ماهذا الصـّمتُ الأسودُ
..
.
ما هذا الصّـمتُ
الأسودُ في نجـــرانْ ..؟
وهذا اللونُ
الأزرقُ في عمـّـانْ ..؟
وهذا العُهرُ الرّسميّ
الممتدُّ عجيـــــباً مــنْ
بغداد إلى السودانْ ..؟
وهذا النـّـيلُ الكافرُ
بالتّـاريخِ وبالإنســـانْ ..؟
وهذي الرّاياتُ
البيضاءُ ترفرفُ في كلّ
سماءٍ وتثيرُ القرفَ
معَ الهذيانْ ..؟
وحتى الجبنُ المتعلقُ
بالشّريانِ العربيِّ وأضحى
يحتلُّ المقلةَ والوجدانْ ..؟
أجيبوا يا عربَ الطـّرشانِ
أجيبوا يا أصحابَ العرشِ الوهميّ
وهذا المـُـلكِ بلا تيجان
هلْ أنتمْ حقٌّ أمْ بهتانْ ..؟
قطعانٌ ترعى كي تحيا
ماشيةٌ في هيئةِ إنسانٍ
وإناثُ بعيرٍ بعدَ الطـّمثِ
مزيـّنةً تنتظرُ الفحلَ
لعلَّ الحملَ يجودُ
بيومٍ بالفرسانْ ..!
أجيبوا يا منْ
قدْ كنتمْ أشياءً غادرتِ
الطرقات لتسكنَ في
قصر السـّلطانْ
وشاءتْ أنْ تثملَ أبداً
من كأسِ الذّلةِ والخذلانْ
وأفتوني علماءَ الأمراءِ
بشيخٍ يصرخُ طولَ العامِ
ويدعو لحياة الحكـّامِ
ويومَ المحنةِ يرقدُ
فوقَ البيضِ بقـُنٍّ
نسيَ اللهَ وقولَ الحقِّ
وأنكرَ أحكامَ القرآنْ
فأفتوني أمْ أنّ الفتوى
في زمنِ الغفلةِ تأبى أنْ
تخرجَ أبداً منْ بينِ شفاهِ الـدّنسِ
وتخرجُ منْ بينِ السّـيقانْ
أراكمْ كصغيرِ الأسماكِ
تنظـّفُ أستاتَ الحيتانْ
أجيبوا بالله عليكمْ
( ماذا يعني تنسيقِ الموقفِ )
ضدّ الطفلِ المسكينِ بغزةَ
بينَ الهرمِ وبينَ
ولاةِ القوّة والطـّغيانْ
لماذا الضـّربُ لمقهورٍ
رفض التـّسبيحَ لغير اللهِ
وأعرضَ عنْ ذكرِ الشـّيطانِ
فأمسى إمـّا خلفَ الشـّمسِ
وإما في قيدِ السـّجانْ
لماذا كلّ البلدِ سجون
ولماذا تكسيرُ الأقلامِ
لماذا يحرمُ أنْ نحلمَ
بالجـّـنّةِ أو باب الرّيانْ
وهلْ يعقلُ
أنَّ عقولَ الأمـّةِ تسبى
قهراً بلْ بالخوف ِتـُخيّـرُ
بينَ النـّفي وبينَ العيشِ
بلا عنوانْ
فأجيبوا يا كلَّ الأمواتِ
أجيبوا عن تلكَ الأسئلةِ
المخنوقةِ بينَ دهاليزِ الأذهانْ
وأمـّا أنتمْ
يا بُسطاءِ النـّاسِ
المقهورينَ المحرومينَ
المنتظرينَ لمعجزةٍ
تأتي بخلاصٍ منْ
قيدٍ أوْ فرجٍ منْ
ربٍّ رحمنْ
أفيقوا من هذا
الهذيانِ فإنَّ الله
يغيّرُ حالتكمْ
منْ بعدِ التغيير لديكمْ
فاستمعوا يا أهلَ
الإيمانْ
أعتقدُ بأنّ الموعدَ حانْ ..!
وآنَ لهذا الماردِ أنْ
يخرجَ منْ قـُمقـُمهِ
أنْ تفتحَ أبوابَ البركانِ
وأنْ يرجعَ هذا المنسيّ
أخيراً ويعودَ لكيْ
يصبحَ إنسانْ
بقلم :
رفعت زيتون
9/1/2009
..
. |
المفضلات