آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العرب والتفريط بالمقاومة

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عزت السيد أحمد
    تاريخ التسجيل
    07/03/2008
    المشاركات
    323
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي العرب والتفريط بالمقاومة

    العرب والتفريط بالمقاومة
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
    الدكتور عزت السيد أحمد
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

    ما حدث في غزة منذ يوم السبت السابع والعشرون من كانون الأول وإلى اليوم، ولا ندري إلى متى، حدث ليس عاديًّا أبداً بكل المعايير والمقاييس ولذلك لا يجوز النظر إليه من زاوية واحدة.
    نحن أمام مجزرة مستمرة من قوِّة مدججة بأكثر الأسلحة تطوراً ضد شعبٍ أعزل محاصر حصاراً محكماً حَتَّى في لقمة العيش منذ أكثر من عام، وحاصراً منذ عشرات السنين بالاحتلال. وهي مجزرة مستمرة وليست حرباً، وليست مجزرة عاديَّة، أي إنها تعبير عن منتهى التمادي في الجبروت والعنجهيَّة لا يجد من يردعه.
    لماذا يوجد من يردعه؟
    لا يوجد ما يردعه لأننا اليوم أمام بشرية عمياء لا ترى الحقيقة ولا تريد أن ترى الحقيقة، وتصر على عكس الرؤية والفهم على الرغم من وضوح الصورة وضوحاً يفقأ عين الجاحد ويسد عين الشَّمس. فعلى الرغم من كل الوضوح في الوحشية الصهيونية التي تمارسها في مجرتها ضدَّ شعب أعزل محاصر يصر الإعلام على عدم عرض هذه الصور كلها وإبراز صورة الحجر الذي يقذفه الفلسطيني على أنه الطرف الوحيد في المعركة، وتصر السياسة الغربيَّة على تحميل الطفل الفلسطيني الذي يقذف الحجر كل المسؤولية عن عدم استقرار الأمن في المنطقة. ويتابع مجلس الأمن الدولي بكل أنواع الحول في النظر هذه الطريقة في الفهم ويطالب بوقف العنف المتبادل بَيْنَ الفلسطينيين والصهاينة.
    إذن من الناحية الأولى هناك إرادة دولية عمياء على الأقل، ومشتركة في المجزرة بطريقة أو بأخرى، بغرضٍ أساسيٍّ واحدٍ هو ضمان أمن الكيان الصهيوني في المنطقة على حساب دماء أبناء المنطقة وأقواتهم وأنفاسهم... يريدون أمن الكيان الصهيوني مهما كلف هذا الأمن من ثمن، وهذا ما يفسر العمى الغربي في التعامل مع كل ما ترتكبه الصهيونية من مجازر وتجاوزات... لأنَّ الغرب أوجد الكيان الصهيوني لضمان مصالحه في المنطقة العربية وعلى رأس هذه المصالح عدم تحقق الوحدة العربية، ومن ثم عدم وجود أي تقارب عربي عربي. وهذه الأمور باتت بحكم البداهات.
    ولذلك فقد ارتبط بهذا الغرض غرض آخر هو السعي لتصفية كل مقاومة أو ممانعة للوجود الصهيوني في المنطقة، ومن ثَمَّ كل ممانعة أو مناهضة أو مقاومة للمصالح الغربية في هذه المنطقة. ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي تفرغت الولايات المتحدة والغرب عامَّة من أجل القضاء على بؤر المعارضة لمصالحها أو المهددة لها وقرر الغرب في أول مؤتمر للناتو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أن العدو التالي هو العالم العربي. ومنذ ذلك الحين انتقلت كل المخططات والمشاريع والسياسة الغربية وخاصة الأمريكية إلى المنطقة العربية وخرجت ببدعة محاربة الإرهاب والضربة الاستباقيَّة ووضعت الحركات المقاومة والدُّول الممانعة للسيطرة الأمريكية على اللائحة السوداء فسميت دول إرهابية ومنظمات إرهابيَّة وجعلت القضاء على هذه الحركات والدول مهمة دوليَّة. ولذلك جاءت المجزرة الصهيونية في غزة جزءاً من مشروع القضاء على الحركات والمنظمات المناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة. ولذلك وقفت الولايات المتحدة ومعها الغرب موقف المؤيد للكيان الصهيوني في مجزرته الوحشيَّة.
    المصيبة الأكبر من ذلك كله هي تآمر الضحية على ذاتها. أن يتآمر الغرب على أمتنا فهذا أمر متوقع ومرتقب ومن الخطأ توقع ما هو خلاف ذلك، ولكن أن نتآمر على أنفسنا، أن تتآمر الضحية على ذاتها فهذه مصيبة عجيبة غريبة.
    فريق من الفلسطينيين، هم ما يسمى السلطة الفلسطينية شريك ضالع في المجزرة من أجل الاستفراد في السلطة والقضاء على صوت المقاومة التي هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بحكم الانتخابات الأخيرة. وقد شاهدنا على شاشات التلفزة المختلفة كيف أن رجال السلطة الفلسطينية بدل أن يدينوا المجزرة ويسعوا إلى ردع العدوان راحوا يكيلون الاتهامات لحماس ويحملوها مسؤولية المجزرة متناغمين في ذلك مع الإعلام الصهيوني والأمريكي.
    المصيبة الثانية في هذا الجانب هي العرب العملاء الذين وقفوا موقف المؤازر للكيان الصهيوني في ارتكاب مجزرته، بل لقد كشفت الصحافة الصهيونية ذاتها أن بعض الدول العربية هي التي ناشدتها التَّخلص من حماس وفوضتها في ذلك. وهذا الموقف المتخاذل هو أخطر ما في الأمر على الإطلاق لأنه يعزز الانقسام العربي العربي، ويفقد الجماهير العربيَّة ثقتها في حكوماتها، وفي المستقبل. ويقول بالحرف الواحد إن الفلسطينيين شعب من طينة وطبيعة مختلفة عن طينة وطبيعة شعوب الدول العربية الأخرى. يريد الحكامُ الخونة أن يشعرنا أن دفاع العرب عن فلسطين يشبه دفاع العرب عن نيكاراجوا أو بولفيا.
    المأساة هنا أن الحكام العرب الذين يتعاملون بهذه الطريقة مع القضية الفلسطينية سيقومون بالقضاء على عوامل القوة والرصيد الحقيقي الذي يمكن الاعتماد عليه عند الحاجة، لأنَّ حركات المقاومة والفكر المقاوم للهيمنة الصهيونية والغربية هو الضامن لمصالح الأمة، ولتفريط بالحركات المقاومة تحت أي ذريعة هو التفريط بآخر ما بقي من الكرامة والعزة، وأي أمة هي التي تفرط بكل كرامتها لصالح أعدائها؟!




    [size="4"][/size]


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    12/08/2008
    العمر
    51
    المشاركات
    51
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: العرب والتفريط بالمقاومة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا مؤخذه يادكتور عزت ...

    العرب فرطو بكرامتهم وليست في المقاومه

    اشكرك على مجهودك الطيب ياطيب


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية يمامة
    تاريخ التسجيل
    07/09/2008
    المشاركات
    1,561
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: العرب والتفريط بالمقاومة

    أستاذي الكريم
    إن العالم يعلم أين الحقيقة جيداً ... ويعلم ما هو الحل لهذه المشكلة ...
    بين الكيان الصهيوني والمقاومين ... ويعلم كيف يوقف هذه امجازر ...
    وكيف يوقف السفاحين عند حدهم ... ويعلم . ويعلم . ويعلم .
    ولكنه لا يريد ... منهم من فرط في الكرامة مثل العرب ...
    ومنهم من يتلذذ بموت الأبطال ويتشفى منهم مثل الأمريكان والبريطانيين واليهود أنفسهم ...
    ومنهم من لا يهمه الأمر كثيراً مثل الاتحاد الأوربي وروسيا ...
    لهذا لن ننتظر من احد غير الشعوب الثائرة والمقاومة الباسلة
    وقبلهما الله سبحانه وتعالى كي ينصرنا ويعيننا على الثأر
    للكرامة والوطن والدين وأرواح الشهداء ...
    تحية ثائرة ...


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •