ككل ليلة يأتني طيف حبيبي
يسامرني حتى النعاس
يرسم لي قبلة على جبيني ويقل لي حبيبتي سأشتاق لكي
أنتفض من تلك القبلة محاولة ً أن أعانقه وإذ بي أعانق ذاتِ
ويتلاشي ذاك الطيف .
؛
؛
وهذه الليلة ليست كسابقاتها ....
فقد شعرت بجسدٍ يجلسُ على حافة سريري
شعرت بقشعريرة ٍتذبُ في أوصالي
زفرات ٌ متأججة
أنفاسٌ ساخنة تقترب مني ...
أجل والله شعرتٌ بها
خلته حلم
اعتدلت في سريري محاولةً الجلوس وإذ بجسدي تثاقل
أيقنت أنه ليس حلم
سمعتُ همساً
شطح فكري
بين الحقيقة والخيال
فصاح اليقين (( صوته )) ... إنها ذات النبرة
تهمس لي
؛
؛
حبيبتي :
سأرافقكِ هذا المساء فغداً هو العيد
لا أرغب أن تسهري بمفردكِ
لقد وشاكِ القمر لي فلملمت هباء جسدي وأتيت إليكِ
؛
؛
أشعر بها ، صدقاً.
يدان باردتان
تسحباني بقوة
عناقٌ لذيذ شعرت به
لم يكن طيف
بل كانت روح
أجل
كانت ذات الروح وبذات النقاء
رفعت رأسي لكي أرى وجه حبيبي
تأملت عيناه وجدتها كما هما وبذات البريق ...
لم يغير القبر أي شيء من ملامحه
قبّلني ألفاً ... قبلّته ضِعفاً
أمسك بيدي وقال لي :
حبيبتي لن يكون لقاءً قريب
حاولت التحاور معه
حاولت أن أسأله
لما ؟؟
؛
لماذا ؟؟
وضع يده الباردة على شفتاي الساخنتان فتلاشي الحديث كما لو أني ابتلعتُ لساني
قال :
أتعلمين حبيبتي
لقد ضحيت بربيع عمري ليزهر ربيع عمركِ أنتِ
فأنا بكِ أحيا
خنقتني العبرة
أردت البكاء ولكن !!
//
أتذرف الدموع بعد جفافها ....
جفت دموعي
فبت أبكي روحي
أبكي عمري
أبكي لحظاتُ لقائي
أبكي سهري وعنائي
أبكي ذاتِ أمنياتِ
أبكي صوت عبراتِ
أبكي حلمي الآتي
أبكي التيه مذ رحل
وساعات احتضاراتِ
أبكي دونما دمعٍ
فتبكيني انكساراتِ
؛
؛
وفجأة ارتفع صوت الأذان منادياً لصلاة الفجر
استغفرتُ الله
رحل الطيف
رحل دونما وداع
ولم يبقي من ذاك الطيف سوي أثرٌ بارد على جبيني خلّفته شفتاه
وصوتٌ يتردد في أُذني صداه
كل عيد وأنتِ حبيبتي
سأعود ما أن وشاكِ لي القمر
كوني على موعدٍ ككل مساء ... ولكن دون بكاء .
***
كُتبت في أول عيد وأنا بدونه ..
حبيبي رحمك الله
خريف آيلول 2008
المفضلات