الصحافة الكردية في سوريا
الدور – الواقع – المقترحات


حواس محمود

تشكل الصحافة عنصرا هاما وأساسيا من عناصر الاعلام المعاصر ، اضافة الى الاعلام المرئي والمسموع ، فالصحافة تشكل الاعلام المقروء ، ولا يمكن الاستغناء عن هذا الاعلام الذي يؤدي دورا هاما في عملية التثقيف والتنوير لدى سائر الشعوب والقوميات والأجناس على وجه المعمورة ، ونحن كأكراد يهمنا جدا وجود صحافة تتناول واقع وهموم شعبنا وثقافته وتراثه الذي تعرض ويتعرض للتشويه والسرقة
والتحريف والتجاهل ، لذلك فان الصحافة تقوم بدور التنوير والتثقيف والتوعية وتبيان الفلكلور والتراث والحفاظ عليهما ، وتسليط الأضواء على الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والتركيز على نقاط الخلل والخطأ ووضع الحلول والعلاجات الناجعة ، من أجل النهوض بالعملية الثقافية وبالتالي بالعملية الحضارية ، للارتقاء الى مستوى الشعوب المتحررة والمتقدمة في العالم ، والصحافة بالاضافة الى الى تسليطها الأضواء على الفلكلور والتراث تقوم بعملية متابعة النتاجات الحديثة – الاصدارات الحديثة – في مجال الأدب ( شعر- قصة – مسرح - ) وفي مجال الفكر ( الفلسفة – الأيديولوجيا – السياسة ) والصحافة تعطي لوحة واقعية عن مسيرة الثقافة الكردية محليا واقليميا ودوليا ...
ولكي يكون للصحافة الكردية دور كبير في المجتمع الكردي لا بد لنا من تسليط الأضواء على واقع هذه الصحافة ( أي الصحافة الكردية في سوريا )واقع الصحافة الكردية في سوريا :
من ناحية الشكل والنواحي الادارية .. يمكن القول بأن التوزيع قليل وهناك غياب نسبي للمؤسسات الداعمة للصحافة ، ما يتم نشره عبارة عن جهود أفراد ، وفي حال وجود مؤسسة داعمة هذه المؤسسة تكون حزبية وليست ذي منبع أهلي ، وهناك فرق بين المؤسسة الحزبية والمؤسسة الأهلية كالجمعيات والنوادي الثقافية ، وهناك تقطع في صدور الدورية ، أحيانا نجد أن الصحيفة قد صدرت وبعد فترة سنة سنتين ثلاث نجدها تنقطع لأسباب مالية وبسبب غياب الكوادر القادرة على اصدار الصحيفة أو المجلة ونشر الموضوعات ، وهناك أيضا ضعف الاتصال مع الكتاب ، اذ الدورية بدون الاتصال مع الكاتب لا يمكن لها أن تتطور ، الكاتب يقوم بتقديم المقترحات لتطوير المجلة وتقدمها ، ومن هنا تنبثق أهمية الندوات والحلقات بين ادارة المجلة والكتاب الذين يكتبون فيها والذين سيكتبوا فيها مستقبلا .
ويلمس المتابع للصحافة الكردية غياب الاتفاق على مصطلحات لغوية سواء محليا وكردستانيا من أجل الكتابة ، فهناك تعددية في استخدام الكلمات والمصطلحاتكان هذا من ناحية الشكل والنواحي الادارية أما من ناحية المضمون قيمكن تلمس مايلي
1- غياب النقد والنقاد هناك الكثير من الكم في الكتابات الكردية سواء باللغة الكردية أو الموضوعات التي تتناول القضايا الكردية باللغة العربية دون وجود نقد ( بكل ماتعنيه كلمة نقد من معنى ) ومن هنا يأتي الضعف وعدم الاقبال الكبير للقراء على الصحافة الكردية ، فالنقد أيضا ابداع ، وهو البوصلة الحقيقية أمام الابداع الكردي ، فمن دون النقد لا يمكن للكتاب أن يتطور ومن دون النقد لا يمكن للصحيفة أن تتطور ، النقد هو الذي يقوم ويقيم الصحافة والثقافة والأدب ، والمقصود بالنقد – هنا – لا المهاترات وانما النقد الموضوعي البناء الذي يكشف السلبيات والايجابيات على حد سواء ويحلل العلاقات بين الجمل والفقرات بين الشكل والمضمون في كل نص أدبي أو قكري أو فني
2- سيطرة الكتابة الفلكلورية والتراثية على النص الكردي ، وضعف التناول الواقعي لهموم ومشاكل المجتمع الكردي
3- غياب الدراسات التاريخية الموثقة والمتعب عليها والمتقنة للمجتمع الكردي
4- الافتقار للدراسات التي تتناول القضية الكردية كقضية حضارية انسانية ذات أبعاد فكرية واجتماعية وثقافية كبرى لها تأثيراتها الراهنة والمستقبلية على المنطقة ، وذلك بغية تعريف الشعوب الأخرى بعدالة القضية ، ومن هنا الحاجة الى اعلام قوي قادر على النشر والانتشار
5- سيطرة الفئوية وضيق الأفق سواء في اعداد المجلة وتوزيعها أوحتى تناول ها للمواضيع ، وعدم الانتشار الجماهيري – كما قلنا آنفا –
المقترحات : بعد أن عرضنا لواقع الصحافة الكردية يمكننا الآن أن نضع بعض المقترحات التي يمكنها أن تساهم في تطوير الصحافة الكردية نحو الأفضل وهي :
1- محاولة ضم جهود العديد من القائمين على المجلات الكردية وانشاء مجلة أو مجلات قليلة العدد ولكنها كبيرة في موضوعاتها وفي انتشارها ومدعومة ماديا ومعنويا ومقبولة سياسيا واجتماعيا وثقافيا وقادرة على استقطاب الكتاب
2- محاولة الاستفادة من تجارب أجزاء أخرى من كردستان في مجال الصحافة ككردستان تركيا والعراق
3- تقديم عروض للكتب على صفحاتها لكي يرتبط القارئ الكردي بالمجلة من خلال اطلاعه على ملخصات للكتب الصادرة حديثا
4- ضرورة توسيع دائرة الانتشار والتلقي بين القراء وارسال نسخ الى أجزاء أخرى من كردستان وأوروبا
5- أن تكون هيئة التحرير متصفة بالموضوعية والأخلاقية والثقافية العالية والاتزان والمسؤولية
6- اقامة ندوات وحلقات نقاش كل (6 ) أشهر أو كل سنة مع الكتاب الذين يكتبون فيها أو مع الذين سيكتبون فيها مستقبلا
7- معالجة قضايا ساخنة وهامة وحيوية حتى لا تغترب المجلة ولا تتأخر عن العصر واللحظة التاريخية
8- تنويع المجلة وعدم الاقتصار على النواحي الأدبية بنشر الموضوعات الفكرية والاجتماعية والعلمية واستحداث زوايا المنوعات والطرائف والمسابقات لتوسيع دائرة القراء والمتابعين ، ومنح جائزة أحسن قصيدة- أحسن قصة - أ حسن مقالة سواء بللغة الكردية أو العربية لتشجيع الكتاب وتطويرهم
9- تمتين أواصر العلاقة مع الكتاب والصحفيين العرب عموما وتبادل الخبرات والمعارف في سياق الحوار الكردي العربي
10- أما بالنسبة للصحافة الألكترونية أهم نقطة فيها هو تخليصها من الحالة الفوضوية الزائدة في النشر فهي من ناحية تتيح النشر لمن لم يستطع النشر في الصحافة الورقية ولكن من اللافت للنظر هذة الفوضى واللامسؤلية في النشر الى حد الوصول الى المهاترات الثقافية بحيث أن ايجابية ديموقراطية النشر فيها يشوهها أو يكا د يلغيها الفوضى الثقافية واللامبالاة واللامسؤولية ، لذا أقترح بضرورة وجود هيئة للنشر في كل موقع أنترنيتي مهمتها نشر الجيد واهمال الرديئ من المساهمات الواردة ألكترونيا