ترجمة / محمد عاطف بريكي العبيدي.

المقدم : إني المقدم في الحرس المدني .
الرقيب: حاضر سيدي .
المقدم: لا أحد يجرؤ على معارضتي.
الرقيب : طبعا سيدي .
المقدم : اني أحمل ثلاث رتب و عشرون صليبا .
الرقيب: طبعا ، طبعا.
المقدم : الكاردينال " ارشيفاك" تقدم شخصيا لتحيتي و على بزّته العسكرية المزينة يعلق شراريبه الأربعة و العشرين .
الرقيب: طبعا ، طبعا.
المقدم: اني العقيد ، اني العقيد ، اني المقدم في الحرس المدني .

*- تحت سماء زرقاء و بيضاء ، ذهبية ، يجلس روميو و جوليات غارقين في قبلة دافئة وسط بستان تبغ علبة السجائر .
*- و من تحت الأمواه ، يروح الجندي ، يمسح ماسورة بندقيته المليئة بالظلال ، و في الخارج تسمع أصوات لغط مجهولة.

قـــمــــر ، قــمــر ، قـــمــــر .
في زمــن الــــــزيـــتـــون
(كازورلا) تحتمي بالقلعة
و(بينجامين) بروحه يفديها .


قــمــر ، قــمــر ، قــمــر .
يصيح الديك تحت ضوء القمر
سيدي (رئيس البلدية ) أنظر
فبناتك يعشقن القمر .

المقدم : من هناك!؟
الرقيب : سيدي ... انه واحد من الغجر!

بنظرات بغل خشنة يروح الشاب الغجري يحملق في وجه مقدم الحرس المدني.

المقدم: اني المقدم في الحرس المدني .
الرقيب: طبعا سيدي .
المقدم: و انت من تكون ؟
الغجري : غـــجــــــري.
المقدم: و ماذا يعني ... غجري ؟
الغجري : معناه ما نحب ان نكون.
المقدم: و ما اسمــك؟
الغجري : غــجـــــري.
المقدم : ماذا تقول؟
الغجري : قلت لك غــجــري .

يتدخل الرقيب قائلا: سيدي .. لقد عثرنا عليه أثناء دورية قمنا بها في المنطقة و ارتأيت ان احضره اليك لتبحث أمره .
المقدم قل لي ... أين وجدوك؟
الغجري: كنت واقفا عند جسر الأنهار.
المقدم: عن أي أنهار تتكلم ؟
الغجري: عن كل الأنهار.
المقدم : هه.. و ماذا كنت تفعل عندك؟
الغجري: كنت في جولة ، قاصدا طريق القناة.
المقدم : أيـــهــــا الرقيــــــــب!!
الرقيب : أمرك سيدي العقيد في الحرس المدني (....)
يتدخل الغجري : أريد ان أقول لك اني أنا من اخترعت أجنحة كي أطير بها و ها أنا اليوم أطير بملىء شفاهي ، بالــــورد و الكبريــــت.
المقدم : أ و ه !
الغجري :... مع انني لست في حاجة اليها اليوم ، ففي دمي يسكن حفل و خواتــــم.
المقدم: آ ه !
الغجري : و لما يحل الشتاء ترقد بين يداي زهرة البرتقال .
المقدم: ( يرتجف ) آ ه ه ه !
الغجري: بل تستطيع ان تقول ، برتقالات من تحت كل الثلج المتساقط .
المقدم: آ ه ه ه ... بوم ... بيم ... بام .

(يسقط المقدم على الأرض ميتا )

و من خلال نافذة مشّرعة يروح عبق سيجارة تبغ ممزوج برائحة البن الموضوع في كوب حليب مقدم الحرس المدني يسري في ألافاق .

يصيح الرقيب مذعورا : الـــنـــجـــــدة!

و في ساحة الثكنة يقف أربعة جنود متأهبين ببزّاتهم العسكرية حول جثة شخص ساقط على الأرض و أخذوا يركلونها بحقد الى حد الموت .

(من ديوان الرومنثيرو خيطانو و قصائد الكونتي خوندو . لفديركو غارسيا لوركا .)