آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: 'لعنة غزة' ستطارد الكثيرين / عبد الباري عطوان

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي 'لعنة غزة' ستطارد الكثيرين / عبد الباري عطوان

    'لعنة غزة' ستطارد الكثيرين
    عبد الباري عطوان

    21/01/2009

    اعادت قمة الكويت العربية الاقتصادية التأكيد على مدى ضحالة النظام العربي الرسمي، وعجزه عن القيام بأي خطوة عملية لمواجهة التحديات التي تقف امام الأمة في مرحلة التحول الخطيرة التي يعيشها العالم حاليا بمقدم رئيس امريكي جديد من اصول افريقية ومن صلب أب مسلم.
    كان من المفترض ان يتنبه الزعماء العرب الذين تداعوا لهذه القمة، الى هذه اللحظة التاريخية، وان يظهروا بمظهر القوي، الحريص على قضاياه، وتعزيز رغبته في اثبات وجوده على الساحة الدولية، ولعب دور فاعل في تكريس استقرارها، والانتصار لقضاياه المصيرية، ولكن هذا لم يحدث مطلقا، فقد ظهر هؤلاء الزعماء امام مواطنيهم الغاضبين من عجزهم، وتبلّد مشاعرهم، وافتقادهم زمام المبادرة، مفلسين كليا، على الصعد كافة، السياسية منها على وجه الخصوص. ونحن هنا لا نتحدث عن الافلاس العسكري، لانه مسألة ميؤوس منها، ويتساوى في ذلك محورا الاعتدال والممانعة.
    ملحمة الصمود في غزة لم تستحق من هؤلاء الزعماء غير كلمات عابرة، تفتقر الى الحرارة، وتركز على المال تحت عنوان 'اعادة الاعمار'، ولم ترد كلمة المقاومة اطلاقا في البيان الختامي، ولو بشكل عابر، بينما تم التأكيد على شرعية سلطة بلا شرعية دستورية او اخلاقية، بعد سقوطها المريع طوال فترة المجازر، وتبرئتها للجلاد، ولومها للضحية، كأن المقاومة اصبحت عارا، خاصة اذا مارسها من هم تحت الاحتلال.
    عندما اظهرنا كل الحذر الممكن تجاه التحليلات المتفائلة للكلمات المعسولة التي وردت على ألسنة بعض الخطباء حول غسل القلوب من الاحقاد والترفع عن الصغائر، والانطلاق نحو المستقبل نابذين الخلافات، لم نكن نضرب بالرمل، ولا نقرأ الفنجان، وانما ننطلق من قناعة راسخة بأن الخلافات بين 'كهنة' النظام العربي الرسمي اعمق من ان تذيبها مصافحة 'فاترة' امام عدسات التلفزة، او عشاء دسم بدعوة من امير القمة. فهناك مشروعان متعارضان احدهما يدعم المقاومة، وآخر يعتمد اسلحة المبادرات السلمية وحوارات الاديان مع اناس لا دين لهم غير سحق عظام الاطفال والمدنيين وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم.
    فالمصالحة الجدية بين طرفين متخاصمين، تعني وببساطة شديدة ان يتنازل احد الطرفين الى الآخر، مسلما بصحة وجهة نظره ومسعاه، او ان يلتقيا على ارضية وسط بين الموقفين، وهذا لم يحدث في قمة الكويت، بل شاهدنا عكس ذلك تماما، اي تمسك كل طرف بوجهة نظره، ولهذا لم تتبن هذه القمة أيا من قرارات قمة الدوحة الطارئة، مثل تجميد مبادرة السلام العربية، وكل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع المعتدي الاسرائيلي.

    السيد عمرو موسى بشرنا قبيل انعقاد قمة الكويت، بأنه سيعرض على الزعماء في القمة مجموعة من الخيارات البديلة لمبادرة السلام العربية، ولكن في الجلسات المغلقة، وبعد اختتام القمة قال إنه سيتولى شخصيا البحث عن هذه الخيارات والبدائل. اي تهريج هذا، فأصغر طفل عربي يعرف ان بديل فشل المساعي السلمية هو وضع استراتيجية لاستخدام كل اسلحة المواجهة المتاحة من سياسية واقتصادية وعسكرية. وهناك الكثير منها في حوزة النظام العربي، ولا يتطلب الامر اجراء بحث عنها.
    ويمكن ان نسهّل للسيد موسى مهمته بذكر بعضها مثل استخدام ورقة التنسيق الامني مع حلفاء اسرائيل، واقدام حكومته المصرية السابقة على تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية التي لا تتوقف عن توجيه الصفعات المهينة لها (الاتفاق الامني مع واشنطن لمراقبة الحدود مع غزة، وازدراء المبادرة المصرية بوقف اطلاق النار من جانب واحد)، والغاء اتفاقات الغاز، ودعم المقاومة، ووقف التعاون في الحرب على الارهاب ومكافحة الهجرة غير المشروعة، واخيرا اعلان الحرب بعد الاستعداد لها، فلماذا يقاتل الجندي الاسرائيلي المرفه القادم من نيويورك ولندن وموسكو، عن ارض مسروقة ولا يتردد عن قتل الاطفال والنساء، ولا يقاتل العربي المسلم دفاعا عن دينه وعقيدته متصديا لهذا العدوان السافر المدان؟
    شعرت بالخجل الشديد وانا ارى بان كي مون امين عام الامم المتحدة يقف على انقاض مقر المنظمة الدولية المهدم، ويدين هذا العدوان بأقوى الكلمات، ويتعهد بعقاب ومطاردة كل الذين اقدموا على ارتكاب جرائم قتل الاطفال وتدمير منازلهم فوق رؤوس اهلهم. فقد كنت اتمنى لو ان السيد احمد ابو الغيط، او الرئيس مبارك نفسه، او ايا من قادة محور الاعتدال، وبالذات من حلفاء واشنطن الحميمين فعل ذلك.

    امين عام الامم المتحدة الكوري البوذي كان اكثر تعاطفا مع معاناة اهالي قطاع غزة من معظم المشاركين في قمة الكويت، بل ومن 'الرئيس' الفلسطيني محمود عباس نفسه، فلم يوجه كلمة لوم واحدة الى المقاومة، واتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب والاستخدام المفرط للقوة، ووعد بعدم التخلي عن المشردين وذوي الضحايا، وتقديم تقارير وافية عن كل ما شاهده من مآس الى اعضاء المنظمة الدولية ومؤسساتها.
    أسعدني اكثر مشاهدة جون جانغ ممثل الاونروا في القطاع الذي كان الناطق باسم الضحايا ومأساتهم في القطاع، يتحرك وسط انقاض القصف طوال الاسابيع الثلاثة من عمر العدوان، معرضا حياته للخطر، وفاضحا مرتكبي المجازر على شاشات الفضائيات، ومتحدثا الى الغرب المنافق المتواطئ بلغته، وبطريقة مؤثرة. ان هذا الرجل يستحق كل التكريم ليس من النظام العربي الفاسد، وانما من منظمات حقوق الانسان، بل يستحق جائزة نوبل نفسها.
    المعركة الدائرة حاليا ليست حول كيفية حماية قطاع غزة من عدوان متوقع، وانما كيفية ارسال الاموال المرصودة لاعادة الاعمار.
    اموال اعادة الاعمار يجب ان تذهب للحكومة المنتخبة والشرعية، الحكومة التي قاومت وصمدت وقدمت الشهداء والضحايا، لتكون تحت اشرافها، واذا تعذر ذلك فلتوضع تحت تصرف منظمات دولية مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا، ففيها من الرجال والنساء من امثال جون جانغ، والسيدة كارين ابو زيد من هم محل ثقة وتقدير، بعد ان اثبتوا ذلك عمليا في اللحظات الخطرة.

    الصمود البطولي لأهل قطاع غزة احدث حالة 'فرز' تاريخية في المنطقة العربية، فرز بين الانظمة والشعوب الحية، فرز بين من يقفون في خندق المقاومة ومن يقفون في خندق استجداء السلام والاستسلام، فرز بين الاعلام الشريف القابض على جمر الكرامة، واعلام التزوير والتعتيم وتوفير المنابر للمتواطئين مع العدوان ومجازره.
    'لعنة غزة' ستظل تطارد الكثيرين، خاصة اصحاب الفخامة والجلالة والسمو الذين رفضوا حتى تجميد مبادرة سلام ماتت وتعفنت على مدى سبع سنوات من الاستجداء، دون ان يلتفت اليها احد.


    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية ياسر طويش
    تاريخ التسجيل
    17/10/2008
    العمر
    70
    المشاركات
    2,881
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: 'لعنة غزة' ستطارد الكثيرين / عبد الباري عطوان

    أجل والله ياأختاه أم الفضل بنت الشيخ أجل : ستبقى لعنة غزة هاشم تؤرق أجفانهم ,وتمنعهم من النوم بهناء وطمأنينة أمد الدهر .
    ماداموا يتآمرون على غزة ,وعلى حماس , وعلى المقاومين المجاهدين الذين صمدوا بوجه المحتل ,وقاوموه مقاومة الأبطال ,وجاهدوا بالروح ,وبالنفس ,,,من أجل الدفاع عن المقدسات ,وحماية الحقوق ,فقدموا أرواحهمم ,وضحوا بالغالي والنفيس ,من أجل نصرة الوطن ,والأمة .
    أجل ياأختاه ...أجل فوالله الذي لا إله إلا هو خالق الخلق ,ومالك الملك ,
    لن ينام لنا جفن ,ولن يهجع لنا قلب حتى نحرر الأرض ونعيد للأقصى سناه ....
    سنصلي في الأقصي سوية إن شاء الله ياأختاه ,
    ومعنا أخي الحبيب الغالي : عبد الباري عطوان ,
    ومعنا قادة حماس ,والقسام ,وجميع الشرفاء
    الميامين الغيارى الفرسان ...
    وما ذلك على الله بعزيز .....


    لك خالص الشكر والمودة


    ياسر طويش

    غنوا غنوا ما أحلاها= غنوا غنوا ما أغلاها
    واتا واتا أم ُ الدنيا= هنوها عيشوا برضاها
    واتا واتا ما أغلاها =نعشقها ونموت فداها
    هي شمس ٌفي الكون ِتهني = قمرا ونجوماً بسماها

  3. #3
    إعلامي وصحفي سوري الصورة الرمزية ناصر عبد المجيد الحريري
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,630
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: 'لعنة غزة' ستطارد الكثيرين / عبد الباري عطوان

    لعنة ... نعم .. كانت وما تزال لعنة .... كانت لعنة على شارون و غيره ممن سبقوه من قادة الكيان الصهيوني الذين تمنوا أن يستفيقوا من نومهم فيجدون البحر قد ابتلع غزة !!
    نعم تمنوا أن تنتهي غزة لأنها لعنة عليهم من الله إلى يوم الدين .
    غزة ... هي بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب ، مادامت المقاومة موجودة بحماسها وجهادها وقيادتها العامة ... وكل الفصائل البطلة .

    يا ''ناصرا''قد غلا في القلب موقعه=''عبدالمجيد الحريريْ''معدن الكرم
    يا ابن الأكارم من آل الذين بهـمْ=في الأرض أمتنا تسمو إلى القمـم
    حييت شهما''مزكّى النفس''من درن=ودامت ''الشام''مهد العز والشمـم
    حسن بن عزيز بوشو

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •