هل هناك إعلام ثقافى وإعلام غير ثقافى؟
لعلنا نرى أن مصطلح الإعلام الثقافى يدعو إلى تخصيص الجانب المعرفى والأدبى أو الداعم للمعرفة والأدب فى الإعلام، ونقصد بالمعرفة هنا كل ارتباط بين المعلومة وذهنية المتلقى فى محاولة لاكتشاف رؤية جديدة وقيِّمَة وذات بعد إنسانى للعالم، وخصصنا الأدب لأنها يحمل دائمًا رؤية مغايرة واستثنائية للعالم.
ونقصد بالإعلام كل الوسائل المتاحة لتوصيل المعلومة:
راديو، تلفاز، نت، صحف، مجلات
إذن فالعامل الأساسى هنا هو المعرفة، فالثقافة والإعلام لهما هدف واحد هو مخاطبة الناس والاتصال بهم كطريقة أساسية فى تحقيق هدف توصيل المعلومة، فلا ثقافة دون إبلاغ وتعبير عن محتواها، ولا إعلام جيد دون ثقافة تؤازره، ومن المعروف أن أجهزة الإعلام هى المسؤولة عن تلاقح الثقافات وتداخلها ففى عصر الفضائيات نرى حضور دائم لثقافة الآخر فى البرامج والمسلسلات والأفلام والأغانى، يقول ماوتسى يونغ: كانت المادية قبل ماركس تنظر إلى المعرفة بمنأى عن طبيعة الإنسان الاجتماعية، وبمعزل عن تطوره التاريخى، لذلك لم يكن فى مقدورها أن تدرك تبعية المعرفة للممارسة الاجتماعية. ويقول ابن خلدون:
"اعلم أنه لما كانت حقيقة التاريخ أنه خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع"
ما نريد قوله هو أن المعرفة ترتبط بالتاريخ والاجتماع البشرى فالمعرفة علاقة يجب أن تكون حتمية فى تكوين العلاقات المختلفة بين الدول وبعضها والأفراد وبعضهم والأفراد والدول، ففى بداية التاريخ كان الإعلام المعرفى هو الصوت ودق الطبول فى محاولة للتحذير أو الإعلان عن الحرب، ثم كانت النقوش على الجدران وأوراق البردى والتى ارتبطت بصفوة المجتمع وهم الكهنة وتوصيل مكاتيب الملوك إلى نظرائهم، فالمعرفة والاتصال عن طريق المخاطبات كانت مرتبطة بالشكل الطقسى الدينى المعرفى ثم الملكى، ثم انتقلت إلى العامة عن طريق الثوار فى استعمالهم لوسائل القصر فى المراسلات مثل الخطابات المختومة والتى يعود عصرها إلى رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل الحمام الزاجل الذى لعب دورا مهما فى حروب التتار والمغول، وجدير بالذكر استخدام جماعة الحشاشين لفكرة الرعب الإعلامى عن طريق إرسال رسائل تهديدية بالقتل لمن يريدون قتله، ومن هنا ارتبطت فكرة الإعلام بالمعرفة الحتمية لأمر مهم من ناحية، وبالشكل الملكى من ناحية أخرى؛ مما أضفى عليها شكلا من أشكال الخصوصية والتميز، فالحتمية تعبر عن أهمية الرسالة الإعلامية والملكية تضفى عليها الطابع الفخم، ولم يتغير الإعلام عن صفاته فهو حتمى فى إرسال المعرفة خاصة الثقافية محور الحديث، وفخم فى إبهاره دائما للمتلقى حتى يستطيع جذب انتباهه فى ظل تعدد وسائل الإعلام الآن والإعلام واجهة جيدة ومرآة صادقة لطبقات المجتمع والممارسات الاجتماعية والثقافية، فالبرامج الثقافية فى الراديو مثلا أصبحت ترتبط بالفشون والأزياء على المحطات الأكثر استماعا، أما البرامج التى تنتج معرفة مثل قال الفيلسوف وزيارة إلى مكتبة فلان، فمصيرها التوقف كزيارة إلى مكتبة أو الثبات على رتم ووتيرة واحدة مما يبعث على الملل ف التلقى، والبرامج الثقافية فى الراديو لم تعد تحظى بتلقى الجمهور كما فى السابق ولعل ذلك يعود إلى طبيعة الممارسة الاجتماعية التى سبق وتحدثنا عنها فالممارسة الآن تقضى بوجود بدائل عديدة سواء على محطات القنوات الفضائية أو النت،
محطات الفضائية ما رأيك فيما يبث على قنوات الفضائية وهل يمثل تشكيل ثقافى لهذا الجيل؟
النت مساحات حرة مفتوحة وكل من يريد التوجه ما عليه إلا أن يضغط الزر فهل هذه هى النافذة المثالية لنشر الثقافة؟
المجلات والصحف الثقافية هل باتت وسيلة قديمة أم سيظل الورق والحبر هو الأساس الواعد والواعى لمقومات الثقافة وهل هناك آلية لنشر ثقافة الكتاب فى الوطن العربى؟
الأمن الثقافى وكيفية الوصول إليه تحت إطار ما يسمى بالغزو الفكرى؟
هل يشارك الإعلام العربى المصرى فى خلق ديمقراطية ثقافية جادة سواء على منحى الاختيار فى برامجه يعنى ديمقراطية اختيار البرامج وحق أى معد أن يبث ما يشاء من معلومات أو ثقافة الديمقراطية بمعناها الواسع؟
الحلول العملية لحل أزمة الإعلام الثقافى