Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل

مشاهدة المواضيع

  1. #2
    عـضــو الصورة الرمزية فاطمة عبيدات
    تاريخ التسجيل
    08/01/2009
    العمر
    36
    المشاركات
    255
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل

    ونقدي لهذه المقالة والشكر الجزيل لكاتب المقالة لما فيها من خفايا جميلة
    هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل؟.
    زهير الخويلدي
    لقد استطاع (الكاتب زهير الخويلدي) من خلال مقالته، التي منحها عنوان"هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل" إلى التطرق لعدة مفاهيم بالغة الدقة. هناك تعبيران حرجان كلاهما يفرض منظومة فلسفية مختلفة،ألا وهما؛هل عقلنة الدين تعني عدم التسليم بكافة الغيبية التي ينطوي عليها،أم هل تدين العقل يفرض عليه الإنطواء تحت لواء الحواس والإيمان قلباً بما وراء الطبيعة وعدم التشكيك بكل شيء؟!.من خلال هذه الناحية أضع نفسي كناقدة تبحث في خبايا حروف هذه الكلمات على مقربةٍ من الأسئلة التي طرحها كاتبنا.
    ألا يمكن أن نعثر على علاقة وشائجية بين الدين والعقل؟،ما هو العقل،وإن كان العقل خليفة الله على الأرض فمتى أصبح هو معيار الحق والمنطق؟،تُرى هل يدعم الدين العقل أم يحد من إنطلاقاته الجامحة نحو اكتشاف الخفايا والدلالات؟،وما هو تفسيرنا للدين،وهل هناك دينٌ بمعزل عن العقل؟. ويترأس هذا العصف الذهني من الأسئلة البسيطة،سؤال فلسفي محوري ألا وهو(إلى أي مدى يجوز لنا الإقرار بوجود تنافر في المطلق بين العقل والدين؟).
    لطالما كان الدين هو مصدر روحي يعطي من يمارسه على إختلاف مناهجه أماناً مطلقاً مع الاتساق بروح الخالق،هاهنا نقف على أن الدين لا يحتاج إلى حجج دفاعية لأثباته،فهو مُتجلٍ من أجل الانسان وهو يدافع عن نفسه بنفسه من خلال الحاجة إليه.أما وجهة نظر الكاتب(زهير الخويلدي)بهذا الموضوع فأنا أتفق معها كلياً لأنها تتوافق مع أراه صواباً بأن،غرضنا التشجيع على تعقل الوجود واستنباطه التفاسير العقلانية عن الوجود بجانب إعمال العقل،لأننا مجتمعات مقصرة في هذا المطلب رغم علمنا وهذا مما لا شك فيه أن ذلك واجب ديني وطريق لا سبيل عنه نحو رقينا وتقدم حضارتنا كما كانت في السابق،مع عدم تحيدي للأسباب التاريخية والفكرية والسياسية التي ساهمت في تراجع حضارتنا.
    الدين،علاقة روحية بين مطلق(الله) وفاني(الانسان)،وهذه العلاقة تختلف باختلاف الديانات السماوية أو الطوائف التعبدية والتيارات الدينية السياسية الفكرية.قد نعطي الدين مجمل تعاريف مختلفة ولكن وفقاً لارتباطه بعلاقة مع الانسان فالدين يمثل ظاهرة اجتماعية.تتجلى في مجتمع ما ينشد تعلم القيم السامية.هنا نقف على ما يتضمنه الدين من أنّ كل دين يشتمل اعترافاً من قبل الانسان بعالم غيبي وسلطة عليا إلهية وهذا مما يتنافى مع العقل.العقل الذي لا تمنعه حدود أو حواجز من كسر قيود التكفير كاملة والانطلاق نحو كافة الغيبيات ليستند في فهمها على أسباب ومدلولات.ومن خلال هذه الفكرة نلاحظ اختلاف الظروف الزمنية والاجتماعية التي عايشها الانسان القديم حتى عصرنا هذا.مما يجعل فكرة الاجتهاد في فهم واستنباط الأجوبة من الكلي والمطلق والغيبي تختلف باختلاف مدى فكرة الاجتهاد عند أصحابها.وهنا ألاحظ أن الكاتب تطرق إلى فكرة الإصلاح والتطوير عبر مواصلة حركة الاجتهاد ليس فقط في الفروع بل وفي الأصول وأيضاً من أجل جعله مواكباً لروح العصر،وهذا الكلام مشابه للعديد من الفلاسفة الذين حاولوا التخلي عن كافة الموروث الفلسفي.وهنا أذكر مثلاً بسيطاً(ألا وهو شيخ الفلسفة العصرية ديكارت) الذي تخلى عن كافة الموروثات الفلسفية وعاد مرة أخرى من الأصول غير معتمدٍ على فكرةٍ معينة إنما محاولاً وضع أسس فلسفية ترتكز على بيئة معينة وظروف اجتماعية مختلفة.
    ولكنّي أطرح على نفسي هذا السؤال؛إن قمنا بتناول الأصول،ونفض الغبار عنها مرة أخرى،ألا نكون بهذا خارجين عن نطاق التسليم بأي شيء وإن كان روحاني.اعلم جيداً أن الفلسفة هي العلم الذي يساعدك على التعلمْ. هي اليد الخفية التي تقرع أبواب عقلك لتوقظه من غفلة التسليم بكافة المسلمات والعودة إلى تفسير فحواها.
    ندخل هنا إلى تعريفات ضروريان ألا وهما:الديني،والمتدين. فالأول وفقاً للكاتب(الديني)المتعصب المتمسك لدينه الغير متفهم لوجود عامل الزمن والتاريخ،وهو منفعل بالفعل العاطفي والأحاسيس وهو ممن يؤمنون بالخوارق ويسلمون بها. أنا النوع الآخر(المتدين) هو من يؤمن بحريه ويتصل بمبادئه من ناحية عقلية ترتكز على الحجج ومقاومة التغيرات التاريخية والزمنية من خلال التفّكر الدائم بالمسببات.طبعاً هناك فرق شاسع بين كلا الطرفين. ندخل هنا إلى مفترق يقودنا إلى إن كانهناك من يعتمد على المنطق الديني سواء كان مغرورقاً بناحية معوجة وغير مكترث بانغماسه في الأشكال والقوالب الفارغة بجانب إهمال المضمون، إلى الطرف الآخر الذي له عقل يتمنهج في النقد الداخلي والخارجي خارجاً بإجابة منطقية لما يبحث عنه.
    إذاً هل نحن بصدد عقول بلا دين أن دين بلا عقل!؟.
    إن أردنا أن نضع تفسير لمعنى العقل،سوف نرى العديد والعديد من الإجابات من قبل الفلاسفة على مرّ الأزمان،لماذا؟، لأن كلاً منهم توصل الى إجابته من خلال ما كان فكره ومحطيه التاريخي والزمني والاقتصاري يفرضه عليه،لكن من ناحية مجملة نجد ان العقل ينطوي تحت ما أجمله الكاتب(زهير الخويلدي). بأن العقل بداية هو ملكة إدراكية وقوة جوهرية،والعقل أداة تفكير وشعور وإرادة وممارسة لهذا الإدراك،والعقل موهبة الفهم والفطنة والذكاء المختلفة والمميزة بالدرجة والشرف،والعقل هو مجابهة الخطأ ومجانبة الصواب في المعرفة والابتعاد عن الزلل بالحكم السليم المتوافق.نجد العديد من مشتقات العقل(من عقلانية وتعقل والتعقيل والعقلنة)وما إلى ذلك من الأفعال التي تستحث الساكن على نفث ما فيه من خبايا ليتم تفسيرها وإعادة ترتيب أوراقها.
    أتفق مع الكاتب وأرى بأن وجهة نظرة تحاكي المنطق.من أن مصطلح العقل ما زال متداولاً في جميع المجالات والاعتصام به ما زال قائماً وهو ضروري من أجل التغلب على العديد من الصعوبات وتحصيل السعادة ونحن بالفعل نعلم جيداً من ان ارتقائنا من إنسان إلى إنسانية جمعاء يحتاج إلى العقل لأنه أساس الارتقاء.نلاحظ أن (حكيم قرطبة ابن رشد) جعل ممارسة فعل العقل هو واجب شرعاً.مما يجعلنا نلاحظ مدى أهمية العقل في الاستنباط واكتشاف الإجابات لكافة الألغاز التي تحير هذا الفكر.
    صلة العقل بالاخلاق وكذلك الدين بالأخلاق فكلاهما مرتبط بكافة ما يحيط بهما. كلاهما ينصب نحو السلوك الإنساني ونرى أن(الجابري) لا ينفي وجود آيات تربط بين العقل والهداية والمسؤولية. وهذا ما جاء به على خلاف (ابن رشد) الذي يصل به التعقل والاعتبار وبين العقل والنظر إلى دراسة علمية للطبيعة والنظر على الموجودات على أساس أسباب ومسببات.
    أما رأيي من الموقف الاعتزالي من خلال ما يقوم به المعتزلة من تأويل مستنير متوافق مع روح العصر والذي ساعدهم أن فكرهم لا يعدو أن يكون فهماً إنسانياً فردياً للنص. أجد هنا تناقضاً لي معهم،كيف تفرض على ذاتك حالة من العزلة الإنسانية كرغبة منك كفرد عاقل في فهم المعروض واستخلاص الأضداد وبناء المسائل والإشكاليات من المتشابهات المبثوثة؟!!.قد يكون مثل حي بن يقظان قصة فلسفية على مدى ما يستطيع الوصول له العقل ولكني،أجد أن الإدراك الإنانسي يحتاج إلى الاحتكاك بما حوله من محيط سياسي واقتصادي واجتماعي وفكري وفلسفي لكي يستنبط من خلاله إجاباته وألا يدخل نفسه في هالة من العصور القديمة لكي يبرهن مدى ما يتوصل له العقل،أعتقد بأنه ضرب من غباء محض.إن كنّا سنسخر المَلَكَةَ الفكرية فلنجعلها تعانق قضايا تستحق فعلاً أن يخوض بها العقل.وهذا بنظري أحد ما جعلنا نغوص في تراجعنا إلى خلف الصفوف من الحضارات.تُرانا نجتهد ونبحث في شرائع وأحكام خوفاً من الزنى وماهية إن كان يجوز للمرأة أن تعمل؟ وماذا تعمل؟وهذا يجوز لها، وهذا مما لا يجوز؟.أين الفكر الحر الذي يعرف مواطن الاستافده منه،كفانا ترهات عبثية.
    من ناحية اخرى أجد الفرق واضحاً بين المعنى للعقل الفلسفي والمعنى للعقل الديني بكلام(محمد أركون). فالعقل الفلسفي يرفض العمل داخل حدود الأقفاص والحواجز وأن ينطلق من معرفة جاهزة، بخلافٍ من العقل الديني فهو يقبل العمل في إطار المعرفة الجاهزة التي تعتقد في صحتها دون تثبت وأفكاره تخرج بالاعتماد على العبارات النصية للكتابات المقدسه سواء من(القران الكريم، الانجيل المقدس،التوارة).
    العقلانية في الأمور الدينية هي نظرية تعتبر العقل الإنساني هو الدليل الهادي والسبيل الكافي والمنهج الملائم لإدراك الحقيقة الدينية التي يتضمنها الوحي.ونقف هنا عند التفسير والتأويل؟. فإن كان التفسير يعني توضيح الصورة من الناحية الشكلية بغض النظر عن المحسنات البلاغية.بخلاف التأويل الذي يدخلك في منحى إعادة الشي إلى أصله في المعنى.على هذا الكلام نستطيع تفكر النص الديني،وإرجاعه لمعناه وتتبع أصله أو مرجعه أو سببه.
    بغض النظر عن التأويل إن كان ظاهرياً أم باطنياً أم عقلانياً،فالهدف من التأويل العقلاني عقلنة الرموز والمجازات التي كُتب بها الوحي وإعطائها تفسير دنيوي وخلعها عن انغماسها بالغيبيات وتثبيت ما فيها من قيم مطلقة من أجل الوصول لحقيقة (يرتاح لها العقل من خلال إدراك اليقين الذي يطمئن له القلب والتحرر من أسر عبودية الجهل والتجهيل الفكري).
    هل ننتهي إلى أن عقلنة الدين تؤكد التدين العقلي؟!.باعتقادي أجل،وأن الأمر الديني بضرورة إعمال العقل يؤدي إلى الاكتشاف العقلي للدين الحقيقي من حيث هو حقيقة وجود الإنسان في الكون.
    نتجه نحو النظر العقلي فهو لا يؤدي إلى الإلحاد وإنكار الدين والخروج من دائرة الإيمان إنما على العكس،يؤدي الاستعمال الفردي والمنهجي والحر إلى اكتشاف الدين الفطري الطبيعي،هذا يقودنا إلى عنوان هذه المقالة وانصافه بإجابه منطقية.بهذا نلاحظ أن العقل الطبيعي لدين طبيعي فهناك مطابقة وتلازم بين الإسلام كدين فطرة والنور الفطري في العقل.فالإسلام دين العقل لأنه يعتمد وفقاً للموقف الوجودي والمنهج الحياتي الى العقل.
    وننتهي إلى خلاصة ما ختم به(زهير الخويلدي هذه المقالة الفلسفية)،بأن فعلاً إن كانت هذه نظرة العقل إلى الدين فهما بالنا نحن نوقف حياتنا ونتوقف ونهمل من يدعوننا إلى الالتفات إلى المعقول؟!. لماذا نخشى التعرف على كيفية تعلم المعرفة،وعدم الإرتضاء بكل معرفة كمقتضى وحتمي؟.
    فاطمة عبيدات-القدس المحتلة

    التعديل الأخير تم بواسطة م . رفعت زيتون ; 10/01/2009 الساعة 01:00 AM


    [align=center]كُلُّ السُيوفِ قواطعُ إنْ جُرِدتْ، وَسيفُ يَراعي في غمدِهِ قاطعُ[/align]
    مَقدِسيَّةُ التُرابِ والوَشمْ،،فاطمة عبيدات


    قَلمي لا تكن (كالعاهراتِ)...للذي عندهُ الفلوسُ تؤاتي

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •