هل ستشهد غزة ذي قار القرن الحادي والعشرين بقلم – ناصر إسماعيل جربوع
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ صدق الله العظيم
لست مبالغا حين القول أن شعب غزة ينتصر ، لاسيما ونحن نتحدث عن زمن الانبطاح في ظل العولمة ،وما يسمى بالعالم الجديد، العالم التي أرادته أمريكا وحليفاتها إسرائيل عالماً سفلياً يقبل الحذاء الأمريكي ويرضي السرطان الامريكى، ويعتبره دواء لمرض العزة والكرامة الذي يصاب به الاحرار0
ومن ضوء علمنا المطلق أن التاريخ المشرف يصنعه الشعوب ولا يصنعه قوانين الحتمية التاريخية ولا الزعماء ، نعم إنهم الشعوب صانعة الحضارة والكرامة فما بالكم اليوم حينما نتحدث عن شعب مثل شعب غزة الأسطورة في الصمود والتصدي والعطاء ، نعم شعب غزة ينتصر رغم حصاره منذ أعوام، ورغم اعتي أنواع الطائرات المقاتلة من إف 6 وأخواتها التي تقذف حممها البركانية علي غزة إلا أن شعب غزة صابر وينتصر، هدمت البيوت الآمنة المكونة من حجارة وأسقف واهية ألا أن شعب غزة صابر وينتصر، باتت الحرائر والأطفال والشيوخ في العراء وصارعوا البرد القارص وشعب غزة ينتصر، اليهود يضربوا غزة من الجو والبحر والأرض وتحت الأرض وفوق الأرض إلا إن شعب غزة صابر وينتصر ، صبراً أغاظ جلادهم 0
إذاً الشعب هو المقصود ذبحه ولبس فصيل سياسي أو عسكري دون الآخر، انه قرار دبر في مجالس الخبث،قرار دبر بليل حاقد اسود بضرورة ذبح شعب غزة ، لأنه صاحب أرقى فلسفة من فلسفات الجلد والصبر المغيظ لعروشهم الواهنة 0
المتجول لشوارع وأزقة قطاع اليوم الأربعاء 31-12-2008 اليوم الأخير من أيام العام الميلادي و الخامس من أبشع عدوان عرفته الإنسانية منذ نشأتها الأولي يتيقن بعين وحق اليقين أن المقصود هو الشعب بأكمله ، أطفال تذبح وهم نائمون في أحضان أمهاتهم الدافئة ونساء تمزق أشلاء ومساجد تدمر على رؤوس المصلين الموحدين ليس لذنب يقترفوه بل لأنهم فلسطينيون لازالوا يمتلكون أكسيد الكرامة الغائب عن الشعوب 0
مر هولاكو علي غزة وكان جباناً فانتصرت غزة علي هولاكو وخلفه ،والآن ابتليت غزة بباركو الصهيوني الجبان وستنصر غزة، ذهب هولاكو وأحفاده وبقيت غزة وسيذهب بارك وليفنى والنتنياهو وستبقى غزة الصابرة 0
في غزة اليوم يعيش الأحفاد العرب الحقيقيون الذين انتصروا في معركة ذي قار يوم انتصر العربي لكرامة العربي، فأين انتم يا عرب من كرامتكم في ذي قار، وانتم اليوم أعزكم الله بالإسلام ، شعرت اليوم بضرورة وبالتحديد بحاجة للكتابة عن معركة ذي قار عسي أن تتفكرون وتدب النخوة العربية والإسلامية المغيبة عمدا عسي ان تتفكرون :---
ذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمال العربي ، وكان في مجلسه رجل عربي يقال له : زيد بن عدي ، وكان النعمان قد غدر بأبيه وحبسه ثم قتله ، فقال له : أيها الملك العزيز إن خادمك النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة .

وأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة ، فلما دخلا على النعمان قالا له : إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب ، فأراد كرامتك ، وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات . فقال له ا لنعمان : أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته ؟ يا زيد سلّم على كسرى ، قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات ، وبلغه عذري . ووصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره ، وقال له : إن النعمان يقول لك : ستجد في بقر العراق من يكفينك .

فطار صواب كسرى وسكت لكي يأمن النعمان بوائقه ، ثم أرسل إلى النعمان يستقدمه ، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة ، فحمل أسلحته وذهب إلى بادية بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم هانئ بن مسعود الشيباني وأودع عنده نسوته ودروعه وسلاحه ، وذهب إلى كسرى ، فمنعه من الدخول إليه وأهانه ، وأرسل إليه من ألقى القبض عليه ، وبعث به إلى سجن كان له ، فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه .

وأقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي ، وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده ، فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض تسليم الأمانات ، فخيره كسرى إما أن يعطي ما بيده ، أو أن يرحل عن دياره ، أو أن يحارب ، فاختار الحرب ، وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل ويشكر والنمر بن قاسط وبني ذهل .

وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من أبطال الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة إياد ، ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى.

فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ : نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين ، فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم : بل قاتلوا مع جنود كسرى ، واصمدوا إلينا أولاً ، ثم انهزموا في الصحراء ، وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم .

وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر ، وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم ،فبدأ الفرس يموتون من العطش ، ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق ، وبينما هم في جحيم المعركة انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها ، فأثخنت فيهم ومزقتهم ، وقتل كل أبطال فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حياً ، فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت .

وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي الزفت والقطران كثيراً من أرضها ، فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم : أين هانئ ؟ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار، فسكتوا فصاح بهم ، فقالوا : لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم ، فكاد كسرى يفقد عقله ، ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة ، فتولى مكانه ابنه شيرويه .

وقد حدث بعض من حضر يوم ذي قار أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي ، فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه برد بن حارثة اليشكري فقتله ، وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي ، فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر ، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم ، فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم ، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم .

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما بلغه انتصار قبائل بكر بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني على عساكر الفرس قال : ( هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا )
مات كسري واندحر ابنه وانتصر العرب برسول الله وستنصر غزة لان فيها شعب أحب رسول الله حبا لا يزاحمها احد لأنهم الصابرون أحباء الله ورسوله ، وسيموت اليهود والأمريكان غيظاً وسينتصر الشعب الفلسطيني يا عرب ، وسترجع كرامة العربي التي تجذرت في ذي قار، فغزة ولدت المليون ونصف (هانئ بن مسعود الشيباني) بثوب فلسطيني مطرز بسطور العزة ومعطر برائحة الدم الأرجواني الفواح ، ذي قار كانت دفاعا عن نساء العرب في الجاهلية فما بالكم نساء العرب المسلمات العربيات فى غزة ألا تستحقن انتنتصر غزة لأجلهن ؟