من الأدب الحِثّـيقبل قرنين فقط من زمننا الحالي ، لم تكن الإمبراطورية الحثية ، وعاصمتها " حتّوسا " – قرب مدينة بوكازكوي التركية - قد اكتشفت بعد .د. شاكر مطـلق
وصلتنا منها لوائح بأسماء ملوكهم الذين أعطيت لهم فترات حكم خيالية لا يمكن الاعتماد عليها طبعاً ، على سبيل المثال حكم ملكان منهم فقط فترة 43ألف ومئتي عام ، كما حكم الرّب " تموز " الراعي ، سومري الأصل فترة 36 ألف عام ...الخ .
ناهيك عن أن التواريخ التي بين أيدينا هي تواريخ تقريبية أيضاً .مع ذلك فإننا نعرف ، من خلال الدراسات المقارنة والرسائل عن وجود ملوك عِظام من تلك الحقبة ، ومنهم الإمبراطور العظيم " شوبّيلولِـيوماس - Suppiluliumas " الذي يوصف بالغرب بـ " حمّورابي " الحثيين بسبب تشريعاته ، ولقبه " لابارناس – العظيم " . بعد وفاته استلم الحكم ابنه الملك " أرنوفنداس الثالث – Arnuwandas III " – 1334 – 1335 ق.م ( كل التواريخ اللاحقة هي قبل الميلاد ) . هذا الملك توفي بعد عام فقط من حكمه بسبب الطاعون ، وخلفه بالحكم أخوه ، الابن الثاني المدعو
" مورزيليس الثاني ( مُورشيللي ) – 1334 – 1306 ق.م – وعلى الرغم مما وصلنا عنه كمحارب عظيم مثل والده ، إلاّ أنه كان رقيقاً ، شاعرياً برغم ما وصل عنه من صعوبة في النّطق .
من هذا الملك نقدم ترجمة لما يعرف بـ " قصائد الطاعون " وهي من بدايات الأدب الحِثّي وذروته .
صلَوات الطّاعون
يا إله الطقس الحِثـِّييا سيّديوأنتِ أيّتها الآلهة التي هي سيّدتيإن الأمر كذلك :يُذنبُ المرءُوكذلك أَذنبَ أبي أيضاًوتَخطّى كلمةَ إله الطّقس الحثّيالذي هو سيّديغير أنني لْم أُذنب في شيءٍولكنّ الأمر هكذاخطيئةُ الأب تَنـتقِـلُ إلى الابنِوكذلك جاءت إليَّ خطيئةُ أبيغير أنني اعترفتُ بها إلى إله الطّقس الحثّيالذي هو سيّديوإلى الإلهة التي هي سيّدتي أيضاًالأمْرُ هكذا :لقد قمنا بذلكولأنني اعترفتُ بخطيئة أبيفليلطّـفْ مشاعرَه إلهُ الطّقس الحِثـّيِّالذي هو سيّديوالإلهةُ التي هي سيّدتيولتكنْ لطيفةً نحويولتطردْ الطّاعونَ من بلاد حِثّـي .أيتها الإلهةُ التي هي سيّدتيوالتي تريد الثّأر لدم ( تودْهالـِِيَاس )الذين قتلوا ( تودْهالِـيَاس )دفعوا ضريبةَ الدّماءِوأيضاً بلادُ حثّـي أَفـنَـتها ضريبةُ الدّماء هذهوبذلك نالت أرضُ حثّـي ما عليها من جزاءٍولأنّ جزاء الدّمَ جاء إليّ الآنَفسوف أقوم مع كلّ عائلتيبالوَفاء بهبتقديم البَديلِ ( التّعويض ) وطـَلب الغُفرانِوالإلهةُ التي هي سيّدتيسيهدأُ خاطرُهاأعيدي عطفَك إليَّأيتها الإلهة ، التي هي سيّدتيوسوف أَظهَرُ أمامَكِولأنني أُصلّي إليكِاستجيبي إليَّلأنني لْم أفعل شرّاًومن أولئك الذين غابوا وفعلوا الشُّرورَلْم يبقَ أحدٌ منهم ، لأنهم أمواتٌوبما أنّ مسألةَ أبي جاءت إليّانظريفسوف أقدّم لكِأيتها الإلهةُ التي هي سيّدتيمن البلدِ الذي جاءَ ه الطّاعونسأقدّم عطاءاتِ الغفران .اطردي من قلبي الألمَوأما من روحي فانزِعي الخوف َ...
ملاحظة:
الترجمة الأولى التي قمت بها عن الألمانية ، نشِرت في دراستنا المنشورة في " مجلة البحث الـتاريخي " الصادرة بحمص العدد 3/1984 وفي كتاب ( ندوة حمص الأثرية والتاريخية الأولى ) 11 / -1984 .
في الترجمة الحاليّة - مطلع 2007 - أجريتُ بعض التعديلات الطّفيفة على بعض الصّياغات التي بدَت لي أكثرَ دقّةً ، فاقتضى الأمرُ التّنويه .
( د. شاكر مطلق )
الملك الحثي " موفاتّالِّس " - 1306 – 1282 – هو ابن الملك " مُورسيلس الثاني ( مُورشيلي ) – 1334 – 1306 – صاحب قصائد الطاعون ، وهو الذي حارب الفرعون " رعمسيس الثاني " وانتصر عليه في معركة " قادش " الشهيرة بالقرب من مدينة " حمص " السورية ( للمزيد : انظر المرجع عن دراستنا حول الموضوع أعلاه ) هذا الملك كان قد أصدر أمراً بضرورة بدء الصلوات بتمجيد إله الشمس ، وليس إله الطقس الحثي ، وهذه الترجمة تكشف عن مدى تأثير عبادة الشمس المصرية وبخاصة عند الفرعون " أخناتون " في المعتقد الحثي ، كما أننا نلمَس من خلال النص التالي التشابه القائم بينه وبين نشيد الشمس عند " أخناتون " .
إلهُ الشّمسِ السّماوي ، راعي البشرأنت تصعدُ من البحرِ يا " إله الشمس السّماوي "تصعدُ وتجولُ في السّماءِ .( يا ) " إله الشمس السّماوي " ، يا سيديابنُ الإنسانِ ، الكلبُ ، الخِنزيرُ ، وحيوانات الحقلِ البريّةِتنطِقُ بالعدلِ ( بينهم ) ، يا إله الشمسيوماً تلوَ يومٍ .====================E-MAIL:mutlak@scs-net.org
المفضلات