أسرى بك الله
أسـْرى بكَ اللهُ للأقصى منَ الحرم ِ = يا سيّـدَ الخلقِ يا مـُهدىً إلى الأمَمِ
في عتمةِ اللّـيلِ بعدَ الكربِ والكمدِ = منْ جاهلِ القومِ تبكي جارحَ الكَلِمِ
ما أنْ دعوْتَ إلهَ الكونِ في حزَنٍ = منْ غيرِ شكوى تعاني منتهى السَّـدَمِ
حتّى أتاكَ بأمر ٍ منهُ في عجَلٍ =أنْ لستُ أتركُ أحبابي الى الضِّـيَمِ
جاء الأمينُ ببشرى ذاتِ مكْرُمَةٍ = فيها دُعيتَ إلى الرحمان ذي النِّـعَمِ
هذا البراقُ بكلِّ الحبِّ أخضعهُ = فاركبْ براقاً مسجىً ليسَ كالبَـهَمِ
سمْـكُ السّماءِ وكلُّ الكونِ مؤْتـلقٌ = أهلاً بسارٍ ومرحى موطئَ القَـدَمِ
في كلِّ خطْـوكَ كانَ النورُ منبعثاً = تأتي المكانَ فيـُمحى حالكُ الظُّـلـَمِ
نورٌ منَ اللهِ هذا النورُ خصَّ بهِ = بالفضلِ وجهكَ دونَ العُـرْبِ والعجَـمِ
خيرُ اللـّيائلِ بعدَ (القدرِ ) منزلةً = فيها رأيتَ منَ الإبداعِ والنُّـظُـمِ
منْ خيرِ أرضٍ إلى قدسِ البلادِ وقدْ = كانَ اللّـقاءُ برُسلِ اللهِ ذي الكرَمِ
صلـّـيتَ في أنبياءِ اللهِ كلـِّـهِم =كنتَ الإمامَ وبينَ القومِ كالعلـَمِ
ثمَّ انطلقتَ إلى الباري لموعدهِ = في مقعدِ الصِّـدْقِ لا يحصى منَ العِظـَمِ
قالَ الأمينُ تقدّم دونما أحدٍ = في غابِ حجبٍ كثيفِ الغُـصنِ كالأجـُـمِ
ها قدْ وصلنا إلى ما ليسَ في خلـَدٍ= فادخلْ إلى روْضة الأنوار ِِ وابـْتـَسِـمِ
هذا مـُقامكَ قربَ العرشِ منتظرٌ= لا ينبغي أبداً إلاّ لذي الشِّـيَمِ
ما أنْ دنوتَ إلى المولى وحضرتهِ = حتـّى تدلـّيتَ في روْحٍ منَ النـّسَم
قابٌ لقوسينِ أو أدنى فلا عجبٌ = فضلٌ منَ الله فضلٌ غيرُ منعدِمِ
ماذا سمعتَ وماذا قدْ رأيتَ بها = عينَ اليقين وما كانتْ منَ الحُـلـُمِ
منْ آي ربّـكَ سواها بلا وصبٍ = فهوَ المُـعظـَّمُ باريها من العدَمِ
معراجُ أحمدَ والإسراءُ مجتمعاً = ذكرى ستـُذكرُ في الأمثالِ والحكـَمِ
لا مثلها حدثٌ يأتي فيـُشبهها = ما هبـّتْ الريحُ أو ما جاء من دِيـَمِ
هذي حروفي إلى الهادي أقدمها = حبّـاً وإنّـي بحبلِ الله مُـعْـتـَصَمي
فيها الرجاءُ فهلْ تشفعْ لذي خطأ = منْ سيّئِ القولِ والأفعالِ واللـَّمَـمِ
إنَّ الشَّفاعةَ ترجى منكَ في خجلٍ = فاشفعْ بحقِّ إلهِ اللـّوحِ والقلمِ
بقلم :
رفعت زيتون
المفضلات