نقدم اختصاراً للكتاب ، فإننا نقدمه كمحاولة لتحقيق الوحدة الإسلامية بين أبناء المسلمين جميعاً ، ونعرضه كمقدمة لتحقيق التقارب بين السنة والشيعة بنبذ الأفكار المتطرفة التي تعوق وحدتهم ، وهو دعوة للعودة إلى النبع الصافي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة الأطهار .
وأما التشيّع الصفوي فقد أوضح د.شريعتي فساد الدولة الصفوية التي نشرته ونقض أسسه أركانه وأهمها :
1-التناقض الكبير في تصوير الأئمة ، فتارة يضعهم هذا التشيّع في مرتبة الربوبية ، فيصورهم على أنهم يخلقون ويرزقون ويدبرون الكون ، وتارة أخرى يصورهم أجراء وتابعين ومتذللين للخلفاء والحكام
2-تحويل التشيّع العلوي المضيء القائم على التوحيد إلى تشيّع مشبع بالشرك والخرافة ، كعبادة القبور ، وتأليه الأئمة ، والاعتقاد بتحريف القرآن .
3-إهمال جوانب الاتفاق مع باقي المسلمين ، وتغذية جوانب الاختلاف والفرقة .
4-وقوف الدولة الصفوية مع النصارى والدول الأوروبية الاستعمارية ضد الدولة العثمانية السنيّة التي كانت تشكّل سدّاً منيعاً أمام هجمات وأطماع هؤلاء الاستعماريين .
5- استيراد الصفويين لعقائد وعادات النصارى وهيئاتهم ، وإدخالها في التشيّع ، وخاصة في المناسبات كعاشوراء .
6-قيام الدولة الصفوية على المذهب الشيعي والقومية الفارسية ، وإذكائها للشعور القومي ، مما سبب لإيران وشعبها المسلم عزلة ، وسلخها عن محيطها الإسلامي .
7-فساد سلاطين الدولة الصفوية و علماء وروحانيين ( الاتجاه العرفانى الصوفى ) التشيّع الصفوي وما هم عليه من الجمود والغلو وتذللهم للسلاطين وتبريرهم لسياساتهم وتصرفاتهم .
8-اتخاذ علماء التشيّع الصفوي الدين مصدراً للتكسب والترزّق وأكل أموال الناس بالباطل ، وإعطاء أنفسهم هالة وقداسة باسم الدين ، تمنع الناس من مناقشة آرائهم وانتقاد أفكارهم وتصرفاتهم .
9-تحايل الصفويين على العديد من قضايا الدين وإباحتهم للمحرمات كالربا وبعض المعاملات غير المشروعة و التلاعب بالمواقيت عند إجتماع يوم النوروز – وهو يوم عيد - مع يوم عاشوراء – وهو يوم حزن –.
10-إفراغ التشيّع العلوي من مضمونه ومحتواه ، وتضليل المسلمين بالإبقاء على نفس الهياكل والقوالب .
ولعل حديث د.شريعتي المستفيض عن الدولة الصفوية ، وما أدخلته من بدعٍ وخرافات على التشيع الأصيل يلفت أنظارنا إلى تجربة الثورة الإيرانية التي سارت على منوال الصفويين في تشويه التشيّع والتحايل على تعاليم الدين وإحداث الفرقة بين المسلمين ، وما أشبه الليلة بالبارحة .
فإيران اليوم ، وباسم "ولاية الفقيه " تضفي هالة وقداسة على نواب الإمام تجعلهم فوق النقد والمحاسبة ، فأدّى ذلك إلى قتل وتعذيب واضطهاد المخالفين في الرأي ، و حصل ذلك كله باسم الدين وها هي قضية آية الله منتظري ما زالت ماثلة أمامنا حيث كان ضحية سطوة وظلم زملائه رجال الدين الذين وضعوه تحت الإقامة الجبرية واتهموه بالانحراف – ومن قبل كان آية الله شر يعتمد داري – وهي التهمة التي يتم تلفيقها إلى من يخالفهم الرأي .
وكذلك فإن قضية المثقف والأستاذ الجامعي أغاجاري هي الأخرى تفرض نفسها تجاه ما يقترفه رجال الدين تجاه الآخرين باسم الدين ، حين يتم تناول دورهم ومكانتهم وشرعيتها فيكون الرد هو الاعتقال والمحاكم ورميه بالردة عن الثورة أو الدين حتى يتم إعدامه باسم الإسلام !
والدين اليوم في إيران مصدر للكسب لهؤلاء وأخذ خمس أموال الناس كونهم نواباً عن الإمام الغائب ، كما أن إيران اليوم تصدر لنا الكتب والمجلدّات والمجلات التي تخالف منهج آل البيت ، ويطفح منها الغلو والتطرف وإحياء أمجاد الصفوية ، وصارت إيران بؤرة توتر واصطدام مع معظم دول العالم الإسلامي كما نرى هذا واضحاً في علاقة إيران مع تركيا وأذربيجان والعراق والخليج ومصر ، وما زالت إيران تحتل جزراً إماراتية ، وترفض حتى مجرد مناقشة الموضوع .
وإذا كانت الدولة الصفوية قد وقفت في السابق مع النصارى الأوروبيين ضد المسلمين العثمانيين ، فإن إيران اليوم تعرض عن مساندة قضايا الإسلام في العالم كالشيشان والفلبين وفلسطين وكشمير وأفغانستان والعراق، وبدلاً من دعم قضايا المسلمين ، تدخل إيران في تحالفات مع الدول المعتدية ، فتجدها ترتمي في أحضان روسيا، التي تضطهد المسلمين في الشيشان وتدخل معها في علاقات اقتصادية وثيقة ، ونفس الأمر يحدث مع الهند التي تضطهد المسلمين في كشمير وتحارب باكستان المسلمة ، وتوثق إيران علاقاتها معها ، وهذه العلاقة موجهة أساساً ضد دولة باكستان المسلمة ، وتتصاعد خياناتها للمسلمين للتحالف مع أمريكا لإسقاط إمارة طالبان وبعدها تمنع أتباعها من مقاومة أمريكا في العراق.
والأمر هنا يطول ، لكن هذه الأمثلة السابقة دليل على استمرار نهج الصفويين ، وأن التشيّع الصفوي الدخيل ما زال مسيطراً وما زال يدعمه حكام إيران.
ولعلّ تنبيه د.شريعتي المسلمين إلى هذا
التشيّع الممسوخ ، هو الذي جلب له العداء قبل الثورة من قبل رجال الدين المتشددين ، وجلب لأنصاره من بعده العداء والاضطهاد ، وإن جرأة شريعتي في انتقاد هذا التشيع هي التي أدّت إلى تهميشه وتشويه صورته ، واتهامه بأنه منحرف عن الإسلام ، ومعادٍ للإمامة و أنه سنى و… لأن هناك من لا يريد أن يعُود التشيّع العلوي الأصيل ، ويريد أن يظل التشيّع الصفوي الممسوخ مسيطراً .
ومن أجل مشروع حقيقي للتعاون بين السنة والشيعة على الأسس الثابتة في القرآن والسنة ، قمنا بتلخيص هذا الكتاب وتنقيحه من بعض المخالفات .
وليس هذا تزكية لكل ما في هذا الكتاب أو غيره من كتب شريعتي أو أفكاره
نصرانية الغرب والتشيّع الصفوي ؛ الإفرنجي في كربلاء !
من
القضايا الواضحة وجود نحو ارتباط بين الصفوية والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الإمبراطورية الإسلامية العظمى التي كان لها حضور فاعل على الصعيد الدولي أبان الحكم العثماني وشكلت خطراً جديّاً على أوروبا ، وقد وجد رجالات التشيّع الصفوي أنه لا بدّ من توفير غطاء (شرعي ) لهذا التضامن السياسي فعملوا على تقريب التشيّع من المسيحية ، وفي هذا الإطار عمد الشاه الصفوي إلى استرضاء المسيحيين من خلال دعوتهم للهجرة إلى إيران ، وقد شيّد لمسيحيي (جلفا ) مدينة مستقلة قرب العاصمة وأخذ يتودّد إليهم ويصدر بيانات وبلاغات رسمية يعلن فيها عن تمتّعهم بحماية تامة وحرية كاملة في ممارسة طقوسهم الدينية ، ومن جهته سعى رجل الدين الصفوي إلى تجميل صورة بعض الشخصيات المسيحية وإقحامها في المشاهد التمثيلية التي تقام إحياءً لذكرى عاشوراء ، من ذلك أن رجلاً كرواتياً يحضر أحد هذه المشاهد فيتأثر بالمناخ الحزين فيقتحم المكان ببدلته الأنيقة ونظارتيه و يهاجم معسكر يزيد وأنصاره ويواسي الحاضرين بأجمل مواساة ، بحيث ما أن يراه الناظر حتى يتيقن بأن كلب هذا المسيحي الإفرنجي أطهر من (السنّة) الذين قتلوا الحسين (ع) ، ولاشك أن مُخرج المشهد المسرحي لا يريد غير ذلك !
و استحدث الصفويون منصباً وزارياً جديداً باسم وزير الشعائر الحسينية ، وقد قام هذا الوزير بجلب أول هدايا الغرب لإيران في القرنين السادس عشر والسابع عشر ، وكان هذا أول تماس حضاري بين إيران والغرب لا كما يقال من أن هذا الارتباط والتماس حصل في القرن التاسع عشر من خلال استيراد المطابع والصحف والمؤسسات والشخصيات الثقافية كدار الفنون وحاجي أمين الضرب وأمير كبير .
ذهب وزير الشعائر الحسينية إلى أوروبا الشرقية وكانت تربطها بالدولة الصفوية روابط حميمة يكتنفها الغموض ، وأجرى هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسم الدينية و الطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية وأساليب إحياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى أنماط الديكورات التي كانت تزين بها الكنائس في تلك المناسبات ، واقتبس تلك المراسيم والطقوس وجاء بها إلى إيران حيث استعان ببعض الملالي لإجراء بعض التعديلات عليها لكي يصلح استخدامها في المناسبات الشيعية وبما ينسجم مع الأعراف والتقاليد الوطنية المذهبية في إيران ، ما أدى بالتالي إلى ظهور موجة جديدة من الطقوس والمراسم المذهبية لم يعهد لها سابقة في الفلكلور الشعبي الإيراني ولا في الشعائر الدينية الإسلامية ؛ ومن بين تلك المراسيم النعش الرمزي والضرب بالزنجيل والأقفال والتطبير واستخدام الآلات الموسيقية وأطوار جديدة في قراءة المجالس الحسينية جماعة وفرادى ، وهي مظاهر مستوردة من المسيحية بحيث يستطيع كل إنسان مطلع على تلك المراسيم أن يشخّص أن هذه ليست سوى نسخة من تلك !
تتضمن مراسم العزاء المسيحي تمثيل حياة شهداء الحركة المسيحية الأوائل وإظهار مظلوميتهم وطريقة قتلهم بواسطة حكام الجور والشرك وقياصرة الروم وقوّاد جيشهم وكذلك التطرق لسيرة الحواريين ومأساة مريم وبيان فضائلها وكراماتها ومعاناتها ،والأهم من ذلك تجسيد مأساة عيسى المسيح وألوان التعذيب الذي لاقاه سواء من قومه(اليهود) أو من الحكام (القياصرة)، كل ذلك تحت عنوان (passions ) أي المصائب ، وهو مصطلح يطلق على مجموع هذه المراسيم التي اقتبسها الصفويون وأدخلوها إلى التاريخ الشيعي لتصبح جزءاً من الهوية الشيعية وتستخدم في تجسيد المصائب التي تعرض لها أهل البيت والزهراء (ع) والإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه .
جدير ذكره أن مراسيم اللطم والزنجيل والتطبير وحمل الأقفال مازالت تمارس سنوياً في ذكرى (استشهاد )المسيح في منطقة(lourder) ، وعلى الرغم من أن هذه المراسيم دخيلة على المذهب وتعتبر مرفوضة من وجهة نظر إسلامية ولم تحظ بتأييد العلماء الحقيقيين بل إن كثيرا منهم عارضوها صراحة لأنها لا تنسجم مع موازين الشرع ، مع ذلك فإنها ما زالت تمارس على قدم وساق منذ قرنين أو ثلاثة ، ممّا يثير الشكوك أكثر حول منشأها ومصدر الترويج لها ، ويؤكد أن هذه المراسيم تجري بإرادة سياسية لا دينية وهذا هو السبب في ازدهارها وانتشارها على الرغم من مخالفة العلماء لها ؛ وقد بلغت هذه المراسيم من القوة والرسوخ بحيث أن كثيراً من علماء الحق لا يتجرءون على إعلان رفضهم لها ويلجأون إلى التقية في هذا المجال !!
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من المباشرين لهذه الأعمال يدركون جيداً موقف العلماء الحقيقيين منها ، ولكنهم يقنعون أنفسهم بأن هذه الأعمال خارجة عن نطاق الشريعة وداخلة في نطاق الحبّ الذي لا يلتزم كثيراً بالقيود والضوابط ، حتى قيل أن أحدهم واجه أحد العلماء بالقول إننا نصغي إلى أقوالكم أحد عشر شهراً في السنة ولكن عليكم في هذا الشهر (محرم ) أن تصغوا أنتم إلى أقوالنا !
وقد اخترعوا من أنفسهم اسطوانات جديدة يكررونها لإقناع بل خداع أنفسهم قبل غيرهم فيقولون مثلاً إن هذا العمل لا يندرج تحت قائمة المستحب والمكروه أو الحلال والحرام ، إنه جنون حبّ علي والحسين ، حب الحسين أجنني،عاشوراء أغلت دماءنا ،ودَدْنا لو نحرق أنفسنا بأيدينا ، إن حساب الحسين غير حساب الله والدين والأحكام الشرعية ، ولو أن الله سبحانه تعالى ألقانا في جهنم عقوبة على حب الحسين فما أشوقنا إلى نار جهنم ! إلى غير ذلك من الجمل والعبارات التي إن دلّت على شيء فإنّما تدل على فقر أصحابها منطقياً وعدم امتلاكهم الحجة الشرعية لتبرير أفعالهم .
واضح جداً أن هذه اللغة هي لغة التصوف وأن هذه المشاعر والأحاسيس هي مشاعر غلوّ وإفراط نجمت عن أعمال الدراويش ومبالغات الخطباء والشعراء ، وكل هذه المظاهر تستمدّ وجودها من عصب صفوي يغذّيها وينفخ فيها من أجل تضخيمها يوماً بعد يوم .
إنني أعتقد أن ما هو معروف اليوم من أن استنكاف علماء و فقهاء الشيعة لارتقاء منبر الخطابة والتبليغ وتجنب الدخول في أحاديث التكايا والمحافل الاجتماعية الدينية ، يعود إلى إدراكهم لحقيقة أن هذه المظاهر هي مظاهرة صنيعة للحكم الصفوي وأن هذه المنابر كانت تستمدّ قوتها من الموقف السياسي لا الموقف الديني ، والدليل على ذلك أن هذه المراسيم عادة ما تنطوي على أفعال وممارسات لا تنسجم مع شرع أو سنّة ، فبرغم القدسية التي يكنّها الإنسان المسلم والشيعي على وجه الخصوص للأئمة وأهل بيت النبي وخاصة نساء آل البيت نجد أن مراسيم التشبيه تنطوي على إساءات صارخة من قبيل أن رجلاً يمثل دور سكينة أو زينب ، كما يتم استخدام الموسيقى على نطاق واسع رغم ما فيها من كراهة أو حرمة لدى العلماء ، ولاشك أن هذه المظاهر مقتبسة من النصارى ، حيث توجد لديهم ممارسات وطقوس دينية مماثلة من قبل ( الرجال السبعة ) [ 7 mysteries] أو (الميراكل)[miracles ] مضافاً إلى تشيّيع رمزي لنعش عيسى مصلوباً وهبوطه وعروجه ونحو ذلك .
أما النوائح التي تؤدى بشكل جماعي فهي تجسيد دقيق لمراسيم مشابهة تؤدى في الكنائس ويطلق عليها اسم (كر) كما أن الستائر ذات اللون الأسود التي توشح بها أبواب وأعمدة المساجد والتكايا والحسينيات وغالباً ما تطرز بأشعار جودي ومحتشم الكاشاني هي مرآة عاكسة بالضبط لستائر الكنيسة ، مضافاً إلى مراسيم التمثيل لوقائع وشخصيات كربلاء وغيرها حيث تحاكي مظاهر مماثلة تقام في الكنائس أيضاً وكذلك عملية تصوير الأشخاص رغم كراهة ذلك في مذهبنا ، حتى هالة النور التي توضع على رأس صور الأئمة وأهل البيت هي مظهر مقتبس أيضاً وربما امتدت جذوره إلى طقوس موروثة عن قصص أيزد ويزدان وغيرها من المعتقدات الزرادشتية في إيران القديمة.
كل هذه المراسيم والطقوس الاجتماعية والعرفية هي صيغ مقتبسة مما هو عند النصارى في أوروبا ، وقد بلغت هذه الظاهرة حداً من السذاجة بحيث أن الاقتباس يتم بصورة حرفية دون أدنى تغيير ، حتى أن بعض المظاهر تنطوي على رفع علامة الصليب ، وقد انطلت هذه المسألة على الصفويين فاستوردها من هناك وجاءوا بها إلى إيران كما هي ، ولذلك نرى أن بعض الجوقات يتقدمها ما يسمى ب(الجريدة ) وهي شيء يشبه الصليب وكان بعينه يستخدم في جوقات العزاء المسيحية ولا يعرف أحد مغزى ذلك من بسطاء الشيعة حتى حاملو هذه (الجريدة) لا يدركون السبب في حملهم إياها ، ولكن مع جهل الجميع بماهية (الجريدة ) ومعناها وفلسفة حملها فإن جميع المشتركين في الجوقة يعتقدون أن شأنهم واعتبارهم رهين بهذه (الجريدة)ومدى الاهتمام بها حتى أن معارك ومشادّات تحصل من أجل أن يحظىالأفراد بشرف حملها و تتسابق الجوقات في تزيين جريدتهم بحيث تبدو أكبر و أجمل و أثقل !
يجدر الإشارة على أن ( الجريدة ) ليست تقليداً للصليب بالشكل فحسب بل إن اسمها كذلك يعود تاريخيا ً إلى اسم الصليب و قد جاء معها من اوربا الشرقية وذلك أن كلمة ( جريدة ) لا مفهوم لها في الفارسية و لا في العربية وهذا الكلام ينسحب على سائر الديكورات و الأزياء و الستائر التى جاءت جميعاً من اوربا الشرقية وايطاليا على وجه الخصوص حيث مركز الكنيسة الكاثوليكية ونظرا لأن المساحد لم تكن مكانا مناسبا لقبول مثل هذه البهارج فقد استحدث بناء جديد يطلق عليه اسم ( التكية ) و أصبح فيما بعد مركزا لتسويق مثل هذه الأمور الغريبة على الدين و المذهب .
وبالرغم من كونه شيعياً متعصباً (يصف مجموعة من كبار الصحابة بأنها باعت شرفها وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار) فلا فائدة في رأيه من الشعائر والطقوس الحسينية التي يتهم الحكامَ الصفويين بأنهم اقتبسوها من المحافل المسيحية في أوروبا الشرقية التي كانت تحيي فيها ذكرى شهدائها، وبأنهم حولوا الإمام الحسين إلى صورة عن آلام Passion المسيح. وحتى يتم صبغ هذه الطقوس والشعائر بالصبغة الإيرانية، أدخل الملالي عليها بعض التعديلات لتوافق الذوق الشعبي الإيراني وجعلوها موائمة للأعراف والتقاليد الوطنية والمذهبية في إيران. أما لغة هذه الطقوس فهي لغة التصوف وأعمال الدراويش ومبالغات خطباء المنابر وشعراء العامة.
المفضلات