آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العالم يتقدم ببطء .. ويتراجع بسرعة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية مروان العياصرة
    تاريخ التسجيل
    20/07/2008
    المشاركات
    17
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي العالم يتقدم ببطء .. ويتراجع بسرعة

    بالتأكيد أن من سنن الكون التغيير..
    ومن سمات العالم أنه متحول باستمرار ..
    سواء أكان هذا التحول إيجابيا تطوريا أم سلبيا تراجعيا، وفي هذه الفترة التي يعيشها العالم كله، ثمة كثير من القضايا الكبرى المتحولة أبرزها التحول الخطير والملفت والمقلق إلى حد بعيد للنظام الاقتصادي العالمي، وبما أنني لست خبيرا اقتصاديا، وإنما متابعا ومطالعا فيه بتواضع، لا أقدم تفسيرا ولا أقترح صيغة معالجة بقدر ما أنظر في الآثار والنواتج التي تطالني مثلما تطالع ملايين الناس من مختلف الشعوب، ففي لحظة صحا العالم على وقع الأزمة ونداءات مراجعة حسابات ما يقارب ( 80 ) عاما ويزيد وصل فيها العالم إلى أزمته المفتوحة على احتمالات كثيرة يتنادى الزعماء العالميين لبحثها وتدارس مداراتها ومآلاتها.

    أكثر ما يهمنا نحن شعوب الطراز الثالث ( الفقيرة والنامية والمغلوبة على أمرها ) أن نعرف بالتحديد على أي مسافة تقف الأزمة منا ..؟ فثمة الخبراء الذين يقولون بأن العالم كله متأثر سلبيا بها، وثمة الناس الذين شعروا بجدوى الأزمة فيما حققته من تخفيف أعباء الغلاء وتقليل نسبة التضخم، فقد انخفضت في الأسعار تدريجيا وانخفض البترول أيضا في وقت استقر في وعي الناس أن الأسعار التي ترتفع قلما أو نادرا ما تعاود الانخفاض، لكن الأزمة المالية التي تعصف بعالم المال والأعمال والاقتصاد كأنها تسونامي اقتصادي، جعلت من الأسعار أكثر مرونة وتحكما.
    ربما يكون هذا الأمر المتعلق بانخفاض الأسعار عارضا من عوارض الأزمة وطارئا سرعان ما يزول، لكن الأزمة بالتأكيد ذات نفع، على اقل تقدير أنها خلقت ظروفا لمراجعة الحسابات وتراكم الأخطاء ونبهت إلى أن مؤشر الأسعار لا يمكن له أن يبقى تصاعديا أبدا كيما تزداد الفجوة الطبقية بين نخب الرفاه والثراء، وجماعات الفقر، لأنه على العالم أن يكون متوازنا في كل الأشياء.
    يحاول علماء الاقتصاد وخبراء المال تقديم تفسير مقنع والوصول لحل الأزمة، مع ما في ذلك من صعوبة بالغة، لان ما وصلت إليه الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها أميركا لا يمكن أن يصنف على انه علاج، بل وصفات مسكنه للأزمة من خلال ضخ السيولة في الأسواق ومساعدة الشركات والمؤسسات المالية المتعثرة، لأن الاقتصاد العالمي اليوم أشبه بالرجل المريض الذي يحقن بالمسكنات والصعقات الكهربائية لإنعاشه، ويبدو أن الأمر ما زال ضبابيا مشتتا بين كثير من الآراء التي تناولت النظام الرأسمالي بالنقد أو الدفاع، والآراء التي نظرت إليه من زاوية نظر سياسية، تماما مثلما يحاول الكثير إلصاق التهمة بأميركا، وقد يكون الأمر فيه شيء من الموضوعية لأن أخطاء أميركا في عهد بوش حاسمة على المستوى الداخل الأمريكي وخطيرة على المستوى العالمي، ولأن معظم الاقتصادات العالمية مرتبطة بالاقتصاد الأمريكي الذي لوحده يشكل ما يتجاوز الـ ( 40 % ) من الاقتصاد العالمي.
    هذه الأزمة ستكون سمة بارزة وعلامة فارقة ليس لهذا العام فحسب .. بل للقرن الحادي والعشرين كله، تماما مثلما كان الركود الكبير في بدايات القرن الماضي علامة فارقه له.
    التغير الآخر الذي يطال العالم، وينتظر أن يكون حاسما ومهما، هو تغيير سياسي بامتياز، من خلال الانتخابات الأمريكية وانتهاء عهد بوش الابن، والانتخابات الإيرانية ومن سيخلف أحمدي نجاد، وأفغانستان أيضا، وأيضا في فلسطين مع قرب انتهاء ولاية محمود عباس مع ما يدور من بحث ومحادثة لتمديد فترة ولايته أو تأجيل الانتخابات الرئاسية، وقد سبق كل ذلك، مجيء ليفني في إسرائيل وجوردون براون في بريطانيا وساركوزي في فرنسا وديمتري ميدفيديف في روسيا، بمعنى أن الزعامات العالمية الكبرى وأيضا الزعامات الفاعلة في المنطقة، ستتغير في غضون عام أو اقل، بمعنى أن هنالك عهد عالمي قادم، لا يدعو للتفاؤل بقدر ما يطرح من تساؤلات حول مصير الأزمات العالمية التي ترحَّل إليهم، وأخطرها القضية الفلسطينية التي تواجه كدرا كثيفا يدعو للتشاؤم.
    قد يبدوا واضحا من هذا أن العالم يتطور في جانب ويتراجع في جوانب كثيرة، لذلك عليه أن يبقى مهيئا لتلقي مزيد من الأزمات، وهو بذلك يحقق معادلة التقدم ببطء والتراجع بسرعة.


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    10/11/2008
    العمر
    38
    المشاركات
    1,091
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: العالم يتقدم ببطء .. ويتراجع بسرعة

    شكرا اخي على طرح هذا الموضوع.
    هذا يعني ان العالم كله يدرك بان الازمة العالمية هذه ,خلفت منا .......اناسا ذوي اجسام هزيلة تجري عكس الرياح القوية التي تعصف بها ,وبكل المعايير و المقاييس السياسية ,الاقتصادية و الاجتماعية.
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

    [frame="2 98"]
    "Make no mistake, translation is a gift--it is not just a matter of speaking several languages."
    les traductions, comme les femmes, pour être parfaites, doivent être à la fois
    fidèles et belles
    [/frame]

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •