الحديث عن المراة أومايتعلق بها دائما يتبعه الحديث عن القيم الأمر الذي لانجده عند الحديث عن الرجل ،والأمر يبدو مفهوما لأول وهلة في كون الرجل هو الذي اعطى لنفسه الحق للحديث عن المراة ،وبالتالي فان الكلام حول المراة العربية ليس أبدا سوى الرؤية الذكورية والتي كرست فيما بعد الثقافة الذكورية.
سادتي الكرام ،ماذا لو اختزلنا الوجود في المراة لفترة وجيزة من تارخ البشرية ،لكان حتما السلم القيمي ليس على الحال الذي هو عليه الآن ،أو على الأرجح لكان واقعا مؤنثا هو الآخر ،فقط لأنه اتيحت للمرأة ادارة وجودها كما تراه بعيدا عن سلطة قهرية وهي سلطة الذكورة ،بهذا الفرض يمكن للسادة ان يستوعبوا مقالي ،حول امكانية منح المرأة فرصة تصوغ فيها نفسها وترتب أشياءها دونما يتطفل الرجل بجهازه المفاهيمي الذي يريد من ورائه تكريس سلطته ودفعه المرأة عن نفسه.
فالمقال حول الحجاب الذي تكرم به الأخ الكريم لايخرج عن ماسبق مهدت به وهو السياج القيمي الذكوري بسياقات دينية تخدم سلطته الذكورية ،وكان الأجدر أن يدرس الحجاب كظاهرة لها علافاتها الثقافية وسياقها الاجتماعي ،وهكذا حتى يمكننا التوصل الى علاقة النصوص بالظرف التاريخي والاجتماعي العربي في ذلك الوقت وكذلك فهم السياقات التي تشكلت فيها الاراء الفقهية فيما بعد ،ويمكننا ساعتها أن نخرج المرأة من مفهموم الشرف والعرض الذي شكلته ثقافة عربية تاريخيا شكلتها ظروف الغارة والحروب التي عملت على تحويل المرأة الى عار ،يستخدم عند السبي أوالنظم.