في لقاء تكريمي نظمه منتدى الإبداع الأدبي
مثقفون يشيدون بشاعر المقاومة محمود درويش

نظم المنتدى الوطني الجواري للإبداع الأدبي أمسية السبت بالمكتبة الوطنية لقاءا تكريميا للشاعر الكبير محمود درويش شارك فيه نخبة من المثقفين والشعراء، وارتأى القائمون على هذا اللقاء أن يكون وقفة تقدير وعرفان لشاعر المقاومة الذي رحل مؤخرا بعدما كتب اسمه بحروف من ذهب
في ديوان الشعر العربي.

ذكرت رئيسة اتحاد النساء الفلسطينيات خضراء العايدي في مداخلتها بالدور الكبير للشاعر محمود درويش في دعم المقاومة الفلسطينية فهو الذي خط وثيقة الاستقلال خلال دورة المجلس الفلسطيني في الجزائر عام 1988 ووصفته المتحدثة بصانع حدود ثورة فلسطين ونبراس القصيدة، وذكرت العايدي بجملة من المواقف الذي اتخذها درويش منها انسحابه بعد اتفاق أوسلو لعدم قناعته مبرزة تأثير قصائده على الصهاينة الذين استدعوه للمحاكمة، وتحدث الأستاذ طاهر بن عيشة في مداخلته عن التجربة الشعرية لمحمود درويش وأكد أن الأدب الفلسطيني جسد هموم شعبه والعرب وأضاف بن عيشة"محمود درويش كان منتوجا غريبا وفريدا في التاريخ هو ابن النكبة وذكر بن عيشة ببرنامجه الإذاعي"من أدب الثورة" الذي كان يعده في الستينات والسبعينات والذي استضاف فيه نخبة من الشعراء الفلسطينيين: سميح القاسم، حافظ عليان، محمود درويش ، فيما تناول الدكتور محمد الميلي في ورقته مكانة محمود درويش الشاعر والإنسان مؤكدا أن النموذج الذي أراد درويش أن يتحداه هو نموذج الشعر الغربي العالمي وليس نموذج الشعر العربي
وأشار الأستاذ عبد العزيز بوشفيرات في مداخلته إلى العلاقة الروحية بين درويش والقصيدة الحاملة لِهم الجميع.. قضية فلسطين والعرب مما جعله يصل بهذه القصيدة إلى مصاف كتاب الملاحم الخالدة عبر مسار حياة لم تعرف الهدنة أبدا وصولا إلى الانكفاء على الذات،فكانت- يضيف بوشفيرات- أواخر كتاباته تأملية كما فعل ابن عربي وأبا حيان التوحيدي في فلسفة الوجود والحياة وحكمة الرجل الصوفي في تعبده داخل مملكة الكلمات المشحونة بالمعاني المبلورة لروح العصر بكل ما يحمله هذا العصر من نكسات وانكسارات ليبقى وحيدا يستنهض ما تبقى من حشاشة الروح.."
وشارك في هذا اللقاء التكريمي نخبة من الشعراء من ضمنهم الشاعر رشدي رضوان الذي قرأ قصيدة بعنوان "مرثية إلى محمود درويش " كان قد كتبها قبل عام عندما كرم درويش في القاهرة في وقت كان فيه العالم العربي يعيش ضروفا استثنائية صنعتها الحرب، كما قرأت الشاعرة شفيقة لوعيل قصيدة " مرثية الوجع الأخير " عبرت من خلالها عن تأثرها العميق برحيل شاعر المقاومة محمود درويش، ومن جهته استحضر الشاعر حسين عبروس في قراءاته مكانة الشاعر الذي رحل وترك صفحات بيضاء في ديوان الشعر العربي كما أمتع الشاعر الشعبي توفيق ومان الحضور بقصائده التي تناولت الواقع العربي من خلال قصيدة " وين العرب وين " وقصيدة "بيروت"
وا قدم المسرحي العراقي فضل عباس تركيبا شعريا يجسد أوجاع الأمة العربية ومأساة الشعبين العراقي والفلسطيني، فامتزجت الكلمات الصادقة بالأداء المسرحي المتميز.
ومن جهتها رثت الشاعرة الفلسطينية مها الصلاح درويش بقراءة قصائد من دواوينه الشعرية.

بقلم : عقيلة رابحي "رئيسة المنتدى الوطني الجواري للإبداع الأدبي"
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي