مشروع "برنامج الترجمة الوطني" يعمق روح التنافس واعطاء الفرصة لمن يستحقها.
قلما نسمع عن شركات خاصة تساعد المنتسبين لها على تطوير قدراتهم وإكسابهم الخبرة العملية التي تؤهلهم دخول سوق العمل وخوض غمار الحياة العملية دون مقابل! في مقر شركة القيادة للتجارة العربية حاور ملحق شباب الدستور المدير العام للشركة أستاذ القانون الدولي الإنساني من جامعة أبردين - أميركا الدكتور عادل عزام سقف الحيط والذي حدثنا عن الشركة والمشاريع والخدمات التي تقدمها ونشاطاتها التي كان آخرها ورشة عمل في الترجمة التي أقيمت تحت رعاية رئيس الجمعية الدولية للمترجمين العرب WATA" " والذي حدثنا أيضاً عن آخر مؤلفاته (الدليل المعتمد للترجمة القانونية) وعن بداية قصته مع الترجمة والتي كانت بطلب من مركز الإعلاميات العربيات لترجمة كتيب لصحفيّة أميركية.
في سؤال عن مشروع "برنامج الترجمة الوطني" الذي أسسته الشركة في عام 2003 وضح الدكتور عادل أن فكرة المشروع برمته مستوحاة من فتاة درست الترجمة وبعد تخرجها من الجامعة لم تنجح في إيجاد فرصة عمل فتقدمت لدار القيادة للترجمة المعتمدة بطلب أن تتدرب لديهم على المجالات المختلفة في الترجمة من قانونية وتجارية ودولية وغيرها، ومن هنا بدأ المشروع الوطني للتدريب على الترجمة متيحاً لحديثي التخرج فرصة التدريب بدورات مجانية لمدة أربعة شهور يعقدها أساتذة متخصصون بدعم من شركة القيادة التجارية التي اسسها عزام عام 2002 مؤكداً أن الهدف الرئيسي للمشروع هو تحويل عملية الترجمة من عملية تجارية إلى استراتيجيات وبرامج تطبيقية فاعلة تخدم المجتمع موضحا بأن ذلك هو السبب الكامن وراء تأسيسه دار القيادة للترجمة المعتمدة لتعنى بالترجمة والتدريب في المقام الأول ولغايات النشاط البحثي في المقام الثاني.
وأضاف الدكتور عادل سقف الحيط بأن المشروع الذي سُجل كبراءة اختراع في المكتبة الوطنية في العام 2006، يقوم على دعم الحاصلين على درجات أكاديمية في الترجمة أو الأدب الإنجليزي بالإضافة أيضاً للشباب المهتم والمتميز باللغة الإنجليزية وبالطبع يتم قبول المتقدم بعد نجاحه في امتحان المستوى التقيمي الذي يجريه المركز لتعميق روح التنافس واعطاء الفرصة لمن يستحقها، والمشروع اليوم أصبح يدعم كافة الشباب ذكوراً وإناث بعد أن كان في البدايات مركزاً أغلب دوراته على الفتيات رغبةً منه لتدشين مشروع يعمل على إكساب المرأة خبرات عملية تقوي فرص دمجها في سوق العمل.
وقدم الدكتور مدير المركز لملحق الشباب جولة شاملة استعرض بها آلية تأهيل المتدربين منتسبي مشروع الترجمة والتي يشكل الجانب العملي فيها ما نسبته 80% حيث يتم توزع نماذج حية متنوعة على المتدربين ليقوموا بترجمتها من اللغة العربية إلى الانجليزية وبالعكس ومن ثم يتم تدقيقها من قبل رئيسة القسم المختصة ونائبتها وإعطاء المتدرب التغذية الراجعة عن عمله والعمل على تقوية نقاط الضعف لديه وأضاف أن تنوع النماذج التدريبية من الشرعية والطبية والقانونية والمراسلات التجارية هدفه التنويع في الخبرات والتجارب التي يكتسبها المتدرب لتكون شاملة لكافة مجالات الترجمة التي من الممكن أن يواجهها في سوق العمل بالإضافة إلى التزام المشروع بتعليم وتدريب المنتسبين على فنون كتابة المقالة باللغتين العربية والإنجليزية، وأكد الدكتور عادل سقف الحيط حرص المركز على تأمين فرص عمل تليق بمستوى الخريجين عن طريق التواصل الدائم مع الشركات والمؤسسات ذات العلاقة.
هذا ولم يغفل المركز عن الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من إعاقات حركية لا تقف عائقاً أمام ممارستهم مهنة الترجمة بل يقوم المركز على دعمهم ودمجهم في المشروع، وأكد الدكتور سقف الحيط أنه وعلى الرغم من قلة عدد الشباب المتدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن أغلبهم يظهر تميزاً يفوق قدرات الأصحاء، وأضاف أيضاً بأنه وعلى الرغم من أن مهنة الترجمة تعتمد بالمقام الأول على حاسة البصر إلا أن المركز يقوم بإتاحة برامج خاصة تمكن الضرير من احتراف مهنة الترجمة باستخدام أجهزة حاسوب مطورة ومجهزة لهذا الغرض.
وكان نجاح مشروع "برنامج الترجمة الوطني" الطريق الذي مهد لصدور الدليل المعتمد للترجمة القانونية من تأليف أستاذ القانون الدولي والإنساني الدكتور عادل عزام سقف الحيط والذي جاء كاستجابة لحاجة المكتبة الأردنية والعربية إلى مرجع يضم نماذج عملية لترجمة كافية ووافية لجميع الوثائق والعقود والحجج الشرعية والكنسيّة، مؤكداً على أن هذا الدليل هو بمثابة مرجع قانوني للمحامين والمترجمين ولمكاتب الترجمة ولرجال الأعمال ولطلبة التخصصات القانونية والتجارية وتخصصات الترجمة وللمهتمين، حيث يضم الكتاب في فصله الأول مبادئ وأساسيات عملية الترجمة القانونية والصيغ والألفاظ اللازمة لإنشاء العقود باللغة الانجليزية، وفي الفصول المتبقية يضم نماذج الوثائق والعقود القانونية والتجارية والحجج الشرعية والكنسيّة فيعرض النموذج العربي ومقابله نظيره بالإنجليزية مراعيّاً تقابل البنود والنصوص والفقرات، وينتهي الكتاب بفصل خاص حول منهجية تصديق الترجمات لدى كاتب العدل والمحكمة الشرعية ومؤسسات التربية والتعليم العالي.
وأجاب مؤلف الكتاب الدكتور سقف الحيط لدى سؤال أحد كتبه عما إذا كان يخشى أن يؤثر الكتاب على عمل مركزه ومراكز الترجمة أجاب بأن الهدف الرئيسي له من إصدار الكتاب هو إنهاء احتكار هذه النماذج واحتكار المعرفة باللغة لأن انتشار هذه النماذج بين أيدي المحامين ومكاتب الترجمة يرفع من مستوى القاعدة التي يستندون عليها وتساهم في ارتقائهم لمستوى أفضل في المستقبل كالمقدرة على ترجمة العقود الدولية الكبيرة والعطاءات الضخمة وعقدها، وأكد سقف الحيط على أن الهدف الأكبر هو محاولة تطوير حركة الترجمة الأردنية ليأخذ الأردن مكان ريادي في الترجمة أسوة بدول الجوار كمصر ولبنان.
ولدى سؤاله عن قدوته في الحياة قال الدكتور عادل : "إن قدوتي الروحية في الحياة هي جدي الدكتور عادل سقف الحيط رجل الفكر والأدب الذي كان يحثني منذ الصغر على القراءة والكتابة والنهل من العلم لأكون من المتميزين و والدي الدكتور عزام سقف الحيط الذي لطالما غمرني بفيض من المشاعر الأبوية الدافئة والذي وقف بجانبي دوماً وسندني بما يتمتع به من علم وثقافة واسعة وتشجيعه لي دوماً على ما أكتبه من مقالات صحفية ولعل قدوتي الفكرية والعلمية المفكر الكبير الأستاذ الدكتور هشام الغصيب رجل الفكر والعلم والمعرفة والإدارة الذي لطالما شملني ورفاقي برعايته الأكاديمية الأبوية ولكم أنفق من وقته الثمين في محاورتنا والاستماع لنا ولأحاديثنا ليكسبنا بذلك المنهجية العلمية والقدرة على النقد البناء".
موقع النشر:
http://shabab.addustour.com/article.aspx?articleNO=4066
المفضلات