Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
أهل الكهف فى اليهودية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أهل الكهف فى اليهودية

  1. #1
    مترجم اللغة العبرية الصورة الرمزية عمرو زكريا خليل
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    52
    المشاركات
    588
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي أهل الكهف فى اليهودية

    الرقيمُ في قمرانَ


    The Dead Sea Scrolls


    قدَّر اللهُ سبحانَهُ وتعالى أنْ يكتشفَ رُعاةٌ مِنَ التعامرةِ الكرامِ ، القاطنينَ في جوارِ بيتَ لحـمَ ، أولَ مجموعةٍ مِنْ مخطوطاتِ قمرانَ في العامِ 1947م ؛ وقيلَ – وربَّما هوَ الأصَحُّ – في عامِ : 1946م . وإذْ إنَّ قمـرانَ ، منْ عشراتِ القرونِ ، مقفرةٌ موحشةٌ ، فقد كانتْ تمرُّ عليْها عشراتُ السنينَ دونَما طارقٍ مِنَ الناسِ . وأمَّا اليومَ – عامَ : 2002م - فتمرُّ بِها طريقٌ عامرةٌ تقودُ إلى مُتَنَـزَّهاتِ عَيْنِ الفَشْخَةِ ، حيثُ : "يَتَفَشَّخُ" الشُّطّاحُ ، ويتفسَّحُ السُّيّاحُ .
    ومنْ بعدِ عامِ 1946م ، فقدْ حدثتِ اكتشافاتٌ على جولاتٍ امتدَّتْ على زخمٍ إلى عامِ 1956م ، وكانتْ حصيلتُها : العثورَ على أحدَ عشرَ كهفاً أسينيّاً ، سُمِّيَتْ بالأرقامِ حسبَ تسلسلِ اكتشافِها . وأهمُّها الكهفُ الرابعُ المعثورُ عليهِ عامَ 1952م ، وآخرُها الكهفُ الحادي عشرَ المكتشفُ عامَ 1956 م .
    والكهفُ الرابعُ معَ الكهفِ الخامسِ الملاصقِ لهُ ، عبارةٌ عن شقةٍ سكنيةِ صالحةٍ لِلْأَوْيِ . وهوَ وحدَهُ كافٍ لاستيعابِ عشرينَ نائـماً وزيادةٍ ؛ وهو عندَ التدقيقِ ، يحققُ أوصافَ كهفِ الفتيةِ تمامَ التحقيقِ : منَ الانفتاحِ إلى الشرقِ والغربِ ؛ وكونِ مدخلِهِ في ظهرِهِ منَ الجهةِ الشماليةِ منهُ ؛ ومنْ وجودِ الفجوةِ والوصيدِ ؛ وغيرِ ذلكَ . وقدْ جاءَ منَ الكهفِ الرابعِ نفسِهِ ، نحوُ ثلُثَيِ المخطوطاتِ . وتلكَ المخطوطاتُ تشكلُ مكتبةً ضخمةً منْ نحوِ : 875 كتاباً ، رَقمَ الأسينيّونَ معظمَها على رِقاقٍ منْ جلودِ الماعزِ المدبوغةِ . وعلاوةً على المخطوطاتِ فقدْ عُثِرَ على أشياءَ ، وأشياءَ . فهلْ تُحَقِّقُ مكتشفاتُ قمرانَ للرقيمِ كلَّ ما قالَهُ فيهِ المفسرونَ ؟
    نعمْ ، ففي مكتشفاتِ قمرانَ نجدُ ما يتوافقُ ويتطابقُ مَعَ جميعِ معانِي الرقيمِ في اللغةِ والتفاسيرِ . وسنأخذُ باستعراضِها ، على غيرِ توسُّعٍ ؛ فكنْ معنا قرينَ عونٍ ، ورفيقَ وفاقٍ .

    حظٌّ في الخطِّ

    جاءتْ كلمةُ "الرقيمِ" مِنَ الفعلِ الثلاثيِّ "رَقَمَ" ، ومِنْ معانيهِ البارزةِ المستعملةِ : خطَّ ، كتبَ ، رسمَ ، ختمَ ، طرَّز ، ونقشَ . ففي"لسانِ العربِ" لابنِ منظورٍ ، أنَّ للرَّقْمِ ستةَ معانٍ ، وهيَ : الخطُّ ، الكتـابةُ ، الختمُ ، الرسمُ ، النقشُ ، والتـطريزُ ، أيِ : الوَشْيُ . وواضحٌ جدّاً أنَّها معانٍ متقاربةٌ متداخلةٌ ، حتَّى لَكَأنَّها مترادفاتٌ .
    وفي صَرْفِ الكلامِ فإنَّ "الرقيمَ" ، هيَ مِنْ وزنِ : "الفَعيلِ" . وتجيءُ الفَعيلُ بِمَعْنى : المفعولِ . فالكسيرُ هوَ المكسورُ ، والجريحُ هوَ المجروحُ ، والحبيبُ هوَ المحبوبُ . وبوضوحٍ أعظمَ وأشملَ ، فإنَّهُ بِأَخْذِ الفعلِ "خطَّ"، معنىً للفعلِ "رَقَمَ" – يكونُ "الرقيمُ" ، هوَ المرقومَ ، ومعناهُ : المخطوطُ . وهذا المعنى ، هوَ – بلا ريبٍ - أقوى معانِي كلمةِ الرقيمِ . وجَمْعُ الرقيمِ ، هوَ الرُّقُمُ .
    عُرِفَتْ الوثائقُ التي عُثِرَ عليْها في قمرانَ بِاسمِ : "مخطوطاتِ قمرانَ" ، أوْ باسمِ : "مخطوطاتِ البحرِ الميتِ" : The Dead Sea Scrolls. وهذا يُبَيِّنُ وَيُمَتِّـنُ الربطَ بينَ معنى الرقيمِ ، وبينَ اسمِ الوثائقِ القمرانيةِ الآتي مِنْ رسِمها وصِفَتِها .
    وأهمُّ معانِي الرقيمِ عندَ ابنِ منظورٍ ، وغيرِهِ منَ العلماءِ ، هيَ : الكتابُ ، الدَّواةُ ، اللوحُ المكتوبُ ، واسمُ موضعِ الكهفِ .


    الرقيمُ والكتابُ

    وإذا تَمَـسَّكْنا بحرفيةِ الكلامِ ، واعتبَرْنا أنَّ الرقيمَ تَعْني الكتابَ بمفهومِهِ الخاصِّ المُخَصَّـصِ ، المتعلقِ بالتأليفِ ، فإنَّنا نجدُ أنَّ مكتشفاتِ قمرانَ تُحَقِّقُ هذا المعنى ؛ إذْ إنَّ مُعْظَمَ مخطوطاتِ قمرانَ هوَ : كُتُبٌ مرقومةٌ في صُحُفٍ جلديةٍ مسطورةٍ سطوراً سطوراً كسطورِ الدفترِ ؛ حيثُ الكلامُ المنسوخُ مخطوطٌ منْ أسفلِ هذهِ السطورِ ، وليسَ عليْها .
    وزِيدَ معنى الكتابِ تخصيصاً ، فقيلَ :

    (1) الرقيم هوَ : الكتاب من شرعِ الفتية من دينٍ قبل عيسى عليه السلام (تفسير الألوسي).
    وبالنسبةِ لقمرانَ ، فقدْ وُجِدَ فيها أقدمُ نُسَخٍ مِنَ التوراةِ والزَّبورِ ؛ ومخطوطاتٌ في ملةِ الأسينِيّينَ .
    وأُذَكِّرُ أنَّ معظمَ مخطوطاتِ قمرانَ قد انتهى إلى حوزةِ اليهودِ ، ولم يقوموا بنشرِ محتوياتِ كثيرٍ منها ؛ و ذلكَ - على الأغلبِ – مخافةَ أنْ ينكشفَ ما فيها مِنَ التبشيرِ بالنبيِّ محمدٍ ، عليهِ السلامُ ؛ وما في أسفارِ العهدِ العتيقِ المتداولةِ – الآنَ – مِنَ التحريفِ والتزويرِ ؛ ولمِا فيها مِنَ المخالفاتِ والمعارضاتِ للفكرِ الصهيونيِّ المتوارثِ في المغضوبِ عليهِم ، ولِرَفْضِ كاتِبيها الاعترافَ بِهِ . وهذا ما يذكِّرُنا بجماعةِ حرَّاسِ المدينةِ المسَمّاةِ : "ناطوري كارتا" ، اليهوديةِ المعاصرةِ المكفِّرةِ والمحرِّمةِ للصهيونِيَّةِ . ولهذهِ الجماعةِ في العالمِ مركزانِ رئيسيّانِ : حيٌّ يعـرفُ باسمِ : "مِئاهْ شَعاريم" – مِئَهْ شَعاريم – أيْ : حيِّ مئةِ بوابةٍ ، في غربِ القدسِ ؛ والمركزُ الآخرُ في مدينةِ : "بْرُوكْلِن" في أمريكا . ويبدو لي أنَّهم الورثةُ المعاصرونَ لكثيرٍ مِنْ تعاليمِ ملَّةِ الأسينِيّينَ .
    2) الرقيمُ هُوَ : كتابُ تِبيانِ الفتيةِ (تفسير الطبريِّ) .
    وبالنسبةِ لقمرانَ ، فقدْ عُثِرَ فيها على مخطوطٍ عظيمِ النفعِ والأهميةِ ، يُعْرَفُ باسمِ : "مخطوطِ النظامِ" ؛ لأنَّهُ يُبَيًّنُ ويشرحُ أنظمةَ الأسينِيّينَ .
    3) وقيلَ عَنِ الرقيمِ بأنَّهُ كتابُ قَصَصِهمْ (تفسير الطوسيِّ) .
    وفي قمرانَ وُجِدَ مَرقومٌ عَنْ قصصِ الطائفةِ مَعَ قومِها ؛ ومرقومُ "سِفْرِ ناحوم" . والمرقومُ الأخيرُ يتحدَّثُ عنْ قصَّةِ الأسينٍيّينَ معَ "الكسندر جانيوس" (102 ق.م –76 ق.م) ، الملكِ المَـكَّابيِّ الشِّريرِ المفتري الذي اضطَّهدَهم بجبروتٍ رهيبٍ منقطِعِ النظيرِ .



    الرقيمُ والدَّواةُ

    الدواةُ هيَ : وعاءُ الحبرِ ، مِدادِ الكتابةِ والخطِّ . فالدواةُ : أداةٌ مِنْ أدواتِ الكتابةِ والرَّقْـمِ .
    وقد عُثِرَ في قمرانَ على ثلاثٍ مِنَ المحابرِ . وكانَ الأسينِيّونَ يستخرجونَ الحِبْرَ مِنْ حرقِ العظامِ ، ويخطُّونَ على الجلودِ التي يَدْبِغونَها بأَنفسِهم . وكان أفرادُهم جميعاً يُتْقِنونَ النَّسْخَ خيرَ إتقانٍ ، ويُعْنَوْنَ بالدراسـةِ والحفظِ . ويكتملُ عندَهم ما يجعلُهم يستحقونَ - بكاملِ الجدارةِ - أنْ يوصَفوا بِأصحابِ الرقيمِ .
    الرقيمُ واللوحُ المكتوبُ
    ذهبَ بعضُ المفسرينَ إلى أنَّ الرقيمَ لوحٌ مكتوبٌ . وجاءَ في نوعِهِ : أنَّهُ مِنْ نُحاسٍ ، أوْ أنّهُ مِنْ رصاصٍ ، أوْ أنَّهُ مِنْ حجرٍ . ولم يكتفِ بعضُهم بلوحٍ ؛ فذهبَ "القُمِّيُّ" إلى أنَّ الرقيمَ لوحانِ مِنَ النحاسِ المرقومِ . ورأى "الألوسيُّ" في "روح المعاني" ، أنَّ اللَّوْحَيْنِ كانا في فمِ الكهفِ . فماذا في قمرانَ ؟
    عُثِرَ في قمرانَ على لوحيْنِ مِنَ النحاسِ المرقـومِ - نقراً بالإزميلِ - يُشَكِّلانِ معاً مخـطوطاً واحداً يُسَمّونـَهُ : "مخطوطَ الكنـزِ". وكانَ اللوحانِ في مدخلِ الكهفِ الثالـثِ . وما مدْخَلُ الكهفِ إلَّا فَمُهُ .
    فيا لَهُ مِنْ توافقٍ عجيبٍ !.. فهلْ كانَ المفسرونَ يُطْلِقونَ أقوالَهم ، في مثلِ هذهِ الأمورِ ، عَنْ علـمٍ ، أمْ عَـنْ رجمٍ بالغيبِ ؟.. أَلَـمْ يَقُـلِ القـرآنُ المجيدُ : "ما يعلمُهم إلَّا قليلٌ" ؟


    الرقيمُ واسمُ الموضعِ


    ذهبَ بعضُ المفسرينَ إلى احتمالِ أنْ يكونَ "الرقيمُ" اسماً لكلبِ الفتيةِ ، أو اسماً لمكانِ الكهفِ ، أو القريةِ التي هُمْ مِنْها . وبالرَّغْمِ منْ ضعفِ هذهِ الأقوالِ ، فإنَّهُ لا يَضيرُنا أنْ نعرفَ أنَّ اسماً مِنْ أسماءِ كلبِ الفتيةِ ، هوَ : حُمرانُ . وَإذِ النفسُ أمَّارَةٌ بالبحثِ عَنْ علاقةٍ ممكنةٍ بينَ حُمْرانَ الكلبِ ابنِ الكَلْبَةِ ، وبينَ قُمْرانَ موضعِ الخِرْبةِ - فَإنَّ خشيةَ الشوْكِ تنادي بالشوقِ : أنْ نحصلَ على تَذْكِـرَةِ ذَهابٍ بلا إيابٍ . حقّاً ، فَإنَّ حُمْرانَ وقُمْرانَ في "حق" لا يشتركانِ !
    وقدْ يسألُ السائلونَ : وبِماذا حدَّثَ "معجمُ البُلْدانِ" عَنْ قمرانَ ؟.. ومتى بدأتِ المعرفةُ بِهـذا الاسمِ ؟.. فَيُسارعُ ياقوتٌ الحمويُّ إلى : "لا شيءَ" ؛ جواباً لِلسائلينَ .
    وأمَّا اسمُ خربةِ قُمْرانَ ، فَأصلُهُ في نظرِ الراصدينَ ، هوَ : قَمَرانِ ؛ فَمِنْ ذلكَ المكانِ في ليالي الصفاءِ ، إذا ما أطلَّ البدرُ بدا قمرٌ في المــاءِ ، وبدا قمرٌ في السماءِ ! .. وصحيحٌ أنَّ الظُّنونَ ذاتُ شُجونٍ وفُنـــونٍ ، ولكنَّ هذا هوَ ما سنراهُ يكونُ . والمكانُ الممتلِئُ بضياءِ القمرِ ، والمستنيرُ بهِ ، يقالُ لهُ : قَمْــرانُ . ومِنَ المفارَقاتِ أنَّ القَمْرانَ أيضاً، هوَ المكانُ الخِصْبُ بالعشبِ ؛ ولكنَّ قُمْرانَ أرضٌ جدباءُ ، وإنَّ جارَها هوَ البحرُ الميِّتُ "المسجورُ" . وهذا الكتابُ ملتزمٌ بالاسمِ المشتهرِ : "قُمْرانَ" ؛ رغمَ كاملِ الثقةِ بأنّهُ : قَمَرانِ ؛ فسورةُ الكهفِ مليئةٌ بالإشاراتِ إلى تلكَ المنطقةِ منْ خلالِ ما يدلُّ على قمريْنِ .
    وما دُمْنا في الحديثِ عَنِ الموضعِ ، فَلا يَجْدُرُ بِنا أنْ نُغْفِلَ رأياً يَرْبِطُ بينَ الرقيمِ ، وبينَ رَقْمَةِ الوادي . يقولُ الطبريُّ – رحِمَهُ اللهُ تعالى – في تفسيرِهِ : "يُقالُ : رقمتُ كذا وكذا إذا كتبتُهُ ، ومِنْهُ قيلَ للرَّقْمِ في الثوبِ : رَقَمٌ لأنَّهُ الخطُّ الذي يُعْرَفُ بِهِ ثَـمَنُهُ ؛ وقيلَ للحيَّةِ : أَرقمُ ، لِما فيهِ مِنَ الخُطوطِ والآثارِ . والعربُ تقـول ُ: عليك بِالرَّقْمَةِ ودَعِ الضفةَ الجانِبةَ ؛ وأرى أنَّ الذي قالَ : الرقيمُ هــوَ الوادي ، ذهبَ بهِ إلى رَقْمَةِ الوادي"..(كلامُ الطبريِّ).
    ورَغْمَ أنَّ مجيءَ الرقيمِ مِنْ رقمةِ الوادي ، يشكو مِنْ ضعفٍ وبُعدٍ ، إلَّا أنَّ واقعَ الكهفِ الرابعِ الذي أراهُ "فُنْدقَ" أصحابِ الرقيمِ ، يشهدُ أنَّهُ قائمٌ على رَقْمَـةِ وادٍ ، هوَ : وادي قمرانَ.
    حسناً ، إنَّ رَقْمَةَ الوادي هيَ الخطُّ المرتَسِمُ فيهِ مِنْ أثرِ مرورِ الماءِ أثناءَ سيلِهِ في الشتاءِ. وفي قمرانَ يقعُ الكهفُ الرابعُ ، والكهفُ الخامسُ الملاصقُ لَهُ ، وهما يُشَكِّلانِ معاً ، شقةً سكنيةً رائعـةً – على رقمةِ الوادي ؛ حيثُ يسيلُ الماءُ في فصلِ الشتاءِ مُتَجَمِّعاً مِنَ الجبالِ الوَعِـرةِ ، على بُعْدِ مئاتِ الأمتارِ إلى الغربِ مِنْ موضعِهما . ورغْمَ هذا فإنَّ محيطَ الكهفِ الرابِعِ : أرضٌ جُـرُزٌ ؛ فلا عشبٌ ، ولا شجرٌ ، ولا جزرٌ .
    وتشيرُ رواياتٌ عنِ الرسولِ الكريمِ ، عليهِ السلامُ ، إلى وجودِ الكهفِ في الرَّوْحاءِ ، أوْ في جِوارِها . ويبدو أنَّ الروحاءَ هيَ أريحاءُ ، أوِ الرَّيْحاءُ ، في فلسطينَ . فقد جاءَ في تَذْكِرَةِ العالمِ القُرْطبيِّ وتفسيرِهِ عَنِ الرسولِ – عليهِ الصلاةُ والسلامُ -: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى يمرَّ عيسى بنُ مريَمَ بالرَّوْحاءِ حــاجّاً ، أوْ مُعْتَمِراً . أوْ لَيَجْمَعَنَّ اللهُ بينَ الحجِّ والعُمْرَةِ ، ويجعلُ حَوارِيِّيهِ أصحـابَ الكهفِ والرقيمِ ، فيمرّون حُجّاجاً فإنَّهم لمْ يَحُجّوا" .
    وباختصارٍ ، كانَ الأسينِيّونَ يتَّخِذونَ الكهوفَ ويتعاشرونَ فيها مِنْ أجلِ المخطوطـاتِ وحفظِها ؛ واشترَكوا في رَقْمِها ؛ وكانوا يجتمعونَ لتدارُسِها ؛ ويسهرونَ لتلاوةِ الأدعيةِ جماعيّاً مِنْها . حقّاً ، فَأولئكَ الأسينِيُّونَ هم : أصحابُ الرقيمِ مِلكيةً وتَعاشُراً .


    الرقيمُ في مخطوطاتِ قمرانَ

    رَقَم الأسينِيّونَ مُعظمَ مخطوطاتِهم بِلِسانٍ عبريٍّ . فماذا في العبريّةِ عَنِ الرقيمِ ؟.. وماذا في المخطوطاتِ عَنِ الرقيمِ ؟..
    يأتي الفعلُ الثلاثيُّ العبريُّ : "رقَمْ" ، وُيلْفَظُ : "رقامْ" ، ويعني : خَطَّطَ أوْ طَرَّزَ ؛ تماماً مِثْلَما هوَ في العربيةِ . والمصدرُ مِنْهُ ، هوَ : "رْقيمَهْ"، ويُلفظُ هكذا : "رْقيمَاهْ" ، أوْ :"رْقيمَ" . ومَعْناهُ : الخطُّ ، أو التطريزُ .
    وقد عُثِرَ على مخطوطاتٍ قمرانيةٍ في لفائفِ كِتَّانٍ سمَّـوْها : "القِليم" ؛ لِما عليْها مِنْ خطوطٍ تُشَكِّلُ وَشْياً مُطَرَّزاً . وتُذَكِّرُنا "القِليم" المرتبطةُ بالخطوطِ بالتقليمِ ؛ فالثوبُ ذو الخطوطِ ، يوصَفُ بأنَّهُ "مُقَلَّمٌ" . ويُقالُ للقلـمِ : "مِرْقَـمٌ" ؛ لأنَّهُ آلةُ الرقمِ بمعنى : التقليمِ والتخطيطِ .
    وكلمةُ "الرقيمِ" حيّرتِ العلماءَ طويلاً ؛ حتَّى إنَّهُ قدْ نُسِبِ لابنِ عبَّاسٍ أنَّهُ لَمْ يعرفْ لها معنىً محدداً .
    ولم يُغْفِلْ بعضُ العلماءِ احتمالَ صلةِ "الرقيمِ" باللغةِ العبريةِ ؛ وخاصةً في ضوءِ قولِهم عَنِ الفتيةِ بأنَّهم منْ قومٍ يهودٍ . ففي كتـابِ : "الإتقان" للعالمِ السيوطيِّ ، أنَّ الرقيمَ منْ غريبِ المفرداتِ الآتيةِ منَ العبريةِ ، وأنَّ معناها في العبريةِ ، هوَ : المكتوبُ .
    والأَقربُ مِنْ كلِّ السابقِ رَشَداً وإثباتاً على صلةِ الرقيمِ بمخطوطاتِ خربةِ قمرانَ ، هوَ ما جاءَ في المخطوطاتِ مِنْ تسميةِ الأسينِيّينَ لكتبِ الشرعِ والدينِ باسمِ : روقْموتْ :
    Allegro J., Discoveries In The Judean Desert Of Jordan , volume 5 ,1968.
    ولا يخفى أنَّ كلمةَ "روقْموتْ" تعني : المرقوماتِ ؛ ولا ريبَ أن "الرقيمَ" ،هي أصلاً "المرقومُ" ، أوْ لِنَقُلْ : هيَ المرقوماتُ ؛ هيَ : "الروقْموت" ، روقموتُ الأسينِيِّينَ . فيا رقيمَ الروقموتِ ما أروعَكَ !.. ويا روقموتَ الرقيمِ ما أنفعَكِ !.. فإذا كنتَ أنتَ هيَ ، فما هيَ ؟!
    وقد ثبتَ أنَّ الأسينِيّينَ همْ أصحابُ كهوفِ قمرانَ ومخطوطاتِها ، وقدْ عُرِفُوا من عهدٍ بعيدٍ بأنَّهم : "طائفةُ الكهفِ"Cave Sect ، وعُرِفوا أيضاً بأنَّهم "المغائِرِيّونَ" ؛ لأنَّهـم - كما جاءَ في كتابِ : "تاريخِ الطوائفِ اليهوديّةِ" للقِرْقِزانِيِّ - كانوا يحتفظونَ بكتُبِهم في المغــائرِ ، أيِ الكهوفِ .
    ومِنَ الواضحِ جدّاً أنَّ جميعَ هذهِ الأسـماءِ والأوصـافِ ، يتوافقُ وينسـجمُ معَ قصــةِ : "أصحابِ الكهفِ والرقيمِ" . ومِنَ الغرابةِ بمكانٍ أنَّهُ لَمْ يَخْطُرْ ببالِ المؤلفينَ والمترجمينَ العربِ ، أنْ يعثروا بِاسمٍ للأسينِيّينَ في : "أهلِ الكهفِ" ، أوْ حتَّى في : "أصحابِ الكهفِ" .
    وإنَّ زُبدةَ كلِّ ما مَخَضْناه ، تستحقُ أنْ نقولَ بأنَّ "رقيمَ" أصحابِ الكهفِ ، هوَ : مخطوطاتُ الأسينِيّينَ في قمرانَ ؛ هوَ : " الروقْموتْ" ، "الروقموت" ……. فَـ"الروقموت" ؛ هوَ رُقُمُ هؤلاءِ الأطـهارِ الأبرارِ . وهذا الأخيرُ وحدَهُ ، يُثْبِتُ أنَّ أصحابَ الكهفِ أسينِـيّونَ ! .. وإذا ما ثبتَ أنَّ رقيمَ الفتيةِ ، هـوَ فعلاً : "روقموت" قمرانَ ، فإنَّهُ يثبتُ تلقائيّاً ، أنَّ الفتيةَ هـم مِـنْ أصحابِها ، أيْ : أنَّهم أسينِـيّونَ ، كانوا في قمرانَ .
    ولا أحسِبك ، أخي الكريمَ ، إلَّا مستشيراً عقلَكَ وفهمَكَ ، غيرَ ناظرٍ أنْ تفهمَ بعقلٍ هوَ لغيرِكَ ، وتُحيلَ حكمَكَ إلى حكمِهِ . . فما حكَّ عقلَكَ مثلُ فكـرِكَ ؛ فتولَّ أنتَ جميعَ فهمِكَ .

    منقول:
    http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=9593

    عمرو زكريا خليل
    مترجم لغة عبرية
    عضو مجلس إدارة أكاديمية آفاق الدولية
    باحث فى الشئون الاسرائيلية
    مشرف منتدى اللغة العبرية (سابقاً)

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    أخي الفاضل عمرو زكريا خليل
    السلام عليكم ورحمة الله
    قرأت هذا الكلام في صحيفة من صحفنا في الجزائر وأنقله هنا لعلاقته بالموضوع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    المكان ‬الذي ‬دفن ‬فيه ‬أصحاب ‬الكهف ‬للأبد ‬والمسجد ‬المقام ‬فوقهم
    "‬الشروق" ‬في ‬مغارة ‬أصحاب ‬الكهف
    2008.09.11 دمشق : ‬ع . ‬وليد ‬
    مرقد أصحاب الكهف في أعالي قمم جبال دمشق السورية، وفي مكان ضيق، يتزاحم فيه العمران والمنازل، يوجد كهف ضيق يحمل بين جنباته واحدة من أروع قصص القرآن التي تجسد عظمة الخالق في عنايته بعباده المخلصين، انه الكهف الذي يرقد فيه أصحاب الكهف عليم السلام.

    مظاهر ‬الكهف ‬العجيب ‬
    صعدت مع مرافقي في بناية سكنية حديثة وعادية رفقة خادمة المكان، التي فتحت بمفاتيحها بابا حديديا عاديا، كل ذلك وأنا غير مؤمن بأن المكان يحوي كنزا أثريا ودينيا، وبمجرد أن انفتح الباب، عاد بي الزمان 19 قرنا للوراء، جدران بأزلتية عتيقة، وحائط سميك، قالت هذه الخادمة أنه الحائط الذي بناه الملك الصالح آنذاك على الفجوة التي رقد بها أهل الكهف، وأكدت أنهم ينامون بسلام خلف هذا الجدار، وفوق الكهف آثار لمسجد قديم كما ورد في الآية القرآنية "ابنوا عليهم مسجدا ربهم أعلم بهم"، كما توجد في المكان مجموعة من الصور القديمة التي التقطت ‬قبل ‬أن ‬تطمس ‬معالم ‬المكان ‬بفعل ‬الزحف ‬العمراني، ‬وفيها ‬تظهر ‬قبور ‬أصحاب ‬الكهف ‬الثمانية ‬والصورة ‬القديمة ‬للكهف، ‬والمسجد ‬الذي ‬أقيم ‬فوقهما.‬
    العصر ‬الذي ‬عاش ‬فيه ‬أصحاب ‬الكهف؟
    وقعت ‬قصة ‬أصحاب ‬الكهف ‬في ‬زمن ‬دقيوس ‬إمبراطور ‬الروم ‬الذي ‬حكم ‬بين ‬249 ‬ـ ‬251 ‬ميلادية، ‬وزمن ‬دقيانوس ‬إمبراطور ‬الروم ‬الآخر ‬الذي ‬حكم ‬بين ‬285 ‬ـ ‬305 ‬ميلادية، ‬
    ويقول كتاب "اكتشافات كهف أهل الكهف" الذي نشر سنة 1964: إن الطاغية الذي هرب منه أصحاب الكهف فدخلوا الكهف هو "طراجان" الذي حكم في الفترة 98 ـ 117م، وليس دقيوس ولا دقيانوس، وقد أصدر طراجان في سنة 112 م مرسوما يقضي أن كل نصراني يرفض عبادة الآلهة يحاكم كخائن للدولة ‬ويعرض ‬للموت.‬
    ولو فرضنا أن أصحاب الكهف قد لجأوا إلي الكهف في تلك السنة، فإن 112 + 300 = 412، فيكونون قد استيقظوا في سنة 412 بعد نومهم ثلاثمائة سنة شمسية، وذلك يصادف أيام حكم الملك الصالح العادل تيودوسيوس، وبذلك يكون هذا الرأي هو الأرجح .
    ماتوا ‬أم ‬ناموا ‬بعد ‬استيقاظهم؟
    الروايات الواردة عن رسول الله "ص" في هذا الشأن متفاوتة، فلبعضها دلالة على أنهم ناموا ثانية فهم أحياء إلي اليوم، وبعضها الآخر يدل على أنهم ماتوا بعد استيقاظهم واطّلاع ملك ذلك الزمان على قصتهم.
    ومن ذلك ما في بعض الروايات أن أرواحهم قبضت ، وفي بعضها أن الله أرقدهم ثانيا فهم نيام إلي يوم القيامة، ويقلبهم كل عام مرتين، وفي رواية عن ابن عباس يقول فيها: "غزونا مع معاوية غزوة المضيق نحو الروم، فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف الذي ذكر الله في القرآن، فقال معاوية: لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال له ابن عباس: ليس ذلك لك، قد منع الله ذلك عمن هو خير منك، فقال: لوِ اطلعْت عليهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا"، والرواية مشهورة أوردها المفسّرون في تفاسيرهم .
    سبب ‬دخول ‬أصحاب ‬الكهف ‬فيه
    ما ‬سبب ‬خروج ‬أصحاب ‬الكهف ‬من ‬المدينة ‬ودخولهم ‬فيه؟
    إن الله تعالى يذكر قصتهم في القرآن الكريم عل_ هذا النحو: لقد أعلن هؤلاء الفتية الإيمان بالله وتوحيده، في زمن انتشر فيه الشرك والكفر، فعرّضوا للضرب والقتل والاغتيال، وأجبروا على الفرار من بلدهم واللجوء إلي الكهف الذي كان مقر رحمة الله، ولقد أكرم الله تعالي قدوم ضيوفه، فضرب على آذانهم، كما يفعل بالأطفال من أجل هدهدتهم وتنويمهم بنغمات الرحمة الإلهية، فناموا في ذلك المكان المرتفع الممتع، يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال، وذلك لئلا تبلي أبدانهم، وكانوا ينشقون النسيم الوارد فيالغار بمأمن من الشمس وسطوع أشعتها.
    الحكمة ‬في ‬قصّة ‬أصحاب ‬الكهف
    هكذا ‬الإنسان، ‬فإنه ‬يعيش ‬في ‬هذه ‬الدنيا ‬فيميل ‬قلبه ‬إلي ‬زخارفها ‬وزينتها ‬وينصرف ‬للأمور ‬الدنيوية ‬ويغفل ‬كليا، ‬كما ‬في ‬آية ‬أصحاب* ‬الكهف.‬
    إن الله سبحانه يريد من خلال تلك القصة أن يقول لنبيه: لعلك لم تفطن إلي أن اشتغال الناس بالدنيا وعدم إيمانهم بالقرآن لتعلق نفوسهم بزينة الأرض آية إلهية تشبه آية أصحاب الكهف الذين ناموا ثم استيقظوا، والناس كذلك إذ يعيشون، ثم يموتون، ثم يبعثون.
    وليست قصة أصحاب الكهف عجيبة، فما يجري للناس جميعهم، من ابتلائهم وفتنتهم بزينة الدنيا، وغفلتهم عن أمر الميعاد، ثم بعثهم يوم القيامة وهم يحسبون أن لبثهم في الدنيا لم يكن إلا قليلا، إلا صورة لما وقع لأصحاب الكهف.

    التعديل الأخير تم بواسطة الحاج بونيف ; 11/09/2008 الساعة 03:16 PM

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية بنده يوسف
    تاريخ التسجيل
    09/06/2008
    المشاركات
    198
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي


    بإسمه سبحانه

    وإن من شئ إلا يسبح بحمده



    تحية قديرة للأستاذ الفاضل / عمرو زكريا خليل

    وأقدم أعجابي بنشاطه ومواضيعه الراقية الفكرة والمعنى

    دائماً نراه لا يضع إلا حجر بناء وليس حجر عثرة

    فى بيت حضارتنا

    فتحية إجلال وإحترام

    ......................................

    وموضوع أهل الكهف من المواضيع التى نالت الكثير من السجالات البحثية

    فهذه القضية تتشابه كثيرا مع قضايا كــ فرعون موسى - وذو القرنين

    ............................................

    فمن خلال الإطلاع وجدت مصادر إيرانية قد حددت اسماء أهل الكهف ومكانهم على نحو من الدقة

    فى حين أن هناك آراء أخرى وتستند أيضاً على مصادر ودلائل علمية - تؤكد أن أهل الكهف وجدوا فى أحد جبال الأردن ويزور مقامهم الناس
    [SIZE=5]


    بنده يوسف


  5. #5
    مترجم اللغة العبرية الصورة الرمزية عمرو زكريا خليل
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    52
    المشاركات
    588
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    تحية شكر وإجلال للأستاذ بنده وشكراً على مروركم وكل عام وأنتم بخير

    عمرو زكريا خليل
    مترجم لغة عبرية
    عضو مجلس إدارة أكاديمية آفاق الدولية
    باحث فى الشئون الاسرائيلية
    مشرف منتدى اللغة العبرية (سابقاً)

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نصر بدوان
    تاريخ التسجيل
    26/10/2006
    المشاركات
    483
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    نحن الآن أمام روايتين

    وهناك كلام حول الكهف في خربة الرجيب وحي خربة تقع جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان,

    هناك كهف مررت به أذكر أن له بابا صغيرا في الأعلى وحين تنظر ترى تجويفا في الجهة الشرقية

    في حين أن باب الكهف على ما أذكر هو في الجهة الجنوبية الغربية,

    ويوجد أمام هذا الكهف بقايا بناء روماني له ساحة مبلطة وبه بقايا أعمدة أحسبه المسجد.

    هذا والله أعلم .

    [poem=font="Simplified Arabic,6,deeppink,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="../backgrounds/4.gif" border="groove,4,teal" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    وجعلت لي قلبا قد من رحمة =ومن قد من رحمة كيف يقسو؟[/poem]

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية amr abdelnaby
    تاريخ التسجيل
    04/03/2007
    المشاركات
    118
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    نشكر جميع الأخوة على المشاركات وعلى المعلومات القيمة! وإن كنا نميل إلى كون الكهف في الأردن في عمان!

    موقع أمر الله للدعوة والدراسات القرآنية
    www.amrallah.com/ar

  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/01/2008
    المشاركات
    65
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amr abdelnaby مشاهدة المشاركة
    نشكر جميع الأخوة على المشاركات وعلى المعلومات القيمة! وإن كنا نميل إلى كون الكهف في الأردن في عمان!
    الأخ المحترم الأستاذ عمرو،
    ما هي الأدلة التي تجعلك تميل إلى كون الكهف في الأردن؟


  9. #9
    أستاذ بارز الصورة الرمزية طه خضر
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    العمر
    53
    المشاركات
    4,092
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي

    السادة الأفاضل ..

    يُرجح أن كهف اهل الكهف قي الأردن وعلة ذلك أنه وعلى ما ذكر المؤرخون فإن المدينة التي كان يقيم فيها أهل الكهف هي فيلادلفيا وهو الاسم القديم لعمان العاصمة وفيها ما يدلّ على ذلك من آثار ٍ رومانيّة لا زالت ماثلة للعيان حتى يومنا هذا يتقدمها المدرّج الروماني الكبير الذي يقع في وسط العاصمة، .. ولو افرضنا أن الفتية فرّوا من المدينة بدينهم إلى جبل آنجيلوس ونظرنا إلى المسافة الفعليّة بين موقع الكهف الآن في قرية أبو علندا في خربة الرجيب لرجـّحنا أنه هو الكهف المعني، ذلك أن المسافة بين الكهف ووسط العاصمة حيث الآثار الرومانيّة لا تتعدى الــ 15 كيلومتر! ولا أدري على كل حال إن كانت الكهوف الأخرى والتي يزعم أصحابها أنها الكهف المعني في سوريا وتركيا وفلسطين تقع بجوار مدينة تدلّ آثارها على أنه كانت هناك حضارة رومانيّة فيها؟!

    هذا والله أعلم ...

    للواحد ِ الأحد ِ الولاءُ ... وليسَ للبشر ِ الخضوعْ

  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/01/2008
    المشاركات
    65
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طه خضر مشاهدة المشاركة
    السادة الأفاضل ..

    يُرجح أن كهف اهل الكهف قي الأردن وعلة ذلك أنه وعلى ما ذكر المؤرخون فإن المدينة التي كان يقيم فيها أهل الكهف هي فيلادلفيا وهو الاسم القديم لعمان العاصمة وفيها ما يدلّ على ذلك من آثار ٍ رومانيّة لا زالت ماثلة للعيان حتى يومنا هذا يتقدمها المدرّج الروماني الكبير الذي يقع في وسط العاصمة، .. ولو افرضنا أن الفتية فرّوا من المدينة بدينهم إلى جبل آنجيلوس ونظرنا إلى المسافة الفعليّة بين موقع الكهف الآن في قرية أبو علندا في خربة الرجيب لرجـّحنا أنه هو الكهف المعني، ذلك أن المسافة بين الكهف ووسط العاصمة حيث الآثار الرومانيّة لا تتعدى الــ 15 كيلومتر! ولا أدري على كل حال إن كانت الكهوف الأخرى والتي يزعم أصحابها أنها الكهف المعني في سوريا وتركيا وفلسطين تقع بجوار مدينة تدلّ آثارها على أنه كانت هناك حضارة رومانيّة فيها؟!

    هذا والله أعلم ...


    بطلان كتاب ظبيان في كهف عمّان!

    لا بدَّ لكهف الرجيب أنْ يرتحل

    أهل الكهف

    نزلتْ سورةُ الكهفِ بقصّةِ الفتيةِ النوّامِ: "أَمْ حَسِبْتَ أنَّ أَصْحبَ الكهفِ والرقيمِ كانُوا مِنْ ءايتِنا عَجَباً (9) إذْ أَوَى الفِتْيَةُ إلى الكَهْفِ فَقالُوا: رَبَّنا ءاتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أمْرِنا رَشَداً (10) فَضَرَبْنا عَلى ءاذانِـهِمْ في الكهفِ سِنيَن عَدَداً (11) ثُـمَّ بعثْنهُمْ لِنَعْلَمَ أيُّ الِحزْبيْنِ أحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (12) ".
    وأصبحَ المسلمونَ في شوقٍ إلى معرفةِ موضعِ الكهفِ، وحقيقةِ الرَّقيمِ. فَمِنْهُمْ مَنْ أخذَ يُقَلِّبُ الأَسْفارَ لَعَلَّ أَوْراقَها تُجِيبُ فَيَظْفَرَ بِضالَّتِهِ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ أخذَ يجوبُ الأقْطارَ، يُسائِلُ آفاقَها عَنْ فتيةٍ جُثَثٍ، ونقودٍ فِضَّةٍ، والكهفِ المَرْقَدِ، والبُنْيانِ الذي عليهِم، والمسجدِ.

    فندق الرشاد

    أجلْ، قرَأَ في الأسفارِ مَنْ قرأَ، فدارتِ الأقوالُ بالفتيةِ مِنْ أهلِ التوراةِ إلى أهلِ الإنجيلِ. وضربَ في الأرضِ مَنْ ضربَ، فسافرتِ الآراءُ بالكهفِ في أقطارٍ مِنَ العالَمِ وأقطارٍ، فصارَ في حقيبتِهِ تذاكرُ سفرٍ، وتذاكرُ ارتحالٍ، وامتلأَ جوازُ سفــرِهِ بأختامِ الحدودِ، وتواقيعِ الجنـودِ، حتى جازَ أنْ نُسَمِّيَهُ: الكهفَ الطيّارَ، الكهــفَ الجوّالَ، الكهفَ الطوّافَ، الكهفَ الرّحّالَ، والكهفَ السندبادَ.
    وعَبْرَ القرونِ رحلَ قومٌ بكهفِ الفتيةِ، فندقِ الرشادِ، مِنَ اليمنِ إلى الموصلِ، قربَ نينَوى بالعراقِ، ومِنْ ثَمَّ إلى جبلِ قاسْيونَ في ظاهرِ دمَشْقَ بالشامِ. ونقلَهُ أُناسٌ إلى الأَنْدَلُسِ، وفي الأندلسِ حملَهُ فريقٌ مِنْ لوشةَ إلى طُلَيْطِلَةَ، ومِنْ طليطلةَ إلى جنانِ الوردِ. وسافرَ بِهِ آخَرونَ في رحلةٍ داخليةٍ بِتُرْكِيّا مِنْ أفِسُوسَ إلى عَربِسُوسَ. وَحَرَّكَهُ نفرٌ مِنْ نَخْجَوَانَ بالقَفْقَازِ، إلى بريطانيا مُحْتارينَ بِهِ بينَ الكنائسِ.. ورافقتْهُ الجماعةُ الأحمديّةُ مِنْ إسكندنافيا – حيثُ الدِنِمارْكُ والسِّويدُ – إلى روما في جِوارِ بابا الفاتيكانِ حيثُ سراديبُ وكهوفُ "الكيتا كومز". وقدْ منحهُ البعضُ جنسيَّةَ الباكستانِ. وذهبَ بِهِ حزبٌ إلى "سحابَ"، إلى الرجيبِ، قربَ عمَّانَ عاصمةِ الأُرْدُنِّ.

    ما للرجيب والكهف؟

    ونظراً إلى ما لَقِيَهُ القولُ بالرجيبِ، موضعاً لكهفِ أهل الكهف، مِنَ الاهتمامِ والترويجِ الإعلاميِّ، فإنَّهُ لا بدَّ منَ التذكيرِ بِبُطْلانِهِ. ولا ريْبَ أنَّ الكتابَ الذي يحاولُ تمريرَ ذلكَ الرأيِ، يُوَفِّرُ المصدرَ الأفضلَ لاستخراجِ أدِلَّةِ الدَّحْضِ والتفنيدِ.
    لقدْ تناقلتِ التفاسيرُ، ربَّما مِنْ عهدِ الخلفاءِ الراشدينَ، أنَّ في "الرجيبِ" - قربَ عمّانَ عاصمةِ الأردن - غاراً ظَنَّهُ بعضُ المسلمينَ كهفَ "أهلِ الكهفِ". و بَدْءاً مِنْ عامِ 1953 م، قامَ المرحومُ الأُستاذُ "محمد تيسير ظبيان"، بإحياءِ هذا الرأيِ متَوَّهِماً، أَوْ موهِماً الناسَ، كأنَّهُ أولُ مَنْ قالَ بِهِ، وأنَّهُ صاحبُ أهمِّ اكتشافٍ أثريٍّ وتاريخيٍّ في القرنِ العشرينَ. وذلكَ كما جاءَ على غلافِ كتابٍ ألَّفَهُ معنوناً لهُ بهذا العنوانِ الفخيم: "مَوقِعُ أصْحابِ الكهفِ وظهورُ المعجزةِ القرآنيّةِ الكُبرى". وقدْ نشرتْهُ له دارُ الاعتصامِ في العامِ 1978م.
    حقّاً، لم يكنْ ما جاءَ بِه المرحومُ ظُبيانُ اكتشافاً، بلْ وإنَّ كتابَهُ نفسَهُ كافٍ تماماً ليثبتَ أن "الرجيبَ"، ليستْ موضعَ كهفِ أهلِ الكهفِ. ونكتفي بعددٍ مِنَ التذكيراتِ ندْحَضُ بِها ما حسبَهُ البعضُ مِنْ صحةِ قولِ المرحومِ ظِبيانَ.

    من الرقيم إلى الرجيب

    ظنَّ المرحومُ "ظبيانُ" أنَّ "الرقيمَ" هي أصلُ "الرجيبِ"، أيْ: إنَّ القافَ انقلبت إلى جيمٍ، وأنَّ الميمَ انقلبت إلى باءٍ. ومِنَ العجيبِ أنَّ ظنَّ ظبيانَ بِهذيْنِ الانقلابيْنِ ما هوَ إلاّ ظنٌّ قدِ استوردَهُ مِنْ عندِ المستشرقِ الفرنسيِّ "كليرمونت جانو" الذي زارَ الرجيبَ عامَ 1868م، وأشارَ إلى أنَّ فيها كهفاً ظَنَّهُ المسلمونَ كهفَ أهلِ الكهفِ (ص50).

    فأينَ "الرجيبُ" مِنَ "الرقيمِ"؟!

    إنَّ الرجيبَ مِنْ رَجَبَ، وأما الرقيمُ فَمِنْ رَقَمَ، والرجيبُ، أوِ المرجوبُ، هو المُعَظَّمُ المَهيبُ؛ في حِينِ إنَّ الرقيمَ أو المرقومَ هوَ: المخطوطُ. ويظهرُ لي أنَّ هذا الاسمَ: "الرجيبَ"، بمعنى: المعظَّمِ المهيبِ، قدْ أُطْلِقَ على ذلكَ الموضعِ بعدَ الزعمِ بأنَّ كهفَ أهلِ الكهفِ موجودٌ فيهِ.
    وعلى كلِّ حالٍ، فإنَّ القولَ بالرقيمِ، اسماً لموضعِ الكهفِ، في الأقوالِ التي تتعرّضُ لتفسيرِ معنى الرقيم، هوَ: أضعفُ الأقوالِ. وَلَمْ يقتصرِ اعتبارُ الرقيمِ اسماً لموضعِ الكهفِ على رجيبِ الأردنِّ، بل إنَّهُ شملَ أيضاً موضعَ كهفِ لوشةَ بالأندلسِ. ويظهرُ لي أنَّ مَنْ كانَ يظنُّ بكهفٍ مِنَ الكهوفِ كهفاً للفتيةِ، يذهبُ إلى تسميةِ موضعِهِ باسمِ الرقيمِ، ثم ينتشرُ الاسمُ في الناسِ.

    جعلَ الوَرِقَ نحاساً

    أوردَ المرحوم ظبيانُ أنَّهُ تمَّ العثورُ في الكهفِ على عملةٍ نحاسيّةٍ رومانيّةٍ مِنْ عهدِ تَراجان: "98م-117م" (ص35)، وعلى عملةٍ نحاسيّةٍ أخرى مِنْ عهدِ جستنيوس: "518م-527م" (ص 34، ص61). ويرى "ظبيان" أنَّهُ في عهدِ جستنيوس نفسِهِ تَمَّ بناءُ صومعةٍ، أوْ معبدٍ فوق الكهفِ (ص28).
    لقدْ نسيَ ظبيانُ أنَّ جميعَ المفسرينَ، وأهلِ اللغةِ كابنِ منظور صاحب لسان العرب، قدْ أجمَعوا على أنَّ عِمْلةَ أهلِ الكهفِ كانت نقوداً فضيّةً، بلْ إنَّهم يعتبرونَ أنَّ "الوَرِقَ" هي اسمٌ للفضةِ. وأما الزعمُ بالعثورِ على عملتيْنِ بينهما فترةٌ تُساوي مدةَ نومِ أهلِ الكهفِ فلمْ يكنْ ترتيباً موفقاً (ص35)، لأنَّ ظبيانَ يعتبرُ أنَّ مُدَّةَ نومِهم هيَ: 309 سنينَ، بينَما نجدُ أنَّ الزمنَ الفاصلَ بينَ نِهايةِ حكمِ تراجان، وبينَ بدايةِ حكمِ جستنيوس، هُو: أربعُمائةِ سنةٍ وسنةٌ (518-117=401).
    والغريبُ أنَّ المرحومَ ظبيانَ يذهبُ في مواضعَ أخرى إلى أنَّ بعثَ الفتيةِ قدْ تَمَّ في عهدِ ثيودوسيوس الثاني: "408-450م" (ص35)، وبالتحديدِ في العامِ 446م (ص194 )، وما ذلكَ إلاّ للوصولِ إلى فترةٍ منْ 300 سنةٍ، أو 309 سنواتٍ، وينسى أنه لم يُعْثَرْ في الرجيبِ على أيِّ عملةٍ مِنْ عهدِهِ.

    جماجم الصبيان

    ذكرَ ظبيانُ أنه وُجِدَ في الكهفِ ثماني جماجمَ (ص63). وفي موضعٍ آخرَ يذكرُ أنها سبعٌ مِنَ الجماجمِ (ص131). ويظهرُ أنَّ ظبيانَ لم يكن يريدُ أنْ يفرِّقَ بينَ رَقَمِ ٧ ورَقَمِ ٨، وهوَ: غيرُ ملومٍ في ذلك؛ لأنَّ أحدَ هذيْنِ الرقميْنِ - في رسمِنا نحن العربَ للأرقامِ - هوَ: مقلوبُ الآخر، فلو أَخذَ أيٌّ منهما يدورُ في دائرةٍ فَسَيَظْهَرُ الرقمُ ٧ كأنَّه ٨، وسيظهرُ الرقمُ ٨ كأنَّه ٧، فالدورانُ يُظْهِرُ السبعةَ ٧ ثمانيةً ٨، ويُظْهِرُ الثمانيةَ ٨ سبعةً ٧!
    يبدو أن ظبيانَ ومَنْ ساعدَه قد أحضروا الجماجمَ مِنْ مقبرةٍ للأطفالِ، ويبدو أنَّهم اختاروها حديثةَ الدفنِ، زيادةً في التمويهِ. ومِمَّا لا ريْبَ فيه أنَّ عَمَلَهُمْ هذا هوَ: عملٌ غيرُ صالحٍ. ونسيَ ظبيانُ أنَّ الفتى هو الشابُّ، بلْ حتَّى هوَ الرجلُ الجزلُ المكتملُ رُجولةً.
    ويزعمُ ظبيانُ أنَّهُ قد عُثِرَ في الكهفِ على قطعةٍ عظميّةٍ لحيوانِ، وقد ذهب إلى أنَّها عظمةُ كلبٍ، أو جمجمةُ كلبٍ (ص129)، وفي موضعٍ آخرَ ينفي ذلك ( ص 134). والعجيبُ أنَّ كتابَهُ يتحدّثُ عنْ عظامٍ كثيرةٍ للحيواناتِ، وأنَّها وجدتْ في الكهفِ.

    النواويس

    الناووسُ هوَ: صندوقٌ حجريٌّ للدَّفنِ.
    ويظهرُ أنَّ المرحومَ ظبيانَ اتخذَ له رأياً مِنْ رأيِ ابنِ عباسٍ في أنَّ عِدَّةَ الفتيةِ هيَ: سبعةٌ، أو ثمانيةٌ (تفسير ابن كثير)؛ ولذلكَ حاولَ الزعمَ بالعثورِ على سبعةٍ مِنَ النواويسِ، أو ثمانيةٍ. ونوردُ تالياً عدداً مِنَ النصوصِ المتعلقةِ بالنواويسِ.
    يقولُ ظبيانُ نقلاً عَنْ عالمِ الآثارِ الأستاذِ رفيقٍ الدجانيِّ: "وبعدَ تنظيفِ النواويسِ مِنَ الجهةِ الشرقيّةِ، تَبَيَّنَ أنَّ عددَها أربعةٌ، وقدْ عثرْنا على كثيرٍ مِنَ الهياكلِ البشريّةِ داخلَها، وعلى كثيرٍ مِنْ قِطَعِ النقودِ. كما عثرْنا داخلَها على ثمانِي جماجمَ بشريّةٍ قد تكونُ مِنْ دفنٍ حديثٍ" (ص63).
    وفي الصفحةِ 59 نَقَلَ المرحوم ظبيانُ عَنِ الدجانيِّ قولَهُ: "والنواويسُ الحجريّةُ الستةُ لم يكنْ ظاهراً منها سوى أربعةٍ، وهي مليئةٌ بالعظامِ البشريّةِ، كما كانَ بينَ كلٍّ مِنَ الناووسَيْنِ مدفنٌ آخرُ بُنِيَتْ واجهتُه مِنَ الحجارةِ. وفي الساحةِ الشماليّةِ مِنَ الكهفِ عثرْنا على عِدَّةِ قبورٍ، وكانَ داخلُ الكهفِ مليئاً بالمدافنِ الحديثةِ والقديمةِ" (ص63 ).
    ماذا نلاحظُ مِنَ النصوصِ السابقةِ؟
    أ - مرّةً تُحَدِّثُنا عَنْ جماجمَ، ومرّةً عَنْ هياكلَ، ومرَّةً عَنْ عظامٍ.
    ب - تارَةً تُحَدِّثُنا عَنْ ثماني جماجمَ، وهوَ: عددٌ محدودٌ؛ وكَرَّةً عَنْ عِدَّةِ قبورٍ؛ ومرةً عَنْ كثيرٍ مِنَ الهياكلِ.
    ج - تُظْهِرُ النصوصُ أنَّ بقايا الأمواتِ غيرُ معروفةٍ أهِيَ مِنَ الزمنِ الحديثِ، أمِ الزمنِ القديمِ.
    د - تتكلمُ النصوصُ عَنِ العثورِ على كثيرٍ مِنْ قِطَعِ النقودِ في النواويسِ، ولكنّها لَمْ تُحَدِّدْ تواريخَها، أوْ عددَها.
    ومِنَ الغريبِ أنَّ ظبيانَ هو الذي يذكرُ هذا القولَ: "النواويسُ كأنَّها سبعةٌ، أوْ ثمانيةٌ" (ص143). وهوَ يوردُ أيضاً: "إنكَ ترى قبورَهم فتحتارُ أهي ستةٌ، أم سبعةٌ، أم ثمانيةٌ؛ وهذه آيةٌ إلهيّةٌ وهيَ أنَّهُ لا يعلمُ عددَهم إلاّ قليلٌ" (ص162). ألا يجوزُ مِنْ كلامِ كهذا أنْ نُسَمِّيَ طريقةَ "ظبيانَ" في التفسيرِ: طريقةَ التفسيرِ بالتحييرِ. فهل عجائــبُ الدنيا: ستٌّ، أمْ سبعٌ، أمْ ثمانٍ؟..
    ويذكرُ أيضاً أنَّهُ قد وُجِدَ فوقَ الكهفِ سبعةُ أعمدةٍ، ولقدْ حسِبَها تُشيرُ إلى عددِ فتيةِ الكهفِ (ص65)، ونسيَ ما أكَّدَهُ في الصفحةِ السابقةِ مِنَ العُثورِ على أربعةِ قبورٍ في الجهةِ الشرقيّةِ، وأربعةٍ أُخْرى في الجهةِ الغربيّةِ.
    هذا، ولوْ زرتَ الكهفَ فلن ترى غيرَ ستةٍ من النواويس.

    النَّمِرُ شاهداً

    وأغربُ ما في أمرِ ظبيانَ، هوَ ما يُورِدُهُ مِنْ شهادةِ المؤرخِ الأستاذ: "إحسان النمر".
    ولقدْ أحسنَ إلينا "إحسانٌ" إحساناً، وأساءَ لصاحبِهِ، إذْ يقولُ: "ومِنْ مظاهرِ هذا الكهفِ أنَّني وجدتُ فيه غرفتيْنِ، عَنْ يمينِ ويسارِ الداخلِ فيهِ، في كلٍّ منهما ناووسانِ مِنَ الحجرِ، المجموعُ أربعةٌ "(ص154). ولكنَّ " النَّمِرَ" يَروغُ مِنْ ذكرِ الصدقِ، ويُراوِغُ موهِماً المسلمينَ بالعثورِ على اثنيْنِ في كلِّ ناووسٍ؛ إذْ يقولُ: "المجموعُ أربعةٌ ففي كلِّ ناووسٍ اثنانِ"، ثُمَّ يُكْمِلُ مُخادَعَتَهُ:" وَثمَّ ناووسٌ خارجَ بابِ الكهفِ، مُلاصِقٌ للبابِ فهوَ للكلبِ، على الأرجحِ، ويظهرُ أنَّهم لَمْ يَرَوْا إبقاءَ الكلبِ في الكهفِ".
    وكمْ وَدِدْتُ لوْ أنَّ ظبيانَ قدْ عَلِمَ للنواويسِ عدداً وحُسْباناً.
    ولا يُحَدِّثُنا ظبيانُ عَنْ نواويسَ مِنْ نوعٍ واحدٍ، أوْ عَنْ أنَّها مِنْ تاريخٍ مُعَيَّنٍ، وإنما يَرْجُمُ أنَّها مِنَ القرنِ الثالثِ الميلاديِّ (ص66).
    حقّاً، إنَّ ما يذهبُ إليهِ مِنْ بعثِ أهلِ الكهفِ في القرنِ الخامسِ، لا يتوافقُ معَ القرنِ الثالثِ؛ فمِنَ المفروضِ أنْ يعودَ تاريخُ النواويسِ – لو أنَّها كانتْ مدافنَ لهم، وعلى فرضِ القبولِ ببعثِهم كما يراهُ – إلى القرنِ الخامسِ.
    ويذكرُ ظبيانُ أنَّ أحدَ النواويسِ يحملُ نجمةً ثُمانِيَّةً، وحولَها كتابةٌ باليونانيّةِ القديمةِ، وكأنَّهُ يريدُ إيهامَنا بصحةِ عثورهِ على ثمانيةِ قبورٍ، أو ثماني جماجمَ.
    ومعَ أنَّ ذكرَ الكتابةِ اليونانيّةِ قدْ تكررَ، إلاّ أنَّ ظبيانَ لَمْ يُبَيِّنْ عَنْ أيِّ شَيْءٍ تتحدثُ، وينسى أنَّها تخصُّ عصراً قبلَ الميلادِ، وهوَ نفسُهُ يوردُ أنَّها بخطٍّ يونانيٍّ قديمٍ، وفينيقيٍّ قديمٍ (ص66)، بلْ وبخطٍّ مِنْ عهدِ ثمودَ (ص144).
    وإنَّ منطقةَ الرجيبِ ذاتُ زُروعٍ ومَراعٍ، وهيَ مطروقةٌ معمورةٌ بالناسِ من آلاف السنين قبلَ الرومان؛ مِمَّا لا يُؤَهِّلُها أنْ تكونَ موضعاً لكهفٍ يأوي إليهِ مَنْ يعتزلُ قومَهُ، هارباً منهُم، قاصداً أنْ لا يَصِلوا إليهِ.

    كهف ظبيان وكهف القرآن

    يحكم ظبيانُ وشهودُهُ مِنْ ذوي العمائمِ واللِّحى (ص166) أنَّ أوصافَ الكهفِ، المذكورةَ في القرآنِ الكريمِ، تنطبقُ على أوصافِ كهفِ الرجيبِ، بلْ وعليه دونَ غيرِهِ مِنْ كهوفِ الأرضِ جميعاً (ص55، ص67، ص93، ص160، ص161 ).
    إنَّ ما حكمَ به ظبيانُ وشهودُهُ، هو: مَحْضُ اعتباطٍ؛ فكهفُهم مفتوحٌ بِبابٍ إلى الجنوبِ، ولا تدخلُ أشعةُ الشمسِ إلاّ إلى قصيرٍ مِنَ المسافةِ في مدخلِهِ (ص 94). وهو بذلكَ مظلمٌ حتى في سُطوعِ الشمسِ (ص52).
    فعلاً، فكهفُ الرجيبِ لا إلى الشرقِ مفتوحٌ، ولا مِنَ الغربِ تَدْخُلُهُ ريحٌ، وهذا للقرآنِ المجيدِ مُخالِفٌ صريحٌ. ومِنَ العجيبِ أنْ يوردَ ظبيانُ – في معرضِ الاستدلالِ على تصديقِ كهفِهِ - قولاً لابنِ كثيرٍ يدلُّ على انفتاحِ كهفِ الفتيةِ إلى الشرقِ، وإلى الغربِ (ص94).
    وتَحَدَّثَ ظبيانُ عَنْ وجودِ بقايا معبدٍ فوقَ الكهفِ، ولكنَّه نسيَ أنَّ المعبدَ الذي اتَّخَذَهُ العاثرونَ على فتيةِ الكهفِ، لم يكنْ فوقَ الكهفِ. وبناءُ المعبدِ - عندَهُ - مرةً يعودُ إلى زمنِ "ثيودوسيوس الثاني": ( 408 -450م) {ص97}، وتارةً إلى عهدِ "أنطاسيوس" في سنةِ 497م {ص128}، وكَرَّةً إلى عصرِ "جستنيوس الأول": (517-527م ) {ص28، ص62}.

    ويستوردُ الفتاوى

    وقام الأستاذُ المرحومُ ظبيانُ بالاتصالِ بِقَساوِسةٍ ورجالٍ مِنْ أهلِ الكتابِ، وهو اتصالٌ مِنْ أجْلِ الحصولِ على تفسيرٍ لقصةِ الفتيةِ، حتَّى وصلَ بهِ الأمرُ للسفرِ إلى دمشقَ لسؤالِ مُطْرانِ السريانِ عَنْهم (ص29، ص130).
    صِدْقاً، إنَّ الاتصالَ بأهلِ الكتابِ، ابتغاءَ جلبِ معلوماتٍ عَنْ فتيةِ الكهفِ، هُوَ: أمرٌ منهيٌّ عنهُ في قصتِهم نفسِها: "فلا تُمارِ فيهم إلاّ مِراءً ظاهراً ولا تستفتِ فيهم منهم أحداً".
    وحاولَ ظبيانُ أنْ يعتمدَ على ثلاثِ رواياتٍ إسلاميّةٍ، وهو يجبرُها إجباراً أنْ تدلَّ على أنَّ الكهفَ موجودٌ في الرجيبِ، قربَ عمّانَ (ص47).
    ولا ينتبهُ أن الروايةَ المنسوبةَ لابنِ عباسٍ تتحدثُ عَنْ ذهابِ عظامِ الفتيةِ. وعلى النقيضِ مِنْ روايةِ ابنِ عبّاسٍ، فإنَّ روايةً ثانيةً تحدثتْ عَنْ أجسامٍ كاملةٍ غيرِ باليةٍ، وليسَ عَنْ جماجمَ فقط.

    خيبة الحساب

    ذهبَ ظبيانُ إلى أنَّ الفتيةَ هربوا في عهدِ دقيانوسَ، وهوَ عندَهُ نفسُ دِسيوسَ: ( 249-252م) {ص33}.
    أجلْ، فدسيوسُ ليسَ دقيانوسَ، والأخيرُ قد حكمَ في الفترة بينَ (284م-305م).
    وينسى ظبيانُ أنَّهُ قدْ ذهبَ إلى هربِ الفتيةِ في عهدِ تَراجانَ: (98م-117م) {ص34}، ويُجَدِّدُ التذكيرَ بأنَّ "دسيوسَ" هوَ: الحاكمُ الذي يرتبطُ اسمُهُ بِهربِ "نُوَّامِ أفسوسَ السبعةِ"، ولكنَّهُ يَزُجُّ باسمِهِ جاذباً أفسوسَ إلى جِوارِ عمّانَ.

    المعجــزة!

    ورغْمَ تهافتِ القولِ بالرجيبِ، موضعاً لكهفِ أهلِ الكهفِ، فإنَّ ظبيانَ قد اعتبرَ نفسَهُ صاحبَ أهمِّ اكتشافٍ أثريٍّ، وتاريخيٍّ، في القرنِ العشرينَ؛ وقدْ جاءَ ذلكَ على غلافِ كتابِهِ، بلْ ويشيرُ عنوانُ الكتابِ نفسُهُ إلى اعتقادِهِ أنَّ كشفَهُ هوَ: إظهارٌ للمعجزةِ القرآنيّةِ الكبرى.
    حقّاً، إنَّ ظبيانَ لم يكنْ صاحبَ أيِّ اكتشافٍ؛ فالقولُ بأنَّ الكهفَ موجودٌ بالرجيبِ، يعودُ إلى عهدِ الخلفاءِ الراشدينَ؛ ثُمَّ إنَّ ظبيانَ قد ذهبَ إلى هذا القولِ منطلقاً مِنْ ملاحظاتِ المستشرقِ "كليرمونت جانو" من العام 1868 ( ص50). والأهمُّ مِنْ هذا وذاكَ، هوَ أنَّ ظبيانَ يذكر أنَّه ذهبَ عامَ "1953 م" يبحثُ عَنِ الكهفِ، فما دلَّهُ عليهِ إلاّ الرُّعاةُ ( ص 39) إذْ سألَهم عنْ مكانِ كهفِ أهلِ الكهفِ. وفي موضعٍ آخرَ يعترفُ المرحومُ ظبيانُ أنَّ الأستاذ "محمود العابدي"، هُوَ: المؤرِّخُ الذي أرشدَهُ إلى موضعِ الكهفِ (ص5).
    سألَ الرعاةَ عن كهفِ أهلِ الكهفِ فدلّوهُ عليهِ. فأيُّ اكتشافٍ ذلكَ الذي قامَ بِهِ؟.. فإذا كانَ الرُّعاةُ قد دلُّوهُ على "كهفِ أهلِ الكهفِ"، فكيفَ كان مكتشفاً للكهفِ؟

    كهف الرجيب يرفض

    ولا ريْبَ أنَّ زيارةً واحدةً لكهف الرجيبِ تكفي كلَّ ذي لبٍّ لأنْ يدركَ بأنَّ هذا الكهفَ نفسَهُ يرفضُ أنْ يكونَ الكهفَ الموصوفَ في قصةِ "أصحاب الكهف والرقيم".

    1- فهو كهفٌ محفورٌ لِيكونَ "مدفناً ً امبراطوريّا" ملحقاً بالقصرِ المتصل بهِ. فالحفرُ حفرٌ هندسيٌّ من الواضحِ أنَّهُ قد تمَّ على أيدي "نقّاشين" مهرةٍ محترفين. فكلُّهُ، أرضهُ وجوانبُهُ وسقفُهُ، منقوشٌ في الصخرِ نقشاً هندسيّاً وفْقَ مقاساتٍ دقيقةٍ وبأدواتٍ دقيقةٍ.
    2- هندسةُ الكهفِ وفنّيّةُ حفرِهِ يعنيانِ أنَّهُ لم يكنْ سرّيّاً، ولا لتشكيلٍ مخبأٍ لهاربينَ. فمثلُ هذا العملِ لا بدَّ قد قامَ بهِ بضعةٌ من النقّاشينِ على فترةِ سنينَ.
    3- القبورُ في الكهفِ موجودةٌ في قبويْنِ في الردهة الأولى، وهي فقط ستةُ قبورٍ ، ثلاثةٌ في القبوِ الأيمن وثلاثةٌ في القبوِ الأيسر. وهيَ قبور محفورةٌ بشكلٍ هندسيٍّ متقنٍ. قبرانِ في كلِّ قبوٍ باتجاهٍ شرق-غرب بينهما ممرٌّ بعرض متر تقريباً، وقبرٌ في آخر هذا الممرِّ باتجاه شمال- جنوب معامدٌ للآخريْنِ.
    4- الفتحة التي في ظهر الكهف لا تفضي إلى أرضِ الكهف بل هيَ مفضيةٌ إلى "روزنة" جانبيّةٍ في الجهة الشرقيةِ من الردهةِ الداخليّةِ من الكهف.
    5- في صخرِ كلٍّ من جانبيْ بابِ الكهفِ زخارفُ محفورةٌ بنقشٍ فنّيٍّ متقنٍ، عمرُها من عمرِ حفرِ الكهفِ نفسِهِ.
    6- الكهف وبقايا القصر من فوقِهِ كلُّها من عمرٍ واحدٍ. فليسَ هناك فرقُ ثلاثةِ قرونٍ، أو أربعةِ قرونٍ، بينَ نقشِ الكهفِ وبناءِ القصر.
    7- الكهف موجودٌ في منطقةٍ منكشفةٍ لا تسمحُ بسرّيّتِهِ.
    8- ليسَ لهذا الكهفِ لا فتحةٌ شرقيّةٌ، ولا نافذةٌ غربيّةٌ.

    ذو حظٍّ قليلٍ

    وبالرغمِ مِنْ عظيمِ الاهتمامِ الذي حظيَ به ظبيانُ، إلاّ أنَّهُ يقولُ: "ولوْ كانَ هذا الكشفُ في دينٍ آخرَ لكانَ لهُ شأنٌ أيُّ شأنٍ" (ص118).
    ومَعَ أنَّ ظبيانَ قدْ ظنَّ أنَّهُ عاثرُ الحظِّ مائِلُهُ، فقدْ لقيَ اهتماماً عظيماً تجلَّى في أمورٍ، مِنْها:
    1- قامتْ أكثرُ مِنْ وزارةٍ أردنيّةٍ بتبنِّي إثارتِهِ للقولِ بأنَّ الرجيبَ هي: موضعُ الكهفِ. وقامتْ دائرةُ الآثارِ بعملياتِ تنقيبٍ، وحفريّاتٍ واسعةٍ؛ نزولاً عندَ مطالباتِهِ (ص61).
    2- وتمَّ تنْظيمُ آلافِ الرحلاتِ الرسميةِ، والشعبيةِ، لزيارةِ كهفِ الرجيبِ.
    3- ودرجتْ وزارةُ الأوقافِ الأردنيّةُ على أنْ ترتبَ زياراتٍ إلى الكهفِ، لكلِّ الزائرينَ المسلمينَ: السفراءِ، والوزراءِ، والعلماءِ، وغيْرِهم.
    4- وتمَّ نشرُ مقالاتٍ كثيرةٍ في الصحفِ، والمجلاتِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، ومِنْها: الأهرامُ، العربيّ، الرسالةُ الإسلاميّةُ، الوعيُ الإسلاميُّ، وإطلاعات الإيرانيّةُ؛ وقدْ حاولتْ جميعُها مباركةَ "الاكتشافِ الظبيانيِّ". وقدْ تناولتْ وكالاتُ الأنباءِ إذاعةَ كشْفِهِ!..
    5- اسْتَضافَتْهُ جامعاتٌ في عددٍ من الدولِ الإسلاميّةِ لإلْقاءِ محاضراتٍ، للتعريفِ بكشفِهِ؛ حتى الأزهرُ أكرمَهُ، والإمامُ الأكبرُ استقبلَهُ، واستمعَ لشرحِهِ ولم يصل إلى مدحه.
    6- وأصدرَ مجلسُ الوزراءِ الأردنيُّ، بتاريخِ 6/2/1977م، بياناً بتحويلِ اسمِ "الرجيبِ"، إلى "الرقيمِ".
    7- وتمَّ تتويجُ الاهتمامِ بكهفِ ظبيانَ مِنْ خلالِ افتتاحِ مسجدٍ بجانِبِهِ، أُطْلِقَ عليه "مسجدُ أهلِ الكهفِ"، وذلكَ تحتَ وعدٍ بِرِعايةٍ ملكيّةٍ ساميةٍ بتاريخِ: 3/6/1970م (ص79).
    ويبدو أنَّ القصرَ الملكيَّ، مِنْ منطلقِ تشْجيعِهِ للعلماءِ، لا بدَّ وأنْ قامَ بتكريمِ "ظبيانٍ" - بِالصَّرْفِ - ماديّاً ومعنويّاً. فهلْ كانَ ظبيانُ يريدُ أنْ ينعقِدَ مؤتمرُ قمةٍ إسلاميٍّ لِمُبارَكةِ ما فعلَهُ؟.. هلْ كانَ يريدُ ظبيانُ أنْ تَخْرُجَ الجماهيرُ في مدنِ العالمِ الإسلاميِّ في مظاهراتٍ تنادي بالعيشِ لكهفهِ، ومَنْ فيهِ، وبالموتِ لكهوفِ "الكيتاكومز" في روما؟.. هلْ كانَ يريدُ منْ كلِّ مسلمٍ أنْ يقولَ: "يا لَهُ مِنْ كهفٍ! ويا لَهُ مِنْ كشفٍ!" ويا لَظُبْيانَ منْ مكتشفٍ!

    كهفٌ في روما!

    يقولُ المثلُ: "كلُّ الطرقِ تؤدِّي إلى روما"، ويظهرُ أنَّ الطائفةَ الأحمديّةَ قدْ غيَّرَتْهُ إلى: "كلُّ الكهوفِ تقودُ إلى روما".
    في البدءِ حملتِ الطائفةُ الأحمديّةُ الكهفَ إلى بريطانيا، ولكنَّ الطرقَ - في نهايةِ المطافِ – قدْ قادَتْهُ إلى روما!
    في العامِ 1979م، أصدرتِ الجماعةُ الأحمديّةُ في حيفا، في فلسطينَ، كتاباً عنْ تفسيرِ سورةِ الكهفِ، جاءَ فيه احتمالانِ لموضعِ كهفِ أهلِ الكهفِ.
    الاحتمالُ الأولُ:
    ترى الجماعةُ البهائيّةُ الأحمديّةُ، رجماً بالغيبِ، أنَّ الكهفَ محتملُ الوجودِ في موضعِ كنيسةِ "جلاستونبري" في "سومرستشير" ببريطانيا. وعندَهُم أنَّ جماعةً من الرهبانِ، بقيادةِ الكاهنِ "يوسف أريماثايا" قدْ جاءتْ هذا الموضعَ سنةَ 63م.
    الاحتِمالُ الآخَرُ:
    يزعمُ مؤلفُ الكتابِ أنَّ التحقيقاتِ تُظْهِرُ وجودَ الكهفِ في روما، داخلَ سراديبِ "الكيتاكومْز".
    ويزعمُ المؤلفُ أنَّ هناكَ رواياتٍ عَنِ ابنِ اسحقٍ تؤيِّدُهُ في قولِهِ.
    ويرى المؤلفُ أنَّ المسيحيّينَ الأوائِلَ كانوا مُوَحِّدينَ، وأنَّهم قدْ لاقَوُا اضْطِهاداً عظيماً، مِنْ عهدِ "نيرون" في القرنِ الأولِ، إلى أوائِلِ القرنِ الرابعِ، وفي هذه الفترةِ الطويلةِ تمَّ حفرُ سراديبِ "الكيتاكومْز" مِنْ أجلِ الاختفاءِ.
    تمتَدُّ سراديبُ "الكيتاكومْز" تحتَ روما على شكلِ متاهاتٍ معقدةٍ، وقسمٌ منْها ذو طوابِقَ، ويُقَدَّرُ طولُها في التفافاتِها وتفرُّعاتِها فوقَ سَبْعِمِائَةِ كيلومتراً، وهي محتويةٌ على مِئاتِ الألوفِ منَ القبورِ.
    حقّاً، فليسَ كلُّ منْ يَسْتَكْهِفُ يَسْتَكْشِفُ.
    وأقولُ منصرفاً متصرِّفاً، معَ شوقي ومعذِرَتي إلى "الأحمدِ" أميرِ الشُّعَراءِ:
    قِفْ بِروما وشاهدِ الكهفَ، وَاشْهَــدْ:
    أنَّ للكهـــــــفِ زاعِماً بُهْتانَـهْ

    attiyah_zahdeh@hotmail.com

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •