى أن الجمالية القادمة من القرن الماضي أكدت مسالة فصل الفن عن الحياة، وليس فصل الفن عن الحياة، وان تكون المتعة الجمالية الصرفة، وليس أي هدف قيمي غاية النشاط الإبداعي ( ) ، وهذا الرأي لا يقبل به لان اخص ما تمتاز به الجمالية إصرارها على البعد القيمي واستثماره داخل العملية النقدية بوصفه عنصرا يتدرج ضمن السياق التداولي لكل خطاب، فالجمالية : ((الارتباط الوثيق بين الشكل والفعل، بين الأسلوب والعمل، بين الظاهر والباطن، وبين المظهر والجوهر.. فما ليس في جوهره جميلا لا يمكن بحال إن يقود إلى قيمة ايجابية، بل لا يمكن أن يقدم إضافة حقيقية للتجربة، في إطارها الفردي أو الحضاري .. على العكس، انه سيكون بمثابة الغطاء المضلل على شرورها وآثامها وشروخها، وسيحجب عن الأنظار الوضع الحقيقي للتجربة، ويصيب بالشلل القدرة على وقف انهيارها وحمايتها من الدمار)) ( ).
    الدكتور ( عماد الدين خليل) الذي يرفض في كل كتاباته الرؤية الأحادية يؤكد من جهة أخرى على القيمة الكبرى والضرورية للجمالية سواء في العمل الإبداعي أم في العملة النقدية وإلا لن يكون الأدب أدباً بل سيكون المعاني الملقاة على قارعة الطريق كما يقول الجاحظ ، وتبدو هذه الرؤية واضحة تماما في نسيج كتاباته كافة .
    المبحث الثاني
    الجمالية الماركسية
    يقدم لنا الدكتور (عماد الدين خليل) رؤية شاملة عن الجمالية الماركسية بوصفها: (( نموذجا يقف في تضاد تام مع المذاهب الشكلية التي بلغت أقصى تكشفها في (البرناسية) ويصل الأمر بالنموذج الماركسي أن يوظف المعطى الجمالي كلية لدعاواه وافتراضاته الفلسفية والمذهبية (الأيدلوجية ) ، ولا يتردد من التضحية بالأسلوب والتقنية من اجل المضمون ، فيجنح هو الآخر باتجاه نقيضي تماما وتضيع كرة أخرى معادلة التوازن المطلوب بين الشكل والمضمون .. التعاشق المحتوم من الداخل بين المبنى والمعنى)) ( ) .
    إن دراسة النقد الماركسي ضرورية، لأنها إحدى أبرز الوجوه للفكر النقدي، وقد ظهر بشكل تبسيطي حتى بأفلام ماركسيين تبين إن الفنون يجب إن تخضع لخدمة القضية الثورية ، وان للفنانين رسالة (( يضاعفوا معنويات الشعب ووحدته السياسية )) هكذا كان (لينين) يفهم الفن ويستخدمه وسيلة إعلامية ( )، إن الماركسيين وظفوا الجمال_ مذهبا_ لخدمة أهدافهم وتجاهلوا الخبرات والرؤى الأخرى، ومعنى هذا إن علم الجمال (الاستطيقا) الذي نما وتبلور على أيدي حشود من علماء وفلاسفة غربيين، ليس بعلم وإنما العلم وحده هو الذي ينبثق عن رؤية مادية صرفة للعالم تلك التي تعتمدها الجمالية الماركسية والتي أثبتت التحليلات عجزها عن حل المعضلات المتعلقة بالمستويين، المحتوى والشكل، والسبب في هذا العجز، أن المنظرين من غير الماركسيين نظروا إلى كل هذه الظواهر بمعزل عن الأسس الاقتصادية وبمعزل عن الوجود الاجتماعي للناس ( ).
    ويناقش الدكتور ( عماد الدين خليل) هذا القول مبينا آراءه حول الجمالية الماركسية، إذ يرى من الواضح تماما أنها تؤشر إلى تحول بالكامل صوب الخارج، العالم والتاريخ، وما تسميه القوانين الموضوعية خارج الذات لا يكفي لتفسير الظاهرة الجمالية التي تنبجس وتأخذ ملامحها المشتركة أو المتغايرة مخترقة مقولات الموضوع، أو الظرف التاريخي أو القوانين المادية.. كما انه لا يمكن تجاوز كل ذلك لكي تنكفئ في تصميم العمل الفني بحثا عن قوانينه الجمالية في حدود نسيجه الباطني الخاص فحسب ( ) ، وإزاء التقنين الصعب الذي تتميز به الظاهرة الجمالية واستعصاؤها على تفسير أحادي الجانب يجد المنظرون الماركسيون أنفسهم يعترفون بالمعضلة ، وعلى ضوء ذلك يتساءل الدكتور (عماد الدين خليل) ألا يمثل هذا الاعتراف، نقصا للمنهج؟ لحتمية الترابط المذهبي بين الأسباب والمسبب؟ بل ألا يشكك في علمية الجمالية الماركسية نفسها والتي عدها المنظرون الحالة الوحيدة التي تحمل شروط العلم، بينما خرجت الحالات الأخرى بعيدا عن الحضرة العلمية باتجاه المثالية والصوفية وربما الترهات ( )، مدعما مقولة "ماركس" : (( ليس الصعوبة في إن تدرك أن الفن الإغريقي والملحمي مرتبطان بإشكال معينة من التطور الاجتماعي، وإنما الصعوبة أن تدرك إن ذلك الفن ما يزال يشعرنا بالمتعة الفنية، ومازال يحتفظ إلى حد ما بأهميته مقياساً ونموذجاً لا يمكن بلوغه)) ( ) .
    وبعد ذلك يخلص الدكتور (عماد الدين خليل) إلى المعضلة الجمالية بوصفها نشاطا غير مسطح، نشاطا ذا أوجه عديدة لا يمكن إخضاعه للمختبر أو القياس أو التحليل الصرف، ونعرف كذلك إن منظري الجمالية الماركسية يناقضون أنفسهم برفضهم كافة المحاولات غير الماركسية لتحليل النشاط الجمالي ( )، ويرى أن نظرية " الانعكاس" التي صاغها لينين تؤكد الرؤية الأحادية ذات المنظور الاجتماعي للنشاط الجمالي والتي وضع خطوطها الأساس (ماركس وانغلز)، رغم إن الجماليين الماركسيين يعتبروها الأساس الفلسفي لحل جميع المسائل الجذرية لعلم الجمال ، ويلخص الدكتور( عماد الدين) نظرية " الانعكاس" هو إن على الإنسان ألا يفهم الواقع كوجود بيولوجي لان الإنسان يشكل مجمل العلاقات الاجتماعية، لذلك لا يمكن أن يكون الإنسان مرآة سلبية تعكس الواقع ، ويرى أن هناك أكثر من إنسان واحد_ حشود من الناس_ تمردوا على طبقاتهم ووقفوا في صف طبقات أخرى، وانه في النشاط الجمالي بالذات، ليس بالضرورة انعكاس محتوم لمطالب الطبقة والانتماء الطبقي ( ) .
    وهو يعارض قول " لينين" (( لا يوجد هناك إنسان واحد لا يقف إلى جانب هذه الطبقة أو تلك " في الوقت الذي يفهم علاقاتها المتبادلة " أو لا يفرح لنجاحاتها أو يحزن لهزيمتها أو لا يسخط على أولئك الذين يعادون طبقة ويعيقون تطورها عن طريق الدعاية لوجهات النظر الرجعية )) ( )، ويعلق الدكتور (عماد الدين) فيما يسمى بمبدأ " حزبية الفن" ، إذ يرى إن حزبية الفن للينين تمثل أقصى درجات التناقض في النشاط الجمالي بين نظريتي الفن للقن والفن للحياة ويرى انه من الطبيعي أن يصير المضمون هو الهم الأول للجمالية الماركسية وبهذا ينسحب الشكل إلى الخط الثاني وربما العاشر، وبما إن عملية التوظيف الجمالي تقتضي الاتكاء على المضامين لكي نتحدث بلسانها، فان الأدب الذي هو أكثر الإعمال الفنية قدرة على التوظيف، كان اقرب هذه الإعمال للتنظير الماركسي، في حين كانت الفنون الأخرى كالموسيقى والرسم تعاني مما يكاد يكون إهمالا أو نفيا ( ).
    وبهذا تكون الجمالية الماركسية قد عجزت عن فهم وتفسير المعطيات الجمالية في التراث الإسلامي لقنوات الماركسية وممراتها الضيقة فالدكتور (عماد الدين خليل) لا يقدم لنا الرؤية النقدية الماركسية للجمال معترضا رافضا فحسب، بل يعلل ويوضح ويستنتج ويسوق الأدلة بما يعزز رؤيته للجمال أو الرؤية الإسلامية للجمال مشيرا إلى النقص في الرؤيتين البرجوازية والماركسية للجمال، موظفا بعض المقولات لمنظري الجمالية الماركسية مثلا ( )، (( إن الموسيقى والشعر وضعا بعد ظهور الإسلام ضمن حدود خانقة)) ( )، و(( إن المفهوم الجمالي عند الفلاسفة العرب مفاده أن الأشكال الموجودة في الكون لا بد وإنها تنبع من طبيعة هذه الأشياء ))( )، ومن المأخذ التي أخذها الدكتور (عماد الدين خليل) على منظري الجمالية الماركسية أنهم وضعوا مفكرا " كالغزالي " في خانة(الاحتمالية المثالية) ويجدون في هجوم " ابن رشد " ضده ( إظهارا لتناقص أبحاثه) كذلك أنهم يعتبرون معظم نقادنا القدامى ممثلين في أفكارهم الجمالية للطبقة الحاكمة " طبقة الإقطاعيين"( )، وان(( تعاليم اللغويين الأدباء والعرب هذه هي انعكاس وتعبير نظري عن المفاهيم الشكلية التي كانت منتشرة انتشارا واسعا في الأشعار الديوانية( نسبة إلى الديوان مكان جلوس الخليفة) ومعظمها أشعار منمقة هدفها المديح، وقد ازداد انتشار مثل هذه الأشعار في أيام انحطاط الخلافة العباسية، وقد ظهر هذا التحديد الطبقي أيضا في ترفعهم عن النتاج الشعبي المعاصر لهم مثل الأقاصيص الرائعة (ألف ليلة وليلة))) ( )، ويقف الدكتور (عماد الدن خليل) عند بعض المقولات (( إن الأفكار الجمالية التقدمية عند العرب في القرون الوسطى، كما هو الحال مع الفن نفسه، وتطورت من خلال نضالها مع وجهة النظر المثالية ضد التحديد المفروض على مختلف أشكال الأدب والفن )) ( )، وأن (( الديانة الإسلامية كان لها تأثير واضح على تطور الفنون والنظريات الجمالية عند شعوب الشرق الأدنى والأوسط ولكن هذا التأثير كان جزئيا ، فقد اوجد الأدباء العرب في العصور الوسطى نظريات ذات خصائص مميزة تدل على أن مؤلفيها لم يتقيدوا، من وجهة نظرهم، بأي مفهوم ذي صفة دينية وأكثر من هذا فان بعض النظريين الأدباء انتقدوا بشكل علني تدخل الديانة بمسائل النقد الأدبي)) ( ) .
    ويقولون (( بأن مساعي المفكرين المسلمين ذوي النزعة المحافظة فشلت في إن تضع حاجزا أمام الفن المتفائل المتصل بالحياة في فن العصور الوسطى العربية باستثناء تلك الفترات التي كانت فيها الرجعية المتطرفة هي الغالبة)) ( )، و(( إن انتشار الإسلام في الشرق الأدنى لم يحدث أي تغيير كبير في محتوى الشعر العربي الذي كان، كما كان في عصر الجاهلية، بعيدا عن الأفكار الدينية الصوفية وكان الشعر العربي في القرون الوسطى أيضا يتغنى بجميع ملذات الحياة الواقعية ))( ).
    يخلص الدكتور (عماد الدين خليل) إلى إن تلك المقولات تضع المرء نفسه إزاء استنتاجات أو تعميمات، وكأنه أمام علاقة بين الجمال وبين سلطات أوربا (الكهنوتية) في العصور الوسطى، ثنائية مصطنعة مستمدة من نسيج النصرانية المحرفة بين كافة الأقطاب، الدنيا والآخرة، الأرض والسماء، والإنسان والله، الحس والإيمان، المادة والروح ، الحرية والسلطة ، والجمال والتزهد، وهذا ليس غريبا على التحليل الماركسي في كافة المجالات من حيث القالب الواحد والتعاليم الصارمة التي تحيل دونما أي قدر من الانفتاح والمرونة إزاء حشد أكبر من الظواهر بوصفها حشودا نمطية تتحدث بلغة واحدة، فما الدين في المنظور الماركسي إلا إفراز "برجوازي"، وان معطياته حسب زعمهم تناقض قوانين التاريخ التقدمية، وتعرقلها، لذا تستوي عندهم كل التجارب التاريخية ذات الأصول والمنطلقات الدينية، سواء إسلامية كانت أم بوذية أم نصرانية، وتستوي كذلك عندهم النتائج التي تمخضت عن هذه التجارب مجالات الحياة كافة ( )، كذلك يرى انه من الأخطاء المنهجية التي يسرف الماركسيون في استخدامها التعميم، فمن خلال متابعة موضوعية لمعطيات تراثنا الأدبي يمكن ملاحظة وجود أدباء ونقاد أكدوا الشكلية كـ (قدامه بن جعفر، وأبي هلال العسكري) يقابلهم أدباء ونقاد آخرون أكدوا الشكل والمضمون معا كـ (كابن قتيبة ، والقرطاجني ، وابن سلام) كما إن بعضهم لم يفصل أساسا بين طرفي الإبداع كـ(ابن رشيق ، وضياء الدين بن الأثير) متيسرا بعدها إلى نظرية النظم لـ ( عبد القاهر الجرحاني) والقائلة بالعلاقة الباطنية القائمة بين الألفاظ والمعاني ومن اجل وضع القارئ في الصورة بعيدا عن الاعمام الماركسي الخاطئ ومن اجل تنفيذ استنتاجاته الخاطئة يرد الدكتور (عماد الدين خليل) بعض النصوص كشواهد فحسب لتجاوز ناقدنا القديم الرؤية أحادية الجانب ، وتثبيته بالشكلية على حساب المضمون( )، فابن قتيبة يقسم الشعر إلى أربعة أنماط أو ضروب (( ضرب حسن لفظه وجاد معناه، وضرب حسن لفظه وحلا فإذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى، وضرب جاد معناه وقصرت ألفاظه، ولفظ تأخر معناه وتأخر لفظه))( ) ، وابن رشيق يرى إن (( اللفظ جسم وروحه المعنى" وان " ارتباطه كارتباط الروح بالجسم يضعف بضعفه ويقوي بقوته، فان سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصا للشعر وهجنة عليه فان اختل المعنى كله وفسد بقي اللفظ مواتا لا فائدة فيه)) ( ).
    ويرى ابن الأثير أهمية الجانب اللفظي من قبل الشعراء، ليؤكد بان ذلك لا يعدو إن يكون (( وسيلة لغاية محمودة وهي إبراز المعنى صقيلا فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظهم وحسنوها ورقعوا جوانبها وصقلوا أطرافها، فلا تظن إن العناية إذ ذاك إنما هي ألفاظ فقط، بل هي خدمة منهم للمعاني))( )، أما (عبد القاهر الجرجاني ) فانه يبلغ أقصى درجات الالتحام بين اللفظ والمعنى بقوله (( لا نظم في الكلم وترتيب حتى يعلق بعضها ببعض، ويبني بعضها على البعض وتجعل هذه بسبب تلك))( )، وهذه الشواهد تؤكد أن المنظور النقدي لثنائية " اللفظ والمعنى" أو " الشكل والمضمون" قد تجاوز المشكلة منذ زمن بعيد بوصف العمل الإبداعي ليس خطابا تقريريا أو جهدا تسجيليا، أو نقلا مباشرا للوقائع والخبرات، وإنما هو خطاب مشمول بالقيم الفنية والجمالية، منزاح عن الدلالات اليومية للكلمات والتعبير وإلا ما أصبح أدباً( ).فلا يكون الإبداع إلا بتلاحم الشكل والمضمون، ويعترف (كروتشه) نفسه بان ما يدعوه بالشكل يمكن إن يدعى المضمون أيضا (( فان نقدم الفن باعتباره مضمونا أو شكلا ما هو إلا مسالة اختيار للاصطلاح المناسب_ لكن بشرط إن ندرك أن المضمون يشكل وأن الشكل يملأ_وأن الإحساس إحساس مشكل وان الشكل شكل يحس)) ( ).
    يرى د. (عماد الدين خليل) إن المذاهب المادية وعلى رأسها الماركسية اللينينية تؤمن أن الأدب والفن عموما انعكاس للموضوع على الذات ، أما المذاهب المثالية فهي على العكس من ذلك تقول انه انعكاس للذات على الموضوع، ويرى أن كليهما يقعان في مظنة الخطأ، لأنهما يضعان نفسيهما في اسر النظرة أحادية الجانب، ويتشبثان بها وهذه هي أزمة الفكر والمنهج الغربيين اتهموا العقل الشرفي بالتجزيء والتبعيض وعدم القدرة على الإدراك الشمولي والتصور الكلي، مضيفا أنهم في حقيقة الأمر هم الأكثر وقوعا في مظنة تجزئي هذه وتجاوز النظرة الشمولية التي تحمل قدرة اكبر على الاستشراف الموضوعي وصولا إلى الحقيقة( )،من جهة أخرى يشير الدكتور (عماد الدين خليل) إلى فيلسوف الجمال الفرنسي الشهير( جان ماري جويو) في كتابه " مسائل الفن المعاصر" إذ يعده نقيضا للمقولة الماركسية انفه الذكر ..انه ينطلق في تفسير العملية الإبداعية من الداخل حيث تعجز كل من البيئة والعلاقات الإنتاجية ، والظروف الاقتصادية، والتركيب الاجتماعي عن منحنا التفسير المقنع ( ) ، يقول "جويو" : (( ليس من الممكن إن يصبح الفن مسالة علم محض لأنه نوع من الخلق والعلم بالشيء غير خلق الشيء ولا يمكن إن يحل العقل هنا محل الغريزة كما يحدث عند أولئك الأطفال الرياضيين، فوظائف الغريزة والعقل هنا متباينة كل التباين)) ( ).
    أما في المنظور الإسلامي، فيرى الدكتور(عماد الدين خليل) أن ((هنالك على مساحة المادية الفطرة والنفس البشريتين طاقات وأصولا تفد عن المادية الحسية، ويجب أن تأخذ مكانها في تفسير القدرات الفنية ولا سيما إذا كان الفنان شفافا إلى درجة غير اعتيادية))( )، كذلك يرى انه يتوجب رسم حدود معينة تقف عندها قدرات الفنان عن التنبؤ لان الإسلام يرفض الادعاء بمعرفة الغيب أو رؤيته وهذه الرؤية تلتقي مع توجه عدد من المذاهب الوضعية الحديثة التي رفضت منح الفنان طاقات خارقة تفوق وجوده الذاتي والاجتماعي بكثير، ومن ثم يرى أن جمع الموضوع إلى الذات، وعدم التشنج تجاه هذا الجانب أو ذاك، وإلا نعزل مساحات التجربة الجمالية بأسلاك شائكة من أوهامنا وغرورنا إذ من خلال التقابل، الإنسان في العالم، والعالم في الإنسان تتحقق الأعاجيب وتتخلق الآداب والفنون وتنضح الأفكار( ).
    يشير الدكتور (عماد الدين) إلى أهمية القرآن الكريم في تأكيده للعقل والحواس المتزايد، إذ يمنع العالم، الموضوع، مساحته الحقيقية الكبيرة في النشاط الجمالي، ويقدر هذه المساحة تمنح للذات كذلك والاهم من هذا قوة الروح المسلمة الدينية التي يمكن أن تكون مفتاح كل معضلة فهي تمنح العقل والحواس تلك القدرات الفائقة على الفعل والرؤية والتنفيذ، وهكذا تقف الحواس والعقل والجسد جنبا إلى جنب لتصنع الجمال وتفسره ومن ورائه تقف الروح تلك الشعلة المتوهجة تشد بعضه إلى بعض لتمنح تفسيرا مقنعا للنشاط الذي عجزت سائر الخلائق الأدنى مرتبة عن الإتيان بمثله ، وتفرد به الإنسان ( ).
    إذن فالعقيدة الإسلامية تجمع بين الالتزام والجمالية في وئام وانسجام تامين ويكفي إن نعرف أنها قدمت للإنسان قيما جمالية تنمي فيه ذوقه، وقيما أخلاقية تهذب روحه، والقران الكريم شاهد على ذلك، فالروح المهذبة هي التي تعرف قيمة الجمال وتتذوقه وتتعمق في أسراره وهكذا يلتقي الدين بالفن وفي هذا الإطار، إطار الالتزام بالقيم الخلقية ، ولا سيما الدينية والالتزام بالقيم الجمالية يسير الأدب الإسلامي المعاصر محاولا شق الطريق بنتاجات عديدة على مستوى التنظير أو الإبداع في مختلف فنون الأدب من شعر، ومسرح , ورواية، وقصة


  3. #3
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    (( إن الجمال الطبيعي ليس إلا تخمينا وحافزا وحسب، أما الجمال الحقيقي فمن عمل الفن، لأنه ينبع من الحدس ويتفجر من العاطفة،

    الجمال الحقيقي هو الحقيقه ذاتها والفن يقدمه بصورة كامله باضافة الرتوش اليه ..


    أقصى درجات التناقض في النشاط الجمالي بين نظريتي الفن للقن والفن للحياة ويرى انه من الطبيعي أن يصير المضمون هو الهم الأول للجمالية الماركسية

    الفن والادب من دون مضمون لا يعني شيئا ابدا وانما يبقى صورة لاطعم ولامعنى لالوانها.




    وإنما هو خطاب مشمول بالقيم الفنية والجمالية، منزاح عن الدلالات اليومية للكلمات والتعبير وإلا ما أصبح أدباً( ).فلا يكون الإبداع إلا بتلاحم الشكل والمضمون،



    إذن فالعقيدة الإسلامية تجمع بين الالتزام والجمالية في وئام وانسجام تامين ويكفي إن نعرف أنها قدمت للإنسان قيما جمالية تنمي فيه ذوقه، وقيما أخلاقية تهذب روحه، والقران الكريم شاهد على ذلك، فالروح المهذبة هي التي تعرف قيمة الجمال وتتذوقه وتتعمق في أسراره وهكذا يلتقي الدين بالفن وفي هذا الإطار، إطار الالتزام بالقيم الخلقية ، ولا سيما الدينية والالتزام بالقيم الجمالية يسير الأدب الإسلامي المعاصر محاولا شق الطريق بنتاجات عديدة على مستوى التنظير أو الإبداع في مختلف فنون الأدب من شعر، ومسرح , ورواية، وقصة


    مقال قيم حقيقه يضع النقاط على الحروف فتعانق الفن والامضمون والتوجيه الاسلامي يعطينا مانحن بحاجه اليه فعلا
    كل التقدير والاحترام

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  4. #4
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    الاستاذة الغالية ريمة .. اشكرك على مداخلتك واعجبتني اختياراتك من الموضوع وهذا يدل على ذوق عال ورفيع .. تقبلي تحياتي واعتزازي ولا حرمنا الله من اطلالاتك البهية


  5. #5
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    الا ايها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا
    اظن ان ابا القاسم الشابي قد دخل الى علم الجمال من المدخل المنطقي المعبر عن الفطرة التي تجمل الجميل وتقبح القبيح دون المرور بالخدمة الايديولوجية لفلاسفة الغرب ورثة وثنية وصنمية روما ودعارة باريس.


  6. #6
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    الا ايها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا
    اظن ان ابا القاسم الشابي قد دخل الى علم الجمال من المدخل المنطقي المعبر عن الفطرة التي تجمل الجميل وتقبح القبيح دون المرور بالخدمة الايديولوجية لفلاسفة الغرب ورثة وثنية وصنمية روما ودعارة باريس.


  7. #7
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    المشاركات
    1,522
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الجمال والجمالية في الرؤية النقدية للدكتور عماد الدين خليل /اعداد د. ورقاء محمد قاسم

    الا ايها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا
    اظن ان ابا القاسم الشابي قد دخل الى علم الجمال من المدخل المنطقي المعبر عن الفطرة التي تجمل الجميل وتقبح القبيح دون المرور بالخدمة الايديولوجية لفلاسفة الغرب ورثة وثنية وصنمية روما ودعارة باريس.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •