آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: شمولية الغرب واغتيال الثقافة

  1. #1
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي شمولية الغرب واغتيال الثقافة

    شمولية الغرب ... واغتيال الثقافة *



    شكل ما يسمى "بالنظام العالمي الجديد" حلقة تطور نوعي في مسار الحضارة الغربية، وهو ليس سوى مأزق هذه الحضارة التي شملت الإنسان والكون بإخضاعهما إلى التطورات التكنولوجية.
    كما شكل التأسيس الثقافي البنيان لهذه العقلية الغربية التي تعاطت مع الثورة الكوبرنيكية إلى فوكوياما الذي ألّه الآلة باستثناء بعض صرخات المفكرين التائهة التي استوعبت الانحدار الإنساني والتي امتصتها السلطة.

    لقد نقضت الثورة الكوبرنيكية النظرية البطليموسية المأخوذة كركيزة إيمان من قبل الكنيسة ليخلع الإنسان عن عرشه كصاحب قيمة مطلقة.
    وهذا الأمر لم يحصل عند الحضارات الأخرى، كما أن الحضارة الإسلامية سبق لها ونقضت البطليموسية قبل ذلك بقرون.
    وهنا يمكن لنا التوقف عند عمل ديكارت التأسيسي الذي أكد الثنائية القديمة، ثنائية العقل والمادة. كما يرى ديكارت أن كل حدث يمكن تفسيره عن طريق قوانين ميكانيكية حسابية، وسرعان ما امتد أنموذج ديكارت من الكائنات غير البشرية إلى الكائنات البشرية. وهكذا نشأت نقطة التفكك المحتومة، بل القاتلة في الفكر الغربي في حالة ديكارت وخلفائه.
    لقد اتخذت الآلة الوحش نموذجاً للكائن الحي، وجعلت الثنائية من الإنسان روحاً مطعمة في ميكانيكيا جثة (متسافدة) بشبح على ما يقول غارودي.
    والناحية الثانية المهمة هي أن الكوجيتو الديكارتي لم يقر بالوجود بأي شكل من الأشكال ولم يحل الصلة بين الإنسان والعالم. لينتهي ديكارت إلى عالم غاليلو الرياضي الميكانيكي، عالم لا يفسح المجال لحرية الاختيار أو الجمال أو الغائية. إضافة إلى أن هذا العالم لم يقدم دليلاً على وجود الله ولا على وجود روح في الإنسان.

    لقد زاوجت الذهنية الثقافية الجديدة بين الإنسان والآلة والخضوع السياسي للدولة لحل مشكلة الصراع بين بني الإنسان كما عند هوبز، الذي يعتبر بأن الدولة يجب أن تكون دكتاتورية مطلقة لكبح أهواء الناس. فالغرب اعتمد على فكرة التقدم العلمي لحل كل مشاكل الوجود، حيث بات العالم مملكة لملك هو العِلم. لقد وعدنا العلم بالقدرة الكلية وبالجبروت، فها هي الآلة تؤمن منذ القرن السادس عشر أكبر هيمنة شاملة في التاريخ البشري مستخفة بجميع الأبعاد الإنسانية، كما جعلت (الآلة) هذا الغرب أكبر مجرم في التاريخ كما يقول غارودي عن طريق إبادة الحضارات والشعوب.
    أصبح نمو الغرب مشروط بتخلف الحضارات الأخرى وغناه شرط لنهب ثرواتهم. ومن خلال ذلك بدأت إرهاصات شمولية جديدة تعتمد إعتماداً مطلقا على العلم، وأن كل مشكلة لا يحلها العلم هي زائفة حيث يغيب البعد الإنساني بالمطلق.

    تساوق الإيمان بالتقدم العلمي مع التغيرات الثقافية التي جعلت من الإنسان إنسانين وما نسميه جدلية العبد والسيد، والغرب هو السيد المعطاء، وبقية العالم تعتمد عليه سياسياً وتكنولوجياً.
    وحلت الفلسفات المادية محل الفلسفات الدينية ليصير (فاوست) رمزاً مأساوياً للثقافة الغربية كما يقول غارودي وهو شعار الحضارة الجديدة.
    بدماغك القوي... صِر إلهاً .... سيد العناصر وربها.
    استبعد البعد الإلهي الذي يربط الإنسان بالكون في غائية هي وحدها يمكن أن تكون الحقيقة المطلقة الموجودة في عمق الجبلة والتي تؤكد بأن للحياة والتاريخ والعالم معنى، وأن كل الفلاسفة الذين جعلوا من علوم الطبيعة والتجريب منهجاً يطبق على السلوك الإنساني لم يختلفوا كثيراً عن ديكارت في تطبيقه قوانين الميكانيكا على السلوك الحيواني أو السلوك البشري عند ( لاميتري).
    ومن ضمن هذا المنظور بتنا نرى الوجه البشع للعلم الذي يقطر تسلطاً كما لاحظ (يورجين هابرماس) فالعلم بدلاً أن يكون في خدمة الإنسان صار مدمراً للإنسان نفسه ولم يعد سوى نشاط هدفه الربح والسيطرة والاستغلال في الثقافة الغربية.
    ما انتهى القرن التاسع عشر إلا وكان الله قد مات عند الغربيين، بل قتله الإنسان (الغربي) كما يقول نيتشه وسارتر والذي اعتبر غارودي أيضاً بأن موت الإنسان في الغرب ترافق مع موت الله.
    لقد انتهى الغرب إلى عبادة إله ميت يسمح بقيام الوسائل والتقدم الذي أخذ دور أفيون الشعوب.
    وكان (نيتشه) الأكثر استشرافاً للمسارات الغربية ولعمليات الوهم هذه. لقد جلست الآلة على عرش الألوهية الغربية محل الله الذي انتزعه الإنسان الغربي من قلبه لعبد صنم هو صنعه.
    وهكذا يدخل الغرب في نفق العدمية التي أسس لها ديكارت وغاليلو في القرن السابع عشر.
    إن فكرة العود الأبدي عند نيتشه هي أقوى تعبير عن مستقبل الغرب وإلحاده. والسقوط هو الخطوة الأولى في هذه السيرورة. لقد فتحت الثورة الصناعية أمام الإنسان في الغرب أبواب الرفاهية والمادية، وكأن الإنسان قد أطلق بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي عفريتاً لم يعد بوسعه السيطرة عليه أو إعادته إلى القمقم.
    ارتبط التراجع الغربي بمأزق إنساني لم تنته آثاره حتى اليوم، وكان وحده هو الحقيقة التي تبهر الجميع. وكانت الآلة كعقل تمارس فعلها لتصيب أول ما تصيب إنسانية الإنسان.
    لقد كانت النظرة الثقافية الشمولية تسعى إلى نوع من التوفيق بين جموح الآلة وتطلعات الإنسان كنوع كما عند راسل، حيث اعتبر أنهم يغفلون عن حقيقة مهمة هي أن هذه المشاريع كلها تقضي جهداً إنسانياً وينبغي أن تخدم أهدافاً إنسانية.
    لقد وضع شبنغلر النقد الجذري لأسس الحضارة الغربية في موضع الاتهام، من خلال انعكاس التجربة المادية التي تقودها الآلة على الوعي الإنساني. وكذلك تبعه أشفيتسر الذي اعتبر أنه يخطئ من يظن بأن أزمة الغرب هي الحرب. كان اتجاه الآلة وتوسعها أكبر من يحد لهذه التنظيرات، وكانت الحرب العالمية الثانية تشكل هروباً إلى الأمام بحيث الأمور ازدادت وضوحاً من جميع الجهات. وظهر واضحاً ما ينتهي إليه التطور التكنولوجي، فقد ذاق البشر طعمها المر في هيروشيما وناكازاكي وهذا لينذر بما هو أخطر من كل شيء وهو تدمير الكون.
    وبات كل شيء يحال إلى الوجود في مقابل الكينونة كما في ملخص فلسفة (هيدغر)، كأننا أمام هروب من الكينونة إلى الوجود، أو كما يقول غارودي من العلم إلى العلموية.
    فما يدعى خطأ أضرار العلم، لا يصدر عن العلم وإنما عن فلسفة تجعل من العلم ديناً لا تجهر على الجهر باسمه.

    بدء العمل بإيديولوجية واحدة ترتبط بالإله الآلة وتعمل على تغيير عالمي تقوده رأسمالية ناهضة، قوامها ثالوث المال والنجاح والرياضة.
    وهذا ما نظّر له بريجنسكي في كتابه الأهم ( بين عصرين أميركا والعصر التكنوتروني) الذي صدر عام 1970م.
    حيث أعتبر بريجنسكي بأنه لا مجال للأديولوجيا إلا في حدودها التي لا تصطدم مع مأسسة العالم.
    والأكثر خطورة وأهمية من ذلك أننا نجد حالياً اهتماماً واسع الانتشار بإمكانية التأثير البيولوجي والكيمائي فيما كان يعد حتى الآن جوهر الإنسان الذي لا يمكن تغييره.
    بدأ الغرب يتحدث عن إنسان يصنعه بيده ويحدد ذكائه وميوله ورغباته وجنسه مسبقاً عن طريق الأدوية، فالإنسان سوف يعيش بشكل متزايد في بنية من صنعه.

    إن أساس الرؤية الجديدة لعصر ما بعد الصناعي يقوم على القدرات الفائقة للولايات المتحدة والتي يشكل برنامجها النووي الرهيب عنصر حماية لها.
    على أن النوع الإنساني وإن كان عقبة في طريق الرأسمالية فإنها تطمح إلى السيطرة عليه عبر كثير من الوسائل والمخططات.
    حيث إن الهدف البعيد الذي يعمل على تحقيقه هو إيديولوجية ضمنية تحوّل من الداخل كل الأفكار والإيديولوجيات وتجعلها متوافقة حتى عندما لا يكون ذلك منطقياً. كإفراغ الديانات الثلاثة الكاثوليكية والبروتستانتية والدين اليهودي، حيث تحولت من الداخل تعبر عن نمط الحياة الأميركية. مع المفارقة الواضحة بهشاشة الثقافة الأميركية وسطحيتها ولا يهمل مغزى أن يحمل كتاب (بلوم) ( إغلاق العقل الأميركي) الناقد لحضارة الغرب.

    تحاول نظرية (الحتمية البيولوجية) إقامة نظام كلي لتفسير الوجود البشري، وأصبح البشر حركة جزئياتهم فليس من قيمة يمكن أن تسبغ على الإنسان السلعة، وما عاد للبشر أرواح ينبغي العمل على خلاصها.
    إن الانعكاس الثقافي يدور في فلك فارغ يقع الإنسان ضحيته لأسبقية الجينات على الوجود، لنقف أمام ديانة سرية تمثل فاشية ( تكنوقراطية) ستؤدي إلى الكارثة كما يقول ( أريك فروم ) ولا أمل بالعودة إلى ما هو أصيل في الإنسان. وضمن هذا الفهم يمكن أن نضع أفكار فوكوياما عن نهاية التاريخ وهو نفسه بمكوناته وأطروحته يشكل الدليل على السياق الحضاري الغربي، الذي يعمل على إلغاء الثقافة والعمل على الحتمية البيولوجية، حيث لا ينتهي التاريخ بل يتعفن كما يقول غارودي في نتاجه ( تعفن التاريخ ) الذي فيه نوع من الرد على فوكوياما.
    كما أعتبر ( توكفيل ) بأننا ندخل مع الرأسمالية الأميركية في أشد أنفاق (التوتاليتاريا) ظلمة حيث تغتال الثقافة ويفصل الإنسان عن وعيه ولا يبقى إلا ذلك النوع من الإرهاب الإعلامي. لم تعد المسألة مسألة تغيّر العالم، بل مسألة انهياره فكيف يمكن الركون إلى الذين يتحدثون عن مسألة ما بعد الحداثة. وإنه لذو مغزى كبير أن يربط (بريجنسكي) بين سيطرة الغرب الفكرية وبين انتشار الجينز والديسكو. لقد انتهى الفكر إلى نمط عيش وسلوك والمقصود أساساً هو سيطرة الثقافة الغربية. وليس هناك ثقافة صالحة أو طالحة إلا بمقدار ما تمد المجتمع بالقوة كما يقول (سكينر) وهذا يؤكد بأن الحداثة وما بعدها حلقة تطور لمشكلة البنى الذهنية الغربية.
    تتلاشى الثقافة وترتبط وهي متلاشية بالبنى السلطوية، التي تعيد استهلاكاً دائماً وتبقى السلوكيات وأنماط العيش تحمل بدلالاتها مدى استبطان الأنموذج الغربي. لذلك قبل أن يختار دعاة الديمقراطية الغربية هذا الخط عليهم أن يجيبوا عن السؤال المهم، وهو هل أنهم يختارون أن يكونوا مصنوعين أم لا ؟ هذا ما نفسر به الظاهرية الغربية في العالم العربي، وهو تحول قسم كبير من عتاة الثوريين اليساريين.. بطرفة عين إلى قلاع اليمين والرأسمالية الجديدة، وليس في الأمر غرابة، فنمط العيش اختيار !
    ومن هذه النقطة بالذات يبرز الاختلاف الحضاري بين الإسلام والغرب، إنها أساس الرؤية الكونية إذ إن المسألة تتعلق بحرية الإنسان وكرامته، وإن القرآن الكريم الذي استعمل بشكل حثيث في دعوته إلى عملية الوعي مصطلحات التبصّر والتفكّر والتعقّل .. وغير ذلك من المصطلحات المثقلة بالتأكيد على قدرة وإرادة الإنسان، بحيث أنه لا وجود في المجتمع الإسلامي إلا للإنسان الحكيم أو المتبصر وإلاّ فإن مقومات المجتمع ستكون معرضة للانهيار، ونرى هذا التحديد عند جلال الدين الدواني في كتابه (أخلاق جلالي) ولتكن الجرأة على الاعتراف بأن معركة الإسلام في نطاقه الاجتماعي هي في هذا الإطار وهو تحدي الوجود والكينونة معاً.
    لقد زاوجت الذهنية الثقافية الجديدة بين الإنسان والآلة والخضوع السياسي للدولة لحل مشكلة الصراع بين بني الإنسان كما عند هوبز، الذي اعتبر بأن الدولة يجب أن تكون دكتاتورية مطلقة لكبح أهواء الناس.
    واعتمد الغرب على فكرة التقدم العلمي لحل كل مشاكل الوجود، حيث بات العالم مملكة لملك هو العلم.
    لقد وعدنا العلم بالقدرة الكلية وبالجبروت، فها هي الآلة تؤمن منذ القرن السادس عشر أكبر هيمنة شاملة في التاريخ البشري مستخفة بالأبعاد الإنسانية.



    * تلخيص لبحث أستاذنا الدكتور محمد صادق فضل الله؛ المنشور في كتابه: المراودة الفكرية بين الإسلام والغرب، بيروت، ط1، 2004م. دار الأمير للثقافة والعلوم. وننشره هنا تعميماً للفائدة.

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد حسين بزي ; 26/08/2008 الساعة 02:07 AM
    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    08/08/2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    لقد وعدنا العلم بالقدرة الكلية وبالجبروت، فها هي الآلة تؤمن منذ القرن السادس عشر أكبر هيمنة شاملة في التاريخ البشري مستخفة بالأبعاد الإنسانية.
    أستاذنا الحبيب محمد حسين بزي
    السلام عليكم
    هذا ما وعد الغرب به البشرية!!!!!!!!
    ولكن الغرب (المُستعلم) أخفى خلف كل هذه الشعارات نزعته العدائية للشرق عامة وللعالم الاسلامي خاصة، وقد تمثلت هذه العدائية المتخفية بالعلم والديمقراطية باستعمار الشعوب المستضعفة، ونهب ثرواتها وزرع الفتن بين مكوناتها الاجتماعية والثقافية.
    هذا الغرب (الآلة) لم يحفظ الجميل الذي قدمه له علماء المسلمين وفلاسفتهم من أمثال الكندي والفارابي وابن رشد، من خلال حفظهم لتراث اليونان الفلسفي والفكري، وقيامهم بتهذيبه وشرحه حتى وصل الى الغرب خالياً من الشوائب، ومصوناً من التحريفات.
    وبعد هذا كله ينسب الغرب نفسه (حضارياً) للإغريق، متناسياً جهد الفلاسفة المسلمين في شرح وتهذيب ذلك التراث الهائل، وإضافاتهم الهامة عليه، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على تلك النزعة العدوانية، التي قامت عليها ما سمي بالنهضة الفكرية والثروة الصناعية على امتداد قرنين من الزمن.
    الغرب الآن بعد أن كان صانعاً للآلة، أصبح موظفاً عندها بامتياز، ولك في النقد الذي مارسه روجيه غارودي خير شاهد على ما أقول.
    أخيراً أخي محمد لك مني كل المحبة وجميل الثناء على نشرك هذا البحث الذي آمل أن يأخذ حقه من الحوار على صفحات واتا.

    الحياة وقفة عزّ فقط

  3. #3
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال رزق مشاهدة المشاركة
    لقد وعدنا العلم بالقدرة الكلية وبالجبروت، فها هي الآلة تؤمن منذ القرن السادس عشر أكبر هيمنة شاملة في التاريخ البشري مستخفة بالأبعاد الإنسانية.
    أستاذنا الحبيب محمد حسين بزي
    السلام عليكم
    هذا ما وعد الغرب به البشرية!!!!!!!!
    ولكن الغرب (المُستعلم) أخفى خلف كل هذه الشعارات نزعته العدائية للشرق عامة وللعالم الاسلامي خاصة، وقد تمثلت هذه العدائية المتخفية بالعلم والديمقراطية باستعمار الشعوب المستضعفة، ونهب ثرواتها وزرع الفتن بين مكوناتها الاجتماعية والثقافية.
    هذا الغرب (الآلة) لم يحفظ الجميل الذي قدمه له علماء المسلمين وفلاسفتهم من أمثال الكندي والفارابي وابن رشد، من خلال حفظهم لتراث اليونان الفلسفي والفكري، وقيامهم بتهذيبه وشرحه حتى وصل الى الغرب خالياً من الشوائب، ومصوناً من التحريفات.
    وبعد هذا كله ينسب الغرب نفسه (حضارياً) للإغريق، متناسياً جهد الفلاسفة المسلمين في شرح وتهذيب ذلك التراث الهائل، وإضافاتهم الهامة عليه، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على تلك النزعة العدوانية، التي قامت عليها ما سمي بالنهضة الفكرية والثروة الصناعية على امتداد قرنين من الزمن.
    الغرب الآن بعد أن كان صانعاً للآلة، أصبح موظفاً عندها بامتياز، ولك في النقد الذي مارسه روجيه غارودي خير شاهد على ما أقول.
    أخيراً أخي محمد لك مني كل المحبة وجميل الثناء على نشرك هذا البحث الذي آمل أن يأخذ حقه من الحوار على صفحات واتا.
    الأستاذ النبيل جمال رزق
    بعد التحية والاحترام

    جميل ما قرأت، وأتمنى أن أستفيد دائماً من تعليقاتك الرصينة.
    سلمت ودمت

    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    08/08/2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي

    أخي محمد
    السلام عليكم
    بل أنا من استفاد يا صديقي.
    لكن لماذا لا تنشر أبحاثك هنا ولو ملخصة؟
    أرى أنه من المفيد جداً نشرها.
    لك احترامي الدائم

    الحياة وقفة عزّ فقط

  5. #5
    ناشر وشاعر الصورة الرمزية محمد حسين بزي
    تاريخ التسجيل
    12/03/2007
    المشاركات
    578
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأستاذ النبيل جمال رزق
    بعد التحيّة والاحترام

    لا أظن أنه من المفيد نشرها هنا، وكما تعلم؛ ليس لدي وقت للردود والنقاشات، وهذا ما يستدعي أن أقصر مع الزملاء الكرام.
    شكراً لحسك الرفيع، ودمت عزيزا

    إلهي علمني كيف أحيا..؟
    لأتعلم كيف أموت.





    محمد حسين بَزِّي

  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    08/08/2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: شمولية الغرب واغتيال الثقافة

    أخي محمد
    طيب.. ما رأيك أن أنشر ما بحوزتي منها.. وأكفيك النقاشات ؟

    الحياة وقفة عزّ فقط

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •