الوُقُوعُ في هَوَى الكَعْبَة
شعر:
جمال بن عمار الأحمر
كتبت عام 1994م، ونشرت في لبنان، ثم نشرت في صحيفة "النور الجديد" الأسبوعية، الصادرة بقسنطينة، بتاريخ 4/12/1422هـ-17/2/2002م، ع 53، ص 20
أَدْمَنْتُ حُبَّكِ يا سَمْرَاءُ في خَلَدِي=رُغْمَ الجِرَاحِ ورُغْمَ السَّهْمِ في كَبِدِي
شَطّ الـمَزَارُ ونَارُ البُعْدِ مَا خَمَدَتْ=رُغْمَ الرِّيَاحِ ورُغمَ الرَّعدِ والْبَرَدِ
قَد طَالَ لَيْلِيَ والأَعْلاَقُ مَأْسَرَةٌ=إِنِّي أُحِبُّكِ قَبْلَ الأَهْلِ والْوَلَدِ!
مَا خُنْتُ عَهْدَكِ يَا سَمْرَاءُ مُذْ عَقَلَتْ=نَفْسِي الْهِدَايَةَ والإِيمَانَ مِنْ جَلَدِ!
مُنْذُ الشَّبَابِ ومُنْذُ الزَّهْرِ مِن عُمُرِي=أَعْلَنْتُ حُبَّكِ فَوَّرًا أَيَا بَلَدِي!
بَيْتَ الإِلَهِ وقَلْبَ الأَرْضِ يَا فَرَحِي=مَهْوَى الرَّسُولِ ومَهْوَى صَحْبِهِ النُّجُدِ
هَذَا الجَمَالُ وعَينُ اللهِ حَارِسَةٌ=هَذا الجَلاَلُ وعَوْنُ اللهِ بِالـمَدَدِ
يَهْفُو الفُؤَادُ وضَيْفُ اللهِ قَد رَكِبُوا=قَد خَلَّفُوا وَجَعًا في القَلْبِ مِن كَمَدِ
جَرَّدتُّ ثَوْبِيَ مِن خَيطٍ يُخَاطُ بِهِ=مَا كُنْتُ في كَفَنِي مِن عَابِدِي البُدَدِ
أَحْرَمْتُ مِن خَلَدِي لَكِن سَعَيْتُ جَوًى=ثُمَّ الوُقُوفُ صِيَامًا والطَّوَافُ غَدِي
قَد طَّافَ قَلْبِيَ حَوْلَ البَيْتِ مُسْتَلِمًا=تَسْبِيحُهُ مَدَدٌ مِن غَيْرِ مَا عَدَدِ
كُنْتُ النَّسِيكَةَ لَكِن لمَ يَحِن أَجَلِي=حَجَّاجُهَا عَلَمٌ مِن قَاطِعِي البَلَدِ
قَلْبِي يُرَفْرِفُ بِالأَشْوَاقِ يَا أَمَلِي=كَيْفَ اللِّقَاءُ وَحَالِي مُحْصَرٌ ويَدِي؟!
غَابَ الحُدَاةُ وضَاعَ الرَّكْبُ وَا أَسَفِي!=غَابَ النَّصِيحُ ومَا فِي الرَّبْعِ مِن أَحَدِ!
نَاحَ الحَمَامُ ونَاحَ القَلْبُ في لَهَفٍ=يَبْغِي الجِنَانَ فَمَا فِي الصَّحْبِ مِن رَشَدِ!
المفضلات