آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الجغرافيا وثقافة المواطن المصري

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الجغرافيا وثقافة المواطن المصري

    تحكمت في "جغرافية" المواطن المصري ـ ويقصد به هنا ذلك الشخص الذى لم يتلق تعليما جغرافيا كافيا أو الشخص الأمي غير المتعلم علي الإطلاق ـ موروثات "مكانية" اكتسبها عن طريق المشاهدة العفوية والتجربة الحياتية ، أو عن طريق موروثاته الثقافية الفولكلورية ، فلقد اعتقد قدماء المصريين أن أرض مصر طولية الشكل بسبب امتداد نهر النيل امتداداً طوليا من الجنوب الى الشمال ، ولاشك أن "الجغرافية السلوكية" بمفهوم "السلوك الجغرافي" وليس بمفهومها المعاصر قد صبغت عقلية المواطن المصري بخصائص مستمدة من شخصية مصر الجغرافية 0
    ومن الثابت أن رتابة فيضان نهر النيل ـ أهم معلم من معالم حياة المصري ساكن وادي النيل قديما وحديثا ـ قد أثرت في شخصيته حاكما ومحكوما ، فانعكس ذلك في استبداد الأول وخضوع الثاني ، كما أن الجهل بجغرافية المكان قد أدى الى حدوث مشكلات جمة لسكان هذا المكان ، ولطالما كان اللا معمور المصري مجهولا لمعظم أبناء مصر ومن ثم ظل مكروها ، فكان منفي للمغضوب عليهم من السكان ، بل ان مناطق عديدة من صعيد مصر كانت بدورها تمثل أماكن غير معروفة الا لسكانها فقط 0
    ولأن معظم سكان مصر يجهلون أنها تواجه مشكلة سكانية حادة فإن هذه المشكلة أخذت في التفاقم عقدا بعد آخر حتى بلغت طريقا مسدودا بسبب عدم إدراك المواطن أنه سبب هذه المشكلة قبل أن يكون نتيجة لها ، وحتى إذا ما أدرك هذا المواطن أن سكان مصر يتركزون في 4% فقط من مساحتها فإنه لو طلب منه الإسهام في حلها عن طريق مغادرة محل إقامته والعيش في إحدى المدن الجديدة تراه يضاعف من المشكلة إذا ما اقتنى وحدة سكنية في مدينة جديدة واحتفظ بها حتى يرتفع سعرها ويظل يعيش في مدينته الأولي 0
    وتسهم بعض الخصائص السكانية بدورها في تكريس هذه المشكلة وتعظيمها فالجهل الجغرافي المتعلق بمشكلة سوء توزع السكان وضيق المكان لا يمنح عملية المطالبة بتنظيم الأسرة فرصة حقيقية للتحقق ، خاصة في ظل الاعتقاد العام بأن كل مشكلات الانسان المصري الاقتصادية والاجتماعية إنما تحل فقط بالهجرة الى المدن الكبرى ومن ثم يطبق المواطن ـ المتسبب في المشكلة ـ مقولة : "إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" والله سبحانه "رازق الدودة في الحجر" فكيف لا يرزق كل ما ينجبه من أبناء ؟! 0
    ولقد كان من نتيجة عدم الاتزان بين كل من النمو السكاني والنشاط الاقتصادي ومعدلات التحضر المتزايدة بسبب الهجرة الريفية ـ الحضرية أساسا أن واجهت مصر ومنذ خمسينيات القرن الحالي مشكلة النقص المتزايد في المساكن الحضرية وما نتج عنها من ظهور مستمر للأحياء السكنية العشوائية ومن ثم فقد استفحلت ظاهرة النمو العمراني الحضري العشوائي في مصر في العقود الأربعة الأخيرة ، وتعتبر أزمة السكن الحضري من أهم أسباب ظهور المناطق العشوائية في مدن مصر ، وهي الأزمة التي ظهرت بوضوح نتيجة لمجموعة من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى أدت قلة الوعي الجغرافي أو التثقيف الجغرافي الموجه نحو المواطن المصري إلي تسارعها وتركزها ومن ثم إلي حدتها وصعوبة التغلب عليها أو معالجتها ويكفي أن نعلم أن عدد المناطق العشوائية بالمدن المصرية قد فاق الألف منطقة بحلول نهاية القرن العشرين 0
    ولا تعتبر الثقافة الجغرافية في مصر جزءا من الحياة اليومية للمواطن ، ويتجلي ذلك في كم المشكلات البيئية التى يسببها ويعيش فيها ويعانى من آثارها السلبية ذلك المواطن ، وهي المشكلات التى تستنزف تكلفة معالجة آثارها قدرا كبيرا من ميزانية الدولة لو خصص لغيرها لانتقل اهتمام المجتمع من التنمية الى الرفاه الاجتماعي social welfare
    ومن أمثلة تدنى الوعي البيئي لدى المواطن المصري وجهله بخطورة مشكلة الزحف العمراني علي الأرض الزراعية ، أنه ما أن ظهر طريق محور 26 يوليو في مدينة القاهرة الكبرى لتسهيل مرور السيارات ووصولها الى مدينة 6 اكتوبر وطريق القاهرة ـ الاسكندرية والقاهرة ـ الفيوم الصحراويين حتى بدأ أصحاب الأراضي الزراعية المحيطة بهذا الطريق في تبوير أراضيهم والبناء فوقها بطريقة عشوائية واضحة :
    وليت الأمر اقتصر علي محو الأراضي الزراعية من الوجود لتقام فوقها المباني ، بل ان هذه المباني افتقرت الى أي شكل من أشكال التخطيط الحضري ، فكل صاحب قطعة أرض مهما كانت مساحتها حوّلها ـ تحت نظر القانون ـ الى مبنى حتى لو كان يتألف من حجرة واحدة 0
    ولقد كان المصري القديم في زمن الفراعنة حين تحين لحظة وفاته وحتى لا يلقى العذاب في العالم الآخر يقر بأنه لم يلوث ماء النيل ، أما المصري المعاصر في الوقت الراهن فلم يعد يعبأ بهذا الموضوع ، رغم أن الحروب المتوقعة في العقود القادمة هي حروب المياه ورغم أن رسولنا الكريم قد نبهنا الى ضرورة الاقتصاد في استخدام المياه أثناء الوضوء "ولو كنا علي نهر جارٍ" الا أن عدم الوعي الثقافي بالحفاظ علي ماء النيل واستخدامه بصورة عشوائية حتى من قبل بعض الأجهزة الحكومية قلل من اهتمام المواطن بضرورة الحفاظ علي حصة مصر من مياه النيل 0
    وكثيرا ما يعتقد بأن إيجاد البيئة الصالحة للحياة البشرية يكون عن طريق وضع القوانين المنظمة للسلوك البشرى تجاه البيئة ولما يقوم به الإنسان من أنشطة داخل هذه البيئة ، وذلك يعنى أن تكفي القوانين وحدها لتحقيق هذا الهدف ، ولكن الواقع يؤكد أنه "ليس بالتشريعات وحدها نحافظ علي البيئة" طالما يزيد ساكن هذه البيئة من تدهورها يوما بعد يوم ، ورغم أهمية معرفة المواطن أن حياته المريحة تتوقف علي استمرار نقاء بيئته وعطائها ، وأن حسن تعامله معها يزيد من هذه الراحة ، وأن "الإحساس البيئي" أمر وطني إلا أن "أخلاقيات البيئة" غير موجودة غالباً في الخلفية الثقافية للمواطن المصري ، وتتمثل "أخلاق البيئة" في مجموعة المعايير الموجِهة لسلوك المواطن تجاه مكونات البيئة لتحقيق علاقة "متوازنة" بينهما ، وهى معايير تنبع من مصادر ثقافة هذا المواطن الدينية والقيمية والقانونية 0
    وتحمل المفردات التى يستخدمها المواطن في حياته المعاشة مصطلحات ذات أبعاد مكانية فكل سكان الدولة تقريبا يستخدمون مصطلح "مصر" عند الإشارة الى القاهرة ، وليس أدل علي ذلك من استخدام الناس عند الاشارة الى محطة السكك الحديدية بالقاهرة علي أنها "محطة مصر" كما أن مصطلح "البلد" له أبعاد استخدامية متعددة ، فالمهاجر من الريف ليستقر بالقاهرة يستخدم المصطلح عند الإشارة الى قريته التي وفد منها فيقول "سافرت الى البلد في زيارة سريعة" مثلا ، بينما يقصد منطقة أخري اذا استخدم المصطلح ذاته داخل مدينة القاهرة ـ خاصة إذا كان من سكان أطرافها ، فهو يقصد بالبلد هنا منطقة "وسط المدينة" أو قاع المدينة downtown وهو أقدم مناطقها 0
    ويعتبر مصطلح " بلدياتي" مؤشرا علي تدرج "الإقليمية" لدى المواطن المصري ، فهو في خارج مصر يعتبر المصري المقيم معه "بلدياته" وإذا انتقل الى محافظة أخرى والتقي بفرد من المحافظة ذاتها وصفه أيضا بأنه "بلدياته" ، بل إنه يطلق هذا اللفظ علي من ينتمي للمدينة أو القرية التى ولد بها إذا أقاما في مدينة أو قرية أخري داخل مصر ، وفي هذا يتدرج المفهوم اتساعا وانكماشا حسب المكان الموجود فيه الشخص 0
    ويعيش المواطن المصري "جغرافية فلكلورية" نتلمسها في بعض "الأمثال الشعبية" التى تحمل مضمونا جغرافيا ، فعندما يذكر ساكن مدينة الأسكندرية أن "نوة العوة ما بعدها نوة" فإنه يعنى نهاية موجة النوات البحرية التى تجتاح المدينة وتنتهي بقدوم نوة العوة ، كما أن لفظي "بحري" وقبلي" متداولان بصورة شائعة بين أفراد المجتمع المصري ـ والعربي كذلك ـ للدلالة علي الاتجاهين الشمالي ـ نحو البحر المتوسط ـ والجنوبي ـ نحو القبلة والجبلي أيضا رياح محلية حارة تهب علي جنوب ليبيا ، وكثيرا ما يردد المصريون أن "إللي ييجى من الغرب ما يسر القلب" للدلالة علي الآثار السيئة لرياح الخماسين أو ربما للدلالة علي الاستعمار البريطاني القادم من "الغرب خلال القرنين التاسع عشر والعشرين أو الهيمنة الأمريكية لحالية في القرن الحادي والعشرين 0
    وتوجد مجموعة من الأمثال الشعبية تعكس جغرافية "شعبية" ناضجة منها المثل القائل "أبرد من مية طوبة" وهو الشهر القبطي المقابل لشهر فبراير حيث يعانى السكان من برودة الشتاء ، أو ذلك القائل "الاسم لطوبة والفعل لأمشير" والأخير يقابل شهر مارس دلالة علي التناقض بين الشهرين حيث تبدأ إرهاصات الخماسين أحيانا في شهر مارس ، وفي عودة الى البحري والقبلي يذكرنا المثل القائل "إحسب حساب المريسي وان جاك طيّاب من الله" والطياب هو الريح الشمالي بينما "المريسي" هو الريح الجنوبية التى تعرقل سير السفن الشراعية المتجهة جنوبا في النيل 0
    وفي إطار علاقة شهور السنة ببعض الملاحظات الجغرافية يأتى المثل القائل "في برمهات روح الغيط وهات" للدلالة علي اقتراب فصل الحصاد ، بينما يشير المثل القائل " في كيهاك تقوم من فرشك تجيب عشاك" الى قصر النهار وطول الليل في فصل الشتاء الشمالي ، أما "إللي ما تشبع برسيم في كياك ادعوا عليها بالهلاك" فهو مثل يدل علي أن الماشية التى لا تأكل البرسيم في هذا الشهر لا تسمن ولا تغني من جوع بعد ذلك لأنها ستظل نحيفة ضعيفة لا تنتج لبنا أو ذرية ، بينما يدعو المثل القائل " إللي يزرع درة في الناروز يبقي قولحة من غير كوز" الي زراعة الذرة قبل حلول عيد النيروز القبطي ـ عيد الربيع أو "شم النسيم" ويحدث في شهر ابريل من كل عام ـ لأن من يزرعه بعده يزرعه متأخرا فلا يجود ولا ينبت له حب 0
    غير أن المثل القائل " اللي يعيش ياما يشوف قال إللي يمشي يشوف أكتر" يحمل مضمونا مكانيا واضحا ، أو هو دعوة الى "العمومية" علي حساب "الإقليمية" فمن يستقر في مكان واحد لا يعرف شيئا عن الأماكن الأخري ، بينما تزداد معرفته كلما ارتحل بعيدا عن موطنه وسافر الى مناطق أخري "ففي الأسفار سبع فوائد" 0
    وقد تأخذ التوعية الجغرافية أشكالاً أخري غير الكتابة الجغرافية ، ولكاتب المقال عدة محاولات في توعية المواطن المصري ببعض القضايا البيئية كقضية التلوث عندما كتب :
    احرق قشك ويا كاوتشك
    هبب جوك لوث بيئتك
    إرمى زبالتك طيّن عيشتك
    بكره ما تعرف تاخد نَفَسك
    مبينا أن حرق قش الأرز المتسبب في السحابة السوداء الشهيرة التى تزور مصر سنويا لتجثم فوق إقليم القاهرة الكبرى وتكتم أنفاس سكانه ، وحرق إطارات السيارات يتسببان في تلوث الجو ومن ثم صعوبة التنفس بسبب أمراض الجهاز التنفسي0من هنا نتبين أهمية الثقافة الجغرافية في حياة المواطن المصري ودورها في حل معظم مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية 0


  2. #2
    مترجم / أستاذ بارز الصورة الرمزية معتصم الحارث الضوّي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    6,947
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي

    فائق الشكر و التقدير يا د. أحمد على هذا المقال الرائع .. يتبادر إلى ذهني سؤال لو سمحت .. هل يمكن تصنيف هذا المقال في باب الأنثروبولوجية الثقافية من منظور جغرافي إن صح التعبير .. أرجو الإفادة .

    عاطر التحية و العرفان

    منتديات الوحدة العربية
    http://arab-unity.net/forums/
    مدونتي الشخصية
    http://moutassimelharith.blogspot.com/

  3. #3
    مترجم - كاتب صحفي الصورة الرمزية هشام السيد
    تاريخ التسجيل
    14/10/2006
    المشاركات
    622
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخ الفاضل د/ أحمد
    أشكرك من أعماق قلبي على هذا التشريح الدقيق لجغرافيا المواطن المصري وثقافته عبر السنون .
    وفي إطار تعليقي على هذه المقالة التي أقل ما يمكن أن توصف به أنها رائعة بكل المقاييس ، اسمح لي يا عزيزي بطرح سؤالين لا ثالث لهما :-
    1- ترى ما هو السبب الحقيقي في عزوف المواطن المصري عن الإقامة في المدن الجديدة ؟؟
    2- ترى ما هو السبب الحقيقي في تكون السحابة السوداء ، ذاك الضيف الثقيل الذي يزرو مصر كل عام ؟؟
    وحتى أكون دقيقاً في تعليقي :-
    بالنسبة للسؤال الأول ، فقد مررت بتجربة شخصية مع إحدى المدن الجديدة المجاورة للقاهرة ، ورأيت بنفسي كم يعاني سكانها المغامرون الذين تركوا جناتهم التي يعيشون بداخلها من أجل جنات زائفة ، فلك أن تتخيل يا عزيزي أن مدينة سكنية جديدة تتألف من آلاف الوحدات السكنية لا تصل إليها أية وسيلة مواصلات من القاهرة سوى أتوبيس واحد ومرتين فقط خلال اليوم ، مرة صباحاً وأخرى مساءً ....!!!
    قال لي أحد سكلن هذه المدينة أنه أكثر من مرة يتخلف عن موعد الأتوبيس دقائق فقط ، فيكون مصيره العودة إلى مسكنه والغياب عن عمله قسراً ، والنوم طوال اليوم قهراً . هذا إذا سلمنا بجودة التشطيبات التي يدفع مقابلها المسكين من قوته ، ثم يفاجأ بأبواب مكشوفة من الأسفل وترتفع عن الأرض ما يقارب المتر ، توفيراً للأخشاب ودعماً من جهاز المدينة إلى المقاول المسكين !! وكذلك دورات مياه لا تستطيع دخولها بسبب الخيرات التي تهبط عليك من الأعلى و... و.... و ... ، وقائمة السلبيات التي لا تنتهي . فما ذنب المواطن المغلوب على أمره الذي يرضى بدفن نفسه حشراً داخل وحدة هي مدفونة في الأساس داخل كرتون مهتريء مليئ بالبشر ، ولا يرضى بالذهاب إلى الجنة أقصد ( المدينة الجديدة) ؟؟ بربك أجبني .
    أما بالنسبة للسؤال الثاني ، فقد حاولت تفسير تلك الظاهرة ولكني منيت بفشل ذريع ، وأتمنى أن تتحفني بإجابة شافية لما يدور في خلجات نفسي عن هذه السحابة التي تتمتع بذكاء فطري حاد ، فتترك الأماكن التي يحرق فيها قش الأرز ويجتمع فيها الدخان وتتكون السحابة في أماكنها ثم تتحرك قاصدة القاهرة رغبة منها في الإقامة والتمتع بمميزات العاصمة ، لماذا لا نراها إلا فوق القاهرة رغم تكونها في محافظات أخرى ؟؟
    أتمنى ألا أكون ضيف ثقيل على صفحتك الرائعة .
    تحياتي لشخصك الكريم

    قمة الصبر أن تسامح وفي قلبك جرح ينزف..
    وقمة القوة أن تبتسم وفي عينيك ألف دمعة

  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي تحية ود وتقدير

    الأخ الكريم معتصم..تحية ود وتقدير..يمكن ذلك بالطبع (أنثروبووجيا ثقافية) ويمكن أيضا إدراجه تحت باب (الجغرافيا الشعبية)...تحيتي وشكري لمرورك العاطر


  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي شكرا لكم

    الأخ الكريم هشام شكرا لكم علي قراءتكم الواعية واهتمامكم..بعدما قرأت تعليقك مباشرة لفت نظري أمر مهم وهو سؤالك [لماذا لا نراها إلا فوق القاهرة رغم تكونها في محافظات أخرى ؟؟] أرجو أن تعلم أيها العزيز أن آفة مصر أن أسباب نكساتها وأزماتها وهوانها علي الناس (تتكون في محافظة أخري ولا نراها إلا فوق القاهرة)..وهذا قدر مصر منذ الأزل..فلماذا تستغرب ذلك من (سحابة سوداء) بسيطة..تطبق علي أنفاسنا في الموعد ذاته الذي نحتفل فيه بالذكري السنوية لوفاة (العبور العظيم) في أكتوبر من كل عام ولماذا لا تقول أن السماء تكتسي بالحزن علي تفريطنا في أعز ما حققناه بعد أن خصصناه وطبعناه وانزلق ما لا يقل عن ثلث تعداد شعبنا إلي ما دون خط الفقر بفضل حكومات جاهلة بجغرافية بلدها متتالية متعاقبة..ومن هذه النقطة أنطلق إلى إجابة سؤالك الأول : ما هو السبب الحقيقي في عزوف المواطن المصري عن الإقامة في المدن الجديدة ..الحقيقة أخي الكريم أن المدينة الجديدة لها هدفين رئيسين هما :إما تكون قطب تنمية growth/development pole/ center أو قطب تخفيف relief pole وقد فشلت حكوماتنا الجاهلة المتتالية المتعاقبة في تنفيذ أي من هذين الهدفين فلم توفر في المدن الجديدة عوامل الجذب التى تجعلها مناطق جاذبة للسكان بل تراكمت في هذه المدن عوامل التنفير من سكناها (كما ذكرت أنت بعض الأمثلة) بل وأصبح بعضها يعاني من العشوائيات..أما المناطق الترفيهية والسينمات والدريمباركات والديزنيلاندات والاستثماري من المستشفيات والمنتجعات والقصور والفيلات فهي متوفرات لأهل الصفوة وللعائلات العظيمات (فيلا لعظيم) وملعون أبو الفقير..يغور ف داهية..ف 60 داهية فنحن في زمن العولمة والخصخصة والانفتاح والتطبيع موش ناقصين وجع دماغ..وللعلم يزداد تعداد الشعب المصري في كل عام نحو 1.2 مليون قادم جديد ومن مفارقات القدر وتطبيقا لمقولة مصر أرض التناقضات the land of paradox فإن المدن الجديدة في مصر (30 مدينة) وبعد 30 سنة من إنشاء الجيل الأول منها (1975) لم تتمكن من استيعاب (زيادة سكانية سنوية واحدة) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    الموضوع كبير وخطير ويحتاج الي حديث طويل...شكرا لكم علي حسن متابعتكم وأرجو لكم التوفيق والإقامة السعيدة (داخل القاهرة)...واسمح لي أن أهديك قصتي :الملك د0 فنديس


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •